رواية سندريلا فى بيتى الفصل الثالث عشر13بقلم مني احمد حافظ


 

رواية  #سندريلا_في_بيتى


الفصل  *الثالثة عشر*




بقلم مني احمد

وأشتعلت الحرب

🍂🍂🍂🍂🍂🍂


وقفت تحدق به بعيون جاحظة وفم مفرغ ولوهله شعر نبيل بالخوف عليها ولكن حين رأى آسر وأنس يحاولات ابعداها عنه نفض خوفه عليها وقبض على ساعدها بقوة وحدق بهما بنظرات تحذيرية وقال:


آلاء مراتى من اكتر من سنة واظن ان اغلب الحضور هنا كان موجود فالليلة اللى اتقبض عليها فيها وماظنش ابدا انى رميت يمين الطلاق عليها علشان الاقى خبر خطوبتها نازل على المواقع وانا اخر من يعلم لا وكمان اتفاجىء بان السيد الوالد جويد باشا وأخواتى حاضرين خطوبة مراتى عموما انا مش هتكلم ولا هعلى صوتى اكتر من كدا علشان الفضايح اللى ممكن تحصل ودلوقتى اتفضلى ادامى يا مدام خلينا نمشى من هنا وننسى المهزلة دى.


انتفضت آلاء فجأة وتراجعت الى الخلف ولكنها لم تستطع الابتعاد عنه بسبب قبضته القوية فعقدت حاجبيها وقالت بصوت حاولت ان تكسبه الثبات :


معلش هو حضرتك على اى اساس بتقول انى مراتك انت ناسى انك قولت لوالدك انك قطعت الورقة اللى بينك وبين ولاء وانك متعرفش مين هى آلاء يبقى ازاى حضرتك بتقول انى مراتك ممكن افهم .


أقترب منها نبيل ومال نحو اذنها وقال:


اصل انا مقطعتش ورقة الجواز يا حبيبتى ووقت ما اتكلمت مع بابا كنت غضبان فكذبت عليه اما بقى موضوع انك ماضية الورقة باسم ولاء وانتى آلاء فأطمنى أصل فاليوم المشؤم اللى عرفت فيه حقيقتك وعرفت انى اتدبست بجوازى من اللى كنت رافض حتى ابص فوشها مصر كلها والدول المجاورة عرفت ان آلاء الادريسى بقت مرات نبيل جويد وانا يا مراتى يا حبيبتى عندى استعداد انك لو عندتى معايا انى اكتب على النت انك بتتنكرى لجوازك منى وصدقينى وقتها هلاقى الشعب كله بيشهد انك مراتى ومش بعيد كمان الاقى المحامين العرب واقفين فصفى علشان اثبت انك مراتى وبعدين بلاش تشكى فقدرات جوزك بالشكل دا انا عاوزك تتطمنى لان سواء مضيتى بولاء او بآلاء فأنتى مراتى ومش هسيبك.


انهى نبيل حديثه وغمز بعينه لها فحدقت به آلاء بصدمة وحين استعادت قدرتها على التفكير اكتشفت انها تسير الى جانب نبيل القابض على ساعدها كما هو فتلفتت تبحث بعينها عن والدها فوجدته يقف مع جويد وشقيقيها وحانت منها التفاته اخرى لاحظت منها انسحاب عماد ووالده تفاديا للفضيحة التى اخذ البعض يوثقها بهاتفه فليس هناك افضل من خبر خطوبة زوجة نبيل جويد من المهندس عماد اسامة أغمضت آلاء عيناها بحزن لما ألت اليه الامور, فها هى بمحاولتها ادخال السعادة على قلب والدها تسببت بفضحية مدوية اخرى , انتبهت آلاء لتوقف نبيل عن السير ففتحت عيناها لتجد تينا تعترض طريقه وتقول:


حلو الشو اللى انت عملته دا يا استاذ نبيل , بصراحة الحركة بتاعتك من لحظة ما دخلت على لولو وعماد والكلمتين اللى قولتهم وانت عجبتنى وحقيقى انا بشكرك انك خلصتنى من اللى اسمه عماد اصل انا مكنتش حباه ولا هاضمة انه ممكن فيوم يكون جوز لولو طيب تعرف ان انا كنت مستغربة اوى منها علشان وافقت عليه من الاول بعد ما قعد معاها شوية وقالها كلمتين لاقيتها بتقول موافقة دا انا حتى كنت شاكة انه يكون هددها ولا حاجة لحد ما ظهرت انت. بقلمى منى أحمد حافظ 


صمتت تينا وعيناها لا تحيد عن عينا نبيل لتفاجئه بتبدل موقفها تماما وبقولها له بصوت صارم جعله يجفل لوهله أمامها :


ودلوقتى بقى اسمحلنا نقفل الستارة بعد ما الجمهور الجميل مشى وكل واحد روح على بيته ومعاه نسخة من اللى حصل واللى بتمنى انهم ينسوا المسرحية السخيفة اللى حصلت من شوية , اه وقبل ما انسى وقبل ما انت تمشى ياريت متنساش ترمى يمين الطلاق على آلاء وتسيبها فحالها وتنساها .


تهكمت تينا بإطلاقها ضحكة ساخرة منه و اردفت سريعا بقولها دون ان تترك له اى فرصة للحديث :


هو مش انت بردوا نسيتها وسبتها وروحت اتجوزت غيرها اظن من العدل انك تديها حريتها وتسيبها تعيش حياتها زى ما هى عاوزة ومحتاجة وأظن انت بتجربة جوازك من اللى أسمها تولين عرفت يعنى انه احتياج ومأظنش ان احتياجات الراجل هتختلف كتير عن احتياجات البنت للى يحتويها ويديها الامان مش يتخاذل ويسيبها لوحدها تغرق لمجرد انه حس بجرح كرامته بسبب كذبها عليه اللى كان ممكن ياخد موقف منه بمليون طريقه غير انه يتخلى عنها فعز ما كانت محتجاله ومستنيه انه يظهر ويقف فضهرها ويسندها مش يهدها بايده وعلى فكرة ورقة الجواز العرفى اللى معاك بلها وأشرب ميتها لان لو انت عاندت ورفضت تطلقها فاظن اى محامى بيفهم فالقانون هيطلقها منك من أول جلسه.


أوقفت تينا حديثها وتطلعت حولها حين رأت محمود وجويد وآنس يقفان بجوارها فحدقت بآنس وتجهم وجهها يزداد وقالت :


وانت يا آنس على فكرة انت متختلفش كتير عنه وللاسف يمكن انت اسوأ كمان من الاستاذ اللى فاق لنفسه بعد سنة اتخلى بيها بأرداته عن آلاء وجه عمل شو وفضيحة مراعاش فيها انها فالاول والاخر بنت ومينفعش تتفضح مهما كانت جريمتها ودلوقتى ياريت تقبلوا اعتذارى لانى مضطرة اخد آلاء وارجع اسبانيا تانى.


أجفل نبيل حين جذبت تينا آلاء من قبضته فنفض عنه صدمته بسبب كلمات تلك المرآة التى بدت أمامه كالقطة الشرسة التى تدافع عن صغارها ومد يده وجذب آلاء خلفه ووقف وعيناه تتحدى تينا بنظراته وقال:


رغم الموقف الغريب اللى كلنا فيه بس اسمحى لى اعبر لك عن اعجابى بحضرتك لان حبك ل آلاء وصلنى بقوة وحسيته لكن اتمنى تقبلى اعتذارى لانى مش هقدر اسيبلك آلاء مهما عملتى وعلى فكرة موضوع القضية والعقد العرفى اللى حضرتك فاهمة ان اى محامى يقدر يفسخه علشان بإسم ولاء محمود فأسمحى لى أصحح لك المعلومة ان العقد اللى معايا موقع بإسم آلاء محمود الادريسى بخطها وبرقمها القومى كمان ودلوقتى هقولكم سلام لانى سايب مراتى التانية لوحدها .


ضربت تينا الارض بقدمها وهى تراه يبتعد بآلاء التى استسلمت لصدمتها لاول مرة في حياتها و لم تبدى أى ردة فعل بالرفض او القبول والتفتت تينا الى محمود وقالت بحدة وغضب:


انت واقف تتفرج عليه وهو ساحب بنتك وراه بحته ورقة متساويش تمن الحبر اللى مكتوبة بيه انا انا مش مصدقة اومال كلامك معايا انك هتحميها وتحتويها وانك هتقدر تنسيها نبيل كان كلام دا حتى العريس اللى قولت لى عليه من اول نظره له وانا محبتوش. الموناليـزا 


ابتلعت تينا باقى كلماتها وهزت رأسها بأسف و هرولت الى داخل القصر تخفى دموعها.

زفر محمود و نظر الى جويد بحزن وقال :


قولت لك يا جويد العند مع اللى زى ابنك وبنتى مينفعش قولت لى مش هيصلح حالهم الا لما نبيل يحس انها هتضيع منه واهو اللى كنت خايف منه حصل ابنك جه وحطنا كلنا فموقف سخيف وخلانا ادام الناس بنخطب واحدة على زمة راجل لراجل تانى .


شعر آنس بالحزن لرؤيته والده بتلك الحالة فأقترب منه ومد يده اليه ولكن محمود نظر إلى يد آنس الممدودة ورفضها وقال:


بتمد ايدك وانت على رأى تينا زيك زيه روح يا أبنى راضى البنت اللى مش عارفة تنسى جرحك ليها اتكلم معاها من غير ما تمن عليها انك عملت معاها معروف لما اتقدمت لها اتكلم معاها واعرف هى رافضة اى لمسة منك ليه و خايفة تتمم الجواز ليه .


أغمض آنس عيناه فكلمات والده تجلده وتذكره بفعلته القبيحة في حق هنادى ففتح عيناه وبحث عنها ولمحها تقف بجوار بسمة بعيدا تحاول مكافحة دموعها التى رأها من مكانه وأحسها تكوى فؤاده.


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


و بداخل سيارة نبيل استغرق عقل آلاء وقتا طويلا ليحلل كل ما حدث فأدركت في النهاية بأن هناك من ساعد نبيل للحصول على توقيعها ورقمها القومى وبخط يدها وأنحصر شكها في شقيقيها لتجزم أن عينا آنس كانت تحدق بوجه نبيل بغضب بينما تهربت عينا آسر منها فزفرت والتفتت الى نبيل تنظر الي وجهه الجامد المتصلب وأغمضت عيناها فرغم اشتياقها له الا انها مازلت ترى نظرات الشماتة والسخرية التى رمقها بها يوم عقد قرانه.

انتبهت آلاء التى لم تدرك انها غفت ليد نبيل تهزها برفق فأعتدلت في مقعدها وابتعدت عن يده وتطلعت حولها لتدرك انه صف سيارته امام احدى البنايات وتذكرت انه انتقل للاقامة بعيدا عن والده فمدت يدها وفتحت باب السيارة فابتسم نبيل وتبعها الى المصعد واستدعاه ووقف ينظر اليها بطرف عيناه وشعر ان بها شىء تغير غير تلك الدوائر السوداء التى احاطت بعيناها, جذبها نبيل ليغادرا المصعد واخرج المفتاح وفتح الباب واشار اليها لتلج قبله فزفرت وهى تخطو الى الداخل لتتفاجىء بتولين تخرج من احدى الغرف فالتفتت بحدة الى نبيل وقالت:


انت اتجننت صح مش معقول عقلك بكل خياله صورلك انى هقبل اقعد معاك انت وتولين فمكان واحد . بقلمى منى أحمد حافظ 


صمتت آلاء وسحبت نفسا عميقا وبادلت تحديقه لها ببرود مماثل واردفت:


اياك تكون فاكر انى خوفت من الورقة اللى ضحكتوا عليا انت وآسر وخلتونى امضى عليها وانا مش عارفة انك كدا امتلكتنى و انى جيت معاك علشان خوفت منك لا يا استاذ نبيل انت الظاهر ذكائك خانك علشان انا طاوعتك مش خوف منك انما خوف على بابا لانه ميستحقش الفضيحة ودلوقتى لو سمحت يا ترجعنى بيت بابا يا تودينى عند والدك.


سيطر الحرج على تولين وشعرت ان بوجود آلاء معها قد تستطيع اقناع نبيل بتركها ترحل ولكن نظرات آلاء الباردة والغاضبة منها جعلتها تتراجع كذلك تلك النظرة التى قرأتها في عين نبيل يحذرها من الافصاح عن شىء منعها خشية ان ينفذ تهديده لها بسجنه اياها فاستدارت تولين وعادت الى غرفتها .


اما نبيل فاستمع الى حديث آلاء كاملا ليمط شفتيه بلامبالاة وتخطاها ليجلس على احد المقاعد واضعا ساقا فوق الاخرى وقال:


تعالى اقعدى يا آلاء علشان انا مش هعمل اى حاجة من اللى قولتى عليها لا هرجعك بيت والدك ولا هوديكى البيت عند بهير .


رفعت آلاء حاجبها بدهشة ونظرت له تحاول سبر اغواره واتجهت الى المقعد المواجه له وجلست امامه وقالت:


يعنى افهم من كدا ان سيادتك قررت تقعدنى انا وتولين فمكان واحد وفاكر ان ورقة الجواز اللى معاك وموضوع شهادة الكرة الارضية معاك هيجبرونى انى اوافق غصب عنى واسكت.


مالت آلاء نحوه وعيناها تلمع بشعلة تحدى جعلت نبيل يبتسم لتخطيه العقبة الاولى ليراها ترفع اصبعها وتلوح به امام وجهه وتقول:


انت اللى اخترت تلعب معايا يا نبيل بمزاجك فياريت متزعلش من طريقة لعبى معاك لانى مش هرحمك و هخليك تقول حقى برقبتى .


وقفت آلاء امامه بصمود وقالت :


ياترى بقى عامل حسابى فمكان هنا ولا ناوى تقعدى مع بولين فاوضة واحدة كمان .


ابتسم نبيل امام سخريتها منه فاستدار عنها وقال:


انا فالحقيقة كنت ناوى انيمك فالمطبخ يعنى باعتبار انك واخدة عليه من كتر ما ممثلتى انك خدامة لكن صعبتى عليا فجهزت لك اوضة انا بردوا منستش اننا اه متجوزين ادام الناس بس جوازنا ناقصة كتير علشان يبقى شرعى.


صمت نبيل وهو يقف امام غرفة تولين والتفت اليها واشار الى غرفة بجانب غرفة تولين وقال:


اوضتك اللى جانب اوضتى انا وتولى وهتلاقى فيها جدول بمواعيد الاكل علشان تلتزمى بيه اما ترتيب البيت فانا عارف انك هتاخدى بالك منه لانك مش بتحبى المكان يكون مش مترتب.


وتركها نبيل تكاد تنفجر غيظا وولج الى الغرفة واغلق بابها خلفه وهمت آلاء بالطرق على باب غرفته لتفجر فيه غضبها إلا انها بهتت حين سمعته يقول:


متشغليش دماغك بيها يا تولى واعتبريها مش موجودة معانا المهم هتلبسى لى النهاردة القميص الاحمر ولا الاسود ولا اقولك بلاش منه خالص .


اسرعت آلاء وابتعدت عن الباب بعدما نهشت الغيرة قلبها واتجهت الى غرفتها وهى تسبه لتقف فجأة في منتصف الغرفة تشعر بالضعف يستحوذ عليها   فجلست ارضا وهى تضغط براحة يدها على شفتيها حتى لا يغادرها صوت بكائها.


وفى الغرفة الاخرى شحب وجه تولين حينما ولج نبيل ووقف امامها مانعا اياها من الحديث ليقول ما قاله بصوت عال ويتأكد من سماع آلاء له ومال بعدها نبيل نحو اذن تولين وقال بلهجة تهديد ارهبتها:


لو عملتى بخلاف اللى امرتك بيه قبل ما انزل انتى عارفة انا ممكن اعمل ايه ودلوقتى طاوعينى واضحكى زى ما قولت بصوت عالى واياكى تخرجى برا الاوضة بحجابك تانى انا عاوزك تلبسى الحاجات اللى جبتهالك طول ما آلاء هنا واوعى عقلك يوزك انك تستغلى عدم وجودى وتتكلمى معاها فاى حاجة فاهمة .. الموناليزا 


اومأت تولين برأسها بخوف وابعدت يده عنها وقالت بصوت خفيض:


حاضر يا نبيل حاضر بس ابعد عنى انت لو سمحت وبلاش تنسى ان جوازى منك زى جوازك من آلاء كذبة وعاوز الكل يصدقها .


ابتعدت تولين عنه و نظرت له بحزن وقالت:


ياخسارة يا نبيل اتغيرت لدرجة انك مش حاسس انك بتخسر كل اللى بيحبوك وبتخسر آلاء وكل دا بسبب كرامتك اللى وجعتك لما آلاء خبت عليك حقيقة نفسها بقيت زى الاعمى مش عاوز يشوف الا الضلمة وبس وحرم نفسه من كل النعم اللى ربنا ادهاله نظير عنيه .


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


صف آنس سيارته بعيدا عن البناية التى تقطن بها هنادى و حرص على اغلاق الابواب لمنعها من المغادرة فالتفتت اليه تحدق به بحيرة لوقوفه في تلك البقعة المظلمة وازدردت لعابها وهى تتلفت حولها تبحث عن احد المارة و انتفضت وهى تصرخ حين لامست اصابع أنس وجنتها فأغمض آنس عيناه بحزن وابعد يده بعدما أدرك انها لم تثق به بعد و تخشاه , حاول آنس ان يخرج تلك القبضة التى سكنت قلبه وهو يتلقف انفاسه امامها ولكنها لم تشعر بحزنه انما سيطر خوفها منه عليها و تصلب جسدها في مكانها وعانقت كفيها معا , فتح آنس عيناه ورأى خوفها وأرتجافة


 جسدها فلم يتمالك نفسه فمد يده مرة اخرى ليجذبها اليه حتى يهون عليها ما تشعر به وليته لم يفعل فما ان شعرت هنادى بأنامله فوق كتفها حتى اطلقت صراح خوفها منه و التفتت اليه تخمش وجهه


 و تبعده عنها و هى تصرخ بهستريا و تتلفظ بكلمات مبهمة جعلت ردة فعل هنادى آنس يسكن تماما ولم يمنع يدها التى مزقت وجهه و استقبل سبها له بصدر رحب لتتوقف هنادى فجأة و تحدق بوجهه الذى نزف ورفعت يداها امام عيناها ورأت دماء آنس علي اظافرها ولم تقوى على التحمل فأنفجرت بالبكاء وهى تلكمه في صدره وتقول بصوت ملكوم:


انت السبب انت اللى خلتنى ابقى كدا لا عارفة اثق فيك ولا حتى قادرة اثق فنفسى خلتنى كل ما اشوف حد جاى ناحيتى اخاف و استخبى واترعب , حتى المواصلات خلتنى اخاف اركبها احسن يقعد جانبى راجل, بقى عندى استعداد امشى اميال ولا اكون قريبة من واحد زيك , انت انت دمرت حياتى يا آنس دمرتها وحرمتنى اعيش زى اى بنت بتحلم بالحب والحبيب والارتباط عارف ليه لانى بقيت مرعوبة من  فكرة ان يتقفل عليا بابا واحد مع واحد علشان مش قادرة انسى شكلك وانت بتضرب فيا وبتشد فهدومى و بتهجم عليا حاولت بس معرفتش, وكل دا ليه علشان سيادتك شوفتنى تهديد لحياتك فعاقبتنى و حملتنى الذنب وانا كل ذنبى انى حبيتك وشوفتك الانسان اللى هيعوضنى ان ماليش اخ يخلى باله منى ويحبنى بس انا كنت غلطانة لما حسيت بيك ايوة انا غلطانة انى حبيت واحد زيك معندوش قلب ولا شفقة ولا رحمة. بقلمى منى أحمد حافظ 


ابتلعت هنادى باقى كلماتها بسبب بكائها الذى سيطر عليها فأخفت وجهها بين كفيها حتى لا يرى ضعفها هكذا , مضت الدقائق تلو الاخرى حتى هدأت هنادى من هياجها وابعدت راحتيها عن عيناها ولمعت دبلة آنس في اصبعها فتنهدت بحزن و مدت اصابع يدها الاخرى ونزعت الدبلة ونظرت له وقالت:


انا لما وافقتك على موضوع الخطوبة كنت فاكرة انى هقدر انسى واتخطى اللى حصل لكن واضح انى لا قادرة اتخطى ولا حتى اسامحك علشان كدا انا شايفة انك تدور على واحدة غيرى و تنسانى وياريت يا آنس تبعد عنى و تحترم رغبتى لانى مش عاوزة اعرفك وارجوك لو شوفتنى فمكان بلاش تخلينى اشوفك .


تركت هنادى دبلة آنس تسقط من يدها واستدارت عنه وحاولت فتح الباب ليضغط آنس على احد الازرار بجانبه واغمض عيناه حتى لا يراها و هى تغادر ولكنه سمعها و هى تصفق الباب ففتح عيناه من جديد و رأها تهرول بأتجاه منزلها وهنا سمح آنس لسد دموعه بالانفجار لتجرى ندما لخسارته هنادى ..


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


استيقظ نبيل على صوت موسيقى صاخبة فأنتفض ينصت ليدرك انها احدى المهرجانات الصاخبة فزفر وهو يمرر كفيه فوق وجهه ينفض النوم عنه واخذ يتمطى فوقع بصره على تولين التى نامت منكمشة فوق الاريكة فهز رأسه وترك الفراش وسحب الدثار ووضعه فوق جسد تولين وغادر الغرفة بعدما حرص على اغلاق بابها جيدا ليقف مصدوما حين وقع بصره على آلاء تقف على أطراف


 أصابع قدميها تمسح شيئا عن النافذة وشعر نبيل ان ولاء تجسدت امام عيناه بهيئتها التى اعتاد رؤيتها عليها بعدما اطلقت صراح خصلاتها شعرها المجعد والتى حدق بها بتركيز ليتبين انها اصبحت اكثر تجعيدا عما سبق وابتسم متعجبا من ذلك المنديل الذى لا يعلم لما تضعه حول عنقها , أسرع نبيل ووضع كفه فوق فمه يمنع نفسه من الاستسلام للضحك حين رأها ترتدى احدى حُلله الباهظة الثمن وقد مزقت ساقى بنطالها لتناسب طول ساقيها وخصرته بأحد احزمته الباهظة وفوقه ارتدت احد قمصانه المميزة والذى نال على يداها ما ناله بنطال حُلته بعدما قصت اطراف الاكمام و عقدت طرفى القميص فوق خصرها , ازدرد نبيل لعابه حين تمطت آلاء التى لم تلحظ وجوده بعد ليكشف قميصه عن جزء من ظهرها 


والذى اوضح ذلك الوشم الذى توارى عن عيناه فلم يعلم ملامحه وشعر بتسارع نبضات قلبه وكاد يقترب منها ولكن! فجأة انتفض كلاهما حين علت طرقات قوية على باب شقته, وشهقت آلاء حين استدارت وأكتشفت وجود نبيل خلفها ورأته يتجه صوب الباب فوقفت تترقب ما سيحدث ليصدم نبيل حين رأى رجال الامن البناية أمامه فالتفت اليها و ضيق عيناه واشار لها برأسه لتبتعد عن اعينهما و امتثلت آلاء لأشارته وتوارت ووقفت تراقب حديث رجلى الامن الغاضب مع نبيل وتعنيفهما له وسمعت آلاء اعتذاره المتكرر لهما فشقت الابتسامة محياها وحين سمعت أغلاقه للباب عادت لتقف لتتخذ


 مكانها بالقرب من النافذة وبيدها تلك المنشفة التى وجدتها بخزانة ملابسه وقد نقش على اطرافها حروف اسمه فنظرت له ببراءة و ابتسمت لتلوح أمامه بالمنشفة و تستدير وجففت بها زجاج النافذة أمام عيناه ليدرك نبيل ان آلاء أعلنت الحرب وبدأتها , واخذت آلاء تهمهم مع كلمات المهرجان الذى لا تعى معنى كلماته تتذكر حين أستيقظت وألقت بأكياس


 القمامة من النافذة بعدما حرصت على ان يراها رجال الحراسة وعادت من جديد بسطل من الماء والذى سكبت به جل الاستحمام خاصته لتغسل النافذة 


وتعمدت آلاء سكب الماء على الحارس بالاسفل لتكملها الصورة 


بتشغيلها لاغانى المهرجانات بأعلى صوت وهو الامر الذى تذمر 


بسببه قاطنى البناية ليبلغوا رجال الحراسة فصعدوا الى نبيل 


يوجون اليه تحذير شديد اللهجة بعدم تكرار ما حدث و ارغموه 


على دفع غرامة كبيرة نظير القاء آلاء القمامة من النافذة .  الموناليزا 


استدارت آلاء وواجهت نبيل بتحدى وعادت توليه ظهرها حينها 


انتبه نبيل لما تنوى آلاء فعله فأسرع إليها و قبض على يدها 


قبل أن تسكب باقى الماء من النافذة فرفعت حاجبها ونظرت 


لاصابعه بحدة ليتركها وهو يسحب منها سطل الماء منها 


فابتسمت له آلاء برقه اذابت قلبه وشتت انتباهه كليا لتفاجئه 



بدفعها للسطل وسكبها للماء للمثلج عليه وفى لحظات فرت آلاء 



من امامه و احتمت بغرفتها التى اوصدت بابها عليها بأحكام 



لتطلق صراح ضحكاتها لنيلها اول انتصار عليه.. 



                   الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>