رواية #رائحه_الموت
(الجزء الأول)
بقلم اية عادل
انا صفيه عندي 30سنه لسه ماتجوزتش ابويا وامي ماتو
وسابولي أخواتي البنات انا اللي بربيهم انا بشتغل في مشرحه ،
أيوه زي ماسمعتو في قسم الحريم يعني بستلم الجثه من
المسعف وانا اللي بحطها في التلاجه وبسجلها في الكشف
وبقف مع الدكتور لما بيشرح لو احتاج حاجه ، تعالو بقي
احكيلكم حكايتي من الاول خالص
صفيه : قومي يا صفاء عشان تروحي المدرسه وانتي يا ساره يلا ماتتعبوش قلبي انا ورايا شغل البيت
صفاء : أنا صحيت خلاص
ساره : هو احنا يعني لو اتعلمنا هنبقي دكاتره ، ياستي عايزه انام
صفيه : كفايه عليا انا سيبت المدارس عشان اربيكم يلا
ساره : لو سيبتيني ماروحش المدرسه هساعدك في شغل البيت كله وهشتغل كمان
صفيه : ياختي اتوكسي خدي الدبلوم الأول وبعدين اتكلمي
صفاء : أنا هروح اكل
ساره : بقيتي قد الكرنبه من الأكل
صفيه : خليها تاكل ، الف هنا يا حبيبتي
ده كان الروتين بتاع كل يوم ، اخواتي اصحيهم ويروحو المدرسه واروح أجيب الأكل من السوق واروح ، ابويا كان سايب لينا معاش بس ماكنش بيكفي ، دورت علي شغل كتير مالقيتش لحد مالقيت واحد جارنا شغال في مشرحه جابلي الشغلانه دي وروحت ماكنش قدامي حل غير كده عشان اصرف عليا انا واخواتي واجهزهم قولت معاش ابويا احوشه أجيب كل شهر حاجه لجهاز اخواتي ومرتبي نعيش منه المرتب كان محترم جدا حمدت ربنا وقولت مش مشكله الفلوس هتغطي علي اللي هشوفه ، خبط عليا اول يوم شغل جاري عم حسن كان شغال في النظافه
صفاء : يا بنتي راجعي نفسك بلاش احنا مش مستغنيين عنك
ساره : اها والنبي ياصفيه احنا خايفين
صفيه : يا عيال انتو مجانين خايفين من ايه دول ميتين وبعدين الخوف من الصاحيين مش الميتين خالص ، وبعدين الميتين دول ناس زيي وزيك بس ربنا رحمهم من التعب بتاع الدنيا وارتاحو ، يلا بلاش دلع كل واحده تروح علي مدرستها ، وانتي ياست صفاء اعدلي الجيبه وامشي عدل ، سلام
عم حسن : يا بنتي يلا اتأخرنا
صفيه : خلاص يا عم حسن انا جهزت أهو
عم حسن : بصي يا بنتي الشغلانه دي زيها زي اي شغلانه فيها تعبها وفيها حلوها ، تعبها انك بتتعاملي مع جثث وشيل وحط ودم ، حلوها انك مش بتشتغلي مع ناس عايشه تقرفك وتنكد عليكي ، كل واحد في حاله
صفيه : يا عم حسن انت عارف انا اللي خلاني اشتغل اخواتي عايزه اجهزهم واللي نفسهم فيه الاقيه ، وبعدين انا مش خايفه
طبعا كنت في الأول بجمد قلبي وبقول ايه يعني ، لحد مادخلت من باب المشرحه ، جسمي قشعر المكان ليه رهبه فظيعه تخليك لو سبع تترعش بس كنت بفكر في اخواتي ، اتوكلت علي الله ودخلت
عم حسن : يلا علي المدير عشان يفهمك الدينا ماشيه ازاي
دخلت علي مكتب المدير ، الدكتور صبحي ، راجل كبير وشكله شيك جدا قاعد علي المكتب بيشرب سيجاره معبقه المكان
دكتور صبحي : اهلا يا عم حسن ، هي دي صفيه
عم حسن : أيوه يادكتور
دكتور صبحي : بصي يا بنتي الشغل هنا من أوله صعب هتعملي زي غيرك وتمشي يبقي من الاول مع السلامه هتستمري أهلا بيكي
صفيه : لا ان شاء الله هستمر ، بس معلش في السؤال هو مرتبي هيبقي كام بالظبط
دكتور صبحي : 4آلاف جنيه
صفيه : هشتغل وهستمر بعون الله
اول ماسمعت المبلغ فرحت اوي اصل معاش ابويا كان 800جنيه ده انا واخواتي ربنا هيفرجها علينا
عم حسن اخدني عشان اروح العنبر الحريمي في المشرحه المكان ساقع ومرعب بس جمدت قلبي وكان معايا مصحف ، دخلت لقيت عم حسن بيقولي
عم حسن : بصي يا بنتي لحد هنا انا وريتك هندهلك سعاد تدخلك جوه لأن انا ممنوع ادخل لحد جوه أصل الميت ليه حرمه ودول حريم ، ياسعااااد ، تعالي دخلي زميلتك وعرفيها المكان
سعاد : حاضر يا عم حسن جايه ، صباح الخير ، ازيك يا عم حسن ، ازيك يا حبيبتي انا سعاد زميلتك هبقي معاكي
صفيه : اهلا بيكي انا صفيه
سعاد : طيب روح انت يا عم حسن
سعاد دخلتني العنبر اللي كان عباره عن تلاجات وسراير وترولي فيه أثار دم ومياه
سعاد : شكلك خايفه ، لا اجمدي كده احنا لسه بنقول ياهادي ، بصي ده دفتر بنسجل فيه اسم المتوفي وجه امتي وبنمضي المسعف هنا ورقم التلاجه اللي محطوط فيها
صفيه : تمام ماشي
سعاد : تشربي ايه ولا اقولك تفطري ايه
صفيه : أنا فطرانه مع اخواتي
سعاد : هطلبلك شاي
قاطع سعاد صوت دكتور بيقولها يا سعاد طلعي الجثه اللي ثلاجه رقم 7 وسعاد قالتله حاضر يا دكتور وبعدين قالتلي معلش بقي يلا ايدك معايا ورانا شغل
سعاد فتحت التلاجه ولقيتها مطلعه جثه ست شكلها كبير ومزرقه وفيها خبطات وكدمات صعبه وهي بتخرجها قالت سلام عليكم بسم الله الرحمن الرحيم ونقلناها علي الترول
سعاد : يلا معايا جري الترول
صفيه : حاضر
جرينا الترول لحد الدكتور ، دكتور سامح كان شاب يعني في التلاتينات
دخلنا معاه اوضه التشريح بس كان فيه ستاره محطوطه وانا وسعاد قاعدين بعيد لحد ماشرح الجثه وندهلنا وقال
دكتور سامح : يلا يا بنات غسلوها عشان هتطلع خلاص
سعاد : عرفت يادكتور من صوت الصويت اللي تحت
د سامح : طيب يالماحه انقلوها وخلصو ، انتي شكلك بنت جديده اسمك ايه
صفيه : اسمي صفيه
د سامح : اهلا بيكي ويارب ماتمشيش بقي زي الباقي
انا ماكنتش مركزه في اي حاجه غير بس شكل الست اللي قدامي كأنها عايزه تقول حاجه ، نقلناها في اوضه تانيه بتاعت الغسل وابتدينا نغسلها وبعد ماخلصنا سعاد قالتلي انا هخرج انده مدكور يخرجها هو ودكتور سامح وسابتني لوحدي فجأه لقيت صوت جاي بيقول حرام عليك انا ماعملتش حاجه ، سيبني خد فلوسي وامشي اهاااااااااه
لقيت نفسي في حته تانيه ،والست اللي لسه مغسلينها لابسه دهب كتير اوي وحرامي بيفتح الباب ودخل عليها وهي لسه داخله من باب الشقه بدقايق وقالها اقلعي كل الدهب اللي في ايدك بقولك اقلعي وهي بتتوسل ليه يسيبها تعيش ، وبعد ضرب منه ليها ومقاومه الست وقعت علي الارض وهو جاب سكينه وضربها في بطنها ، وبعد كده لقيت نفسي رجعت لنفس المكان وصوت سعاد وهو بيقولي يلا يا بنتي عماله اندهلك ، خرجت جثه الست ولقيتها بتقولي هي دي حكايتي اتفزعت
سعاد : مالك يا بنتي
صفيه : هاه مافيش يلا
سلمناها لحد الدكتور ومدكور كان زميلنا بس في قسم التسليم ، بعد كده طلعنا
سعاد : بقولك ايه يا صفيه ، شكلك بنت طيبه وبنت ناس بصي ياحبيبتي هقولك نصيحه اللي هتشوفيه هنا مايطلعش لحد ، الميتين ليهم حرمه وليهم اسرار ، اسرارهم ماتتحكيش وماتخافيش منهم مهما عملو ....
رواية رائحه الموت
(الفصل الثاني )
بقلم ايه عادل
صفيه : هو انتي حسيتي باللي انا حسيت بيه
سعاد : لا المرادي لا بس كل مره بيحصل حاجه شكل معايا بس مش كل الناس كده فيه ناس بيحسو ويشوفو وناس لا ، ساعات الميت ببقي عايز يتواصل مع ناس معينين ، المهم سيبك من كل ده انتي هتتعودي
صفيه : أنا اترعبت اوي يا سعاد
سعاد : طيب يلا عشان اليوم خلص يلا عشان نروح
اول ما سعاد قالتلي كده قولت الحمد لله اخيرا ، كان يوم صعب أوي ، روحت ولقيت اخواتي قاعدين بيذاكرو
ساره : صفيه حمد الله علي سلامتك ، عملتي ايه
صفاء : احكيلنا عملتي ايه
صفيه : هكون عملت ايه يعني قضيت يوم عادي جدا واتصاحبت علي واحده اسمها سعاد زميلتي في الشغل ، انتو عارفين المرتب كام
صفاء : كااام
صفيه : 4000جنيه
صفيه : خديني اشتغل معاكي
صفيه : ههههه يلا يا بت منك ليها بلاش لكاعه كملو مذاكره ، اتغديتو ، انا محضره الغدا في التلاجه علي التسخين
ساره : اتغدينا يا حبيبتي ، احضرلك انتي الغدا
صفيه : ياريت انا واقعه من الجوع
كان لازم ابان قدامهم اني عادي ومبسوطه من الشغل ، كل ده عشان خاطر عيونهم وعشان اجيبلهم كل اللي هما عايزينه ، دخلت اخدت دش ، واتغديت وعملت غدا تاني يوم عشان يبقي جاهز لما يجو من
المدرسه ياكلو ، وبعد اليوم اللي قضيته ده اللي مرتاحتش فيه دخلت نمت ، كنت خايفه ومش عارفه انام ، بس التعب غلبني
تاني يوم
صفيه : يلا يا ولاد انا نازله ومحضرالكم الفطار في شنطه كل واحده فيكم
صفاء : طيب يلا انزلي انتي واحنا هننزل وراكي
ساره : بقولك ايه هي صفيه نزلت خلاص
صفاء : أيوه نزلت ، بقولك ايه لو لسانك نطق بأي حاجه هطين عيشتك
ساره : علي فكره اختك لو عرفت انك بتكلمي الواد بتاعك ده مش هتخلي فيكي حته سليمه
روحت الشغل ولما وصلت لقيت المسعف جاي وقالي انتي هنا جديده شكلك ، قولتله اها ،قالي طيب يلا عشان النهارده فيه اربع جثث ستات
صفيه: يالهوي اربعه
مسعد المسعف : أيوه ياستي اربعه وبعدين ده فيه ايام بيبقي فيه 7 و9كمان بكره تتعودي
صفيه : ربنا يستر
مسعد : أنا مسعد
صفيه : وانا اسمي صفيه
مسعد : عاشت الاسامي
دخلت وطلعت ولقيت سعاد قاعده
سعاد : صباح الفل ، النهارده ورانا شغل كتير
صفيه : عرفت ربنا يستر
سعاد : ماتخافيش انا معاكي
وابتدي المسعف ومدكور يدخلو الجثث ، ياااه منظرهم صعب باين أنها حادثه
مدكور : بعيد عنكم ده واحد دخل بيت دعاره وموت الاربعه دول لما قعدو يقولو عليه كلام مش تمام ويطعنوه في رجولته
سعاد : اللهم احفظنا
صفيه: ربنا يستر علي كل الولايا
انا وسعاد دخلناهم التلاجات وبعدها قعدنا نشرب شاي
صفيه : بقولك ايه هو ايه بقي اللي هيحصل بعد كده
سعاد : ولا حاجه الدكتور هينده علينا ونطلعله جثه ورا التانيه واللي يخلصها وبيكتب تقريرها بنغسلها ونحطها علي سرير ، شايفه السراير اللي هناك دي ، هنحطهم جنب بعض كل واحده مكتوب عليها اسمها
صفيه : ماشي ، بس مش هنتأخر صح
سعاد : مافيش النهارده اي حالات تانيه وامبارح كانت اخر حاله وطلعت ،واللي هتيجي تاني لو جه هنستلمها ونحطها في التلاجه
بعد ما سعاد خلصت كلام سمعنا باب التلاجه بيخبط بس خبطه مش جامده حاجه كده لا تذكر
صفيه : انتي سمعتي
سعاد : اها سمعت ، بس كبري دماغك
صفيه : احسن تكون عايشه
سعاد : عايشه ايه بس اللي بيجي هنا بيبقي جسمه ساقع تلج وميت وكاشفين عليه وعارفين انه ميت
صفيه : أنا هقرأ قرآن
سعاد : ماشي
بعد ما بدأت اقرأ في القرآن سمعت صوت بيقول ياريتني توبت وحد تاني بيقول علي النار حدف يا زانيه وقعد يكررها ، مسكت نفسي وقعد اقرأ وبعد كده لقيت الدكتور بينده وبيقول
د سامح : صفيه يا سعاد طلعولنا اتنين اتنين انا ودكتور سيد ودكتور شريف هنخلصهم سوا وتعالو اقفو معانا
سعاد : يلا يا بنتي بسم الله السلام عليكم
صفيه : اقول انا كمان
سعاد : اها يلا
صفيه : السلام عليكم بسم الله
طلعنا اول اتنين سعاد بترولي وانت بترولي ودخلناهم والدكاتره بدأت تشتغل وبنناولهم المعدات وبعد ماخلصو اخدناهم وبدأنا نطلع الاتنين التانيين بس كان تعب بصراحه ، خلصنا وبقو الاربعه قدامنا علي السراير مستنيين الغسل بدأت انا وسعاد نغسل واحده ورا
واحده ، اللي لفت انتباهنا انهم كان وشهم مرعوب اوي وكمان جسمهم ريحته غريبه يعني لما جيت اغسل الست بتاعت امبارح ماكنش ريحتها كده خالص ، غسلناهم كلهم وطبعا كان شكلهم بعد التشريح صعب اكتر من الاول اللي اتعلمته من الاربعه دول ان عمري ما امشي في الحرام ، اللهم حسن الخاتمة ،
بعد شويه سمعنا ان فيه اهل واحده فيهم جم تحت ، جه مدكور اخدها اتبقي 3بعدها جم ناس يستلمو اتنين ، اتبقي واحده ودي كانت أصعب واحده وريتنا الويل انا وسعاد ، كانت بتتهز جدا وزي مايكون متكتفه بحديد مش بقماش
، كانت بتطلع صوت ضعيف اوي انا وسعاد قاعدين يمكن انا اللي كنت مرعوبه اكتر من سعاد بس سعاد ابتدت تخاف لما لقت النور بيرعش خرجنا انا وهي وقفنا بره وندهنا لمدكور
سعاد : يا مدكور الجثه اللي جوه دي خلاص اتغسلت هتمشي امتي
مدكور : اهلها مش عايزين يستلموها
سعاد : يعني هتفضل جوه كده
مدكور : بيقولو ان دي كانت شيطان ماشي علي الارض وهي اللي استفزت الراجل وخليته يطلع مسدس ويصفيهم كلهم ، واهلها صعايده ، بس اختها وجوز اختها جايين يستلموها خلاص ، هي عامله قلق ولا ايه
سعاد : اها عامله قلق
مدكور : اللهم احفظنا ، يلا اهم اهلها جم بيندهولي أهو ، هاتوها يلا
ارتاحت اول ماعرفت انها خلاص هتمشي
سعاد : الحمد لله ، يلا يا بنتي اقعدي ارتاحي احنا تعبنا اوي النهارده
صفيه: يارب مايجيش حالات بقي تاني
سعاد : ياختي قولي يارب يجي دلوقتي عشان تلحق تخرج ماتتحطش لحد بكره
صفيه : أنا تعبت يا سعاد أعصابي تعبت
سعاد : لا يا حبيبتي ده تاني يوم ليكي في الشغلانه اعقلي انا معاكي اهو
قعدنا سوا لحد ما وقت خروجنا جه ومشينا وانا مروحه لقيت صفاء اختي راكبه مع واحد الفسبا وماشيين ندهتلها بس هي ماسمعتش ، روحت وانا دمي فاير وقولت لما اشوفها هاكلها بسناني
صفيه : ساره ، انتي يا بت ياساره
ساره : نعم فيه ايه
صفيه : تعالي هنا ، انتي تعرفي ان اختك تعرف حد
ساره : ايه اااا لا
صفيه : كدابه يا ست ساره كدابه
لقيت صفاء دخلت البيت
صفيه : اهلا بالهانم ، تعالي هنا
صفاء : في ايه يا صفيه
صفيه : مين اللي انتي كنتي راكبه معاه الفسبا ده ، هاه ردي
صفاء : ده واحد اسمه احمد هيجي يتقدملي
صفيه : وماجاش يتقدملك من بدري ليه
صفاء : مستني لما ياخد الدبلوم هو بيشتغل مع ابوه عندهم محل رخام
صفيه : قسما عظما لو عرفت انك بتقابليه هقعدك من المدرسه ومش بس كده ده انتي هتتمنعي تروحي في اي حته اصلا والبيه بتاعك لو مجاش يتقدملك انا ليا تصرف تاني معاكي ومعاه ، اسمعو انتو الاتنين انا بشقي وبتعب وبتحمل عشانكم مش بعد كل ده تضيعو تربيتي ليكم في الأرض
دخلت نمت وانا دمي محروق من صفاء ودماغي بتودي وبتجيب ، خايفه عليها وفي نفس الوقت خايفه من اللي ممكن يحصل فينا احنا تلاته ولايا ، يارب استرنا ، سرحت في الاربعه اللي كانو في المشرحه قد ايه كانت مأساة ونهايه صعبه ، ده انا حتي لسه ريحتهم في مناخيري لحد دلوقتي .....
