رواية جذور منسية…
الجزء الثامن…
بقلم ليلى مظلوم
عندها وضعت لارين حجاب فاطمة على رأسها ..ونظرت الى
نفسها في المرآة ..شعرت باحساس جميل ..وقالت لها فاطمة
:ما اروعكِ وانتِ ترتدين الحجاب !!
قالت لارين :ما الذي افعله ??يبدو انني جننتُ بسبب هذه
الطفلة وسجادها !!
ايعقل ان ارتدي الحجاب يوما ??!!
وبعد قليل عاود حبيبها الاتصال بها فلم ترد عليه ..فارسل اليه
رسالة وقد كتب فيها :انا آسف يا حبيبتي اعلم انكِ كنتِ
تمزحين في كلامكِ وانا لن اتخلى عنكِ ابدا مهما حصل
..وارجو ان تنتظري هديتي بعد أيام ..
فلم. ترد عليه ايضا ..وشعرت ان كل الوعود التي يعدها بها ما هي الا وعود زائفة ..وقد يتغير هذا الشيئ بعد الزواج ..وقد تخيلت نفسها ان قررت ان. ترتدي الحجاب يوما كيف سيعارضها ويخجل بها ويقف في طريقها ..وبدات تفكر في موضوع الحجاب وتتذكر كلام فاطمة ..تلك الطفلة التي تسبق سنين عمرها في التفكير ..
نظرت اليها فاطمة ولاحظت حيرتها فقالت لها :اخبرني سجاد يوما انه يجب علينا في عيد رأس السنة ان. نتخذ خطوة ايجابية في حياتنا تقربنا من الله ..لارين هل تحبين الله??
قالت لارين :بالطبع احبه !!ما هذا السؤال ??
قالت فاطمة :ان الله يحب من يحبه ..
قالت لارين متهربة من كلام هذه الطفلة :ما رايكِ ان نخلد الى النوم .??
قالت فاطمة :نعم هيا بنا ..
ثم قبلتها ونامت ..وعند الفجر تقريبا استيقظت لارين ولم تجد فاطمة الى جانبها فقلقت عليها ..وذهبت تبحث عنها في ارجاء المنزل ..فوجدتها تصلي صلاة الصبح في الصالون ..نظرت اليها باعجاب شديد ..انها كالملاك الصغير وهي ترتدي ثوب الصلاة وتدعو لربها ..وقالت لارين :ترى ما الذنب الذي ارتكبته هذه الطفلة لتستغفر ربها ..وا خجلتي من نفسي ..
ثم رجعت الى غرفتها وهي تبكي ..وعندما انتهت فاطمة من صلاتها عادت الى الغرفة ووجدت لارين بانتظارها ..فسألتها :مابكِ ..لماذا تبكين ??
قالت لارين :انا لا اعلم كيف اصلي واتوضأ ..واشعر اني احتاج لذلك ..
قالت فاطمة بحماس :انا اعلمك ..ان. كنتِ لا تمانعين بذلك كوني طفلة صغيرة بنظرك ..
قالت لارين :واي طفلة انتِ ..لقد تعلمت منكِ الكثير ..
ثم احتضنتها ..وبدأت تعلمها الوضوء والصلاة ..وبعد ان صلت شعرت انها ولدت من جديد ..
وقررت ان تتعلم كل الصلوات وتواظب عليها ..وبدأت تخطو اول خطوة في طريق الهداية بسبب طفلة صغيرة ..
ومرت عدة ايام وحان موعد عيد الميلاد ..والملفت ان البيت لم يكن مزينا كما يجب ..بحيث كانت زينته بسيطة جدا ..عدا الشجرة ..وعندما سألت عمتها عنها قالت ان سجاد سيحضرها معه مساء ..ثم قامت لارين بتذكير فاطمة بوعدها الذي وعدتها اياه ..فقالت فاطمة :حسنا يا صديقتي الغالية ..انا أحببتكِ بصدق واتمنى لك عاما سعيدا ..الليلة انا ساغادر المنزل وكما وعدتك سأخبرك بالسر بشرط ان يبقى بيننا ..
وبينما هما تتحدثان ..جاء (بابا نويل )محضرا معه هدية ..وطلب لارين ..وسلمها اياها ..انها من صديقها في الغربة ..!!وقد فرح اهلها بهذا الاهتمام وباركوا لها ..اما عمتها فكانت مشغولة في المطبخ ..
اما فاطمة فاقتربت من لارين وهمست لها في اذنها بحماس :هذا هو السر يا لارين ..!!
قالت لارين :وماذا تقصدين ??هل تعلمين صديقي في الغربة ??
قالت فاطمة: لا لا ..الامر ليس كذلك ..انا اقصد السر الذي تريدين معرفته ..
قالت لارين :حسنا وما هو ??
