رواية ابن عمي الفصل الثامن والتاسع عشر بقلم ريهام محمود



رواية ابن عمي 

بقلم ريهام محمود

الفصل الثامن عشر

وقف يوسف أمام باب منزل رضوان ..تنفس بعمق قبل ان يقرع الجرس ..ليفتح رضوان له الباب ..
رضوان"بذهول"يوسف!!
يوسف:هتقولي ادخل ولا هتسيبني ع الباب..
رضوان"وهو يسد بذراعيه الباب"لا هسيبك ع الباب ..خير!
مين يارضوان"تسائلت أروى من خلفه..
ليهتف" مفيش حد ..
انزعج من الموقف كزعلي اسنانه واستدار كي يغادر ..ليستوقفه رضوان..بعد ان تنحي عن الباب ليفتحه علي مصرعه "ميهنش عليا ارجعك..تعالي خش..
ليدخل بخطي بطيئه ويتجاوز رضوان للداخل ..
أروى:يوسف..منور ياحبيبي..
وتأخذه وتجلس معه ببهو المنزل ليأتي رضوان ويتوسط الأريكه ..محاولا تجاهل وجود يوسف امسك بهاتفه واخذ بالتقليب..
يوسف"محاولا قطع صمت رضوان واستفزازه"يالاا قول انا اسف وانا هسامحك علطول وارجعك الشغل تاني..
وقد تجهمت قسماته صاح بغضب"دنتا اللي تعتزرلي وتترجاني اسامحك وبردو مش هسامحك..
أروي"وهي تضرب علي صدرها بلطف محاوله لاستعطافه"خلاص يارضوان عشان خاطري بقي..
مازال علي وضعه"لا..
هتف بمشاغبه "منتا لو مسامحتنيش هقوم ابوسك من بوقك ..ها قولت اي
اشاح رضوان بوجهه عنه ولم يعطيه اهتمام..لينهض يوسف من مكانه متوجه صوبه بخطي بطيئه وهو يهتف بخشونه مرحه"مكنتش عارف انك عاوز تتباس..
رضوان"وهو يحدجه بانفعال"بتعمل اي يامجنون ؟!
هبوسك ياقلبي من بوقك .."نطق بها يوسف وهو يضحك"
ليقاومه رضوان وهو يبعده عنه بكل قوته"يخربيتك ..قوم يامجنون هموت مش قادر..
أروي"وهي تقهقه"خلاص يارضوان بقي ..قول مسامح..
رضوان وهو يقاوم"الله يخربيتك انتي واخوكي ف ساعه واحده..خلاص سامحتك سامحتااك..
يوسف "بعد ان نهض من عليه وهو يقوم بتعديل ثيابه"مبتجيش الا بالعين الحمرا..
رضوان"وهو يلتقط انفاسه بشكل مضحك"الله يخربيتك لبيت أرفك جاي تبوسني بدقنك المعفنه دي..
قهقها يوسف وأروي وهتف يوسف بشقاوة"ايه يابيضه ..انتي مبتحبيش الدقن لأ دانا احلق واجيلك..
ومزحو مع بعضهم قليلا ..ثم هتف رضوان:لو عاوزني اسامحك بجد ليا شرط..
يوسف "وهو يلوي فمه بتهكم"انتو اي حكاية كلمه شرط عندكو دي ..قول ياسيدي
تصالح عمر وتتأسفله"قالها رضوان
هز رأسه بالنفي"ده مش ممكن يحصل ابدا "
......بعد مرور ساعه يجلس عمر مقابل رضوان ويوسف ..بعد ان قام رضوان بالاتصال به وطلب مجيئه وحاول اقناع يوسف بمراضاة اخيه ..
عمر "وهو يضع ساق أعلي ساق" انا لو اعرف ان البني ادم ده هنا ..انا مكنتش جيت..
رضوان:خلاص ياعمر عشان خاطري..كانت ساعة شيطان وراحت لحالها..
يوسف"ينهض من مكانه بعنف ويتجه صوبه وهو يضغط علي أسنانه ..أمسكه من رأسه رغم رفض عمر ولكنه لم يهتم برايه وقبلها بغل وهو يقول "عمر ده حبيبي..ثم توجه ببصره ل رضوان"مرضي كده ياعم ..
رضوان:طول عمري راضي عنك..
ويعود لمطرحه مقابلا لعمر هتف به بتساؤل"قولتلي هتسافر امته ..؟!
ليقهقه رضوان من قلبه علي تصرفاتهم الصيبيانيه وضرب كفا علي كف وهو يقول'مفيش فايده فيك..
.لا شئ ....
*****
بجامعه القاهرة ..
أمير يجلس علي الكرسي مقابل العميد يفصلهم المكتب..
انا عايز اعرف انا اتنقلت ليه ..فجأه كده عايزني أمضي علي جواب نقلي ..
العميد:احم..جه كام شكوي عنك ي أمير ..صدقني احسن حل النقل ..
ليضرب أمير بقبضته علي المكتب بعنف"وانا مش هسكت علي موضوع النقل ده ..ولازم اعرف شكاوي اي اللي اتقدمت ولو هوصل الموضوع لوزير التعليم العالي شخصيا ..وغادر الغرفه بغضب متوجه للخارج ..
استوقف قليلاا بعد ان استمع لرنين هاتفه ..اخرجه من جيب سرواله ليقوم بفتح الخط ..
......علي الجهه الأخري بمكان اخر ..يجلس يوسف رافعا قدميه علي المكتب ممسك بالهاتف علي اذنه يتحدث الي احدهم ..
يوسف "ببرود"اتمني النقل يكون عجبك ..!
.......
يوسف:دي قرصة ودن صغيرة كده ..اعتبرها ياسيدي تذكار..
......
يوسف"وقد احتد صوته"تهديدك ده توفره احمد ربنا ان نقلك كان ف اسكندريه ..متخلنيش احطك ف دماغي واوديك الصعيد..
.......
يوسف:بلاش تقول كلام تندم عليه ..لو عرفت انك كلمتها او قربتلها تاني ..متلومش غير نفسك ..واغلق الهاتف بوجهه دون انتظار رده ..
......
لم يتبق سوي أيام علي الفرح ..باحدي المراكز الكبري بالقاهرة يسير أحمد مع هايدي ويحمل حقائب كثيرة..
أحمد"وهو يلتقط انفاسه"اهو انا دلوقتي عرفت الرجاله مبتحبش تخرج مع الستات ليه 
هايدي"وهي تلوي شفتيها بحزن مصطنع"ليه بقي انشاءالله ..ده هما كام محل اللي دخلناهم ..
يهتف بها"كام محل اي ياظالمه..دانا نفسي اتقطع.
طيب خلاص ..هنشوف البدله بتاعتك نختارها سوا وبعدين فستان الفرح ..
نفخ ضيقا.."وااخيراا..
لتمسكه من كفه ليسرع بخطااه ..يللا ..المحل ده في بدل حلوة اوي..
....
ينتظرها أمام الجامعه بسيارته بعد ان اخبرها هاتفيا بوصوله ..سئم الانتظار وتيقن من تعمد تأخرهها..ترجل من سيارته ووقف امامها بملامح منفعله .. بعض الوقت رأها امامه انحني برأسه ارضا وهو يحاول ضبط انفعالاته ..اقتربت من السيارة ..
"خير ..عايزني ف اي"قالتها سارة بضيق
استدار صوبها بخطي جامده وفتح لها باب السيارة وهتف بجمود وهو يصر علي صدغيه بشكل ملحوظ "يمكن عشان فرحنا بعد كام يوم ..ولسه محضرناش نفسنا ..
لتجلس بالسيارة بتثاقل وتنفخ ضيقا ..
انطلقا بالسيارة لاحدي المعارض المرموقه ..ترجلا سويا ليدلفا للداخل ..حاول مسك يدها ولكنها انتفضت وبعدت ..
ايوة يافندم اؤمر"هتفت بها العامله بلطف"
عايزين نتفرج ع فساتين السواريه والافراح"قالها يوسف وهو يتجول ببصره بالمعرض..
سارا سويا ..
يوسف"مشير علي احد الفساتين"اي رأيك ف ده..
ابتسمت ببرود واكتفت بهز رأسها ..سارا علي هذا الحال حتي ضاق صدر يوسف منها 
صاح بنبرة حاده"انتي ف اي!!ماتختاري بقي وتخلصيني ..
ببرود هتفت"متفرقش ..وهي جت ع الفستان يعني!
يوسف"وهو يصر علي أسنانه بمحاوله لضبط انفعاله"براحتك ..!!
لو سمحتي يا أنسه هناخد الفستان ده"قالها لاحدي العاملات بالمعرض وهو يشير علي احد الفساتين البيضاء..
سارة"بتذمر"اي الفستان ده ده وحش اووي..
يوسف"وهو يرفع اكتافه"مش ميفرقش معاكي ..خلاص البسيه بقي..
ضربت بقدمها ارضا بطفوليه"بس مش للدرجادي..
لتشير العامله بأناملها علي الفستان "قصدك ده يافندم!!
اومأ يوسف برأسه وزادت فرحته حينما رأها بملامح عابسه..
لتنظر العامله للفستان المعلق ثم الي سارة ..
"كيف لهذه الرقيقه ارتداء ذلك الرداء!؟"
.......
اما عند أحمد وهايدي الوضع مختلف تماما ..
هايدي"اي رأيك ف الفستان ده ..
نظر الي الفستان بازدراء..لأ..
زفرت ضيقا واتجهت الي اخر"طب وده!
دقق النظر به" ده فستان عريان جدا ..هو انتي ماشيه مع عيل مسقط بنطلونه..
عقدت ذراعيها أمام صدرها .."خلاص اختار انت"
تجول بعينيه قليلا ..ثم أشار علي احد الفساتين "اي رأيك ف ده،!
لوت ثغرها بتهكم "لا..
طب ده ..علفكرة ده احلي"قالها سريعا..
لتتأمله هايدي بتأني ..
ليميل عليها أحمد ويتمتم"صدقيني مفيش احلي منه "شيك سيمبل ومحترم ..
لتومأ برأسها ماشي خلاص ..
يبقي ع بركه الله هناخد ده ..
ثم أشار للفتاه التي تعمل بالمحل ان تأتي لهم به من أجل التأكد من مقاسه وخامته ...

يطرق باب غرفة والدته بخفه.بنيته اصلاح الامور بينهم بعد عدة محاولات فاشله منه لارضائها ..ليفتح الباب ويدخل االيها بخطي بطيئه ممسك بيده حقيبه باللون ألأحمر متوسطه الحجم!!..
يجلس بجوارها علي الفراش لتشيح بوجهها بعيدا عنه وهي عاقده ساعديها أمام صدرها ..
هتسامحيني امته يا أميمه"تحدث يوسف بنبرة مترجيه"
لم تجيبه ظلت تنظر للجهه الأخري..
دانا خلاص فرحي بكرة ..يرضيكي اني اتجوز وانتي مش معايا ..
لتهتف بعتاب"منتا عملت كل حاجه وانا مش معاك ..ربنا معاك بقي
امسك كفها رغما عنها وقام بتقبيلها برفق"بلاش انتي اللي تيجي عليا ياأمي ..انتي عارفه انا كانت حياتي عامله ازاي!
ليلين قلبها من انكسار نبرته فتسقط دمعه من اعينها ليمسحها بكفه ويرتمي بأحضانها ..مسحت علي ظهره بلين تعاتبو قليلا وتصافو ..ثم نهض عن الفراش وقام بفتح الحقيبه
أميمه"ايه ده؟!
اخرج يوسف من الحقيبه فستان من اللون الازرق الداكن ذات أكمام مرصعه بفصوص فضيه لامعه ومعه وشاح بنفس درجة الفستان وتزيد منه اناقه ..
أيه رأيك يا أميمه"قالها وهو ممسك بالرداء..
يعني انت عارف انك هتأثر عليا وتخليني احضر"قالتها أميمه بتهكم..
تحدث بمرح وتباهي"طبعا ..مانا نقطه ضعفك ياوزتي..
ليمزحو قليلا سويا ..ثم تسأله عن حاله مع سارة ..
الحمدلله كويسين"قالها يوسف مطمئنا لوالدته ..
اوصته عليها ..وتمنت له الخير ..
....
[ اليوم ..بالتأكيد مختلف عن سائر الأيام السابقه ..يوم انتظره يوسف طويلا ..بالأساس لم يهنأ بنومه سرقت من جفنه النوم والراحه ..قصه عشق بدأت بانتقام ثم تحولت لحب ..حب ام تملك ..لا يهم المهم انها ستبقي معه وملكه وله حتي وان ارادات النقيض سيجبرها عليه ..لتدلف أمه الي الغرفة بهدوء ظنا منها انه نائم ..
أميمه:ايه ده اللي مصحيك بدري يا عريس..
يوسف "وهو يفرك بعينيه"انا منمتش اصلا ..
أميمه:كنت المفروض تنام لك شويه عشان الفرح والناس وكده..
لم يجيبها ولكنه استمر بمسح رأسه عده مرات ..
فتحت النافذه لتغرق الغرفه باشعة الشمس المعلنه عن انه يوم دافئ معتدل ..ليطبق علي جفنيه بشده ..
تسير صوبه لتجلس بجواره وتمسح علي كتفه بحنو "مالك ياحبيبي ..حاسه انك مضايق !!
ليتنهد طويلا ويجيب بتثاقل"لا ابدا مفيش ..عشان منمتش كويس بس..
أميمه:طب كنت عاوز اسألك علي حاجه
يوسف "باهتمام"خير يا امي"
هو احمد مش هيقول لأهله ولا اي !!اقصد محدش من أهله هيجي انهارده.."تسائلت بقلق"
ليزفر ضيقا "أميمه..مش انا قايلك ان بينه وبين اهله خلاف ..وباذن الله امايتجوز هياخد هايدي ويروح ويصالحهم 
أميمه:بس ي..
ليقاطعها يوسف وهو يشيح بيده مبسش ..وقفلي ع الموضوع ده عشان أحمد ميحرجش ولا يزعل..
لتنهض من مكانها ببطء وتردف"طيب هروح اشوف البنات بقي واصحيهم ..قوم ياللا وفوق وانزل عشان تفطر..
تغادر الغرفه وتتركه لترتسم علي ثغره شبح ابتسامه لينهض بحماس ويدلف الي المرحاض الخاص بغرفته كي يستحم ..
... مر الوقت سريعا ..والمنزل يتم تزيينه من قبل جهه مسؤوله عن تزيين الأعراس والمناسبات ..أروى وأطفالها بالبهو تطعمهم بمحايله وهي تركض خلفهم ..ليضحك يوسف علي حالهم وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا بغير فائده ..لتستوقفه أميمه 
أميمه:يوسف ..انت واقف كده ليه اومال فين الكوافير للبنات ..
يوسف :رضوان اتصل بيهم واستعجلهم ..
لتستدير عائده لمطبخها وتتركه ..ليصعد الدرج صوب غرفتها !!..
قرع الباب بتوجس وخفه مرتين وف الثالثه فتحت سارة الباب لتتفاجئ به ..
سارة"تفحصته بحاجبين مرفوعين وهتفته"خير ..
ليفتح هو الباب بكفه علي مصرعه ليتجول ببصره فيجد صديقتها تجلس وتضع انتباهها معهم ..
يوسف:عايزك في موضوع لوحدك..
لتحمحم رغد بحرج وهي تسير مسرعه للخارج"طب انا هستناكي برة ياسو ..
ليدلف يوسف بخطوات واثقه يضع كفيه في جيب سرواله يتجول بعينيه في الغرفه من اعلي لادني ..
ليبتسم بمكر ويتحدث لسارة "اخر يوم ليكي ف اوضتك ..
وهيبقي اول يوم في اوضتي. 
بملامح ممتعضه تشيح بوجهها عنه ولم تجيب..
يطول في وقفته قليلا لتهتف بنفاذ صبر وهي تقف بجوار الباب "خير ..كنت عاوزني ف اي..
يوسف"وهو يضرب علي رأسه بخفه"نسيت ..انا كنت جاي ليه .."ليقترب منها وهو يخرج من جيب بنطاله علبه صغيره مخمليه باللون الأسود وهو يرمقها بوله..
تتأمل العلبه بيده بأعين ضيقه وتتسائل"ايه دي..
ليفتح العلبه بعد ان اقترب أكثر وأكثر لتظهر عن خاتم من الألماس يدل علي رقيه وقيمته الغاليه..ليمسك كفها برقه ويضع الخاتم بأصبعها وهي مشدوهه مما يحدث ..لتنتبه لقبلته فتجذب يدها سريعا ..وتحدثه بنبرة مرتفعه محذرة"هاا..احنا اتفقنا ع اي..
ليرفع ساعديه امام وجهه مصطنع للبراءه"وانا معملتش حاجه ..
خرج من الغرفه ليستند بساعده علي الباب"مش عايزه حاجه؟!او ناقصك حاجه ..
لأ"اجابته سريعا علي مضض..
يوسف"وهو يشير بكفه علي رأسها بحركه دائريه"راجعي نفسك..
كادت بان تنطق بان الفستان يستحيل ان ترتديه وانه بشع بكل ماتحمله الكلمه من معني ولكنها فضلت الصمت واجابه مقتطبه"لا..
فهم صمتها وعبوس ملامحها ..فهو يغيظها بالفستان ..ليكتم ضحكته لتبادله بنظرة غضب ..
يوسف"وهو يوليها ظهره سلام ياموزتي مؤقت ..والتف لها بوجهه وقذف قبله بالهواء لها ..
لتسبه بنفسها علي ثقل دمه ..!
تراه ينزل من علي الدرج ويتجه للخارج ..فتهرول الي غرفه صديقتها مسرعه ..
رغد"بعد أن دلفت لداخل الغرفه"كان عايزك ف اي قليل الذوق ده؟!
لم تجيبها ولكنها رفعت كفها لتريها الخاتم ..
بأعين متسعه باعجاب هتفت رغد عاليا"واااو ..ده شكله وقع ولا حد سمي عليه..
لتتحدث سارة بتهكم "انتي طيبه اووي..يوسف بيعمل كده عشان يحافظ علي برستيجه اودام الناس..
لتهتف باستغراب رغد"معقول ..طب ليه انا شايفه غير كده!!
سارة "وهي تضحك علي صديقتها"عشان انتي مبتشوفيش..
رغد:ويمكن انتي اللي مبتشوفيش ..؟!
"لتشيح سارة بيدها وهتفت "طب تعالي نروح ل هايدي نشوفها ونطمن عليها وبالمرة اتفرج ع فستانها لو جه ..
ليسرا خارج الغرفه باتجاه غرفة هايدي.
بأحدي المنازل المتوسطه بالقاهرة ..بغرفة النوم ..يقف أحمد أمام بدلته الكحليه يرمقها بفرحه واعجاب ..ليذهب ببصرة للوحه معلقه علي الجدار أمامه لامرأه خمريه بملامح هادئه مجعده يبدو عليها الكبر والشيب..بملامح تبدلت الي الحزن ونبرة منكسرة تحدث وهو ينظر للوحه والدته "انا كنت السبب في زعلك وموتك ..ثم تابع ..ياريتك كنتي معايا انهارده كنتي هتفرحيلي اووي .."
ليقطع خلوته جرس الباب ليذهب بخطي بطيئه لفتح الباب ..ليجده حارس العقار الذي يقطن به ..
عم سيد"وهو يمد يده ليسلمه علبه رماديه كبيرة "العلبه دي جاتلك ياباشمهندس وانا طلعتهالك ..
أحمد:اه دي اكيد الجزمه ..متشكررياعم سيد ..ووضع يده بجيب بنطاله القطني واخرج بعض الأوراق الماليه واعطاهم لسيد ..
عم سيد"بامتنان"ربنا يزيد فضلك وخيرك ياكريم يابن الكرما .وربنا يتملك علي خير ..لينزل الدرج وهو يدعي له خير ..ويغلق أحمد الباب ويتجه الي عرفة نومه مرة اخري..
...
[حل الظلام ..ليسدل الليل ستائره علي منزل الزيني ..حديقة المنزل مزينه باهتمام ورقي ..والطاولات مزينه بالمفارش الذهبيه والبيضاء بشكل يسر الناظرين والموسيقي الهادئه ..ليأتي اخيرا المأذون مع رضوان ويستقبله بترحيب يوسف ومعه أحمد ..لنتوقف قليلا عما يرتديه يوسف..بدله سوداء تحتها قميص أبيض اللون بخط أسود من المنتصف وربطه عنق صغيره حول نحره تزيد من وسامته وأناقته ..
الليله حفلتين زفاف ..سيكون هو وكيل العروس مرة ..والأخري سيكون هو العريس ..ليجلس بجوار المأذون وبالمقابل أحمد بابتسامته العريضه ..ليرددا خلف المأذون حديثه ..لينتهي المأذون وهو يقول مهنأا "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخير"لتنطلق الزغاريد من الموجودين من النساء ليقف يوسف وأحمد ليتبادلا سويا الاحضان والقبلات الجانبيه الأخويه ..
....عند سارة بالأعلي ..
"بعد ان غادرت مصففه الشعر والمختصه عن التجميل وتركت سارة مع هايدي ورغد..
سارة"ببكاء طفولي"لا مستحيل البسه ده شكله وحش اووي..
رغد :طب خرجيه من الحافظه بتاعته واحنا هنقولك حلو ولا وحش ..
تجلس علي الفراش وتهتف وهي تنتحب"لا وحش جدا ..انا مش هنزل ..
هايدي"بتشفي"تستاهلي ..اومال هو اخدك معاه ليه مش عشان انتي اللي تنقي ..
رغد :ولو ياهايدي .ده ميدلوش الحق انه يجيب فستان وحش 
لتسير هايدي صوب الفستان المغلف بحافظه بيضاء ..لتنزعها عنه ..ليظهر فستان ابيض !!هايدي ورغد بنفس واحد واعين متسعه "وااااو..
لتنهض سارة عن مكانها بصدمه وامسكت بالفستان بدلا من هايدي واخذت تهز رأسها"مش هو ده الفستان والله ..ده اكيد جه غلط..
هايدى:جه غلط اي يابنتي ..هو انتو جايبين من اتليه اي كلام ..اكيد جو غيره ..
لتهتف رغد باعجاب "بصراحه زووقه حلو جداا ..
هايدي:طب ياللا بقي البسي ..انا لبست وخلصت بقالي ساعه ..
لتتنهد سارة باريحيه وتبدأ بارتدائه ..
..عوده ثانيه للاسفل ..نفس الطاوله يتوسطها الشيخ المأذون رضوان علي يمينه ويوسف باليسار ممسكين بأكف بعضهم يرد رضوان قول المأذون بزواج موكلته سارة أيمن الزيني....
ليجيبه يوسف بتهيده راحه ..وانا قبلت ..
ليختم المأذون بجملته المعروفه "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بالخير ..احضان ومباركات وتهنيئات ودعوات صادقه ..يأخذ رضوان الدفتر من المأذون ويتجه الي غرفه الفتيات للتوقيع عليه ..
ليقترب الوسيم صاحب المعطف النبيتي والبنطال الجينز الأسود ليضرب علي كتف يوسف بابتسامه غل..
عمر:مبروك ياا ..عريس
يوسف"وقد انتبه عليه وعلي نبرته ليرد باستخفاف "عقبالك ياا..عمر..
اي الحلاوة دي ياعم ..ايوة وانت مين أدك اخدت احلي بنت حقك"قالها عمر باستفزاز..
فهم يوسف مايرمي اليه ليحاول تهدئه نفسه ويشيح بوجهه للاخرين ..
أكمل عمر باستفزازه "ياللا حلال عليك ..مع ان انا كنت اولي بيها منك..
ليقتطعه يوسف وهو ممسك بياقة معطفه بعنف "خلي بالك دي مراتي دلوقتي ..كلمه زياده ومش هسيب في جسمه حته سليمه..
ليضحك عمر بنصر فقد وصل لمبتغاه استفزاز يوسف متعه بالنسبه له ..ليزيح قبضتي يوسف الممسكه به باستهزاء وولاه ظهره ليحاول يوسف ضبط انفاسه ..
... قليلا وبدأ حفل الزفاف بصعود رضوان مرة اخري للعروستين ليمسك بساعد سارة علي يمينه وهايدي ممسكه بيساره ..
بفستان أبيض جميل النصف العلوي منه دانتيل بأكتاف شفافه مخرمه بطريقه جميله ضيق عند الخصرلينزل اوسع بخامة الأورجانزا ..فستان أظهر انوثتها بشكل ملفت وجذاب بتاج فضي اللون يزين شعرها التي قررت ربطه للخلف بعمل تسريحه بسيطه تاركه لبعض خصلاتها الذهبيه السقوط علي وجهها ..اما عند هايدي ..ففستانها يتحدث بالنيابه عن أميره ترتديه محتشم من الدانتيل المبطن ضيق من الصدر والخصر لينزل اوسع كثيرا بخامة الشيفون الرقيقه ..وطرحه كبيرة بيضاء من الشيفون المطرزه بالورود الصغيرة تقريبا لا يظهر منها غير عنقها وخصلاتها الفحميه الأماميه ..
ليستقبلها أحمد بالأسفل ممسك بكفها من رضوان قام بتقبيل رأسها وهو يهمس لها"مبروك ياست البنات "لتبتسم بعذوبه "لتقابله باستحياء"الله يباركلي فيك ..
ليمسك يوسف بكف ساره محاولا ان يكون لطيفا ..رفع كفها وقبله بنعومه ..لتنظر له باستغراب ..ليدخلا سوياا الي حفل الزفاف وسط المهنئين الأصحاب والاقارب ..
ملامح غاضبه ترتسم علي وجه يوسف كلما رأي عمر او شاهد نظراته لسارة يكور قبضته بغضب يتمني ان ينهض ويكسر عظامه ذلك المستفز ..
ليقترب عمر منهما ويبارك لسارة ممدا يده قاطعها يوسف قبل ان تمد يدها واخذ يده 
يعتصرها بقوة "الله يبارك فيك ..
..قليلاا ..وبدأت الرقصه الرومانسيه بين العرسان ..ليمسك أحمد كف زوجته هايدي برقه ويتوجه بها للمنتصف ليرقص معها ..
ويأتي يوسف بالخلف ممسك بقوة بمعصمها يسير بها ثم توقف وهو يرفع زراعيها علي أكتافه وحاوطها بذراعيه بعد ان الصقها به ..ليغرز اصابعه بخصرها اثبات بتملكها واخذا يتمايلان مع الموسيقي ..يميل علي اذنها ويده تحكم علي خصرها وبأنفاس ساخنه يهمس"عجبك الفستان"لتسير قشعريرة غريبه بجسدها من انفاسه الحارة لتبتعد بعنقها ورأسها بعيدا عن انفاسه فيميل ثانيه "ماهنش عليا ازعلك وغيرتلك الفستان أغمض عينه وهو يقول"لو كنت اعرف انه هيبقي حلو عليكي كده والناس كلها هتبقي عينها عليكي كده انا مكنتش جيبته..
...زفاف جميل هادئ انتهي بسلام ليأخذ أحمد زوجته بسيارته لمنزله بعد احتضان الجميع وتمنيات الخير لهم ..ومغادرة المهنئين والمباركين من الأهل ..لينحني يوسف ويضع يد علي خصرها والاخري أسفل ركبتيها وصعد بها الدرج وسط اندهاش أميمه وأروي ورضوان ..لتقول أروي بتنهيده"الله يابختهم ..
ليردف رضوان بحنق"هو اي اللي يابختهم .طب مانا شيلتك ولا نسيتي دنتي يوميها قطمتي ضهري ..
لترمقه بغيظ "قصدك ايه
ليهتف بخبث "قصدي انك كنتي مزه ومازلتي يابطتي "ثم يتابع"مينفعش نسيب العيال مع امك انهارده..
لتضحك بدلال "لا ..مينفعش طبعا ..
اما بالأعلي ..بعد ان أغلق الباب ومازال يحملها وهي تضربه بكتفه"نزلني ..انت اي للي عملته ده ..
بقبله مميته اخذ شفتيها ..قبله عنيفه يعبر فيها عن مدي شوقه وعذابه قبله طويله يثبت بها ملكيته لها يزيح عنه غضبه وغيرته 
...
تكملة الحلقه١٨

تابع الحلقه  * ١٨*
بعد قبلته الطويله التي ظن ان يثبت بها ملكيته لها يزيح عنه غضبه وغيرته...لم يشعر بها وهي تتلوي بين قبضته شعرت بالاختناق حاولت دفعه ولكنه اقوي فقبضته مطبقه عليها باحكام...بعالم اخر كان كالمجنون وكأنه بتلك القبله سينجو من الغرق..ليشعر بطعم الدماء بفمه فيلعدها..
..سعلت كثيرا وهي تمسح بكفها الدماء من شفاهها التي جرحت من اثر قبلته العنيفه
.بانفاس سريعه غير منتظمه يميل عليها بقلق "انتي كويسه"
لترفع اعينها المليئه بالدموع صوبه وبصوت يملؤه النحيب هدرت "انت شايف ايه" دانتا وعدتني وانا صدقتك!!
ليهتف بتأكيد "وانا عند وعدي..
لتهدر بغضب "وعدك؟! واللي حصل ده اي!
يوسف...وهو يرفع حاجيباه بمكر وتلاعب"دي بوسه بريئه".
اشاحت وجهها عنه بغضب وهي تلعنه بداخلها...
ليوليها ظهره وشرع بخلع ملابسه.
ساره..وقد اتسعت اعينها واحمر وجهها انت بتعمل ايه.
يوسف بازرار قميصه المفتوحه لتكشف عن صدره العاري وعضلات بطنه المسطحه..يجيب ببلاهه مصطنعه "بقلع...
هدرت به ضيقا  "اودامي!!!
ليرفع حاجبيه وهو يبتسم بمكر ليكمل بلهجته الخبيثه..طب وانتي بتبصي ليه.
لتمتم ببعض الكلمات بطريقه غير مفهومه بغضب..فتحا الهزانه التي خصصت لها بغرفه يوسف واخرجت منها منامه ورديه اللون باكمام طويله حدجته بغيظ واتجهت الي المرحاض الموجود بالغرفه وأغلقت عليها بأحكام. 
لتتبدل قسمات وجه يوسف الي الضيق والحزن فذلك الوضع لايريده.....
هو يريدها ولكن بمراضاتها يريد ان يكسب محبتها ليجلس علي الفراش وهو ينظر لباب المرحاض بضيق..
________________________ 
بمنزل احمد الدالي
منزل متوسط مكون من ثلاث غرف وبهو به مائده للطعام وطقم للجلوس..
بغرفه النوم...
تقف هايدي امام المرآه تمشط شعرها الاسود..ليأتي الزوج اللطيف من خلفها..يحتضن بذراعيه خصرها تنظر له من المرآه  بوله لتبتسم له برقه ليلصقها اكثر به يرفع كفه ليزيح شعرها من غلي عنقها ببطء ليميل علي عنقها ويقبله بنعومه..لتغمض عينيها من اثر قبلاته الناعمه..
يمسك بيدها ويسير بها صوب الفراش بخفه بعد ان قام باغلاق الاضاءه بالغرفه ليميل علي اذنها وهو ينوح بشقاوه.."استعنا ع الشقي بالله!!!
 ...._____________________....
مده ليست بقليله كانت لا تزال داخل المرحاض..ليسير صوب المرحاض بخطي غاضبه وقرع الباب ليهتف بنفاذ صبر"انتي باعملي ايه كل ده؟!
بانزعاج من الداخل  أجابت...وانت مالك.
..اخلصي واطلعي بدل والله اتا اللي هدخلك "وهو يضرب الباب بعنف"
بنبره طفوليه منتحبه تحدثت من الداخل..السوسته...!
بعدم فهم هز راسه..مالها السوسته.
اجابت مش عارفه افتحها...
حمحم بتلاعب وقلب يرقص."احم..طب ما افتحي وانا اساعدك فيها.
صمتت قليلا وايضا هو انتظر ردها لتجيبه بعناد "ده بعينك انا هتصرف"
كور قبضته وكاد ان يضرب بها الباب ولكنه اغمض عيناه كي يضبط انفعاله ليهدر بغضب " شالله تولعي جوه..
ليسترق السمع علي الباب فيسمع الي تمتمتها بغضب فيتحدث لها سمعتك علي فكره..يعود الي الفراش ثانيه محاولا التحكم باعصابه.
لحظات وخرجت من المرحاض تحني راسها للاسفل..بكفيها تجذب بلوزتها الورديه للاسفل.
ليقهقه بصدق من تصرفاتها متناسيا غضبه منها "يللا عشان ننام..
حدجته ببلاهه وهتفت بتساؤل "ننام ازاي..
ليجيب بضجر ازاي..زي الناس....
اخذت بتوزيع نظراتها بين الفراش والاريكه الموضوعه جانبا بالغرفه..
انت هتنام علي السرير ولا ع الكنبه؟!
ضيق عينيه بتساؤل."وانا هنام ع الكنبه ليه....
لتزفر بضيق من انفها"اومال انا اللي هنام ع الكنبه...
يوسف..متنامي ع السرير حظ قالكتنامي ع الكنبه!!!
ساره بتذمر انا مستحيل انام جمبك ع السرير.....
يوسف بشقاوه ياستي لو انتي قلقانه حطي بيني وبينك فوطه هههه
لتهز راسها بيأس منه تسير باتجاه الفراش فيراها قادمه فيبتسم بنصر ولكنها تخيب اماله بامساكها لاحدي الوسائد الموضوهدعه علي الفراش واتجهت صوب الاريكه وقامت باخفات الاضاءه ونامت علي الاريكه وولته ظهرها بعد ان جذبت غطاء خفيف عليها..
جالس مكانه كفيه بضيق..يريد ان يكسر عظامها من فرط غيظه..تحرك من مكانه بسرعه بحطوات جامده محتقنه...نزع عنها الغطاء وحملها رغما عنها  والقاها علب الفراش.
باعين متسعه كادت ان تعترض ولكنه اعترضها باشاره منه وحده نبراته نامي ع الزفت السرير...انا مش قاتل نفسي عليكي يعني....ثم تابع بتبديل نبرته لخبث واستخفاف وبعدين انا لو عايز اعمل حاجه  الكنبه هي اللي هتمنعني!!؟
ابتلعت ريقها ثم ولته ظهرها وقررت الاستسلام فهو علي خق فلا داعي للاستفزازه....
بعد فتره علم انها غطت في ثبلت عميق بسبب انتظام انفاسها ليقترب منها بنصقه العلوي ويويح خصلاتها المتساقطهغلي وجنتيها بهدوء..ليتأمل وجهها بوله تأملها طويلا دون شعور منه اختطف قبله من وجنتها تململت هي علي اثرها..عاد الي مضجعه سريعا ودثر نفسه بالغطاء وايضا..هي.
_______________________
بزهره حمراء قام بايقاظها برقه..لتتململ في فراشها يتثاقل..باعين شبه مفتوحه شاهدته لتهتف بصوتها الرقيق صباح الخير ياحبيبي .
احمد بعد ان مال عليها ووزع قبلاته الناعمه علي كل انش بوجهها " صباحيه مباركه ياعروسه..
غمضت اعينها واتسعت ابتسامتها بفرح دون ان تنطق فملامحها تحكي عن سعادتها
ارتمي بجسده بجانبها  ووضع ذراعه تحت راسها واجتذبها لحضنه..
تحدث وهو يلعب بخصلاتها الفحميه انا مستعجل اوي ع سفريه الصعيد ايه رايك  نسافر بكره ؟!!...
لتنتفض هي وترفع برأسها بكره بالسرعه دي
ليعتدل بجسده ليكون وجهه مقابلا لوجهها..مفيش وقت جدي تعبان وانا هموت واشوفه...وبالمره نقضي شهر العسل هناك.. 
هايدي........
لتهتف بتهكم"شهر عسل في اسيوط "
أحمد:منتي متعرفيش أسيوط دي بتبقي عامله ازاي ف الشتاا..الجو بيبقا حلو هناك اوي
هايدي:احمد انت بتكلم جد ولا بتهزر..
أحمد:مبهزرش ..بس انا مش هروح غير لما تكوني موافقه ..وموافقتك هتفرحني جدا ..
هايدي"تبتسم برقه"لو هتفرح خلاص نسافر انشاء الله بكرة ..وربنا يستر بقي ..لانا خايفه من أهلك اووي
أحمد "ضمها ثانيه اليه"متخافيش ..دول طيبين اوي وانا واثق انهم هيحبوكي وانتي كمان ..
تزعق به هايدي بغضب مصطنع"انت بتعمل اي ..
ليهمس بخبث "ايه؟!وهو يحتضنها من تحت الغطاء ..
لتنهض من جانبه بدلال  "قوم بقي انت خودلك دوش سريع كده عشان تفوق وانا هروح احضر الفطار..
ليحاول جذبها اليه"طب استني بس هقولك "..
لتشرع بالذهاب بعيدا عنه وهي تهتف بدلال"لأ..
أحمد :انتي الخسرانه ..
..لينهض بخفه بعد ان نزع الغطاء عنه وتوجه الي المرحاض كي يستحم ..
....
...بالأساس لم يغمض له جفن ..ظل مستيقظا يتأملها بسكون غير مصدق بأنها الأن نائمه بجواره ..بوله وافتنان يمسح علي خصلاتها الذهبيه
" سأكون غبياً.. لو وقفت فوق حجرٍ.. أو فوق غيمه.. وكشفت جميع أوراقي.. فهذا لا يضيف إلى عينيك بعداً ثالثاً.. ولا يضيف إلى جنوني دليلاً جديداً... إنني أفضل أن أستبقيك في جسدي طفلاً مستحيل الولاده.. وطعنةً سرية لا يشعر بها غيري.." 
تململت بنومها فخشي يوسف ان تستيقظ وتراه وهو يقترب منها عن عمد ..اغمض عينيه سريعا وتصنع النوم ..فتحت عينيها ببطئ لتقطب جبينها من اقتراب يوسف منها ..لتتلاشي تقطيبتها تدريجيا وهي تتأمله بهدوء "لتتمتم بنفسها"اللي يشوفك وانت صاحي ميشوفكش وانت نايم !!
لتنفض عن رأسها مجرد التفكير به ..نهضت بخفه من جانبه كي لا يستيقظ ويبدأ بانعقاد حاجباه وتذمره الدائم ..اتجهت صوب خزينتها وشرعت بفتحها وتناولت منها بعض الملابس الخاصه بها واتجهت صوب المرحاض!!
  ..ليفتح زيتونيتيه ببطء ويعتدل بنومته ..قليلا من الوقت حتي ذهب في ثبات عميق بسبب ارهاقه وعدم نومه يومان متتاليان...
.........
صباح الخير .."تمتمت بها ساره وهي تقف خلف أميمه بالمطبخ"
لتجيبها أميمه مهنيه ومباركه"صباح النور يابنتي ..صباحيه مباركه ياعروسه ..
لتبتسم سارة بعدم فهم ..
ايه اللي صحاكي دلوقتي"قالتها أميمه"
اجابتها سارة وهي تمسح علي مؤخرة رأسها برفق"دي الساعه بقت 11ياطنط ..
أميمه:لا خلاص بقي طنط ايه ..من هنا ورايح تقوليلي ياماما لتومئ برأسها باستحياء ترسم علي ثغرها ابتسامه عذبه ..
تسائلت أميمه"يوسف صحي ولا لسه!!
لتحمحم سارة بحرج وتجيب بتوتر"ااه ..تقريبا ..نايم لسه .
لتحدجها أميمه ببلاهه ثم توليها ظهرها ثانيه لتحضير الفطور ..
 ...
       باحدي الطرق يقف عمر بسيارته بانتظار ان تتبدل اشارة المرور للخضراء كي يسير بسيارته ..دقيقه وتبدل لون الاشارة للسماح للسيارات بالمرور ..وما ان بدأ بالقياده حتي ظهرت امامه فتاه من العدم لتصطدم بسيارته ..
ترجل عن سيارته بذعر وقلق وسار باتجاه مقدمه سيارته حيث الفتاه الملقاه ..
انتي كويسه ..يا أنسه ردي عليا!!"قالها عمر بخوف جلي "
اااه ..رجلي اااه "تأوهت الفتاه بشده وهي ممسكه بقدمها.
عمر"وهو يضع يده علي رأسه"انتي طلعتيلي منين ..يخربيتك"
انا اللي طلعتلك ولا انت اللي سايق ومش شايف خلق الله اودامك"هدرت به غضبا وبنبرة مرتفعه لا تخلو من الوجع"
لا حول الله يارب ..مش تشوف اودامك وانت بتسوق"قالها احدهم معنفا لعمر"
واللي زيه هيشوف اودامه ازاي ..مش شايف ماركه عربيته ..ده يدوس ع خلق الله براحته"احد الأشخاص المتجمعين ..
عمر"مستنكرا"لا ابدا صدقوني ياجماعه دي هي اللي طلعت اودامي فجأه"
شهقت الفتاه"ليه ياخويا ..هطلع اودامك فجأه ليه مفكر نفسك عزت العالايلي  وانا معرفش ..ثم تابعت بصراخ "اااه يارجلي..
عمر"باستهجان"عزت العالايلي ..قومي ياشاطرة اما اوديكي اي مستشفي عشان اعالجك خلصيني بقي..
خلصت روحك يابعيد والله مامتحركه من هنا غير ع القسم عشان اعملك محضر "الفتاه بتهديد ونبرة عاليه"
بقلق هتف عمر"قسم ..قسم ليه ..منتي كويسه اهو ..انا هارضيكي باللي انتي عيزاه ..
احدهم"ها يابنتي هتعملي اي ..احنا معاكي ومش هنسيبك ..
الفتاه"انت كمان بترشيني ومفكرني متسوله والله لنطلع سوا ع القسم ..
....
بمنزل المستشار سالم الحوفي..
تجلس أمل علي طرف الفراش الخاص ب أمير ابنها ويبدو علي ملامحها الحزن ..وأمير الذي يقف امام خزانته يخرج منها ملابسه بضيق..
امل"مواسيه لابنها"والله يا أمير ده خير ليك ..النقل اللي حصل ده لمصلحتك عشان بالك يروق شويه ..
أمير"وهو يوليها ظهره "وهو انا بسهوله كده هنسي!!
يابني ياحبيبي دي متستهلكش ..فهمني كده لو كانت بتحبك اوباقيه عليك ..اتجوزت الزفت ابن عمها ده ليه.."قالتها أمل "
أمير"بضيق"اكيد غصبها..
أمل"وامتعضت ملامحها"هو فيه واحده بتتغصب دلوقتي ..وبعدين منتا اتلحيت عليها ياما ..ده بيأكد ان الاتنين دول كان بينهم حاجه ..
بحقد وغل تحدث أمير"كل اللي حصل ده بسبب يوسف الحقير ..مفكر انه هيخلص مني بنقلي
أمل"وهي تضرب علي صدرها تستعطفه"والنبي يا أمير انسي ..ده همجي وبلطجي ومحدش قادرلو . ركز في مستقبلك يابني متوجعش قلبي
أمير"لم يعطيها رد بل قام بترتيب ملابسه بالحقيبه دون النظر اليها وملامح وجهه تستشيط من الحقد والغضب ..
 ...
         ¡¡ الحقني يارضوان "تحدث بها عمر عبر الهاتف مستنجدا بشقيقه..
رضوان.......
عمر:واحده بتتبلي عليا وبتقول اني خبطتها قاصد بالعربيه ..
رضوان......
عمر:متتأخرش عليا يارضوان بلييييز..
يغلق هاتفه بضيق ليتطلع أمامه فيجد الفتاه السمجه تقف امامه ترمقه بتشفي وشماته ..يصر علي أسنانه بغيظ وهو يتوعدها..
رضوان ..عمر ..واحداهما 
يجلسو الثلاثه امام احد المحققين ..يفصلهم عن المحقق مكتبه ..
الفتاه"باصرار"ايوة ياباشا انا مصره اني اعمل محضر واظن ده اقل حقوقي!!
المحقق "يحرك رأسه بتفهم"طبعا طبعا..
افتح يابني محضر واكتب "قالهو وهو يميل بجسده العلوي علي احدهم الجالس بجواره يكتب ويدون ..
اسمك ايه!!
بثبات تحدثت"رغد حسين البنان"...
رضوان:ياباشا ملوش لزوم المحضر ده "ثم توجه ببصره لرغد"يا أنسه احنا مستعدين لاي تعويض حضرتك تطلبيه ..
رفعت رأسها بشموخ تتحدث من طرف انفها"يعتذرلي!!
لتحتد نبرة عمر .."ده لايمكن يخصل ابدا..
رضوان"وهو يرمقه بتحذير"اعتذر..
شوفت حضرتك ..مغرور ازاي ..انا عاوزه اكمل المحضر ياباشا .."قالتها رغد لرضوان ثم الي المحقق
عمر"وقد اعتصر علي نفسه فدان ليمون"انا اسف ..
لتكتم ضحكتها الشامته المنتصرة"مسمعتش!!
يتسع حدقتيه بغضب ..اصر علي اسنانه بغيظ ليهتف بنبرة حاده مرتفعه"ااسف..
رغد"بسماجه"خلاص ..عفا الله عما سلف ..وانا قبلت اعتذارك ..
 .......
            علي النافذه تتناثر قطرات المطر بهدوء ورقه وكأنها تهمس بالأذان تفاؤولو ..
بالليل ..ليل الشتاء وما ادراك ما ليل الشتاء ..بارد طويل ومهلك للعاشقين ..
يتقلب بفراشه يمين ويسارا ..ليستند اخيرا علي ظهره وهو ينظر للنائمه بجواره ذات الخصلات الذهبيه باكتافها العاريه بعد ان ازاحت الغطاء عنها قليلا وكأنها تعمدت اثارته ..حتي وان كانت متعمده فلن يكون مثار كذلك ..المطر يتساقط بالخارج وهو بالداخل يزيح العرق المنبت علي جبينه ..بأنفاس غير منتظمه يرمقها برغبه ووله ..فليضرب كل الوعود بالحائط و.. 
لا يريد المحبه اولا ..الصبر ..قليلا من الصبر ..لينهض عن مكانه بملامح محتقنه بعد ان نزع الغطاء من عليه بعنف ..في محاوله لظبط انفاسه ..اخذ منشفته ودلف للمرحاض الخاص بهم كي يستحم ويهدأ قليلا..

.. "أما عند أحمد وهايدي.."
فلتحبيني وتذيبي بأحضاني ..واعطيك الدفا من نار قبلاتي ..ولتتحد اجسادنا سويا حتي تصير جسدا واحدا ..
بقبلات دافئه يقبلها يعبر عن مدي حبه وصدقه وهي أيضا تبادله ..وكأنهما مخلوقان لبعضهما البعض ..وكأن كلا منهما لم يكونو علي ارتباط بأخرين ..نظرات الحب الصادقه كفيله بأن تهدم ألف حب مزيف خادع ..
....
بالصباح الباكر .. عند أحمد وهايدي..
يتأهبون للسفر الي الصعيد..بعد ان قامت هايدي بالاتصال بوالدتها وشقيقها واخبرتهم بسفرهم الي اسيوط ..
 ..ف هايدي قامت بتحضير الحقائب ..وأحمد ايضا ارتدي كامل ملابسه وانتظر انتهاء هايدي ..
تقف أما المرآه تمشط خصلاتها الفحميه الحريريه الطويله بعد أن ارتدت ملابسها المكونه من بلوفر من الصوف باللون البنفسجي وبنطال من الجينز الازرق ..ليأتي أحمد من خلفها ويحاوطها بيد واليد الأخري ممسك بشئ مطوي ..
بأعين مضيقه تتسائل'ايه ده؟!
ليضعها علي رأسها برقه ..كانت وشاح"حجاب"
ليبتسم بعذوبه "كده أحلي.
لتعقد حاجبيها"ايه ده ..بس انا مش عاوزه اتحجب..
أحمد"محاولا اقناعها برقه"ولو قولتلك عشان خاطري ..ثم ان انا صعيدي ومقبلش حد غيري يشوف الحلاوة دي كلها ..ليميل علي كتفها ويطبع قبله عميقه"
بتذمر هتفت"لا ..انا مش هبقي حلوة فيه لا.
احمد:مين قالك كده دنتي هتبقي زي القمر فيه والله ..عشان خاطري فرحيني والبسيه ..
لتلوي ثغرها بحزن وتأخذه منه ..وتحاول تضبيطه علي رأسها وهو يساعدها ..قام هو بالأخير بلفه بأحكام حول وجهها ..
ايه رأيك"تسائل وهو ممسك بأكتافها أمام المرآه "
لم تخفي اعجابها بهيئتها الجديده ..فالحجاب زاد من جمالها وكأنها ملكه توجت علي العرش ..بابتسامه رقيقه وايماءه رأس بالموافقه ..
ليربت علي أكتافها بحنو ..ويحمل الحقائب العده للسفر ويستبقها الي الخارج ..أكملت بعض اللمسات الأخيره لزينتها وحملت حقيبتها الخاصه ولحقت به ..
 ...  ....
لازال علي وضعه لم يطبق له جفن  ..يجلس يوسف علي الأريكه المقابله للفراش مستند بساعده علي ذراع الاريكه المنجده ..بانفاس متسارعه وقلب يخفق بالثانيه بدل الخفقه ألف ..يرمقها وهي توليه ظهرها ذاهبه في النوم بخصلات بلون الشمس متناثرة علي أكتافها العاريه ووسادتها وحمالاتها السوداء الرفيعه بشكل مغري مع أكتافها البيضاء الحليبيه ..الله ..والمطلوب ان يتماسك ويلتزم بوعده ..
ينهض عن مكانه بقوة ليتجه صوبها ..يضرب علي أكتافها بقوة وعنف ..لتفزع منه تزيح خصلاتها المتساقطه علي وجهها بملامح منكمشه"ف اي
بنبرة حاده"قومي ..كل ده نوم ..قومي حضريلي الفطار.."
لتقطب جبينها باستغراب "فطار اي..ثم تنظر جانبا للساعه الموضوعه علي المنضده"دي لسه الساعه 7
بتهكم"عارف انها زفت 7قومي ياللا حضريلي الفطار ..
بتثاقل وأعين مغمضه"وانت من امته بتفطر بدرى كده !!
اهتز صوته بغيظ "من هنا ورايح هفطر بدري ..قومي..
لتفرك عينيها بغضب وهي ترمقه بحقد ..ازاحت عنها الغطاء بعنف ..وقبل ان تتوجه الي المرحاض ..أمسك يوسف بكفها "متلبسيش كده تاني وانتي نايمه جمبي ..
من اثر النوم لم تفهم مقصده فتسائلت ببلاهه"ليه
اقترب بأنفاس٧ ساخنه متقطعه تعبر عن بركان سينفجر بعد قليل "عشان انا مش همسك نفسي أكتر من كده ..
لتنتبه لحالته ونبرته فتجذب يدها منه وتسرع بالدخول الي المرحاض...
  

《الفصل التاسع عشر》

..بسم الله ..والصلاه والسلام علي رسول الله ❤
ببنطاله الاسود الرياضي وبتيشرت رمادي قطني ..يجلس علي طرف السرير ينتظر زوجته ..لتعود بعد ان استهلكت الكثيير من الوقت ..تحمل بكفيها صينيه عليها كوب شاي وطبقين.وتضعها أمامه..
سارة"باقتطاب"اتفضل..
يوزع نظراته بين الصينيه وزوجته 
بتساؤل"ايه ده؟!
سارة"تهز بأكتافهها بلامبالاه"ايه
بقالك ساعه وجيبالي ف الاخر جبنه ومربي..
سارة"عقدت يدها امام صدرها"وهي الناس بتفطر ايه يعني 
يمسك بكوب الشاي"مضيق عينه باشمئزاز"اومال الشاي ده لونه عامل كده ليه ؟!
بنبرة مهتزه اجابت"ماله ..ماهو حلو اهو..
يقرب الكوب من فمه ويتذوقه بحذر لتمتعض ملامحه"اووف ..ده طعم شاي .."ويقوم باتجاهها "خدي اشربيه كده ..
لا لا شكرا..مبحبش الشاي "قالتها سريعا مبتعده عنه"
يوسف"والله لا هتشربيه ..ويقربه من فمها رغما عنه لتأخذ رشفه من كوبه فتنكمش قسماتها بتقزز من مذاقه"يع ..ده طعمه وحش اوي..
يوسف"بتحدي"كملي الكوبايه بقي..
سارة"بنحيب طفولي"لا حرام ده طعمه وحش اوي ..انت عارف اني مش بعرف اعمل حاجه ..
لا هتشرييه.." ليتدافعا سويا الكوب عن بعضهما ..بحركه لااراديه يندلق كوب الشاي نحو صدر سارة ..
بصراخ"عاجبك كده ..اهو اندلق عليا ..
يوسف بقلق وهو يمسح بكفه علي صدرها "لو سخن اقلعي بسرعه
منغمسه في بلوزتها السوداء المفتوحه من الصدر فتحه بسيطه ولم تنتبه للمساته"تؤ مش سخن ااوي ..
لتتبدل لهجته للخبث"طب اقلعيها لو مضيقاكي !!
بأعين متسعه وفم مشدوه تنتبه علي تصرفاته فتهتف بكلمتها المعتاده وهي تبتعد عنه "وقح"
مازالت عينيه علي فتحه صدر البلوزه ينظر بوقاحه ليهتف بتلاعب"وقاحه ايه بس ..انا لو عايز اوريكي الوقاحه مش هتخرجي من باب الاوضه لأسبوع..
لتسير بضيق بعيدا عنه صوب خزانتها وتجلب منها بعض القطع المناسبه لارتدائها ..قبل ان تدلف الي المرحاض تتمتم ببعض الكلمات غير المسموعه وتغلق الباب وهي ترمقه بضجر "
ليهتف بنبرة عاليه ماكرة متلاعبه "عموما انا برة ..لو عوزتي مساعده ولا حاجه"..
......
..... بعد ساعات من السفر الطويل من القاهرة لأسيوط ..والتعب الجسدي ل هايدي بسبب بعد المسافه ..اخيرا توقفت السيارة أمام احدي المنازل الكبيره بالمدينه ..منزل يبدو عليه انه أثري قديم واسع المساحه
منقوش علي مدخل المنزل من الخارج بعض النقوش الفرعونيه ..
ترجلا الاثنين من السيارة مقتصدين منزل عائلة الدالي ..بخطي مستقيمه للامام واخري متراجعه يسير أحمد ممسك بالحقيبه بيساره وهايدي بيمناه ..ليتوقفا قليلا امام باب المنزل وهم ينظران لبعضهما بتوتر ..
قرع أحمد الباب بتردد ..لتفتح له احدي الخادمات بالمنزل 
سكينه"الخادمه"تضيق عينها تتأملهم في محاوله للتعرف عليهم.."ايوة يابيه ..اؤمر ..
أحمد"يبتسم بجانب فمه"ايه ياخاله مش عرفاني..انا أحمد
سكينه"باعين متسعه ونبرة وانفرجت اساريرها من الفرحه" الباشمهندز يادي الهنا يادي الهنا ..لتدلف لداخل المنزل مهلله وباعلي صوت "الغايب رجع ..الغايب رجع ..
ليوستوقفها رجل من هيئته يبدو انه في أواخر الخمسينات بجلباب رمادي مهندم وعمامه بيضاء خصلات رماديه تعطيه وقار وهيبه "ايه ياوليه يامخبله انتي ..مين ده اللي رجع"تحدث لسكينه وهو يشيح لها باستخفاف..
لتبتلع ريقها قليلا وتهتف بذعر"ال ..البشمهندز أحمد ولد الغالي رجع ياحاج منصور ..
الحاج منصور"انعقد حاجباه وتجهمت ملامحه وهدربنبرة حاده "روحي شوفي شغلك ياوليه وانا هروح اشوف مين ..
ليتركها ويسير باتجاه المدخل ..
بحاجبي مرفوعين ونظرات استغراب تبدلت الي شماته منه لابن أخيه رفع زراعيه مرحبا به وباهايدي باستهزاء"أهلا بالغالي ولد الغالي ..
ازيك ياعمي"هتف بها أحمد بنبرة متلهفه ..
كيف منتا شايف ..فضل ونعمه من الله "الحاج منصور ..
نظرات توتر وقلق من هايدي الممسكه باحكام بيد أحمد ..ليشد علي كفها بهدوء ليطمنئها ..
أحمد:ايه ياعمي هتسيبني واقف ع الباب ولا أمشي وارجع ..
الحاج منصور:واحنا من ميتا كنا رديناك "رجعناك"ياولد دياب ..بس مش تعرفنا ع اللي انت ساحبها في يدك ..
ابتلعت هايدي ريقها بصعوبه وهي تنظر لهيئته المرعبه وتجاعيد وجهه المخيفه ..
أحمد:دي مرتي ..هايدي حسام الزيني..
الحاج منصور" رمق هايدي شزرا وهتف أحمد"تاني ياولد دياب ..بندريه تاني ..
ليزفر أحمد من أنفه بضيق وهو يشيح وجهه الجهه الأخري
الحاج: ادخل "واستبقه للداخل بهيبته الطاغيه ..ليجلسا ثلاثتهم بصدر المنزل الكبير ..
قليلا من الجو المشحون ونظرات الحده والغضب من الحاج منصور لأحمد وهايدي ..
لتقتطعهم سكينه بتقديم الشاي ..
الشاي ياحاج"قالتها سكينه وهي تحمل بكفيها صينيه عليها ثلاث اكواب من الشاي..
ألحاج "اومأ برأسه وبنبرة خشنه هتف"حطيه اهنه" ثم تابع ..وجهزي الغدا للضيوف ..
دول مش ضيوف يامنصور ..دول اصحاب البيت "بنبرة عاليه حازمه نطقت بها صفيه عمة أحمد وشقيقه دياب ومنصور ..
بخطي سريعه سارت باتجاه احمد وما ان اقتربت منه حتي قامت باحتضانه 
بنبرة يكسو عليها الشوق "اتوحشتك ياغالي ياولد الغالي"قالتها وهي تربت علي ظهره بحنو ولهفه ..
ليجيبها بحنين واعين لامعه"وانا اتوحشتك جوي جوي ياعمه"
عامل ايه ياولد الغالي"نطقت بها صفيه وهي ممسكه بكفيها وجهه تمسح عليهما بحنان ..
الحاج منصور"مقاطعا بنبرة حاده"لحجتي تعرفي انه اجه "
لتلتفت له صفيه بنصف جسدها العلوي"طبعا ..البلد كلاتها بتحكي عن رجوع ولد الغالي..
ثم أشارت بوجهها علي هايدي التي كانت جالسه تراقب الأمور بصمت وتوتر"والسنيوره دي تبجي مرتك ..
ليبتسم احمد بعزوبه وبنبرة هادئه وهو يرمق هايدي"ايوة ياعمه"
يازين ماخترت ياولدي"قالتها صفيه وهي تسير باتجاه هايدي وتحتضنها ..
اومأت هايدي بابتسامه متوترة وهتفت بتهذيب"شكرا ياطنط..
مش تصبري جبل مانرحب بيها نعرف الأول هي مين وجايبها منين .."الحاج منصور"
صفيه:ولاد الناس بيبانو من وشوشهم ياحاج ..
ثم ارتفعت نبرتها لتهتف سكينه"حضري الغدا ياسكينه ..عجبال ما عثمان ياجي..
ثم توجهت ل منصور بالحديث"انا كلمت عثمان"الاخ الثالث لهم"عشان نحل الخلاف اللي بينتنا ونتراضي .."
.........بمنزل رضوان البحيري..
يجلس عمر مع أخيه رضوان ببهو منزله ..
عمر"وهو يستند بساعده علي ذراع الاريكه هتف بتساؤل"ها يارضوان ..عملتلي اي؟!
رضوان"مستفهما"ف اي
عمر"يزفر ضيقا"ف نصيبي ف البيت يارضوان ..عاوز ارجع كندا بقي ..
اقتطعتهم أروي تدلف عليهم وتحمل صينيه عليها كوبين من عصير المانجو الطازج ..
لتجلس معهم بعد أن قدمت لهما المشروب ..
متدخله في الحديث"وانت لسه هتسافر ياعمر!! ماتخليك هنا بقي واستقر
لأ يا أروي..انا مرتاح هناك وبجد مش طايق اقعد هنا ..دانا مكملتش شهر وروحت القسم اومال لو طولت شويه ..
ليقهقه رضوان بشماته"اهي البت دي عجباني ..ليتجه لأروي بالحديث وهو يكمل مقهقها"انتي لو شوفتيها وهي بتقول يتأسفلي .وعمر وهو بيتأسفلها كنتي هتموتي من الضحك 
لتضحك هي الأخري "كان نفسي اشوف منظرك ساعتها اووي
عمر "بحنق"انا اتأسفتلها بس عشان اخلص ..ثم اصر علي أسنانه بغل"بس والله لو شوفت البت دي تاني لانا مربيها ..
رضوان بتشفي"لو بقي !!
عمر"بملامح مستشاطه غضبا"المهم هتخلصلي موضوع البيت ده امته ؟!
ليسحب رضوان نفسا طويلا ويزفره ببطء" اول مايجيلي فلوس كويسه ..هشتري نصيبك ..والله اعلم يمكن ف الفترة دي تغير رأيك!!
عمر"باصرار علي موقفه "انا عمري ماهغير رأيي ..ربنا يهون بقي عشان زهقت !!
......
........بمنزل عائله الدالي بأسيوط ..يتجمعون علي مائده الطعام "مائده طويله مستطيله "عليها مايدل علي صدق كرم اهل الصعيد 
الحاج منصور يجلس بصدر المائده وعلي يساره ولديه سليم وزيدان والمقابل عثمان "الأخ الأوسط..في اوائل الخمسينات ..مختلف عن شقيقه منصور بانه لا يرتدي الجلابيب .قميص وبنطال يدل علي تواضعه وبساطته غير مكلف بمظهره " وصفيه وأحمد وهايدي علي يسار المائده..
أحاديث جانبيه بعد ان تراضو جميعا 
ليهتف سليم لاحمد"كل ياولد عمي وخلي مرتك تاكل ..
ليهتف أحم. وهو يبتسم بصدق"كل ده وبتقولي كل ..دانا بطني هتنفجر 
صفيه"محدثه هايدي"كلي يابتي..ولا الوكل مش عاجبك!!
لا ازاي ..ده حلو والله بس انا مش باكل كتير"نطقت هايدي بها بدفاع"
منصور"بنبرة أمره"شويه اكده يكون جدك فاج"فاق" من الدوا اللي بياخده ..تطلع تحب علي راسه وتسترضيه وتاخد مرتك امعاك ..
صفيه"وهي تمسد علي ظهر أحمد بحنو"متخافش ياولدي ..ده جدك روحه فيك وكان وده يشوفك ..شويه واطلعله زي ماعمك جالك..
...بمنزل يوسف ليلا ..
يجلس هو وسارة وأميمه أمام التلفاز يشاهدون سويا احد الافلام الاجنبيه امامهم طبق كبير من الفيشار ..
أميمه"بتقزز وملامح منكمشه"انا مش عارفه ياولاد انتو بتتفرجو ع الرعب ده ازاي ..!
تجلس سارة بجوار يوسف علي الأريكه الوسطي ..
لم يجيبا عليها أساسا كل تركيزهما بالفيلم ..
لتمسك أميمه جهاز التحكم الخاص التلفاز وتقوم باغلاقه 
يوسف"بحده"ليه كده ياماما قفلتي ليه؟!
اميمه"يابني انتو عرسان ..المفروض متتفرجوش ع الحاجات دي ..دنتو ف شهر العسل لسه ..
لتنحنح ساره وهي تحك باناملها انفها حرجا ..
اما يوسف فيقهقه وهو يميل علي اذن ساره الجالسه بجانبه"بتقولك عرسان وشهر عسل ..ليتابع بسخريه . جميله ماما!!
لتنظر له سارة بتحذير ..ترمقهم أميمه باستغراب ثم هتفت وهي تنهض من مكانها ببطء ممسكه بظهرها "طب هطلع انا بقي عشان اصلي العشا وانام ..
خليكي ياماما قاعده شويه"قالتها سارة بهدوء"
ماشي ياماما تصبحي علي خير"نطق بها يوسف وهو يرمق سارة بخبث
وانت من اهل الخير"قالتها أميمه وهي تصعد علي الدرج بتعب ..
يوسف "بعد ان تأكد من توجه والدته لحجرتها توجه بوجهه لسارة"عماله تقولك عرسان وشهر عسل..وانتي تقوليلها خليكي قاعده معانا ..اي رأيك ننام معاها بالمرة..
وهي تهز كتفيها ببلاهه"مخدتش بالي!
وانتي من امتته بتاخدي بالك"تمتم بها يوسف ضيقا"
تنظر لكل شئ موجود حولها عداه ..بينما هو مركز ببصره عليها مما ادي الي تعرقها واحراجها..
حمحمت قليلا ثم هتفت وهي تنهض من مطرحها"انا هطلع انا كمان !!
ليمسك بكفها "اقعدي عايز اتكلم معاكي..
لتجلس بتوتر وهي تومأ برأسها "خير..
يقترب منها بجلسته أكثر ثم يمسك بيدها برقه"انتي لما اتشرطتي عليا اني مقربش منك لما نتجوز انا وافقت ..انا كمان كان ليا شروط ..ياريت بردو تنفذهالي !!
لتضيق عينيها بتساؤل "شروط ايه!!
اول شرط ..انا وانتي بره اوضة النوم هنبقي زوجين عاديين جدا ..فهماني!!
هزت راسها نفيا"لأ
يعني اودام ماما ..مش تقعدي متنشنه كده ..نتصرف زي العرسان بالظبط ..
والعرسان بتتصرف ازاي"تسائلت ببلاهه
ليقترب اكثر منها ويضمها اليه يعني كده..
محاوله الابتعاد عنه "ماشي خلاص..هطلع انا ..
ليجذبها من خصرها ثانيه ويهم بحملها للأعلي ..
بعد أن دلف الي غرفته وغلق الباب بقدمه انزلها ارضا بهدوء ..
ليهمس بجانب اذنها لتغمض عينها من انفاسه التي تلفح وجنتها بحرارة..
تاني شرط"وهي مازالت في حضنه "هندي لبعض فرصه عشان نقرب من بعض ..
لتنفض برأسها وضع انها بين ذراعيه حرفيا ..لتبتعد عنه بهدوء وهي تتمتم بالموافقه ..
ليجذبها ثانيه اليه ..مش سامع ..مش سامع اللي قولتيه ..
موافقه"وهي تحاول الابتعاد .
ليجذبها اليه مرة اخري وتصطدم بصدره بخفه "مش سامع..اتكلمي قريب من هنا"وهو يشير صوب فمه ..
ليرفعها قليلا اليه 
تحاول الفكاك من قبضته المحكمه علي خصرها ..بعيد عن لمساته وعن انفاسه الساخنه ..تقسم من نظراته الولهه سوف تستسلم له !!
ليلصقها به أكثر"ها"
اشرئبت قليلا لتكون بمستوي فمه وهمست بأعين مطبقه"موافقه "
بنظرات ولهه مليئه بالجوع والشوق يميل عليها محاولا ان يأخذ شفتيها ويتذوقهما ..ولكن ..افاقت من شرودها فبسهوله نظرا لحالته دفعته عنها وهرولت الي المرحاض واغلقت عليها بابه باحكام .
بأنفاس غير منتظمه وهو يحاول الاستناد علي الحائط ليتمتم بغيظ"انا هقفل الحمام ده خالص ..اما اشوف هتهربي مني ازاي بعد كده !!
"انتي معصيتي التي كلما فكرت في تركها ..ارتكبها اكثر"
......
منتصف الليل بمنزل الدالي بالصعيد ..
بالغرفه المخصصه لأحمد وهايدي بعد ان تصافي مع جده وعائلته وبعد المزاح والأحاديث الطويله ..وقت ليس بقليل من العتاب واللوم ..واخيرا ارتمي بجسده علي الفراش بعد ان بدل ملابسه بأخري مريحه ..
يتزحزح قليلا ليلتصق بهايدي الممدده بجانبه بتعب واضح ..
وهو يمسح علي خصلاتها السوداء" تعبتي انهارده انتي اووي"
هايدي"بعد أن مالت علي جانبها ليصير وجهها بوجهه "بصراحه اه تعبت ..بس اهو الحمدلله ف الاخر كل الأمور بقت تمام !
يتنهد واخيرا بأريحيه ليهتف "الحمدلله ..انا مش مصدق اني واخيرا في بيت ابويا وجدي..
اغمضت عيناها من التعب ..
ايه ده انتي هتنامي"قالها أحمد باندهاش.
وهي مازالت مطبقه علي جفنيها"ايوة ..تعبانه جدا..
ليهتف بتلاعب وهو يقترب بثغره من وجنتيها "طب ماتيجي نشوف السرير ده متين ولا لا ..
قطبت جبينها وهدرت به بوجه احمر من الغضب والخجل "قوم اقفل النور ياحمد ونام "
لينهض بتثاقل من مضجعه متجها صوب زر الاضاءه بالغرفه وقام باغلاق الضوء وهو يهتف "انتي الخسرانه ..انا كنت هنسيكي التعب ..
ثواني وكانت قد ذهبت بنوم عميق ..ليرتمي برأسه علي كتفها ويغفو بعينيه ....حتي ذهب هو الأخر بثبات عميق !!
...... 
إنتي أجمل واحدة حبتني في حياتي
_______________________

ممدد علي ظهره ..يتأمل سقف غرفته وبأنامله ينقر علي الفراش ..ليصيب النائمه بجواره بالتوتر فتشد علي جفنيها أكثر وهي تدعي النوم!!
يزفر ضيقا ..لم يستطع النوم ليلتفت برأسه لسارة ويرمقها بضيق ..
سارة ..سارة انتي نمتي خلاص"تحدث يوسف وهو يميل علي جنبه بضجر..
لتجيبه بنبرة متحشرجه متصنعه"اه ..
يبتسم وهو يقترب منها بجسده ..وبذراعه يحاوط خصرها المنحوت لتنتفض وتهدر بتوتر"انت بتعمل اي؟!
يقترب أكثر حتي يلتصق بها "مش هعمل حاجه ..انا عايز انام بس..
لتتنحي عنه بجسدها قليلا فيجذبها ثانيه وهو يدفس وجهه بعنقها يشتم رائحتها بأعين مغمضه ليهتف بأنفاس ساخنه حارة وهو يطبق علي خصرها ويلصقها أكثر"قولتلك عايز انام بس ..
أصرت عدم النوم والانتباه لتصرفاته ..مر قليلا من الوقت وهو بلا حراك حتي شعرت بانتظام أنفاسه ..لتتنهد باريحيه وتبتعد بجسدها قليلا عنه لتسبح هي الأخري بنوم عميق بين ذراعيه..
^-^-^-^-^-^-^-^-^-^-^
.. بأسيوط ..بمنزل عائله الدالي ..
يجلس كلا من أحمد مع عميه منصور وعثمان في الشرفه الكبيرة المطله علي الحديقه الخاصه بالمنزل..
عثمان"وهو يضع ساقه اليمني اسفل اليسري ومستريح بظهره علي الأريكه المصنوعه من خشب الزان "هتف بنبرة متحشرجه لأحمد الجالس امامه"مجولتلناش بجي ياولد اخوي ..هتعاود ع مصر ولا هتجعد وتستجر "تستقر"اهنه..
أحمد"يعتدل بجلسته للأمام ليهتف بنبرة ثابته"انا ياعمي مرتاح هناك ف القاهرة ..شغلي وحياتي وبيتي هناك..
بنبرة استهزاء وسخريه يقاطعه منصور بصوته الأجش"اومال ..بجي معجول هتخلي البندريه تجعد اهنه معانا ..شايفك بتعيد غلط زمان ياولد دياب!!
أحمد"بلهجه جاده"لو سمحت ياعمي ..زمان وراح لحاله مش كل شويه هتفكرني بيه .."ثم أشار بسبابته باتجاه عمه منصور"واوعي تقارن بين هايدي وانجي لان مفيش بينهم مقارنه ..دول ناس جوزوني بنتهم ووثقو فيا وانا محلتيش مليم أحمر 
ماهما عارفين انت ولد مين ..وعارفين ان لايمكن اهلك يفتوك وحدك واصل"قالها عثمان"
أحمد"معاتبا"بس انتو فعلا سبتوني وقطعتوني ..وف الوقت اللي المفروض تكونو جمبي فيه سبتوني ولولا يوسف شغلني معاه كان زماني بشحت..
منصور"بنبرة مرتفعه"احنا حذرناك بدل المرة ألف مرة جولنالك دي لا من توبك ولا تليج بيك ومع ذلك معبرتناش واتحديت الكل واتجوزتها..
عثمان:خلاص يامنصور معدلوش لازمه الحديد الماسخ ده ..اهي غارت غورة تاخدها ..يارب بس مرتك متبجاش زييها..
أحمد"متأففا"خلاص بقي ياعمي ..جولتلك اني بحبها وهي كمان ..اقطمو الحديد ده عاد!!
...تدخل عليهم سكينه تقطع نقاشهم الحاد ..وهي تسير ببطء صوبهم ..احنت رأسها قليلا لتهتف بصعيديتها الخفيفه"الوكل جاهز ياحاج ..
ياللا يارجاله جومو بجي ناكلنا لجمه نهدي بيها اعصابنا"قالها عثمان وهو ينهض عن مكانه .ويدلف للداخل ..ليتبعه كلا من احمد ومنصور بخطوات بطيئه متثاقله ..
،،بغرفة أحمد وهايدي بمنزل الدالي بالصعيد ..
تجلس أمام المرآه تمشط خصلاتها الفحميه المموجه قليلا ..يبدو علي ملامحها التذمر والتشنج لتعتدل علي كرسيها لتكون بمقابل زوجها احمد الجالس علي الفراش ممدد بساقيه ومستند بساعده علي الوساده "
هايدي"متأففه وملامحها متشنجه"احمد احنا هنرجع القاهرة امته بقي!!
احمد"يقهقه علي هيئتها"لحقتي تزهقي ..داحنا يادوب بقالنا اسبوع "
"بتذمر هدرت"لا بجد انا تعبت عمك منصور ده صعب اووي ونظراته صعبه وكمان مراته مش مريحه ..مش خلاص اتصالحت ..يلاا نرجع بقي!!
احمد"باذن الله هنرجع بكرة او بعده بالكتير ..اصفي شويه حسابات كده مع عمامي ونرجع !!
لم تجيبه اكتفت بزفيرا طويلا بعصبيه"
......
اليوم التالي ..من احدي شوارع القاهرة..
يسير عمر صوب سيارته المركونه بعيدا وهو يتحدث بالهاتف.مع صديقه زياد الحلبي زميله بالسكن في كندا ..
عمر"يتحدث ع الهاتف بتذمر"انا كنت ف السفارة انهارده بخلص شويه ورق كده 
زياد........
عمر:انشالله رضوان هيتصرفلي في فلوس اول ماخدها منه هحجز واجي علطول ..
زياد.......
عمر:يابني والله ...
اصطدم باحدهم وقع الهاتف من يده من اثر الاصطدام وتهشم ..
عمر"بصدمه"يانهار اسود مش تفتح ياعم..
بأعين متسعه وملامح قد تجهمت "هو انتي ..انتي حد زاقك عليا يابت انتي..
"كانت رغد"
رغد"بعد ان استوعبت الموقف قليلا وتعرفت عليه"هيزقوني عليك انت ليه مفكر نفسك وزير الداخليه..انت اللي بتمشي مبتشوفش اودامك ..
انا اللي مبشوفش اودامي ..الله يخربيتك ده كل مرة بشوفك فيها بتحصللي مصيبه ..انحني علي الارض ليجثو علي ركبتيه وقام بالتقاط اجزاء من هاتفه ..نهض ببطء وملامح حزينه"اعمل اي دلوقتي ياخسارة الفون كان عليه كل شغلي وارقامي 
رغد"وهي تلوي فمها بتحسر"قليل الزوق يعني وطيت تجيب تليفونك ومجبتش كتبي!!ايه مفيش نخوة عايزني انا اللي اوطي اجيبهم في نص الشارع..
عمر"بعد ان انقطب جبينه واقترب حاحباه من بعضهما"لأ انتي مش طبيعيه ..انتي عارفه الفون اللي انتي كسرتيه ده بكام ..!
لتصرخ به هي الأخري"وقع بسببك انت ..ابقي فتح بعد كده وانت ماشي..
مزيدا من الشد والجذب بينهم ..لينتهي النقاش بانحناء عمر وهو يلتقط كتبها من الأرض..
عمر"يمد يده بكتبها"خدي كتبك اهي ..لو شوفت وشك ده تاني ..مش هيحصلك طيب!!
رغد "وهي تمصمص بشفافها وبنبرة استهزاء نطقت"ماشي ياعم براد بيت ..اكيد يعني الصدفه مش هتجمعني بيك تاني ..
ليوليا ظهرهما لبعضهما البعض..
عمر"وعلي ثغره شبح ابتسامه"حلوة بس لمضه ..
رغد"وهي تعض علي شفتيها"خربيت جمال عنيه والنبي ده احلي من براد بيت ..بس غتت ومغرور..
....."ماذا لو كانت بداية الحب صدفه!! 
.......
بمنزل الدالي بالصعيد..
يجلس كلا من عثمان ومنصور وصفيه مع ابن شقيقهم أحمد ببهو المنزل وأمامهم علي الطاوله المستديره صينيه عليها أكواب شاي..
أحمد:بالمختصر المفيد ياعمي ..انا عاوز نصيب ابويا وحقه في كل حاجه
منصور"بصوت أجش"عشان تضيعه ع البندريه اللي انت متجوزها زي ماعملت جبل سابج!!
أحمد"بنفاذ صبر"اولا انا مبشحتش منك ..انا جاي اطلب حقي بالزوق وبالأدب لانك كبيرنا ..ثانيا حقي اللي انا هاخده هشتغل بيه عشان اقف علي رجلي..
منصور"بحده"لا مش حجك ..ده حجي من بعد اخويا انا اللي حافظت علي ماله وارضه وزودته ..مش هدي شجا السنين دي كلاتها ليك عشان تضيعها..
صفيه "متدخله بالحوار"حقه يامنصور ..ولا انت عاوز تاكل حج اليتيم ..
عثمان:احمد خلاص معتش هيغيب عن عينينا ..واحنا هنفضل امعاه ..لو شوفناه بيجع هنسنده ..ومرته بت اصل انا سألت ع أهلها بنفسي اغني مننا بكتير ..بلاش يامنصور تيجي عليه واديله حجه!!
منصور"رغما عنه بعد ضغطهم"هديلو ..بس مش هياخد كل نصيبه ..اطمن انه بجي راجل واد مسؤوليته ..ساعتها اديه نصيبه كله !!
احمد"بعصبيه ونبرة مرتفعه"اي اللي بتقوله ده ياعمي!!
عثمان:ف دي معاه حج يااحمد ..واحنا هنبجي معاك ومش هنسيبك واصل ..نطمن عليك ياولدي احنا مش هنعيشلك العمر كله ..
صفيه"تضرب علي كتفه بخفه"وانا كمان مع رأي الحاج منصور ياولدي..واحنا مش هنضرك داحنا عزوتك وسندك ..
ليسود الصمت قليلا ..فيقتطع أحمد سكوتهم بنبرة استسلام "ماشي ياعمي ..شوف هتعمل ايه وانا معاك !!
ليعتدل منصور بجلسته قليلا "هو ده عين العقل.."بنبرة مرتفعه ينادي علي الخادمه سكينه ويأمرها بأن تبلغ ابنه سليم الحضور لأبيه ويجلب معه الأوراق الخاصه بالأرض وملكية المنزل الكبير...




تعليقات



<>