رواية لن احررك الحلقة الثالثه والرابع بقلم دهب عطيه


 

رواية لن احررك



💓الحلقة الثالثة والرابعة  💓

بقلم دهب عطية 

أوقفت السيارة أمام مبنى ضخم فخم المظهر نزلت

من سيارتها متاففه بقلة صبر...... 


كانت ترتدي تنورة قصيرة جينز  فوق الركبة ،  سترة علوية بيضاء بحملات رفيعة .......


خطط أسيل خطواتها لداخل المبنى ولكن قبل أن تدخل وقفت أمام أعتاب المبنى تسأل حارس العمارة (البواب) بهدوء عن... 

"لو سمحت هي شقة رامي التهامي الدور الكام... "


نظر لها آلرجل من اول شعرها المنساب للأخر حذائها 

الازرق العالي...... 

"في شقه رقم 13....."


تحدث حارس العمارة باختصار..... جعلها تنظر له بدهشة من المفترض سؤالها (من انتي)

( ماذا تريدين )سؤال يجعلها لا تشك من فقرة اعتياد 

آلرجل على تلكَ الأسئلة من الأغراب !!! .....


ولكن نفضت الفكرة سريعاً متوجها لداخل المبنى الضخم...... 


رنت جرس ألباب فتح الباب رامي بابتسامة سمجه


نظرت له بحب...... 


مرائة الحب عميه...... 


حقاً صدّق القول عيناك  ترى الظاهر وقلبك يرى الباطن وتوهم قلبك فنهاية بحب لم يكن 

صادق !!!!.... 


رُسمت ملامحه بعيناها بثواني معدودة.... رامي آلحب 

الذي عمره عامين فقط عامين وهي تتوهم بحبه ! 

رامي التهامي ثلاثه وثلاثون  عام قصير القامه 

بشرة بيضا شعر اسود تحتله شعيرات بيضاء 

لحية ثقيلة جذابه هو جذاب شكلاً ولكن الباطن 

يختلف عن وسامته التي تعشقها أسيل به ؟!...


"أسيل اخيرا وحشتيني ياحبيبتي أدخلي.... "


دلفت أسيل الى داخل الشقة بتوتر برغم كل شيء 

تشعر بتوتر لم تتجمع معه يوماً وحدهم دوماً كانت 

المقابلات بينهم في اماكن عامة ......


جلست على الاريكة وهو بجانبها ليعبث بشعرها بحنان قال.....

"مالك ياسيل متوتره كده ليه.....اوعي تكوني خايفه مني ....."


ابعدت خصلات شعرها بيدها برتباك قائلة بخفوت وخجل.... 

"لا هخاف منك ليه انت عارف اني بحبك و واثقه فيك..... "


ابتسم رامي بخبث ليضع يداه على كتفها محاوط 

جسدها بوقاحة قال..... 

"تعرفي أنك وحشتيني أوي وكنت مستني اللحظة الي نكون فيها مع بعض..... "


قرب أنفاسه من وجهها بشهوة.. 


انتفض جسدها سريعاً بنفور ونهضت من بين يداه 

في للحظة قائلة بضيق... 

"رامي احنا أتفقنا على إيه....... "


زفر رامي بقلة صبر معلنٍ عن غضبه منها...

"في إيه يأسيل مش معقول كده كل ام أحاول اقربلك تصديني بشكل ده....."


"عشان احنا لسه مفيش بينا رابط شرعي..."


"امال انتي جايا ليه...."

قالها بتافف ......لتنظر له أسيل بصدمة من ظنه المشين بها...... صرخت عليه فجاة وهي تقول... 

"جايا ليه.... لدرجة دي شايفني واحده زباله من الي تعرفهم.... انا كنت فكره إنك بتحبني عشان كده جيت 

أقولك إن سيف معندوش مشكله يتجوزني يعني جوازي منه هيتم وكنت مفكره إنك هتشوف حل أخلص منه من المصيبة دي ، لكن تصدق بالله نار 

سيف ولا جنة وأحد خاين وندل زيك...... "


أخذت حقيبتها معلنه أنتهاء الحديث وانتهاء كل شيء بينهم ....اوقفها رامي سريعاً قال بلهفة

"أسيل راحا فين.... "


"سيب ايدي إياك تفكر تلمسني.... "

نظرت له بحتقار وهي تحاولت الإِفْلاَتَ مِنْ قَبْضَتِهِ


حاول التحدث معها بتمهل حتى تهدأ قليلاً... 

"أسيل آنا آسف صدقيني مكنش قصدي انا مضغوط 

اليومين دول بسبب أبويه وكلامه ليه مانتي عارفه.. "


أغمضت عيناها بضيق وزفرة بقلة صبر..


ليكمل رامي حديثه بنبرة أكثر حزنٍ ليجعل قلبها الأبله يشفق عليه ويمحي حديثه منذ قليل .... 

"صدقيني ياسيل انا بحبك وعايزك مراتي وأم عيالي

بس أنتي عارفه أبويه والعداوة الي بينه وبين خالك موقفه الجوازه...... صدقيني ياحبيبتي آنا بعمل كل الي في أيدي وعمال أقنعه بحبي ليكِ ، ومن ساعتها 

وهو منعني من دخول الفيله ومصمم انزل معاه الشغل عشان يشغل تفكيري عنك, ميعرفش ان قلبي 

وعقلي ملكتيهم من زمان.... "


نظرت له بخجل لتتحدث بحرج... 

"صحيح يارمي فتحت والدك في آلموضوع.... "


"صحيح ياحبيبتي وهكدب عليكِ ليه....وقريب أقوى هيوفق وهتبقي مراتي ياسووو"


تنهدت بسعادة , تطوق شوقاً لهذا اليوم..... 


----------------------------------------------------

يجلس فوق سطح  مبنى عالٍ ممسك الجيتار

ينظر الى نقطة معينه..... 


اقتربت منه بحياء بملابسها المحتشمة وحجابها الرقيق يحلي ملامحها البريئة والعادية بجذبية 

يعشقها بها هي بسيطة وهو عاشق البساطه ...

هي( آمل )وأحلى آمل دخلت حياته مدوية

أوجاعه وحرمانه من أقرب ألناس له وآخرهم 

جواد الذي سينال البعد منهم فترة محددة ؟؟..


"مآلك ياحبيبي..... "


نظر لها سيف وأبتسم بحزن قال.. 

"مفيش يأمل آنا كويس..... "


جلست بجانبه وتنهدت تنهيدة عالية وقالت... 

"زعلان على جواد مش كده..... "


زفر بضيق..... 

"مش عارف ليه عمل كده ليه يشيل حاجه زي دي معاه  في شنطة ليه..... "


قاطعته برقة انثى..... 

"كفايه ياسيف أهدأ كل حاجه هتتحل عمك هيحل آلموضوع جواد هيخرج وهيرجع بيته 

وشغله بس انت اهدأ عشان خاطري..... أنت عارف اخوك بيحبك قد إيه وأكيد مش هيبقى حابب يشوفك كده بسببه...... "


تحدث سيف بنبرة حزينه.... 

"جواد آخر واحد باقي ليه..... آنا مش هستحمل خسارة تانيه كفايه اسماء وامي وابوي كمان جواد.. "


فتحت ذراعها ليضع رأسه في أحضانها كالطفل فاقد 

الأمان ليجد أمانه وسط أحضانها .....


أستيقظ من ذكريات اليقظة على نسمات الهواء العابرة باردة تحمل رائحة الياسمين يمتذج معها الأمل....... ليهتف بعذاب مشتاق..... 

"وحشتيني...... "


بدأ يعزف على الجيتار للحن هداء حزين للحظة كانت صورت الذكريات فقط الذي تحاوط مخيلته 

والحبيبة الوحيدة تسير على أوتار جيتاره بنعومة

تبدلت الصورة بصورة أوضح وأقرب ولكن الصورة

ليست من الماضي المظلم.... الصورة من الواقع 

المنتظر ، أسيل !! ومعنى الإسم السهل اللين فهل

علاقته بها ستاخذ نصيب من أسمها ام ستبقى 

بعيدة كمال آلبعد عن السهل اللين !!...


تنهد بضيق لا يريد أسيل زوجه له... المشكلة ليست في أسيل بل فيه هو  ، هو لا يرى حواء آخره بعد (امل) لا يرى حواء تكن له وطن حقيقي مثل (امل) لن يقارن أسيل بامل قط  ، أسيل شيء ، وحبيبته شيء آخر.... ولكن يجب ان يتزوج ليرضي السيدة 

آلتي كانت له أم بعد فقدان عائلته ......


ليتذكر حديثه مع أسيل أمس..... 


جلس أمامها مباشرةٍ في كفتريا على نيل.... 

قال بهدوء.... 

"اتفضلي ياسيل حبه تكلمي في إيه.... "


توترت قليلاً قبل ان تتحدث بشجاعة زائفة... 

"هتكلم في جوازنا..... "


كان سيف ينظر الى الماء العذب بتمعن وحين قالت جملتها خلع نظارته الشمسية السوداء قال بفتور... 

"في حاجه في تجهيزات كتب الكتاب مش عجباكِ "


"مش ده الموضوع.... "


لوى فمه بقلة صبر قال... 

"امال إيه الموضوع..... انا بسمعك على فكره اتكلمي"


اشتدت عيناها غضباً وهي تتحدث بيداها قائلة

"أاهوه  هو ده آلموضوع شايف طريقة كلامك معايا 

مش طريقة اتنين هيكتب كتابهم كمان شهر... انت طرقتك وحشه معايا في الكلام.... "


"بعد الجواز هتغير.... ها اي تاني.... "رد بفظاظة 


رفعت حاجباها بقهر.... 

"وبتكلمني بقرف ، وبتنطق أسمى بتكبر كده... "


"بكلمك بقرف يبقى هعصر على نفسي للمونه ،بنطق 

اسمك بقرف فا ده نقص عندك لانك مش عجبك 

أسمك......فبلاش تقولي كلأم ملوش وجود من الأساس "


عضت على شفتيها بتفكير تريد أن تفسد رابط الزواج منه ويبقى الرفض منه هُوَ وفي ذات آلوقت 

لن تلومها انعام جدتها على شيء فاحفيدها الفظ البارد هو الذي رفضها ليس هي....


قالت بضيق زائف.... 

"تعرف يابن خالي اني مش بستلطفك أبدا.... "


رفع حاجبه ليضع قدم على آخره قال ببرود.... 

"تصدقي نفس الشعور..... كده المشاعر متبادله 

وفي توافق هايل مبينا ....مبروك يابنت عمتي "


نظرت لها بدهشة لتهتف من بين أسنانها 

"أنت حقيقي ا.... "


"لا حلم...... تشربي إيه.... "

قاطعها ببرود وهو يطلب لها. 

"لو سمحت كوبية قهوة سادة..... وكوبية للبن... "


اندهشة اكثر وهي تسأله بشك

"اللبن ده ليك انتَ  ..... "


عبث في هاتفه وهو يقول ببرود

"لاء انا كبرت على الحاجات دي.... ده ليكِ أهوه بحاول ابقى لطيف مش ده كلامك..... "


جن جنونها لتهتف بغضب... 

"أنت بتعقبني ولا إيه..... أنا مش بحب اللبن ومستحيل اشربه..... "


نظر لها بطرف عيناه قال ببرود. 

"مع سيف الغمري مفيش مستحيل..."


نظرت لها بغضب لياتي النادل ويضع المشروبات ويذهب...... 


"يلا سمي الله وشربي....  "


اكتفيت بكلمة واحدة وبعناد قالت.... 

"ده بعَدك مستحيل...... "


تحدث بخشونة وصرامه... 

"لسه قايلك مفيش مستحيل معايا ....اشربي اللبن يقمه هشربه ليكِ بنفسي وادام آلناس ولطقم الجديد 

الى عليكِ ده هنكمل المشوار بتعنا بيه وريحة اللبن 

هتبقى البرفن  الجديد الي هيتبهرو بيه  صحاب الاتيليه....."


أرتفع الغضب والغيظ عندها بمستواه صعب السيطرة عليه ولكن نظرة سيف الجادة جعلتها ترتشف اللبن على مَضَض....


استحى سيف قهوته بتلذذ وهو ينظر الى النيل بهدوء.......


ليتحدث بعد مدة قال....

"على فكره في كلام مبينا لازم يتقال وكلام مشروط لازم يتحط قبل مكتب عليكِ......و واعد مني لو مش هنتفق في القعده دي هرفضك بنفسي وادام انعام هانم زي مانتي عايزه.....بس نتكلم الاول...."


تحدثت سريعاً بلهفة....

"بجد طب هنتكلم امته....."


استحى القهوة قال جملة واحدة باختصار...

"كل حاجه في وقتها احلى...."


نظرت له بخيبة امل وظنت ان معنى حديثه هو 

الزواج منه غير محال لن يتنازل سيف ويرفُضها 

عند جدتها انعام ومستحيل ان ترفُضه هي امام 

جدتها ستصيبها بخيبة الامل فيها....


ماذا عليها ان تفعل ....


الانتظار ، فقط الانتظار !!.....


ابتسم وهو يسمع للحن الجيتار  تغير باللحن ناعم مجنون يحمل صخوبة الحياة ونعومة تفاصيلها 

وسهل على يداه في حفظه......


وكان اللحن خاص بها ؟!....

--------------------------------------------------

وضعت إمامه فنجان القهوة وهي تقول بمتعاض....

"القهوة ياجواد بيه..... "


رفع عيناه عليها ومن ثم على فنجان القهوة ، مسك الفنجان وارتشف منه بهدوء ، انزله عن فمه و وضعه على سطح المكتب قال بتكبر... 

"مش بطال...... قعدي يانسه بسمة..... "


احتقن وجهها احمرارٍ  وقلة صبر من قلة الذوق المحيط بهذا الكائن...... 


"حضرتك عايزني اترافع عن اي قضية..... "


رفع عيناه إليها بدهشة وبحاجب مرفوع بعلامة استفهام قال.... 

"عفواً .....قضية إيه..... "


تحدثت بمكر لتخفي خوفها من ظهوره الآن أمامها... 

"آمال حضرتك جايلي ليه....... "


اطلق جواد ضحكا عالية يشوبها السخرية وهو يقول... 

"ااه فهمت ، انتِ  فكره أني جايلك في قضية تخصني....... أحلامك عاليه اوي يانسه بسمة.... "


لوت شفتيها وهي ترد عليه بقلة تهذيب مماثلة له... 

"فعلاً احلامي أعلى من أني أمسك قضية لواحد 

سمعته سبقه..... "


نظر لها بوجه حجري لم ياثر حديثها عليه قط كما 

ظنت....... 

"فعلاً .....آلمهم انا جيت عشان اخد الأمانه..."


توترت وهي تسأله باعين  زائغة ...

"أمانة إيه...... أنا مش فأهمه حضرتك تقصد إيه.... "


احتسى القهوة بتمهل وهو يقول ببرود... 

"الأمانه الي سلمها ليكِ علام الخفاجه قبل مايموت. "


"قصدك قبل ماتقتله....."

قالت بسمة جملتها باعين تشتعل من وقاحة هذا آلرجل.... 


أبتسم جواد ابتسامة مريضة بشعة هكذا رأتها.... 

ليقول ببرود.... 

"واضح انك فتحتي الوراق وعرفتي كل حاجه... "


بلعت مابحلقها وتحلت بشجاعة الزائفة قائلة.... 

"اااه عرفت كل حاجه...ولوراق ده هيوصل للبوليس 

وساعتها ا...... "


"وساعتها هتموتي قبل متفكري تمسكِ الورق تاني

بين أيدك......اعقلي ياشاطره انتِ مش قد أصغر أسم مكتوب في لورق ده...ولا انتِ روح المغامره عندك 

عاليه.... "


هتفت بزهول.... 

"أنت جاي عشان تهددني ، ولا جاي تخلص عليه... "


"عايزه كام..... "أشعل سجارته وهو ينظر له بسخرية


رفعت بسمة إحدى زواية شفتيها بامتعاض قائلة ببرود... 

"تفتكر الورق يساوى كام من وجهة نظرك.. ولو انت 

مكاني هتاخد كام.... "


أخرج الدخان الرمادي من فمه قال بتمعن.. 

"آلورق يساوي كتير.... وانا لو مكانك هطلب اكبر رقم 

ممكن يعيشني مَلِك طول عمري.... لكن في نفس آلوقت هبقى واثق أن الفلوس الى هاخدها هموت 

من قبل مشم ريحتها حتى.... "


سألته بسمة بشك من معنى حديثه.... 

"قصدك اني بقيت في دايرة الخطر.... "


"لا في دايرة الموت ، وفي للعبه انتِ مش قدها... "


نهضت بغضب وهي تتحدث بصراخ مجنون... 

"أنت جاي ليه وعايز إيه...... اتباعك بعتوك عشان 

تموتني....... "


نهض ليقف أمامها قال بنفس الصلابة.... 

"بلاش تستعجلي على آلموت يانسه.... مفيش حد بيموت نقص عمر......"


أقترب منها ببطء ليقف أمامها أكثر وعن قرب قال... 

"وبعدين أنتِ جميلة ومثقفه وبصراحه خسارة فيكِ

الموت..... "


مرر يداه على وجهها ومن ثم على عنقها ليمسك 

خصلات شعرها بقبضته جاذبها أمام رأسه بقوة 

تاوهت بألم آثار همجيته معها .. ليكمل حديثه في أذنيها بزئير كالاسد الجائع..... 

"خدتي اكتر من وقتك معايا ....آلورق فين يابت 

انـــــطــــــقــــي ياروح امك....."


حاولت الافلات منه وبدأت تضربه في صدره العريض 

بيدها وهي تصرخ بصياح وجنون...

"ابعد عني ياحيوان أقسم بالله لحبسك أنت والكلاب

الى بتشتغل عندهم..... سبني ياحيوان سبني..... "


قذفها بعيداً عنه باحتقار وهو يتنفس بصعوبة 

قال.... 

"شكلك مش خايفه على اختك وجوزها وابنهم... "


نظرت له بصدمة وارتعش جسدها خوفٍ لتخرج 

الحروف بصعوبة.... 

"تقصد إيه....... "


أخرج هاتفه ولم يرد عليها ليقول عبر الهاتف جمله واحده . "نفذ الي أتفقنا عليه..... "


وقع قلبها بين يدها بعد جملته هذهي.... لتصرخ 

بخوف وهي تنقض  عليه بشراسة... 

وقبل ان يبعدها جواد عنه ويتدارك الموقف 

كانت قد تركت أظافرها الحادة جرحاً رفيع 

على تجويف عنقه...... 


ابعدها ووضع يداه على الجرح ليجد بعد الدماء البسيطة على أطراف اصابعه... 

"يابنت المجنونه.... "

هتف بالجملة بشرود سمعته بسمة وحاولت ان تنقض عليه مرة أخرى ولكن كان الأسرع في مسك 

يدها لتقترب آلوجوه من بعضها بفرق الطول بينهم نظر جواد لها باعين مشتعلة قال بصرامه.... 

"إياكِ تفكري تمدي ايدك تاني ..... انتِ  فأهمه.. "


نزلت دموعها بيد ترتجف بين يداه وقالت بترجي.. 

"اوعا تقتلهم أنا مليش غيرهم دول هم الي فضلين 

ليه بعد موت ابويه وأمي.... اوعا تقتل عيلتي أبوس 

ايدك أنا من غيرهم أضيع..... "


نظر لها بتمعن ووجهه لا يوحي بي اي تأثر عن حديثها..... 

لتكمل بوجه احمر وعيون حمراء من آثار فكرة 

أنتهاء عائلتها الوحيدة بسببها هي.... 

"أنت متعرفش يعني إيه أهل... أكيد عمرك مكان عندك الي تخاف عليه..... أكيد عمرك متوجعت لفرق 

حد بتحبه........ "


نظر لها بتمعن أكثر....... 


"جواد تفتكر امك عامله لينا اي على الغدى... "

تحدث سيف وهو يمسك معدته بجوع... 


أبتسم جواد وهو يقول بمكر... 

"اكيد ورق عنب اصلي طلبته منها الصبح.... "


اتسعت ابتسامة سيف قال بمزاح..... 

"مشاء ألله البيت كله بيحفل عليه...... أنت لازم تعمله 

الحاجه الي مش بحبها دايما.... "


رد جواد بضحك.. 

"بصراحة يابو بوز.... ده اقتراح اسماء عشان تغيظك 

شويه..... "

تحدث سيف وهو ينظر الى الإمام بينما وقف جواد 

ليعدل رابطة الحذاء الرياضي الذي يرتديه... 

"ماشي ماشي.... هي إيه الزحمه الى عند بيتنا دي"


رفع جواد عيناه باهتمام ليرى الحريق مشتعل في 

فيلة والده ورجال المطافئ يحاولون أطفاء الحريق 

ومجموعة من البشر يقفون يشاهدون المشهد بشفقة

ومن ضمنهم عمه زهران وجدته انعام..... 


ركض جواد بقوة وهو يصراخ بخوف.... 

"اسماااااااء..... بابااااااا.... امــــــــــي....."


ركض بين الناس ليدخل بين الحريق وفي اخر للحظة انقذه رجال الاطفاء ولكن قد اصاب 

ظهره من نيران  ، ومزال الجرح يترك اثر في جسده 

لحد هذا اليوم........صرخ وصرخ عاليً ينادي 

عائلته بقوة...وسيف يبكي في حضن جدته 

انعام بخوف.....

صرخ جواد وهو ينظر الى البيت المشتعل 

ورجال الاطفاء يمسكون بيداه لمنعه من التهور 

مرة اخره......

"اسماء بلاش تسبيني خديني معاكِ انا خايف ياسماااء ......عشان خاطري ارجعي ورجعي 

امي وابويه معاكِ.....طب صحيني من الكابوس 

ده عايز اخدك في حضني وقولك انك احن اخت 

في دنيا دي .....اسماااااااااااء ردي عليه...."

فقد الوعي سريعاً ليدخل في انهيار عصبي 

داما سنوات !!.......


نظر جواد الى بسمة وحاول التحدث بصرامة...

"لو خايفه عليهم بجد قولي على مكان الأوراق... "


أبتعد عنها ليوليها ظهره ليحاول أخفى صخب مشاعر

الماضي الذي اخرجتها هذهي الفتاة بجملة واحدة... 


"لو عرفت مكان آلورق.... هتسبهم..... توعدني"


"اوعدك..... "تحدث بسرعة.... 


اتجهت الى درج مكتبها واخرجت ملف الأوراق 

منه.... لتقف مكانها قائلة بنبرة مبحوحة من آثار 

البكاء..... 

"ده آلورق.... أنا  شيلت عندي في آلبيت من يوم ماخدته لكن انهارده نزلت بيه وشلته في مكتبي 

عشان كنت ناويه اسلمه للبوليس.... بس حياة 

أهلي اغلى عندي من مبدأي.... "

مسحت دموعها المنسابه بظهر يدها..... 


لينظر لها جواد بتراقب وأخذ الورق منها

قال بفتور... 

"المكالمة كانت تهديد مش اكتر.... مفيش حد من رجالتي دخل شقتك.... اطمني يانسه.... "


نظرت بسمة له بصدمة 


ابتعد جواد عنها ناحية الباب ليقف أمام إطار باب مكتبها قال....

" عايز أنصحك نصحية من وأحد مش هتشوفيه تاني ...اقفي أدام الريح الي واثقه أنها مش هتهزك..

واوعي تستهوني بنسمة هوا جاي عليكِ من بعيد ، لأنها ببساطة ممكن توقعك... سلام يانسه بسمة"


خرج وتركها ....لتترك جسدها على الأرض الصلبة 

تستقبلها بقسوة... وضمت قدميها أمام صدرها 

وهي تبكي بقوة من خسارتها أمام أول قضية 

كبيرة في حياتها.... أنتصر عليها الباطل وضعف 

سلاح الحق أمامه........ 


-----------------------------------------------------

جلست لميس على الفراش وهي تتحدث بتوجس..

"ايوه ياعزيز....."


تحدث عزيز من الناحية الاخرة بضيق... 

"عملتي إيه يالميس عرفتي حاجه عن مكان 

آلورق الي كان مع علام....."


نهضت لميس سريعاً  وأغلقت باب غرفتها وقالت بتوتر.... 

"معرفتش حاجه كل الي أعرفه انه مع واحده محاميه أسمها بسمة.... ده الي سمعته وانا وقف 

قدام باب مكتب زهران..... "


تحدث عزيز بقلة صبر... 

"يعني متعرفيش.... أسمها بسمة اي بالكامل.... "


تحدثت لميس بخفوت .... 

لا معرفش ياعزيز ده الي سمعته.....وكأن زهران 

بيتكلم بالهمس هو وإبن أخوه جواد وكأنهم 

مش عايزين حد يسمعهم..... "


زفر عزيز بضيق... 

"صبرني يارب بقلك اكتر من سبع شهور متجوزه الضغف ده وعمرك مجبتيلي خبر عدل او كامل..."


قالت لميس بمتعاض...

"طب وانا اعمل إيه ياعزيز ما زهران كتوم ومش بيامن لحد على اسراره...."


تحدث عزيز من بين اسنانه...

"اشمعنا مامن اسراره لجواد ابن أخوه ...."


قالت لميس بصرامة...

"معرفش ياعزيز معرفش ....بس اسمع لازم الاتفاق الي مبينا يتم ....انا اتجوزت زهران عشان بعد كام شهر اورثه وتخلص على اهله كلهم قبل مايموت وبعد ماتقتله  اكون انا الوريثه الوحيده ليه وثروته واملاكه تبقى ليه وليك وكمان السوق هيفضى ادامك.....ها هتنفذ اتفقنا امته ياعزيز انا بدأت أزهق ....." 


"قريب يالميس ....متقلقيش....هندفنهم انا وانتِ

واحد واحد  "

-------------------------------------------------

وضع جواد ملف الأوراق على سطح المكتب 

وهو يقول باختصار...... 

"الأوراق اهيه أتأكد منها بنفسك..... "


نظر له زهران بهدوء ،مسك الأوراق بين يديه وتفحصهم بتمعن...... ليتمتم وسط تفحصه لهم.. 

"لقتهم عند آلبنت المحامية مش كده... "


"بظبط...."


تحدث زهران مره آخره وعيناه على الاراوق يدقق بها آلنظر...... 

"وخلصت عليها...... "


"لا..... "


ترك زهران مابيده ورفع عيناه على جواد الذي تحدث 

بفتور..... تساءل زهران بستفهام.... 

"وليه مخلصتش عليها..... "


(اوعا تقتلهم أنا مليش غيرهم دول هم الي فضلين 

ليه بعد موت ابويه وأمي.... اوعا تقتل عيلتي أبوس 

ايدك أنا من غيرهم أضيع..... ")


نفض جملتها الذي تدوي في أذنيه بإصرار ليرد 

على زهران قال بثبات..... 

"وقتلها هيفدنا في إيه إحنا كنا عايزين آلورق وهي 

سلمته لينا بدون مقابل يبقى قتلها هيفدنا في إيه... "


قال زهران بضيق.... 

"مش هيفدنا ولا هيضرنا.... لكن هي دخلت اللعبة 

ولازم تموت..... وبعدين أنت من أمته بيهمك روح 

حد دايما بتنفذ الأوامر ليه المره دي بتخالف اوامري 

يادراعي اليمين..... "


نظر له جواد بصمت ووجه بارد حجري لا يحكي 

عن شيء غير انعدام المشاعر فقط !....


"بكره هبعت حد من الرجالة يخلص عليها... "

تحدث وهو يوليه ظهره للمغادرة.... 


ليوقفه زهران بجملة واحدة.... 

"محدش هيخلص على البنت دي غيرك ياجواد... "


لم يلتفت له بل نظرة لناحية اليمين وهو يرد عليه ببرود...... 

"اعتبرها ماتت....... وخبرها هيوصلك بكره..... "


أبتسم زهران أبتسامة جانبية..... يريد ان يموت سراج 

داخل جواد يريد ان يقتل  الشفقة، القلب، 

يريد ان يبقى جواد آلذئب الجائع ، دماً ، وشرٍ ،  وقسوةٍ ، و جحود ، يتذوقهم بلذة ويخرجهم للاعداءة بدون رحمة !... 


هذهي هي الأهداف من البداية !!...


فتح الباب عليهم في هذا الوقت ليطل منه سيف وهو يبتسم بجاذبية قال.... 

"هو أنتوا ناوين تعشون الفجر ولا إيه..... العشا هيبرد 

يجماعه وانعام هانم هتقلبها محضره عن القواعد 

ونظام الملكي...... "


أبتسم جواد ابتسامة لم تصل الى عينه وهو يقول.. 

"هو أنت دايما همك على بطنك كده..... "


"ونبي يافخامة بطل تريقي ويلا ناكل.... "


تحدث زهران هذهي المرة سائلا سيف بفتور.. 

"عملت إيه ياسيف في الإجتماع بتاع النهارده.. "


"كل تمام كل الشروط الى ضفتها وقولتها ليهم  وفقه عليها زي مامرت ...وكل حاجه تحت سيطرة ياعمي متقلقش.... "


تحدث زهران بفتور وهو يفتح خزنة مكتبه..... 

"برافو عليك ياسيف.....طب اسبقوني انتم وأنا جاي 

وراكم..... "


خرج الإثنين وتحدث سيف بمزاح لا يعرفه الى مع 

شقيقه وعائلته الوحيدة.... 

"وانت عامل اي يافخامة في شغلك..... "


رد جواد بقلة صبر... 

"الشغل ماشي كويس..... وبقولك إيه بلاش الإسم 

ده عشان مش قادر ابلعه..... "


"تصدق طول مانت كاره الإسم هكرره كتير..... "


رد عليه جواد بستياء... 

"دي رخامه بقه... "


تحدث سيف بازعاج.... 

"لاء دي مش رخامه..... انا بقدرك كده عشان تمشي 

منفوخ في شارع اكتر مانت منفوخ..... اااه "

مسك جواد سيف من أذنه بقوة وقال بتحذير... 

"كلمة تانيه وهزعلك.... يلا عشان تاكل مش جعان ولا غيرت رأيك ... "

حاول سيف أبعد يد جواد عن أذنه....

"ايوه جعان بس شيل ايدك ياعم ايدك تقيله.... "


"انشف ياااد.... "


قال سيف بمزاح..... 

"مش القصد بس ايدك ممكن توحشك..... "


ضحك جواد وهو يهز رأسه بياس من تغير سيف.... 


ولكن في الحقيقة هو آلوحيد الذي يهون عليه كل 

شيء في الحياة او باختصار  وجودهم مع بعضهم يهون على كلاهما معاً ...... 


جلس جواد على السفرة في اول مقعد والجدة أنعام 

أمامه مباشرةٍ ، بجانب جواد يجلس سيف وعلى رأس 

الطاولة زهران...... 


تحدثت انعام للخادمة شادية قائلة.... 

"هي أسيل مش هتنزل كمان النهارده يا شاديه... "


ردت الخادمة بهدوء.... 

"سألتها ياست هانم قالت أنها شبعانه وهتنام...."


تحدث زهران متساءل.... 

"هي مالها أسيل يامي..... لو تعبانه أتصل بدكتور 

يجي يشوفها.... "


"هي كويسه بس من ساعة ماخرجت مع سيف وهي بقالها يومين بتتهرب من انها تقعد معانا على سفرة 

واحده..... وأكيد سيف عارف مالها.... "نظرت انعام 

الى سيف بتراقب..... 


ليمضغ سيف الطعام ببرود قال.... 

"بصراحه أنا مش هقدر اجواب على سؤال معرفش 

إجابته..... فانا من راي اسألي صاحبة الشأن مالها "


زفرت انعام بضيق من وقاحة هذا آلجيل وبرودة 

مشاعرهم..... 


ليتحدث زهران منهي الحديث.... 

"وأنا كمان رأيّ من راي سيف اسأليها يمكن في حاجه 

تانيه...... "


دخلت عليهم في هذا آلوقت لميس وهي تتقول بنعومة ودلال.....

"هاي ياجماعه..... أهلاً يابيبي..... "مالت لميس 

على زهران وقبلته من وجنته بوقاحة أمام 

انعام التي إهانتها في سرها بافظع الافاظ... 


تحدث زهران بحرج من نظارات والدته الغير راضية 

عن هذهي العلاقة من البداية..... 

"اهلا ياحبيبتي.... قعدي يلا اتعشي معانا.... "


"لا يابيبي  انا عامله دايت ، عرفت انك لسه جاي من الشغل قولت أسلم عليك.... آلمهم هستناك فوق

بقه... شاوو يابيبي ومتتاخرش عليه "لتميل مره آخره عليه وتقبله من وجنته...


حمحمت انعام بعدم رضا.... لتذهب لميس من أمامهم 

وهي تتمايل بنعومة .....


"استغفر الله العظيم .....البيت خلاص سكنته الشياطين...."


تنحنح زهران وهو يتحدث بحرج....

"امي....الاكل هيبرد....."


تحدث وهو يتصنع انشغاله في الطعام ....


لتنظر انعام الى جواد الصامت من بداية الجالسة...

لتقول بحنان....

"وانت ياجواد ياحبيبي ناوي امته تفرحني بيك اخوك كلها كام شهر و يبقى في بيته مع مراته 

ها وانت امته هتفرحني بيك....."


"لسه شويه ...." رد عليها جواد ببرود... 


شويه لحد امته انت بقيت خمسه وتلاتين سنه 

إيه ناوي تجوز على الخمسين.....ايه الي في رقبتك 

ده ياجواد"

لفت نظرها شيئاً ما في جانب عنق  جواد.....

وضع جواد يداه على الجرح الرفيع الذي كان سبب 

هذهي الفتاة وهجومها عليه كالمجنونة....

"ده خدش صحيت لقيته كده....."


نظر سيف الذي يجلس بجانبه ليدقق النظر على عنق جواد وقال بعد ثواني بصياح.....

"خدش ايه دي ضوافر واحده معلما عليك..."


لكمه جواد في بطنه بدون ان يلاحظ احد ليهتف 

سيف سريعاً....

"لا ده خدش واضح ان نظري ضعف ....هحاول اكشف على عيني.....خدش ياجماعه الموضوع 

مش مستاهل"


غمز له سيف بخبث..... لينزل جواد عيناه على طعامه 

بتوجس وهو يلعن بسمة ومافعلته بيدها.. 

------------------------------------------------

كانت تجلس على الفراش بعيون شاردة ووجه 

شاحب من ما تعرضت له اليوم..... 


دلف أمجد عليها بعد الاستئذان .....لينظر لها باهتمام 

قال.... 

"مالك يابسمة انتي تعبانه ولا إيه... "


ردت عليه بسمة بنفي حزين... 

"لا أنا كويسه يأمجد مفيش حاجه....... "


جلس على حافة الفراش وهو يسالها بشك.... 

"آمال مش عايزه تقومي تتعشي معانا ليه وليه قفله 

على نفسك من ساعة مرجعتي من بره.....مالك يابسمة في حاجه مخبيها عليه"


نزلت دموعها فور سؤاله الحنون...... 


تحدث أمجد هذهي المرة بيقين... 

"لا في حاجه بجد..... احكيلي إيه الى حصل النهاردة

في الشغل...... " نظر لها امجد بجدية وإصرار من سماع حقيقة ما مرت به آليوم ..... 


حسمت بسمة امرها وهي تقول بصوتٍ مبحوح ... 

"هحكيلك بس اوعدني ان هيكون سر مابينا مش عايزه دعاء تعرف عشان متقلقش عليه.... "

----------------------------------------------------------

في صباح أستيقظ مبكراً وارتدى حَلَة سودا 

ومعطف أسود طويل عليها ارتدى نظرته ومشط 

شعره ناظر لنفسه في المرآة ليلفت انتباهة هذا 

الخدش الواضح في عنقه...... زفر بضيق وهو يرفع لياقة المعطف قليلاً حتى تخفي اثارها......


نزل الدرج والمكان شبه خالي ، مزال الجميع 

نائم....... صعد دراجته البخارية وانطلق بها بعد  

ان وضع قناعها....... 


في ناحية الآخرة خرجت بسمة من آلبيت بعد الاحاح

على أمجد زوج أختها بتركها للعمل ، اليوم لديها قضية مهم أحد قواضي آلطبقة البسيطة آلتي 

تترافع إليهم دوماً......... 


"ست بسمة..... "


اوقفتها امرأة تحمل طفل صغير على يدها.... 

وقفت بسمة وقالت بود.... 

"ازيك يام فريدة عامله إيه..... "


ردت ألست بحرج... 

"الحمدلله ياست بسمة..... أنا كنت طلبه من حضرتك 

خدمة ويارب ما ترفضي....."


سألتها بسمة بتركيز.... 

"قولي يام فريدة عايزه إيه...... "


قالت المرأة باحياء...

"أخويه الصغير كان شغال على توكتوك ومسكه البوليس وكان معاه يعني حشيش في جيبه.... "


سألته بسمة بشك.... 

"بيتاجر في المخدرات..... "


قالت المرأة بنفي سريع.... 

"لا تعاطي ولله ياست بسمة.... كنا عايزينك تمسكِ القضية دي ده الواد غلبان وهو الي بيصرف على 

أمي وخواتي البنات.... "


من الناحية الآخرة جلس جواد فوق مبنى عالٍ وحدد

هدف بسمة الواقفة تتحدث مع تلك لمرأة ....

ليمسك سلاحه ويضع يداه على الزناد وعقله 

يجبره على فعلها ولكن هناك حواجز داخله تمنع 

فكرة قتل تلك الفتاة .....

(مش هيفدنا ولا هيضرنا.... لكن هي دخلت اللعبة 

ولازم تموت..... وبعدين أنت من أمته بيهمك روح 

حد دايما بتنفذ الأوامر ليه المره دي بتخالف اوامري)


تذكر كلأم زهران ليحدد الهدف للمره الثانية ولكن بيقين فاعل وليس متردد..... اطلق الهدف عليها 

ولكن قد خطأ في شيء خطأ هو مدركه تماماً !!....


أنزل السلاح ونظر الى مكانها ليجدها اختفت وسط تجمع الناس عليها والهلع ولخوف الواضح على وجوه

اختها وزوج اختها الذين هبطُ من العمارة بعد 

سماع صوت الرصاص......


💓البارت الرابع 💓


خرج الطبيب إليهم...... لياتي عليه كلاً من أمجد ودعاء بهلع قائلين.... 

"طمنا يادكتور بسمة عامله إيه دلوقتي.... "


أبتسم الطبيب قائلاً بتمهل.... 

"أهدو ياجماعه الحمدلله هي بخير.... الرصاصه مصبتهاش هي بس عملت جرح عميق شويه

بجانب الذراع الأيمن وده بسبب مرور طلقة الرصاص والحمدلله عملنا خياطه للجرح.... بس على فكره إحنا بلغنا البوليس بالوقعه وزمنهم على وصول عشان يأخذه أقوال الانسه بسمة..... "


تحدث امجد بعد تنهيدة شكر... 

" الحمد الله....ممكن ندخل نشوفها يادكتور.... "


"ااه طبعاً اتفضلوا...... حمدال على سلامتها.... "

أخبره الطبيب وهو يغادر من أمامهم.... 


دخل أمجد و دعاء الى بسمة آلتي كانت جالسة 

على فراش المشفى وعيناها غامت في شروداً عميق


"بسمة.... حبيبتي ألف سلامة عليكِ ...."

تحدثت دعاء وهي تحتضن أختها بدموع الخوف.. 


قالت بسمة بثبات غريب... 

"أنا كويسه يادعاء كفاية عياط... "


رفعت بسمة عيناها على أمجد بتردد لتجد وجهه احمر وينظر لها بعدم رضا عن كل مايراه....


قال أمجد بعد صمت.... 

"حمدال على سلامتك يابسمة.... "


"الله يسلمك..... "حاولت أن تجفل عن نظراته الواثقة

أنها تعني الكثير وتخاف من القادم منه بعد هذا الحادث.... 


تريث أمجد برهة قبل ان يقول.... 

"على فكره البوليس هيجي كمان شويه ياخد أقوالك 

هتقولي ليهم مين ضرب عليكِ النار ولا أقول انا.... "


نظرت بسمة له بتحذير وهي تنقل نظرها بينه وبين 

دعاء التي نظرت لهم بشك وغضب من إخفاء حقيقة

الأمر عليها..... 

"في إيه يامجد.... معنى إيه كلامك ده أنت عارف 

مين ضرب عليها نار عارف ...وانتِ كمان عارفه 

وانا الهبله الي بينكم..... "


حاولت بسمة التحدث بقنوط ، إصلاح الوضع قليلاً 

"دعاء أمجد مش قصده هو بس بيخمن مين ممكن يكون عايز يأذيني.... و... "


صاح امجد بغضب.... 

"بلاش تبرير يابسمة...طالما فكرو يقتلوكِ مره ومصبتش هيحاوله تاني وتالت لازم البوليس 

يدخل ويحميكِ منهم..... "


هزت رأسها بتعب.... 

"غلط الواقع بيقول أن إحنا مش قدهم وليقين الي

عندي اني بقت ميته خلاص في نظرهم فاضل بس 

الحكم عليه..... "


خبطت دعاء على صدرها بهلع وصدمة.... 

"ينهار اسود هي حصلت.. ليه ليه يعمله كده وانتِ عملتي إيه عشان تدخلي في دايرة الناس دي يابسمة 

عملتي إيه..... "


نزلت دموعها بتعب وخوف من القادم داخل هذهي 

الدائرة التي أحاطت بها بإصرار.... لتقول بضعف... 

"معملتش حاجه يادعاء... كل الموضوع اني اختارت

الحق والحق بنسبه ليهم جريمة عقابها الموت... "


نهضت دعاء وهي تنظر الى أمجد قائلة بسرعة 

"لازم نبلغ البوليس..... لازم نعمل محضر فيهم... "


قال أمجد بستحقار....

"أول واحد هعمل فيه محضر هو الزباله الي أسمه 

جواد الغمري...... "


دلف في هذهي اللحظة الطبيب وهو يرتدي معطف 

أبيض وكمامة تخفي وجهه وقبعة طبية وهو يقول 

"لو سمحت ياجماعه الدكتور (معاذ) مستنيكم في 

مكتبه....."


قالت دعاء بتردد وهي تربت على كتف اختها...

"مش هنتاخر عليكِ يابسمة هنشوفه عايز إيه ونجيلك..."


تحدث أمجد وهو يهم بالخروج....

"دقايق وجايين يابسمة وهنكمل كلامنا في موضوع 

المحضر ....."


خرج الجميع لتنظر بسمة الى الطبيب بشك....


نزع الكمامة وقُبعة الطبية وهو يقول بخشونة ساخرة...

"حمدال على سلامه يانسه بسمة...."


إتسعت عيناها وهو تقول بصدمة...

"أنتَ..."


-----------------------------------------------

نظرت اسيل الى فستان كتب الكتاب بشمئزاز وهي 

تقول....

"يعني إيه يمشي كلامه عليه ويدخل في لبسي 

ازاي سمح لنفسه يدخل في حياتي وليه...."


لتتذكر ماحدث منذ يومين.....


دخلت الاتيلية وكان يسير بجانبها بهدوء بارد !!..


قد انبهرت باستايل الفساتين ، أشكالها وألوانها.... 


"اهلا ياسيل هانم نورتي المكان... تحبي أساعدك 

في حاجه....."


رفعت اسيل نظرها الى سيف لتجده منشغل في هاتفه وقد وقف في مكان بعيد نسبياً عنها مستندٍ

على الحائط خلفه بإهمال وملل من وجوده في هذا المكان.....


عادت أسيل بعيناها الى الفتاة لتقول بحماس... 

"حبه ألبس فستان سهره توب ولحد فوق الركبة .."


ابتسمت الفتاة وهي تشير الى صف فساتين أحدث 

طراز.... 

"حضرتك ممكن تختاري وأحد من دول..... "


بعد مدة خرجت أسيل وهي ترتدي فستان توب 

قصير .....وكانت تنظر الى المرآة الكبيرة غافلة

عن آلعين الذي تراقبها بسخرية... 


لياتي عليها سيف قال بتافف...

"على فكره يابنت عمتي...احنا جايين عشان نشتري 

فستان لكتب الكتاب مش جايين نشتري قمصان

نوم....وبعدين ازاي تطلعي كده ادام البنات الي في الاتيلية"


نظرت له بوجه محتقن لتهتف من بين أسنانها... 

"ممكن توطي صوتك وبعدين قمصان نوم إيه الى بتكلمني فيها... ده فستان كتب الكتاب يامحترم... "


نظر لها بدهشة ليكتم غضبه وهو يسألها من بين أسنانه.....

"ده الفستان إلي هتظهري بيه أدام آلناس يامحترمه ؟؟ "


"ااه... عندك مانع...... "


ساحبها وراها بقوة الى غرفة تغير الملابس ونظرات 

الفتيات من حولهم كانت الأكثر فضولٍ.... 


أغلق الستارة عليهم في هذا الركن الصغير .....


صاحت أسيل بضيق.... 

"أنت بتعمل إيه ياسيف ...وسع كده عايزه اخرج.. "


"مش تستني مكمل فرجه على جسمك.... "


شهقت بصدمة ونظرت له باعين مشتعلة وهي تقول.... 

"تصدق انك بنادم قليل الأدب.... "


نظر لها بتمعن وقال ببرود...

"كلمتي ضيقتك مش كده..... ماهو لو تعرفي كلام الرجاله على أي واحده مبينا لحمها بيقول عليها 

إيه مش هتفكري تطلعي من بيتك أصلن.... "


قالت أسيل بإهانة لإذاعة 

"دول ناس مش متربيِن زيّك.... "


وانتِ بقه بلبسك ده متربيه.... "


غصب عنك... وبعدين انا حره ومن حقي ألبس الى أنا 

عايزاه... "


"جاكِ كسر حُقك" 


نظرت له بضيق واشتعل وجهها احمرار قاتم... 

تحدث سيف بصرامة ... 

"ادامك نص ساعة تختاري فستان محترم يليق بواحده محترمه زيك يقمه..... "


"يقمه إيه.... يابن خالي.... "


مرر يداه على كتفها العاري ببرود قال بتسلية.... 

"هكمل مبدأ الحريه بتاعك بنفسي...."


خرج وتركها بعد ان أشعل وجنتيها حرج وجعل قلبها

يخفق بتوتر وارتباك شعرت بهم في قربه..... 


أغمضت عيناها بغضب وهي تطلع على الفستان 

المحتشم الطويل ذات الاذرع الطويلة ، الصدر المغلق 

فستان محتشم سنبل الشكل..... ولكنه لا يناسب 

طريقة لبسها..... 


غامت عيناها بعناد وهي تقول...


"مستحيل الجوازه دي تتم..... "


-------------------------------------------------------

إتسعت عيناها وهو تقول بصدمة...

"انتَ...."


جلس على مقعد أمامها ونظر لها بعينين باردتين قال 

"ها بقيتي أحسن دلوقتي ...."


أبعدت وجهها عن مرمى عيناه وهي تنظر الى النافذة

لتقول بخزي... 

"أنت إيه الي جابك وعايز إيه مني..... "


"جاي أطمن عليكِ...."تحدث بفتور... 


قالت بسمة بزهول بعد ان التفتت بوجهها إليه.... 

"تطمن عليه.... أنت مش برده الي ضربة عليه نار... "


تنهد وهو يقول بلا مبالاة ... 

"أيوه أنا الي ضربة عليكِ نار...."


تنفست بسرعة وقالت بتهكم.... 

"مبتعرفش تكدب يابن الغمري مش كده.... "


نظر الى عمق عيناها وهو يقول باختصار..

"الجبان بس هو الي بيلجأ للكدب.... "


قالت بسمة بثبات امرأه... 

"كان ممكن تموتني.... ليه ضربت على دراعي مش على قلبي..... اي أهدافك هل عندك أجابه مقنعة 

ولا هتطلع جبان وتكدب.... "


تلاقت العيون في حوار قاسي ..عيناها عسلي صافي 

للامع تضيء ببريق خافت....عيناه زيتونية الون 

قاتم بطريقة تجعل الناظر لهما يجفل عن اكمال صراع النظر ، لكن هي تلامست شيئاً بهم شيئاً حاني حزين رأت نظرت آلندم بهم حين تلاقت عينا جواد عليها ومن ثم على جرح ذراعها..... شعرت بِندم جالي عليه ولكن أَبَىٰ ان يظهره لها ، لكن قد ظهر لها بوضوح !!! ......

"انت ليه بتعمل كده......ليه لابس وش مش وشك.."


نظر لها بوحه حجري مجرد من المشاعر....

"تقصدي إيه بكلامك....."


"انت جيت ليه .....اوعا تكون خايف اني اموت مع ان دي اهدافك انت ولي شغال عندهم .."


نهض وهو يقول بصرامة....

"انا مش خايف عليكِ ولا عندي قلب يخاف على حد 

كل الفكره اني جاي احذرك بلاش اسمي او حوار الورق يجي في تحقيق ....فهمتي......"


تحدثت بسمة بستحقار هذهي المرة..

"كل الي فهمته انك جبان وبتكدب ...كان ممكن تموتني لـيـ....."


قاطعها بشراسة ...

"اولاً لسانك ميطولش.....ثانياً انتِ كده كده ميته 

واجابت سؤالك مش عندي عندهم هما لانهم هما 

الي امره بكده مش انا....."


"كدااااااب..... "صرخت فيه بيقين انثى تشعر بشيء للأول مره تشعر بها (الفضول) فضول لمعرفة ما يخفيه هذا الجواد وما يريده ولم تردد في قتلها 

وهو من يقتل بدمٍ بارد وموت البشر بنسبة له شيءٍ عادياً  ،و ممكن نسيان ما اقترفه بسهولة.... 


"أنتِ  عايزه توصلي لي إيه بظبط.... "


نظرت له بصمت نظره صامته ، ليكمل هو حديثه بعد ان قرأ فضول عيناها ....


"بلاش انا يابسمة ....عشان هتتعبي اوي معايا ..."


دخل في هذا الوقت المحقق لياخذ اقوال بسمة 

عن الحادث.....


رفع جواد عيناه على المحقق وكذالك فعل الاخر 

نظر أسر وكيل النيابة والذي سيحقق مع بسمة 

في الواقعة الذي حدثت معها....

"مش معقول فرصة سعيدة ياصاحبي.... "


نظرت بسمة لهم باستغرب ليكمل أسر حديثه بسخرية قال..... 

"أنت جاي تهددها ولا إيه...... "


ثم نظر الى بسمة قال بهدوء يبث لها الإطمئنان 

"متقلقيش يانسه بسمة..... إحنا خدنا أقوال جوز 

أختك وعرفنا ان سبب الواقعه دي جواد الغمري 

بس طبعاً هناخد منك التفصيل وأسباب الواقعة "


نظر جواد إلى بسمة بتهديد وتحذير من بوح سر الأوراق .... 


بدأت تتردد بعد نظرته المهددة لها... لتبتلع ما بحلقها بتوتر قائلة..... 

"بعد إذن حضرتك هدخل اغسل وشي عشان أقدر 

اركز في اقوالي..... "


اومأ لها أسر بهدوء..... لتدخل بسمة حمام الغرفة التي

يقفون بها... 


جلس أسر على مقعدٍ ما وهو ينظر الى جواد بتمعن 

قال.... 

"واضح اني خلاص قربت امسكك ودخلك السجن بنفسي زي اول مره كده بس المره دي مش هتقضي

خمس سنين في سجن لا هيكون مؤبد ان شاء الله ..."


ابتسم جواد ببرود وهو يحرك سبابته بجانب بعضهم..

"بلاش تنسى اني كان ممكن اكون معاك في نفس الرطبة ياحضرة الظابط .."


اكمل اسر حديث جواد....

"كان ممكن لكن انت اختارت طريق عمك ونسيت 

وصية ابوك ....والغريبه انك كنت  في كلية شرطة 

وبتاجر في المخدرات لا وبتبيع كمان مش 

شايف ان الموضوع مش راكب ياصاحبي..."


"دي طبيعة المجرم الي زيّ   ، مش ده رائيك..."

إجاب جواد ساخراً ...من سيرى الماضي والحقيقة غيره فهم يحكمون على الظاهر ويتناسون الباطن وما يخفيه......


أشعل جواد السجارة وهو ينظر من نافذة الغرفة 

بضيق.... 


ليتحدث اسر بشرود.... 

"يوم مجتلي اخبارية انك معاك مخدرات في شنطتك مصدقتش وكدبت الاخبارية ...لكن روحت وقبضت عليك ولاخبارية طلعت صح ......لكن الغريبه أن الحكم عليك كأن مؤبد بس بعد خمس سنين جه الي شال القضيه مكانك وطلعك منها مظلوم...... ياترى كآن هدف عمك إيه من ده كله..... "


استدار له جواد بصدمة وغير مدرك معنى حديثه.. 

"ماله عمي ومال ماضيه يااسر..... "


نظر أسر له وهو يقول بصدق... 

"يمكن انهارده إحنا أعداء وأنت في نظري مجرم... ولازم يتعاقب.... لكن زمان ويوم مقبضت عليك كنت واثق انك لسه نضيف...... بس تعرف عمك لعبها صح..... "


لم يرد عليه جواد بل اكتفى بجملة واحدة... 

"أنا من رأيي نفضل اعداء وننسى اي حاجه جمعتنا

زمان حتى لو بالغلط...... واااه خف شوي عني رجالتك لانهم بيتعبُه معايا على الفاضي....."


استدار جواد ليخرج واكمل حديثه ببرود وعنجهية

"وااه عايز اعرفك حاجه مهم مفيش معلومه بتوصلك غير لم اكون راضي عنها زي شحنة السلاح 

الي خليتك تصادرها كده..... سلام ياحضرة الظابط"


كادا ان يخرج ليوقفه صوت اسر قال...

"انا بحذرك للمره الاخيرة الطريق الي اختارته اخرته موت ياجواد ....."


لم ينظر له ولم يلتفت بل رد عليه بكل ثبات...

"وانا الموت اختارني ......"


اغلق الباب وراه بقوة.......


خرجت بسمة بعد ان سمعت كل شيء وصل الى مسامعها بسبب حدة حديثهم...... 


زفر أسر وهو يراقب بسمة الواقفة أمامه بتعب وارهاق جالي عليها... 

"جاهزه يانسه بسمة... تقولي أقوالك وتاكدي في أقوالك ان الي ضرب عليكِ نار هو جواد الغمري ومتقلقيش وجود هنا في المستشفى هياكد ال"


"جواد ملوش دعوة.... وانا معرفش مين عمل كده... "

نظر أسر لها بصدمة..... 


لا تعرف لمَ تتعاطف مع (قاتل) ولا تعرف إخفى الحقيقة هو خوف من تهديد نظراته ام خوف عليه


ماذا ، ماذا ،  خوف على من اطلق عليكِ الرصاص... 


بسمة استيقظِ هذا قاتل مجرم.... انتِ تقذفين 

بامثاله في السجن بعد مرافعة قويةٍ منكِ 


استيقظِ يابسمة هذا فضول تريدين أن تشبعي فضولك بهذا الشخص الغامض وهل سترضي 

بظلام قلبه أيعقل؟؟؟؟؟؟....... 


-------------------------------------------------------

نهض زهران بهلع وهو يقول.... 

"أنت بتقول إيه ياجواد اسمك جه في تحقيق... "


كآن يجلس جواد ببرود ويتطلع الى لا شيء ورد بفتور.. 

"جوز البت المحامية قال اني انا الى ضربة عليها نار 

لكن لسه مكتبش في تحقيق إيه اسبب  ، وليه.... على

العموم هم بياخده أقوال المحامية..... وهنشوف هتقول إيه..... "


لف زهران حول المكتب بوجه مكفهر ليتحدث وسط 

انفعالته...... 

"كان لازم طلقة الرصاص تموتها.... اول مره يخونك 

مسدسك ياجواد.... "


نظر جواد الى سطح المكتب سائلا بشرود.. 

"الى حصل.... المهم هتعمل إيه ؟.... "


"هبعت حد يخلص عليها في المستشفى.... "


انتفض جواد صائحا بصدمة.. 

"أنت بتقول إيه هتقتلها.... وانا لسه بقولك التحقيق 

أكتب فيه اسمي.... أنت عايز توديني في داهية... "


نظر له زهران واقترب منه وربت على كتفه قال... 

"متقلقش انا عمري مضحي بيك... لكن لو أنا مخلصتش عليها الأسامي الى كانت موجود معانا في 

الاورق هتعمل كده....."


تحدث جواد متاففا 

"بلغهم أنها متعرفش حاجه عنهم ولا فتحت آلورق.. "


نظر له زهران بشك.... 

"أنت بتحاول تحمي نفسك ولا بتحاول تحميها.. "


تحدث جواد ببرود وثبات.... 

"هحميها ليه أنا اعرفه منين.... بس موتها في توقيت 

ده هيثير الشبهات حواليه...... "


قال زهران بتفكير شيطاني خبيث.... 

"إذا كنت خايف على نفسك فبلاش تقلق حقنه بسيطه هتوديها للي خلقها وساعتها هيبقى عيب 

الدكاترة والمستشفى الرخيصة الي قعده فيها 

يعني أنت في السليم.... لكن لو خايف عليها هي 

يبقى ده موضوع تاني....... "


تناول مفاتيح سيارته وهاتفة بين يداه وهو يرد عليه بضيق.... 

"اعمل الي تعمله..... انا ماشي..... "


نظر زهران الى جواد وهو يختفي عن مرمى عيناه 

ليقول بشرود خبيث.... 

"هقتلها ياجواد مهو مش معقول بعد سنين دي كلها 

تيجي حتة بت تغيرك عليه...... "


-----------------------------------------------------

قادا سيارته بسرعة وهو يحاول نسيانها ونسيان 

فكرة موتها الذي سيتم الليله ......

"غبيه دخلت نفسها في للعبه هي مش قدها... "


لكن لماذا يهمك امرها ولماذا يستيقظ هذا المراهق 

البأس داخلك لماذا لا ترضى بكونك سيئ !!...لماذا 

تريد الصواب  وهل اختارك الصواب يوماً ....انت 

كتب عليكِ الظلام فلا تدمر نور احدهم !!...


اتركها ان كتبى لها الحياة ستحيا ان لا فهذهي الأقدار .....


عقله يتحدث بإصرار ان يترك زمام الأمور للقدر 

الذي كتب بيد آلواحد القهار..... ويحثى على كونه 

من هو وما اختاره من البداية......


هو سيئ وسيظل على نهج اختاره وسط 

طيات ظلامه.....


اوقف السيارة امام مبنى فخم.....


اطرق على باب شقتها....لتفتح له انجي بوجه يشوبه 

علامات الاستغراب....

"جواد ....مقولتش ان انتَ جاي يعني....."


دلف وهو يقول ببرود....

"وانا من امته بقول .....معاكِ حد....."


جلس على المقعد وهو يسند ذراعه على منضدة بجانبه ليريح راسه على ذراعه.....


ردت عليه انجي بحنان....

"انت عارف اني من ساعة معرفتك وانا قفلت قلبي عليك اي لازمة سؤالك ده....."


"سؤالي كان عادي ومش مهم ....."


جلست امام قدميه وهي تضع يدها على ذراعه قائلة 

بحنان....

"شكلك تعبان اطلع ريح فوق على محضرلك الحمام.."


رد عليها بعد تنهيدة متعبٍ ....

"لا يانجي اعملي ليه فنجان قهوة لاني شوية 

وخارج....."


"خارج خارج رايح فين...."


تحاول في للحظة وقال بصرامة ارعبتها....

"مش شغلك قومي اعملي القهوة من سكات..."


نهضت وهي تتمتم بتهكم...

"مش هسيبك ياجواد اعمل مابدالك.....في لاخر هتجوزني ودنيا كلها هتعرف اني مراتك الصبر

بس شوية الصبر....."


--------------------------------------------------

"ليه عملتي كده يابسمة ليه كدبتي اقوالي..."

تحدث امجد صائحا بغضب ....


حاولت دعاء التكلم بتبرير لأختها .... 

"اهدأ يامجد أكيد عملت كده خوف منهم..... "


رد عليها أمجد بستياء من ما اقترفته بسمة... 

اختك حياتها في خطر... كان ممكن البوليس يحميها 

منهم لكن بسمة بقت بتسمع من دماغها....ونتيجة بقت واضحة ادمنا.... "


عضت على شفتيها بحرج ماذا تقول له تعاطفت مع مجرم ،  من المؤكد أنه سيعود ليقتلها .....

"أمجد لو سمحت أنا تعبانه ومحتاجه أنام ومش حب 

اتكلم في آلموضوع ده دلوقتي.... "


"أنتِ مش تعبانه..... أنتِ بتهربي من حقيقة غلطتك 

انك بقيتي مقتنعه ان البلد مفيهاش قانون يحميكِ 

مع أنك اول واحده يابسمة بتمثلي القانون... "


صاحت بسمة فيه بانفعال .....

"في قانون مؤمن بيه..... قانون الغمري واتباعه وانا 

مش هنسى القانون ده لحد ما ياخدُه روحي...عايز 

تسمع إيه اكتر من كده يامجد انا عملت كده عشان خايفه عليكم ومستعده للموت كمان المهم يبعده 

عنكم خالص "


قال أمجد بخزي....

"تفكيرك غلط يابسمة....."


لترد عليه بيقين.... 

" بالعكس المنطق بيقول ان ده أسلم حل .... "


رن هاتف أمجد ليرفع الهاتف على أذنيه... قال بهدوء

"ألو...... ايوه أنا أمجد والد كريم ...... إإإيه مآله كريم

وقع ازاي طيب انا جاي حالاً....."


أغلق أمجد الهاتف وعلامات وجهه تدل على كارثة هذهي المكالمة..... 


وقفت دعاء امامه بخوف أم قالت.... 

"ماله كريم ياامجد...... ماله ابني ردي عليه..... "


تحدثت بسمة بسرعة.... 

"مين كان بيكلمك ياامجد...."


"مدير المدرسة ، بيقول ان كريم وقع في حوش المدرسة وخدوه على المستشفى..... "


خبطت دعاء على صدرها بفزع...

"أبني  .......أبني ياامجد...... "


تحدث امجد بتمهل.... 

"أهدي يادعاء ....المدير طمني وبيقول أنه كويس.."


نهضت بسمة وهي تقول بصرامة... 

"إحنا هنفضل نتكلم كتير.... يلا نروحله..... "


منعها أمجد قال بإصرار.... 

"خليكِ  يابسمة لسه الدكتور هيكتب ليكِ علاج عشان آلجرح..... "


"جرح إيه وزفت إيه.... أنا جايا معاكم..... "تحدثت 

بعدم اكتراث وهي تحاول ارتدى معطفها الجلدي القصير..... 


قالت دعاء هذهي المرة ببكاء وترجي... 

"أسمعي الكلام يابسمة.... نص ساعة وهتلقيني 

عندك وكريم معانا...... عشان خاطري أصبري لحد 

مدكتور يشوف آلجرح ويكتب لك علاج...... "


جلست على حافة الفراش وهي تزفر بختنق من اصرارهم عليها.... لتفكر برهةٍ ثم قالت 

"طب روحه انتم وأنا هستنا الدكتور ....وبقه طمنوني عليه في ألتلفون..... "


قبلتها أختها وخرجت ونظر لها أمجد بحنان وذهب من الغرفة...... وقفت أمام شرفة غرفة المشفى التي 

تقطن بها....... وذراعها مثني أمام صدرها بسبب هذا 

آلجرح العميق....... 

"جواد...... "قالت أسمه لتراه يقف بجانب سيارة فارهة أمام المشفى....... ومن الناحية الآخرة وجدت 

ثلاث رجال يخرجون من سيارة سوداء وجههم إجرامية ويبدو ان الزيارة لا توحي الى زيارة مريض 

شهقت شاهقة عالية بعد ان استنتاج مجيئهم الى هنا 

عادت النظر الى جواد لتجده أختفى من أمام

سيارته.......


تنفست بسرعة وخوف.... وجدت نفسها تاخذ متعلقاتها وتذهب من المشفى قبل وصولهم لها.... 


من الناحية الاخرة كانُ آلرجال الثلاثة يضعون مبلغ 

مالي في مكتب مدير المشفى !!....


كانت تسير بتوتر وخوف في رواق المشفى لتجد 

آلرجال مقبلين عليها  ولكن قبل ان يلمحون طايفها

وجدت من يجذبها لغرفةٍ ما ويغلق ألباب عليهم.... 


شهقت بصوتٍ عالٍ ....لتجده يضع يداه على فمها 

وأنفاسه الساخنة تداعب وجنتيها الشاحبة خوفٍ

"أنتِ كويسه حد شافك منهم..... "


هزت رأسها بنفي وهو مزال وأضع يده على فمها.... 


أبعد يده عن فمها ببطء.... وهو يقول....

"انتِ لازم تيجي معايا دلوقتي..... "


تنفست بقوة وخوف لترد عليه بعدم فهم... 

"اجي معاك فين..... ومين آلناس دول.... هم تبعك... "


اجابها وهو ينظر لها ساخراً.... 

"يعني لو الي عايزين يموتوكِ دول تبعي هخبيكِ منهم ليه..... "


"يعني في حد عايز يموتني غيرك.... "قالت جملتها بشفاه ترتجف خوفٍ....


تنفس بصوت مسموع وهو يجيب عليها.... 

"حياتك بقت في خطر.... وكل بسبب الورق الي كآن 

معاكِ....آلمهم لازم نخرج من هنا حالاً...."


تقدم من نافذة الغرفة وفتحها ليجد نفسه أمام حديقة المشفى فالغرفة التي اختارها كانت في الدور 

الأرضي..... 


مد يده لها وقال بجدية.... 

"هاتي ايدك يابسمة......"


نظرت آلى يداه ومن ثم الى عيناه وسائلة بشك.. 

"أنت هتسلمني ليهم مش كده....."


زفر بقلة صبر وهو يقول.... 

"لازم تثقي فيه..... "


"وليه أحط ثقتي في وأحد زيك..... "قالتها وهي تخفي خوفها ودموعها ......


رد عليها بصوت مجرد من المشاعر.... 

"لان مفيش ادامك حل تاني..... "


"هاتي ايدك يابسمة انا هحميكِ منهم..... "

تلامست الصدق في نبرة صوته ، ولكن مزال في نظرها القاتل المجرم ولذي حاول قتلها ولكن 

الغاية تبرر الوسيلة..... ستذهب معه فليس 

لديها خيارات آخره أما ان تقتل او أما ان تهرب 

مع جواد الغمري ستختار الغمري ولعلها تكون 

آخر الاختيارات في هذا اليوم المشئوم...... 


نزل من نافذة الغرفة وهي كادت ان تنزل مثله لكن وجدته يمسك خصرها بين يداه وينزلها على الحشاش الخضراء ببطء ...... 

"شكراً..... "شكرته على مضض من قربه الغير مقبول 

منها ليترك جواد خصرها ويمسك يدها وهو يقول 

"يلا...... "


ركضت معه بتعب لتجد نفسها خارج المشفى اي 

أمام سيارته....... ولكن حين فتح جواد باب السيارة 

لها ، وجد هتفات خشنة وغاضبة ورآهم.... رفع عيناه

هو وبسمة ليجد آلرجال الثلاثة مقبلين عليهم 

بتوعد وشر.....


"اركبي العربية بسرعة...... "

صرخ جواد بها بهذهي الجملة لتفيق من صدمتها 

وتصعد السيارة وفعل هو المثل ليقود السيارة 

بسرعة.....


ورجال الثلاثة بداوا سريعاً بإدراك الموقف ليصعدوا

سيارتهم ملاحقين بهم......


                الحلقة الخامسة من هن        

لقراءة باقي الحلقات من هنا

          

تعليقات



<>