رواية #سندريلا_في_بيتى
*الحادية عشر*
بقلم منى احمد
سأتحمل ولن أضعف
🍂🍂🍂🍂🍂🍂
لا تدرى كم عدد الساعات التى مكثتها في تلك الزنزانة التى زج
بها إليها ذلك الضابط بكل سخط وهو يقول بصوت صارم :
اتفضلى يا ست الحسن والدلال مكانك الطبيعى واللى مش
هيخرجك منه حتى ابوكى بكل ماله ونفوذه دا انتى متوصى
عليكى من فوق اوى وشكلك كدا هتلبسى قضية متقلش عن عشر سنين سجن ..
ودفعها الضابط واغلق عليها الزنزانة لتتفاجىء آلاء بعدد من
النسوة يقتربون منها فحدقت بهم بخوف امام نظراتهم
الغامضة تجاهها وحين همت الاقرب اليها بصفعها باغتتها آلاء
ودفعتها عنها بقوة وصاحت بهم بصوت جهورى :
اللى هتقرب منى هيبقى اخر يوم فحياتها اه ما هو متفتكروش علشان الفستان اللى لابساه وشكلى انى بنت كيوت وهسكت لكم لا دا أنا آلاء الادريسى واللى متعرفش مين هى آلاء الادريسى تقرب منى وأنا هعرفها بس قبل ما تيجى تتشاهد على روحها الأول .. بقلمى منى أحمد حافظ
حاولت إحدى السجينات الإلتفاف حول آلاء لتشل حركتها ولمحتها آلاء فقبضت على شعرها وطرحتها أرضا وقالت :
تمام هى اللى عاوزة تتعرف وأنا بقى مش هحرمها من حاجة ..
وجهت آلاء عدة ضربات بقدمها لجسد المرأة فصرخت بإستسلام لتنقذها من يدا آلاء إحدى السجنيات التى نهرت البقية ومنعتهم من الإقتراب من آلاء لتجلس آلاء فوق ذلك المقعد الخرسانى تبكى ندما فنظرات نبيل الجاحظة حين تقدمت من ذلك الضابط لمنعه من استفزاز نبيل اكثر خاصة بعدما حاول افتعال شجار معه وأحستها نظرات من خاب أمله وغدر به فنكست برأسها وحين أحست بالأصفاد الحديدة فوق رسغيها ونظرت بإتجاه نبيل لم تجده فعلمت لحظتها أنها خسرته تماما ..
أسرع الادريسى يرافقه آنس وآسر إلى قسم الشرطة يرافقهم ثلاث محامين, ولدى ولوجهم إلى قسم الشرطة ارتبك بعض الضباط بسبب رؤيتهم لملك السوق الإدريسي صاحب أكبر الشركات في مصر والعالم ومعه أبنائه وبرفقته ثلاثة من أعتى محامى البلد ,لم يهتم محمود بأى من الضباط وصعد إلى الطابق العلوى بحاشيته ليقف أمام باب المأمور الذى أسرع بفتح باب مكتبه ووقف بنفسه يستقبل محمود الإدريسي ,شعر المأمور بالقلق لرؤيته تلك الوجوه الغاضبة , ولج محمود وجلس وبجانبه آنس وآسر على الاريكة ووقف إلى جانبهم المحامين فأزدرد المأمور لعابه وعاد إلى مقعده خلف مكتبه فتقدم منه أحد المحامين وقال بصوت جاف :
أنا والسادة المحامين جايين علشان نطلع على أمر القبض اللى صدر بحق موكلتنا آلاء محمود الإدريسي وعاوزين نشوف المحضر المقدم فيها لو سمحت ..
شحب وجه المأمور بعدما أستمع إلى كلمات ذلك المحامى الذى رأه يترافع في أصعب القضايا فمد يده وسحب هاتف مكتبه وأجرى إتصاله مستدعيا أحد أمناء القسم الذى ابلغوه بحضور الإدريسي فأسرع إلى مكتب المأمور ووقف أمامهم وقال:
خير يا فندم حضرتك طلبتنى ..
أجابه المأمور بصوت قلق وقال :
عاوز ملف المحضر الخاص بالانسة آلاء محمود الإدريسي وتشوف لى مين من الظباط اللى راح نفذ الأمر ..
أدى الامين التحية وانصرف سريعا ملبيا أمر المأمور وحين صعد درجات السلم تقابل مع زميله الذى تولى بنفسه كافة الإجراءات فقال له :
المأمور عاوزك فالمكتب حالا ..
رمقه الضابط باستعلاء وقال :
تمام روح أنت وأنا جاى وراك ..
ولج أمين الشرطة إلى مكتب المأمور وسلمه ملف المحضر ورأه وهو يسلمه بدوره إلى ذلك المحامى فأحس بالقلق الشديد , أبتعد المحامين الثلاث إلى اقصى المكتب في نفس اللحظة التى ولج فيها الضابط الذى دخل بكبر إلى المكتب ونظر بشماته إلى الإدريسي وأبنائه وإتجه إلى المقعد المواجه لمحمود وجلس أمامه بتحدى , إتجه أحد المحامين صوب الاريكة ومال على اذن محمود وحدثه ببعض كلمات فزوى محمود حاجبه وقال :
تمام كلم لى وزير الخرجية والداخلية حالا ..
غامت ملامح الضابط و أعتدل فجأة وشعر بتوتر يتسرب إليه ولم تمض دقيقة إلا وكان محمود يتحدث في هاتفه ويقول بلهجة باردة كأنه يحدث شخصا بلا قيمة :
شوف لى السفير اللى مقدم فبنتى بلاغ وتجيبه وتيجى حالا على القسم اللى بعت ظباطه يقبضوا على بنتى ويحطوها فالحجز بسببه ربع ساعة الاقيكم ادامى ..
شحب وجه الضابط فالأمر سيتحول إلى مجرزة بحضور وزير الخارجية والسفير وانتفض الضابط حين تناهى إلى سمعه صوت محمود يقول :
أيوة يا أستاذ ممكن أعرف إزاى أمر نيابة يطلع بالقبض على بنتى من غير ما حد يتصل بيا الأول ويبلغنى .,.
صمت محمود واستمع إلى وزير الداخلية ليقول مجيبا عليه :
تمام أنا مستنيك فالقسم وأهو لما تيجى تبقى تشوف لى بنت محمود الإدريسي محبوسة فين ..
أدرك الضابط أن أمره إنتهى كضابط شرطة فهو بنفسه أوصى نساء المحبس بمعاقبة آلاء بالضرب ..
لم تمضى ساعة إلا وسمعت صفارات سيارات الحرس الخاصة بوزيرى الداخلية و الخارجية ورفض محمود رفضا قاطعا أن يخرج أحد إبنته من محبسها وقام بأرسال أحد المحامين إلى مكان الزنزانة حتى لا يبدل أحد الضباط أى شىء .,. ولج السفير بصحبة الوزير وهو يرتجف رعبا وخلفهما أسرع وزير الداخلية واستقبلهم المأمور بإحترام شديد وهو يشعر بالصدمة لانصياعهما لأمر محمود واستمر تجاهل محمود وأبنائه للحضور ولم يقف أيا منهم ترحيبا بهما , ولم تمض دقائق حتى ولج جويد إلى غرفة المأمور ليقف محمود ويرحب بصديقه الذى وقف آسر ليجلسه مكانه ووقف هو بجانب المحامين ينظر إلى الصورة من بعيد فنفوذ والده وتعاملاته مع الدول الخارجية وبداخل البلاد وتقديمه لمساعدات مالية بأرقام وصلت إلى الستة أرقام جعلت الجميع يسرع لاسترضائه فهو بإشارة وبمكالمة واحدة قد يقيل أيا من الوزيرين , جلس جويد وقد إنتبه للحضور فمال على اذن محمود وقال :
أنا حاولت امنعهم يخدوها وكنت مخلى بالى منها من ساعة ما كلمتنى يا محمود لكن الظابط اللى واقف هناك دا كان مستفز دا حتى وصلت إنه هدد نبيل علشان كدا آلاء راحت معاه أنا بعتذر لك يا محمود عن الموقف دا بس هما عرفوا مكانها ازاى..
زفر محمود وقال :
للأسف آلاء دخلت الموقع الخاص بيها اللى عملاه بالكريديت كارد بتاعها واترصدت شريحة اللاب على القمر الصناعى وعرفوا مكانها منه .. الموناليزا
هز جويد رأسه بحزن وقال وعيناه تبحث عنها :
طيب هى فين أنا مش شيفها..
تنهد محمود بحزن وقال :
بنتى فالحجز مع المجرمين يا جويد بنت محمود الإدريسي نزلت الحجز ..
اتسعت عينا جويد ووقف يحدق بالضابط واتجه صوبه وقال :
انت نزلت مرات ابنى الحجز يا حضرة الظابط وعلشان مين علشان سفير هيودع مهنته بعد دقايق عموما حضر نفسك لقضية هرفعها عليك أنا وابنى نبيل اللى هددته إنك هتبيته فالحجز هو ومراته ..
أشار وزير الداخلية إلى المأمور ليسرع الأخير بنفسه إلى محبس آلاء ووقف أمام الباب وقال:
أفتح يا ابنى الحجز وادعى إن كل واحد فالقسم دا يلاقى شغل بعد الليلة ما تنفض..
وقف المأمور ورأى جميع النسوة يجلسون في أحد الاركان بينما جلست آلاء في الجهة المقابله منهم وتعجب المأمور من الصمت السائد بين النسوة التى لا تكف عن احاديثها أبدا فولج إلى الداخل وأقترب من آلاء التى جلست تحدق في اللاشىء ويبدو عليها الحزن التام , جلس المأمور بجانبها وقال :
أنا عارف إن أى اعتذار عن اللى حصل لك مالوش قيمة قصاد اللى حصل معاكى بس عاوزك تعذرينا إحنا فالأول والآخر بنفذ القانون اللى لو واحدة غيرك ملهاش كل العزوة دى مكانك واتحبست لنفس التهمة الموجه ليكى كان زمانها بتتحاكم على اللى عملته ومكنش حد هيتحرك علشان يدافع عنها لأنها غلطت فبنت سفير والكل حتى الرأى العام هيطلب إنها تخضع للمحاكمة ..
أومأت آلاء بتفهم للمأمور فوقف وقال :
والدك فوق ومعاه تلت محامين ووزير الخارجية والسفير ووزير الداخلية.
زفرت آلاء وعقلها بعيد كل البعد عن مكانها فهى تفكر في أمر نبيل الذى مضى على احتجازها أكثر من ساعتين ولم يأتى اليها وما أن ولجت إلى غرفة المكتب حتى أسرع إليها اخويها واحتضناها فشرعت آلاء في البكاء وصدح صوت والدها يسألها هل مسها أحدهم .,. نفت آلاء وهزت رأسها يمينا ويسارا وهدأت آلاء من نوبة بكائها وأبتعدت عن شقيقيها ونظرت تجاه والدها وقالت :
أنا أسفة أنا مكنتش متخيلة إنى لما انقد التصرفات اللى بقت دخيلة علينا وأحاول اورى الناس الصح إيه فكل تعاملتنا وحياتنا إنه هيزعل اوى كدا ويخلى الناس تزعل إنى بلفت نظرهم إن التصرفات دى غلط لكن واضح إن الكل مبسوط بكل حاجة غلط بحاوطنا يبقى هما اللى صح وأنا اللى غلط وأنا خلاص مش هعافر تانى..
شعر آنس بالحزن على شقيقته التى واجهت رفض المجتمع ورأها آسر تتجه نحو السفير ووقفت امامه وقالت بحرج :
أنا بعتذر لحضرتك على كل حاجة نزلتها عن بنت حضرتك وعموما أنا هنزل اعتذار رسمى على الصفحة قبل ما اقفلها واتمنى إن حضرتك تقبل أسفى دا غير انى مش هقف ضد المحضر اللى قدمته فيا ما هو لازم القانون ياخد مجراه..
حدج وزير الخارجية السفير بنظراته فأسرع السفير وقال :
لا ما أنا هكتفى بالاعتذار اللى قولتيه وهتنازل عن البلاغ ..
ألتفتت آلاء بعيناها ونظرت إلى والدها بإنكسار وقالت :
لو كنت بنت عادية ومش بنتك أظن ان كان هيبقى مستحيل ان سعادة السفير يتنازل عن المحضر ولا حتى يقبل إنى اعتذر له ولا كان جالى سيادة
الوزرا علشان يساوا لى الموضوع للأسف أنا نفسى عملت الحاجة اللى كنت بنتقدها فالمجتمع علشان كدا مينفعش اسيب الصفحة تنشر أكاذيب أنا بقدمها ..
لزمت آلاء الصمت وانتحت بعيدا بينما تحدث الرجال سويا وانتهى الامر بمغادرة آلاء لقسم الشرطة مع تعهد محمود لعدم نشرها أى شىء مرة اخرى
واغفل محمود على محاسبة ذلك الضابط بعدما اخبرته ابنته انه لم يفعل الا الصحيح ونفذ القانون الذى خالفته هى ..
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
عاد جويد الى قصره و بحث بعيناه عن نبيل وتنهد بحزن لعدم لوقوفه بجانب آلاء فصعد الى غرفه ابنه وطرق بابه وولج الى داخل الغرفة ووقف في منتصفها يحدق بأنه الذى تمدد فوق فراشه واقترب منها وقال بلوم :
معقول انت نايم ولا على بالك مراتك اللى اتقبض عليها انت ايه جايب البرود دا منين البنت كانت مرمية فالحجز عارف يعنى ايه حجز الظابط اللى كان هنا بهدلها و..
قاطعه نبيل ببرود وقال :
على فكرة البنت اللى بتتكلم عليها دى أنا ماليش أى صلة بيها ورقة الجواز اللى كانت معايا بإسم ولاء محمود ودى طلعت شخصية وهمية أما اللى
أسمها آلاء الإدريسي فأنا ماليش أى معرفة بيها ولا عاوز أعرفها والظابط اللى كان هنا كان بيعمل شغله ولا أنت فاكر إنها علشان بنت الإدريسي كان مفروض عليه إنه يقف يضرب لها تعظيم
سلام وعموما أنا خلاص قفلت صفحة ولاء وقطعت الورقة اللى كانت بينى وبينها واه علشان تبقى على علم أنا خطبت. بقلمى منى أحمد حافظ
جحظت عينا جويد بدهشة فهو لم يتخيل أبدا أن تكون تلك هى ردة فعل إبنه بل كان
على يقين أنه سيكون أول المسرعين خلف زوجته، تملك الحزن من جويد أمام نظرات اللامبالاة التى ينظر بها نبيل فهز رأسه بأسف وقال :
يا ابنى إنت واعى لكلامك اللى بتقوله بقى معقول إنت نبيل ابنى اللى ربيته على القيم
والدين تتجوز البنت وفالاخر تقطع الورقة وتقول مالكش صلة بيها لاء وكمان بتقولى خطبت ودى مين بقى تعيسة الحظ اللى خطبتها يا بية ..
لوى نبيل شفتيه بإبتسامة ساخرة و قال :
خطبت تولين بنت خالتى ..
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
حبيسة غرفتها منذ غادرها شقيقها آنس بعد حديث طويل دار بينهما عاتبها فيه على أكاذيبها المتعددة و أخطائها, وصارحته آلاء بحديثها مع والدها قبل
أيام بعد أن قام بأخراجهم من غرفته وسئلها عن مظهرها الغريب ذلك ولم تستطع آلاء وقتها الخوض فى أى أكاذيب جديدة معه فأخبرته بكل شىء منذ غادرت القصر بقصد الهرب من ضغطه عليها بالزواج من نبيل وحتى اللحظة التى سبقت
مجيئها إليهم, ولامها والدها على فعلتها وكذبها و طلبها باصلاح ما أقترفته من كذب , وأكد عليها مواجهة نبيل فهو لا يستحق ان تستمر فى الكذب
عليه وكذلك وضح لها والدها عن سبب طلب جويد منه يدها لنبيل, وبعد إلحاح وتوسل من آلاء لابيها وافق على ان يمنحها الفرصة الاخيرة التى تبقت لها لمواجهة
نبيل بعد الحفل ووافقته آلاء, وشكرته على ثقته بها وقبل ان تغادره آلاء حذرها والدها من تبعات الكذب التى ستواجهها لاحقا, وصدق والدها فها هى التبعات تعيشها بألم و إنكسار بداية من لحظة اقتحام الشرطة للحفل وحديث الضابط معهم
بأسلوب فج ومحاولته استفزاز نبيل و جره إلى أفتعال شجار معه ليكون له الحق فى عما محضر له بالتعدى والزج به فى محبس القسم واضطرارها للكشف عن هويتها امام الجميع وقد حلت الصدمة واسرع العديد من المدعوين لألتقاط
الصور لها فهم لم يروا أبنة الادريسى من قبل لعزوفها عن الظهور للعلن ولكن الاصعب عليها من كل ما مرت به هى نظرات نبيل لها لاول مرة ترى
مثل تلك النظرات التى نالتها منه, اجهشت آلاء بالبكاء من جديد فقد أشتاقت لرؤيته.
لم تدرى آلاء كم عدد الايام التى لزمت فيها غرفتها و أمتنعت فيها عن الطعام و عن
الاجابة على طرقات والدها و أخويها ورفضها الحديث مع صديقتها هنادى وبسمة, وحين أحست آلاء بالاعياء الشديد بسبب امتناعها
عن الطعام غادرت غرفتها لتقف مترنحة مصدومة أمام مشهد جلوس شقيقها آسر على الارض أمام باب غرفتها ليقف سريعا ويحملها قبل ان تسقط أرضا فاقدة الوعى, أستدعى آسر الطبيب لشقيقته بعد أن مددها فى فراشها و جلس بجانبها
والدها يبكى حزنا حال أبنته التى فقدت حيويتها وروحها خلال أيام قلال, أستمرت حالة آلاء المرضية عدة أيام لم يفارقها أيآ من شقيقيها ولا والدها لتدرك خلال تلك الايام مدى محبتهم لها .
وذات صباح استيقظت آلاء على أصوات عالية أدركت ان هناك خلاف دائر بين والدها وشقيقيها فغادرت غرفتها و هبطت الى الاسفل ليصل الى سمعها صوت آنس يقول :
انا بردوا شايف ان محدش يقول لآلاء اى حاجة و ناخدها اسبانيا عند تينا لانها الوحيدة اللى هتقدر تحتوى الحالة اللى آلاء فيها وهتعرف ازاى تخرجها منها ..
أتى صوت آسر يقول :
وتفتكر انها حتى لو سافرت مش هتعرف من الاخبار بالخبر يا أبنى نبيل زى ما يكون متعمد انه يخليها تعرف بكل طريقة ممكنه دا مسبش موقع واحد
ولا مجلة ولا جريدة الا ونزل فيهم خبر ميعاد خطوبته على تولين لا واللى عرفته انها مش حفلة خطوبة بس لا دا كمان هيكتب كتابه عليها يعنى قاصد يكسر آلاء دا من بجاحته باعت لنا دعوة لكل واحد فينا بالاسم.
تمسكت آلاء بحافة السلم بعدما شعرت بقبضة تعتصر قلبها وفرت منها دموعها وهمت بالعودة الى غرفتها ولكنها فجأة أعتدلت و مدت يدها وأبعدت تلك الدموع عن وجهها وشمخت برأسها وأكملت هبوطها الى الاسفل ليتفاجىء بها اخويها بها تقف مبتسمة فأحتضنها آنس وقال:
لولو قمتى ليه يا حبيبتى كنتى خليكى واحنا نجيلك انتى لسه تعبانة ..
قبلت آلاء وجنة آنس وقالت:
اطمن يا آنس أنا بخير يا حبيبى المهم هو بابا فين.
أشار آسر الى المكتب وقال:
بابا فى المكتب يا آلاء معاه تليفون مهم. بقلمى منى أحمد حافظ
أومأت آلاء برأسها له واتجهت الى مكتب والدها وطرقت بابه وولجت إليه وصدق حدسها بشأن تلك المحادثة فهى أيقنت أنه سيعاتب جويد على خبر الخطبة المنتشر , جلست آلاء بجانب والدها الذى حاول أخفاء ملامحه عنها فربتت على ساقه وقالت:
متعاتبش عمى جويد يا بابا هو مالوش أى ذنب فاللى حصل وبعدين نبيل راجل حر من حقه يختار اللى يتجوزها,
صمتت آلاء و التقفت انفاسها المختنقة بداخلها وأردفت:
لو سمحت يا بابا ممكن تدينى أكلم عمى جويد.
مد محمود يده بالهاتف اليها فأخذته آلاء وقالت وعلى وجهها ابتسامة هادئة:
ازيك يا عمو حضرتك عامل ايه,
استمعت آلاء الى ترحيبه بها فأجابته قائلة:
انا الحمد لله بخير يا عمو المهم الف مبروك لنبيل وشكرا على الدعاوى احنا اكيد هنحضر الحفلة كلنا.
تحضرت آلاء لحفل الخطبة و هبطت الى الاسفل ليقف والدها محدقا بها فهو لم يرى أبنته بتلك الطلة الجميلة الرقيقة من قبل بفستانها الوردى و حجابها الذى زينها وزادها جمالا وأعطاها هالة ملائكية
وتأبطت آلاء ذراع والدها ورافقهما شقيقيها وهنادى صديقتها, ولج الجميع الى قصر جويد ليسود صمت مهيب فالعيون تركزت
على تلك التى وقفت بجانب الادريسى كأنها خرجت عليهم من كتاب اساطير وكسر الصمت همهمات الحضور , أسرعت بسمة ما أن رأت آلاء واحتضنتها بقوة وكادت تبكى فأوقفتها آلاء وقالت:
لا يا بسومة مينفعش خالص تعيطى انتى عارفة ان الوش الجميل دا مينفعش ابدا يدمع حتى وبعدين دى حفلة خطوبة اخوكى وكتب كتابه مينفعش
تلزقى جانبى يلا روحى رحبى بالضيوف وانا هنا مع آسر وآنس وهنادى دا انا حتى محضرة لك مفاجأة حلوة فوسط الحفلة هعلنها بنفسى. الموناليزا
لزمت آلاء الصمت وأبتعدت عن بسمة حين أوقفت الفرقة الموسيقية عزفها فالتفتت آلاء بعيناها ونظرت الى الاعلى فرأت نبيل تتأبط تولين ذراعه يهبطان السلم فضغطت على ساعد والدها فأحتضن محمود كفها المرتجف وشعر ان ابنته تكافح للصمود ومال على اذنها وقال:
لو تحبى نمشى يا آلاء يلا يا بنتى وبلاش تحملى نفسك فوق طاقتها حرام عليكى نفسك يا حبيبتى .
أبتسمت آلاء أبتسامة طير ذبيح يودع الحياة وشعرت ان عيانها لا تستطيع الابتعاد عن عينا نبيل التى حدق بها بقوة كأنه يراها للمرة الاولى
واستكمل نبيل هبوطه خطى صوب الاريكة التى زُينت لجلوسه هو وتولين فجلس وعيناه
لا تفارف عينا آلاء وصدحت الموسيقى الحالمة فوقف نبيل وجذب تولين بقوة لم تخفى عن
عين آلاء ولاحظت كذلك عبوس تولين ولمعة عيونها بالدموع وتمايل نبيل هو وتولين
وحين أنتهت رقصتهم طلب قائد الفرقة مشاركة الحضور العروسين بالرقص فوكزت آلاء شقيقها
آنس ليراقص هنادى وأشارت الى آسر لطلب بسمة للرقص و حين همت آلاء بالرقص مع والدها تفاجأت بيد بهير يجذبها لترقص معه ولكنها رفضت و قالت معتذرة :
أنا أسفة يا بهير مينفعش أرقص معاك الوحيد المسموح له بالرقص معايا هو بابا وبس .
شعر بهير بالحرج وأبتعدت آلاء مع والدها تستند إليه وتستمد
من ذراعيه الضامة لجسدها المرتعد قوتها وحين انتهت
الموسيقى وتوقفت همست آلاء فى أذن والدها ببعض كلمات
وأتجهت الى الفرقة الموسيقية تتبعها كل العيون بفضول
وطلبت الميك من قائد الفرقة والتفتت آلاء تواجه الحضور
وابتسمت لهم وهى تدعو الله ان يمنحها القوة للصمود وقالت:
اظن ان اغلبكم عارف انا مين عموما بالنسبة للى ميعرفنيش
فأنا آلاء محمود الادريسى ضيفة زيكم مدعوة لحضور حفل
خطوبة الاستاذ نبيل والانسة تولين وطبعا كلنا بنتمنى لهم
السعادة والتوفيق وبالمناسبة السعيدة دى أحب أوجه لكم
الدعوة لحضور حفل خطوبة آنس الإدريسي وهنادى درويش وآسر الإدريسي وبسمة جويد.
لاحظت آلاء حركة بهير بجانب والدها ولم تدرى لما شعرت
بالخوف يسيطر عليها بسبب نظرات بهير الغامضة لها وخفق
قلبها بعنف وهى تراه يتجه صوبها و فجاة ركع بهير أمامها وقال :
آلاء تقبلى
