رواية سندريلا فى بيتى الحلقه الثالثه3بقلم مني احمد حافظ



 #سندريلا_في_بيتى




الحلقه *الثالثة* 



بقلم منى احمد  حافظ 


*كرولا*

🍂🍂🍂


كادت ولاء تطيح بمهاجمها و قد تدافع الدم بعروقها بغضب و 



هى تدفع مهاجمها ارضا و اتسعت عيناها حين وقع بصرها على 


بسمة فصاحت و قالت :


انتى يا شيخة حرام عليكى خلتينى قطعت الخلف في حد 



عاقل يعمل اللى عملتيه..


مدت ولاء يدها بعد ان القت كلماتها و ساعدت بسمة على 



الوقوف فنفضت بسمة ملابسها و هى تأن و قالت :


انتى ايه قطر يا آلاء و الله حرام عليكى و بعدين انا الحق عليا 



لما شوفت والدك قاعد مع بابا جوا و عرفت انك لسه مرجعتيش خوفت تدخلى


 و يشوفك و يعرف انك هربانة عندنا و تبقى ليلة يا آلاء ..


شحب وجه آلاء و جذبت بسمة بحدة من ملابسها و قربت 



وجهها اليها و شعرت بسمة بالخوف بسبب نظرات آلاء الغامضة 


فهمست بصوت مهزوز :


آلاء اعقلى كدا و متنسيش انى فالاول و الاخر زميلتك و غلبانة 



و انتى عارفة انى بخاف من



 خيالى فبلاش تكشرى فوشى كدا و ترعبينى احسن اصوت و 


هوب تلاقى الكل هنا و تنكشفى ..


تركتها آلاء و زفرت بغضب و قالت و هى تتوارى عن العيون :


و هو بابا هنا من امته يا بسمة ..


اتسعت ابتسامة بسمة رفعت حاجبها بظفر و قالت :


ايوة كدا قرى و اعترفى انك آلاء الادريسى عموما اطمنى 



والدك مشى من ساعة و انا قولت اشتغلك علشان اكشفك يا جميل ..


زمت آلاء شفتيها و نظرت بتوعد لبسمة و عادت تجذبها من 


ملابسها مرة اخرى فصاحت بسمة باستسلام :


آلاء انا معاكى مش ضدك و هساعدك خصوصا بعد ما سمعت 



اتفاق والدك مع بابا و فهمت السبب اللى خلاكى تسيبى البيت و توهمى والدك انك سافرتى


 رحلة تبع الكلية المهم الكلام هنا مش هينفع لان شوية و 



الاستاذ بهير اخويا هيخرج و طبعا هيتسحب زى الحرامية زى 


كل يوم ووراه نبيل و هنبقى عرضة نتكشف فانا هستناكى 


فاوضتى بالليل اطلعى و هنقعد نتكلم مع بعض فكل حاجة و 



تفهمينى ازاى تقبلى على نفسك تبقى خدامة و انتى اميرة و ملكة فبيتكم ..


اومأت آلاء و تنهدت بارتياح و قالت :


بصى لو هتعملى فيا معروف يبقى سبينى انام براحتى احسن 


انا اليومين اللى فاتوا دول شقيت كتير اوى فبيتكم و بصراحة اخوكى طلع مهمل اوى 



و اوضتة تعبتنى على ما خلصتها دا غير اوضة والدتك و قطتها 


اللى مش بيحلى لها تبهدل الدنيا الا و هى نضيفة فلو ممكن 


تخلينى انام بدل ما اطيح فيكم بجنانى علشان منمنتش .. 


ضحكت على ملامح وجهها بسمة و قالت و هى تضمها بمزاح :


خلاص انا هفهم شوشو انك راحة بكرة بأمر منى انا و نامى براحتك تمام كدا ..


قبلتها آلاء و اسرعت الى غرفتها و بدلت ملابسها بعدما تأكدت 



من وصدت باب غرفتها و اسندته بمقعد حتى لا يلج الى داخل غرفتها ايا كان و ارتمت


 فوق الفراش و اغمضت عيناها و لكنها سرعان ما عادت و 


اعتدلت و جلست و هى تنهر نفسها لعدم نومها و قالت بسخط :


و بعدين بقى هو انا مش عارفة انام ليه و انا مقتولة تعب 



بالشكل دا يا ربى انا نفسى انام و لو ساعة دماغى هتشت و بعدين هو بابا كان هنا ليه



 و اتفاق ايه اللى عمله مع جويد اوووف بقى هو انا مش 



هخلص من العيلة دى و لا ايه بس عارفة يا بت يا لولو شغلك 


فالقصر هنا احسن حاجة حصلت لك علشان انتى بالشكل دا هتعرفى 



كل اسرارهم و خباياهم و هتقدرى ترفضى الجوازة و انتى 



مرتاحة لا و مش كدا و بس دا انا هلاعبهم و اللهو الخفى 


هيتسلى عليهم واحد واحد و اولهم نهاد هانم و قطتها ..


و اسرعت آلاء الى خزانتها و اخرجت جهزها اللوحى و سحبت 



قلمه و أخذت تخط فوق شاشته بحركات مدروسة و سريعة بعض الرسومات و اندمجت



 فيما تفعل و لم تنتبه الى الساعات التى اخذت تجرى لتشرق 



الشمس عليها حين انهت رسمتها الساخرة و كتبتها أسفلها :


اختنقت منك فالى اين الفرار و انتى تلتصقين بى ليل نهار , 



هكذا استجارت تلك الكلبة المسكينة التى لا تجد من ينقذها من بين يدا كرولا ..


لمعت عينا آلاء بسخرية و هى تضغط على ارسال لترفع صورها 


الجديدة لتسدد الى نهاد صفعة مؤلمة على صفحة موقعها السرى "سخافات مجتمع" , 



و اغلقت آلاء جهازها بعدما حذفت كل ما يدينها من عليه و 



اعادت الجهاز الى حقيبته و عادت الى فراشها لتستسلم الى 



النوم و هى تبتسم بسخرية متخيلة وجه نهاد حين ترى تخيلها الجديد ..

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

استيقظت آلاء على اصوات حادة و عالية و سمعت طرقات على باب غرفتها فانتفضت 


فوق فراشها و اسرعت و ابعدت المقعد و فتحت الباب و 



شعرها مشعث مغمضة العين و استمعت الى توبيخ شويكار تقول :


يا بنتى و الله حرام عليكى كل مرة تخضينى بالشكل دا ايه يا 


ولاء في حد ينام و يصحى و شعره عامل كدا انتى يا بنتى فوقى و اصحى لى كدا 


احسن الدنيا والعة فوق و شكلها الحرب هتقوم و الست نهاد لا هى على حامى و لا بارد و صاحية بترعد زى عواصف امريكا و طلباكى فاوضتها .. الموناليزا 


حاولت آلاء فتح عيناها و هى تتمنى لو تعود للنوم مرة اخرى و لكن الحاح شويكار عليها لتصحوا جعلها تنتبه لحديثها فقالت بصوت ناعس :


خلاص هغسل وشى و اطلع اشوفها عاوزة ايه اوووف هو الواحد ميعرفش يريح فالبيت دا شوية ..


هزت شويكار رأسها بتعجب و قالت :


يابنتى لسانك دا هيوديكى ورا الشمس لو حد سمعك اتفضلى روحى اغسلى وشك و حاولى 



تسرحى شعرك اللى من منظره باين ان مافيش مشط اتحط فيه ليه سنة المهم اتصرفى و لمى شعرك دا و غيرى هدومك و اطلعى للهانم فاوضتها ..


اومأت آلاء و قالت :


حاضر نص ساعة و هطلع اشوف الهانم ..


و استدارت آلاء صوب مرحاضها و هى تسب كرولا في نفسها لتتسع ابتسامتها و هى تتذكر تلك الصورة الهزلية التى صورت آلاء فيهم نهاد بصورة كرولا و هى تحتضن كلبتها التى تصرخ مستغيثة ..


هرولت ولاء الى الاعلى بعدما جمعت شعرها بعشوائية و طرقت باب جناح نهاد و سمعت صوتها الحاد يأذن بالدخول فدلفت و هى تخفى ابتسامتها فسمعت صوت نهاد يقول :


اخيرا الهانم شرفت ايه سنة علشان تطلعى تشوفى شغلك ..


همست ولاء بصوت خفيض و قالت :


و الله يا نهاد هانم انا ريحت لما الانسة بسمة اذنت لى انى اخد اليوم راحة علشان كدا صحيت متأخر عموما انا بعتذر لحضرتك ..


رمقتها نهاد بنظرات التعالى و اتجهت اليها و سلمتها توستا و قالت :


خدى توتسا و حضرى لها الحمام و اعملى لها مساج و اياكى تدخلى الشاور فعنيها و بعد كدا رتبى لها شعرها و هاتيها علشان تفطر و بعد كدا ابقى نضى الجناح كويس ..


توجهت ولاء و هى تحمل توستا الى المرحاض ووضعتها في المغطس و نظرت لها و قالت :


بقى انا على اخر الزمن احمى الكلاب و ماله اما نشوف اخرتها معاكى ايه يا ست كرولا اما خليتك تقولى حقى برقبتى مبقاش انا اللهو الخفى ..


و بالخارج ولج بهير الى الغرفة و جلس بجوار ولدته و قال :


مالك يا ماما سمعت ان في حد ضيقك قوليلى مين اللى اتجرأ و زعل القمر بتاعى ..


تطلعت نهاد الى ابنها و قالت و هى تعقد حاجبيها :


سيبك من اللى زعلنى و خلينا فالمصايب اللى سيادتك عملتها تسمح بقى يا استاذ تقولى كنت فين امبارح ..


ارتبك بهير و تهرب من نظرات والدته و قال :


انا انا كنت سهران مع صحابى يعنى عادى يا قمر دى سهرة عادية و بعدين انا هفهك موضوع الصور علشان تطمنى  ..


سحبت نهاد هاتفها بعصبية و فتحت معرض الصور و ثبتته على احدى الصور و وضعتها نصب عيناه و صاحت و قالت :


هى دى السهرة العادية يا بيه انت فضحتنا بعمايلك عموما ابقى شوف بقى والدك لما يعرف بكل اللى عملته دا و ابقى ورينى هتعرف تخرج بالليل ازاى ..


تجهم وجه بهير و زم شفتيه و قال :


اوووف بقى انا مش عارف انتم ليه مصعبينها كدا عليا اشمعنه انا اللى كل تصرفاته حطينها تحت المنظار ما كل صحابى عايشين و بيسهروا و بيشربوا 



و بيبقى معاهم بنات و اهاليهم مش بيقولوا حاجة و بعدين متخافيش اوى كدا البنات اللى معانا عارفة كويس هى بتعمل ايه و مش بتتكلم .. بقلمى منى أحمد حافظ 


زفرت نهاد بحدة و قالت :


يا ابنى مينفعش ابن جويد يتصور و هو فحضن رقاصة يا بهير و بعدين ليه تتشبه بصحابك ما عندك نبيل اهو عمره ما عمل تصرف واحد من تصرفاتك دى ..


قطب بهير وجهه و وقف محدقا بوجه والدته بضيق و قال :


يادى نبيل اللى كل حاجة تقارنونى بيه يا نهاد هانم نبيل دا دقة قديمة حاجة كدا مبتعرفش تضحك بنى ادم كئيب مش عنده غير الشغل و بس


 انما انا مقدرش احرم نفسى من متع الحياة و اقفل على نفسى زيه بصى كفايا عليكم اتنين عاقلين و سيبونى انا اعيش حياتى 


من غير عقد و اطمنى الرقاصة دى بنت ناس و يهمها اوى ان محدش يتكلم عليها و السهرة دى فبيتها و الصور اللى وصلت لك انا عارف اتبعتت لك ليه دى كانت رهان بينى و بين



 صحابى و زى ما اتبعتت ليكى صورى صور صحابى اتبعتت لاهاليهم و الرهان اللى هيغيب عن سهرة النهاردة هيدفع عشر تلاف جنية و انا بقى مش ناوى اخسر الرهان و مش ناوى ادفع



 مليم انا اكسب و بس فحكاية انى مخرجش و الكلام دا شيليه من دماغك لانى هخرج تمام كدا و دلوقتى قوليلى بقى مين اللى زعلك و خليكى مضايقة كدا ..


كادت نهاد ان تقص على بهير تلك الصور التى تشير اليها على ذلك الموقع السخيف و لكنها تطلعت الى ابنتها الى دلفت الى الغرفة و على وجهها ابتسامة 



سخرية فرفعت نهاد حاجبها فهى تعلم ان ابنتها تأخذ منها موقف الضد فأشاحت بوجهها عنها فوقفت بسمة بجانب شقيقها و مدت يدها بهاتفها اليه و حدق بهير بصور والدته لينفجر



 ضاحكا بسبب هزلية الصور فاستدارت نهاد و رمقته بنظرات نارية في نفس اللحظة التى


 خرجت فيها ولاء تحمل توستا بين ذراعيها و قد ابتلت ملابسها كليا و التصقت بجسدها



 فجمد بهير نظراته عليها و رمقها بعينان نهمة فتجمدت ولاء في مكانها و هى تحاول ابعاد ملابسها الملتصقة عن جسدها و حدقت بسمة بها فأسرعت و اختطفت معطف والدتها المنزلى


 و احاطت به جسد ولاء لتخفى ما تكشفه الماء عن عين شقيقها بعدما فهمت مغزى نظراته و صاحت نهاد بغضب تنهر بسمة لفعلتها و تقول :


ايه اللى انتى عملتيه دا دا روبى يا بسمة انتى اتجننتى  ..


التفتت بسمة الى والدتها و قالت بحدة :


و ايه يعنى يا ماما هو حضرتك مش شايفة توستا عملت فيها ايه و لا عوزانى اشوفها



 واقفة مبلولة كدا و اسيبها و بعدين دا مجرد روب و حضرتك عندك كتير عموما متزعليش هبقى اجيبلك واحد غيره ..


زفرات حارة غاضبة خرجت من صدر ولاء أمام شعورها بالضيق بسبب صمت بهير 



و نظراته الوقحة لها و موقف نهاد السلبى فاستدارات تخفى حرجها و اهانتها التى شعرت بها و قالت و هى تحاول التماسك :


انا هروح اغير هدومى و اجى انضف الجناح يا هانم ..


و اسرعت ولاء في خطواتها و هبطت درجات السلم و هى لا ترى امامها بسبب غيوم الدموع التى تكاثفت داخل عيناها و لمحها نبيل بهيئتها تلك 



و هو يغادر غرفة المكتب و ادرك ان نهاد نالت منها بتصرفاتها المهينة فلحق بها و قبل ان يطرق باب غرفتها وصل الى سمعه صوت نحيبها فطرق و قال من خلف الباب :


انسة ولاء انتى كويسة ممكن تطمنينى لو سمحتى ..


ازداد نحيب ولاء و هى تستمع لصوت نبيل القلق و لكنها لم تجيبه فلم يجد نبيل امامه غير ان يفتح باب الغرفة ليطمئن عليها فقال و يده على مقبض الباب :


انا مضطر افتح لانى بالشكل دا قلقت عليكى ..


وولج نبيل ووقع بصره عليها و هى تجلس ارضا تحيط جسدها بذراعيها و رأسها بين ركبتيها تبكى فشعر و كأن تلك الدموع التى يسمع نحيبها تؤلم قلبه 


فلم يدرى انه أغلق باب الغرفة خلفه و اتجه صوبها و جلس بجوارها و سحب رأسها الى


 صدره فدفنت ولاء رأسها في صدره و ازداد محيبها و بكائها بربت نبيل بحنو على رأسها و قال :


مافيش اى حاجة فالدنيا دى كلها تستحق انك تبكى عليها بالشكل دا ممكن لو سمحت تبطلى عياط و تفهمينى حصل ايه و ايه اللى عمل كدا فيكى .. الموناليزا 


رفعت ولاء رأسها على مضض و قد احمر وجهها بشده لحرجها حين ادركت انها سكنت بين ذراعيه و ابتعدت عنه بتلقائية فابتسم نبيل امام حرجها و قال :


على فكرة انا شايفك زى بسمة اختى علشان كدا متحملتش انى اسيبك تعيطى و دلوقتى احكى لى بتعيطى ليه كدا ..


تاه نبيل امام عفويتها  حين مسحت بيدها دموعها و بدأت تحدثه بصوت يحمل اثر شهقات البكاء لتكمل ولاء الصورة بمسحها انفها بكم روب نهاد و قالت بعفوية متناسية كامل حذرها :


الست كرولا و المستئذبة اللى هى مربياها فهيئة كلب دى بهدلونى توستا هانم اول 



ما فتحت لها المية فضلت تخبط و لا اللى بيغرق و فضلت تنط عليا و كانت هتعضنى و انا خوفت اطلع صوت لاحسن كرولا 



تفتكر انى بعذب كلبتها و اتحملت البهدلة و لما طلعت بيها لاقيت انسان الغاب طويل


 الناب اخوك واقف معاها و بيبص لى بصات مهينة اوى و لولا اختك بسمة ادتنى الروب اغطى نفسى من عنين اخوك اللى عاوزة رصاصتــــ ..


صمتت ولاء حينما انفجر نبيل ضاحكا و انتبه عقلها الى ما تفوهت به فوضعت يدها فوق فمها و اشتعل وجهها حرجا اكثر  فأشاحت بوجهها و همهمت معتذرة و قالت :


انا اسفة و الله مكنش قصدى حقيقى مش عارفة قولت الكلام دا ازاى عموما انا خلاص


 قررت انى امشى من هنا انا يا عم مش حمل البهدلة دى انا جيت اساعد فحفلة و هوب لاقيت نفسى شايلة قصركم كله


 فوق راسى و بصراحة بقى انتو عالم تنكة و بتبصوا للناس من فوق و مهملين معلش بقى



 انا لسانى دايما فالت منى ما انا مقدرش اشوف ناس مهملة اوى كدا بتكسل تعلق هدومها 



و ترمى زبالتها فالباسكت و كأنهم عندهم اعاقة يا عم دى حتى النظافة من الايمان و كله كوم و المستئذبة دى كوم تانى



 اللى يشوفها من بعيد يقول كلبة كيوت و مسكينة و هى وحش على هيئة كلب ..


ازدادت ضحكات نبيل حتى دمعت عيناه امام عفوية ولاء و لسانها السليط و حدقت


 ولاء في وجهه و وجدت نفسها تتمعن بعيناها به و قد سحرتها ملامحه التى اضائتها الابتسامة فقالت بتيه و هى تنظر اليه :


تصدق ان شكلك احلا و انت بتضحك ..


توقف نبيل عن ضحكه و هز رأسه بتعجب و قال :


و تصدقى انى اول مرة اشوف واحدة زيك كدا لسانها سابق 



عقلها عموما متزعليش انا عارف ان شغل القصر كتير بس انا 


هتكلم مع مدام شويكار انها تشوف ناس تساعدك و متقلقيش 


مش هخليكى تدخلى جناح كرولا تانى ..


تملك الحرج من ولاء و احمر وجهها بشدة و انتبهت انها باحت 



باسم نهاد الذى استخدمته في صورتها الهزلية فحمحمت و 


قالت لتنقذ نفسها من ذلك المطب و قالت :


معلش انى قولت عليها كدا بس اصل انا شوفت الصورة اللى 


نازلة عن نهاد هانم على النت و مقدرتش امنع نفسى ..


حدق نبيل بها بعدم فهم لجهله ما تقوله فاستدركت ولاء حيرته و قالت :


هو حضرتك مشوفتش صورة الهانم اللى نازلة على النت ..


نفى نبيل برأسه فسئلته ولاء عن هاتفه و طلبت منه فتح 


صفحته الشخصية على تطبيق الفيس فاعطاها نبيل هاتفه و 



اخذته ولاء و بحثت عن موقها على الفيس و اعادت الهاتف الى 



نبيل فقرأ نبيل ما دون عن نهاد زوجة والده و انفجر ضاحكا مرة اخرى و قال :


تخيلى انى عاوز اشكر اللى عمل البوست دا لانه بصراحة 


وصفها بشكلها الصح بس عارفة انا اول مرة اشوف الاكونت دا 


باين كدا انه كونت هزلى و ساخر ..


اومأت ولاء و قالت :


اه مانا مشتركة فيه اصله بينتقد المجتمع بطريقة كاركتير و 



بيعجبنى اوى ابقى اشترك فيه و شوفه هيعجبك اوى و 



يخرجك عن مود الجدية اللى انت عايشها دى..


 و ارتجفت ولاء لتدرك انها تناست بلل ملابسها فاستندت الى 



حافة فراشها لتقف و اسرع نبيل هو الاخر ووقف و ابتعد عنها 


حتى يتيح لها الوقوف دون حرج و لم تنتبه ولاء لطول الروب 



الذى ترتديه و هى تهم بالتحرك فتعثرت بطرف الروب ليتلقاها 



نبيل بين ذراعيه و جمد كلاهما و احسا بتوقف الزمن حولها 



حين تلاقت عيناهما معا و اضطربت مشاعر نبيل حين احس 


بارتجافة ولاء بين ذراعيه فانحنى برأسه دون وعى منه حين 


سيطرته عليه رشعة شفتيها و احس انها تدعوه ليلثمها و لبى 


نبيل الدعوة حين وصدت ولاء عيناها امامه مستسلمة للحظة 



و بالكاد مسهما بشفتيه حتى انتفض كلاهما حين ادفعت بسمة 



الى داخل الغرفة تصيح بصوت مرح و تقول :


انتى يا لولو يا مصيبة دا ايه اللى انتى هببتيه دا ..


و اوقفت بسمة صياحها و قد اتسعت عيناها حين ادكت ما 



يدور بينهما فوقفت امامهما عاقد لساعديها و قالت :


اسفة انا ..


اسرع نبيل منع بسمة من اكمال حديثها و قال بعدما انتبه لفعلته :


دى ولاء اتكعبلت و انا لحقتها عموما انا كنت ماشى ..


و التفت نبيل الى ولاء و رأى وجهها المشتعل و قد وضعت 


اصابعها فوق شفتيها ابتسم غمزها و قال :


اعتبرى نفسك اجازة النهاردة يا ولاء و انا هبلغ مدام شويكار عن اذنكم ..


و انسحب نبيل فاسرعت بسمة و اغلقت الباب خلفه و 



استدارت تواجه ولاء و قالت :


يا جمالو يا جمالو ايه هى السنارة غمزت و لا ايه ..


اسرعت ولاء و نزعت معطف نهاد و القته بوجه بسمة و 



انسحبت الى مرحاضها هربا من الموقف و وصلت اليها ضحكة 



بسمة و سمعتها تقول بهمس من خلف باب المرحاض :


هو نبيل يتحب بصراحة بس خلى بالك هو مفروض عليه 



جوازة من بنت ناس اغنية اوى و لو حد عرف ان نبيل جويد  


كان فاوضة ولاء الخدامة الدنيا ممكن تتشقلب و متهداش ..


اخرجت ولاء رأسها من المرحاض و قالت و هى ترمق بسمة 



بنظرات نارية تملكتها الغيرة :


بنت مين دى ان شاء الله اللى تستحق واحد زى نبيل ..


ضحكت بسمة حين ادركت غيرة صديقتها و قالت و هى تغمز لها :


هششش انت متقدريش عليها دى تفرمك ..


اغتاظت ولاء اكثر بسبب غموض بسمة فسحبت منشفتها و 



اخفت بها جسدها و خرجت مندفعه و قبضت على ملابس بسمة بعصبية و قالت :


بسمة بلاش تعصبينى بدل ما اطلع عليكى اللى هعمله ف 



هنادى مين دى اللى تفرمنى ايه ما تفوقى و تعرفى انتى بتكلمى مين ..


رفعت بسمة يداها باستسلام و قالت و هى تضحك بشدة :


اهدى يا كبير اهدى انا بتكلم عن آلاء الادريسى عروسة اخويا 



نبيل اللى بيخططوا ازاى يجوزهم لبعض ..


و هنا انفجرت ولاء ضاحكة و قالت :


يا شيخة آلاء ايه و دى تيجى ايه جنب ولاء محمود ..


و انفجرت الفتاتان في الضحك  

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


و بداخل قصر الادريسى حاول آسر ان يهدى من غضب والده و قال :


بابا لو سمحت ممكن تهدى الامور متتعالجش كدا حضرتك 




اتاكدت ان آلاء سافرت اسبانيا عند خالتو  تينا و خالتو بنفسها 



طمنتك عليها فارجوك اديها بقى فرصتها علشان تفكر براحتها 



هى وعدتك انها هتفكر فموضوع نبيل جويد رغم انك متأكد 



مليون فالمية انها فالاخر هتوافق علشان ترضيك يبقى ليه بقى 



المؤامرات اللى روحت تعملها مع جويد دا ضد آلاء ..


زفر محمود و قال :


يا آسر افهم اختك عنيدة و صوتها من دماغها و سفرها دا مش 



مطمنى يا ابنى جويد دا مش مجرد رجل اعمال و الموضوع 



مش زى ما انت فاهم جويد فهمنى ان ابنه رافض الجواز من 


بعد ما البنت اللى كان هيتجوزها ما سابته و اتجوزت صاحبه و 



هو مش عاوزه يتجوز بنت اخت مراته تولين و نفس الوقت 



مش عاوزه يفضل قافل على نفسه بالشكل دا و حياته كلها جد 


كانه فسجن هو فهمه انه محتاج ليا علشان مستقبله السياسى 



و اعماله و اجبره انه لازم يتجوز من اختك و انا كنت حابب 


اوضح لاختك كل حاجة لانى عارف انها تقدر تغير طبع نبيل و 


بعدين ما انت عارفه انسان كويس و هيقدر يحتوى جنان 



اختك و اندفاعها و لا انت مش عارف مصايبها على النت و 


اللى بتعمله .. الموناليزا 


ارتبك آسر و حاول ان يتهرب من نظرات والده فربت محمود على كتف آسر و اردف :


انا عارف اللى اختك بتعمله على النت و الموقع اللى مرفوع 



عليه قضايا سب و تشهير و عارف انك جبت لها محامى يساوي 



لها القضايا يا ابنى انا محمود الادريسى و تبقى عيبة فحقى لما 


معرفش بنتى بتعمل ايه من ورايا ..


زفر آسر و فكر ان علم والده ان شقيقته ليست في اسبانيا 



سيهدم العالم للبحث عنها و هو وعدها ان يتستر على اختفائها 



و لكنه لا يدرى لما شعر بالقلق عليها فجأة .,. غادر آسر حينما 



أدرك تأخر على موعده فأسرع في قيادة سيارته و ارتفع رنين 


هاتفه فسحبه من جيب حُلته و انزلق منه هاتفه فانحنى 



ملتقطا اياه و لم ينتبه للطريق و أعتدل لينتبه لسرعته و فجأة 



ظهرت أمامه تلك الفتاة من العدم فضغط على مكباح سيارته و 



يده تقبض بقوة على عجلة القيادة و تهدجت انفاسه حين ادرك 



انه سيصطدم بها لا محال ..

                   الفصل الرابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>