رواية لن احررك الحلقه الاولي والثانية بقلم دهب عطيه


 
رواية لن احررك 

الحلقه الاولي والثانية
 بقلم دهب عطيه 


"حاسس انك مش مرحب بوجودي في بيتك 

ياسراج ياخويّ...... "

هتف زهران بجملته وهو يجلس على مقعد المكتب 

امام سراج شقيقه الأكبر..... 


رفع سراج عيناه وهو يزفر مستاءاً وقال...

"انت عارف ومتاكد أنا مش مرَحب بوجودك ليه 

هنا ...."


تطلع زهران الناحية الآخرة بضيق... ليغير مجال الحديث.... 

"خلينا في المهم انا عايز ابيع العمارتين الى في الساحل وكنت عايزك تخلص ليه الإجرات بما انك محامي كبير وفاهم في القانون.... "


اتسعت عينا سراج بدهشة وهو يرد عليه... 

"تبيع إيه يازهران... ده آخر حاجه في املاك ابوك 

انت ناسي ان العمارتين مش ملكك لوحدك... "


رد زهران سريعاً ... 

"عارف انهم مش ملكي لوحدي وانك ليك فيهم 

زي ما ليه تمام ....لكن انا داخل صفقه كبيره 

ومحتاج سيوله عاليه.... "


ابتسم سراج بسخرية قال...

"صفقة إيه..... سلاح..... "


نهض زهران بقوة من مقعده وهو يوليه ظهره 

متصنع الدهشة بخبث.... 

"سلاح إيه بس يازهران.... استغفر الله ياجدع 

انا فاتح شركة استيرد وتصدير ومعايا توكيلات لناس 

كبيره اوي في البلد بره مصر وخارجها... أنت ناسي

اخوك بيشتغل في إيه ...."


أشعل سراج سجارته بغضب وهو ينهي الحديث قال.. 

"مهم حاولت تضحك عليه مش هتقدر يازهران انا عارف عنك كل حاجه لكن ساكت عشان خاطر الدم الي بيجمعنا......"

تنهد سراج باسى ينهي الحديث قال .... 

"خلاصت الكلام بيني وبينك انا مش هفرط في اخر 

حاجه سبها ابوك لينا انا مش موفق على البيع 

يازهران..... "


صاح زهران فجأه بغضب.... 

"يعني إيه مش هتوفق.... بقولك محتاجه سيوله الصفقة كبيره المفروض تساعدني مش تغرقني... "


نهض سراج وتحدث امام وجه شقيقه بغضب وخزي

"لو بتكلم عن المفروض اعمل إيه فلازم تعرف ان المفروض أبلغ عنك بما اني راجل بمثل القانون وبترافع عن الحق وبنصر المظلوم ولمجرم عندي عقابه الحبس ولعداله هي الي بتحدد نسبة عقابه.... وللأسف ادامي مجرم لحم ودم ماشي في سكه ضلمه وسوده ونهايتها معروفه... "


لوى زهران شفتاه بامْتِعاض قائلاً... 

"كفايه فلسفه يامحامي الغلابه..... وخلينا في المهم 

لو معاك فلوس تشيل العمارتين وتديني حقي انا موافق...."


"وانا قولت لك اني مش هبيع.... "


نظر زهران له بشر وهو يجز على أسنانه بغضب

"يعني ده اخر كلام عندك..... "


رد عليه سراج سريعاً 

"بظبط.... ده اخر كلام مابينا... "


أبتعد عنه زهران سريعاً متوجه للخارج بضيق 

وعيناه بركتين من اللهيب المشتعلٍ..... 

وضع يداه على مقبض الباب وكادا ان يخرج 

ولكن نداه سراج بخشونة وأمر.... 

"زهران..... "


استدارا له زهران بعينا غاضبة ولكن متساءلة 


ليكمل سراج بأمر حاد.... 

"ابعد عن جواد وسيف ....ولادي مش شبهك وبعيد 

اوي عن سكتك ....."


أبتسم زهران بحقد.... 

"ولادك هم ولادي ياسراج ولا عشان ربنا حرمني 

من الخلفه بقيت بتستخسر فيه حب ولادك ليه... "


لوى سراج شفتيه بستياء... 

"انت عارف انا بتكلم عن إيه كويس اوي.. فبلاش 

اللف والدوران..... "


وقبل ان يفتح زهران ألباب ألتفت له قال بصوت 

هادى ولكن يشوبه التهديد.... 

"لو عايز نفضل أخوات ودم واحد بلاش تقف في طريقي وفكر كويس في موضوع بيع العمارتين 

لان صفقه دي لازم تتم زي مانا عايز...... "


ثم اكمل حديثه بمكر... 

"وااه الخواجه الكبير بيحذرك من اخر مرافعه اترفعت بيها ضدد سمير المسيري وهو مش ناوي 

ليك على خير خاف على نفسك..... وياريت 

تخاف على مراتك و ولادك التلاته.... "


رد سراج بعناد حاد 

"سراج الغمري...ميعرفش الى الحق.....و وصل 

رسالتي للِمشغلك...... قوله ان طول مافي نفس 

هكمل في سكتي مهم كانت النتيجه...."


---------------------------------------------------------

وضع السجارة بعصبية داخل المنفضة وانتفض 

بحدة قال....

" يعني إيه الفلوس الى معاك مش مكافيه زهران... "


نهض زهران ورآه بحزن مصتنع.... 

"غصب عني ياخواجه.... انت عارف سراج وتصميمه 

مصمم ان ميفرطش في اخر ورث سايبه لينا ابونا.. "


احتقن وجه الخواجة قائلاً بحدة... 

"ده كلام فارغ يازهران... اخوك مصمم يتحدانه 

ومن فتره اترفع ضدد واحد مهم من رجالتنا وبعتنا ليه انذار وهو ولا همه.....ومزال ماشي في سكته 

ولولا وجودك لكنت محيت اسمه من نقابة

المحاميين....ولبسته تهمه كمان "


أبتسم زهران بمكر وعيون تلمع..... قال

"آنا من رايي تبعت ليه انذار جديد ياخواجه بس 

مش بحبر على ورق...... "


نظر له الخواجة بعدم فهم... 

"مش فاهم قصدك إيه يازهران.... "


ابتسم زهران بخبث.... 

"برصاص ياخواجه قصدي إنذار برصاص.... "


بعد عدة أسابيع ..... 


صاح زهران بغضب.... 

"احنا متفقناش على كده ياخواجه متفقناش على كده..... "


رفع الخواجة عيناه له ببرود قال.... 

"وطي صوتك زهران.... بتزعق ليه.... "


صاح زهران اكثر بانفعالٍ... 

"بزعق ليه..... انت متعرفش إيه الى حصل في فيلة 

سراج الغمري.... "


همهم الخواجة ببرود قال.... 

"ايوه عرفت فيلة سراج الغمري اتحرقت.... ماس كهربائي مش كده زهران.... "


إتسعت أعين زهران بصدمة... 


"انت بتقول إيه ياخواجه انت الي.... "


قاطعة بحدة ومكر..... 

انا الى إيه ياخبيبي اعقل زهران..... وبلاش تمثل 

عليه.... انت كنت عايز كده من اول مقترحة 

عليه إنذار الرصاص... انت كنت عايز تخلص 

من اخوك وعيلته وانا خلصتك منهم.. فبلاش بقه 

درما زياده هنا ياخبيبي عشان احنا ورنا شغل 

ولا نسيت.... "


صمت زهران بتوتر وهو يتطلع على الخواجة 

بصمت مريب........ 


بعد مرور تسعة عشر عاماً...

--------------------------------------------

"بلاش تسبني ياسيف انا خايفه.... "


نظر لها بخوف وهو يتطلع على المسافة من الأعلى

للأسفل بزعر ويداه تتشبك بيدها برعب من ان 

تنزلق..... 

"امسكي نفسك يأمل امسكي نفسك ياحبيبتي "


نزلت دموعها بخوف.... 

"مش قادره ياسيف انا حسى اني هموت خلاص.... "


صاح سيف بإصرار وزعر

"مش هسيبك يأمل مش هسيبك...... "


لينزل على رأسه شيئاً ثقيل يجعله يفقد الوعي 

سريعاً..... ولكن صوت صراخها في أذنيه كان مثل اللحن الصاخب بقسوة عليه.....


"ااااامل...... اااااامل.... "

نهض بزعر وبوجه مبلل احمر.... حتى بعد مرور 

السنوات لم يتغير الكابوس ولم يقدر على تبدل 

الماضي ولم يمحي اي شيء يمر الان في حياته 


طرق على ألباب جعله يعود من عواصف أفكاره 


"مين.... "


"انا شاديه يابيه......الست انعام عايزاك تجهز عشان 

الست أسيل مستنيه حضرتك تحت..... "


حك في شعره بضيق.... 

"أسيل !!..... عايز إيه ؟؟... "


أبتسمت الخادمة قائلة.... 

"عشان تختار معها فستان كتب الكتاب يابيه..."


زفر سيف بختناق..... 

اليوم سيتم كتب كتابه على( أسيل الحسيني) ابنة

عمته الغالية ولذي توفيت يوم ولادتها في اسيل 

لتعيش أسيل مع والدها في دبي مدة لا تقل عن 

عشر سنوات ويموت والدها بعدها بسبب ازمة 

قلبية.... وتعود أسيل الى أرض الوطن ويتكفل 

برعايتها جواد وجدته أنعام..... بعد فترة ستصبح 

أسيل زوجته والتي كان يحملها على يداه حين 

تتذمر عليه.... يعلم ان الفرق بينهم ليس كبير فهو 

يكبرها بخمس سنوات ولكن لا يرها إلا مثل 

أسماء شقيقته..... 


تنهد بحزن.... الماضي يحمل الكثير من الأوجاع 

له... ولكن هنآك من يحمل اكثر من الاوجاع جعله مثل الصخرة الصلبة الباردة مع آلجميع........ 


هتف سيف من بين شفتيه بشرود... 

"جواد..... "


----------------------------------------

استلقى على بطنه فوق سطح مبنا ضخم ومرتفعاً 

ممسك بسلاحه الكبير ويداه على زناد السلاح... 

عيناه كانت كالنمر الثاقب وراء هدف معين 


خرج ذلك الرجل من شركته وهو يتحدث في الهاتف 

بمكر وابتسامة ترسم ببشاعة على ثغره.... 


في نفس اللحظة.....

حدد جواد الهدف بعينان كالنمر وأطلق الرصاصة 

لتصيب قلب الرجل فور خروجها...... 


ازدحم المكان من حول آلرجل بزعر وصدمة.... 


ليخرج جواد وسلاحه في حقيبته السوداء 

ووجه بارد كاثلج لتذيد نقطة دم اخرة في

أنهار (جواد الغمري )....

رفع الهاتف على أذنيه قال ببرود..... 

"علام..... اتمحى من الدنيا .... "


اغلق الخط ليرمي الهاتف عند اقرب سلة قمامة... 


ويمر من امام رجل يقف بدرجة بخارية على طريق العام.... ليرمي الحقيبة السوداء على دراجة قال بخشونة لصاحبها.... 

"وصل الأمانه..... "


بداء يسير بهدوء ليجلس على مقهى كلاسيكي 

ومن بعيد تلمح عيناه تجمع الناس حول 

الرجل الذي اصيب في مقتله من طلقة رصاص 

مجهولة المصدر !!........ 


"تامر بحاجه يافندم.... "


رفع جواد عيناه لشاب الواقف أمامه ليرد عليه 

بوجه كصخرة الصلبة.... 

"قهوة ساده..... "


اوماء الشاب وابتعد عن مرمى عينا جواد.... 


ليشعل جواد سجارته بسخرية وهو يتطلع على البعيد بدون شفقة..... 


ليصدح هاتفه الخاص به !! ....


نظر للهاتف ببرود وهو يزفر بغضب 

ليفتح الخط قائلاً بصوتٍ كالوحة الثلج... 

"عايزه إيه يانجي.... "


أستمع وهو يرتشف القهوة بتلذذ بارد... 

"ممم.... طب خلصتي كلامك.... بصي يا انجي 

لم اعوزك هاجي وهتشوفيني غير كده مفيش

وتحذير اخير بلاش أشوف رقمك تاني على ألتلفون...... "


اغلق الخط سريعًا وهي تتحدث إليه..... 


رفع عيناه ليجد بعد النساء ينظرون له باعجاب

وهمسات وقاحة تلتقطها أذنيه بمكر.....


هو وسيم ومن يجفل عن ذلك.... يمتلك عيون زيتونية داكنة ألون قاسية وباردة دوماً وهذا ما يجعلها في بعد الأحيان مصدر اعجاب للجِنس الناعم !....


شعر اسود ناعم.... جسد رياضي وقامة طول ساحرة بشره خمرية داكنةٍ قليلاً......ملامح رجولية طاغية بشدة عليه وقسوة وبرود اكتسبهم من رحلة الماضي !!.. 


وضع النقود على الطاولة.... وخرج من المكان 

بعد ان رمى عليهم نظرة احتقار ذكورية...

--------------------------------------------------

"اسيل حاولي تكلمي مع سيف اكتر من كده انتي 

مش بتحكي معاها نهائي....وفردي وشك وضحكي 

ادامه حاسسي انك فرفوشه ومش بتحبي النكد 

عشان يقرب منك اكتر....."


كانت تتحدث انعام كبيرة العائلة ام سراج و زاهر 

هيَ سيدة من سيدات المجتمع الراقي ومايميزها 

عن البعض صلبتها امام الجميع و اوامرها اليهم 

واهم شيء لديها مكانة العائلة واسمها.....ولكن 

هذا لا يمنع انها تمتلك قلب أم تحب احفادها 

وتخاف عليهم..... 


لوت أسيل شفتيها وهي تعبث في الهاتف بقلة صبر 

من اوامر جدتها انعام التي لا تمل من وضع اوامرها

ونصاحها كل يوم أمام وجهها وبالأخص عندم تمت

خطبته من ابن خالها (سيف الغمري... )


زفرت بضيق... فهي ستجمع عمرها وحياتها مع شخص مثل سيف الغمري الذي لا يعرف الحديث 

قط.... قليل الكلام... غامض جداً... شفرة صعب اختراقها.... شخصية صعب استحواذها.... هي 

على يقين ان سيف لا يحبها وليس بينهم اي 

حديث منذ طفولتهم ولكن المثير في الأمر 

أنه قبل الزواج منها بدون اي كلمة اعتراض

واحدة..... ماذا يعني هذا ؟؟....


يجب التحدث معه هذا الأفضل لي وله يجب أن 

يفهم مشاعري اتجاهه ومشاعره اتجاهي ...كم 

يقال (وضع نقطة البداية قبل النهاية.. )

بعد ازدحام الأفكار لديها فكرة في الحل الأمثل 

والذي كانت تعد له منذ اكثر من شهرين.... 


بعد الشجاعة ياسيل القليل منها فقط....


تنفست بعمق واخرجت زفير عالٍ بعد أن حسمت 

أمرها........ 


نظرت انعام لها بعدم فهم متساءلة بي....

"أسيل فهمتي هتعملي إيه مع سيف.... "


ايماءة بسيطة كانت الرد على انعام... 


جلست انعام بجانبها على الاريكة الوثيرة.... 

وهي تربت على يدها قائلة بحنان الأم ونبرة صوتٍ حزين...

"اسيل انا عارفه انك قلقنه من ارتباطك بي سيف 

لكن صدقيني سيف طيب وجدع وإبن حلال لكن 

الي مر بيه هو وجواد كان فوق طاقتهم... فا هتلاقي

شوية صعوبات في قربك منه.... بس ده مش هيمنع

انك أنسب واحده لسيف الغمري..... "


تنهدت بصمت ماذا تقول لجدتها القلب يهوى غيره 

وصعب ارغَم المرء على تبديل حبه مهم كانت 

الأسباب !! ....


هي ضعيفة وتعلم ولكن ليس عندها الجرأة للوقوف 

أمام من اعتنت بها بعد موت والدها ووالدتها هي 

امها الثانية ليست فقط جدتها.... وحتى أن كانت ذات 

طباع صارمة ، تظل الأم الثانية لها في هذهي آلدنيا 


صدح هاتفها بوصول رسالة من شخصاً تحفظه 

على ظهر قلبها..... فتحت الرسالة.... 

"وحشتيني يااسيل.... هنتقبل أمته... "


أغمضت عيناها بألم وهي تغلق الهاتف وعقلها غاب 

عن الواقع ليرسم بعد الخطط الذي ستخلصها من هذا 

المأزق........ 


في نفس الوقت دلفت (لميس )زوجة عمها زهران حديثاً..... وهي ترتدي بنطال جينز ملتصق بشدة 

على جسدها وبلوزة زرقاء ألون واسعة قليلاً 

وتطلق شعرها الأسود القصير حول وجهها.. 

ولم تنسى لميس وضع زينة وجهها الذي تعد 

من اكبر واغلى مستحضرات التجميل !!...


وقفت لميس أمامهم قائلة بتكبر

"هاي يااسيل.... هاي ياانعام هانم... "


لم ترد انعام عليها بل اشاحة بوجهها الناحية الآخرة 

باشمئمزاز... 


لترد أسيل عليها بهدوء محاولة ان تتغاضى عن نظرت النفور إليها .... والذي لا تعلم سببهَ..... 

"اهلا يالميس...... على فين كده..... "


ردت وهي تشعل سجارتها أمامهم بوقاحة... 

"النادي.... مش رايحا ولا إيه.... "


ردت أسيل بنفي..... وهي تحول أخرج الحديث من فمها فالحديث متعلق بالزواج المنتظر..... 

"لا.... اصلي راحا مع سيف عشان اشوف الفستان

الى هلبسه في حفلة كتب الكتاب .... "


فغرت لميس شفتيها بتمثيل متقن لتقول بستهزاء

"مش معقول هتشتري فستانك من هنا لا وكمان راحا

تلفي ودوري........ خليني اكلم المصمم الإيطالي الى بيصمم ليه فساتيني يصمم ليكي فستان على

ذوقه......"


استغفرت انعام بصوتٍ عالٍ حتى تتوقف زوجة ابنها الشمطاء عن الحديث الذي لا يروق لها ...... 


ردت أسيل عليها ببرود......

"لا شكراً انا بحب البس من صناعة بلدي.....وبحب البس على ذوقي مش على ذوق حد تاني..... "


رفعت لميس كتفيها وانزلتهم بقلة حيلة قائلة بنعومة

"براحتك كنت بحاول أساعدك...... "


كادت ان ترد اسيل ولكن سبقتها أنعام بوجه مكفهر 

"احنا مستغنين عن مساعدتك يامرات ابني... وياريت 

قبل متقدمي مساعدتك تسالي أن كنَ عايزنها 

فعلاً ولا لا.. "


زين ثغر لميس أبتسامة باردة مستفزة 

"سوري ياماما انعام ..... مخدتش بالي ....عن اذنكم 

بقه لحسان اتأخرت "


خرجت لميس وهي تتمايل في سيرها بدلع مستفز لهم.... 


تمتمت انعام بضيق.... 

"جتك موو..... اعوذ بالله من الأشكال الى بدخلها 

عليه يازهران........ "


ابتسمت أسيل بستياء وهي تهز رأسها... فالحقيقة 

المدروسة في هذا القصر ان (انعام) صعب تحب 

شخص خارج دائرة عائلتها المحدودة....... 


دخل في هذا الوقت سيف يرتدي الحلّة سودا

ألون..... تعكس وسامة رجولته الطاغية عليه...

سيف يمتلك جسد نحيف وطول مناسب 

شعر بني عيون بني جذابة....... لدى سيف الوسامة 

الكافية لسحر عيون بنات حواء به....ولكن هناك 

حاجز داخله صعب اختراقه !!...


سلم سيف  على جدته ناظراً الى أسيل الذي تختلس النظر له بحرج وتردد من ما تنوي فعله...... 


"عامل إيه يانعام هانم دلوقتي.... "


ردت عليه انعام بحنان.... 

"بخير ياحبيبي طول مانتم بخير...... "


"ازيك ياسيل..... "


رفعت اسيل عيناها لتجده يتحدث إليها لترد بخفوت

"الحمدلله..... ازيك أنت يا سيف..... "


رد عليه بصوت يكاد لا يصل الى أذنيها ولكن 

فهمت انها رد عليها بالحمد كما فعلت..... 


نظرت انعام الى سيف واسيل لتتحدث بنبرة ذات معنى لي اسيل..... 

"يلا ياسيل عشان متتاخروش على مشواركم...

وانت ياسيف طول بالك على عروستك لاني واثقه 

أنها هطلع عينك لحد متختار فستان كتب الكتاب "


حرك سيف شفتيه في ناحية واحدة تدل على عدم 

الرضا عن هذهي الخروجة........ 


صعدت اسيل السيارة بجانب سيف لتنظر له قائلة 

بتردد..... 

"سيف ينفع قبل منروح اي حته نتكلم مع بعض شويه....... "


نظر لها قال بنبرة خالية من المشاعر

"هنتكلم في إيه...... "


حاولت التحلي بالصبر امام جفاء صوته... 

"موضوع مهم لازم تعرفه قبل أي حاجه..... "


لم يرد عليها بل انطلق بالسيارة بصمت وقناع الامبالاة يرسم على وجهه بابداع فنان !!.... 

_____________________________________

"اصحي يلا ياخالتووو اصحي بقه ....صلاة الجمعه 

هتروح عليكي..... "


فتحت بسمة عيناها ذات العسل الصافي بنعاس

وهي تبتسم لابن اختها الوحيد أبتسامة يشوبها 

عدم التركيز.... 

"كريم......عايز إيه..... "


زم الصغير شفتيه وهو يتحدث بقلة صبر مضحكة

"صبرني يارب بقولك الجمعه هتروح عليكي.. قومي 

ياخالتو قومي بقه...... "


فتحت بسمة عيناها مرة آخره بتركيز لتجلس على الفراش ليراوضها رائحة شيءٍ ما لتحرك انفها 

يمين ويسار بإستمتاع سائلة الصغير بشك...

"كريم.... اوعا يكون الى في بالي.... "


ابتسم الصغير مجيب إياها بخبث بريء

"هو رنجه وسردين ممالح..... مش بقولك النهارده الجمعه الفطار ملوكي...."


ابتسمت بسمة عليه وهي تنهض قائلة بزهول .... 

"أنت متاكد انك عندك عشر سنين..... "


حرك كريم عيناه للأعلى وللأسفل كاحركةٍ تدل 

على التفكير العميق في معضلة صعب حلها....

"اااه الشهاده بتقول كده .....المهم انا رايح اتوضى 

ولحق بابا ويلا انتي عشان بعض الاكله الملوكي 

ورنا همورك ومحتاج مساعدتك....."


خرج الصغير وتركها تقف تضحك على طريقته الجدية معها.......لتمتم بطريقة الخالة !!..

"قمر ياخواتي .....شبهي اوي الواد كرمله ده....فينا 

من بعض كتير....."


وضعت دعاء شقيقة بسمة اواني زجاج على سفرة الطعام و الذي تفوح منها روائح الاسماك البحرية المالحة بطريقة تفتح شهية متذوقها ومحب اكلها........


"الله الله يارويحك ياام كريم...."


ابتسمت دعاء لزوجها امجد بحب ليقبلها من وجنتها 

وهو يقول برضا 

"تسلم ايدك ياحبيبتي ...ويديمك نعمه في حياتي... "


ردت عليه بخفوت.... 

"حبيبي الى مدلعني.... ربنا مايحرمني منك

ياامجد... "


"تيرارررررار تيرارررررر...الاكل هيبرد ياجوز اختي مش كده ....."كان هذا صوت بسمة وهي تتقدم 

منهم لتجلس أمامهم مباشرةٍ ......


جلس كريم وهو يهمس لي بسمة بمزاح... 

"المفروض يراعو سنجله البائسه الى بمر بيها.... "


كبحت بسمة ضحكتها وهي ترد عليه بصدمة ومزاح

"انت بتمر بسنجلة بائسه..... "


رد بسرعه.... 

"ايوه..... "


"انا كده هطلع على المعاش...."


جلست دعاء على سفرة وهي تبدأ بوضع الأكل امام زوجها واختها وابنها الوحيد كريم وهي تمتم بشك. 

"أنتو بتكلمو في إيه..... "


رد كريم سريعاً مقاطع اول حروف بسمة... 

"ولا حاجه ياماما...كنت بكلم خالته عن الهمورك 

ها نويتي تذكري ليه امته....."


نظرت له بسمة لتغمز له بمكر قائلة بنبرة ذات معنى...

"اي وقت يا كرملتي..... انا اقادر"


تحدث امجد هذهي المرة قال...

"صحيح يابسمه عملتي ايه في اخر قضيه مسكتيها..."


وضعت قطع من الخبز في فمها وهي ترد عليه بسعادة....

"كسبتها طبعاً...."


استغرب اجابتها ....وسالها بإعجاب...

"ازاي عملتيها دول العيال الى عمل الجريمه دي تحت 

السن القانوني....."


نظر امجد الى كريم ومن ثم الى بسمة لتفهم بسمة 

سريعاً ان امجد لا يريد ان يذكر جريمة الشباب امام 

ابنه....نعم الجريمة مخجلة فهي منتشرة بكثرةٍ منذ 

فترة طويلة...(اغتصاب)بين قوسان نرى مجتمع 

البعض منه اصبحت الشهوه تحركه ليصبح حيوان 

بدون عقل يركض وراء هواه ويدمر من لا يمتلكون الا الشرف والعرض ، والثوب الأبيض يتناثر عليه دَناسةً صعب تمحى امام مجتمع يرى الانثى عاهره في ضعفها ويرى الرجل له صلاحيات مشروعة ! ... 


اكملت بسمة الحديث بطريقة عادية ولكن متحفظة 

على وجود الطفل بينهم..... 

"الموضوع كان في لعب في شهادة ميلادهم.... بس انا حلتها وطعنت في شهادة ميلادهم واثبت أنها 

مزوره ...واتحكم عليهم....."


ابتسمت دعاء بفخر لبسمة قائلة 

"ربنا يقويكي يابسمة وينجحك كمان وكمان انتي طيبه وجدعه وتستهلي كل خير....ده كفايه وقفتك 

مع الناس الغلابه ومرفعتك ليهم من غير ما تمدي 

ايدك في جَيبهم....."


نهضت بسمة وهي تمتم بصياح....

"يارب ادعيلي يادودو....امسك قضيه من القواضي 

الكبيره وترافع فيها وكسبها وساعتها بقه اسم

بسمة محمد الرفاعي هيسمع في المجال ومش 

هبقى ملحقى على القواضي ....."


نهض امجد وهو يحمل بعد الاواني الفارغة قال 

بمزاح.....

"ايوه ودنيا تلعب معاكي وتنسي جوز اختك

الغلبان....."


حملت بسمة عنه الاواني وهي ترد عليه بنفس المزاح...

"حد ينسى استاذ التاريخ برده ابويه الصغير....

على العموم ليك نسبه من الأرباح....."


كركرة دعاء وهي ترد عليها بمكر...

"واخد بالك ياامجد بسمه بتوزع نسبة ارباحها 

وزمان العشر جنيه الى في جيبها بتزغرت...."


دخلت بسمة للمطبخ قائلة بمزاح ....

"عشر إيه انا مش فقيره لدرجادي هم سبع ونص في جيب البنطلون ..... "


هتف كريم بصياح عالٍ

"خالتوو السبع ونص دول يلزموني...."


ردت عليه وهي تحضر الشاي....

"اياك ثم اياك تفتح الخزنه ازعلك.... المهم مين هيشرب شاي بنعناع"


ردت دعاء عليها....

"اعملي دور لينا كلنا..... بس خلي كوبية كريم خفيفه 

وصغيره..... "


"اوك..... "


وضعت بسمة سنية الشاي في صالون لترفع عيناها 

على التلفاز وتجد خبراً ما في تلفاز.... 


(علام خفاجه رجل الأعمال المشهور يتلقى رصاصةٍ مجهول مصدرها أمام باب شركة ال***الذي واحده 

من احد الشركات الذي يمتلكها ...قد تم نقله الى المشفى صباح اليوم ولكن جثه بدون روح !! ان لله وان إليه راجعون ... )


انتفض قلب بسمة سريعاً وزعر أحتل جسدها كلياً


لاحظ امجد تغير ملامحها والحالة التي سيطرة عليها 

ليسالها بقلق....

"مالك يابسمه انتي تعرفي الراجل ده...."


نظرت دعاء الى التلفاز لتتذكر شيءٍ مهم.... 

"ده علام خفاجه.... ده صديق بابا من ايام الجامعه 

وتردد علينا بعد وفاة بابا في كذا زياره لكن اختفى فجأه ورجع تاني ظهر من فتره قريبه في مكتب 

بسمه...... "


توترت بسمه قليلاً وهي تستأذن منهم لدخول غرفتها


اغلقت الباب بالمفتاح.... وفتحت خزانة ملابسها 

بمفتاح خاص بهذهي الخزنة التي تخفي بها 

اهم الأوراق لها...... مسكت الملف لتنظر فيه

وهي تقرأ بعد اسماء وارقم لناس من المفترض 

انهم مثال المجتمع الراقي العطاء بكل نقطة دم فداء 

للوطن وشعبه كما يتحدثون امام كاميرات الصحافة !!...


بعض الاسماء الكبيرة والأرقام الهائلة بعد العملية 

الكبيرة تحتوي على أسلحة غير مرخصة دخلت 

البلد بطريقة غير قانونية ......اسماء كبيرة تعرفها 

ولاخرة تجهلها... ولكن اسمين شد تركيزها 


(زهران الغمري)


(جواد سراج الغمري)


فلاش باااك...


علام بتوتر وهو يضع الاورق امام مكتب بسمة

"خلي الاورق دي معاكي يابسمه ...."


رمت بسمة نظرة الى الاوراق بتمعن قبل ان تساله 

بفضول....

"اي الاوراق دي ياأستاذ علام ...."


مسح علام حبات العرق بتوتر قال

"دي امانه يابسمه يابنتي تقيل اوي عليكي 

بس غصب عني انتي الوحيده الى مستحيل يدوره 

عليها عندك.....الاوراق دي قصدها روحي وروح اي 

حد يمتلكها "


اتسعت عينا بسمة بتوتر...

"معقوله لدرجادي ....يبقى لازم نبلغ البوليس...."


وضعت يدها على الهاتف بجانبها سريعاً ...ليمنعها علام بتوتر قال.....


"لا البوليس لاء.... "


راقبت بسمة توتره وكلماته المتناثرة زعر بشك..... 


ليكمل علام حديثه بطريقة اقل هدوء و رزانة...

"البوليس هيعرف بس مش دلوقتي يابنتي....كلها يومين يومين بس وهاخد الامانه منك ..ولو حصلي 

حاجه هيجي الى ياخد الامانه منك ويسلمها بنفسه 

للبوليس ....عشان انا مش عايز احطك في صوره 

لانك مش قد الناس دي ولا قد شرهم...وبلاش تفتحي الأوراق دي يابسمه لو عايزه تكملي حياتك 

بسلام.... "


نظرت له بسمة بتراقب من تهديده الصريح ..وكانت تود لو ترفض إخفاء هذهي الأوراق ...ولكن روح المحامية المغامرة استحوذ عليها لتجد نفسها في نهاية تخرج تنهيدة استسلمت للأمر الواقع وانتظار اليومين كما اخبرها... 


باااااك.... 


أغمضت عيناها بخوف من القادم من تحت هذهي الأوراق ... 

"لازم اخلص من الأوراق دي وسلمها لمكانها المناسب

انا مش مرتاحه للي بيحصل ده.... واكيد في حاجه 

غلط من البدايه.... "


-------------------------------------------------------

يقف أمام نافذة مكتبه الزجاجِ الشفافة لينظر الى 

المارة ببرود..... وصوت صراخاً من الماضي يدوي في أذنيه بإصرار حتى إنه ظن انهُ صم سمعه وغير قادر على سمع غيره !!!....


ولكن طرق الباب ودخول احد رجاله جعل 

الرشد يعود إليه..... 


"عملت إيه ياسيد..... "


تحدث جواد ومزال على وضعه وكأن لم يدخل احد 

عليه ..... 


رد الآخر بعملية وصوت خشن......

"الوراق موجود عند واحده محامية اسمها بسمة محمد الرفاعي.... محامية على قدها ودايما ببترافع

عن قواضي الناس الغلابه ومعظمهم بدون مقابل مادي..... والغريبه انها بتنجح في اي قضية تدخلها بشهادة آلناس وعايشه مع أختها الكبيرة استاذه 

في مدرسه حكومية...وجوزها كمان استاذ تاريخ 

في نفس المدرسه وعندهم ولد واحد عنده عشر سنين..... والمحامية دي فتحه مكتب صغير كده 

في قلب الحاره الي عايشه فيها..... وده آلملف 

الي فيه معلومات اكتر عنها وعن حياتها من اول متولدت ....."


نظر للبعيد ببرود وهو يرد عليه... 

"تمام سيبه عندك وخد الباب في ايدك.... "


خرج آلرجل.... ليتنفس جواد بقلة صبر من مسألة أخذت اكبر من حجمها معه....... 


جلس على المكتب وفتح آلملف... لتقابله صورة هذهي الفتاة..... التي تبتسم بسعادة للحياة 

وعيناها ذات العسل الصافي تلمع بأمل نَقي 

ملامح وجهها تدل على طموح وحلم 

رُسمَ بريشة فنان.... وشعرها الأسود المنساب 

بتالق يحكي قصيدة غزل خاص بها وحدها 

ولم يكن هناك منافس لها !! ...


أبتسم بسخرية وهو يقرأ أسمها..... 


"بسمه محمد الرفاعي...... يترى هتيجي بلين ولا هتحصلي صاحب الأمانه الي معاكِ


❤ الحلقة التاني ❤


أستيقظ من آلنوم بتكاسل ليدلف الى آلحمام بعيون 

ناعسة......... 


خرج من الحمام ليرتدي ملابس الدراسة بنطال كحلي وقميص أبيض وربطة عنق كحلية ألون ....... 


دخلت والدته عليه قائلة بحنان... 

"أنتَ صحيت ياجواد..... "


أبتسم لها بوجهٍ بشوش قال.... 

"ايوه ياام جواد من نص ساعة....وبعدين انا من امته 

بستنى حد يصحيني..... المهم سوما صحيت...."


ارتبكت الام قليلاً لتخفي حرجها قائلة... 

"اسماء تعبانه شويه..... و"


"تعبانه مالها.... "الهلع بأن في عيناه على توأم روحه 

وعمره شقيقته (أسماء) والتي الفرق بينها وبين جواد 

دقائق ، دقائق فقط خرج قبلها لتلاحق به هي دنيا 

لم تعهدها الى ويد جواد تمسك بها أينما ذهبوا... 


ربتت والدته على كتفه بحنان وقالت بهدوء 

"أختك بخير لكن عندها شوية إرهاق كده و... "


صمتت ولم تكمل الحديث.... نظر جواد لها قليلاً بتمعن وتريث برهة لتعود الإبتسامة على ثغره 

قال بخبث..... 

"يعني بعد كده هقولها يانسه أسماء..... "


ابتسمت والدته بحرج لتبخط رأسه بيدها بمزاح 

قال وهي تبتعد ....

"بظبط كده ..بس أوعى تحرج أختك خليك عاقل.. "


اوماء لها بهدوء...... 


دلف سيف ذات العشر سنوات بوجه عابس.... 


"مالك ياابو بوز...... "


تزمر سيف ولوى فمه بعدم رضا قال... 

"بلاش الإسم ده عشان مقفلش عليك.... "


مسك جواد لياقة قميص سيف قال بنبرة تحذير

"تقفل عليه انااااا..... "


بلع سيف مابي حلقه قال بسرعه 

"لا انا أقدر دا أنتَ اخويا الكبير وفوق كل ده بحبك .... "


أبتسم جواد ليتركه ويهندم ملابسه بيده قال بحنان 

"طب مالك زعلان ليه..... "


"عايز فلوس..... "تحدث سيف بهذهي الجملة وهو يعبث في تسريحة جواد الطاغي عليها باغراضة 

الرجولية...... 


"طب أبعد كده واتكلم من غير فرك.... "

أوقفه  جواد عن  العبث في اغراضة الخاصة... 


نظر له سيف بهدوء ليقول  بلباقة 

"طب إيه ناوي تديني الفلوس ولا.... "


رفع جواد حاجبه بشك.... 

"مش لم أفهم الأول عايز الفلوس ليه.... "


أخبره سيف متاففاً...  

"مش لازم تفهم هات الفلوس وخلاص متبقش زي الحاج سراج...... ليه ......وفين .......ومن امته 

اتغلب على عرق الغمري الي جواك ده.... "

أشاره على صدره.....


رفع جواد حاجباه وهو ينظر على صدره بدهشة

قال بزهول... 

"انت أهبل يللا هو هنا في عرق... "


أخبره بمزاح.... 

"لا قلب.... المهم هات الفلوس.... "


تساءل جواد بشك.... 

"هتعمل إيه بالفلوس....اوعى تكون هتشرب بيهم سجاير"


رد سيف عليه بفتور.... 

"لاء انا لسه صغير بس بعد أربع سنين هشرب متقلقش..... "


"ســــــيـــــــفــــــــــ......"صاحا جواد بقلة صبر وضيق من ثقل مزاح اخيه.....


خشى سيف من جواد بعد رؤية وجهه الغاضب... 

ليقول سريعاً بتوتر.... 

"خلاص ياجواد بهزر.... آنا عايز اجيب جيتار ولفلوس الى آنا حوشتها مش مكفيه فقالت استلف 

منك مبلغ كده بسيط ومبلغ من هيثم صاحبي وكده

يعني..... "


نظر له جواد وتريث لبرهة ومن ثم ذهب الى المنضدة الصغيرة وفتح الدرج لياخذ بعد المآل 

سائلاً أخيه بهدوء.... 

"انت واقف معاك على كام بظبط.... "


"مية جنيه .... بس ...."


مد  جواد يده بالمبلغ قال... 

"خد دول وبلاش تستلف من حد و دول مش سلف 

برده...... "


اخذ سيف منه المآل بسعادة ليُقبله من وجنته محتضنه بحماس قال...... 

"تصدق انك احسن وأحد في عيلة الغمري.... "


أبتعد عنه جواد متساءل بمكر... 

"يسلام طب والحاج سراج..... "


خرج سيف سريعاً وهو يقول بمزاح.... 

"أستغفر الله العظيم... ده في القمه ياجدع هو وعمك زهران بلاش توقعني في غلط..... "


أبتسم جواد مستاءا من سيف وأحاديث النفاق الخاصة به....... ليمشط شعره الغزير متوجه الى الأسفل وهو يحمل حقيبة الدراسة على كتفه اليمين


قابل في طريقة حبيبته الجميلة هي حبيبته وتوامه 

وشقيقته الغالية (أسماء)..... 


اتجها لها قال بمزاح... 

"عيني على الناس الى صاحيه براحته.... "


ابتسمت أسماء لتقترب منه وتعدل له ربطة العنق 

التي دوماً يجهل هندمتها جيداً.....

"بطل نَق ياااد.... واستنى قما اعدلك الجرفاته"


"يااد.... طيب اعدلي ولينا حساب تاني لم ارجع من 

المدرسه......"


ابتسمت له ونظرت له بإعجاب اخوي وهي تقول ...... 

"طب موفقه..... بس خد بآلك من نفسك واوعا البت 

منه الملزقه تقعد جمبك...... "


"هخليها تقعد جمبي عشان تبقي تجبيها من شعرها 

زي كل مره...... "


تحدث وهو يبتعد عنها..... لتزمجر أسماء بضيق وغيرة أخت تصر على امتلاك اخها لها واحدها..... 


"صباح الخير يابابا...."قبلى جواد يد والده وكذالك 

والدته..... ليقبلى سيف يدهم بتهذيب مثلما فعل 

جواد......... 


جلسوا على سفرة الإفطار.... 


ليشرع الجميع في تناول الإفطار بصمت ليقطع هذا الصمت تساءل سراج الغمري.... 

"ها عامل إيه ياحضرة الظابط في مذكرتك..... اول ثانويه محتاجه مجهود اكتر من اي سنين فاتت... "


أبتسم جواد وهو يرد على والده بسعادة وحماس 

"متقلقش حضرت الظابط قدها وقدود..... "


ابتسم الجميع لتمتم أسماء بمكر قائلة... 

"طبعاً نفسه يلبس الميري.....والبنات تكون عليه زي الرز....."


ابتسم لها بخبث.....

"طبعاً انا هبقى ظابط واختي محاميه زي القمر...."


لمعة عينا أسماء ببريق حالمة لتهتف بسعادة.... 

تصور ابقى المحامية اسماء الغمري .....يسلام على ده حلم....."


رفع جواد عيناه بتعجب ليتحدث بإصرار 

"يسلام بكره يبقى الحلم حقيقة..... "


"يعالم...... "قالتها اسماء بشرود لتمد يدها وتضع الطعام في فمها بشرود غريب..... 


تراقب جواد تصرفاتها بدون ان يعقب عليها..... 

ليكمل طعامه بصمت.... 


رفع سراج عينه على أبنه الصغير (سيف) ليسأل 

سراج أبنه بستفهام وفضول..... 

"ها ياسيف وأنت ناوي تطلع إيه لم تكبر.... "


وضع سيف لقمة الخبز في فمه ومضغها سريعاً قال.. 

"انا ناوي ابقى عازف جيتار بليل والصبح رجل اعمال زي عمي زهران.... اصل بيني وبينك يابابا ماليش 

في قواعد القانون والالتزام ولكلمات من دي انا 

بحب الحرية..... وربنا يبارك في جواد وأسماء 

بقه هما شباب المستقبل..... "


ضحك الجميع على سيف وطريقة حديثه مع والده

فهو كما يطلق عليه (غلباوي.....) 

ومن بين آلوجوه المبتسمة وجه مكفهر غير راضي 

عن تشبيه مستقبل أبنه بمستقبل اخية 

(تاجر السلاح) الذي رمى الاخرة وقبض الثمن 

أموال ونعيم غير دائم..... غريبة هذهي الحياة 

اتى  رُجْلَان الدنيا ومن نفس الدم.. شخص يدافع 

عن الحق ويلاحق ألحق بكل ما اتي من قوة 

وشخص من نفس الدم يركض لنعيم باطل 

ويفسد في الارض  بضمير راضي !!! ....حقاً غريبة ولكن بين نص كلماتي أؤكد لك أنها إختبارات حياة 

ويجب ان تتخطى الخطأ وتدرك الصواب 

فهل كلنا على نفس العقيدة ام خلقنا لنختلف 

ونثور على بعضنا بعضاً........


نهض جواد واخذ في يداه سيف متحدث سريعاً 

"طب يابابا آنا رايح المدرسة واحتمال أخد سيف 

ونروح نقعد مع تيته انعام شويه ......"


أبتسم له سراج قال بحنان.... 

"حاول متتاخرش عشان معاد الغدا..... "


رد سيف بعفوية... 

"طب ماحنا هنتغدى عند تيته انعام وعمي زهران هيكون موجود و....."


قاطع سراج الحديث بثبات قال.... 

"سيف أسمع آلكلام قبل عمك مايجي تكون هنا عشان معاد الغدا إحنا بنتجمع كلنا على سفرة الغدا الساعة خمسة ودي قواعد لازم تلتزم بيها .....يلا عشان متتاخروش.... "


عبث وجه سيف لينتهي الحديث بكلمة واحدة وبتهذيب قال.... 

"الي تأمر بيه يابابا..... "


أبتسم سراج برضا قال بحنان... 

"ربنا يرضا عليكم ياولاد.... "


اتجها جواد وسيف الى باب الفيلة الصغيرة ليجد 

نفسه تلقائياً يلتفت لأخته (أسماء) وينظر لها نظرة غريبة تشاركه ابتسامة أغرب.. ردت أسماء له الإبتسامة بوجه باهت وعيون فقدت بريق الحياة

بهم....... 


"يلا ياجواد هنتاخر اختك مش هتهرب... ياساتر عليكم دا انا الحمدلله اني مليش توأم.... "

تحدث سيف بستياء وهو يسحب أخيه للخروج 

سريعاً....... 


أبتعدت اسماء عن مرمى عينا جواد لتدلف الى المطبخ مع والدتها لينظر جواد نظرة أخيرة الى هذا المكان الذي كبر وعاش به طوال عمره ليبتسم ابتسامة مودع يشعر أنه سيفقد كل مايمتلكه بجوار هذهي الحوائط المزخرفة .........


وكأن القلب يشعر بعاصفة الطوفان ليعود جواد 

ويجد المكان رماد والحوائط المزخرفة أصبحت 

سوداء يحتلها آثار أسواء الذكريات ، وموت أعز الأحباب في حريق شنيع مجهول المصدر ؟؟!! ...

------------------------------------------------

دلف بسيارته الى مكان مهجور فيلة صغيرة 

وحديقته صغيرة المساحة كذالك... ليوقف السيارة 

وينزل جواد ليتطلع الى هذا المكان الشبه مهجور والذي إذا مر من أمامه أحد سيظن إنه مسكون بالاشباح.... ولكن لا أحد يعلم ان المكان مسكون فعلاً

ولكن باشباح الماضي باشباح أسواء الذكريات وملامح المكان تأكد ابشع الذكريات لي أصحابها 

فقط أصحاب ابشع الذكريات يعلمون تاريخ هذا البيت المهجور منذ تسعة عشر عاماً وذكرى الحريق 

اللعين تظهر بوضوح عليه...... فتح باب الفيلة ودلف 

ليجد نفس الصورة التي تركها منذ شهر.... 


نعم ياتي الى هنا كل مدة يجلس قليلاً ويرحل... وأحياناً عندما يرتكب جريمة من جرائم.... 

(القتل) أصبح سهل تذوق الكلمة ولكن ويلك صعب 

تذوقها على من ارتكابها وراء نفسه عزرائيل الدنيا ، 

حقاً أسوء شعور ان يركض ضميرك دوماً إليك 

بتساءل وعتاب يعذب روحك المتمردة اكثر من الازم.... 


جلس على كرسي خشب اكلته النيران منذ زمن لتترك 

أثر صعب يمحى مثل من يجلس عليه الآن ويطاطى رأسه ناحية صدره العريض بإهمال ويأس .....

ليتنفس بصوت عالٍ مدرك أنه بين حوار قاسي مع نفسه وشيطانه وضميره ......


ااه كم صعب هذا الحوار وصعب إيقافه !!....


ليجد نفسه يشرد قليلاً في حديث عمه زهران منذ

ساعات وما تم من أتفاق بينهم بسبب هذهي المدعوة

بسمة........ (محامية الغلابة..... )أطلق عليها الإسم 

وأبتسم بسخرية على قدرها المعطوب معه.... 


تحدث زهران بضيق.... 

"لازم نعلن افلاس علام خفاجه لناس كلها لازم نعلن 

افلاسه الى كان مخبيه على المستثمرين  بتوعه... "


"أعتبره حصل..... "

رد جواد ببرود وهو يحرك القلم على سطح المكتب 

بإهمال وعيناه مثبته على القلم بتركيز... 


احتقنة نبرة صوت زهران بضيق وهو يقول... 

"الكلب كان بيبتذني عشان اكتبله نص املاكي 

ويرجع تاني منفس ليه في سوق..... يقمه يوصل آلورق لاعدائي الي من ضمنهم عزيز التهامي "


رد جواد ببرود ومزالا على وضعه... 

"متنساش إن احنا كمان كنا سبب افلاسه وخسرته في سوق..... "


هتف زهران بغرور وسرعة... 

"محدش قاله يقف أدام زهران الغمري.... "


لوى جواد فمه ببرود ليحرك القلم ببطء وعيناه مزالت عليه ليسأله بنفس البرود وثبات الأعصاب 

"عندك حق بس خلينا في آلمهم هنعمل إيه مع البت 

المحامية..... "


نظر زهران لجواد قال بزئير كالاسد.... 

"هتجبلي منها آلورق... وتقتلها مش محتاجه كلام 

ياجواد امال أنت ازاي دراعي اليمين..... "


مرر أصابعه على أنفه وعالى تنفسه بضيق.... 

ليسيطر على نفسه في ثواني قال.... 

"تمام.... يبقى هاخد الورق منها واليوم التاني هنسمع خبرها..... "


أبتسم زهران وهو ينهض ويربت على كتف جواد 

قال بفخر... 

"ولا برافو عليك ياجواد هو ده الكلام طالع لعمك

بصحيح..... "


رفع جواد عيناه عليه وابتسما من زاوية واحدة 

بسخرية لإذاعة....... 


رفع وجهه بضيق ليجد عيناه تنظر بتلقائية على باب مكتب والده..... نهض ببطء ودلف لمكتب والده 


دلف هذا الصبي ذات الخمسة عشر عام مكتب 

والده ببطء وخوف ليجد والده ينتظره على الاريكة

الكبيرة وسط غرفة المكتب توضع..... 


خلع سراج نظارة النظر بهدوء وأشار الى أبنه ان يتقدم منه .... تقدم جواد منه وجلس على الاريكة الوثيرة....


والصمت سيطر على المكان من حولهم ليبادر سراج 

بالحديث قال ...

"ينفع الى أنت عملته ده ياجواد.... معقول ابني الى كلها سنتين ويدخل كلية الشرطه.... يضرب زميله بطريقة دي ولولا المدرسين بعدوه عنه كان ممكن يموت في أيده... "


تحدث جواد بتهذيب ولكن بدفاع قال... 

"يابابا الواد الي اسمه أسر ده كان طول الوقت بيضايق اسماء ومية مره كلمته وهو مصمم يضيقها ف... "


"فضربته لحد موشه جاب دم من كل حته..ولولا اهله ناس طيبين كان زمانه عملك محضر ...وده حقه بصراحه....."تحدث والده بستياء من سرعة غضب ابنه الذي للاسف يجعله اعمى القلب والعين ومتسرع 

القرارات ودوماً  يتوجه الى ابسط الأشياء من وجهة

نظره (العنف الجسدي) ....


زفر سراج وهو يربت على كتف أبنه قال بهدوء

"بص ياجواد يابني.. في أمور في الحياة مش بتتاخد

عافيه ومش لازم العنف والافتراء عشان أقنع الى ادامي بوجهة نظري... ولو حتى الي ادامي ده حيوان

بجسم إنسان يبقى اتوجه للاكبر مني وده مش عيب 

طالما الى ادامي مصمم على أفعاله المسيئه دي ولو آنا مش حابب اطلب مساعدة من حد يبقى الأفضل 

أشغل ده مش ده......"


اشارا سراج على عقله ومن ثمَ على عضلات ذراعه 

الذي بان حجمهم الصغير ذراع مراهق يعشق الرياضة 

ويريد الحصول على جسد رياضي مثل مصارعين 

الحلبة الذي يتابعهم عبر التلفاز..... 


طاطى راسه ليهمس بحرج معتذر بصدق....

"عندك حق يابابا اوعدك محاولش أَذِيَ حد تاني وهحاول اتحكم في اعصابي اكتر من كده وكمان  هشغل عقلي اكتر من كده انا اسف يابابا......"


ابتسم له سراج ليرد عليه قال....

"انا واثق انك مش هتخلف بوعدك و واثق انك 

مش هتكرر الغلط ده تاني.....وبلاش تنسى كلام ربنا 

في احد الآيات القرآنية قال عز وجل...

من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا".


زفر بالم وهو ينظر الى غرفة مكتب والده الذي طغى عليها سواد الحريق.....تطلع عليها جواد قليلاً ليبتسم

بسخرية يخفي حقيقة مشاعره الان يخفيها حتى أمام نفسه حتى لا يتاثر هذا الصبي الذي مزال داخله 

منذ تسعة عشر عاماً مزال هذا الصبي كما هو بنقى 

قلبه وبذكريات الأحباب مزال هذا الصبي يلاحق جواد الغمري بإصرار ولم يقدر سواد جواد الغمري 

على إفساده مثله بل ظل بنقاءه ليحاربه بنقاءه

اينما ذهب.... للعين هذا الصبي بماضيه الذي صعب 

تبدله واللعنة على جواد الغمري الذي مزالا هناك نقطة 

ضعف تجعله يرى هذا الصبي في كل مكان يذهب إليه...... 

عقله تحدث بحرب مصرة على محي هذا الصبي الذي يحيا داخل قلب أسود .....ولكن الحقيقة المشروعة هنا ان هناك أمور صعب تبدل مهما تغيرنا ستظل على ماهي عليه !!... 


"آسف اني مكنتش قد الوعد..... "


صمت مره آخره لتمر بعد الذكريات أمامه  

بإصرار محباب إليه فهو ياتي ليعذب قلبه ويريحه

في ذات الوقت ....


أيهما الأقرب ؟؟....


الإجابة عند الغمري واحده !!.. 


--------------------------------------------

دلفت بسمة من باب آلبيت بابتسامة مشرقة.... 

"سلام عليكم يأهل البيت..... "


خرج أمجد من باب غرفة كريم بوجه قاتٍ وتوتر جالي عليه..... 


هلع قلب بسمة خوفاً واتت عليه سريعاً.... 

"في إيه ياامجد مالك شكلك مضيق كده ليه أنت كويس ودعاء وكريم..... "


حاول أمجد التحدث بهدوء.... 

"متقلقيش يابسمة إحنا كويسين بس كريم..... "


تحدثت بسمة بلهفة....

ماله كريم تعب تاني.... مش إحنا اتفقنا انك هتروح

بيه لدكتور ... عشان الإرهاق الى عنده ، ومعدته الى دايماً وجعه دي والاغماء الى بيجي ليه ......"


عض أمجد على شفتيه قال بحزن.... 

"انا عملت تحليل لكريم.... وطلع عنده.... "


"ماله كريم يأمجد مآله ابني..... "


صادقه في الكلمة هي من حملته اول دقيقة كانت 

له في الحياة هي من اعتنت به كاأم ليس كاخالته

بل كانت أمه الثانية وظلت ومثلما كان أمجد نعم 

الأب والأخ و الصديق....ودعاء كانت الأخت ولأم 

الصغرة لها...... كان كريم الإبن الغالي عليها...... 


"كريم طلع عنده ......مرض السكر..... "


وقع قلبها وقع لن تنكر ذالك يالله أيعقل ان يتبدل 

الحال في لليلة وضحاها..... 


قادر على كل شيء.... ومبدل الأحوال لطفك يارب 


تحدث قلبها وعقلها معاً ،و ترجمة الابتلاء سريعاً 

بالحمد وصبر فقط الصبر على الابتلاء بأنواعه 

يحتاج قوة صبر وهذهي قوة روحانية يعطيها

الله لمن قادر على الرضا والحمد في السراء 

والضراء !!!......


تنهدت وهي تقول بثبات حابسة الدموع... 

"الحمدلله متقلقش يأمجد ان شاء الله هنتجاوز 

المرحله دي والحمدلله الطب اطور والعلاج ..."


قاطعها أمجد بيأس ....

"هيفضل طول عمره  بالإنسولين ...."


احتضنته بسمة بحزن وبكاء لتربت على ظهره قال وسط بكاءها....

"قول الحمدلله يأمجد الحمدلله عشان خاطري وخاطر دعاء اهدأ كده عشان كريم ميتخدش من شكلنا وخوفنا عليه..... "


احتضنته دعاء ومزالت تبكي داخل أحضان آلصغير 

دلفت بسمة الغرفة بعد أن غسلت وجهها.... 


أبعدت أختها عن أحضان الصغير ناظرة لها بمعنى

(توقفي عن البكاء ...)نظرتها تترجاها بتوقف 

لتربت بسمة على كتف دعاء فهي لا تريد مواساتها

امام كريم الناظر لهم بتمعن وتراقب...


جالسة بسمة بجانب كريم ليهتف كريم بعبس وحزن

"خالتو هو انا مش هخف تاني..... "


ردت عليه بسمة بابتسامة ودموع حبيسة... 

"مين قال كده انت هتخف وهتبقى كويس بس محتاجين شوية تظبيط كده عشان متتعبش وتتعبنا 

معاك..... "


سألها كريم ببراءة..... 

"خالتو هو أنا ربنا مش بيحبني عشان كده تعبت... "


نزلت دموعها على جملته.... لتنفي حديثه قائلة... 

"مين قال كده ده ابتلاء ولي ربنا بيحبه بيصيبه 

بالابتلاء عشان يشوف عبده هيصبر ويحمده ولا هيتمرد ويبعد عنه.... وآحنا بنتمنى رضا ربنا وقوة 

الصبر على الابتلاء..... وخليك فاكر ان سيد آلخلق 

كان حبيب الرحمَن  وبرغم كده أصابه الابتلاء 

انا مش حكتلك قصة سيدنا محمد..... "


رد كريم بهدوء..... 

"ايوه سيدنا محمد اتولد يتيم الأم والأب سيدنا محمد تعب كتير في حياته عشان ينشر الإسلام 

سيدنا محمد كان اكلته شعير ،و أن النبي صلى الله عليه وسلم  ربط على بطنه حجراً من شدة الجوع،

وان النبي مكنش بيعيش ليه اولاد..... وفقد اغلى 

الأحباب عنده.... "


مسحت بسمة دموعها لتكمل حديث كريم قائلة

"وبرغم كل ده كان راضي وبيبتسم وقلبه نقي 

ووجهه بشوش...... وإحنا من امة سيد الخلق 

فهل صعب ياكريم نتحلى بصبر شوية ونحمد 

ربنا على الابتلاء البسيط ده ها هتعمل كده.... "


ابتسم كريم قال ببراءة طفل ..... 

"أكيد ياخالتو آنا بحب النبي وهصبر زيه وهبقى 

بشوش الوجه ومبتسم مهم تعبت..... "


احتضنته بسمة ببكاء ليبكي أمجد ودعاء معاً....


------------------------------------------------------

طرق على باب شقتها بهدوء...... لينتظر ثواني معدودة , لتفتح له الباب بقميص حريري أصفر

ألون قصير كاشف الذراع....... 


نظر لها ببرود ، بادلته النظرة بحب وسعادة.... 


دلف الى الشقة بدون اي كلمه...اغلقت انجي الباب سريعاً لتجري  عليه بلهفة قائلة من وسط عناقها له

"وحشتني وحشتني اوي ياجواد كل ده غياب... "


لم يضع يداه عليها أثناء عناقها الحار له ،  ولم يتحدث اثناء بعثرة اشواقها بالكلام إليه...... بل ظل صامتاً ثابتاً بارداً بوجه حجري صعب أختراق صلابته....


ابتعدت عنه انجي ناظرة له بقلق ..  

"جواد مالك أنت تعبان........ "


نظر لها جواد بتمعن ليدقق في ملامحها وتفصيلها 

اكثر تمتلك (انجي) بشرة بيضاء عيون سوداء 

شعر اسود قصير ناعم يحاوط وجهها ملامح انوثيه 

جذابه ولكن ماكره وهذا وأضح امام عيناه وملامحها 

تكشف أسواء مابها وتعكسه عليها..... نظر الى جسدها 

ليجد هذا القميص المغري للعينان.... هي أيضاً تمتلك 

جسد انوثي يشبع رغباته بل ويستحمل عنف الذكريات عليه....... 


وضع جواد يده على كتفيها العاريين قال بصوت اجش...... 

"يلا بينا....... "


نظرت له وابتسمت بحزن.... لطالما كان معروف بقلة 

حديثه وبرودة مشاعره معها لطالما شعرت أنها ملة

من عشقها وعلاقتهم الغريبة لياتي هو وينظر له نظرة خالية من المشاعر تجد نفسها مستسلمة لطوفان 

الغمري واوجعه....... 


"يلا ياحبيبي.... "


كانت تسير معه لغرفة النوم وعقلها يخشى القادم 

في كل مره ياتي بها الى هنا ياتي باوجاع تظهر 

بوضوع في ذات المدة التي يقضيها معها... وإذا 

نام بجوارها يستيقظ كل مرة بكابوس ألعن من سابقة ولم تعرف يوماً الإجابة عن مايحدث له 

خمس سنواتٍ مرت على علاقتهم ولم تعلم يوماً  

سر ماضيه وذكرياته المؤلمة ؟!...


وضعت الغطاء عليه ببطء كان جواد نائماً في سبات 

عميق  يوليها ظهره.....لتجد هذا الجرح الذي يحتل 

نصف ظهره هو اثار حريق واضح ذالك امام عيناها 

بدون بذل مجهود..... 


مدت يدها لتلامس الجرح.....


"اوعي تعملي حاجه مش مسموح ليكِ بيها ...."


ابعدت يدها قبل لمسه بخوف بعد ان سمعت جملته الذي قالها ببرود وهو يوليها ظهره بنفس الثبات.....


تنهدت بعذاب حقيقي من علاقة صعب ترجمتها 

داخل قلبها العاشق لهذا الرجل.......


-------------------------------------------------

صباح جديد.....


تجلس على مكتبها الصغير بوجه شاحب من البارحة

وهي تعاني من خبر مرض (كريم)


هل هناك احد يوجد معها الان ....


لا بل وحدها في هذا المكتب الصغير.... 


عليها البكاء أذاٍ .....


تركت دموعها تنساب بالم وعذاب حقيقي 

تتمنى ان تكن هي مكان كريم لم تتألم 

وتبكي مثلما تفعل الان ليتها هي كآنت 

أوجاع امجد ودعاء  أخف عليهم من اوجاعهم 

الآن..... وهل بيدينا تغيير الأقدار ، فكل شيء كتب بيد الرحمن وهو واحدة قادر على رؤية خير البلاء...!


بلل وجهها من كثرة الدموع ، لتبحث عن منديل

ورقي لمسح وجهها الأحمر من آثار بكاءها الحاد

أثناء بحث عيناها عن منديل فوق سطح المكتب 

وجدت من يمد لها علبة صغيرة من المناديل 

الورقية..... رفعت بسمة وجهها إليه بعينان 

ثاقبة لتجد (جواد الغمري )ينظر لها ببرود 

وثبات قال جمله واحدة.... 

"امسحي دموعك ، واعمليلي قهوة سادة ، في موضوع مهم لازم نتكلم فيه.... "


نظرت له بدهشة وزهول ومن تصرفه الفظ


ليكمل جواد باكثر برود... وهو ينظر الى ساعة يده 

"ياريت تخلصي يانسه ورأي معاد ومش فاضي 

لي فقرة الزهول دي....... 



                      الحلقه الثالثه من هنا 

لقراءة باقي الحلقات من هنا



تعليقات



<>