رواية سندريلا فى بيتى الحلقه السادسه عشر16بقلم مني احمد حافظ


 

رواية #سندريلا_في_بيتى


الحلقه *السادسة عشر*


بقلم منى احمد


أنا ضد الكسر

🍂🍂🍂🍂


تتألم منذ البارحة ولم يغمض لها جفن فصورته وهو يضم جسد تولين اليه ويقبلها لا تفارق مخيلتها وزاد من تألمها أنه تحاشاها تماما منذ غادرا شقته, عذبها أهتمامه بتولين طوال الطريق حتى لحظة وصولهم الى القصر لتتبعه كما طلب منها الى تلك الغرفة التى اشار لها بأنها ستكون لها طوال اقامتهم هنا وغادرها مسرعا حتى انها لا تعلم بأى غرفة ستقيم تولين, تركت فراشها الذى شعرت به كالاشواك اسفلها واتجهت الى الشرفة ليصدمها جلوسه برفقة تولين ونهاد والابتسامة تنير وجوههم فأغمضت عيناها وهى تضغط على قلبها الذى شعرت وكأنه نبضاته سلبت منها, تراجعت الى الداخل واتجهت الى المرحاض وقفت اسفل الماء بملابسها تبكى تلك الهدنة التى اوهمت نفسها انها استعادت قلبه خلالها لتصحو على صفعته التى نالت منها, انتحبت بقوة وهى تجفف جسدها وعقلها يذكرها بوعده لها بالكسر لتعلن بكل استسلام بأن نبيل فاز عليها بعدما ضمن امتلاكه لقلبها, غادرت المرحاض وارتدت ملابسها وقد تبدلت نظراتها كليا بعدما نفضت ضعفها عنها وهى تحدق بانعاكسها في المرآة وقالت:


فاز عليا وايه يعنى انما كسرنى لا مستحيل يكسرنى .


غادرت آلاء غرفتها وهى تغنى بسخرية وتقول:


أنا بنت مصر أنا ضد الكسر .


لتنتبه لخروج بهير من أحدى الغرف فنادته وقالت:


بهير استنى عوزاك فحاجة مهمة . بقلمى منى أحمد حافظ 


التفت بهير اليها وحدق بها بدهشة وقال:


انتى جيتى امته وبعدين انتى فالدور دا بتعملى ايه هو مش مفروض تبقى فاوضة نبيل تحت .


رسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها وقالت:


وابقى مع نبيل تحت ليه ايه يا بهورتى اوعى تكون صدقت ان انا ونبيل متجوزين بجد لا دى فترة مؤقته كدا وبعدها كل واحد فينا يروح لحاله ويشوف حياته المهم سيبك منى وخلينا فهنادى ناوى تروح لها النهاردة زى ما اتفقنا ولا هتقولى وراك شغل و تتحجج.


أشار لها بهير لتقترب منه ومال على اذنها وقال:


مخبيش عليكى انا خايف من اخوكى بعد اللى عمله امبارح لما شاف الصورة بتاعتى انا وهنادى.


نظرت له آلاء بدهشة وقالت:


وهو آنس عمل ايه انا كل اللى اعرفه انه كان هيطحن آسر بس آسر علم عليه جامد زى ما اتفقنا معاه .


ازاح بهير نظارته الشمسية عن وجهه وقال:


دا بقى اللى عمله اخوكى بعد ما آسر علم عليه سيادته جه هو وعلم عليا وطبعا بابا وماما عرفوا بموضوع هنادى ومن وقتها وحالة الطوارىء اعلنت فالقصر ماما اخدت جنب لوحدها ومصرة انى اسيب هنادى وبابا بص لى وسكت ومتكلمش معايا وطبعا الست بسمة عملت نفسها من بنها دخلت اوضتها وقفلت على نفسها.


ابتسمت آلاء ومدت اصابعها وتحسست تلك الكدمة التى زين آنس وجه بهير بها وقالت:


يا حرام يا بهير, اقولك اعتبر ان اللى بيحصل لك ضريبة طيشك زمان ولا انت فاكر ان شربك للخمرة وعيشة الفساد اللى كنت فيها ملهاش ضريبة .


زفر بهير وهو يخفى عيناه بنظارته مرة اخرى وقال:


متفكرنيش بقى بحياتى دى انا ما صدقت نسيتها بس تعرفى يا لولو انا ساعات بستغرب من نفسى اوى واقول ازاى من قاعدة واحدة معاكى قدرتى تغيرينى كدا وتخلينى اشوف نفسى صح واعرف ان الطريق اللى كنت ماشى فيه هيبقى سبب ضياعى لو ملحقتش نفسى ,


صمت بهير ونظر اليها بمودة وقال:


الا يا لولو انتى بجد عملتى فيا ايه .


شردت عنه آلاء تتذكر ذلك اليوم الذى راقبت الجميع يغادر غرفة بهير بعد ان سخرت منه بقسوة على صفحات السوشيال ميديا ووقفت أمامه تحدق به بأسف حين لمحت انكساره ووجدت نفسها تقترب منه وتربت على كتفه وتقول:


اول مرة تنكسر مش كدا بس تعرف انها مش هتبقى اخر مرة لانك فكل مرة هتخرج فيها وتسهر مع صحابك وتشرب وتسكر هتتكسر فيها لحد ما يجى اليوم اللى تلاقى نفسك ضايع ولوحدك ومافيش حواليك الا الرقاصة اللى لما اول ما فلوسك تخلص هتسيبك وتنفض اللمة الكدابة من حواليك ما اصل صحاب الكاس دول عاملين زى الخمرة بالظبط يا بهير اول ما يروح مفعولها مبتسبش غير الندم .


انصت بهير لها وهو يتعجب من نفسه لجلوسه امامها منتظرا المزيد من كلماتها ليسمعها تضيف :


الحق نفسك يا بهير واتغير قبل ما الزمن يعدى ويتسرق منك عمرك فكاس وسيجارة الحق نفسك وارجع لربنا قبل ما تخسر دنيتك واخرتك.

بص انا مش هقولك شوف اخوك واتعلم منه لا انا هقولك بص على والدك وشوف انت ازاى اهنته وكسرته لما حس انه معرفش يربيك وانت راجل ومكلف حس بيه وفكر لو انت مكانه هيبقى احساسك ايه وانت شايف ابنك بيضيع ادامك وبيضيع تعبك ومجهودك وشقاك على الفاضى صدقنى يا بهير احساس صعب اوى على النفس لما تشوف حته منها بتضيع .


فرت دموع بهير امامها فأدركت آلاء انها حديثها أصاب قلبه فتنهدت بأرتياح وقالت:


انا هسامحك يا بهير على اللى عملته معايا اول ما جيت هنا وهطلب من ربنا انه يسامحك علشان ميجيش عليك اليوم اللى تشوف واحد مستهتر بيتحرش بيها اصل يا بهير كل حاجة بيعملها الانسان فحياته بتكون دين فرقبته لازم يرده ويا يترد له الدين زى ما عمل يا يترد له خير جزاء عمله الصالح .


بهتت ملامح بهير تماما فتهاوى بجسده يرتجف وهو يحدق بوجه آلاء فخرجت منها الكلمات تعبر عن تأثره :


انا ليه ملاقتش حد زيك فحياتى من زمان ينصحنى و يعاتبنى ويفهمنى تصرفاتى الغلط قبل ما اوصل للى وصلت له دا .


ابتسمت آلاء وقالت:


علشان كان لازم توصل للى انت فيه دا وتتعلم منه وتراجع نفسك وتبدأ من جديد.


حدق بها بهير بأمل وقال:


وتفتكرى ينفع أبدأ من جديد .


اومأت آلاء بسعادة وقالت:


طبعا وهتبقى احلى بداية خصوصا لما تقوم تصلى كدا وتشكر ربنا انه انقذك قبل فوات الاوان وتنزل تروح الشركة مع والدك وتقف جانبه تتعلم منه ازاى تشيل المسئولية معاه وتعتذره بعملك مش بكلامك علشان يسامحك. 


انتبهت آلاء لصوت بهير يقول:


ايه روحتى فين بقولك نبيل بينادى عليكى .


هزت آلاء رأسها وسارت بجوار بهير وقالت:


هنزل له دلوقتى بس المهم كمل جميلك بقى وروح لهنادى ونفذ الخطوة الاخيرة وياريت تقدر تقنعها انها تتعالج .


اتسعت ابتسامة بهير وقال بزهو :


لا لو على موضوع العلاج متشليش هم انا اقنعتها وحجزت لها كمان عند دكتور شاطر اوى .


توقفت آلاء عن سيرها ونظرت له بدهشة وقالت:

ايوة يا عم مين قدك نجحت فاللى فضلت اتحايل عليها فيه لساعات عموما شكرا يا بهير حقيقى بجد انا مش عارفة اشكرك ازاى انك كنت عند حسن ظنى فيك انا قولت من الاول مش هيحلها الا بهورتى.


آلااااااء .


انتفضت آلاء والتفتت تحدق بوجه نبيل الذى صم بصياحه اذنيها وهو يقف على أول السلم يحدق بها بغضب زفرت آلاء وبادلته التحديق وقالت:


نعم يا سى نبيل خير عاوزنى انقع لك رجلك فمية سخنة تانى ولا محتاج لى المرة دى اغسلك هدومك. الموناليزا 


تقدم منهما نبيل ونظر لها بغيظ وقال:


انتى ايه اللى موقفك مع بهير لوحدكم كدا.


عقدت آلاء ساعديها واجابته ببرود :


واقفة بتكلم معاه عادى يعنى ولا اقولك أعتبر انى واقفة معاه بحكم انه أقرب جار ليا فالدور دا .


انتفخت اوادج نبيل من حديثها الساخر وازدادت تقطيبته فاشاح بعيناه عنها ونظر الى شقيقه وقال:


وسيادتك مش مفروض كنت صحيت من بدرى وروحت الشركة علشان ترتب للاجتماع .


تعجب بهير من توبيخ نبيل له فقال موضحا :


الاجتماع اتاجل ميعاده يا نبيل وعموما انا رايح الشركة اهو المهم انت جاى معايا ولا هتتاخر.


اعاد نبيل عيناه على آلاء وقال :


لا انا هتأخر شوية علشان هحاول اصلح اللى هببته امبارح لما روحت خطبت من ورا ابوك .


اتسعت عينا بهير بدهشة فقال بسخرية وهو يغادر:


سبحان الله الدنيا اتهدت لما بهير خطب من ورا بابا اومال يعنى متهدتش ليه وانت بتتجوز مرتين من وراه .


ارتسمت ابتسامة ساخرة على زاوية فم آلاء وهزت رأسها وابتعدت عن نبيل متجهه الى الاسفل فسمعته صوته يقول :


آلاء استنى انا عاوزك فموضوع .


تذمرت آلاء والتفتت اليه وقالت:


موضوع ايه خير .


حاول نبيل اخفاء غيرته التى سيطرت عليه حين رأها تتسامر مع شقيقه ولكنه فشل تماما فخرج منه صوته حادا وهو يقول:


انا بقول ان مافيش داعى انك تفضلى هنا فلو سمحتى حضرى شنتطتك علشان هترجعى الشقة تانى و.


اكفهر وجه آلاء واحست بالحزن حين ادركت بأن نبيل يحاول ابعادها عن حياته خاصة انه لم يأت على ذكر تولين فأشتعلت نفسها بالغيرة ونظرت له بحدة وقالت:


طيب ما اقولك على حل اريح ايه رئيك ترجعنى بيت بابا احسن وتفكك منى خالص وتعيش حياتك براحتك وزى ما انت عاوز بدل ما كل شوية وضبطى شنطتك هنروح نقعد مع بابا وبعدها بخمس دقايق تقولى يلا هترجعى الشقة نبيل هو انت عاوز ايه بالظبط .


أحتلهما الصمت وهما يتبادلان النظرات ليقطع صوت تولين التى ظهرت فجأة تلك اللحظة بينهما وهى تقول :


بلبل انت هنا يا حبيبى وانا بدور عليك تحت .


بوغتت آلاء بتصرف تولين وهى تحاوط بيدها جزع نبيل فبدلت عيناها بين وجهه ويد تولين حوله فأغمضت عيناها وقالت بحزن :


انا بقول ان معاك انا هروح احضر الشنط عن اذنكم .


اسرعت آلاء في خطواتها الى غرفتها تنهر نفسها لتأثرها بما رأته ,  و بالاسفل توارت بسمة خلف ذلك العمود حتى اكمل نبيل هبوط السلم برفقة تولين التى التصقت به تماما فشعرت بالضيق لالتصاقها به بتلك الطريقة وما ان رأته يغادر حتى اظهرت نفسها لتولين التى اجفلت لرؤيتها فأقتربت بسمة منها وقالت بعصبية :


ممكن افهم معناه ايه اللى شوفته دا .


اشاحت تولين بعيناها بعيدا وقالت:


وهو انتى شوفتى ايه بالظبط.


صاحت بسمة تنهرها بحدة وقالت:


تولين بلاش تستغبى معايا انتى كنتى حاضنة نبيل ليه انا عاوزة افهم معانها ايه حركاتك دى .


نظرت لها تولين باستخفاف وقالت :


انا مبعملش حركات يا بسمة وبعدين انا كنت بتكلم مع نبيل فموضوع ولا هو ممنوع عليا اتكلم مع جوزى .


اشعلت كلمات تولين غضب بسمة ورمقتها بنظرات ساخطة وقالت:


نعم يا تولين هو مين اللى جوزك ااااه ايوة كدا بانى على حقيقتك , 


صمتت بسمة وسحبت نفسا غاضبا واردفت :


قال جوزها قال لا وبتسئلى ممنوع اه يا ست تولين ممنوع عارفة ليه علشان انتى اللى جيتى وطلبتى تنضمى لنا وفضلتى تعيطى وتقولى ساعدونى وانا اختكم وكلام كتير فاضى تصدقى ان انا غلطانة انى كدبت احساسى وسمعت كلام آلاء وشوفتك بعيونها فاكرة آلاء اللى قالت لى اوعى تظلمى تولين دى محتاجة للى يقف معاها ويصاحبها وانتى أهو طلعتى ممثلة دخلتى بينا علشان تعرفى اسرارنا وتضربى آلاء بيها عموما انا كنت شاكة فيكى اصل اللى تفضل تتكلم مع ماما ليل نهار استحالة يتصلح حالها . بقلمى منى أحمد حافظ 


ارتبكت تولين امام هجوم بسمة ولكنها اخفت ارتباكها ورفعت اصابعها تتأمل اظافرها ببرود وقالت لتزيد سخط بسمة :


عموما انا منسحبة من الحزب بتاعكم ولو على اسراركم فهى متهمنيش لان اللى يهمنى هو نبيل وبس وبما انى عرفت كل حاجة كنتم عاوزين تعملوها فيه فاحب اقولك انى صارحته بيها علشان ياخد حذره منك انتى وآلاء اما بقى النص اللى يخص آنس فأنا محبتش أزود المشاكل عليكم وسكت يعنى صعبتم عليا فقلت بلاش احكى حاجة عنه لنبيل علشان الكلام ميوصلش ل آنس .


لمعت عينا بسمة بالغضب ورمت تولين بنظرات اشمئزاز وقالت:


لا كتر خيرك عموما الواحد مش بيتعلم ببلاش وبعد كدا هناخد بالنا قبل ما نصاحب حد واطى زيك .


لم تقوى بسمة على البقاء بجانب تولين اكثر فاستدارت وصعدت الى آلاء التى ما ان ولجت الى غرفتها حتى وجدتها تبكى بقلب منفطر فأقتربت منها ولمست كتفها وقالت:


لولو.


ادارت آلاء وجهها وحدقت بوجه بسمة بحزن وهزت رأسها ,فجلست بسمة بجوارها واردفت:


تفتكرى في حد يستاهل انك تعيطى عليه بالشكل دا .


أشاحت آلاء بعيناها بعيدا عن بسمة وقالت:


اه في اللى يستاهل اعيط علشانه وبحرقة كمان لما تكون دموعى دى عليا انا ,


اضطربت ملامح بسمة وشعرت بالحيرة فمدت آلاء يدها ومنعت بسمة من الحديث واردفت:


انا يا بسمة عشت حياة كل واحد وحاولت اصلح لكل واحد حياته على حساب حياتى انا وقلبى اللى كسرته بايدى لما حبيت اخوكى اللى واضح انى مفرقش معاه , بس عارفة يا بسمة انا اللى غلطت من الاول لما رخصت نفسى ووافقت نبيل انه يكذب على والدك وقبلت امثل انى مراته عموما انا خلاص هصلح كل غلط عملته ,


صمتت آلاء ووقفت أمام صديقتها بوجه متجهم وقالت :


انا قررت انى ارجع بيتى يا بسمة وأطلب الطلاق من نبيل.


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


وفى غرفة المكتب جلس جويد يحدق بوجه شويكار يشعر بأنه على وشك الانفجار وتابعت هى بسكون حالته التى انذرتها بالخطر ووجدت ان عليها ان توضح له بتأجيل اعلانه لزواجهما فقالت:


جويد لو سمحت ممكن تهدى وتحاول تفمهنى انا لما طلبت انك تأجل مش لحاجة غير انى شايفة الوضع متأزم فالبيت و نهاد مش عاوزة تهدى وطايحة فالكل فبلاش نزود المشاكل مشكلة اصعب .


وقف جويد دون ان يجيبها وجذب شويكار من يدها وغادر مكتبه وحاولت هى منعه ولكنه لم يعد يرغب في المزيد من التأجيل فاخذت تناديه بتوسل ولكنه صم اذنيه عنها وتابعتهم تولين بدهشة وتوقف جويد فجأة في منتصف ردهة القصر ونادى بصوت مرتفع وقال :


يا نهاد يا بسمة باللى فالبيت هنا تعالوا انا عاوزكم كلكم هنا .


استدارت تولين لتنصرف فأوقفها جويد وطالبها بالبقاء لم تمض ثوان حتى هبطت بسمة ترافقها آلاء بملامح وجه متجهمة وولجت نهاد من الخارج وحدقت بيده التى تحتضن على يد شويكار فرفعت حاجبها باستنكار وقالت :


في ايه يا جويد ومالك ماسك ف شويكار كدا ليه .


شحب وجه بسمة حين استوعب عقلها ما ينتوى والدها فعله وهزت رأسها تنهاه ولكنه اشاح بوجهه عنها وحدق بوجه نهاد وقال:


انا ماسكها كدا علشان عاوزك تعرفى انها مراتى وانى خلاص استكفيت من انها تكون زوجة فالسر وهى الاحق بان الكل يعترف بيها .


خفضت شويكار رأسها حرجا بعدما لاحظت عينا نهاد التى حدقت بهما في صدمة ولكنها نفضت صدمتها وتقدمت منهما ووقفت امام جويد وقالت صوت جليدى:


عارف يا جويد انا كنت مستغربة اوى موقفك من نبيل لما اتجوز الخدامة بس دلوقتى فهمت انت ليه مرفضتش ووافقت على الجواز ورحبت بيها بينا ودا طبعا قبل ما نعرف انها بنت الادريسى . بقلمى منى أحمد حافظ 


رفع جويد حاجبه واجابها ببرود مماثل :


وياترى الهانم فهمت ايه.


ابتسمت نهاد بسخرية وقالت:


فهمت ان ابنك نبيل طالع ليك بيحب يرمم ويتجوز الخدامــــــــ .


اوقفتها صفعة جويد عن اكمال اهانتها لشويكار وصاح بغضب يقول:


احفظى ادبك ولسانك يا نهاد بدل ما ارمى عليكى يمين الطلاق دلوقتى واوعى تفكرى انى هسيبك تهينى الست اللى ضحت بكل حاجة ورضيت تعيش فالضل رغم ان مكانها النور علشان هى الاحق والاولى منك .


استشاطت نهاد غضبا وقالت:


بقى الخدامة احق منى انا نهاد هانم .


ترك جويد يد شويكار وقبض على ساعد نهاد بقسوة وقال:


ايوة شويكار الاحق لانها انسانة مافيش منها انسانة بتدى مش بتاخد عوضتنى الحرمان اللى عشته سنين مع واحد متعجرفة بتبص للناس من فوق واللى يهمها مظهرهم ومعاهم كام واحدة مش شايفة غير الالماظ والدهب والفلوس ومافيش على لسانها غير هات واحدة قلبها حجر حرمتنى من ولادى ومنعتنى اعيش الابوة معاهم حرمتنى من حنانهم وقربهم منى وياريتها كانت ام ليهم انما لا كانت سيباهم لغيرها يربيهم علشان تعيش لانانيتها هى وبس عرفتى مين الاحق يا نهاد شويكار اللى فاكرة ان كلمة خدامة هتقل منها دى عندى تساوى مليون واحدة من عينتك واحطها تاج فوق راسى لانها قدرت تحتوينى وتحافظ على بيتى وبعدين انا عارف وانتى عارفة يا نهاد انك مش مضايقة من جوازى من شويكار على قد ما انتى خايفة على مظهرك وشكلك ادام الناس لما تعرف ان جويد فضل شويكار واتجوزها عليكى.


حاولت نهاد مقاطعة جويد ولكنه لم يمنحها الفرصة بل حدق بها متحديا ليردف :


بقولك ايه انتى من النهاردة تسيبى الجناح اللى انتى قاعدة فيه وتطلعى تقعدة فالدور التانى لانى ناوى اجدد الديكور بتاعه علشان يليق بشويكار .


ضربت نهاد الارض بقدميها فلأول مرة تشعر بالهزيمة فصاحت بحدة وهى تراه يصطحب شويكار الى الخارج وقالت:


جويد استنى هنا انت سايبنى كدا ورايح فين اقف عندك وكلمنى .


توقف جويد والتفت اليها ورمقها بصرامة وقال:


اخر مرة صوتك يعلى ادامى يا نهاد فاهمة أما بقى رايح فين فانا هاخد شويكار ونسافر نغير جو اسبوعين تلاتة لحد ما مهندس الديكور اللى اتفقت معاه ما يخلص لنا الجناج . الموناليزا 


واستدار عنها جويد وهو يحيط شويكار التى جعلتها الصدمة تلزم الصمت وتابع سيره ليضيف قبل ان يغادر ليجهز عليها :


نهاد نسيت اقولك ان مافيش خروج طول ما انا مسافر و انك لو خرجتى برا من غير اذنى مش هترجعى القصر تانى سلام.


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


حاول آسر ان يثنى شقيقه ويمنعه عن مراقبة منزل هنادى ولكن آنس لم يستمع له وغادره ليتخد مكانه يراقب مدخل المنزل وحين صف بهير سيارته أسفل البناية غادرها ووقف مستندا عليها واخرج هاتفه وهاتف هنادى التى وقفت تلوح له من شرفتها وهو الامر الذى فَجر غضب آنس ليرمى حذره تماما ويعبر حرم الطريق دون ان يراقبه فلم ينتبه لتك السيارة التى أتت مسرعة واصطدمت به ليسقط آنس أمام عينا هنادى التى تزامن خروجها من البناية لتراه مسجى أرضا أمامها وقد أغرقته الدماء تماما .

              الحلقه السابعه عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>