رواية جذور منسية ..
الجزء العاشر والأخير ..
ووضع سجاد شريط الفيديو وساد الصمت ..وكان الفيلم عبارة
عن قصة النبي عيسى عليه السلام ..وقد استمتع الجميع
بمشاهدته وفهموا القصة تماما ..وفي نهايته مقتطفات عن
قصة النبي محمد (ص)… قال سجاد :ارجو ان تكونوا قد استمتعتم بهذا الفيلم ..!!
وقد عبرّ الجميع عن اعجابه الا لارين التزمت الصمت مع انها
استفادت كثيرا وحصّلت معلومات كانت غائبة عن ذهنها ..ما
كانت هذه السهرات الا للضحك واللعب والمرح دون ادنى فائدة
وجدانية ..قال سجاد :اعلم يا خالي اني ما فعلت ذلك الا لاظهر
لكم اهمية هذه الايام بالنسبة لنا وكيف يجب ان نوجهها ..علينا
ان نستفيد من قصة انبيائنا ونترجمها على حياتنا ونعلم ماذا
يريد الله منا ..وفي قصصهم عبرة لنا فنصحح من بعض افكارنا
..وسلوكياتنا ..هناك الكثير من العائلات التي لا نشعر بها تسهر
مع البرد والصقيع ..!!انه لشيئ مؤلم حقا ..
وبعدها بدأت العائلتان تتسامر الأحاديث وشعرت لارين
بحميمية هذه السهرات ولكن غرورها منعها بان تعترف بذلك
..واخيرا حان موعد رحيل فاطمة فعانقها الجميع ..وعندما
وصل الدور الى لارين شعرت بالحزن الشديد وذرفت دموع
الشوق قبل ان يبدا وقالت لفاطمة :حقا استمتعت كثيرا معك
في هذه الأيام القليلة وتعلمت منكِ الكثير ..اعدك ان اذهب
لزيارتك في عيد رأس السنة واودعك قبل سفري يا صديقتي الغالية ..
ثم رحلت فاطمة مخلفة وراءها البراءة والحنان ..
وذهبت لارين الى غرفتها وبدأت تفكر بما حصل ..واعترفت
لنفسها انها معجبة جدا بسجاد ..ولكن ماذا عنه?? كيف سيحب
فتاة مثلها ... وقالت لنفسها :اسأل نفسي عن. سجاد ونسيت
انني احب الله ويجب ان انفذ تعاليمه ..حان وقت التغيير
..وكما قالت فاطمة عليّ ان افكر ماذا فعلت في السنين
الماضية واراجع حساباتي ..وباذن الله ستكون هذه السنة مختلفة تماما ..
وقد اتصل بها صديقها يسألها ان اعحبتها الهدية فقالت له
:بصراحة قلبي لم يعد ملكي واعتبر ان كل شيئ قد انتهى بيننا
فانا لم اعد اناسبك ..ثم اقفلت السماعة ..وبدأت تتذكر كل
المواقف التي مرت بها وقررت ان تتغير ..
وبعد مضيّ خمسة ايام وفي ليلة رأس السنة تحديدا كانت
الثلوج تهطل لتزين الارض بلونها الناصع ..وكانت لارين تنظر
من النافذة وتراقب الثلوج وطلبت من الله ان يهبها قلبا وعقلا كبياض هذا الثلج ..
وبعد قليل نزلت الى الصالة وكان الجميع جالسين ..وكانت
المفاجأة ..الجميع نظر اليها باستغراب حيث كانت محجبة
حجابا كاملا ..وفرح سجاد كثيرا بذلك وهنأها على هذه
الخطوة المباركة وقد صرحت له انه هو السبب بذلك ..اما اهلها
فاعتبروا ان هذا امرا خاصا بها وهذه حياتها ..وطلبت لارين من
سجاد ان يأخذها لزيارة فاطمة حتى تودعها لان موعد سفرها
قد اقترب ..وذهبا معا وفرحت فاطمة بزيارتهما وقالت لسجاد
:الآن يمكنك ان تتزوج من لارين ..
وشعر بالإحراج من كلامها ..وتجاهل الامر ..وبعد ايام سافرت
لارين وهي تحمل في قلبها حبا لن تنساه لسجاد ..وبقيت على
تواصل معه الى ان صرّح لها بحبه وعادت من سفرها وتزوجا
بعد فترة ..وكانت ليلة رأس السنة ميلادا جديدا لها ..
نعم اعزائي ..الكثير منا ينسى جذور دينه من الإنسانية ..لدينا
ما هو افضل من بابا نويل الذي نقدسه ..وليلة رأس السنة
يجب ان تكون فرصة لنا لتذكر اخطائنا وذنوبنا والابتعاد عنها
..لاليلة العربدة والسكر والحفلات التي لا ينتج من خلالها الا
معصية الله في الآخرة وذهاب انسايتنا وارواحنا بسبب
الحوادث التي تحدث نتيجة السكر وذهاب العقل من جهة
اخرى ..
تمت بحمد الله