رواية لن احررك الحلقه الثالثة والعشرون والرابعة والعشرون بقلم دهب عطيه


 

رواية لن احررك


🦋الحلقة الثالث والعشرون والرابعة والعشرون 🦋


إذا بحثت عن الحب يومًا دون أن تلتفت لحكمة القدر ونصيبك 

الذي لم يحين وقته بعد، أعلم إنك ستتالم بمجرد دخولك ارضاً لم تكن لك يوماً بل 

لغيرك ، يملكها اسمٍ آخر كُنت ضيف بها، ضيفاً 

غير مرغوب به دخلتها عنوة عن صاحبها وخرجت 

منها أو تحاول الخروج منها عنوة عن قلبك المتيم 

بأرض مُستهلكة يعيش بها مُمتلكها يتمتع بمشاعر 

تمنيت أنتَ ان تتذوقها وتنغمس بكل شبر منها

لكن نهاية الرحلة كانت أقرب من بدايتها !.... 


وتلك الأرض قلب حبيب قد تيمها قلبها بعشقه وهو غارق في العشق مع حبيبته الجميلة..... 


نعم جميلة شعرها البني الناعم عينيها الرمادية 

جسدها الانوثي بشرتها البيضاء،  حبيبته الجميلة 

أجمل منها بمراحل بل تفوقها انوثى، هل من نظرة واحده حصدت كل هذا أم ان الغيرة فقط هي التي  تشعل نيران مُستعارة داخلها تكاد تفتك بهآ وتلقيها على حافة الانهيار الذريع ..... 


صدح هاتفها باتصال من زميلتها (رنا)


"الو....أيوا يارنا عامله أيه...."تحدثت اسيل بصوت خالٍ من الحياة هكذا كانت وهكذا شعرت

صديقتها التي تساءلت بقلق صادق...

"مالك ياسوو  شكلك زعلانه وصوتك كأنك معيطه مالك يابنتي...."


تنهدت اسيل بعمق....

"مفيش ، المهم انتي عامله إيه...."تبرم وجه رنا عبر الهاتف لتقول...

"اخس عليكي ياسيل هتخبي على رونا برده...مالك بجد...."


"مفيش يارنا شوية ارهاق يمكن عشان منمتش إمبارح...."


"وليه منمتيش في حآجه عندكم...."


انزعجت اسيل من ملاحقة الأسئلة الفضولية عليها فهي تعاني من مزاج سيئ الآن....ردت عليها بانكار وثبتت على كذبتها....

"لا مفيش حآجه الموضوع وما فيه اني كنت بخلص اللوحه إللي هقدمها في المسابقة....."


"ممم...تمام مع إني مش مقتنعه بس أشطأ هاعديها

المهم طمنيني عنك....."


"الحمدلله كويسه...."اجابتها بفتور....


"وسيف أبن خالك إيه اخباره...."


"أخباره في إيه بظبط؟...."تساءلت اسيل بانتباه وتمعن بجملتها....اجابتها رنا بفتور...

"يعني لسه مرتبطش بعد مـ...."صمتت رنا برهة لتعض على شفتيها من لسانها الذي لايعرف ان يبتلع الأسرار والكتمان عليها يوماً....  

"سكتي ليه يارنا انتي مخبي عليه حاجه..."باغتتها 

اسيل بسؤال فضولياً....


"يعني انتي عرفاني رغايه ومش بيتبل في بوقي فوله بس اصل الموضوع كان...."


"كان إيه..."


تنهدت رنا عبر الهاتف وهي تشرع في التحدث...

"اصل سيف كأن بيحب واحده إسمها( أمل)كانت من سنُ تقريباً معاه في الجامعة، يعني أنا علاقتي بيها سطحيه عشان يعني كانت صاحبة أختي وانا كنت وقتها حآجه وربعتاشر سنة...."سيطر على صوتها غصة الحزن وأضافة قائلة...

"في يوم كأن عيد ميلاد أمل وسلمى أختي كانت معزومة على عيد ميلادها ويومها خدتني معاها

وكانت حفلة بسيطة معموله في عمارة في الـ...

(....) كانت في دور العاشر إرتفاع يخوف بس أنا

مستغربتش( أمل)كانت بتحب الاماكن العاليه وكانت مصممة تعمل عيد ميلادها في المكان ده 

وأنا وقتها عرفت من سلمى أختي أن سيف مكنش 

موافق على جنونها لكن عشان بيحبها أوي مكنش يقدر يقولها لا....لو تشوفيهم مع بعض ياسيل متصدقيش أن الموت خدها منه في غمضة عين.."


توسعت حدقتاها بعدم استيعاب وتشدقت بصدمة... 

"موت... يعني إيه.... هي ماتت..طب إزاي؟..." 


أكملت رنا بصوت حزينٍ من تذكر تلك الحادثة الشنيعة أمام عينيها وهي كانت مزالت مُراهق تبدأ 

بنسيج أول ذكرياتها.... 

"يوم عيد ميلادها كانت بـ..." 


"خدي ياسلمى صوريني هنا...." وقفت أمل ذو الملامح الفاتنة والرقيقة كذلك على حافة جدار سطح هذا المبنى الذي صُممت على إقامة حفل ميلادها الواحد والعشرون في ذاك المكان وموافقة سيف على مضض كالعادة يخشى عليها بجنون عاشق تفعل الجنون لترى خوفه المبالغ به كما تظن هي....


"طب مبلاش هنا ياأمل لحسان يختل توازنك..."

حدثتها سلمي صديقتها المُقربة بخوف وللين لعلها        تتراجع...


"ركزي ياسلمى بقه وصوريني قبل ماسيف ياخد باله ويعملها زعله..."حدثتها وهي تتغنج في سيرها 

على حافة الجدار....

"حاسبي ياامل...."هتفت رنا بصوت خائف من هذا التهور الذي يصيب صديقة أختها.... 

" صوريني ياسلمى وبطلو رغي أنتوا الإتنين... "رفعت سلمى الكاميرا وقبل أن تلتقط الصورة وجدت صديقتها تترجع للوراء بتلقائية ومن ثمَ في للحظة اختل توزنها لتجد صراخها دوى في أرجأ المكان وآخر صوت هتفت به كان اسم( سيف) الذي كأن يقف مع بعض أصدقاءه ويوليها ظهره ليتفت وقتها ليرى مشهد لم يتوقعه يوماً... 

     

فاقت من تلك المكالمة وهذه الحقائق التي لم تصدقها وقتها وظنت أن التي راتها في صور لم تكن

(أمل)المتوفية بل أنها حبيبه جديدة لسيف وطلبت 

وقتها من (رنا) أن ترسل لها صورة لامل تِلك وهذا سيكون سهل فاختها مزالت تحتفظ بصورت 

صديقتها الراحلة ....أرسلت لها الصورة وتأكدت أن شكوكها غير صائبه هي نفس الفتاة ذات الجمال 

الفاتن هي حبيبته الجميلة التي مزالت تعيش في قلبه مزال يوفي لها ويحمل حب لم يُدفن بعض معها....


كم يالمها ذلك أكثر من عشقها له تتالم من وفاء قلبه

بأخرى بأغلاق مشاعره ليحياها بذكريات أخرى، تمنت

أن لا تعلم هذا السر تمنت أن تتألم بحبه لأنه يعشق غيرها لا لتتالم بحبه لأنه يعيش على ذكريات حبيبة 

قد دُفنت تحت تراب منذ أكثر من تسع سنوات او أكثر، اي قدر هذا الذي يجمعها بأرض ليست مُستهلكة كما ظنت بل أنها متهالكة قد أصبحت عتمةً بالاحزان

التي تُصعب أن تمحيها فهي تخشى العتمة ولا تملك  بصيص نوراً واحد تدلف به إليه ، ستمحي هذا الحب عاجلاً ام أجلاً لم تستعجل في هذا الأمر فهي على كل حال ستهرب بعيداً عن تلك الأرض 

وماتسببه من أوجاع لها.....


صدح هاتفها مُعلن عن اتصال من (سيف) نظرت للهاتف بقلباً خفق سريعاً فور النظر الى حروف إسمه.... لم ترد ولم تقدر على الرد عليه.... في داخل اعماقها تعلم أنهُ إنتهى هذا العشق الميؤوس منه... 


لم يتوقف الهاتف عن إعلان الإتصالات المتتالية منه 

استجابة لاصراره  باقتضاب ، فقط لتُجيب لسماع صوته الرخيم الحاني وتغلق بعدها .... 


كل القرارات تُنفذ إلا قرار العشاق يظل مُتعلق بينهم 

يتذكرونه وقت الأوجاع وينسون وجوده وقت تلاقي 

العيون وتغمرهم الاشواق من حيثُ لا يدركون....


"ساعة عشان تردي...." حدثها بانفاس مُتسارعة... 


عضت على شفتيها محاولة أن  تنتقي الكلمات له بتأني.. 

"في حاجه ياسيف...." 


"في حآجه ياسيف.... أنتي بتهزري ياسيل مش بتردي ليه عليه بقالي يومين بكلامك كمان مُختفيه ليه 

ومش بشوفك ليه على السفرة وليه بتمشي الصبح بدري كده مش معادك يعني تمشي سته الصبح إيه  اللي حصلك..." 


"ولا حاجه عندي كام لوحا كده مطلوبين فابخلصهم عشان كده بخرج بدري والاكل... يعني بأكل برا عـ.." 


"اسيل...." قاطعها ونادها بصوت حاني اصابها برجفة

في عمودها الفقري.... ردت عليه بخفوت....

"نعم ...."تنهد ليخرج صدق المشاعر عنوة عنه

"وحشتيني....."اغمضت عينيها وبلعت مابحلقها بصعوبة لتتحدث بتوتر....

"أنا لازم أقفل عندي شغل في الورشه...."زفر بضيق

من تصرفها الغريب....

"تمام....أنا في العريبة وجاي كمان شوية وهكون عندك في الورشة دي...."لوى شفتيه بتذكر ليكمل...

"تصدقي عمري مادخلت ورشتك الصغيرة دي، عندي فضول أشوفها...."


عضت على شفتيها بتردد لتحدثه بصوت يكاد يكون مهزوزاً....

"مش لازم ياسيف أنا شويه وهخلص و...."


"مش هقدر استحمل ياسيل أنا لازم أشوفك...."كم

كانت الرجفة قاتلة لكيانها كم ان للذة المشاعر وتلك الكلمات تقتلها حيّة ما هذا؟....

"ياسيف أنا...."قاطعها بثبات....

"استنيني في الورشة ياسيل ان ربع ساعه وهبقى

عندك....سلام...."أغلق الهاتف ليغلق أية مناقشة تنوي 

الخروج منها.....تنهدت بعذاب قائلةٍ بعدم ارتياح

"وبعدين معاك يابن خالي أنا مبقتش فاهمه علاقتنا

ماشي ازاي بظبط ...."


_____________________________________

إذا تناقد الحب مع الحق نختار الحق نتنازل عن

الحب حتى لا يُدنس القيم حتى لا يُدنس أنقى الأشياء داخلنا الحق حق ولن نُزين الباطل به حتى نحافظ على حباً لم يكن يوماً من نصيبنا؟!.....


تجلس على الفراش تضم قدميها الى احضانها تستند 

بمرفقيها على ركبتها، ترتدي بِجامة صيفية مُحتشمة من اللون الكهرماني تتناثر عليها رسمةً كبيرة على شكل عصفور باللون الأسود من ناحية الصدر،  تلم 

شعرها جانباً لم تضع شيء ولم تُرد ذلك، ملامحها حزينة تحمل قهراً لا تعلم من أين خُلق داخلها... 


تتذكر لفظها لكلمة الطلاق تتذكر برودة وهو ينظر لها  بعينان باردتان خاليتان من اي تعبير  وحديثه القاتم مثل روحه .... 


•••""مفيش حاجه اسمها طلاق بينا وبلاش تنطقي الكلمة دي تاني عشان مزعلش منك وانا زعلي وحش وقلبتي مش هتعجبك ... "كانت عينيه تهددها وتحذرها بوحشية راتها بوضوح في مقلتاه المشتده..... 


صدح هاتفها لتجد المتصل غير مسجل تسارع نبض قلبها بخوف... نهضت واتجهت نحو الباب واوصدته

بحرس لتفتح الخط قائلة بخفوت.... 

" ايوا يأسر.... "


"ها يابسمة فيه جديد...." 


"لا مفيش....." زفر آسر بضيق من الناحية الاخرى

"واضح إنك مش شايفه شغلك كويس..." حدثته بمقت... "ليه في جديد عرفته؟..." احتدت عيون آسر من الناحية الأخرى بعصبية.... 

"المفروض انتي صاحبة الجديد مش أنا..." عضت على شفتيها لتكتم غضبها  من طريقته التي تفتقر للإحترام واملاءه للأوامر التي لا تنتهي.... 

"المفروض اعمل إيه...." 


مسح آسر على وجهه بقلة صبر قائلاً ... 

"لازم اقبلك...." 


"ليه....."


"هتاخدي حاجه بسيطة مني نبدأ بيها الشغل المظبوط..."


"حاجة إيه مش فاهمه...."سألته بأستغراب....


"بلاش أسئله كتير لم اقبلك هتعرفي...."  


صمتت برهة قبل ان تشرع في الحديث بتردد...

"أيوا يأسر بس أنتَ عارف ان جواد عينه عليه ومعين رجالة ترقبني و...."


"كل ده فايدك...اتصرفي بطريقة تقدري تغفليهم

بعيد عنك...."


تنهدت بِحدة وهتفت بعدم اكتراث....

"تمام بكره هكلمك ونتفق على المعاد ويمكن أكون

ساعتها بكلمك من المكتب عندي ..."


أغلقت الهاتف وهي تزفر بغضب من نفسها فهي من سمحت لنفسها بالعمل مع هذا الاناني الذي لا يكترث

لوجودها في هذا المكان الذي اذا شعر أحد بعملها معه ستُدفن حية لا محال.....


عادت لتفتح الباب حتى لا يشك في أمرها جواد...


__________________________________

جلس جواد مقابل مكتب (زهران)ناظراً له بعيون لا

تحكي عن أي شيء ينوي فعله....

"خير يازهران بيه...."


تنهد زهران بتردد قبل ان يتحدث بخفوت فهم يجلسون في مكتب الفيلا حيثُ الجميع يحيط 

بهم...

"الشُحنة وصلت وهتتسلم كمان يومين جهزت نفسك أنت ورجاله بتوعنا...." 


أبتسم جواد جانباً بخبث.... 

"كل جاهز متقلقش...." 


"خد بالك ياجواد الشحنة المرادي كبيرة ولو لقدر الله حصل حآجه الخساير هتكون جامده علينا...." 


"تقصد عليك.... مش علينا..." حدثه جواد ببرود مبهم.... 


هز زهران رأسه نحوه  بعدم فهم.... 

"تقصد إيه بكلامك ده...." 


"ولا حآجه متشغلش بالك..... المهم كلمت الرجالة إللي هيستلمه منناا البضاعة...."بدل الحديث في لحظة.....  


"آآه كلمتهم كل بقه تمام الموضوع بقه واقف على التسليم بس...."أجابه وهو ينظر له بتاني شديد وكأنه

يبحث داخل ملامحه عن شيءٍ ما.....


"طيب تمام وقت الاستلام هنشوف..."نهض منتصب 

في وقفته ليقول ببرود....

"عن إذنك يازهران بـ...بيه..."خرج بعد ان رمى عليه نظره أصابت قلبه بالارتياب.....

"أنا مش مطمن لنظراتك دي  ياجواد....معقول يكون عرف حاجه عن موت أهله او سجنه...."صمت وهو يفكر ان إذا حدث هذا لن يكون بهذا الهدوء البارد....


___________________________________

دلف الغرفة باحثاً عنها بعينيه ليتفقد العسليتان المتالمتان الغائبتان وسط شرودهم..... سلط انظاره

عليها بتاني وتمعن، كانت من أجمل النساء التي راهن في حياته نعم حتى تلك العيون التي تمتلكها لم يرى لونهم على اية أمرأه قبلها قط، ولن يرى بعدها فهو يثق في هذا.......


أغلق الباب لتفيق بسمة من شرودها وتعلن رائحته وانفاسه المُنتظمة عن وجوده.....رفعت عينيها بلا أهداف ليلتقط عسليتهاها بقوة جاذباً نظرها اليه...


سلبت عينيها بقوة عن عمق عينيه الباردة....


"شكلك لسه مصممه على اللي في دماغك...."جلس على حافة الفراش بجوارها ببرود.....

"مفيش حاجه هتغير إللي في دماغي .."


خلع حذائه ببرود واجابها باستهزء...

"ممم حلو تصميم ده بس بصراحه مش داخل دماغي بتعريفا....."


انفعلت بحِدة من حديثه المهين....

"مش مهم يدخل دماغك المهم تفهم إني عايزاك  تطـ... آآه  سيب أيدي... "


لوى ذراعها وراء ظهرها في للحظة واصبح وجهه مقابل لوجهها عن قرب أكثر ليبعثر انفاسه الرجولية

عليها ببرود....

"انتي ليه مصممه تزعليني ياحرمي المصون إحنا مش اتفقنا بلاش تنطقيها تاني..."اتكا أكثر على ذراعها لتخرج تاوهات خافته من بين شفتيها نظر له 

مطولاً تمعن ببشرتها البيضاء احمرار وجهها من شدة ضغط يده على ذراعها ، شفتاها الوردية المرسومتان بإمتلاء خلقا لتقبيل،صدرها الذي يعلو ويهبط من آثار زمجرتها الحادة للتخلص من قبضته....

"سيبي أيدي ياجواد حرام عليك هتكسرها...."لم يرد 

عليها بل نظر لها برهةً ببرود ومن ثمَ قال بجمود...

"دا تذكار بس عشان كل متفكري في طلاق تفتكري 

ردي عليكي...."ترك يدها بقوة المتها تاوهت وهي 

تنهض من أمامه فقد أصبحت في تلك الحظة تلعنه

وتلعن قلبها معه.....

"حرم عليك ليه الهمجيه دي كلها...إحنا متفقين إنك هطـ...."صمتت لتهدأ من روعها قبل ان تكمل قائلة..

"إحنا متفقين أن إحنا هنسيب بعد اول مايمر كام شهر من جوزنا...."


نهض جواد وبدأ بتغيير ملابسه أمام عيناها الغاضبة..

ليرد عليها وهو عاري الصدر ببرود...

"كنا متفقين وجد في الأمور أمور...."


تساءلت بعدم فهم...

"وايه إللي جد بينا...."


نظر الى جسدها بعيون كصقر ليرسم قومها بوقاحه وكأنه يجدرها من ملابسها ويرى ما تخفيه عن مرمى عينه.....

"إللي جد إني لسه مخدتش حقوقي الشرعية مثلاً.."


تبادلا النظرات لوهلة....


ليقترب منها بعد أن اصيبت هي بحالة صدمة وعدم استيعابها بعد لرغبته الجسدية بها هي !!...


وقف أمامها عاري الصدر يرتدي فقط بنطاله...  

شعره الأسود المرفوع للخلف بفوضوية مُنظمة؟!.. 

عيناه القاتمة اللامعة بخبث.... أحاط خصرها بين ذراعه القويتان مُقرب أنفاسه منها قائلاً بمكر... 

"ولا انتي شايفه ان ينفع اطلقك وأنتي لسه زي مانتي.... دا حتى تبقى عيب في حقي ياحضرة المحامية.." 


"جواد أبعد عني لو سمحت...." وضعت يدها على صدره العاري لتنظر لموضع يدها لتجد صدره العريض مشدوداً وخالٍ من الشعر يُضيف عليه جاذبية تناسبه

عضلات ذراعيه الذي تحيط بها منحوته تجعلها تتمنى 

ان تحظى بعناقاً حاني يمحي تلك التراهات التي تحتلها منذ أيام  ،  نظرت لخصره النحيف مقارنة بمنكبية العريضة لتبتلع ريقها بصعوبة وحاولت بكل مأوتيت من سيطرة وتحكم بنفسها ان تشتت نظرها 

عنه واكملت.... 

"جواد ممكن تبعد شوية...."


"معقول تكوني عيزاني أبعد.... يعني عينك بتقول غير كده...." قاطعها بمتهى الهيمنة والغرور.... 


مالى على اذنيها هامساً بهم بمكر... 

"انتي عيزاني زي مانا عايزك يابسمة يمكن أكتر كمان...." 


"مش حقيقي... أبعد عني ياجواد أنا أصلاً  بقرف منك..." تحدثت بنفور وتقزز زائف وهي تبتلع ريقها بضعف من هالة ساحرة تِلك ..... 


مسك رأسها من الوراء بغضب وقربها منه قائلاً من تحت أسنانه بانفعال يملؤهُ التحدي ..... 

"تمام خليني اتأكد بنفسي بتقرفي مني إزاي..." 


الصقها في الحائط وراها بقوة عقب انتهاء حديثه..

ولم تمر ثانيه واحده امسك برأسها باحدى يداه في قوة شديدة وتلاقت شفتاهما في قبلة عميقة قاسية لم تتلاقاها منه قبل اعتصر شفتيها في عنف يروق لها عنف أشواق يناسب كلاهما من حرمانهم من للذة حُللت اليهما منذ فترة ليست بضئيلة ..... وجدت نفسها تتجاوب معه في خزي شديد من هذا القلب الذي يعشق ساجنه بدون أن يلتفتت لخطورة هذا العشق الذي سيدمرها هي قبل الجميع !....  


عقدت يدها حول ذراعه بقوة مُقربه رأسه أكثر منها وشفتاه العابثة تفعل العجب بها..... 


فصل قبلتهم مُتريث لياخذ أنفاسه ناظراً الى عينيها 

الخجولة من استسلمها المخزي كما تظن..... 


"بصيلي...." أمرها بهدوء بين أنفاسه المُتسارعة... 


رفعت عينيها عليه بعيون يملأها الدموع.... 


"بتعيطي ليه..... أنتي فعلاً قرفانه مني يابسمة...." 


اومات برأسها بانكار وهي تقول بين دموعها... 

"جواد أنا مش همل من اني أقولك إني بحبك ولا هنسى أقولك إنك أول راجل في حياتي عكسك تماماً

بتعرف تلعب بمشاعري إزاي كسبت خبره من علاقتك 

النسائية وده واضح في اللي حصل مبينا من شوية ولي حصل قبل كده أنا عارفه وفهمه... وانا مش بحسبك على الماضي أنا بس بحسبك على الحاضر

على حياتي الجايا معاك..." 


قاطعها وهو يحيط وجهها بين راحتي  يداه....

"أنتي الست الوحيده إللي في حياتي يابسمة ولازم تبقي فاهمه إني قطعت علاقتي بأي واحده كُنت أعرفها قبلك...." 


"طب وشغلك ياجواد... وعمك...." رفعت عينيها عليه ليتبادلا النظرات للحظة قبل ان يتركها مُبتعد عنها بحدة واخبرها بنفاذ صبر.... 

"ماله شغلي إحنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده وخلص خلاص...." 


"خلص بنسبالك انتَ لكن بنسبه ليه لازم نتكلم فيه .." 


"هنتكلم عايزه تقولي إيه...." زفر باختناق من تصميمها على امتناعه عن شيء بات الأقرب إليه 

منها وتعود على وجوده في حياته ، والانغماس به أصبح الغاية لديه......


"لازم تسيب الشغل ده يعني لو فعلاً عايزنا نكمل سوا...." 


"حاضر.... في حآجه تانيه..." أومأ لها ببساطة ازهلتها... 


"أنت بتكلم بجد ولا بتاخدني على قد عقلي..." 


"أكيد بتكلم بجد إيه إللي يجبرني أنفذ كلام مش مقتنع بيه...."حدثها بثبات وتمثيل يجعلك تصدق

محتوى هذا الكذب....


"وأنت اقتنعت بسرعه دي...."باغتته بسؤالها بشك...


أجابها مُزين الحديث بلؤم ....

"أكيد يعني مقتنعتش بسرعه دي...بس أنا كُنت بفكر  في الموضوع فى الكام يوم إللي مرُ دول وبعد تفكير حسيت أن فعلاً الشغل ده كله مش جايب همه ..."


لم تقتنع قط لكن اجبرت نفسها على الاقتناع حتى تأخذ هُدنه من هواجس تلك الافكار الذي تنهش بعقلها بدون رحمة..... 


شعر جواد بحيرتها فاصابة قلبه بصمتها وبراءتها أقترب منها وقطع المسافة بينهم لياخذها في احضانه للمره الثانية تشعر بدفء احضانه براحة 

داخلها بانغماس آلقلب باللذة بين ذراعه المفتولاً

والقويان الذي يحيطوها بقوة مُربتين عليها بحنان...


"حضنك حلو أوي ياجواد..." حركت رأسها داخل صدره العارٍ بجرأة لم تعهدها في تصرفها وقد تناست كل شيء داخل عناقه .... 


أبتسم جواد بحنان وغير الأجواء بينهم بوقاحته المعتادة .... 

"متاكده أن حضني بس إللي حلو...." لكزته في ظهره 

بقبضتها الصغيرة وصاحت بحرج.... 

"بطل قلة آدب.... مكنتش بوسه..." 


"أنا مستعد اعمل أكتر من كده بس اخد الأذن...." 


"لا يعني كفايه حضنك أنا راضيه بكده...."

تحدثت بنعومة وانفاسها الساخنة تبعثرها على صدره لتشعل رغباته المكتومة بها.... 


"ممم....أنتي راضيه وانا اتفلق بقه..."


"ليه يعني...."تحدثت بمكر أنثوي....


زفر بغيظ و رد عليها ...

"ولا حاجه....ابعدي بقه عشان أنا ماسك نفسي بالعافية...."


ابتعدت عنه بحرج وعلى مضض تركها عنوة عن تلك الرغبات داخلاً الى غرفة ملابسه ليغير ثيابه....


تنهدت بسمة بهيام وهي تقنع نفسها أنه لم يكذب عليها من المُحتمل ان يتراجع عن هذا العمل فهو في نهاية غير مجبر على الكذب عليها.....


إذا بدات في اختراع الأعذار الكاذبة للاحباب فاعلم إنك أعمى القلب والعقل وفاقد الإثنين يبقى مشوش 

في رأيت أقرب الحقائق تبينان إليه !.....


_____________________________________

بعد مرورو ساعتين.... كانت تجلس على الفراش 

استمعت لخرير الماء المنبعث من الحمام المُلحق بالغرفة، زُين ثغرها إبتسامة هائمة وهي تتذكر ذاك العناق الذي جمعها داخل احضانه على هذا الصدر العارٍ ......بلعت ريقها بحرج.....

"استغفرالله العظيم أي قلة الأدب إللي  بفكر فيها دي....."عضت على شفتيها لتبتسم بخجل.....


خرج جواد وهو يجفف شعره المُبلل بالمنشفة ناظراً

الى عمق عسليتاها التي تصوبها عليه بتمعن وجرأه

واضحة....


"إيه غيرتي رأيك....."فاقت من شرودها به على صوته العابث..... تلعثمت وهي تشيح  عينيها عنه.... 

" ها يعني أنا مش فاهمه حآجه....هـ....هو أنا يعني هنام...."دثرت نفسها بالغطاء بخجل لتخفي عسليتيها 

عن مرمى وقاحة تلك العيون الذي تربكها من الوهلة 

الأول..... 


أقترب منها وكان يرتدي بنطال كحلي وتيشرت أحمر  يعتليه  بعض الكلمات الإنجليزية المكتوبة باللون الكحلي شعره فوضوي غير مرتب ارجعه للوراء 

وهو يميل بجانبها مدثر معها تحت هذا الغطاء....

"ومالو انوم بدري مفيد برده...."


"جواد أنتَ بتعمل إيه...."عبث بيداه على جسدها بوقاحة لتنهض بحرج وتصيح بتلك الكلمات بحنق....نظر لها جواد ببراءة وعدل وضعية جلوسه  قائلاً بتسأل لئيم....

"في أي يابسمة مالك....وبعدين أنا عملت إيه عشان تقومي بشكل ده....."


عضت على شفتيها بخجل غاضبة منه....

"يعني مش عارف مالي....إيدك ياجواد...."


"مالها أيدي..."تساءل بخبث...


رطبت شفتيها أمام عينيه الامعة عبثاً، لتضيف بخجل ....

"إيدك يعني لمست حاجات يعني....عيب ياجواد عيب أوي كده....."كانت براءتها تكاد تجعلهُ يقطف تلك الشفاة الوردية المُمتلئة بطريقة تستفزه بقوة.....

"انا مش فاكر أيدي بصراحه راحت فين يعني لو تقوليلي بظبط يمكن افتكر....."


شهقت بقوة حينما مد يده مره أخرى لجسدها بعبث....

"يقليل الادب يامتحرش...."


"مُتحرش آآه بس عندي مبادئ......."داعبها بمكر...رفعت عينيها لتقابل حدقتاه الخبيثة وتساءلت بعدم فهم...

"يعني إيه متحرش وعندك مبادئ..."


أقترب أكثر منها بخبث ليشرع بأكمال حديثه....

"يعني لم بتحرش بتحرش بمراتي...ويوم مابتحرش 

بمراتي بتبقى في أماكن مدرايا ، بذمتك دي مبادئ متحرشين....."


"آآه....."اجابته بحدة...."بجد يافرولتي يعني أنتي مصممه إني مُتحرش...."...... " أيوا "اخبرته بضيق من أقترابه الشديد منها الذي أصبح لا يفصل بينهم شيء...


القى جسدها بخفة على الفراش لتستلقي على ظهرها وهو يعتليها بجسده الرجولي مُقيداً كلتا يديها بيداه القويتان.....

"جواد بتعمل إيه...."تحدثت بخفوت انثوي ناعم وعيناها هائمة بهذهِ العاطفة الجياشة التي تشعر بها

بقربه..... نظر لها ليميل على عنقها يوزع عليه القبُلات

الحانية قائلاً وسط قبلاته.... 

" بفكر اجرب التحرش الأول مره.... "


همهمت بضعف ودلال ..... 

"جواد مينفعش مممم.. بس بقه...." 


"بس إيه أنا لسه معملتش حآجه على فكره....اتقلي تاخدي حآجه نضيفه..... "

ابتلع باقي حديثه بقبلة مُلتهبة من المشاعر الجامحة

بينهما....


تمتع بقربها وبتلك المسات بينهم لم يصل لمبتاغه لجعلها زوجته كما ظنت هي في البداية بل كان قرباً وتلامس حميمياً بينهم فقط....


لم يفعلها الآن فهو مزال يخشى من ندمها إذا فصل الشيء الذي سيجعلها زوجته أمام آلله ....


____________________________________

في المساء في منزل عيسى...


سكب عيسى القهوة في الفنجان وهو يقول...

"يعني نويت تاخد الشُحنه لحسابك المرادي...."


نفض جواد سجارته في المنفضة أمامه وهو يرد عليه

ببرود يصحبه الانتقام....

"لازم احرق دمه بس على الهادي...."وضع عيسى الصنية على سطح  المنضدة أمامهم وهو يرد عليه بتردد....

" أيوا  بس أنت بتلعب بنار ولو عمك شم خبر مش بعيد يـ...... "


"لو خايف بلاش تنفذ معايا حآجه...." زمجر جواد بنفاذ صبر وهو ينهض ليرتدي معطفه الأسود.... 

"خايف اخس عليك ياصاحبي دا أنا افديك بروحي..." تحدث عيسى بنبرة حزينة من ظن جواد به..... اقترب منه جواد وربت على كتفه موضح  حديثه أكثر وبجدية تابع....

"أنا عارف إللي عندك ياعيسى....بس أنا كمان عارف انك ملكش في شغل ده فأنا بعفيك عنه وصدقني مش زعلان...."


"أنت بتقول إيه ياجواد أنا معاك لنهاية...وإن مكنتش أنا إللي اقف معاك مين يعني إللي هيقف...."تحدث

عيسى بجدية واصرار.....


أبتسم جواد ابتسامة لم تلامس عيناه....

"هو دا العشم برده ياعيسى...."ربت على منكبيه بامتنان......


جلس جواد بعد ان ارتدى معطفه ليرتشف القهوة مع رفيقة......


تساءل عيسى بعد دقائق بتردد....

"بس قولي ياجواد يعني أنت متأكد أن اللي عمل فيك كده يبقى عمك...."


تنهد جواد بعمق ومن ثمَ أجابه بحيرة....

"كل حاجه حصلت معايا وبتحصل بتقول أن هو إللي 

ورا كل حآجه....."


"طب أفرض مش هوَ....."


"شكلك عايز ترجعني اللف تاني في نفس الدايرة..."

تحدث جواد ناظراً له بسخط....


"لي بتقول كده، أكيد عايزك تعرف الحقيقي بس لازم تمسكها بإيدك مش تحسها بس ياجواد.....عشان يبقى الدافع إللي جواك اقوى من كده..... "


"الدافع اللي جوايا لو خرج هيحرق زهران حيّ مش هيخلي يفلس بس...."


"يعني إيه مش فاهم كلامك...."


"الخلاصه أن زهران كده كدا هيتحاسب سوى لي علاقه بسجني أو لا لانه في نهاية هو سبب في الزفت إللي شغال فيه....."  


"عندك حق بس برده مهم كان ده عمك اخوه أبوك..." تحدث عيسى محاول محو هذا الانتقام الذي سياتي 

بفقدان أحدهم على يد هذا الزهران الذي يستهون رفيقه بشره القاتم وإذا علم زهران بنوايا أبن أخيه 

سيقتله حتماً هو يخشى هذا أفاق على صوت جواد 

وهو يقول ساخراً.... 

"عمي اخو أبويه...." ضحك بستهزءً ثم اضاف.. 

"إللي أنت بتكلم عنه ده لو فكرت أشتغل مع اعداءه 

من وراه او حتى مع الحكومه مش هيتردد لحظة يقتلني أنا او أخويه.... أسكت ياعيسى أنت متعرفش 

زهران الغمري زيي...." 


"مع عشان أنا معرفوش وسمعت عنه منك فاهم وعارف أن اللعب معاه مش بساهل...." 


"طول ما ده بيخطط كل حآجه هتبقى تمام..." أشار 

على رأسه ونظر لصديقه مُكمل حديثه بعقلانية... 

" خناقه كبيرة أدام الطريق كل الرجاله نزلت من العربية تفك الاشتباك، في لحظة النار مسكت في 

العربية بالبضاعة إللي فيها.... في أسهل من كده... "


أبتسم  عيسى بخبث.... 

"ومن الناحية التانية...." 


عض جواد على شفتيه بمكر ناظراً لنقطة وهميه.... 

"ومن الناحية التانيه نصرف إحنا البضاعه على روقان..." 


"أشطه يابن الغمري بس والعذراء احنا لو روحنا في داهيه بسبب خطتك المنيله دي  مش مسامح في حقي...."أطرق عيسى  دعابة كلعاده ممازحاً إياه لينتهي الحديث بمواضيع عامة خارج أطار تلك الشُحنة التي ستتم بعد عدة أيام قليلة...... 

___________________________________

في صباح اليوم الثاني على سفرة الإفطار

حيثُ يجتمع الجميع....


تلاقت عيني اسيل بُبنيتاه في لحظه تكاد تكون خاطفة لتطرق برأسها بعدها بحزن وحرج....


زفر سيف بعدها بستياء مزال يشعر بالحيرة من أمر

هذا الحب الذي مزال يشكك بوجوده برغم من ماحدث بينهم في ورشة الرسم تِلك ، أأصبح لهذا الحد مُنغمس بذكريات الماضي لتبقى مشاعره تحت رمادها القاتم مُحقى (اسيل)في حديثها مُحقى في غضبها في ان تسأم من قلبه مُحقى وهو مُحق في إغلاق مشاعره حتى لا يجرحها أكثر  وحتى لا يخون ذكريات يحيا عليها منذ أكثر من تسع سنوات.....


لم المرء ينغمس بالأوجاع ويدمن مذاقها وكأن آهات الوجع ذاك اللذة المُساعِفة لقلبه !.....  


"طب بعد  إذنكم لحسان اتأخرت...."نهضت اسيل لتفصل الصمت القاتل على سفرة الإفطار....تحدثت

الجِدة انعام بحنان....

"يحببتي لسه بدري كملي فطارك الرسم مش هيطير يعني....."


"معلشي ياتيته اتأخرت،  وبعدين أنا شبعت...."ابتعدت بعد أن ودعت الجميع بعينيها السوداء بدون أن تتلاقى مع بُنيتيه المُسلطة عليها من بداية حديثها...


"عمرك ماهتتغيري ياسيل...."هزت انعام رأسها بستياء......


رفعت بسمة عسليتاها على انعام وقالت بلطف...

"متقلقيش يامامـ....."ابتلعت حديثها لتتريث للحظة 

واكملت....

"متقلقيش عليه يانعام هانم...يعني هي أكيد هتكمل 

فطارها مع صحابها...."


تحدثت انعام بتلقائية عواطف الام...

"ياريت يابسمة بس أنا عارفه اسيل بتنسى نفسها بذات في موضوع الأكل ده وكـ...."ابتلعت انعام باقي 

حديثها وهي تستغرب من تلقائية مشاعرها في الحديث النقي معها الذي لم يُزين قبل خروجه  بصورة مجتمع الأثرياء الراقي وتعاليها عليها كلعادة....

رفعت أنعام وجهها المجعد نحو بسمة بحرج لتجدها 

تنظر لها بأحترام وحب لا تعرف من أين خُلق داخلها

بعد معاملتها القاسية معها منذ الوهلة الاولى بينهم...


ابتسمت بسمة وهي تقول بصوته يصحبه غصة الحزن....

"هو ينفع يأنعام هانم أقولك ياماما او ياتيته زي اسيل مابتقولك يعني...."


صوب جميع الجالسين انظارهم مُنتظرين إجابة أنعام

واكثرهم انتظاراً لردة فعلها هو (جواد)الذي احتلت

ملامحه علامات الاندهاش من تصرف زوجته الغير متوقع...


حمحمت أنعام بحرج وهي تدقق النظر بملامح بسمة 

تريد ان تلتقط كذبها وتمثيلها الآن لكنها فشلت بعد مدة، فتلك المرة ترى براءة قلبها وصفاء مشاعرها تراه من الوهلة الأولى، كما شعرت فأول مره وكذبة ذاك الإحساس أليوم لن تُكذبه فقد تغلبت عليها مشاعرها كأم ، إبتسمت ببساطة بوجهها المجعد، 

وقالت بنبرة صوت حنونة....

"أي حآجه هتقوليها أكيد هتفرحني سوى تيتيه او ماما...."


"بجد...."نهضت بسمة بسعادة فهي لم تتوقع أن ينتهي الأمر وتكون بكل هذا الحنان والتسامح.....

"شكراً ياماما أنعام شكراً بجد ...."احتضنتها بسمة بسعادة وعفوية صادقة ربتت أنعام على منكبيها وهي تجيبها بعتاب ....

"بتشكريني على إيه ياهبله أنتي زي اسيل وأنا واسيل منعرفش كلمة شكر...."استغربت بسمة

من حديثها ومزاحها أيضاً الذي لأول مره تستمع

له....هذا اجمل من شخصيتها السابقة من الواضح

أن داخلها أفضل من ما تحاول اظهاره أمام الجميع...


رفع سيف حاجباه بزهول تبادلا هو وجواد النظرات 

وقال بخفوت ممازح إياه....

"قولي ياجواد عملتوا العمل عند انهو شيخ..."


اتستعت حدقتاه بعدم فهم....

"مش فاهم...."


"لا بقه أنتَ فاهم كويس طالما العمل مشي على اطخن دماغ في العيلة أكيد هيمشي على عمك..."


هز جواد رأسه بحنق وقال ببرود....

"كُل وأنت ساكت لو عايز تفضل مدير عام في شركات الغمري ..."


"خلاص يافخامه بطل تهددني سكت، بس برده موضوع العمل ده هعرفه من مراتك في أقرب وقت  ...."نهض مُدعه بيده قائلاً....

"أشوفك بليل يافخم...."اكتفى جواد بهز راسه مُبتسم له ابتسامة لم تلامس عيناه.....


على الناحية الأخرى نظر زهران بازدراء نحو لميس التي كانت تنظر بحقد وكره الى بسمة التي وصلت في غضون شهرين الى رضا تلك العجوزة مُعلنة عن ذلك أمام  الجميع وهي التي حاولت مرارٍ وتكرارٍ كسب ثقتها ورضاها وكانت في كل مرة تواجه تعالي أنعام عليها واهانتها لمستواها البسيط..... 


لم الآن تفوز تلك الخرقاء عليها هل هي أفضل حظاً

منها ستريها إذاً بأس حظها الذي القاها عليها .....


عادت بسمة للجلوس بجانب جواد الذي كادَ ان يتحدث إليها لكن قاطعته لميس بصوتٍ ناعم خبيث..

"صحيح يابسمة ياريت اول مترجعي من شغلك نقعد 

مع بعض شوية لحسان محتاجاكِ في مسألة قانونيه تخص واحده صاحبتي....دا يعني لو مش هعطلك..."


"مفيش  عطله ولا حآجه لو تحبي دلوقت مفيش مشكلة أنا لسه عندي وقت...." تحدثت بسمة بلطف

معها غافلة عن المكيدة التي تدبرها لها... 


ترددت لميس من عيون جواد الذي تتصوب عليها كصقر المُترصد لفريسته..... 

"لا مش هعطلك.... يعني أنا مش مستعجله خليها آخر نهار...." تلعثمت في الحديث قليلاً لكنها في نهاية كونت جملة مفيدة.... "تمام على راحتك...." قالتها

بسمة بايجاز.... 


"ليه عملتي كده..." سألها جواد هامساً... رفعت عينيها

عليه بعدم فهم.... 

"عملت إيه هي إللي مصممه على آخر نهار..." 


"مش بتكلم عنها... أنا بتكلم عن انعام هانم..." 


"ممم... جدتك يعني،  هو صحيح  انتَ ليه مش بتقول جدتي زي اسيل...." 


"مش ده سؤالي يابسمة...."حدثها من تحت أسنانه بقلة صبر....


"امرك غريب ياجواد إيه المشكله لم أصلح علاقتي بيها...."نظرت له عقب انتهاء كلماتها المُندهشة من تلاحق اسئلته عليها.....

"مش غريب بس ليه كنتي واثقه أنها هتقبلك زي اسيل ....."


إبتسمت بنعومة أمام وجهه الحائر لتبعث له الطمأنينة فهي لاحظت من سؤاله أنهُ يخشى إصلاح بعض العلاقات العائلية التي هُدمت داخله منذ زمن.....اجابته بهدوء...

"هو أنا مكنتش واثقه ولا حآجه بس مُقتنعه بكلام 

بابا الله يرحمه قالي يابسمة مهم كانت طباع إللي

ادامك ومهم الدنيا غيرتُ وزينة انسانيته خليكي 

فاكره ان هيفضل جواه إنسان....


"وببساطة جدتك جواها إنسانية مخرجتش غير أدام

موقف بسيط لمسها من جوه....هي دي كل الحكاية.."


أبتسم بتهكم وهو يعود ناظراً الى طعامه...

"بس مش كل الناس عندهم الانسانية دي...."


"بالعكس دي حآجه اتخلقت جوانا وأحنا اللي بادينا

نقتلها وبإدينا نحيِها من تاني....."اجابته ببساطة ولا تعلم أن حديثها أصابه برجفة لم يشعر بها يوماً....


حاول السيطرة على نفسه وغير مجرى الحديث بخشونة قائلاً.... 

" خلينى في المهم في عريبه مستنياكي برا ادامها 

حارس شخصي دا هيفضل معاكي دايماً في أي مشوير هتروحلها، يعني هيستناكي تحت شغلك 

لحد متخلصي ويوصلك البيت تاني  

يعني هيفضل ملازمك الفتره دي.... "


"وشمعنى الفترة دي يعني...." تساءلت بشك... 

"يعني إحنا مش اتفقنا...." اضافة بخفوت... 


"مم اتفقنا بس دا روتين بسيط لحد مدبر أموري" 


صمتت بعدم اقتناع وتنهدت بعمق وشك يتربع بين طيات روحها..... 

"تمام ياجواد إللي أنت شايفه صح اعمله..." أغلقت 

الحديث فهي لن تناقشة على سفرة الإفطار أمام الجميع يكفي هذا القدر من الحديث على الأقل الآن.... 


___________________________________

نزلت بسمة من السيارة الفارهة امام انظار بعض المارة المندهشون من هذا المشهد ..... 

"الله يسامحك ياجواد كان لازم يعني فشخره كدابه....مالو التكسي أهوه كُنت بنزل منه بكرامتي.... استغفر  آلله العظيم الصبر يارب..... " نظرت الى 

هذا الرجل فارع الطول مفتول العضلات ذو حُلة

رسمية سوداء ونظارة ذات اللون الأسود، ويضع سماعة آذن سلكية في آذنه اليمنى.... 


"خليك هنا لو سمحت ...." 


"اوامرك ياهانم...." رد بايجاز وعملية.... 


صعدت بسمة المبنى بتافف وانزعاج....بعد مرور عدة دقائق هبطت من على الدرج تلك السيدة المُنقبة ترتدي ملابس واسعة طويلة سوداء اللون تضع 

على وجهها هذا النقاب الذي لا يظهر من وجهها 

الى عسليتان مرتكبتان خوفاً.....


"تكسي....."اشارت لسيارة أجرة بيد ترتجف رعباً  وعيناها تراقب هذا الحارس الذي ينتصب في وقفته

مُترصد لرائحة الخطر من حوله....


استلقت السيارة وهي تقول

"أطلع آلله يخليك ياسطى علـ(....)..."رفعت بسمة النقاب عنها وهي تحرك كف يدها يميناً ويساراً على وجهها لعلها تشعر ببعض الهواء فقد اختنقت انفاسها

داخله.....


نظرت نحو المرآة الأماميّة بداخل السيارة لتتفقد ملامحها بهذا النقاب.....

"شكلي هستخدمك كتير الفتره دي..."تحدثت داخله

بحزن فهذا التخفي الانسب لها وسط تلك الضغوطات التي توجهة...


رفعت الهاتف قائلة بعد زفرةً طويلة....

"ايوا يأسر عشر دقايق وهبقى عندك....



🦋البارت الرابع والعشرون🦋


(فاقد الشيء لا يعطيه؟!) 

كان يظن ان مشاعر الحب داخله قد دُفنت معها او مُحيت مع مرور السنوات، كأن ظن مائع غير متوازن مع طبيعتنا المُتقلبة غير متوازن مع قلب قد جفل عن الحب عمدان ليكتشف مع الوقت أنهُ

عاشقاً لأحدِهم، حواء جميلة، ناعمة رقيقة، مجنونة

تصيب قلبه ورجولته بمشاعر قد فقدها داخله منذ سنوات عديدة، وللحق مشاعره معها بطعم مُختلف يختلف عن الحب الأول هل حبها عشقاً، عشق آتى بعد النضوج ليشعر بمذاق مرارته قبل أن ينغمس بحلاوة جنونة.... 


دلف الى تلك الورشة الصغيرة بدون أن يطرق الباب فهو تعمد رأيتها وهي ترسم بصمت، اختلس 

النظر لها بُبنيتيه متفقدها بعينتين مُسبلتين طال

النظر عليها وعيناه ترصد أبسط حركة تُصدر 

منها... 


تنهدت بعمق وهي تشخبط بلا أهداف بألوان عديدة على تلك اللّوحة البيضاء.... شعرت باحتلال أحدهم خلوتها ، وعطر رجولي تحفظها على ظهر قلبها..... رفعت عينيها بتيقن على إطار باب الغرفة

لتجد سيف أمامها مطولاً النظر بها.... 


تبادلا النظرات لبرهة قبل أن تتحشرج بصوتها بحرج.... 

"سيف.... انتَ هنا من أمته...." نهضت لتقف مُعطيةً مسافة ليست بقليلة بينها وبينه.... 


أغلق الباب وقترب منها مُقبل عليها بقامة طوله الذي تشعرها بحجمها الضئيل أمامه.... 

"مبقليش كتير..... وحشتيني...." لمعة بُنيتاه بالحب.... 

أبعدت رأسها عنه بارتباك جالسة على مقعدها الخشبي لتكمل ما كانت تفعله بصمت.... 


زفر سيف بضيق من طريقتها الجديدة معه.... 

"شكلي معطلك...." وقف خلفها وبدات أنفاسه

بالاسراع مُعلنة عن غضبه...


اجابته بالامبالاة....

"بصراحة آآه يعني أنا مش فاضيه وورايا كذا حاجه و.... ها..... سيف بتعمل إيه..." شهقت بصدمة بعد ان سحبها بقوة عن مقعدها عنوة 

مُصطدمة بعدها بصدره من مباغتة حركته الغير 

متوقعه منه..... 

"اي طريق دي ياسيف فـ..." 


"البنت إللي شوفتيها على الاب توب دي كانت حبيبتي بس هي ماتت من زمان اوي...." قاطعها

بتلك الكلمات الذي تخرج من بين شفتيه بتردد... 


بلعت مابحلقها ولا تعرف بماذا تُجيب الآن وما الانسب لهذا الموقف... 


"مش هتردي عليا، مش هتقولي أي حآجه..." 


نظرت لبُنيتيه الامعة بالحزن والحيرة كذلك.... 


"معنديش رد ...." 


"يعني إيه معندكيش رد...." 


"يعني دي حياتك الشخصية وأنت حر...." ابتعدت 

عنه لتخفي عشقاً يتربع في حدقتاها السوداء.... 


"بعدك عني ياسيل بيفسر عكس إللي بتوصليه ليه دلوقت ..." 


"وتبريرك لصورة حبيبتك بأنها عايشه او ميته بيعكس ادعاءات الأخوه إللي بينا، هو مش أنا أختك برده ولا إيه....." اجابته بسؤال مماثل له يصحبه إبتسامة متهكمة....  


زفر بقوة وكأنه يُعارك أحدهم.... 

"لا مش أختي... انتي ...أنتي بنت عمتي..." 


نظرت له بعناد.... 

"بنت عمتك يعني مختلفناش أختك الصغيرة برده...." 


"كفايه يأسيل وبلاش تضغطِ عليه اكترمن كده ...." اولاها ظهره بحنق... 


إبتسمت باستهزء.... 

"بالعكس أنا مش بضغط عليك أنا بفكرك

بكلامك..تقدر تفهمني بقه أنتَ جاي هنا ليه؟... " 


التفت لها ونظر لعيونها السوداء مطولاً بتمعن قبل أن يقول بكذب.... 

"جيت أطمن عليكي...." 


"شكراً فيك الخير يابن خالي...."بدأت باشغال ذهنها وعينيها بالعبث في درجاً من إدراج مكتبها الصغير..... 


" اسيل.... "همهمت برد عليه وهي توليه ظهرها....

" تحبي نخرج النهاردة.... "


"لا شكراً....." 


"يعني إيه هنفضل في دايره دي كتير...."تساءل بسأم....


"مفيش حاجه ياسيف بس أنا مشغوله شويه..."


صمت الإثنين لبرهة قبل أن تلتفت له اسيل تسأله

بحرج....

"قولي ياسيف هو طبيعي الراجل يفضل وافي كده لحبيبته حتى بعد ماتموت...." 


تلاقت عينيهما بصراع قاسي مابين حزن، وأسى وحيرة، واعتذار....  

"على حسب الشخص...وعلى حسب قوة حبهم لبعض....."


جلست على المقعد الخشبي وتساءلت بصوتٍ حزين....

"يعني أكيد كنت بتحبها أوي...."


جلس على مقعداً مقابل لها ليمسك كف يدها بين يداه وغير مجرى الحديث بتوسل ... 

"اسيل بلاش نتكلم في الموضوع ده...." 


تحدثت بثبات مُصتنع.... 

"وليه بلاش مش بتحبها...." 


"بحبها بس كمان عارف إنك بتحبيني...." وضع كف يده على وجهها بحنان ليمسح عبرات نزلت من مقلتاها عقب إنتهى جملته.... 


"أنت فاهم غلط ..." نهضت من أمامه ليقف في لحظه مُمسك بيداها مُقربها منه ليرتاح رأسها على صدره محاوط خصرها بيداه بقوة، عانقهما الأول 

يعتليه مشاعر غريبة مُتناقدة داخل كلاهما...


شخص يرى ضعفه خيانه في حق حبيبته الراحلة !....


وشخص يرى صمته مهانة لكرامته من حب ميؤوس منه.....


"صدقيني ياسيل أنا ضايع من زمان أوي ومش عارف ليه بلاقي نفسي معاكي... مش عارف انساها

ولا عارف أعترف بحقيقة مشاعري ناحيتك لا عارف أبعد عنك ولا عارف أقرب منك.... أنا ضايع ياسيل 

ومحتاجك جمبي...." مالى عليها ليدفن وجهه بجوف عنقها... 


اغمضت عينيها بضعف من تلك المُلامسات بينهما التي كانت كصعقة الكهربائية لها فهو الرجل الوحيد الذي اعطت له مفاتيح عديدة تخصها ، يمتلك الكثير ولكنه جاهل في رأيت مايملك... 


اخرجها من احضانه ونظر لعيونها سائلاً بتراقب... 

"هتفضلي جمبي ياسيل مش كده...." 


تنهدت وهي تجيبه.... 

"هفضل جمبك الكام شهر دول بس بعد كده..." 


"بعد كده إيه...." قطب حاجبيه بعدم ارتياح لباقي حديثها المتردد.... 


رطبت شفتيه وهي تخبره... 

"أنا مسافره إيطاليا وهستقر هناك حوالي سنتين.." 


"عشان؟.." 


تنهدت بعمق ثم إضافة... 

"في مسابقة داخلها ولو كسبت هكسب خبره أكتر في مجالي على ايد اساتذا كبار في ايطاليا واحتمال أعرض لوحات ليه هناك يعني لو عجبهم إللي بقدمه ..." لم تخبره بما تخطط له من استقرار مدى الحياة هناك ولم تخبره بأنها ستدبر أمرها بالاقامة في بلد بعيدةً كل البعد عنه، ستعمل هناك وتستقر بعيداً عن حب لا تسعى أبداً لمعالجته وترويض ماضيه !.... 


"مستحيل ده يحصل طبعاً...." تحدث سيف برفض قاطع.... رفعت اسيل عينيها عليه وسألت باستنكار

"مستحيل؟؟... أنتَ بتقول إيه ياسيف...." 


"إللي سمعتيه لو عايزه تتعلمي وتكسبي خبره أنا ممكن اجبلك اكبر المصممين لحد عندك واشهرهم تحت رجلك لكن سفر وقعده لوحدك 

مستحيل....." 


"مش هما اللي هيجولي أنا إللي هروحلهم وبلاش تعمل وصي عليه أنا مش صغيره أنا عندي اربعة وعشرين سنة أقدر اعتمد على نفسي كويس أوي 

SorryI'm not baby girl

(اسفه أنا لست طفله...)..." حدثته بِعناد فهي

تنوي التنازل عن كل شيء في سبيل عدم مواجهة

هذا الحب.... 


احتدت ملامح سيف وحملت وجوم هائل في ثوانٍ 

ليمسك ذراعها بغضب امراً إياها بصوت حاد... 

"بلاش تعنديني ياسيل وسمعي الكلام مفيش سفر 

لوحدك...." 


"سيب أيدي ياسيف... وبعدين انتَ بأي حق تمنعني..." 


"بحق إنك مسئوله مني واني ابن خالك...." 


"ولوو ملكش الحق إنك تحرمني من مستقبلي وطموحي.... مش هتمحي شخصيتي ياسيف ولا 

أنا هفضل متعذبه جامبك شويه وحشتيني وشويه 

اختي الصغيره، شويه تهتم وشويه تهمل وتمل... أنا مش هقدر اكمل بشكل ده معاك  لازم أبعد 

عنك وحاول انسك وأنت كمان انساني ياسيف..." 

حاولت التملص من بين يداه الممسكة بها بقوة... 

"كلامك بيعني أنها مش مجرد مسابقه وسنتين خبره ومستقبل مشرق، كلامك بيقول إنك نويتي تستقري هناك...." انزلت مقلتيها وهي تحاول الافلات من قبضته على رسغها... 

"بصيلي ياسيل بتهربي ليه بعنيكي مني... انتي فعلاً ناويه تستقري هناك..." لم ترد عليه بل تمسكت بحبل الصمت للحظات....هدر بصوتٍ جهوري غاضب ....

"رد عليه..."


صاحت بانفعال من ضغطه عليها.... 

"أيوا هستقر هناك ايوا هبعد ياسيف هبعد عنك وعن حبك...." مسكت وجهه بين يداها الصغيرة 

وتمعنت بنظر إليه بعمق بُنيتيه وقالت بعينان تذرفاً الدموع .... 

"هبعد عنك عشان بحبك... بحبك وانت بتحب غيري وعايش على ذكريات غيري هبعد عنك عشان 

أنت ضعيف ياسيف ضعيف ومصمم على عذابي معاك مع إني اتأكدت دلوقت إنك بتحبني زي مابحبك...." أغلقت شفتاه الرجولية بقبله ناعمة

بشفتيها لم تكن خبيره في قيادتها لكن بمجرد لمس 

شفتيها الناعمة لخاصته قادها هو بتناغم وتلهف لتلك الخطوة التي لم  يجرأ على فعلها معها.. انذهلت من مايفعله الى هذا ألحد يشتاق لها أكثر 

من اشتياقها له ... أحاط خصرها بقوة ساحبٍ جسدها عليه أكثر استسلمت هي لعناقه وقبلة بدأت هي بها بجنون ليكملها هو باكثر تهوراً منها، عقدة يداها حول عنقه تلامست شعره البني الناعم باصابعها بحركة اثارته ود لو دام قربها الذي لطالما

تعايش معه في احلامه ، لكن الواقع ذو مذاق يختلف عن نسيج الخيال !....


فصل قُبله دامت لدقائق ليقطعها احتياجهم للهواء... سند جبهته على جبهتها بتريث لتلك 

الحالة الجامحة التي وصل كلامها لها... من بين

لهاثه الحار هتف بتوسل طفيف .... 

"بلاش تسفري ياسيل وتبعدي عني أنا محتاجك جمبي أوي...." 


فتحت عينيها المغمضة لمواجهة بُنيتاه واجابته بخفوت.. 

"مش هينفع ياسيف طول مافي بينا (أمل) مستحيل تحتاجني جمبك..." 


"أمل ماتت ياسيل افهمي بقه...." صاح بنفاذ صبر من إصرارها على الفراق .... 


"المفروض أنتَ إللي تفهم ده... أمل فعلاً ماتت بس معتقدش أنها ماتت جواك...." 


"لو فضلتي جمبي يمكن كل حاجه تتغير..." 


"مش هقدر...." اجابته بصدق...


"مش هتقدري..... من فين يأسيل دلوقتي إللي بيتنازل عن التاني ...." احتدت عينيه باتهام لاذع...


"أنا... وانت سهلت عليه الموضوع....فبلاش تعاتبني على ضعفي وعتب على نفسك إنك بتستهون بمشاعري لمجرد إني بحبك والمفروض أكمل معاك على اي وضع بتختاره ليه .... " 

ابتعدت عنه واتجهت نحو باب الخروج... اوقفها سيف قائلاً.... 

"اسيل أنتي فاهمه غلط...." التفت له نصف التفاته

وردت عليه بسخط .... 

"يبقى لازم مع الوقت تفهمني الصح..." خرجت وتركته بنيران انانيته مابين حاضر يريد امتلاكه وماضي لم يفرت به بعد !.... 


_________________________________

نزلت من سيارة الاجرى مُتفقد المكان العام من حولها

ساحةً خضراء تحتوي عليها بعض الاشجار تعج ببعض الاشخاص كذلك ذو فئة العائلات !....بحثت بعسليتاها عن مكان  آسر لتجده يجلس على اريكة رخامية صلبة توضع في منتصف تلك الساحة.....  


اقتربت منه على مضض وجلست بجواره تاركه مساحه كافيه بينهم..... 

"لو سمحت يامدام يعني أنا مستني أختي وهي زمنها على وصول والمكان اللي انتي قـ... 


" بسمة... "صمت وهو يتطلع على وجهها الشاحب.. 


رفعت بسمة الـ(النقاب) بعد ان علمت انه لم يتعرف عليها بعد.... 

" ادامي أقل من ربع ساعة.... قولي كنت عايز تديني إيه.... "


"برافو عليكي حلو فكرة النقاب دي تصدقي مجتش في بالي قبل كده...." 


"مستحيل أصلاً تيجي في بالك أنتَ أهم حاجه عندك توصل لمعلوماتك وتطلب تقبلني لكن تفكر فإني ممكن انتهي في اي وقت لو حد شم خبر بشغلي معاك..." 


مط شفتيه ببرود... 

"مش وقته الكلام ده دلوقتي امسكي..." مد يده لها بقطعة بلاستيكة صغيرة سوداء اللون....  وكانت عينيه مثبته للأمام وكذلك جسده لم يثير حركته

قط حتى لا يلاحظ أحد شيءٍ وخصوصاً وبسمة كانت الاتزال تكشف عن وجهها للمارة من حولهم...


"أي ده...."تساءلت وهي تمسكه بين يدها...


"جهاز تصنت....عايزك تحطيه في مكتب زهران إللي في الفيلا واكيد ده هيكون سهل عليكي ...."


"سهل....سهل ازاي أنا مبدخلش المكتب خالص وبعدين ازاي هدخل مكتبه اي حجتي..."


"دوري على أبسط حجه ودخلي بيها المكتب بس أهم حاجه تاخدي بالك من نفسك لحسان لو انكشفتي محدش هيسمي عليكي اولهم جوزك إللي 

بتعملي ده كله عشان تحمي حياته من حبل المشنقه..."تحدث بتهكم فهو يسخر من مشاعرها الذي تعطيها بسخاء لشخصٍ الخطأ كما يعتقد....


صمتت لبرهة ولم ترد عليه ناظرةً أمامها قليلاً قبل أن تسأله بتردد.....

"ممكن اسالك سؤال وتجوبني بصراحه..."


همهما بهدوء مثبت عينيه أمامه بعدم اكتراث....


اضافة بعد ان رطبت شفتيها....

"هو أنت ليه مش بتحب جواد مع أنكم كنتو صحاب ...."


"كنا صحاب... وبعدين أنا شايف أن مفيش مجرم بيتحب ولخارج عن القانون مينفعش نتعاطف معاه ياحضرة المحامية..."أجاب بصلابة خشينة...


بلعت غصة استياء  لترد عليه بحزن.....

"عندك حق...بس جواد واخد مكان في قلوب كل واحد فينا، أنا متاكده إنك لسه معتبره صاحبك ولسه

بتتمنى ليه حياة أحسن من كده...."


"جايز لكن الاكيد ان صاحبي اتحرق مع أهله من زمان أوي ولي بحاول أوصله هو الجوكر إللي بقى صوره تبق الأصل من صاحبي إللي مات...."


لم تكترث لكلمة (حريق) بل صوبة تفكيرها على أمراً آخر لتخبره بانفعال...

"جواد وعدني أنه هيبطل الشغل ده ومستحيل يشتغل مع عمه تاني...."


تقوس فم آسر بستهزء.....

"جواد بيكدب عليكي الجهاز اللي معاكي ده هدفه الاساسي إني أوصل لمعلومات كافيه عن الشحنة إللي جواد هيسلمها لتجارها كمان يومين...."


"مستحيل جواد يعمل كده.... أكيد مش بيكدب عليه هو مش مجبور يكدب .."صاحت بعدم تصديق...


"مفيش حد مجبور يكدب بس أوقات بنلجأ للكدب عشان نحافظ على حاجات صغيرة في ادينا..."

نظر لها بمعنى مفهوم.....


فهمت أنه من الممكن أن يكون حديثه صائب فجواد 

أخبرها برغبته الكاذبة بعد إصرارها على الطلاق منه....

"أكيد في حاجه غلط..."هزت رأسها بتشويش فحديث( اسر) بدأ بسيطرة عليها كلياًّ....


"بكره تعرفي الحقيقة....وأنا لسه عند وعدي جواد هيفضل شاهد ملك في القضية لحد...."


"لحد؟؟...لحد إيه...."نظرت له بتساءل وارتياب...


"لحد متتاكدي انه ميفرقش حآجه عن عمه ولي معاه....."


"جواد غيرهم أنا متاكده...."نظرت أمامها لتزفر بقوة 

لعلى هواجس حديثه تخرج من رأسها....


نهض آسر وارتدى نظارته السوداء ناظراً لها من تحتهم قائلاً ببرود....

"الربع ساعه إللي حددتيها خلصت وأنا لازم أمشي دلوقتي....."اومات له باقتضاب واضح....


أبتسم اسر ببرود ولم يعلق ليكمل حديثه بجدية وعملية أكثر.....

"صحيح حاولي تركزي اكتر على أرقام الخزنة السرية لو قدرتي تخرجي الاورق إللي فيها هتقطعي

عليه وعليكي مشوار طويل أوي....."ذهب وتركها 

جالسة، تنظر حولها تفكر في حديثه السلبي ولأجابي

كذلك لكن ماربكها أكثر هو حديثه عن تلك الشُحنة 

واتهام (جواد) بالكذب والخداع عليها، هل حقاً (آسر)

على حق ام أنهُ يصب كرهه وحقده الواضح على (جواد) !.....


آتى في بالها جملته عن موت جواد مع عائلته في (حريق) هل فقد عائلته في حريقٍ لهذا السبب 

أصبح على ماهو عليه....


فقدان أهله في حريق !.....

موت توامه ولاقرب إليه !....

سجنه ظلماً أكثر من خمس سنوات !...

فقدان حلمه، وشقاء سنوات دراسته أصبح مدفوناً

تحت رماد الماضي مع المفقودين !....

ولأخير عمله مع عمه المخادع في عمل مشبوة 

كهذا......


الحقائق وضحت الآن أمامها وتلامست التحويل الشاسع بين  (جواد الغمري)لـ( جوكر  )في عالم المافيا كما يطلق عليه.......


"الموضوع بيتعقد اكتر من الأول أنا بقيت حسى إني

بوهم نفسي إني بتحرك أصلاً، أنا حسى لسه في مكاني معملتش اي حاجه تحررني وتحرره من الارف ده كله....."رفعت رأسها لسماء وتمتم داخلها بيأس...

"يارب دبرني ورشدني لطريق الصح أنا مبقتش عارفه المفروض أبدا منين بظبط مبقتش عارفه..."

سندت ساعديها على ركبتيها ووضعت بعدها

رأسها على راحتي يداها لتصمت مُفكره في كل تلك الصفعات المتتالية واشدهم تلامس عليها استياء قلبها من تغير شخص مثل( جواد) بعد كل ماتعرض

له !..


هل تأمن بتغير ام أنها ترى التغير خُلق لفئات معينة 

ولاشخاص ذو ظروف محددة عكس هذا (الجوكر)

الذي نال اسم يليق برحلة شقَى وعنوانها قاسي

عليها وهو ليس إلا  (لن احرركِ) !....

___________________________________

بعد عدة ساعات.....


"بصي بقه يابسمة إحنا الفترة اللي فاتت ادربنا 

على كام حركة كده تقوي بيهم عضلاتك إللي مش موجوده أصلا..." ضحكت ناهد صديقة دعاء التي 

تدرب بسمة على الفنون القتالية منذ أكثر من أسبوعين..... 


"شكلك بتتريقي عليه أمشي يعني..." تحدثت بسمة بضيق مُصطنع.... 


"تمشي فين انتي عايزه دعاء تزعل مني ولا إيه.... 


على العموم ياستي أنا هعلمك بعض الحركات الأساسية إللي تقدري تدفعي بيهم عن نفسك لو حد اتعرضلك...." 


اومات لها بسمة بتركيز وجدية...... 


"حسام ياريت تيجي هنا شوي لو سمحت...." نادت ناهد على شاب عريض المنكبين فارع الطول يفوق 

كلتاهما حينما وقف بالقرب منهم..... 


"بصي يابسمة همثل كام حركة كده لدفاع عن النفس 

مع حسام..." تحدثت ناهد ببساطة أذهلت بسمة التي اوقفتها بتردد.... 

"يعني مفيش غير حسام ده ياناهد دا طويل أوي ولو نفخ بس ممكن يطيرنا...." 


تقوس فم ناهد لترد عليها بثقه... 

"أول درس لازم تتعلميه قبل منبدأ ثقي في نفسك 

ورمي خوفك ورا ماهو يا يأذيگِ يتأذيه في الحالتين

الازم كسبان واحد ولا إيه...." 


عضت بسمة على شفتيها وهي تفكر مراررٍ وتكرارٍ في حديث ناهد..... 


ثقي بنفسك ارمي الخوف ورا  !؟... 


تعني الكثير لها تلك الكلمات ليس من أجل التدريب الذي تُصر على تعلمه بل من أجل حياة تُجبر على 

شروطها منذ الوهلة الأولى .... 


تنفست بصوتٍ مُرتفع لتفيق من تراكم أفكارها على صوت ناهد وهي تقول .....  

"قبل اي حاجه نقاط الضعف الأساسية عند الراجل العين والزور وتحت الحزام...." 


انتبهت بسمة لها أكثر لتكمل ناهد وهي تشرح عملي 

ونظري أمام بسمة.... 

"ركزي يابسمة معايا.... دول مهما بلغت قوة الراجل عمره ماهيقدر يقوي المناطق دي... دي أهم حاجه 

واهداف اوليه لازم تحطيها في دماغك أول متحسي 

بالخطر وأنك لازم تستهدفي اي حاجه من دول وطبعاً على حسب الموقف إللي ممكن تتعرضي ليه..


" لازم تحطي في دماغك أن  Fayed بتاعتك في حد اقصى تالت ثواني فقط...." 


تساءلت بسمة بعدم فهم... 

"وليه السرع دي..." 


"عشان متخليش رد فعل إللي ادامك أسوأ من كده خلي عندك سرعة بديها أكتر عشان تتفادي الخطر..."ارجعت ناهد خصلة من شعرها للوراء وصوبت نظرها على الشاب الضخم أمامها

وقالت....

"أول حاجه لو مثلاً حاول يلمسك و.....

___________________________________

في نهاية أليوم......


ترجلت بسمة من السيارة الفارهة لتقف أمام بوابة الفيلا ناظرة الى المكان بارهاق شديد قد انتهكها التعب نفسياً وجسدياً تريد أن تاخذ قسطً من الراحة

حمام دافء يهدأ من عواصفها وتلاطم الرياح القاتمة

بها تجعلها تتمنى هُدنه عن كل شيء واي شيء.....


"بسمة معقول انتي جيتي...."اوقفها صوت لميس الناعم، نعومة تشعر بسمة بالغثيان وضيق منها لا غيره بل اشمئزاز من تمثيلها الملامس به منذ أول لقاء بينهم....


" في حاجه يا يالميس.... "حدثتها بسمة بارهاق واقتضاب كذلك..... 


" انتي نسيتي ولا إيه.... موضوع صاحبتي والمساله 

القانونية إللي كنت عايزة استشيرك فيها.... "حدثتها

بلؤم مُقتربة منها بود زائف... 


بررت بسمة بحرج لها....

"معلشي أصلي نسيت وكمان النهارده كان يوم مُرهق أوي....وبصراحه يعني أنا حالياً مش هعرف افيدك

لأني خلصانه ومخي مش هيسعفني بصراحه فخليها 

بكره ان شاء الله نتكلم في موضوع صاحبتك ..."

كادت ان تذهب بعد أنهى حديثها لكن مسكت يدها 

لميس وحدثتها بلطف....

"ولا يهمك ياحبيبتي خليها اي يوم تاني المهم سلمتك.....بس يعني لو مفيهاش قلة ذوق مني ينفع

تقعدي معايا شوية يعني أهوه أشبع منك أصلك بجد وحشاني وبعتبرك أختي الصغيرة ..."شرعت لميس بصوتٍ أكثر حزنٍ وتاثراً...

"يعني مانتي عارفه انتي أقرب واحده ليه في المكان ده...."اطرقت برأسها للأرض بأسه وشرعت بمسح

وجنتيها من الدموع التي لم تذرفهم قط !!...


تقوس فم بسمة بتعاطف معها قليلاً لتستجيب لها باقتضاب فهي ستموت حتماً ان لم ترتاح على فراشها 

الآن لكن لا بأس بعدة دقائق تشاركهم مع تلك المسكينة اليأسة من وحدتها .....

"خلاص مفيش مشكله تعالي نقعد...."


إبتسمت لميس بسعادة من سير الخطة اللعينة

ببراعة ليس لها مثيل.....

"تعالي نقعد في الجنينه برا الجو حلو اوي هناك...


استنيني بقه شوية وهخلي شادية تعملنا حآجه نشربها.... "


اومات لها بهدوء.....


جلست بسمة على ارجوحة مريحة في جانباً من تِلك الساحة الخضراء ناظرة حولها بتمعن واستمتاع بجمال الخالق.....تمتمت بشرود....

"سبحان الله....."


وضعت لميس كوبين من العصير أمامهم وهي تبتسم 

ببراعة قائلة....

"خدي ياحبيبتي عملتهولك بأديه يارب يعجبك..."


قطبت بسمة حاجبيها بشك متفقدة طريقة لميس الغير متوازنة مع شخصيتها...هي من تفعل العصير لها

وتقدمه أيضاً بطريقة منمقة!...


هي لم تجلس معها كثيراً وكانت دوماً تتلاشى اجتماعات تجمعهم لان تصنع( لميس)واضح

جداً عليها وهذا لا يروقها لا للخداع والتصنع

لا تفضل ذاك لهذا لم تعتبرها صديقة قريبة

مثل(اسيل)التي احببتها ورتاحت لها من الوهلة

الأولى بينهما.....


ارتشفت العصير بصمت وعسليتيها تفكر بكل مايدور

حولها من اشخاص لا يزالو غريبون عليها !..شعرت 

بطعم غريب يشارك هذا المشروب فنظرت الى لميس 

بتساؤل....

"هو أنتي بصيتي في صالحية العصير ده قبل متصوبيه ولا لا..."


توترت لميس قليلاً وبلعت مابحلقها بتريث 

وتصنعت عدم الفهم متسائلة....

"ليه بتقولي كده...."


"يعني طعمه غريب شوي وكان في حاجه محطوطه مع العصير...."نظرت بسمة للكوب بشك...


"لا طبعاً.... يعني أنا بصيت في الصالحية وهو سليم جداً...بس يعني يمكن عشان عصير كوكتيل والفواكه

المخلوطه فيه كتير فأنتي عشان  كده ضايعه فيهم شويه بس هو كويس اوي أنا بشرب منه معاكي أهوه..."  تلعثمت عدة مرات لكن في نهايه حلفها لسانها لتكون هذا الحديث المنتقي لاقناعها ان الأمر طبيعي....


"جايز كلامك صح...."ارتشفت من الكوب بهدوء وتابعت ماتفعله لميس بعيون ماكرة....

"كنت عايزه اسألك يابسمة عامله إيه مع جواد..."

حاولت الخوض في أحاديث عادية حتى تكنّ الجالسة أكثر من طبيعية بينهم.....


"الحمدلله تمام...."


"يعني مرتاحه معاه...."سألتها لميس بلئم فهي تعلم حكايتهم منذ البداية عن طريق (عزيز التهامي)


كادت بسمة ان ترد بفتور مماثل للمرة الأولى لكن قاطعها برد هسهسة رجولية هادئة....


"أكيد مرتاحه معايا يامرات عمي أمال متجوزين إزاي...."تحدث جواد وهو يقبل عليهم ليقف امامهم

ناظراً الى لميس بعيون تضج ازدراء حاد....


تلعثمت لميس وهي تضع الكوب جانباً....

"جواد...عامل إيه..... قعد وقف ليه يعني دا القعده كلها في سرتك....."ضحكت ضحكه سخيفة....


التوت شفتيه جانباً قائلاً ببرود...

"لا شكراً مش فاضي....مش يلا يابسمة ولا إيه..."سالها بصوت هادئ...


هل هذا هدوء ما قبل العاصفة، لكن لم العاصفة ماذا فعلت له ؟؟.....


أماءت له بسمة تاركة كوب العصير محتواه يلامس 

الربع المتبقي فقط من الكوب ولاخر قد دلف لمعدتها يشاركه تلك الاقراص !!.....


"تمام على راحتكم...."قالتها لميس وهي تجلس باستمتاع على الارجوحة لتكمل كوبها بتلذذ فقد 

ارتشفت بسمة الطُعم وامامها مرتين آخرين وتظهر 

مضاعفة قلة جرعة المخدرات الذي سيحتاجها جسدها حتماً حين تتوقف عن اخذها....

__________________________________

" براحه ياجواد....سيب أيدي مش كده..."تركها

بقوة حين دلف بها الى غرفتهم....


"اي طريقه دي....أنا عملت إيه عشان تعملني بشكل ده...."تساءلت بغضب أمام وجهه المقابل لها...


هدر بها بعنف...

"هو انتي لحد دلوقتي مش عارفه أنتي عملتي إيه..."


"لا مش عارفه عملت ايه...ممكن تعرفني أنتَ انا عملت إيه غلط...."


مسح على وجهه بضيق وهدأ من روعه ليردف بتمهل...

"بصي يابسمة ده تحذير عشان المره الجايه متسأليش نفس السؤال الغبي ده....لميس دي تقطعي 

الكلام معها نهائي..... بحذرك يابسمة لو شفتك تاني قعده معها او بتكلميه في اي حاجه ولو بسيطه مش هيحصل طيب...."


"وليه دا كله....وبعدين أنتَ بتامرني كمان اكلم مين ومكلمش مين...."ردت معقبة بتمرد أنثى....


هدر بغضب هائل أمام  وجهها.... 

" آآه بامرك وده حقي لأني جوزك وانتي مراتي...

ولا ناسيه جوزنا ياهانم "


" ده مش جواز ده سجن ومدى الحياة كمان..."ذهبت 

من أمامه ليجذبها عنوة من معصمها لتقف أمامه مره 

آخرى.....

"لم أبقى بكلامك تقفي تكلميني مش ترمي الكلام في وشي وتسبيني وتمشي...."


"سيبي أيدي ياجواد...وبعدين أنا خلصت كلامي ومفيش حآجه تانيه أقدر ارد بيها على مرضك ده..."

تلاقت عسليتاها بعينيه اللتين يكاد يخرج منهم 

للهيب نيرانهم المُحترق...


"مرضي....يعني أنا بقيت مريض لمجرد اني بمنعك تتعاملي مع الحرباية إللي تحت دي..."تشدق بسخرية.....


هتفت باستهجان وعِناد...

"أنا مش صغيره وقدر اميز الوحش من الحلو وكمان أنا بعرف احمي نفسي كويس اوي من الحربيات اللي بتكلم عنهم ..."


ضحك ساخرٍ ليهتف بخفوت ....

"طب أنا هضفلك معلومتين صغيرين يمكن ينفعوكي ....الأذى بيجي في الخفى.....وثقه الزايده مش بتعظم صاحبها لا دي بتعيشه مُغفل وبيموت اهطل....وصلت ياقطة....."


تركها ذاهباً الى غرفة تغير الملابس ألتفت لها قبل ان يولج لداخل....

"وعلى فكره نصيحه اخيرة بلاش تعرضيني وحاولي 

تتخلي عن حضرة المحامية إللي جواكي دي شوية وتركزي في أن إللي بيكلمك ده جوزك مش معارض

واقف اقصادك في المحكمة...."رماها بنظرة معاتبه

لا تخلو من الثبات والقوة....


زفرت بغضب احتلها من فوز حديثه عليها في كل مره تعارض شيئاً يريده منها !...


نظرت الى الفراش لتتفقد حقيبتها لتتذكر أنها قد تركتها عل الأرجوحة بجوارها.... 


اسرعت الخطى لذهاب لاخذها فهي تحتوي على  جهاز التصنت الصغير..... 

____________________________________

احضرت حقيبتها وتفقدت محتوايها لتجدها مثلما تركتها حتى (لميس) كانت غير متواجده في الحديقة من المؤكد أنها ذهبت سريعاً الى غرفتها فور ذهابها

مع جواد..... 


كادت ان تصعد إدراج السلم المؤدي لغرفة نومها لكن تعرقلت عن السير حين سمعت سعال حاد من غرفة الجلوس وصوت ليس غريباً عليها كان صوت

أنعام تلك العجوزة التي مزالت علاقتهم حديثة التغيير منذ الصباح....


ولجت لغرفة الجلوس كي ترى مشهد أنعام المريع

تسعل بحدة وجهها المجعد شاحب وكان الهواء قد انقطع من حولها.....


تصلبت اقدام بسمة للحظة ولكن سرعان ما سيطرة على صدمتها واقتربت منها....


"ماما انعام مالك...."


"مــ.... مش قــ..... قادره.........اخد نـ نفسي آآه الحقيني...."تحدثت بصعوبة واضحة إصابة بسمة

بزعر عليها...

"طب اعدلي وضعيتك أكتر بصي اقعدي على طرف الكرسي ورفعي رأسك شويه لفوق وحولي تتنفسي 

براحه وبانتظام وسترخي شوية...."ساعدتها بسمة 

في تلك الأشياء وتمثلت أنعام لحديثها بوجهاً يكاد 

يشابه الأموات بشحوبه....


بعد مرور ربع ساعة من تلك الاسعفات الأولية لحالة

ضيق التنفس تلك هدأ جسد انعام وبدأ بالاسترخاء

والاستنشاق بشكل طبيعي.....

"الحمدلله كده بقيتي أحسن....بس لازم تروحي تكشفي لحسان تكون أعراض ربو ولا حاجة...يعني ربنا يستر ويبعد عنك اي شر بس لازم تطمني على نفسك برده ...."جلست بسمة بجانبها على مقعداً

ما....


نظرت لها انعام بامتنان وحزن....وحدثتها بتوسل....

"سامحيني يابسمة يابنتي...."


هزت بسمة رأسها بعدم فهم لتضع يدها على يد أنعام الموضوعة على ذراع المقعد...

"اسامحك على إيه ياماما أنعام...يعني أنتي عملتي إيه يعني..."


"عملت كتير كفايه اني اهانتك واسأت ليكي من اول يوم اتجوزتي فيها حفيدي...كفايه اني ظنيت فيكي

بسوء وفتكرتك إنك طمعانه فينا وان الجوازه بنسبالك مصلحه مش اكتر...."


لم تحزن بسمة من سرد تفصيل انعام لها وعن هذا الإطار الذي وضعتها به منذ ان رأتها او من المُمكن ان يكون قبل أن تراها حكمت عليها بالمستوى الإجتماعي قبل ان تحكم عليها هي نفسها ذاتها، لن تلومها فلم تلوم ظنون البشر؟ أليس الظن شيءٍ فطري فالبشر ، منا من يُصنفها بالخير وتفاؤل ومنا من يُصنفها بالشر وسوء الظن بالله قبل العبد !....   


"وإيه إللي غير فكرتك عني...."تساءلت بسمة بابتسامة هادئة صافية تحكي بها أن الأمر أبسط

من كل تلك الضغوطات التي تشعر بها أنعام الآن

أمامها...


"يعني إللي انتي عملتيه دلوقتي....والفترة إللي عشتيها معانا شوفتك بنت بسيطة محترمة قلبك 

أبيض يمكن متصدفتش معاكي كتير لكن كانت دايما

عيني عليكي قربك من اسيل وصحوبيه الحلوه إللي 

بينكم طمنتني أكتر وحسيت أن ممكن أكون ظلمتك 

وحكمت عليكي غلط.... كمان قلة حبك للفلوس يعني انا ملاحظه إنك مزالتي شغاله في مكتبك ومتمسكه 

بشغلك فيه مع إنك كان ممكن بابسط طريقه تطلبي 

من جواد يشتريلك مكتب بأسمك في احسن حته في مصر ....حتى لم كنتي بتروحي المكتب دايماً بشوفك 

بتركبي تكسي مع ان جراش الفيلا مليان عربيات  

وباشاره واحده منك للحارس كنتي هتركبي احسن عربية بأحدث موديل....."تنهدت أنعام لتكمل بصوتٍ

نادم...

"حاجات كتير اوي يابسمة خلتني احس إني ظلمتك وانك مش زي لميس إنك معدنك أصيل وبنت ناس فعلاً....وكمان انتي علمتيني أن الناس مش مقامات

الناس أخلاق ولاخلاق والمواقف بتثبت معدان الإنسان الحقيقي....وأنا ظلمتك اوي يابسمة وعايزك تسامحيني....."


نزلت دموع بسمة تاثراً من حديثها لتبتسم بعدها وهي تمسح دموعها بظهر يدها كالاطفال...


نهضت بسمة وجلست على ركبتيها أمام أنعام وقالت بعتاب....

"اسامحك إزاي بس ياماما هو في أم بتطلب من بنتها 

السماح الأم بتغلط وبنتها اول مبتزعل منها مش بتترمي غير في حضنها وانا بقه زعلانه اوي منك وبرده مش هرمي نفسي غير في حضنك...."

عانقتها بسمة بدموع الفرح من حنان تلك السيدة وبدايتهم التي على يقين أنها ستحمل مشاعر الامومه

التي فقدتها منذ فقدان والديها..... بدلتها أنعام العناق

بحنان الأم التي كسبت بها بسمة بعد اسيل أصغر احفادها.....


كان يراقبهم بعيناه مُبتسماً لأول مرة بسعادة من تغير جدته عن مفهوم الحيآة، وتاثراً من زوجته النقية وقلبها ذو الصفاء القاتل لروحه القاتمة وكان مثليتها تلك تُربكه لتخبره بطريقة مباشرة أنها لا تناسبه أبداً !....


ترك المكان وعاد ادراجه.......


"خيانه ياجدعان تيته حبيبتي بتحضن حد غيري.."

صاحت أسيل وهي تدلف إليهم....


خرجت بسمة من احضان انعام لتمسح دموعها وهي تبتسم ومن ثمَ زمجرت بها بضيق....

"اهلاً أخيراً شرفتي كُنتي فين...."


سلمت عليها اسيل بحرارة...

"لسه جايا من المعرض وللهِ...عامله إيه...."


"الحمدلله..."


"وتيته نعومى عامله إيه...."احضنتها اسيل لتلكزة انعام بخفة قائلة....

"يابت بطلي لماضه...."


"ياماما الماضا يعني اسيل مش محتاجه كلام..."تحدثت بسمة وهي تعود للجلوس على مقعدها ...


اندهشت اسيل من حديثهم الودود لبعضهم لتساءل 

بمزاح....

"هو أنا فكره أن كل إللي غبته عن البيت تسع ساعات 

هل التسع ساعات دول بيشقلبه الحال بشكل ده....هو ايه إللي حصل في غيابي بظبط.....انته اتصلحتو...."


تحدثت بسمة بلؤم لاسيل...

"وأحنا من امتى كنا متخصمين..."


ضيقت اسيل عينيها وقالت بخبث...

"ياراجل....انتي بترسمي رسمه على رسامه مُحترفه 

بجد اتصلحته أمته...."


"رسامة مُحترفة ياخربيت توضعك...على العموم النهارده، عندك مانع اشاركك في الست القمر إللي قعده جمبي دي...."


ضحكت أنعام بخفوت على حديث بسمة العفوي .....


"أكيد عندي مانع اشارك القمر مع حد لكن لو معاكي

انتي أنا اوفق وبشدة دا أنا مصدقت...."احتضنتها

أسيل بوجه متهلل بالسعادة والحماس كذلك....

إبتسمت انعام قائلة بعتاب طفيف....

"اخص عليكم وأنا مليش من الحب جانب..."


ابتعدت بسمة عن اسيل ونظرو لبعضهم بإبتسامة

مُشرقة ليقتربو نحوها واخذت كل واحده

منهم جانباً في احضانها لتُريح رأسها عليه...


تنهدت أنعام برضا وراحة ومن ثم مسدت على شعرهم بكلتا يداها الاثنين وهي تقول بخفوت....

"ربنا يحفظكم ويحميكم يارب...."

____________________________________

خرجت من الحمام ترتدي ثياب الاستحمام توجهت

وهي تجفف شعرها بالمنشفة الى غرفة الملابس

بركن الخاص بها..


اغلقت الباب عليها بدون ان توصده جيداً، بدأت بفتح درج صغير لاخراج ملابسها الدخيلة 

أختارت طقم معين ومن ثمَ أغلقت  الدرج واستدارت اتصدم جسدها بحائط صلب...... شهقت بصدمة وتفقدت ما أمامها لتجد جواد يقف أمامها ولا يفصلهم شيء... 


"جواد بتعمل إيه هنا....." سألته وهي تبتلع ريقها بتوتر وحرج كذلك.... سحب مابين يداها وتفقده بعينيه قائلاً بخبث....

"اي ده هي الكمامة بقت ملونه اليومين دول...."

سحبت الملابس من يداه واخفتهم وراء ظهرها بوجه

مُشتعل بالاحمرار.....

"هات ده.....جاي ليه بقه وعايز إيه...."تلامس خصلة

مبللة من شعرها بأطراف اصابعه....

"كنت جاي اتكلم معاكي في موضوع مهم...."نظر لها 

بوقاحه متفقد قوامها المغطى تحت هذا الثوب وكأنه

يجرده من عليها.....  ازدرات مابحلقها وشتت عقلها من تلك المرواغة الواضحة.....اشاحت بعلسليتان خجولتان....

"ماشي....استناني برا وأنا هغير وجيه..."


تنهد بخبث واستدار مُبتعدٍ عنها....اولته ظهرها  عمدان لحين ذهابه من أمامها سريعاً....هدأ المكان

من حولها ألتفت مُتفقدة الغرفة من حولها...


شهقت بفزع حين وجدته مُستند بظهره على الحائط

يتفقد هاتفه بانشغال واضح.....


"لا بجد......أنا  مش فاهمه ده معنى إيه...."


رفع عينه وتقوس بشفتيه باستمتاع لاغضابها اللذيذ...

"مش قولتي استناكي اديني مستني...."


مسحت على وجهها بنفاذ صبر ومن ثمَ تمتمت بصوتٍ خافض......

"لا..... كده كتير عليه...."ارتفع مستوى صوتها قليلاً...

"اتكلم ياجواد كنت عايزني في إيه...."


"مم....اتكلم وانتي كده...."تفقد جسدها بثوب الاستحمام بخبث.....زفرت بحدة....

"واضح أن مفيش أي حاجه وانك جاي تعصبني وخلاص...."


"مم...صح اعتذري..."


رفعت حاجبها بعدم فهم....

"اعتذر..... اعتذر على إيه...."


حدثها ببرود معاتباً....

"على لسانك الطويل...وأنك طول الوقت بتنطحي معايا بكلام....."


"بنطح ليه شايفين طور..."


"لا طوره ....."


اقتربت منه ورفعت سبابتها أمامه بحدة 

وصاحت....

"على فكره بقه أنا مسمحلكش إنك تهني...."


"على فكره صُبعك هيخرم عيني..."أنزل سبابتها ليضيف بعدم اكترث.....

"وكمان على فكره بقه أنا صححت صيغة الكلمة بالمؤنث لكن الكلمه من البداية خرجت من شفيفك

الحلوين دول...."تلامس شفتيها باطرف أصابعه....


ابتعدت عنه بضيق.....

"تمام عندك حق أنا إللي جايبه الكلام لنفسي.....ممكن تخرج بقه....."


"لم تتأسفي لجوزك على قلة ادبك معاه وعنادك ابقه أخرج...." 


"لا بقه كده كتير..... مستحيل اعتذر أنا مش غلطانه 

أنا كمان من حقي أقول لا على حاجه مش مقتنعه بيها....." 


"نتناقش مش نتعصب ونقول لا وخلاص.... أنتي مش قولتي لا وخلاص برده؟....."سألها بصوت رخيم....


مطت شفتيها بعد أن أدركت حديثه الصائب....

"تمام....حصل خير بعد كده نبقى نتناقش...."


لم يرد عليها جواد أراح ظهره على الحائط مرة اخره 

ببرود....


"جواد أنا عايز أغير على فكرة...."


مد يده للامام قائلاً بفتور غير مُناسب للموقف...

"اتفضلي غيري أنا منعك...."


"يعني إيه أغير وأنت وقف أدامي كده....."


"عادي يابيبي اعتبريني زي جوزك...."تقوس فمه بستهزء....


اشتعلت من تلك الكلمة التي تكرهه بشدة ولا تعرف لماذا ؟....


"على فكره أنا اسمي بسمة...."زمجرت بجنون....


"تمام يافرولتي.... يلا بقه غيري هدومك لحسان تبردي.... وكمان بصراحه أنا عايز اشوف الوحمه

هي لسه حمره برده...." 


عضت على شفتيها بغضب.... 

"ممكن تبطل قلة آدب...." 


"لا إله إلا الله.... هو أنا لمستك يابنتي أنا فين وانتي فين....." نظر لها والمسافة بينهم محدوده....


"ااه ملمستنيش بس عينك قيما بالواجب...." صاحت بحنق....


"لا حول ولاقوة الابالله.... حتى النظره البريئه بقت جريمه..... اكونشي بتحرش بيكي وأنا مش واخد

بالي...." 


زفرت بضيق من اصراره على استفزازها بالوحة الثلج 

الذي يمتلكها بلسانه السليط.....  


"جواد أنا بدأت اسقع....."


"طب تعالي ادفيكي....."


"نعم...."


"هقلعلك التيشرت يعني مالك...."غمز بوقاحه.


"لا شكراً...."حدثته بغيظ....لتتريث برهة قبل ان تقول بهدوء....

"أنا آسفه......"


"على إيه...."تسأل بمكر.....


"على طريقتي وعصبيتي عليك بسبب موضوع لميس...."


"وده من قلبك ولا عشان بدأتي تسقعي....."


نظرت له بغيظ ممزوج بتوسل.....


زين ثغره ابتسامة لم تلامس عينيه مُقترب منها 

ليضمها الى احضانه بصمت مرر كف يداه على ظهرها 

بحنان....


"بتعمل إيه ياجواد....."


"بدفيكي يافرولتي....مش سقعانه برده ولا بتشتغليني....."مالى قليلاً برأسه عليها مُتسائلاً بشك...


عقدة ذراعها حول خصره لفرق الطول بينهم لترد عليه بهيام.....

"لا سقعانه اوي...."أبتعد عنها سريعاً وقال بلؤم...

"طب متلبسي يابيبي مستني إيه...."


هتفت بأسمه بغيظ من ابتعاده عنها....

"جواد.....أنت غلس....."


"وانتي لسانك طويل ومسيره هقصه ليكي قريب...."

قرص وجنتيها بلطف وثم خرج وتركها لكن استدار قبل ان يتخطى أطار الباب....


"حاولي تقفلي البورنص حلو وانتي  خارجه من الحمام عشان متسقعيش تاني ......."خرج تاركها

تنظر الى فتحت صدرها لتجدها مُتسعة زيادة عن الزوم.....شهقت بصدمه وهي تلملمها بيدها .....

"يالهوي هوَ؟؟.....ياقليل الادب ياجواد....."عضت على شفتيها بقهراً من هذا الموقف الذي لن تحسد عليه 

أبداً !...

____________________________________

بعد نصف ساعة كان يستلقي على الفراش يتفقد 

هاتفه بملل...كان ينتظر خروجها على احر من الجمر 

لكن للحظة من الإنتظار المُلتهب لرؤية وجهها الخجول ، سمع ارتطام قوي من غرفة ملابسها ليقفز بسرعة وبفزع مُنادي عليها بخوف ..... 

" بس

                              

                الحلقة الخامسة والعشرون من هنا

لقراءة باقي الحلقات من هنا

                    


تعليقات



<>