روايه (شهد الحياة)
البارت الاول .والثانى
بقلم زيزي محمد
في احد الاحياء الشعبيه لقاهرة المعز ، منزل مكون من عدة طوابق، وفي احد الطوابق توجد شقه، نجد بطلتنا تقف امام المرآه تتحدث مع نفسها، دلفت لها والدتها السيدة "سميحه"واردفت بعتاب :
_ليه كدا يا شهد، تردي على ابوكي بالطريقة دي، انا ربيتك على كدا.
نظرت "شهد"الى صورة والدتها المنعكسه في المرآه وتحدثت بعصبيه :دا مش ابويا، دا جوز امي في فرق الله يكرمك يا ماما .
زفرت والدتها بقلة صبر واردفت : ارحميني يابنتي مش موال كل يوم، هو مش رباكي من صغرك وعلمك وكمان...
قاطعتها "شهد " بحدة : ماما مين دا اللي رباني، مين دا اللى علمني، الشقه دي شقه ابويا مش كتر خيره هو علشان نيمني في بيته مثلا بالعكس دا كتر خيري انا اللي سماحله انه يقعد فى بيتي .
نظرت لها والدتها بغضب واردفت بصوت جهورى : تصدقى انك قليله الادب انا مربتكيش فعلا زي ما هو قال .
هبطت الدموع من عينيها وكأنها كانت تحاربها لعدم سقوطها والأن لم تعد تحتمل اكتر من ذلك، انفجرت مقلتيها بسيل من الدموع وذهبت لفراشها الصغير الذى لم يعد يتحملها لتآكله ودفنت وجهها فى وسادتها وبكت واطلقت العنان لدموعها ولنفسها، رأتها والدتها على ذلك الحال رق قلبها وذهبت بجوارها وجلست واخذت تمسد على شعرها الحريرى برقه وببط لعلها تشعر بحنانها، اخذت سميحه نفس طويل ثم اخرجته وتحدثت بصوت ناعم وهادئ :
شهد انا عارفه انك مكنتيش عاوزنى اتجوز بعد والدك بس اعمل ايه يابنتى المعلم حسني اقنعنى وقتها انه هاياخد باله منك ومنى، انا كنت ضعيفه ووحيدة وحزينه ومش ليا حد قولت وماله اهو ضل راجل ولا ضل حيطه، بس والله يابنتى مع مرور الوقت وشفت معاملته ليكى وانا بحزن وبزعل اوى من نفسي ان اخدت القرار دة فى يوم من الايام، بس خلاص مبقاش ينفع ارجع ولا اطلق بعد ما خلفت منه سلمى، هاروح بيكوا فين يابنتي وهاصرف ازاى عليكوا، حقك عليا متزعليش، انا بس كل اللي بطلبه منك انك تتجنبيه ومالكيش دعوة بيه وتبطلي كل يوم والتانى مشكله مع حد ويجوا يشتكوا منك .
رفعت شهد راسها واردفت بصوت مبحوح : كلكوا جايين عليا ياماما، انا اكيد مبعملش مشاكل من هوا، الناس هما اللي بيستفزوني، عم احمد راجل غلبان ومكتبته كل يوم بتتسرق من الحارة المعفنة دي، يعني علشان بقف وبشوف شغل الراجل مظبوط، ابقى كدا وحشة كخة مثلا، انا براعي ربنا في أكل عيشي وفي مال الراجل الغلبان دا .
تنهدت "سميحه" بصوت عالي فابنتها على حق، استطردت قائلة : بصي يا شهد انا كل اللي بطلبه منك حاجة واحدة بس، ابعدي عن عمك حسني، بلاش كل يوم والتاني مشاكل يابنتي اصل انا تعبت .
أومأت "شهد" برأسها دليلا على موافقتها، والدتها تعاني من ضعف الشخصية، تتجنب المشاكل، تريدها ان تتعامل مع المدعو"حسنى "وكأنه والدها، كيف تعامله هكذا وهو يكرها اشد الكره ودائما ما يناديها ببنت "مصطفى " ، دائما تشعر من اتجاهه بالكره لوالدها فالبتالي يكرها لانها من صلبه.
******************************
في مكان اخر .
نجد في احد الاحياء المتوسطة الحال، برجا مكون من عدة طوابق، وفي احد هذه الطوابق شقة المحاسب "رامي المالكي"، شاب في اواخر العشرينات يعمل محاسب في احد الشركات، ارمل ولديه طفل اسمه "حمزة" عمره ٧ سنوات، يعيش مع والدته السيدة "صفاء" ، "رامي" شخصيته حازمة مجتهد يسعى لتوفير مستوى افضل لطفله ،كان متزوج من زميلته في العمل ولكن وافتها المنية وهي تضع طفلها حمزة ، منذ ذلك الوقت ورامي يكرس حياته لطفله ووالدته فقط .
_رامي، مكنش له لزوم العقاب دا، انت كلمته وخلاص .
كان هذا صوت "صفاء" عندما دلفت على ابنها تعاتبه على عقابه لحمزة .
التفت اليها رامي الذي كان منشغلا بدراسة جدوى لمشروعه ترك قلمه والاوراق التي في يديه وخلع نظارته الطبية وضعها على مكتبه هاتفا بقوة : غلط يتعاقب يا امي ،انا عاوزه يطلع راجل، بذمتك اللي عمله في المدرسة دا ينفع؟؟، انا المدرسة تتصل بيا علشان ضرب زميله، لأ ولما اكلمه وافهمه، يبجح ويقولي مغلطتش، لا ياخد على دماغه ويتعلم الادب .
نظرت له "صفاء" بتعجب، احيانا تشعر بان ابنها متناقض في شخصيته، لاحظ "رامي " نظراتها المتعجبه قطب ما بين حاجييه هاتفا بتساؤل : مالك يا امي بتبصيلي كدا ليه، انا قولت حاجة غلط .
ابتسمت "صفاء" بسخرية واردفت : انت غريب يا ابني، مش انت قايله بلسانك دا قدامي، لما تعمل حاجة اقف ودافع عن نفسك، متهربش ووضح وجهة نظرك، جاي دلوقتي وتقولي بجاحة .
ما ان انهت "صفاء " جملتها حتى ضحك "رامي " بشدة على حديثها ثم هتف : يا امي على طول بتفهمي كلامي غلط، انا اقصد يقف ويشرحلي وجهة نظره لكن لما اللي اكبر منه يسمعه وبعد كدا يحكم بانه غلط يبقا يعتذر مش يبجح اكتر ويقول لأ انا مقتنع باللي عملته .
عقدت صفاء حاجبيها دليلا على تعقيد ابنها في اتخاذ طرق صعبة لتربية ابنه ، من وجهه نظرها البسيطة ان التربية اسهل من ذلك بكثير، والدليل على ذلك انها قامت على تربية رامي وجعلته انسان سوي يحترم الجميع، والجميع يكن له الاحترام، تساءلت مرارا وتكرارا بداخلها لماذا كل هذه التعقيدات والمصطلحات الغريبه لتربية ابنه، قاطع تفكيرها صوت "رامي " مردفا: ايه يا ماما ساكتة يعني وبتبصيلي ومش فاهم حاجة .
استقامت "صفاء" في جلستها وتحدثت : بص يا ابني هو ابنك وانت حر تربيه بطريقتك، بس الحياة مش جد أوي، وبعدين دا طفل مهما كان راح ولا جه طفل، طبيعي يصدر منه افعال مش محسوبة، بلاش تقسى عليه، من وقت ما قولتله مش يكلمك ولا يأكل معاك وهو هاري نفسه عياط في اوضته يا حبيبي .
تنهد "رامي " واردف بصوت رخيم : حاضر يا أمي بس سيبني اكمل عقابي النهاردة بس علشان بعد كدا ميفكرش يعملها تاني .
تحركت "صفاء " اتجاهه ومالت نحو ثم طبعت قبلة اعلى جبينه واردفت : ربنا يهديك يا ابني ، ويخليلك ابنك، انا حاسة بيك من يوم موت اميرة وانت بتحاول تكون الاب والام وكل حاجة ، بس معلش راعي انه طفل ونفسيته بتتأثر بسرعة .
ابتسم لها "رامي " وجذب يديها التي كانت تمسد بها على رأسه وطبع قبلة حنونة في كف يديها : حاضر يا أمي ربنا يخليكي لينا يارب .
****************************
في أحدى المستشفيات .
تقف " ليلى" في أحد ممرات المشفى وتتحدث بصوت خافض للغاية مع خطيبها "زكريا" على هاتفها الجوال: اعمل ايه يا زكريا قالولي انتي النهاردة نبطشية علشان مدام سها ابنها تعبان،وبعدين دا شغلي وانت خاطبني وانا كدا .
هتف "زكريا" بعصبية : انا خطبتك وقولتلك بطلي شغلك دا وانتي بتعاندي معايا .
زفرت "ليلى " بعصبية : هو موال كل يوم يا زكريا، انا لازم اصرف على نفسي، انت عارف كويس ان مكتبة بابا مبتغطيش كل المصاريف، وانا لازم اجهز شقتي علشان الست والدتك متتريقيش عليا .
لاحظت "ليلى " سكوت زكريا نظرت في هاتفها وجدته انهى المكالمة، رفعت احدى حاجبيها باعتراض وقامت بسبه في سرها، وتحدثت بعصبية بالغة : بتقفل في وشي الخط يا زكريا ماشي والله لاقفل التليفون كله ومتعرفش توصللي.
_بتعملي ايه عندك يا ليلى؟.
تفاجئت ليلى وشهقت بصدمة من وجود الدكتور "كريم "
ابتسم لها " كريم " قائلا : في ايه شوفتي عفريت .
تلعثمت " ليلى" قائله : لا يا دكتور، في حاجة حضرتك .
اومئ كريم لها برأسه : اه ، كنت عاوزك تجهزي العمليات، عندنا ولادة قيصري .
تحركت "ليلى" بخطوات متعثرة نحو الممر المؤدي لغرفة العمليات دون كلام، بينما تنهد "كريم " بصعوبة، منذ ذلك الوقت وهي تتجنبه، لقد اعترف بحبه لها وهو يعرف جيدا انها مرتبطة وتحب شخصا يدعى "زكريا "، نعم تسرع كثيرا عندما اباح لها بحبه لقد عاقبته بقلة كلامها معه، وتحاول ان تتجنبه على قدر الامكان .
تحرك صوب غرفة المريضة ليقوم بواجبه وبداخله حرب كبيرة ما بين، كان يجب ان يعترف بحبه حتى تشعر به، وما بين ان ما فعله خطأ كبير في حقه .
*******************************
كانت "شهد " تجلس تقرأ في احد الكتب، تحاول ان تحسن من قرأتها، ف زوج امها اصر علي خروجها من المدرسة منذ المرحلة الاعدادية ولم تكمل تعليمها، كان حلم حياتها ان تصبح طبيبة ولكن وقف امام حلمها زوج امها ،وفي النهاية تدمر حلمها وضاع مثل اي امنية كانت تحلم بتحقيقها، كانت شاردة في احلامها البسيطة وانتبهت على صوت "عم احمد"، تحدثت قائلة : معلش ياعم احمد مسمعتش .
ابتسم "احمد" لها بحنان واردف: سرحانة في ايه يا ست البنات .
اغلقت "شهد" الكتاب ووضعته امامها : مش سرحانة ولا حاجة، بقرأ في الكتاب .
جذب "عم احمد " الكرسي وجلس عليه وامسك ب يديه فنجان الشاي ثم ارتشف رشفه صغيرة قائلا : مش احنا اتعودنا نقول لبعض ونحكي كل اللي في قلبنا، مالك يا بنتي .
تسابقت الدموع في عينيها وحاولت على قدر الامكان ان تتجنب سقوطها : مفيش، اتخانقت مع جوز امي معرفش الراجل دا عاوز مني ايه، انا بحاول ابعد عنه على قد ما بقدر وهو بيحاول بردوا يجر شكلي .
قال " احمد " مستفهما : دا كله بسببي، صح؟.
جذبت "شهد"احد المناديل الموضوعة امامها ومسحت عيانها واردفت : هو واخدك حجة مش اكتر، بس هو بيدور على اي سبب علشان يطردني من البيت، انا خايفة اوي تكون امي كتبت الشقة باسمه، كل ما اسالها تتهرب مني، انا هاضيع ياعم احمد بجد لو كانت كتبته باسمه، هايطردني انا عارفة دا راجل شراني .
هز "عم احمد " رأسه بنفي قائلا : مظنش يابنتي، امك عارفة حسني كويس، مظنش تبقا بالغباء دا .
ابتسمت " شهد" بسخرية : والله امي انا عارفاها كويس تلاقيها خافت منه، وسمعت كلامه دا بيبهدلها وبيضربها وكل يوم شتيمة وفضايح ودي مبتنطقش والحجة هاروح بيكي انتي وسلمى فين واجيب علاج سلمى منين، وهنصرف ازاي، كلها حجج، زي مانا بشتغل دلوقتي وبجيب مصروفي، هاشتغل كام شغلانة مع بعض، واصرف عليها وعلى سلمى .
وضع "عم احمد" فنجان الشاي على المنضدة واستطرد قائلا : بصي يابنتي نصيحة مني بلاش تكوني انتي السبب في خراب بيت امك، علشان بعد كدا متجبش اللوم عليكي، سلمى اختك تعبانة واديكي شايفاها عندها السكر بيخليها تدخل في غيبوبة ودا محتاح مصاريف وحاجات، بلاش يابنتي وزي ما امك قالت اتجنبي حسني .
ذرفت " شهد" الدموع من عينيها وقالت : هو انا مصبرني غير سلمى، لولا هي مكنتش اتحملته لحظة، بس كله علشان خاطر عيونها بس .
ابتسم " عم احمد" وقال : والله انتي قلبك ابيض بس ميبنش للكل كدا .
جذبت " شهد" منديل اخر ومسحت دموعها بقوة وضحكت : انا لازم امسح دموعي دي، لحد يجي يشوفني كدا، و يفضحوني في الحارة .
استقام " عم احمد" واردف : انا هاروح اصلي العشا، ظبطي المكتبة واقفلي، ليلى قالتلي هاتبات في المستشفى .
تحركت " بهمة وقامت بترتيب الاقلام والكراسات واردفت : حاضر، هارتب كل حاجة واقفل واروح .
******************************
في منزل رامي المالكي .
كان "رامي "يقف يتابع ابنه خلسة من خلف الباب وجده يبكي ويلون في كراسة الرسم، رق قلبه ثم قام بطرق الباب عدة طرقات حتى يأذن له ابنه ويعطي له فرصة يزيل دموعه، وبالفعل ثواني وكان حمزة يأذن للطارق بالدخول، دلف رامي بهدوء وجلس على طرف الفراش وفي يده صحن ملئ بالسندوتشات، لرفض ابنه للأكل طوال اليوم، وضع "رامي " الصحن امام حمزة وابتسم له واردف : الزعل حاجة والأكل حاجة .
ابعد "حمزة " الصحن وتحرك باتجاه "رامي" وجذب يديه واردف: آكل ازاي وحضرتك زعلان مني .
ابتسم "رامي " بحنان لابنه :حبيبي انا عاوزك احسن واحد في الدنيا دي، ينفع المدرسة تتصل بيا وتقولي حمزة ضرب زميله علشان بيشد في شعر زميلته والولد اتعور في دماغه، ينفع يا حمزة انا ربيتك على كدا .
اندفع "حمزة " في الكلام : يا بابا والله الواد محمد دا وحش وبيحب يضايق في ملك كل شوية علشان هي تخينة، بيقعد يقولها يا تخينة مش قادرة تجري وبتقعد تعيط لوحدها وهي مامتها ميته زي وملهاش ماما، وكمان مرات بابها بتقعد تضربها، انهاردة قاعدة بتاكل لوحدها هو جه واخد منها سندوتش وراماه في الارض وشد شعرها وكلهم ضحكوا عليها، انا اتعصبت اوي وزعلت عليها، روحت رايح قولتله سيبها يا محم، قالي لأ، وهي قعدت تعيط صعبت عليا مسكت ايده شدتها، راح زقني على الارض، قومت وضربته وزقيته بس مكنتش اقصد اعوره .
ابتسم " رامي " لشهامة ابنه : بص انا مقولتش انك تدافع عن زميلتك دا غلط بس في فالمدرسة مدرسين وكبار في السن نقدر نروح بسهولة ونشتكي للمستر او المس وهما هاياخدوا حقك وحق ملك زميلتك، بس انك تقف قدام المديرة وتقول بصوت عالي انا مغلطتش دا غلط، افرض وانت بتزقه وقع مات كنت هاعمل ايه ؟.
_ وطب افرض لما زقني هو كنت وقعت مت، كنت هاتعمل ايه حضرتك ؟.
كان هذا السؤال البسيط من حمزة بمثابه عقبة امام رامي، حقا ماذا كان سيفعل لو حدث مكروه لابنه فلذة كبده و روحه، قام بجذبه لاحضانه، اكتفى الصغير بقبلة صغيرة على جبين والده، وظل يمسد بيده الصغيرة على ظهر والده، ثم اردف بصوت حاني : اسف يا بابا ، اوعدك ماتكررش تاني .
ابعده "رامي " قليلا عن احضانه واردف : انا نفسي اشوفك احسن واحد في الدنيا ومستحملش حاجة تحصلك، يارب تيجي فيا انا ولا تيجي فيك انت .
وتابع حديثه : المهم تعال يالا في حضني خلينا ننام، اصل انا تعبت اوي النهاردة .
ابتسم "حمزة " بفرحة : بجد يا بابا، هتنام جنبي النهاردة .
اوماء له "رامي " وهو يعتدل في جلسته حتى ينام في فراش الصغير : اه، ويالا طفي النور دا، وتعال احكيلك حدوتة امنا الغولة .
******************************
في منزل شهد .
كانت " سميحة " جالسه امام ابنتها في الصالة الصغيرة ، وتتحدث بصوت خافض : بس يا سلمى، راحت الابلة شهد مسكت في خناق الولية ام حسين، وقالتلها انتي حرامية، انتي عاوزة تضحكي عليا وتاخدي كشكول فوق البيعة، الولية ام حسين معجبهاش الكلام زعقت وشتمت شهد، راحت شهد مش ساكتة شتمتها،الحارة التمت وكانت خناقة كبيرة، طبعا حسين راح اشتكى لابوكي، وابوكي جه هنا بهدلها واتخانقت معاه .
ابتسمت "سلمى "بضعف : شهد قلبها ابيض بس مشكلتها اندافعية ومبتحسبش لقدام، بس حقيقي هي في طبعها مبترضاش بالظلم .
زمت " سميحة " فمها بضيق واردفت : هي كدا متعرفش تمشي من غير مشاكل .
تناولت "سلمى " قرص الدواء وسمت الله : ياماما، متجيش عليها، متزعليش مني هو بابا مالوش حق انه يدخل ويزعقلها ، وخصوصا هو عمره ماكان سند ليها .
رفعت "سميحة" يديها الى السماء وتحدثت : يارب يهديها ، ويهدي ابوكي ، اصل انا خلاص مبقتش قادرة استحمل خناق تاني .
*******************************
حل الليل سريعا واصبح الوقت الساعة االثانية فجرا
جلست " ليلى " بانهاك واضح بعد هذا اليوم الطويل والمليء بالعمل وكادت تغلق عينيها حتى تريح جسدها قليلا، تفاجئت بدخول "مدام سها"، عقدت حاجبيها دليلا على استغرابها مجيئها في هذا الوقت المتأخر ....
_ ايه دا يا مدام سها ايه اللي جابك دلوقتي .
جلست "سها" بالقرب من ليلى واردفت : ياستي الواد بقا كويس وابوه رجع من شغله وقولتله خليك معاه اروح اكمل نبطشية علشان اقدر اخد اجازة يوم الجمعة عندي فرح بنت صاحبتي ولازم افضل معاها اليوم كله .
زمت " ليلى" شفتيها في ضيق واضح : يعني انتي جاية الساعة ٢ تبلغيني كدا اروح انا بقا ازاي .
ابتسمت " سها " بسماجة : معلش بقا يا ليلى حقك عليا، وبعدين عادي الدنيا امان، طب والله وماليكي عليا حلفان، انا جاية لوحدي ومحدش وصلني ولا حاجة والدنيا فل .
قامت "ليلى" من مجلسها وخلعت الزي المخصص لعملها وارتدت حجابها باحكام واستطردت قائلة : انا ماشية وربنا يستر بقا ربنا هو وكيلي .
خرجت "ليلى" من المشفى وتمشت قليلا لعلها تجد وسيلة مواصلات تقلها في أمان لمنزلها، كانت الشوارع هادئة، رأت ضوء سيارة يأتي من بعيد وقفت مكانها واقتربت السيارة حتى اكتشفت انها سيارة اجرى حمدت ربها في سرها وقامت بتلويح يديها حتى يراها، اقتربت منها السيارة ووقفت ذهبت ليلى ونظرت من خلف الزجاج على سائق السيارة راته رجلا في عمر الاربعنيات اطمن قلبها، ركبت واخبرته بعنوان بيتها ونظرت من خلف الزجاج تتابع الطريق مرت دقائق ولاحظت ليلى بشوارع غريبة يسير بها السائق، ارتعدت في جلستها واردفت بتوتر : هو انت حضرتك ماشي ازاي، دا مش طريق العنوان اللي قولتهولك .
نظر لها في المرآه وكانت نظرته جامدة قاسية واردف بمكر : عارف .
بلغ التوتر والخوف ادناه في نفس ليلى وحاولت اخراج صوتها طبيعي حتى لا توحي له انها خائفة : هو ايه اللي عارف، بص لو سمحت اقف هنا .
ضحك بسخرية واردف : اقف هنا، بسهولة كدا، لا الاول لازم استمتع بمزة زيك كدا.
كانت على وشك الرد حتى شعرت بتوقف السيارة نظرت حوالها رأت شارع مظلم لا ترى فيه نور وخالي من السكن، توجد فيه عمارات تبنى حديثا، حاولت فتح الباب، ولكنه كان مغلق، بلغ الخوف اعلى مراحله ، رأته ياتى للخلف ويقوم بخلع قميصه، فتحت عينيها على وسعهما، وحاولت اخراج هاتفها، لكي تستنجد بأحد، ولكنه كان اسرع منها، امسك يديها بعنف وجذبها نحو، حاولت الصراخ ولكنه كمم فمها بيديه اللعينة، قامت بعض يديه حتى تأوه وابعتد عنها، تحدثت " ليلى " بعصبية : انت يا اخي اتقوا الله، افتح الباب دا .
هجم عليها مرة اخرى ومال بجسده كله عليها وحاول الاعتداء عليها وكانت تفوح منه رائحة كريهة..رائحة خمر، ظلت " ليلى " تقاوم وتضربه بيديها الصغرتين في جسده وتحاول ركله بارجلها الضعيفة ولكن لا فائدة فجسدها ضئيل جدا بالمقارنة بجسده الضخم، قام بخلع حجابها وتمزيق بلوزتها حتى ظهر جزء من جسدها، حاولت عضه حتى يبتعد عنها ولكنه فاجئها بقوله : ومالو احب انا العنف دا، كل ما تقاومي، هابسطك اكتر .
سالت الدموع من عينيها واردفت بصوت مبحوح من كثرة صراخها : ابوس ايدك اعتبرني بنتك، ابوس ايدك .
ابعتد عنها السائق وظنت ليلى ان كلامتها اثرت فيه ولكنها تفاجئت بضربه لها في مقدمة رأسها حتى فقدت الوعي وارتخى جسدها، ابتسم السائق بمكر : ايوا كدا اتهدي علشان اعرف استمتع بيكي يا حلوة .
***************************
في منزل " شهد " .
كانت غارقة في نومها، حتى سمعت صوت رنين هاتفها ، قامت متكاسلة وجذبته ونظرت فيه رأت اسم " عم احمد " ، قامت بالرد عليه : الو ، ايوا ياعم احمد خير .
_ ايوا يابنتي، معلش صحيتك من النوم .
اردفت بصوت ناعس : لا خير في حاجة .
حمحم " عم احمد " واردف بقلق: ليلى بتصل بيها تليفونها مغلق، انا عارف انها في المستشفى ووراها نبطشية، بس انا منبه عليها متقفلش تليفونها، وهي اول مرة يحصل كدا ومش تطمني عليها .
عقدت " شهد " حاجبيها : ماهو ممكن يكون فصل شحن، على العموم هاجرب اتصل بيها لو مردتش او تليفونها مغلق، هاتصل على واحدة اسمها سها كانت مدياني رقمها وانا فاكرة ان سجلته قبل كدا .
تنفس " عم احمد " قليلا ولكنه مازال يشعر بعدم الراحة : طيب يابنتي بسرعة بس وطمنيني .
اردفت "شهد" : حاضر .
انهت شهد المكالمه مع عم احمد وقامت بالضغط على زر الاتصال وقالت لنفسها : مانشوف مغلق ولا مش مغلق، ايه دا عم احمد دا نايم ولا ايه ماهو جرس اهو .
استمرت " شهد " بالاتصال مرات عديدة حتى اتاها صوت رجولي غريب : الو يا افندم ، حضرتك مين .
عقدت " شهد " حاجبيها واردفت بعبوس : انت اللي مين، دا تلفون صاحبتي .
اتاها صوت الرجل : حضرتك صاحبة انسة ليلي.
نفخت " شهد " بضيق : اه انا، في ايه، حضرتك مين .
_ انا زميل انسة ليلى في المستشفى، بس يعني ممكن تيجي ضروري .
تحدثت " شهد " بقلق : ليه في ايه، ليلى فيها حاجة .
_ بصي ياريت تيجي ضروري، وياريت متقوليش لوالدها لان هو اتصل كتير على تليفونها وانا اضطريت اقفله منه، انسة ليلى اتعرضت لاغتصاب .
شهقت " شهد " بصدمة : يالهوي، اغتصاب، ايه ، انا جاية حالا .
روايه ( شهد الحياة).
البارت الثانى .
في المشفى .
كانت " شهد " تدور ذهابا وايابا بقلق واضح على صديقتها ، حتى خرج الطبيب من غرفة "ليلى"، تحدثت شهد بلهفة يتخللها القلق : ها يا دكتور ، ليلى مالها .
حمحم الطبيب في حرج : حضرتك تعرفي ليلى ؟.
هتفت "شهد " باندفاع: اه اعرفها ، انا اختها .
ضيق الطبيب عينيه واردف: بس ليلى ملهاش اخوات .
شهد بضيق: هو حضرتك هاتقعد تستفسر مني ، انا قريبة ليلى ولا اختها ولا صاحبتها ، ماتقولي حالتها .
زم " الطبيب" شفتيه في ضيق ومد يديه نحو شهد: انا الدكتور كريم ، دكتور نساء وتوليد ،ليلى بتشتغل ممرضة هنا .
مدت " شهد" يديها بفتور : اه اهلا، خير حضرتك مالها ليلى.
اردف كريم بحزن : ليلى خرجت من هنا باين متأخر وبعدها بساعتين لقيانها جاية مع واحد شاب وامه وكانت فاقدة للوعي وهدومها متغرقة دم وواضح من الحالة انها كانت حالة اعتداء ، لما سالنا الشاب دا قال انه كان معدي مع امه مروح بيته ولقاها مرمية في شارع قريب من المستشفى فجابوها على هنا على طول ، انا كشفت عليها وللاسف هي اتعرضت لحالة اغتصاب .
ضربت "شهد" بكفيها على صدرها واردفت بصدمة : يالهوي ، يعني ، يعني هي مش بن... .
ابتلع"كريم " ريقه بصعوبة واردف بتوتر : بصي ادخليلها هي محتاجك دلوقتي ،وكمان ياريت تساعديها تتكلم لان هنبلغ الشرطة .
أومأت برأسها ثم تحركت بصعوبة نحو الغرفة القابعة بها ليلى ،وفتحت الباب ودلفت رأتها نائمة وعيونها متركزة على نقطة ما في السقف،دموعها تسيل بغزارة ، اقتربت ببطء ، وجلست على طرف الفراش ثم مدت يديها نحو دموع ليلى وازالتها ، قائله بصوت حزين : ليلى .
نظرت ليلى نحوها ، وظلت صامتة ، بينما استطردت شهد : بصي انا عارفة انه موقف صعب، بس انتي يا حبيبتي لازم تحكيلي علشان لما الشرطة تيجي نقولهم ويمسكوا الحيوان اللي عمل كدا .
هزت " ليلى " رأسها بعنف وهتفت بغضب :لا، لا، لا، اوعي حد يعرف ، هاتفضح يا شهد سيرتي هاتبقى على كل لسان ،لا يا شهد اوعي .
نظرت لها " شهد" بصدمة : فضيحة ايه يا ليلى، دا حقك يا حبيبتي، لازم الحيوان دا يتمسك ، انتي كدا بتسكتي على حقك .
حاولت " ليلى " النهوض من رقدتها، رأتها شهد وساعدتها في النهوض : انتي رايحة فين انتي تعبانة.
هتفت "ليلى" بتعب : لازم امشي من هنا يا شهد ساعديني، لازم اختفي من عيون الكل، انا مش هاستحمل اشوف نظراتهم ليا .
ساعدتها " شهد" في ارتداء ملابسها واخذتها وخرجت من الغرفة، دلتها " ليلى " على طريق سري للخروج من المشفى ، خرجوا من المشفى وساندتها "شهد" في السير، رغم تعب ليلى الواضح والالام التي تغزو جسدها بأكمله، لكنها اصرت على الهروب من المشفى باكمله .
******************************
_ بس ياض هو دا اللي حصل .
نظر له عبده بصدمة : يالهوي يعني ابلة ليلى، ماشية مشي لامؤاخذة.
حسين بتعجب : انا قولتلك كدا؟؟، بقولك اتعرضت للاغتصاب .
هتف عبده بحنق : يابني ماهي السبب في كل دا، يعني ايه اللي يخليها لامؤاخذة تمشي في وقت زي دا، هي بتدعو الشباب انه يعملو فيها كدا .
حسين بخبث : بس انا ايه، لولا البت شهد لو مش شفتها وهي نازلة من بيتهم تتسحب ومشيت وراها مكنتش هاعرف حاجة .
ضحك عبده بسخرية : اه يا اخويا وانت ايه حدق، دفعت للممرضة وقالتك كل حاجة .
زم حسين شفتيه بضيق : بالله عليك ما تفكرني بالخمسين جنيه حار ونار في جتتها بنت ال*** دي .
وتابع حديثه :
طب ايه المفروض نروح نقول لاستاذ زكريا بدام هو نايم على ودانه كدا ومش عارف اللي خطيبته بتعمله .
ابتسم عبده بغل : اه يالا، دا حتى الواجب الحارة كلها تعرف، انا بعزها والله ليلى دي، هي و ابوها اللي عامل نفسه راجل صالح، يروح يربي بنته الاول .
ضرب "حسين" عبدة بقدمه بخفة وابتسم بمكر : لا وكمان نفضح البت شهد، اصل انا مش طايق امها من وقت ما اتخانقت مع امي وانا هاموت وافرح فيها .
*************************
وقفت ليلى على باب منزلها واخذت نفس طويل، ثم فتحت الباب بهدوء ودلفت للداخل لتجد والدها يجلس نائما على احد الكراسي بالصالون، تجمعت الدموع سريعا في عينيها ، حاولت التحكم بعدم نزولها ولكنها فشلت، ازالتها بطرف حاجبها ،تقدمت نحو ابيها وجلست برفق على الارض وحركت يديها ببطء على يديه : بابا ، اصحى انا جيت .
فتح " عم احمد " عينيه بتكاسل : ليلى، انتى جيتي، كنتي فين ، هي شهد كلمتك ولا ايه ؟.
بلعت غصه بحلقها واردفت كاذبة : اه يابابا كلمتني وانا لما عرفت انك قلقان عليا جيت على طول .
ضيق " عم احمد " عينيه متسائلا : في ايه يا ليلى ، ايه الحزن اللي في عينيكي دا .
استقامت " ليلى " في جلستها : ولا حاجة، دا من التعب، انا هادخل انام عن اذنك .
هتف " عم احمد " بحدة : ليلى دا مش لبسك اللي انتي خارجة بيه الصبح .
استدرات ليلي بتوتر : ما انت عارف يا بابا ان بسيب كام طقم غيار ليا في المستشفى، وانا هدومي اللي خارجة بيها اتبهدلت، قولت اغير وانا جاية .
ابتسم عم احمد وقال : طيب يابنتي، قومي انتي نامي، وانا هاقوم اصلي الضحى وانام شوية.
***************************
صباحا في شقة رامي المالكي .
_ ها يا حمزة جهزت علشان نروح النادي .
اشار له " حمزة " على رباط حذائه فانحنى " رامي " بابتسامة وقام بربط حذائه وعقب انتهائه طبع قبلة على احدي وجنتي حمزة : يالا يا بطل ندخل نصبح على تيتة وبعدها نروح النادي .
دلف رامي ممسكا بيد حمزة الى غرفة والدته وابتسم : صباح الخير يا ست الكل .
رفعت " صفاء " عينيها ونظرت لابنها وحفيدها، اغلقت المصحف الشريف وصدقت بصوت عالي : صدق الله العظيم، رايحين النادي؟ .
اقبل عليها رامي، وطبع قبلة على جبينها وقبلة على يديها : اه يا امي، هاروح الجيم وحمزة ياخد تمرين السباحة .
اقترب الصغير من جدته وصعد على الفراش وفعل مثل ما فعله والده : صباح الخير يا تيتة يا جميلة انتي .
قهقهت " صفاء" على مداعبة صغيرها : انت اللي جميل، صباح النور يا روح تيتة ....
وتابعت باهتمام : رامي قبل ما تنزل افتحلي التليفون على النت علشان اطمن على اختك هي قالتلي هاتكلمني يوم الجمعة .
_ حاضر يا ست الكل، هافتحهولك واول ما تتصل اضغطي على الزرار الاخضر زي ما علمتك .
**********************************
في منزل ليلى .
كانت ليلى جالسة على سجادة الصلاة، وتناجي ربها، انهت صلاتها وقامت بخطوات متعثرة نحو فراشها، الالام تزداد في جسدها، فعينيها لم تذق طعم النوم، ظلت خائفة طوال الليل، خائفة من ما يخبئه لها المستقبل، العديد من الاسئلة جاءت في عقلها ماذا تفعل مع زكريا، كيف تختلق كذبة لكي تقوم بفسخ خطوبتها، هل يقتنع والدها باسبابها، انتفضت على صوت طرق باب الشقة وصوت زكريا : افتحي يا ليلى، افتحي .
تشبثت بفراشها وارتعدت خوفا من صوته، اغمضت عينيها تحاول السيطرة على انفاسها المرتفعة، سمعت حديث والدها له.
_ جرى ايه يا زكريا يا ابني، في حد يخبط كدا .
هتف زكريا بغضب : اخبط!، دا انا هاكسر البيت دا عليكوا .
هتف عم احمد معاتبا : عيب يا ابني، احترمني، في حد يتكلم كدا مع اللي اكبر منه، يا تتكلم وتقول اللي عندك يا تطلع برا بيتي .
ضحك زكريا بسخرية : والله انت غريب يا جدع يعني انت هادي كدا ولا على بالك اللي بنتك عملته .
قطب عم احمد ما بين حاجبيه مستغربا : وبنتي عملت ايه ان شاء الله .
تحدث زكريا بصوت جهوري : بنتك المحترمة ماشية على حل شعرها، امبارح واحد اغتصبها والله اعلم عمل برضاها ولا ايه، وجاية بليل عادي، اه ما تلاقيها مش اول مرا يحصل فيها كدا، تلاقيها متعودة .
ارتد عم احمد للخلف وتحدث بتلعثم : انت بتقول ايه، انت كداب، بنتي سليمة، بنتي راجعة عادي من شغلها .
تحدث زكريا بعصبية شديدة : لو مكنتش مصدقني، اسال شهد صاحبتها اللي راحت خدتها من المستشفى امبارح، ولا اقولك متسالهاش يمكن شهد كمان ماشية معاها في الخط .
في الداخل ...
اغلقت ليلى عينيها بعصبية وتحدثت بصوت مكتوم : ليه كدا يا شهد ليه، اناحلفتك متقوليش لحد كدا تفضحيني .
اندفع والدها الى داخل الغرفة وتفاجئ بانها يقظة وتسمع تلك الاهانات، وقف مصدوما وحاول التكلم : انتي سامعة بيقول ايه يا ليلى .
اندفع زكريا الاخر الى داخل الغرفة واتجه نحوها وجذب شعرها في يديه، قام بصفعها حتى اختل توازنها، وظلت تحاول ان تدفعه بعيدا عنها، ولكن ما المها نظرة والدها لها، توقف زكريا عن ضربها عندما هتفت بصراخ باسم ابيها : بابا .
استدار زكريا وجد عم احمد ملقى على الارض فاقد للوعي، ابتسم بغل واردف : اهو ابوكي احتمال يموت فيها من اللي انتي عملتيه، انا هافضحك في الحارة كلها يا كلبة، انا عرفت انتي بتحبي تقضي نبطشية ليه علشان تعملي اللي انتي عاوزاه ومحدش يعرف بس شهد فضحتك وسيرتك بقت على كل لسان، دبلتك اهي يا و***.
دفعها زكريا نحو الارض بعنف وخرج من البيت باكمله، قامت هي ببطء، حاولت الوصول لوالدها : بابا رد عليا
يالهوي مفيش نبض .
بحثت عن هاتفها حتى وجدته وضغطت على زر الاتصال وانتظرت قليلا حتى اتاها صوتا يشوبه القلق : ليلى انتي ازاي تمشي وانتي تعبانة .
هتفت ليلى باندفاع : مش وقته يا دكتور كريم ارجوك والدي وقع اغمى عليه وانا مش عارفة اتصرف ولوحدي .
تحدث كريم بلهفة : اديني عنوان بيتكو بسرعة .
******************************
كانت تقف امام المرآه تهندم ثيابها حتى تفاجئت باندفاع زوج امها للغرفة : اه ياختي واقفة تتظبطي قدام المراية .
رفعت " شهد " احد حاجييها ببرود قائله : جرى ايه يا جوز امي، في ايه، ازاي تدخل كدا من غير ما تخبط .
_ اهدى يا ابو سلمى، اكيد في سوء تفاهم مش معقول شهد بنتي تعمل كدا .
ضيقت شهد عينيها بتركيز : عملت ايه يا ماما، ما تتكلمو وتفهموني .
نفض حسني يد زوجته الممسكة بيه واندفع ناحية شهد وجذبها من شعرها: بقا يابت تستغفلينا وتنزلي في نصاص الليالي وتروحي لليلى اللي ماشية على حل شعرها .
فتحت شهد عينيها على وسعها : نعم، وانتو ايه اللي عرفكو .
ضربت " سميحة " بكفيها على صدرها :يالهوي يعني انتي فعلا نزلتي من البيت في نص الليل .
هتفت شهد بعصبية : اه، علشان اروح لليلى المستشفى .
هجم حسني عليها مرة اخرى وضربها بعنف، حاولت شهد التخلص منه ونجحت ثم اندفعت نحو المطبخ، فتحت احد ادراجه وجذبت منه سكينا واشارته في اتجاه حسني ثم اردفت بعنف : لو ضربتني، او جيت جنبي والله لاموتك .
هتفت سلمى الواقفة برعب : لأ يا شهد بلاش شيطانك يضحك عليكي .
ضحك حسني بتهكم : انتي فاكرة حتة السكينة دي هاتخوفني يا بت .
اندفع حسني باتجاه شهد وحاول جذب السكين منها، بينما صرخت سميحة برعب، ازداد الامر سوء بين شهد المتشبثة بالسكين وحسني محاولا اخذه منها، وقفت سلمى برعب حقيقي لا تقوى على التدخل بينهم حتى شعرت بانفاسها تقل تدريجيا واصبح كل شئ اسود اللون ووقعت على الارض مغشيا عليها .
_ يالهوى الحقنى يا حسني ، سلمى اغمى عليها.
تركت شهد السكين فور سماع جملة والدتها وذهبت مسرعة نحو سلمى، حاولت افاقتها وفشلت، هتفت برعب : باين عليها دخلت في غيبوبة السكر لازم ننقلها المستشفى .
**************************
في منزل ليلى .
هتف كريم بحزن : البقاء لله يا ليلى والدك اتوفى .
_ ايه؟!.
تحرك كريم نحوها ببطء وامسك كتفيها واردف : انا مش عارف اقولك ايه ، البقاء لله .
نفضت ليلى يديه وتحركت نحو والدها وهزته بعنف : قوم يابابا، قوم والله انا مغلطتش، بابا اوعى تسيبني، انا ماليش غيرك، والله كان غصب عني، انا حاولت اقاوم بس مقدرتش، لا انت مش هاتسيبني، قوم مين هايجبلي حقي من زكريا والكلب اللي عمل فيا كدا .
جذبها كريم بعيدا عن والدها واردف بصوت حاني : استهدي بالله يا ليلى، حرام اللي بتعمليه دا .
نظرت له ليلى واردفت بعصبية وبكاء مرير : حرام!، ومش حرام اللي حصلي، انا مبقتش بنت، انا اغتصبت، ابويا مات وفاكرني ماشية مشي بطال، ابويا مات ومش هايسمعني ويعرف ان بنته بريئة .
هتف كريم بحزن : ليلى ابوس ايدك اهدي،وواستغفري ربك، يالا علشان امشي في اجراءات الدفن، اكرام الميت دفنه .
********************************
في المشفى .
_ الانسة سلمى دخلت في غيبوبة سكر .
هجم حسني على شهد ضربا : شفتي عملتي ايه يا بت، والله مهاسيبك عايشة .
تجمع الممرضين والدكاترة وحاولو ابعاد حسني عن شهد حتى نجحو .
هتفت سميحة ببكاء: روحي دلوقتي على البيت مش عاوزة اشوف وشك .
نظرت لها شهد بصدمة واردفت : هو انتي يا ماما مصدقة اللي هو بيقوله دا كذب، انا بنتك اعمل كدا .
هدر حسني بغضب : مسمعش صوتك يا بنت ال**.
صاحت شهد بصوت عالي : متشتمش ابويا فاهم ولا لأ .
صرخت سميحة : بس بقا يا شهد بقولك روحي وحسابنا بعدين .
_ ماشى يا ماما انا هاخرج اقعد برا بس وهامشي لما اطمن على سلمى .
تحركت شهد بصعوبة نحو باب المشفى وجلست على احد ارصفة الطريق، حاولت الاتصال بليلى حتى تفهم ما حدث ومن اخبر الحارة بتلك القصة، ولكن لا رد .
*******************************
في احد النوادي .
_ اهو يابابا حمزة اللي ضربني .
نظر والد الطفل بغضب لحمزة وتحرك نحوه وجذبه بعنف من وسط زملائه في التمرين وقام بضربه على وجهه حتى سقط حمزة ارضا .
_ انت يا اخينا، انت ازاي تتهجم على طفل كدا .
كان ذلك صوت " الكابتن " ، التفت اليه والد الطفل وهتف بعصبية : بقولك انت لو خايف على اكل عيشك، يبقى تخرس .
_ دا انا اللي هاخرسك العمر كله .
التفت والد الطفل وتفاجئ بحضور رامي، قد تأكد من وجوده في صالة الجيم، قلق قليلا من منظر رامي، فكانت ملامح الغضب تملكت من وجهه وعضلات جسده، وانسحب الجميع من الساحة حتى الاطفال، فمن الواضح ان اليوم لن يمر مرور الكرام .
**********************************
في المساء .
خرجت " سميحة " من المشفى و رأت ابنتها امامها تهرول اتجاهها، تصنعت الجمود والقسوة : انا مش قولتلك روحي ، ايه مقعدك هنا .
هتفت شهد بعتاب : هو انتي يا ماما مصدقة الراجل الخرفان دا، احلفلك على القرآن ان ما حاجة حصلت من دي، بس هي كل الحكا... .
نظرت لها امها عن كثب واردفت : ايه وقفتي ليه ما تكملي .
اردفت شهد ببراءة : علشان ليلى محلفاني يا ماما مقولش لحد .
جذبتها سميحة من يديها وذهبت باتجاه ممر ضيق ومظلم : لا ماهو انتي هاتحكيلي يعني تحكيلي، انا مش هافضل كدا، انتي عارفة حسني بيقول عليكي ايه جوا، براءي نفسك حتى قدامي .
امسكت شهد كتفي سميحة محاولة منها تهدئتها واردفت : يا ماما ليلى وهي مروحة من نبطشية ركبت تاكسي وراجل منه لله ضربها واعتدى عليها ورماها في نفس شارع اللي اخدها منه وفي واحد ابن حلال هو وامه معدين لقوها و جابوها المستشفى .
جحظت عيني سمحية من هول مصيبة ليلى: لا حول ولا قوة الا بالله ياحبيبتي يابنتي ، طيب مين اللي قال ان...
قاطعتها شهد : ماهو دا اللي انا عاوزة افهمه ليلى مأكدة عليا مجبش سيرة لحد مين اتكلم كدا وقال الكلام دا .
فتحت سميحة حقيبتها واخرجت بعض من النقود واعطتهم ل( شهد) : خدي روحي استفهمي من ليلى وبعد كدا على البيت على طول .
تحدثت شهد قائلة : طيب بس ابقي طمنيني على سلمى .
********************************
جلست " ليلى " تبكي وحيدة في بيتها بعد دفن والدها لم يأتي احد من الحارة في جنازته، قاطع بكائها صوت شهد الباكي : والله يا ليلى لسه عارفة دلوقتي .
قامت ليلى باندفاع باتجاه الباب واشارت عليه : اطلعي برا مش عاوزة اشوف وشك .
تسمرت قدمها من هجوم ليلى : ليه يا ليلى، انتي بتكلميني كدا ليه ؟.
ضحكت " ليلى " بتهكم : بكلمك كدا ليه!، ليه يا شهد كدا، ليه تفضحيني في الحارة .
اشارت شهد على نفسها بذهول : انا افضحك!!، فين دا، والله ما عملت حاجة .
صاحت " ليلى " بعصبية : امال مين اللي قال للحارة كلها اللي حصل امبارح، زكريا جه ضربني وقالي كلام زي السم وفضحني قدام ابويا، ابويا مات يا شهد وهو فاكرني واحدة مش مظبوطة ابويا مات يا شهد .
ذرفت شهد الدموع من عينيها : والله العظيم ما قولت حاجة لحد ولا اتكلمت .
صرخت " ليلى " في غضب : لأ انتي كدابة، الحارة كلها بتقول انك انتي اللي فضحتيني .
اندفعت نحو شهد وجذبتها من مرفقها واخرجتها خارج البيت واغلقت الباب في وجهها وصاحت بصوت عالي : مش عاوزة اعرفك تاني، انتي عار على اسم الصحاب .
******************************
في احد اقسام الشرطة ..
_ انا من رأى انكو تتصالحو، اصل انتو الاتنين غلطانين .
نظر "رامي " بغضب للضابط المسؤول عن المحضر واردف : دا ضرب ابني قدام زمايله والكابتن شاهد والنادي كله شاهد وحضرتك تقولي غلطان.
تحدث "الظابط " برسمية شديدة : وانت كمان يا استاذ رامي ضربته وبهدلته والنادي بردو كله شاهد .
عقد رامي حاجبيه في ضيق : دا رد فعلي على ضرب ابني .
_ حضرتك مفيش رد فعل ، في قسم وشرطة تيجي تعمل ضده محضر ، في قانون في البلد .
تحدث والد الطفل بتعب : خلاص انا متنازل عن حقي ، بس يدفعلي حق اللي صرفته على علاجي .
حول رامي بصرة للضابط الذي تحدث بجدية : اظن من حقه حضرتك تقريبا مخلتش مكان سليم فيه .
_ وياترى حق التكاليف كام ؟.
كان ذلك صوت " سامي" صديق رامي المقرب .
همس له رامي : انت بتساله على تكاليف ما تسكت يا سامي .
امال سامي علي رامي وتحدث بهمس : انت ناسي جهاز تنمية المشروعات لو سمعو انك مشبوه ولا دخلت اقسام المشروع طار من ايدك .
زفر "رامي " في ضيق : قولت تكاليفك كام؟.
ابتسم والد الطفل بخبث: ٥٠٠٠ جنيه .
جحظت عيني رامي : كام!؟.
******************************
في منزل ليلى .
_ردك ايه يا ليلى ؟.
تمتمت ليلي بالاستغفار، ثم اردفت : حضرتك واعي يا دكتور للي بتقوله، حضرتك عاوز تتجوزني يوم وفاة والدي، وياترى بقا هاتتجوزني شفقة ولا ايه؟.
حمحم " كريم " في حرج لقد اخطأ في اختيار الوقت المناسب : لا طبعا مش شفقة يا ليلى، انتي عارفة كويس اني بحبك من سنين، من اول مرة شفتك فيها وانا بحبك، انا بس شايفك يعني وحيدة، انا خايف عليكي، انا..
قاطعته ليلى بحدة : خلاص يا دكتور، لو سمحت متفتحش معايا الكلام دا تاني لان انا مش هاتجوز نهائي .
عقد كريم حاجبيه : ازاي يعني مش هاتتجوزي تاني .
اردفت ليلى بتهكم : عادي يا دكتور، مش هاتجوز، مين هايرضى بيا وانا بالحالة دي .
اردف كريم باندفاع في كلامه : انا .
نظرت له ليلى والدموع تتجمع في عيونها : كتر خيرك، بس انا مش عاوزة .
نهض كريم من جلسته بغضب : انتي لسه بتحبي اللي اسمه زكريا دا حتى بعد اللي عمله فيكي .
ازالت ليلى دموعها بقسوة : لأ، وعن اذنك بقى اتفضل علشان كلام الناس، كفاية اوي اللي بيتقال عليا .
هتف كريم بحزن : على فكرة يا ليلى انا عاوز اقولك حاجة مهمة، اوعي تفتكري حبي ليكي ضعف، بالعكس من كتر حبي ليكي بيخليني اعافر علشان اوصلك، دا الفرق بيني وبينك انا بحبك بجد لكن انتي عمرك ما دوقتي طعم الحب، لسى عرضي موجود، عن اذنك .
*******************************
في منزل شهد .
تحدثت " سميحة " ببكاء : ابوس ايدك يا حسني وطي صوتك هاتسمعك .
نظر لها حسني بغضب : ما تسمع ولا تولع، انا خلاص بقولك بكرة بالكتير تمشي من هنا، مبقتش عاوز اشوفها .
اردفت "سميحة " بعتاب : اخص عليك يا حسني تمشي تروح فين دا بيت ابوها .
جذبها حسني من مرفقها بغضب : لاااا، دا بيتي انا، دا بيت حسني مش مصطفى، انتي ناسية انك بعتهولي.
نظرت له سميحة بذهول : يعني ايه، بقى بيتك من حقك تطرد البت منه، لا يا حسني انا لسى عايشة مموتش، وبعدين البت مظلومة، دي بنتي وانا مربيها كويس .
تحدث حسني بغضب : يعني ايه يا ولية انتي لسى عايشة مموتيش، هاخاف مثلا لا ابدا، دا انا ممكن اطردك معاها ولا يهمني، وبعدين ياختي انا ماليش فيه انا ليا اللي الناس بتقوله بنتك مشيت مشي بطال نزلت من البيت تتسحب ورجعت مع الابلة ليلى في نص الليل الله اعلم كانو بيعملو ايه .
حركت سميحة رأسها بعنف : لا والله، دي نزلت علش...
قاطعها حسني بغضب : اسمعي يا ولية اخر كلام هاقوله، بنتك بكرا تمشي، ماليش فيه، ولو عاوزة تمشي معاها امشي مش فارقة بس الله في سماه مانتي شايفة سلمى تاني وهاخفيها من على وش الارض، وهاقولها امك اختارت شهد ومختارتكيش، وشوفي بقا هاتتعب ازاي .
****************************
في منزل رامي .
رامي بغضب : يعني ايه يا أمي مالوش ذنب، لأ بقى له ذنب في كل حاجة، ادبست في زفت ٥٠٠٠ الاف جنيه من الهوا .
سارت رجفة في جسد الصغير واختبئ في حضن جدته، بينما اردفت صفاء : يابني اهدى، خلاص اللي حصل حصل وبعدين انت ادبست فيهم لمين، مش لصاحب عمرك سامي .
جلس رامي بتعب :يا ماما، انا داخل على مشروع وتوفير فلوس، انا بعمل دا كله لمين، مش بعمله له، علشان يكبر يلاقي اللي يتسند عليه، انا بتعب وبنحت في الصخر علشان مين، وبعدين ماشي سامي على عيني وراسي، بس انا كدا طبعي كدا، مبحبش يكون عليا فلوس لحد .
استغفرت صفاء ثم ابعدت الصغير عنها وقامت نحو ابنها وجلست بجانبه واردفت : يابني والله انا حاسة بيك، وحاسة قد ايه انت مضغوط وتعبان، وبتحاول على قد ما تقدر توفر لينا حياة كريمة وحلوة بس معلش هدي نفسك، الواد خايف من وقت ما جيت، من صوت زعيقك ونرفزتك، دا بدل ما تاخده في حضنك وتحتويه، حمزة اضرب يا رامي ووسط زمايله .
نظر رامي لحمزة، وجده ينظر له بخوف، رق قلبه واشار له يأتي، سار حمزة في خوف، حتى اقترب وجذبه رامي له : متزعلش مني، انا ربيته على اللي عمله فيك، متخافش ابوك في ضهرك .
ضم الصغير جسد والده له بقوة واردف : أنا بحبك اوي يا بابا .
ابتسم " رامي" واردف بصوت حاني : وانا مبحبش حد الا انت .
*****************************
في منزل ليلى .
جلست تقرأ في القرأن الكريم وتبكي، لعلها تهدأ، توقفت عندما سمعت صوت طرق على الباب، قامت بتعب وفتحت، تفاجئت بام زكريا، لم تتوقع مجيئها فهي اخر شخص تتوقع مجيئه، طوال الوقت تظهر لها كرهها وعدم قبولها فكرة زواجها من زكريا، ف(زكريا ) موظف في الصحة لا تناسبه ليلى بوظفيتها كممرضة في مشفى .
تحدثت ليلى بتعب : اتفضلي يا طنط .
دلفت ام زكريا ووقفت في منتصف الصالة واردفت بصوت مرتفع : بصي ياحبيبتي، انا مش جايلك علشان اعزيكي والكلام دا انتي متستاهليش اصلا ، بصي بقى ياختى هلا هلا على الجد والجد هلا هلا عليه، انتي مبقاش ليكي قعاد هنا، انا زكريا ابني زعلان ومقهور انه خطب واحدة زيك، وكل ما يعدي من تحت باب البيت يجي مقهور ودا ابني ويعز علي ابني كدا، فانا كلمت ام حسين وقولتها انا هاشتري الشقة دي منها بس شرط تكرشك برا البيت، وهي وافقت، مشوفكيش بقى من بكرا الصبح، امشي من دلوقتي مانتي متعودة على كدا، وانا مش قلقانة عليكي، انا عارفة سهل تلاقي بيت من البيوت اللي كنتي بتروحيها، عن اذنك يا حبيبتي .
تسمرت قدمها مصدومة من هول الحديث، لم تقوى على الرد، جلست مكانها ودموعها تسيل بغزارة، لماذا كل هذا، هل هو عقاب ام بلاء .
*****************************
في منزل شهد .
نهضت شهد بعصبية : انا كنت عارفة انك هاتعملي كدا، تبيعله الشقة ومع اول فرصة يطردني وارتمي في الشارع وبيت ابويا موجود .
بكت سميحة : والله يابنتي غصب، قالي اكتبيها باسمي علشان وصلات الكهرباء والميه وكدا، اعمل ايه ؟.
هدرت شهد بغضب : اعمل ايه انا، ودتيني في ستين داهية هاروح لمين يا ماما، ليلى طردتني امبارح علشان شاكة ان انا السبب في فضحيتها، اروح اقعد في الشارع .
صرخت سميحة : وانا اعمل ايه اطلق واروح بيكي فين، طب وسلمى اللي محتاجة حد يراعيها .
كتمت شهد غيظها : خلاص يا ماما، انا هالم هدومي وامشي وزي ماتيجي تيجي .
هدأت سميحة نوعا ما واردفت : بصي يا بنتي خالتك صفاء هي اختي من امي، ساكنة في .....، روحيلها وعرفيها بنفسك واقعدي معاها هي طيبة وحنينة اوي وهتاخد بالها منك .
تحدثت " شهد " بضعف : هي هاترضى تستقبلني يا ماما، دا انا عمري ما شوفتها .
اومات سميحة : هاترضى والله دي اطيب خلق الله بس منه لله حسني خلاني استلف منها ١٠٠٠٠ جنيه زمان ومعرفتش اردهم وحلف عليا طلاق منا مكلماها تاني، فقطعت معاها تليفونات وغيرت رقم تليفوني .
ضحكت شهد بتهكم : مستلفه منها ١٠٠٠٠ جنيه وبتتهربي منها وعاوزني اروحلها ، دي احتمال تطردني او تتف في وشي .
