رواية سندريلا فى بيتي الحلقه الثانية عشر12بقلم مني احمد حافظ



رواية  #سندريلا_في_بيتى



الحلقه*الثانية عشر*



بقلم مني احمد


كلانا تغير

🍂🍂🍂🍂


لم تستطع نسيانه حتى بعد مرور عام على فرارها كما أتهمها شقيقها أنس، فكيف لا تفر بعيدا بعدما جلس نبيل أمامها و حدق بها بكل قسوة وقَرنَ إسمه بإسم تولين وهو يبتسم لها بسخرية كأنه يرحب بحزنها الذى وضح للجميع وهى تقف بلا حول أو قوة و تراه يذهب إلى غيرها، عام كامل قضت كل يوم فيه تفكر من أين أتت بالقوة لتبقى حتى نهاية الحفل وتغادر برفقة والدها وكيف لم تذرف دمعة واحدة وهى تودع صديقتها بسمة بل وقفت أمامها بثبات تحسد عليه وهى تسمع همسات الشفقة التى قرنت بأسمها وأبتسمت و همست لها وقالت:


هرتب لك انتى وهنادى أجمل حفلة خطوبة.


وأستأذنت آلاء والدها ووقفت تعتذر مرة أخرى من بهير لرفضها طلبه فهى لا تستطيع خداعه بمشاعر ليست له ولن تكون الا لصاحبها الوحيد الذى لم ترى عيناه وهى ترمقها بغضب لوقوفها بجانب شقيقه, وانهمكت آلاء طول أيام الأسبوع فى ترتيب حفل الخطوبة الذى أشاد عليه الحضور فآلاء أطلقت يدها لتعد لصديقتيها حفلا من حفلات الأساطير أشاد به الجميع فهى وقفت بصلابه واستقبلت بنفسها كل الحضور وعاقبت نفسها بإجبار نفسها على إستقبال نبيل وتولين ولكنها لم تتمكن من إستكمال الحفل فإنهيارها كان وشيكا فودعت اخويها ووالدها دون أن يلحظها نبيل  وأعتذرت مرة أخرى من بهير الذى لاحقها بنظراته لتحدثه مرة اخرى و تخبره أنه سيجد من تخطف قلبه و يعشقها و التى ليست بكل تأكيد هى.


أقتربت تينا منها وربتت على كتف آلاء التى اجفلت تماما فالتفتت اليها و تنهدت تخفى افكارها المتداخلة و سمعت خالتها تسئلها وتقول:


الجميل سرحان فايه.


رغم إدراكها بساطة كلمات تينا إلا انها لم تدرى بما تجيبها فأغمضت عيناها وسحبت نفسا عميقا زفرته وفتحت عيناها مرة أخرى وابتسمت وقالت :


مش سرحانة يا تينا بس تقدرى تقولى كدا انى مليت من القاعدة من غير شغل وبفكر جديا أرجع مصر واستلم الشركة مع آسر وأنس يعنى مش معقول هفضل هربانة كدا كتير و معطلة عليهم جوازهم اللى مأجلينه بسببى. بقلمى منى أحمد حافظ 


أوقفت آلاء كلماتها و هنأت نفسها لاخفائها ما يدور بداخلها وأرغمت نفسها على الضحك لتذكرت كلمات بسمة الأخيرة حين حدثتها فأردفت تستكمل حديثها توضح لخالتها وقالت :


تخيلى إن بسمة كلمتنى وقالتلى ارحمينى وانزلى علشان عاوزة تتجوز آسر وتقدر تسيطر عليه براحتها خصوصا بعد ما جاب سكرتيرة جديدة هى مش مستريحة لها فالمكتب وعلى حسب كلامها طول ما هى خطيبته مش هتقدر تقوله مشيها ..


أبتسمت تينا رغما عنها حتى توهم آلاء أنها أقتنعت بتغيرها و بنسيانها الأمر فهى حرصت على مراقبتها ليل نهار منذ أتت إليها وتابعت كل بحثها الدئوب عما يكتب عن نبيل واحتفاظها بكل صوره جديدة تراها له فى ذلك الملف, أومأت تينا برأسها وقالت:


تمام يبقى ننزل مصر سوا لان ورايا كذا حاجة مأجلاها وبعدين مش معقول هضيع على نفسى حفلة اسطورية تانية ليكى كفايا انى مقدرتش احضر الخطوبة يبقى احضر الفرح انما قوليلى يا لولو هنادى عاملة ايه مع آنس دلوقتى ..


زمت آلاء شفتيها وقالت :


مطلعه عينه يا تينا عاوزة اقولك ان هنادى أعادت تربية آنس من جديد خلته يقول ياريتنى ما سبتها من الاول, عارفة يا تينا ان آنس بشخصيته الجامدة اللى بنظرة عين بيخلى الرجالة تخاف ميقدرش يلمس ايد هنادى وكل ما يقولها نكتب الكتاب تقوله حتى لو كتبته مش هتمسك ايدى, بنت اللذينا قدرت تخليه يبقى شخص هادى مستحيل يبوز ولا يتعصب وهى معاه, ولا لما اسما نزلت من شهرين وراحت له الشركة وكانت بتجر ناعم معاه وتخيلى ان حظها النحس ان هنادى كانت رايحة لآنس علشان كان مواعدها يوديها دروس البيانو ودخلت مكتبه ولاقتها قاعدة على المكتب اتحولت وقلبت وشها وجرتها من شعرها لحد جراج الشركة ومسكت اسما ادتها علقة موت ولما خلصت عليها بتلف لاقت آنس واقف بصت له وقالت له حاول بس تفكر مجرد تفكير فيها وشوف انا هعمل ايه اه انا لسه مش مراتك بس انت ملكى انا وبس و اللى تحاول تقرب منك هعمل فيها اكتر من اللى عملته فالزفتة دى,عرفت تاكل دماغه فلحظتها علشان كدا بقول ارجع بقى و اخليهم يتجوزوا واستلم الشركة لحد ما يرجعوا من شهر العسل وبعدها ارتب هرجع للدراسة ولا هعمل ايه,


تابعت تينا تحديقها فى وجه آلاء فازدردت آلاء لعابها وقالت بحرج :


بتبصى لى كدا ليه يا تينا مالك . الموناليزا 


ابتسمت تينا ابتسامة غامضة لم تستطع آلاء تفسيرها فزفرت و أشاحت بوجهها بعيدا عن تينا لتسمعها تقول :


حلو الاداء دا يا لولو استمرى عليه هتقدرى تخدعيهم كلهم واحتمال كبير تاخدى اوسكار عليه بس لما تبقى معايا مينفعش ابدا تمثلى عليا ولا تخبى اللى جواكى لانى توأم والدتك الله يرحمها وحاسة بيكى اوى كأنك بنتى بس انا عذراكى لان عارفة اللى جوا قلبك ايه عموما جهزى نفسك وأنا هتكلم مع والدك وابلغه اننا نازلين مصر كمان يومين.


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


لا راحة ولا هدوء له منذ علم بمجيئها من شقيقته التى وقفت تقفز وتصيح بسعادة وهى تبلغ والدها بشأن عودة آلاء حين جاءت الى الشركة لتراه , دفع نبيل مقعده بعيدا عن المكتب ووقف وهو يشعر بالغضب من نفسه لتفكيره بها فهو اجبر نفسه خلال العام المنصرف على عدم التفكير فيها وقتل نفسه فى العمل منذ أنتقل إلى منزله الخاص به بعد ذلك الشجار الذى حدث بينه و بين والده عقب انتهاء حفل خطوبته و عقد قرانه, اتجه نبيل صوب النافذة وأغمض عيناه عن صورتها التى بدأت تحتل عقله كعادتها وخفق قلبه وأرتجف بين ضلوعه شوقا ليعلم ان حرمان نفسه منها جعل حواسه تتمرد عليه أكثر, أنتبه نبيل لرنين هاتفه فعاد الى مكتبه والتقطه من فوقه واجاب الاتصال وقال:


ايوة يا تولين لا النهاردة مش هينفع خالص أرجع بدرى ورايا إجتماع بعد ساعة معرفش هيخلص امته عموما لو أتاخرت اتعشى انتى وانا لما اجى هبقى اتعشا اى حاجة .


صمت نبيل واستمع إلى تذمر تولين وشكواها المتكررة فشعر بنفاذ صبره منها فصاح ناهرا اياها وقال:


تولين إياكى تخرجى ولا تكلمى بهير ولا حتى بسمة صدقينى ردة فعلى عليكى هتبقى خارج السيطرة انا قولت لك من وقت ما مشينا ملكيش دعوة بيهم لا تعرفيهم حاجة عننا ولا انتى تسمعى لهم واحمدى ربنا انى بخدك تشوفيهم كل فترة.


ارتجفت تولين بسبب حدة نبيل اللامعقولة معها فقالت بصوت ملىء بالبكاء :


بس انا تعبت يا نبيل انتى حابسنى هنا ومانعنى اروح لوحدى فاى مكان وحتى اتصالاتى بيهم معدومة يا نبيل دا ختى لما خالتو تعبت انت رفضت انى اروح اشوفها وانا مش عارفة انت بتعمل معايا كدا ليه. بقلمى منى أحمد حافظ 


سحبت تولين نفسا عميقا واخرجته واستكملت حديثها حين لزم نبيل الصمت وقالت:


يا نبيل انا تعبت وحقيقى مش قادرة اتحمل أكتر من كدا ارجوك بقى كفايا ..


انفلت زمام الأمر من نبيل فخرج عن هدوئه و شعر بازدياد حدته و عصبيته فقال بصوت صارم اودعه غضبه المكبوت وقال :


تولين دى آخر مرة اسمعك تقولى الكلام دا فاهمة وياريتك تبقى فاكرة ان روحك فايدى و ان بكلمة منى ابواب السجن هتتفتح لك و ترحب بيكى وانا وانتى عارفين انك مش هتتحملى ساعة واحدة فالسجن فارضى بسجنى انا اللى موفرلك فيه كل حاجة كان نفسك فيها بدل ما ارميكى للعيشة اللى تستحقيها .


انهى نبيل الاتصال و ارتمى بجسده فوق الاريكة يشعر بتجدد غضبه مرة اخرى من الجميع واستسلم نبيل لذكرياته التى هرب منها طويلا يتذكر كيف خرجت مكبلة اليدين امام انظاره يشعر بانها نالت منه بخداعها واكاذيبها فاتجه الى غرفته ليبتعد عن نظرات الشماتة التى رأها فى عينا نهاد ولم تمض دقائق عليه الا و اتاه اتصال من احد اصدقائه الذى كلفه بجمع كل المعلومات الممكنة عن تولين يبلغه بأمر صدور أمر بالقبض على تولين لتوقيعها عدد من الشيكات دون رصيد فلمعت عيناه فورا وطلب من صديقه ان يجمع له كل تلك الشيكات مهما كلفته ويرسلها اليه فورا واتجه نبيل الى غرفة تولين التى وجدها تبكى فوقف امامها يبتسم بشماته مماثلة لتلك التى رمقته بها خالتها وقال :


عارفة ان السجن برا مصر لاى بنت بيبقى جحيم لا يطاق يا تولين .


رفعت تولين رأسها ونظرت له لا تعى لما يحدثها بتلك الكلمات فظنته يتحدث عن آلاء التى لم تحظى بوقت معها فقالت:


نبيل لو سمحت بلاش تخوفنى بكلامك دا علشان انا خايفة اصلا على ولاء و..


قاطعها نبيل بحدة وقال:


وايه جاب سيرة اللى اسمها آلاء انا بتكلم عنك يا تولين وعن الشيكات اللى من غير رصيد اللى مضيتى عليها واللى طلع امر بالقبض عليكى بسببهم .


شحب وجه تولين واحست انها أصبحت تحت رحمة نبيل الذى اوضحت نظراته تهديده لها فقالت :


بس بس الشيكات دى مش بتاعتى انا انا وقعت عليها كضامن و.


غمزها نبيل ومال عليها وقال:


ضامن عاوز اللى يضمنه عموما يا تولين انا مستعد اساعدك وابعد السجن عنك بس هيبقى فى تمن طبعا قصاد مساعدتى ليكى .


ازدردت تولين لعابها وسئلته بخوف وقالت:


تمن ايه اناانا مش فاهمة ..


لامس نبيل وجهها بأناملة وقال:


مش انتى طول عمرك نفسك تعيشى فالعز والنعيم دا وتغرقى ففلوس نبيل وابوه انا بقى قررت أنفذ لك كل اللى كنتى بتحلمى بيه دا لو طاوعتينى ونفذتى كل حاجة هقولها ليكى واللى هتمضى على ورقة بيضا دلوقتى ليا اضمن بيها انك مش هتبلغى اى حد حتى نهاد خالتك باتفقنا دا علشان لو اخليتى بالشرط صدقينى هسجنك ومش بالورقة البيضا دى لا بالشيكات اللى كلها ساعة وتبقى دينك ليا انا واللى مش هتنازل عنه وهسجنك بيهم .


شحب وجه تولين أكثر وشعرت بالخوف فهى تعلم علم اليقين ان لا مكان لفتاة عربية داخل سجون ايطاليا وان حياتها ستسلب منها تماما فنظرت لنبيل بتوسل وقالت:


نبيل بلاش ارجوك بص انا يمكن فالاول كنت فعلا حابة اوى ابقى مرات نبيل جويد لكن دلوقتى لا انا عاوزة ابقى نفسى قبل ما استبى جوا اسم حد تانى بص انا عندى استعداد اشتغل اى حاجة واسدد لك قيمة الشيكات اللى كنت ضامنة بيهم صاحبتى و..


اكفهر وجه نبيل فأقترب منها وقبض على ساعدها وثناه خلف ظهرها وقال بقسوة:


انا مش بخيرك انا بأمرك انا هقول للكل اننا اتخطبنا وهعمل حفلة خطوبة كبيرة ومش كدا وبس لا انا هكتب كتابى عليكى كمان علشان متحاوليش تهربى منى و هتمضى على الورقة الفاضية ولو همستى بس ولا فكرتى تتكلمى و تحكى صدقينى هسلمك بايدى للسجن ..


اومأت تولين بخوف بملامح نبيل أكدت لها انه سيفعلها حتما , دفعها نبيل والقى بوجهه بتلك الورقة البيضاء فوقعتها واخذها منها فربت على وجنتها وقال بسخرية:


مبروك يا عروسة..


وتفاجىء نبيل بانتهاء أزمة آلاء وعودتها الى منزلها فأسرع الى تنظيم حفل خطوبته حتى لا يغلق الطريق امام ايا كان من محادثته بشأن آلاء ولكنه لم يعلم أنه حين سيراها بفتنتها وحجابها الذى زادها بهاء سيأسر من جديد داخل عيناها وحاول تمالك نفسه كثيرا ولكنه لم يستطع ليصدمه موقف بهير بركوعه امامها و طلبه الزواج منها ابتسم نبيل وهو يتذكر كيف احمر وجهها بشدة و استدارت بعيناها تحدق به كانها تطلب منه المساعدة ولكنه رفع لها حاجبه بسخرية وتابعها وبداخله ينتفض بذعر لا يدرى ماذا سيفعل ان وافقت على الزواج من شقيقه لتصدمه برفضها طلب بهير وابتعادها عن الجميع وملازمتها لوالدها وما ان انتهى الحفل حتى هاجمه الجميع بتعنيفهم له ولتولين فوقف امام والده الذى خيره بين البقاء فى المنزل و فسخ زواجه من تولين او الرحيل معها ليقف بتحدى ويقول :


انا كدا كدا كنت هاخد تولين ونمشى لانى مش حابب افضل معاكم اكتر من كدا وعاوز ابعد عن الكيان اللى بيعد عليا انفاسى و عاوز يمشينى على مزاجه بس اتمنى زى ما انا هبعد انتم كمان تحترموا رغبتى وتبعدوا عنى .. الموناليزا 


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


استقبل محمود ابنته بسعادة واخذ يقبل وجنتيها بأشتياق فدغدغته آلاء رغم احساسها بالذنب تجاه والدها بابتعادها عنه وشعرت بتقصيرها تجاهه خلال العام المنصرم، دوت ضحكات محمود و سمعها آسر الذى أسرع إلى شقيقته وأختطافها من بين ذراعى والده و دار بها و هو يصيح :


وحشتينى يا لولو اوى اوى بصى مافيش سفر ولا بعد تانى السنة اللى فاتت دى انتى لازم تبذلى كل ما فوسعك علشان تنسينا قد ايه كنتى وحشانا فيها ..


طلبت آلاء من شقيقها أن ينزلها ارضا لشعورها بالدوار و أستندت عليه برهة ثم ابتسمت له واحاطت وجه شقيقها بين راحتيها وقالت :


مش هبعد تانى وهقعد على قلبكم هنا وفالشركة كمان انا خلاص قررت انزل اتعلم الشغل معاكم علشان اطلع عليكم جنانى ..


قبل آسر جبهتها وقال :


لو بتتكلمى جد انا عندى استعداد خلال شهر واحد اخليكى من اوائل فتيات الاعمال فمصر كلها و هعلمك كل حاجة ..


اتسعت ابتسامة آلاء وغمزت تينا التى جلست بعيدا عن محمود متحاشيه نظراته لها وعادت بعيناها الى شقيقها وقالت:


لا انت مضطر تعلمنى الشغل كله خلال اسبوعين علشان انت اللى فاضل لك فالشغل اسبوعين قبل ما ..


تعمدت آلاء قطع حديثها و ابتعدت عن آسر و جلست بجانب تينا و تابعت فضول شقيقها الذى تبعها و جلس بجوارها وقال :


هتفضلى طول عمرك تقولى الجملة و تقفى فالنص وتجلطينى كملى كلامك يا آلاء بدل ما اعملك كفتة وانتى عارفة انى اقدر ..


لاعبت آلاء حاجبيها وكادت تجيبه الا انها ضحكت حين لمحت آنس يلج اليهم فتركت مكانها و اسرعت الى شقيقها و ارتمت بين ذراعيه وقالت:


آنس يا حبيب قلبى وحشتنى.. بقلمى منى أحمد حافظ 


اتسعت ابتسامة آنس ابعدها عنه وقال:


خليكى بعيد يا حبيبتى لاحسن هنادى جاية ورايا ولو لمحتك فحضنى احتمال كبير انها تطير رقبتك و..


قاطعته هنادى و هى تتجه صوب صديقتها وقالت:


مش هتعرف توقع بينى وبين صاحبتى يا آنس وخلى بالك كله إلا آلاء دى خط أحمر ..


عادت آلاء الى جوار خالتها وقالت:


تمام دا واضح ان الأمن مستتب وكل حاجة ماشية بالساعة يبقى نقول على بركة الله ..


حدق بها آنس وآسر بحيرة فأشارت آلاء لوالدها وقالت :


بابا هتبلغهم حضرتك ولا تحب أقول لهم انا ..


ابتسم محمود بأرتباك فتركيزه كان بالكامل مع تلك التى جلست تتحاشاه بالكامل وقال بحرج :


لا قولى انتى يا حبيبة بابا .


مالت آلاء و استندت برأسها على كتف آسر وقال:


بابا هيكلم عمو جويد علشان فرحك انت و بسمة يبقى بعد اسبوعين ولو وافق فأنا بعد اذنك يعنى رتبت لك شهر عسل هيخليك تقول انا مش راجع دلوقتى خالص فقرر بقى هتقدر تعلمنى الشغل فالاسبوعين ولا نأجل الفرح لحد ما أتعلم شهر ولا اتنين ولا سنة كمان ..


قبض آسر على عنق شقيقته أسفل ساعده وقرض وجنتها وقال:


مين اللى جاب سيرة شهر و لا اتنين دا انتى هتتعلمى الشغل على اصوله فاسبوع واحد بس ..


انفجر آنس ضاحكا وقال:


مستعجل اوى على الجواز يا آسر ..


غمزه أسر وقال :


ايوة يا عم انا كفايا عليا اوى السنة دى محروم انى احضن حبيبتى او امسك ايديها وانا مقدرش اتحمل اكتر من كدا دا انا استويت .


رفعت هنادى حاجبها ونظرت الى آسر بحدة وقالت:


حساك عاوز تقول حاجة يا آسر ..


سعل أسر وقال مسرعا حين وكزته آلاء :


لا ابدا يا هنادى بس اصل من وقت ما بقيتى مش بتفارقى بسمة وانا مش عارف حتى امسك ايديها و بقيت بدعيلك فكل وقت ..


لم تتمالك تينا نفسها فانفجرت بالضحك ليحدق بها محمود بقوة ولاحظت آلاء نظرات والدها المتكررة الى خالتها وهزت رأسها ومالت على أذن أسر وقالت:


الظاهر ان هيبقى بدل الفرحين تلاتة ايه رئيك ما نجوز تينا لبابا ويبقى وفرنا مصاريف ..


صدحت ضحكة آسر واسرع الى تمالك نفسه واعتذر .


تنهدت آلاء ونظرت الى هنادى ووجدتها تتابع كل حركات آنس بتركيز تام و شعرت بالقلق من تمادى هنادى بموقفها المتشدد و الصارم مع شقيقها الذى طلب منها عدة مرات ان توافق على عقد قرانه بها حتى يتعامل معها بحرية وبلا حواجز لتتسبث بالرفض و تزيد من جفائها معه , ابعدت آلاء عيناها عن هنادى و نظرت الى شقيقها آنس و ابتسمت له وقالت:


تحب ارتب لفرحك انت و أسر يا آنس هنا فالقصر زى الخطوبة ولا تفضل اننا نعمله ففندق احسن .


ارتبكت هنادى حين شملتهم آلاء بيوم الزواج و اعتدلت بجلستها وقالت مسرعة :


انا بقول نأجل فرحى انا و آنس شوية يا لولو فركزى انتى ففرح آسر وخلينا احنا بعدين ..


تجهم وجه آنس ووقف ووجه نظراته الى هنادى وقال بحدة رغم محاولته السيطرة على غضبه منها :


اظن اننا اتناقشنا فالموضوع قبل كدا يا هنادى وقولت لك فرحى انا وآسر هيبقى فيوم واحد و انتى عارفة كدا كويس من يوم الخطوبة يبقى هنغير الترتيب ليه ولا انتى لسه معندكيش الثقة فيا وخايفة تتجوزينى ,


صمت آنس و تابع تحديقه بها و اشتد تجهم وجهه فأردف بقوله حين أحس انها ستعترض على كلماته وقال :


بصى يا هنادى انا ان كنت سايبك تعملى اللى انتى عوزاه فدا لانى حاسس ناحيتك بالذنب بسبب اللى عملته معاكى زمان و معاملتى الجافة ليكى بس اظن ان انا وضحت لك كل حاجة وصارحتك بكل اللى جوايا علشان كدا انا بقولك أياكى يا هنادى تستغلى حبى ليكى و تتمردى عليا اكتر من كدا لانى اتحملت كل اللى عملتيه معايا بصدر رحب رغم كل الاحراج اللى بحس انك بتتعمدى تحطينى فيه ادام الناس اللى بتكون حوالينا فاى مكان , فخلى بالك يا هنادى اخرة التمرد دا مش هتبقى كويسة لا ليا ولا ليكى و دلوقتى انا عاوز اسمع ردك عاوزة فرحنا يكون مع آسر وبسمة ولا محتاجة تراجعى نفسك وتاخدى وقت اطول .


أسرعت آلاء ووقفت وأشارت لصديقتها بالتزام الصمت و اتجهت إلى شقيقها وقالت:


ايه يا أنس ما تهدى شوية يمكن هنادى مش جاهزة و لا حاجة عموما لما تاخد بابا و تروح تفاتح والدتها و اعمامها اكيد هتكون فكرت.. 


زفر أنس بضيق واستدار ونظر الى والده وقال :


قولت لها يا بابا و لا لسه.. 


عقد محمود حاجبيه وهز رأسه بالنفى فزفر أنس بحدة و استدار يواجه شقيقته ووضع يداه فوق كتفيها وقال:


آلاء فى عريس متقدم لك و له شهر متكلم مع بابا واظن أن بابا قلقان يتكلم معاكى لترفضى زى كل مرة كلمك فيها فموضوع الجواز.. 


أغمضت آلاء عيناها وحاولت إغلاق عقلها عن التفكير و لكن نبضات قلبها الذى تسارعت أضاعت تركيزها فالتفتت تبحث عن الدعم لدى خالتها لتراها تخفض عيناها فعلمت انها تعرف مسبقا بأمر ذلك الطلب فسحبت نفسا عميقا و ركزت عيناها بعين شقيقها وقالت :


طيب هو ينفع أتعرف عليه الأول و بعدين أخد وقتى افكر.. 


ربت أنس على كتفيها وابتسم لها وقال :


حقك طبعا عموما انا عزمته على العشا ياريت تجهزى نفسك و تأهلى حالك إنك تعرفيه صح و تديله فرصه.. 


استقبل محمود صديقه و ابنه و جلس الجميع يتحدثون سويا و يتبادلون أطراف الحديث و استأذن عماد من محمود أن يجلس برفقة آلاء بعيدا عن الجميع فخرجت آلاء معه و جلست بجانبه فى حديقة منزلها 



و أخذ عماد يحدثها عن عمله كمهندس و كيف كافح بعيدا عن أعمال والده حتى حقق جميع أهدافه و افتتح شركة خاصة به بعيدا عن أعمال والده أحست آلاء بالراحة لحديثها إلى عماد و حين عادا إلى الداخل همست آلاء فى اذن والدها بموافقتها على الارتباط به فهى أيضا تريد أن تبدأ حياتها بعيدا عن ماضيها و ذكرياتها.. 


و حدد محمود وأسامة موعد خطبة عماد وآلاء بعد أيام قليلة ودعا أسامة العديد من رجال الأعمال وأشار آسر على والده بعدم ارسالهم دعوة إلى نبيل حتى لا يتسبب لشقيقته بالحزن.. 


و أتى يوم الخطبة تأنقت به آلاء بفستان بسيط خطف أنفاس الجميل لرقته و شعرت بالراحة حين رأت سعادة والدها فادركت انها اتبعت الطريق الصحيح فسبيل إسعاد الجميع. 

و تشاركت المزاح مع بسمة التى لم تفارقها للحظة بينما تجنبتها هنادى بقلق و تجنبت الاقتراب من أنس و هو الأمر الذى عكر صفو الليلة.. 

و حانت اللحظة فأقتربت عماد من آلاء و هو يبتسم بسعادة وأخرج من جيب بنطاله علبه مخملية أخرج منها خاتما من الألماس وأحمر وجه آلاء بشدة وأحست بنبضات قلبها تتسارع حين لامس عماد يدها وقبل


 أن يضع عماد خاتمه فى إصبع آلاء تفاجىء الجميع بنبيل يتقدم من مكان آلاء وعماد 


ووقوفه بينهما ليقول بصوت تعمد أن يجعله مرتفعا ليسمعه الجميع و نظر الى وجه آلاء الشاحب  :


مش كنتى تعزمينى أحضر حفلة خطوبتك زى باقى المدعوين يا مراتى. 

                   الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>