رواية سندريلا فى بيتى الحلقه الخامسه5بقلم مني احمد حافظ



رواية  #سندريلا_في_بيتى



الحلقه *الخامسة* 



بقلم منى احمد حافظ


عروس خارج التوقعات 

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


و كأن نبيل قد ألقى إحدى قنابل الصمت المميتة بينهم و التى تسببت في صدمتهم كليا فقد جحظت عيون البعض و أتسعت الأخرى بغضب مقيت و أخرى وقفت تحدق ببلاهة تدرك أن في الأمر شىء مريب , جال نبيل   على وجوههم و أخفى سعادته بسبب ردة الفعل التى نالت من والده و زوجته و شقيقه و لكن عينا شقيقته هى ما أثارت حفيظته ف ألتفت برأسه إلى ولاء التى تجمدت تماما بين ذراعيه و تسرب القلق إلى نفسه حين لاحظ شحوب بشرتها فتمنى لو كان أخبرها بما قرر فعله و انتفض نبيل على صيحة نهاد الساخطة بعدما استعادت كامل إدراكها و سمعها تقول :


مراتك إيه يا نبيل مش معقول أنت هتعمل اعتبار للخدامة علشان الساعتين اللى قضتهم معاها بقولك إيه سيبهالى و أنا هتصرف معاها أنا فاهمة الأشكال دى بتتمسكن علشان تنول غرضها بس أنا مش هخليها تطول حاجة أنا هصلح الغلطة اللى وقعتك فيها البت دى هديها قرشين و تغور من هنا ..


احتقن وجه نبيل بغضب و ارتجفت ولاء بجانبه و التفتت اليه و نظرت إليه بانكسار و هى لا تصدق ما سمعته من نهاد فالتزمت بالصمت و هى تتابع ما يدور حولها ووقعت عيناها على عين صديقتها فاشارت بعيناها لتلزم الصمت و وصلها صوت أنفاس نبيل الغاضبة فرأته يغادر الفراش و شهقت حين رأت صدره العارى و أقترب نبيل من نهاد بغضب و هو يصيح بها :


انتى بتقولى ايه ازاى تفكرى للحظة انى هسمح لك تمسى مراتى بكلامك بصى يا مدام نهاد ولاء دى مراتى على سنة الله ورسوله و مش هسمح ابدا ان اى حد يقلل منها و خلاص الهدوء السخيف اللى كنتى   حطاها فيه انتهى من اول ما بقت مرات نبيل جويد و حذارى حذارى أن اى حد يفكر انه يتطاول عليها انا بحذر الكل و لو تحذيرى مش مفهوم انا مستعد احذر بطريقه تانية مأظنش انها هتعجبكم.. بقلمى منى أحمد حافظ 


ارتبكت نهاد أمام هجوم نبيل فاحتمت خلف جسد زوجها و قالت بصوت اودعته كل قدرتها على التمثيل لتظهر بمظهر الضعيفه :


جويد انت انت سامع ابنك بيقول ايه و لا عاوز يعمل ايه انا مش مصدقة نفسى بجد.. 


أعترض جويد على موقف نبيل و حديثه و تحرك و حجب نهاد عنه و قال:


ايه يا نبيل هتنسى نفسك و تتطاول على مراتى و أنا واقف و لا إيه اتفضل ألبس هدومك أنت و الهانم اللى معاك و حصلنى على المكتب تحت و يكون معاك دليل كلامك و اظن انت فاهم انا قصدى ايه ..


و رمقه والده بنظرات غامضة جعلت الشك يسكنه و سمع همهمة نهاد الغاضبة و هى تتبع والده الذى جذب يدها بقوة خلفه و اشار نبيل برأسه الى شقيقته لتتفهم بسمة مطلبه فدفعت شقيقها بهير الذى تحولت نظراته الى السخرية التامة ليرمى ولاء بنظرة توعد و ما ان اغلقت بسمة باب غرفة شقيقها خلفها حتى التفت نبيل و نظر باعتذار الى ولاء التى حدقت به بانكسار و همت ولاء بمغادرة الفراش فانتبهت الى ما ترتديه فاطلقت صرخة خوف    و رفض فجذبت غطاء فراشه لتخفى ما تظهره منامتها عن عيناه و اشتد خفقان قلبها و اخذ عقل ولاء يراجع ما حدث فلم تتذكر شىء غير قول نبيل الاخير لها قبل ان يقوم بتخديرها و ازداد غضبها منه و لم تشعر بيدها التى سحبت منفضدة سجائره من فوق الكمود بجانبها وقذفته بها و حاول نبيل تفاديها و لكنها ارتطمت برأسه و تملكه الدوار فترنح و سقط فوق جسدها فوق الفراش فصرخت ولاء مرة اخرى وهى تدفع جسده الثقيل عنها و قالت ببكاء حين وقعت عيناها على دمائه النازفة من جبينه :


يا خبر ابيض انا قتلته قتلته يعنى هدخل فيه السجن و محدش هيصدق انى بدافع عن نفسى و انه خدرنى وورطنى معاه من غير ما اعرف  , 


و صمتت ليعلو صوت نحيبها بعدما استطاعت الابتعاد عن نبيل و بحثت بعيناها عن اى شىء تضمد به ذلك الجرح فابتعدت عنه و أسرعت الى مرحاضه و بللت منشفته و عادت اليه و مسحت عن وجهه تلك الدماء و سحبت زجاجة عطره من فوق الكمود و نثرته حول انفه بكثرة فانتبه عقل نبيل و استعاد وعيه و اخذ يسعل بقوة   و هو يشعر بألمه يزداد فى رأسه فحاول الاعتدال و لكن هاجمه الدوار مرة اخرى و انحت ولاء ارضا و اخذت منفضدة سجائرة و مالت فوقه و هى ترفعها عاليا و لمحها نبيل و اوقفها قبل ان تعيد اليه الضربة مرة اخرى و قال بصوت متألم:


طيب الضربة الاولانية و عدت على خير لو ضربتينى تانى كدا هتروحى فداهية و بعدين فى حد يفوق حد زى ما عملتى دا انتى لو عاوزة تخنقيني مكنتيش رشيتى كل البرفان دا المهم سيبى اللى فايدك يا ولاء و اقعدى علشان انا عاوز اتكلم معاكى ..


بدلت ولاء عيناها بين وجهه و بين المنفضدة فخفضت يدها و احتضنت المنفضدة بقوة و ابتعدت عنه و قالت :


اى كلام هتقوله مش هيصلح الجريمة اللى انت عملتها و اظن انت عارف عملت ايه كويس بتخدرنى و تجيبنى اوضتك و و ..


تحامل نبيل على شعوره بالألم و دواره و أعتدل و جلس و قال لها بأسف حين رأى دموعها التى جعلتها لا تكمل حديثها :


انا عارف ان اللى علمته غلط بس انتى اللى اوحيتى ليا بالفكرة لما حكيتى لى الفخ اللى بتنصبه ليا نهاد و تولين و قلت لازم أسبق الكل و اخليهم يفوقوا بقى و يعرفوا ان مش كل حاجة الفلوس و المركز و المظاهر و مكنش فى افضل من انى ..


اسرعت ولاء و قاطعته بألم و قالت :


و مكنش فى افضل من انك تجيب الخدامة اوضتك و تضحك عليهم بيها علشان تذلهم و تقلل منهم لما تبقى على علاقة بالخدامة اللى دخلتها وسطهم و ساويتها بيهم بس نسيت حاجة مهمة انك كمان    بينت لى انا قد ايه انت ندل و خسيس و معملتش اعتبار ان الخدامة دى عندها كرامة و احساس و انها فالاول و الاخر بنى ادمة ليها حق تعيش زى اى حد ..


ازداد احساس نبيل بالندم حين رأى حزن ولاء و رأى دموعها و سمعها تضيف بقولها :


لما انت جبان كدا و مش قادر على مواجهة والدك و خايف ترفض العروسة اللى جيبها ليك بتستغلنى ليه , هيفيدك بايه اللى انت عملته عجبك بصة الاحتقار اللى مرات ابوك بصتهالى و لا عينين ابوك اللى قالت   لى هندمك يا خدامة علشان اتطاولتى على اسيادك و لا مشفتش عنين البية المحترم اخوك اللى فاكرنى ببسطك و عاوزنى ابسطه و اقضيها معاه هو كمان كل دا انت مشفتوش علشان مشفتش الا نفسك و انانيتك لما فكرت تكذب عليهم و توهمهم انك اتجوزت الخدامة و ايه يعنى ما هى خدامة تبوس ايدها وش و ضهر بقى و هرميلها قرشين فالاخر مش كدا عموما انا مش هكمل فاللعبة بتاعتك و بالنسبة للضربة اللى فراسك    فياريتها كانت اكبر و ياريت تسيب علامة علشان كل ما تبص لنفسك فالمراية تعرف قد ايه انك متختلفش عن اخوك بهير فاخلاقه الواطية بس لازم تعرف ان فى فرق بينك و بين بهير ان هو صريح و معترف بسوء اخلاقه انما انت عامل نفسك نبيل الاخلاق و انت انت ..


اجهشت ولاء بالبكاء و لم تستطع الخوض اكثر فى الحديث معه و استدارت لتغادر فاسرع نبيل و اعترض طريقها ووقف امامها يشعر بعدم توازنه و قال :


حقك عليا يا ولاء بس انا مش وحش ولا واطى بصى انا معترف انى غلطت و كان مفروض افهمك هعمل ايه قبل ما انفذ بس انا خوفت ترفضى و انا كنت عاوز ابوظ تخطيط نهاد باى شكل و اقطع عليها الطريق  ..


رمته ولاء بنظرات استخفاف و هزت رأسها و قالت :


مش مكسوف من نفسك و انت بتقول الكلام دا يا استاذ نبيل كان سهل اوى انك متقعش ففخ نهاد مرات ابوك لو فهمتها انك عارف باللى بتخططه و الاسهل انك كنت تتكلم مع تولين نفسها اصل مافيش افضل من الصراحة    و الطريق المستقيم او كنت سافر لحد ما يزهقوا و يسبوك فحالك انما انت اخترت الاسهل تضربهم بنفس اللى كانوا هيضربوك بيه و نسيت ان الوسيلة اللى استخدمتها مش من حقك اصلا عموما انا خلاص ماليش قعاد عندكم تانى و همشى و دلوقتى قولى هدومى فين خلينى البس و امشى من هنا ..


هز نبيل رأسه بالرفض و قال :


ولاء مينفعش ابدا تمشى و تسبينى خصوصا بعد ما الكل عرف انك مراتى و اظن انك سمعتى بابا و هو بيقول عاوزنا فالمكتب ..


رفعت ولاء حاجبها باستهجان و قالت بعصبية :


و اظن كمان انه طلب دليل جوازك منى تسمح تقولى بقى هتجيبله قسيمة جوازنا منين دلوقتى .. الموناليزا 


ازدرد نبيل لعابه و تهرب من عيناها و قال و هو يدرك انها ستثور عليه حتما :


ماهو انا كنت عامل حسابى يعنى و و ..


عقدت ولاء حاجبيها و قبضت بقوة على المنفضدة و احس نبيل انها ستناله بها حتما فاردف و هو يباغتها بالقرب منها :


جبت عقد عرفى من عند محامى صاحبى و مش ناقص الا امضتك عليه و هتبقى ادام الكل مراتى ..


كادت ولاء تعيد ضربه و لكن يد نبيل اسرعت و قبضت على يدها و قال بهمس :


ولاء ارجوكى تسمعينى كويس انا عارف انك مش طيقانى بس انا كنت محتاج فعلا انى اخد خطوة ضدهم خصوصا بعد ما عرفت انهم اللى بوظوا خطوبتى الاولانية و خوفوا البنت اللى حبيتها و كرهوها فيا و خلاوها تتجوز صاحبى و انتى بنفسك كشفتى لى خطتهم إنى اتجوز    بنت راجل الأعمال الإدريسي و بنفسك كمان فهمتينى نهاد عاوزة تعمل ايه علشان كدا انا قلت اسبقهم و صدقينى جوازى منك هو الحل و العلاج علشان يفهموا إنى انسان ليه حق عليهم و انهم اتدخلوا فحياتى أكتر من اللازم و لازم بجد يوقفوا عند حدهم قبل ما يبوظوا حياتى اكتر من كدا و حياة بسمة و انتى بنفسك شوفتى عدم اهتمامهم ببهير وصله لفين ولاء ارجوكى مترفضيش و وافقى تكملى معايا و انا اوعدك انى هحافظ عليكى بحياتى و هعتبرك زى بسمة و اكتر.. 


كادت ولاء ترفض طلبه و لكنها فكرت فى الفرصة التى أتيحت لها لترد الصفعة لبهير و نهاد التى تبجحت بكلماتها و لم تراعى أى شىء فزفرت وهى تحدق بعيناه التى نظرت لها بتوسل و قالت :


أنا عارفة إنى هندم على اللى هعمله بس ماشى انا موافقة و على فكرة هلزمك بكلامك إنت متقربش منى و تسبنى اتصرف معاهم زى ما أنا عاوزة طالما عاوز الحال يتعدل.. 


اتسعت إبتسامة نبيل و اسرع الى خزانة ملابسه و سحب ورقتين و التفت إليها و قال :


أمضى بقى على النسختين و خلى واحدة معاكى.. 


سحبت ولاء نسختى العقد منه ووجدت توقيعه فنظرت له وقالت :


أنت مجهز كل حاجة كنت واثق اوى انى هوافق.. 


اومأ نبيل و قال : 


لأنى عرفت انك استحالة تتخلى عنى فوقت انا محتاج لك فيه.. 


اشاحت ولاء بعيناها عنه و اخذت من يده القلم ووقعت و شهقت حين كادت تكتب اسم آلاء و أضطربت يدها و هى تخط بجانب اسمه اسم ولاء محمود فابتسم لها نبيل بسعادة و قال :


مبروك يا ولاء مبروك.. 


🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂


وقفت ولاء بجانب نبيل بعدما تعمدت إطلاق صراح شعرها الغجرى حولها و أرتدت أحد قمصان نبيل فوق بنطالها لتربك نبيل كليا بمظهرها الخلاب و تابعهما جويد بنظراته الغاضبة و أشار إليهما بالجلوس أمامه فتعمدت ولاء الجلوس بعشوائية فطوت ساقها أسفلها و قالت :


أنا عارفة يا حمايا إنك مصدوم علشان خبينا عليك جوازنا بس يعنى الظروف هى اللى أجبرتنا اننا لامؤاخذة نتجوز عرفى عند محامى اصل ميصحش يعنى  انك تضغط على نينو انه يتجوز بت البشوت و هو فالسن دا أن كانت البنات محدش يقدر يجبرها يبقى معقول تجبر نينو حبيبى انه يتجوز غيرى عموما يا حمايا متقلقش من اى حاجة انا هشرفك و هفضل شايلة شغل القصر على كتافى اومال مش بيت جوزى حبيبى لازم يفضل فلة.. 


ارتدى نبيل قناع اللامبالاة أمام والده و بذل مجهودا ليكتم ضحكه حتى لا يثير غضب والده فولاء باغتتهما سويا بفعلتها و حديثها و الذى ظهر أثره    على وجه والده الذى اتسعت عيناه بصدمة و هو يراها تجلس بتلك الطريقة و تحدثه دون تحفظ.،. تابعت ولاء ردة فعل جويد فرأت ألا تترك له الفرصة ليتحدث و اسرعت و قالت :


ها يا حمايا هتعمل لنا حفلة انا و نبيل علشان تعرف الناس اننا اتجوزنا أمته.. 


لاحق نبيل وجه والده المحتقن بشدة و شعر أن ولاء نالت منه بقوة فقال و هو يحتضن يدها :


انا بقول نخليها آخر الأسبوع يعنى يادوب نعزم الناس و اجيب لك فستان حلو كدا.. 


غمزته ولاء و قالت :


لااا انا عندى فستان جديد يا نينو بلاش تكلف نفسك و لا انت عاوز حمايا يفتكر انى متجوزاك علشان طمعانة ففلوسك لااا انا نفسى عزيزة و محبش اخد    فلوس متعبتش فيها أبدا و مش علشان بشتغل فالبيوت و بنضف ابقى طمعانة ابدا يا نينو انا لولا الظروف اللى حصلت و ان ابويا أدين لما ضمن واحد صاحبه و ضحك عليه فقلت أخرج اشتغل علشان اساعده و أسد معاه الدين اللى ملناش اى ذنب فيه و.. 


ابتلعت ولاء حديثها حينما وقف جويد بحدة و حدق بهما و صاح بعصبية :


ليكى ساعة مش مدية حد فرصة يتكلم ممكن تسكتى مش عاوز اسمع صوتك يا تتفضلى تطلعى فوق و تسبينى مع نبيل لوحدنا و انا شايف انك تطلعى فوق احسن.. 


التفت نبيل إليها و اومأ لها فوقفت ولاء و اتجهت صوب جويد و مالت على يده و سحبتها و قبلتها و قالت :


بما انك حمايا و بقيت فمقام ابويا ف واجب عليا اسمع كلامك و احترمك.. 


و أعتدلت ولاء و أبتسمت لجويد و أردفت لتفاجئه :


انا ملاحظة أن وش حضرتك مصفر شوية اقولك على ما تخلص كلامك مع نينو هروح احضر لحضرتك كوباية لبن دافية بالعسل باللوز اصل ماما الله    يرحمها كانت دايما تقولى أن اللبن بالعسل و اللوز بيهدى الواحد و حضرتك واضح انك بتجهد نفسك اوى و محتاج حاجة تهدى جسمك من التعب عن اذنكم مش هغيب.. 


و غادرت ولاء متجهة إلى المطبخ فقابلتها شويكار التى حدقت بها بصدمة فتملك الخجل من ولاء و ازدردت لعابها و قالت :


لو سمحتى كنت حابة احضر مج لبن بالعسل و اللوز علشان عمى جويد..  بقلمى منى أحمد حافظ 


فرغت شويكار فاها و حدقت بوجه ولاء بدهشة و قالت :


عاوزة تحضرى ايه لمين.. 


ابتسمت ولاء و قالت :


أصل عنى جويد شكله مرهق اوى فقلت احضر له مج اللبن.. 


و بداخل مكتب جويد لزم نبيل الصمت أمام والده الذى تفرس فى ملامحه و قال :


بقى هى دى اللى تتجوزها و تدخلها العيلة يا نبيل انا مش عارف هقول ايه للادريسى لما يعرف انك رفضت بنته و اتجوزت دى انا مش عارف ازاى تتصرف بحماقة كدا دا اخوك اللى داير على حل شعره و كل يوم سهر عمره ما يغلط الغلطة بتاعتك دى.. 


قطب نبيل حاجبيه و قال : 


بابا أنا قولت لك من الأول و كنت واضح معاك أنا رافض تدخلكم فحياتى بالشكل دا و انت اللى مش مقتنع و شايف ان لازم أنا اللى أضحى علشان مستقبلك السياسى و مركزك فالسوق و بين رجال الأعمال ميتهزش و مش مهم عندك ابنك هو عاوز ايه زى بالظبط ما    عملت مع خطيبتى روحت انت و نهاد هانم سممت أفكارها و دفعت فلوس لصاحبى و جبت له عربية و خليته يتجوزها علشان مش من مقام العيلة الكبيرة عموما يا جويد باشا لو اختيارى المرة دى مش عاجب حضرتك فأنا هاخد مراتى و امشى و ابقى جوز بقى ست الحسن و الدلال آلاء الادريسى لابنك بهير و خليه يشرفك وسط رجال الأعمال عن اذنك.. 


توارت ولاء و ابتعدت حتى لا يراها نبيل و هو يغادر فقد صم اذنها صوته العالى و رنت كلماته بداخلها فعقدت حاجبيها و قالت :


يادى الخيبة بقى انا اتجوز بهير يا خبر ابيض دا انا مش طيقاه لا هو و لا أمه العقربة بس وحياة ما زعلوك يا نينو لاخليهم يندموا على كل حاجة عملوها فيك.. 


دلفت ولاء الى غرفة المكتب فوجدت جويد يستند برأسه إلى مكتبه بتعب فأقتربت منه ووضعت كوب الحليب أمامه و ربتت على كتفه فرفع رأسه و نظر لها بغضب فابتسمت ولاء له و قالت :


شكل حضرتك يا حمايا تعبان اوى اقولك على حاجة انت تشرب مج اللبن دا و بعدها هعملك مساج لكتافك و ضهرك و ان محستش بالراحة بعدها قول انى مش بفهم حاجة.. الموناليزا


لم يدرى جويد لما نفذ لولاء ما أرادت فمد يده و ارتشف الحليب ليراها تستدير خلفه و تبدأ فى مساجها له ليتحول غضبه منها إلى راحة غريبة و أحسها و كأنها ضغطت على زر ما و أطفأت انفعاله و قلقه فتراخت أعصابه تماما و أغمض عيناه مستسلما ليدا ولاء التى ابتسمت بسعادة فجويد يذكرها بوالدها حين يرهق نفسه بالعمل و تقوم هى بتدليك كتفيه ليغمض عيناه و يرحل ف النوم و حين أنهت ولاء مساجها له لفت نظرها شويكار التى    وقفت تحدق بها بدهشة و تعجب شديد ف أشارت لها ولاء بالمغادرة فتركتها شويكار و اتجهت إلى خزانة صغيرة و أخرجت غطاءا سميكا و غطت به جويد لتغادر مصطحبه ولاء ووقفت بجانبها فجذبتها شويكار إلى المطبخ وقالت لها بعدما تأكدت بأنهما بمفردهما :


أنا عاوزة أفهم بقى انتى مين بالظبط و بصراحة علشان أنا مش داخل دماغى خالص إنك خدامة و جاية هنا تاكلى عيش فيا تتكلمى معايا دوغرى يا اما هخدك كدا عند جويد بيه و نشوف بقى رأيه ايه .. 


                  الحلقه السادسه من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>