رواية (( ابن عمي ))
الفصل السادس
ريهام محمود
صباح اليوم التالي ..تجمعو علي الفطور ..
أميمه :اعملو حسابكو مفيش مرواح للكليه انهارده انتو الاتنين ..
هتفت سارة "لعدم معرفتها بالأمر"ليه ياطنط خير ..
اجابها يوسف سريعا ..هايدي جايلها عريس انهارده ..
لم تعيره انتباها ..التفت لهايدي الجالسه بجوارها وقالت بحماااس"اووباا..مبرووك ياروحي بقي ..
اكتفت هايدي بالايماء لها بالابتسامه ..
نهضت أميمه عن كرسيها وهتفت للفتيات بحماس"ياللا شهلو بقي عشان نساعد فاطمه ..ورانا شغل كتير ..
نهضت هايدي من مكانها وسارت خلف امها للصالون ..
سارة ويوسف وحدهم ..وحدهم علي المائده ..وجدت انهم بمفردهم همت سريعاا من مكانها دون النظر اليه ..فهم فعلتها ..نهض عن مكانه وسار خلفها ..بعد ان تأكد من انشغال امه واخته عنهما ..
جاء من خلفها ..امسكها من خصرها علي غفله منها ..ظهرها له ..مال براسه علي اذنها ..بعد ان جذب خصلاتها للخلف ..همس "عقبالك"
دفعته بقوه ..ونزحت يده عنها بقوة ..سارت بخطي متعجله لتبتعد عنه ..هتفها من الخلف ..طب قولي شكرا حتي
ابتسم ابتسامه جانبيه وضع يده بجيب بنطاله وشرع بالذهاب للخارج ..
................
في مكتب رضوان البحيري..
كان يتحدث مع سكرتيرته الخاصه ..
هتف رضوان يسرا "بنفاذ صبر"يايسراا اللي بيحصل ده مينفعش انا راجل متجوز ..
يسرا "بدلال"وايه المشكله لما تكون متجوز ..الشرع حللك اربعه ..
انا معجبه بيك وانت معجب بيا ..ليه هتقعد الموضوع يارضوان..
هتف رضوان باستنكار مزيف"ومين قالك ان الاعجاب متبادل "
اقتربت منه وجلست علي المكتب مقابله ..أمسكت بيده انا عارفه انك معجب ..بيا هنستفيد ايه من البعد ده ..هه
توتر كثيراا من اقترابها ..ارخي ربطه عنقه ..وفك اول زرين من قميصه بتوتر ..تنهد ..
اقتربت بوجهها منه .اقتربت كثيرا .. ..بابتسامه خبيثه..استجاب لما تفعله ..كان بعالم اخر عالم لم يجربه ولا كان علي دراية به ..أخرجته يسرا من الرجل العادي الروتيني ..الي الرجل المطلوب المرغوب ..جعلته يهرب من حبه ومن مسؤليته ..
اغمض عينيه وترك البدايه لها ..
فجأة اهتز هاتفه ..افاق من حالته وغيبوبته ..حمحم بتوتر ..امسك الهاتف ..
"ايوة يايوسف ......
بجد والله ....
خلااص هكلم سيادت المستشار واعرفه ان الزيارةه بالليل ..القي الهاتف بانفعال بلل شفتيه بطرف لسانه ..وهتفهاوهو يشيح ببصره عنها ..روحي انتي يايسرا علي مكتبك ..
زفرت بضيق ..رمقته بتحدي ..
طيب هخرج دلوقتي .بس فكر يارضوان ..انا مش هستني قرارك أكتر من كده ..
غادرت المكتب بانفعال ..وضع رضوان كفه علي رأسه مستندا بساعده علي سطح المكتب .. رفع راسه ببطء مسح بكفه علي وجهه ..وأمسك الهاتف وقام بالاتصال بسيادة المستشار ..لتحديد الموعد..
......................
ليلا ..من امام منزل يوسف الزيني ترجل أمير ووالديه من السيارة الخاصه بهم ..صعدوا علي الدرج الرخامي بالمقدمه المستشار وخلفه أمير ووالدته ..قرعو الجرس بثبات ..فتحت الباب فاطمه .وقالت بابتسامه واسعه ..اتفضلو اتفضلو يا أهلا وسهلا يأهلا وسهلا ..حضر يوسف ومعه رضوان لاستقبالهم تبعتهم أميمه ..بابتسامه عذبه قابلهم يوسف .
رضوان مرحباا ..اهلاوسهلا سيادة المستشار ..اتفضلو للصالون سار يوسف بالمقدمه وتتبعه الجميع الي غرفه الصالون ...
مرح وترحيب بهم ..تجولت الاعين بالمنزل معجبين بالأثاث والتحف الانيقه ..
أميمه "انتو نورتونا والله ..
أمل"البيت منور بأهله ياام يوسف ..
"رمق يوسف أمير بنظرات غير مفهومه ..لماذا لم يسترح له !!
.."نتركهم مع بعضهم وترحيبهم ونذهب لغرفة هايدي..".
......
عند هايدي ..التوتر غالب علي ملامحها ..
سارة"بقلق"مالك يادودو .انتي خدتي علاجك ولا لأ.
هايدي"بتوتر جلي"ايوة خدته ..بس دايخه شويه ..
سارة "بخفتها المعهوده"اجمد كده ياعم "ثم لكزتها في خصرها "دايخه من قبل ماتشوفيه اومال لو شوفتيه بقي..
اجلستها امام المرآه ..واخذت تمشط شعرها ..ايه رأيك ياهايدي اجيبه ع الجمب كده ..
هايدي "بلا مبالاه"متفرقش "
احست ساره بقلقها ..لكنها طردت احساسها بعيداا ..خلاص بقيتي جاهزة ...
ياللا انزلي ..
خرجت هايدي من غرفتها بتملل ..وشرعت بالنزول للمطبخ ..
نهضت أميمه من مكانها ولحقت بهايدي الي المطبخ ..ماشالله ياحبيببتي زى القمر ..ربنا يحرسك ياارب .. رمقتها برضا ..ثم تحدثت "شيلي ياحبيبتي صينيه العصير وحصليني علي جوة واضحكي شويه ..
اومأت هايدي بالايجاب وتتبعت امنا حامله صينيه العصير ..
أميمه "بتباهي وفرح"هايدي بنتي..
رمقت أمل لأمير "بمعني ..هي دي؟!"
هز امير راسه بالنفي لامه ..
امل :ربنا يخليهالك ..زي العسل ماشالله ..
وزعت العصير علي الجميع الوضع غريب..أمير وضعه اغرب "اين سارة-حوريته-اين العروس"
هتفت أمل "بتردد اومال فين عروستنا الحلوة ..
تغيرت ملامح الجالسين ..أميمه .:نعم ياحبيبتي ..
رضوان "مدركا للموقف" وقال بمرح ملطفا للجو المشحون"احنا عندنا العرايس كتير ..ثم ضحك وقال ..شاور بس ..
أمير "بابتسامه عذبه"هي عروسه واحده مفيش غيرها..
سارة..
يوسف .."أقال سارة ..ام انها تهيؤات ..نفض عن رأسه سريعاا ..ضيق عينيه ..وجه حديثه لأمير ..
"قولت مين ..؟!!
احس كلا من أمل وأميرر بالقلق نظروا لبعضهم باستغراب ..
لحقت الامر هايدي "التي تنفست الصعداء وانفرجت اساريرها لذكر اسم سارة وتنحيها عن الموضوع ..شكراا يالله ..سترتني وانا لا استحق"..
"هطلع اندهلها اهوو "
"ولا اي وصف ..اقدر ان اوصف به يوسف ...لكم مطلق الحريه في تخيله .....
احست أميمه بخيبه الامل ..ورضوان بالحرج ..اما يوسف فكان لارد فعل له..!!
صعدت هايدي مسرعه متجه صوب غرفه بنت عمها ..دلفت لغرفتها دون استئذان ..انتفضت سارة لرؤيتها .."خضتيني يادودو ..ف اي""
هايدي "تتنفس بصعوبه بشكل واضح..العريس ...
سارة "ماله !!
ضحكت هايدي بشده وهتفت بصعوبه ..العريس جاي يتقدملك انتي...
اتسعت عين سارة بذهول وغير تصديق ..اقتربت من هايدي بتوجس "انتي لسعتي ياهايدي.."
هايدي:والله ابداا ..عايزينك تحت ..ياللا بسرعه ..شرعت بفتح خزانتها واخذت تنتقي لها ملابس كي ترتديها قبل النزول ..
ايه رأيك ف ده ..
هايدي ممسكه بفستان ابيض ممزوج بالبمبي ..مفتوح قليلا من أعلي ..
ارتدته سارة بعد اصرار هايدي .."الذهول سيد الموقف بالنسبه لها"..
استبقتها هايدي ع الدرج وتبعتها سارة ..دخلت هايدي عليهم مشيرة بيدها بحركه مسرحيه ..سارة .
ثم تنحت جانباا ..
هتفت أمل ماشاءالله ..
نظرات أمير كانت كلها اعجاب ..كانت كالملاك باللون الأبيض وشعرها الكستنائي مفرود علي ظهرها ..
هزت سارة راسها بالتحيه وجلست بحوار أمل ..
امل :جميله اووي يأمير ..ربنا يهنيك ياابني ..
رمقت سارة يوسف الجالس امامه بنظرة سريعه ..
حالته لا توصف ..عينان مبحلقتان بغضب يتطاير منهما الشرر ..حواجب معقوده ..ووجه مكتظ محتقن ..
انزلت راسها سريعاا ..
المستشار سالم "بما ان العروسه جت احنا جايين نطلب الانسه المصون سارة لابننا أمير ..
ايه رايك ياست أميمه !!
أميمه "بهدووء "الرأي رأيها هي ..
توجهو جميعا بالنظر لسارة ..في انتظار ردها ..نظرت ليوسف سريعاا ..قابلها بالتحذير ..هز راسه لها بالنفي ..اي رفض الخطبه..
رفعت راسها بشموخ واومات برأسها بالموافقه ..ثم رمقت يوسف بتحدي ..الذي بادلها بنظرات وعيد ..
اطلقت هايدي زغروده عاليا بعد موافقه سارة ...
..نهض يوسف عن مكانه بانفعال .. شرع بالذهاب خارج المنزل بأكمله ..حتي ينفس عن غضبه .."الأن يعلم لماذا لم يسترح له "....
في المنزل ..شعور بخيبه الامل..شعور بالنصر ..شعور بالراحه .شعور بالفرحه ..اختلطت المشاعر لكلا منهما ....
....................
بمنزل يوسف..التوتر سيد الموقف ..الاجواء مشحونه ..حضرت اروي ظهرا كي تري امها وتقص عليها تفصيلا ما حدث أمس!!
اروى"تشير بيدها "والنبي ياداده فاطمه خدي رودي ويوسف وافتحيلهم اي قناه كارتون يتلبخو فيها شويه ..
حضرت فاطمه بخطوات بطيئه مالت علي الصغار وأمسكت بأيديهم ..وساروا معها صوب التلفاز ..
اعتدلت أروي بجلستها واتجهت بوجهها لأمها ..ها ياماما ..كملي..
تململت أميمه بجلستها :ومسحت بكفيها وجهها بتأني .."يوسف علي أخره ومصمم ان الخطوبه متحصلش.."
اروي "بنبرة استغراب"انا اصلا مستغربه ازاي سارة توافق ع العريس وهي شايفه انتو كنتو عايزينه لهايدي!!
أميمه"بغيظ"ماهو ده اللي مضايقني ومضايق يوسف . ايه للدرجادي مبتفهمش..
اروى"زمت شفتيها"معرفش حسيتها حركه لئيمه منها ..مش قادرة ابرر اللي عملته !!
أميمه "بنبرة هادئه"حرام ..انا اقول شهاده حق ..البت دي من يوم ما جت هنا وهي طيبه وف حالها ..عمرها لا اشتكت ولا سمعت حاجه منهاا..
أروى"انا كنت بحبها اووي ..بس بعد حركة امبارح وانا مش طيقاها ..لازم ترفض العريس ده ..منعا للمشاكل ..
أميمه:لاا ..ملناش دعوة ترفض تقبل ..هي حرة ..انا عندي بنات ..مقدرش اجي علي بنت زيهم ..
اخاف ربنا يقعدهولي فيكو
أروى"طب وهايدي عامله اي بعد موقف امبارح ..زعلت كتير؟!!
أميمه "اعتدلت للامام وهتفت باستغراب"اهي دي بقي اللي مش فهماها ..ده البت اول ماسمعت اسم سارة وانها العروسه والضحكه بقت من الودن للودن ..ورقعت الزغروده اللي تسمع للصعيد ..
أروي"غريبه يعني ..بس هقول اي الحمدلله انها متأثرتش اووي والا كانت هتتعب كالعاده ..
أميمه:يمكن ده اللي هداني شويه بعد موقف امبارح..
نهضت عن مكانها بعجاله هتفت ابنتها وهي تسير صوب المطبخ ..اما اقوم اطبخ الغدا..هتفتها اروي من خلفهاا..
هقلع الهدوم دي والبس اي حاجه من عند هايدي واجي اساعدك ..
نهضت من مكانها وصعدت الدرج متجهه صوب غرفة اختهاا ..
...................
بكليه الحقوق "خرجت هايدي من قاعه المحاضرات بعد ان انتهت المحاضرة ..ممسكه هاتفها بيد تضغط عليه للاتصال ..واليد الأخري تحمل الكتب والملازم ..وضعت الهاتف علي اذنها بانتظار الرد ...واخيرا جاءها صوت 'جمال'..
احتد صوتها وهي تهاتفه"انت فين كل ده ..مبتردش عليا ليه ..
جمال:.....
هايدي:يعني اي مسافر تتفسح مع اصحابك ..طب والكلبه اللي انت مرتبط بيها مش تعرفها ..بدل منتا سايبني مش عارفه راسي من رجلي!!
جمال:.....
هايدي:لا مش هوطي صوتي ولازم اشوفك ونتكلم وتحط حد للموضوع ده بقي..
جمال:.....
هايدي:طالما هتيجي بكرة انا كمان هجيلك بكرة بعد الكليه عشان اخلص..
انهت المكالمه معه دون ان تنتظر رد منه ..اغلقت الهاتف بعنف ..ثم ألقته بحقيبتها باهمال ..وتوجهت صوب الدرج للنزول ..
............
تقف سارة ورغد صديقتها أمام بوابه الجامعه ..تشير ﻻاي سيارة أجرة بالتوقف ..جائها من الخلف صوت أمير"
ساره ..أنسه سارة"
التفت سريعا هي ورغد ..مالت عليها رغد بمداعبه"ايه ده ..هو ده العريس!!
لكزتها سارة في كتفها ..
ابتسمت لأمير ..الذي اقترب منهم ..مد يده بالسلام لسارة ..مدت يدها له ..اطال بالسلام وهو يرمقها باعجاب..جذبت يدها من يده بحرج ..وهتفت 'رغد صحبتي'استظار براسه لرغد وابتسم لها ابتسامه واسعه ..
ثم وجه حديثه لسارة"ها انتي خلصتي محاضراتك ولا اي؟!
سارة:ايوة ..ومروحين اهو..
أمير:طب ياللا عشان اوصلك!!
سارة"بامتنان"لأ شكرا ..مفيش داعي..
امير:لا ازاي دانا جاي وراكي مخصوص عشان اوصلك و..
اقتطع حديثه وهو يتنحنح بحرج
قصدي ..يعني شوفتك وانتي خارجه وقولت اوصلك ..
نظرت سارة لرغد ..اومأت رغد لسارة بالموافقه علي طلبه ..
رغد :طيب همشي انا بقي ياسو..
سارة :موجهه حديثها لأمير ممكن نوصل رغد في طريقنا ..
أمير"بثبات"طبعا طبعا "اتفضلي ياأنسه رغد..
رغد'بحرج'لا مش عاوزه اتعب حضرتك ..هاخد تاكسي ..
أمير "باصرار"اتفضلي نوصلك في طريقنا .مفيش تعب ولا حاجه ..
فتحت رغد الباب الخلفي للسيارة ..في حين ان أمير كان يستدير حول سيارته لكي يفتح الباب الامامي لسارة ..ولكنها احبطته عندما رأها تجلس بجوار هايدي بالخلف ..
قوس فمه بغيظ ..وتمتم ""ايه الورطه دي""..دلف الي السيارة وجلس علي مقعد القياده ..ظبط المرآه حتي ظهر بها وجه سارة ..
رمقها بابتسامه عذبه ..احرجت من تصرفه فأشاحت وجهها عنه بحرج..
وانطلقا بالسياره لايصال رغد اولا ..
.. ........
تجلس يسرا علي مكتبها بشركه الزيني ..مكتبها بجوار مكتب رضوان..كانت تتحدث بالهاتف بصوت منخفض مع سماح شقيقتها ..
يسرا"بصوت منخفض"يعني مش قادرة تصبري اما اجي البيت واحكيلك ..
سماح:.....
يسرا:طيب ..هو عموما م الصبح مش علي بعضه وكل شويه يندهلي ..هاتي ورق معرفش اي يايسرا ..خدي ورق معرفش اي يايسرا ..وانا مسقعالو ع الاخر"وضعت يدها علي فمها كي لايعلو صوت ضحكاتها"
سماح:......
يسرا:لأ هسيبه شويه كده .عشان يتلحلح شويه ويجي بقي ..
عارفه يابت لو الموضوع ده حصل ..داحنا هنتنغنغ ..انتي متعرفيش رضوان ده ..ده علي قلبه اد كده ..
"تم تأففت"يوووه اقفلي اقفلي بيتصلي علي تلفون المكتب ..اما اشوف عايز ايه؟!
أغلقت الهاتف سريعا مع شقيقتها ..وأمسكت بهاتف المكتب ..
"بنبرة جديه مصطنعه"ايوة يافندم ..
..حاضر هجيب الملف وادخل لحضرتك ..
اغلقت الهاتف ..فتحت درج مكتبها وأخرجت مرآه صغيره ..نظرت لنفسها باعجاب قامت بتظبيط شعرها ..ثم اخرجت أحمر الشفاه من حقيبتها ووضعت قليلاا منه علي شفاهها ...
دخلت عليه بعد ان استأذنت بلطف للدخول..
ابتسمت بنصر ..فمجرد رؤيته هكذا يعتبر نصر لها ..
اتفضل يافندم الملف اهو .."هتفت وهي تناوله اياه"..
امسك منها الملف ثم جذبها من يدها سريعا ..قال بحزن..متغيرة معايا ليه ..
هتفت "حضرتك اللي عاوز كده ..
رضوان :بحيرة..ومين قالك اني عاوز كده ..استقام بوقفته مقابلها ..
انتي عايزه ايه وانا اعمله ..
هتفت بدلال بعد ان وصلت لمبتغاها ..انت عارف انا عايزه ايه ..
زفر بضيق نظرا لحاله"خلااص وانا كمان مبقتش قادر ..
وضعت كفها علي كتفه بدلال ومالت براسها عليه ..ولا انا كمان يا قلبي ..
"ليس لديه عذر ..متزوج من امرأه يحبها وتحبه ولديه منها اولاد ..متفاهمه معه وعلي قدر من الجمال ..قصة رضوان ليست قصه او روايه للتسليه ..واقع وحدث امامي ..لم يكن له عذر ..حاولت جاهده التماس اعذار ولم أجد"..
.................
قامت بتوديع صديقتها رغد من شباك سيارة أمير..ثم توجههت ببصرها اليه وهتفت مبتسمه..خلاص تقدر تطلع دلوقتي..
التف اليها امير برأسه وقال ..تيجي تقعدي اودام ؟!
هتفت سارة بحرج"لا انا مرتاحه كده.."
تافف بصمت ثم اندفع بسيارته ..
يتبادلون النظرات بمرأه السيارة ..نظرات تارة وابتسامات تارة اخري..
هتف بعد فترة من الصمت"انتي ساكته ليه ..
سارة:انت كمان ساكت..
أمير"يرمقها في المرأه"هو كل مرة انا اللي هتكلم ..
اتكلمي انتي بقي مرة من نفسي .
ابتسمت ابتسامه واسعه حتي بروت اسنانها"مممم ..طيب اقول اي..
التفت اليها وهتفها "ايه رايك ننزل اي مطعم نشرب حاجه ..او نتغدا سوا..
هتفت باسف"للاسف مينفعش ..مستأذنتش حد "
احبطته ثانيه..قال "انتي عايشه عند عمك من امته..
تبدلت ملامحها سريعا للعبوس علي ذكر سيرة بيت عمها ..انا في مصر بقالي سنه ونص قعدت حوالي سنه في بيت اخوات ماما ثم تابعت بحرج"ومرتحتش هناك"وبعدين مرات عمي طنط أميمه خدتني عندها ..
قال باستفهام"جايه مصر بس من سنه ونص..غريبه ..
تاملته بفضول"غريبه ليه"
انير "يعني لكنتك المصريه حلوة اووي ..كانك عايشه هنا بقالك سنين..
سارة:احنا كنا فعلا مهاجرين امريكا ..بس المنطقه اللي كنا عايشين فيها كان فيها عرب كتير ..وايام مدرستي كنت مصاحبه مصريين كتير وكنت بتكلم بلهجتهم ..حتي بابا الله يرحمه ..كان ف البيت كل كلامه مصري..
أمير :قولتيلي بقي..
مقولتليش ..ايه رايك فيا..
تفحصته باستغراب"مش فاهمه ؟!
أمير"احم ..قصدي يعني رأيك فيا بما اننا هنتخطب قريب وكده ..
سارة "اومأت له بابتسامه "وضحت له مدي رضاها عنه ..
تنفس باريحيه "يعني افهم من كده اي..
سارة :حلو كويس ..مبدأيا يعني. .
التفت لها وهو يرمقها بوله ..
هتفت مسرعه وهي تضرب علي الكرسي ضربات خفيفه ..استني هنا ..هنا..
نظر امامه مضيق عينيه بتساؤل ..هنا ..لسه البيت اودام ..
هتفت "لا هنا أحسن ..عشان بس محدش يقولي حاجه ..
ترجل من سيارته واستدار سريعا لها كي يفتح الباب ..ترجلت وقفت امامه وقالت "بامتنان "شكرا علي التوصيله ..
مال قليلا ليصل لمستواها ..مفيش بينا شكر ..ثم اخرج هاتفه من بنطاله :ممكن بقي رقم تلفونك ..عشان ابقي اكلمك ..
املته الرقم ..وتبادلو السلام ..ظل مكانه حتي غابت عن عينه ..صعد سيارته وغادر بها والابتسامه لا تفارقه..
..............
تجمعو علي المائده للغداء عند حضور رضوان ..
أروي:مش نستني يوسف اما يجي عشان نتغدا سوا..
رضوان:وهو فين يوسف ..انا فكرته هنا ..جه شويه الصبح ومشي ..والشغل علي بعضه..
أميمه:بتصل بيه الموبايل مقفول ..
"تورترت سارة اكثر ..تحركت علي كرسها بصمت ..ولم ترفع بصرها عن طبقها ..
اروى"بتهكم"وانتي ياسارة هتعملي ايه!!
سارة"مستفهمه"في ايه؟!
اروي"زفرت بحنق وهتفت"هو اي اللي ف اي؟!!ف العريس اللي جاي
تنحنحت سارة بحرج "ولا حاجه ..طنط وابيه رضوان حددو ميعاد الخطوبه ..
قاطعتهم أميمه قبل ان تتعقد الامور اكثر"خلاص يا أروى ..كملو أكل وبعدين ابقو اتكلمو..
رضوان"يلوك بالطعام بفمه"عامله ايه في الكليه ياسارة ..مرتاحه
سارة:اه الحمدلله ياأبيه
هايدي"متدخله في الحوار" دانا بقالي اربع سنين في حقوق ومش عارفه اصاحب حد ..
هي لسه مكملتش ترم هناك وليها بيست وزملا وكمان جابت عريس "وقهقت عاليا"
تبادلت هي ورضوان الضحك والمرح ..
وسط نظرات حنق من اروي لسارة ..وعدم اكتراث من أميمه..
..........
خرج يوسف من المصعد متجه صوب شقته الموجوده باحدي المباني الفخمه ..دلف للداخل بمفاتيحه الخاصه..منزل واسع عبارة عن بهو كبير وخمس غرف ومطبخ علي التراث الامريكي ومرحاض بغرفه النوم واخر بالخارج..
القي بجسده علي الاريكه بتعب ..ثم رفع قدميه ..تجول بعينيه في المنزل ..امسك هاتفه وضعط عدة مرات ..حتي جاءه الرد ...
ايوة ياعبده ..اطلع نضفلي الشقه دي دلوقتي..
اغلق الهاتف دون ان ينتظر رد الأخر..
قام بالاتصال مرة اخري ..
الو ..ايوة ياأمي ..
اميمه:....
انا في الشقه بتاعتي..
أميمه:....
يوسف:لا متقلقيش عليا ..انا هنام هنا ..استقربت المسافه م الشركه لهنا وكنت تعبان ..
اميمه:.....
يوسف:مش وقته ياأمي ..مصدع وعايز انام ..
غلق معها ثم القي هاتفه بأهمال علي المنضده المجاورة له ..اطبق علي جفنيه بتعب ..واخذ يمسح بكفه مقدمه رأسه ..ثم نهض من مكانه توجه صوب غرفة النوم الكبيره ..دلف لداخلها وقام بفتح خزانة الملابس واخرج منها ملابس داخليه وبنطال من القطن لونه اسود ..وسحب منشفه ..وتوجه صوب المرحاض الموجود بالغرفه بخطوات متعبه ..كي ياخذ حماما منعشاا ..يزيل به تعب وتفكير دام يوم وليله ..
(( الفصل السابع ))
بمنزل رضوان ..
بحجرة نوم رضوان واروى ..يدعي رضوان النوم وايضا اروي ..
زفرت اروي بضيق بعد ان تململت علي الفراش ..تحركت من مكانها بضيق وقامت بفتح ضوء المصباح المجاور للفراش.. توجههت بصرهها صوب رضوان الذي يوليها ظهره ..ضربت علي كتفه ضربه خفيفه ..
أروي:رضوان ..قوم انا عارفه انك صاحي ..
أطبق علي جفنيه بشده لاكتشاف امر ادعاؤه للنوم ..
استدار ببطء شديد لها ..واخذ بفرك عينيه .. تمتم بخفوت"في اي ياحبيبتي"
اروي"عايزه اتكلم معاك شويه ..ممكن!!
رضوان "يضيق عينيه بدهشه"دلوقتي ده الساعه داخله علي 3الفجر!!
أروي:اه دلوقتي يارضوان ..مانا مبقاش بعرف اتكلم معاك كلمتين علي بعض..
ارتفع عن مكانه قليلا بعد ان اسند الوساده خلف ظهره..
تنهد طويلا ثم هتف...مممم خير..
بشكل مفاجئ هتفته اروي"انت متغير معايا ليه!!
رضوان:متغير معاكي ..مين قالك اني متغير معاكي..
اروي:انا حاسه انك متغير معايا ..متكدبش احساسي ..
رضوان :مفيش حاجه ياأروي ..ضغط في الشغل مش اكتر..
اروي :طول عمرك مضغوط في الشغل ..في حاجه غريبه!
رضوان:مفيش حاجه ياأروي متخليش الشيطان يلعب بعقلك ..
اروي:اوعدني متخبيش عني حاجه ..لو قصرت نحيتك بحاجه قول..
رضوان"استحقر نفسه الف مرة وهتف بحب صادق 'انتي عمرك ماقصرتي ولا هتقصري ..انا اللي مقصر ..
جذبها من راسها برفق ..وضعها بلين علي صدره اخذ يمسح شعرها بحنان ..ثم طبع قبله رقيقه علي جبينها ..
استكانت اروي في حضنه باستسلام واستجابت له بوله ..لم يكن مجرد زوج ..بل حبيب واخ وصديق ..تربت علي يده من صغرها ..حاولت ان تطرد احساسها وتكذبه حتي لاتعكر صفو اللحظه ..ف هي الي الأن لم تري منه غير كل حسن ..حتي وان قصر وتغير قليلا
................
هو انا مش هشوفك غير كل فين وفين زي الاغراب ..
قالتها سهر وهي تسير بخطي ثابته مستقيمه صوب يوسف الذي كان يوليها ظهره ..كان موجود بالنادي يشرب كوبا من الشاي ..
استمع لصوتها ..زمجر بخفوت ..وهمس"اصل انا كنت ناقصك انتي كمان"
جلست بجواره ..وترمقه بعتاب وشجن ..انا زعلانه منك اووي..تقريبا اسبوعين مشفتكش..حتي مبيهنش عليك تتصل تطمن عليا..
يوسف:اتصل اطمن عليكي ليه ..منتي كويسه اهو وبعدين منتي قولتي شايفين بعض من اسبوعين ..عايزه ايه تاني!
سهر"بخبث"وهي ترفع شعرها من علي وجهها "عايزه كتير طبعا ..انت ناسي اننا مرتبطين!
احتد صوته "سهر ..فكك مني ..انتي عارفه اني مش هرتبط بيكي ولا بغيرك..
بنفس حدة صوته اجابته"لا ياجو ..مش بكيفك ..تعلقني بيك بمزاجك واما تزهق ترميني!!
يوسف:ارجعي بذاكرتك لورا ياسهر ..وافتكري كويس ..انتي اللي عملتي اي عشان توصليلي .."ثم أكمل بوقاحه"
ومفيش حاجه عملتهالي الا وخدتي تمنها..
سهر وقد اهتزت نبرتها غيظا "واديك قولتها ..يبقي مش هسيبك لغيري بسهوله ..
يوسف" رمقها باستهزاء ..صدقيني انتي بتلعبي لعبه انتي خسرانه فيها ..
ضربت الطاوله بعنف ..بعد ان وصلت لذرة الغضب "انا مش هخسر ياجو ..وهتشوف بنفسك .. ازاحت الكرسي بغضب ثم مالت علي اذنه تهمس بفحيح :ابقي سلملي علي طنط ياجو ..لحد مااشوفها وقهقت عاليا وغادرت بخطي جامده تعبر عن غيظها منه ..تمتمت بخفوت وهي تغادر"تريدها حرب ..فليكن ماتريد.."
ظهر علي ملامحه الضيق والانفعال وخصوصا حين ذكرت أمه "لا يريد ان تتشوه صورته بنظرها "
نهض عن مكانه بضيق ..وغادر هو الاخر علي عجالة ..متجها صوب شركته ..
.............
لم تذهب الي الجامعه ..خرجت من المنزل وهي محدده وجههتها ..ان تذهب ل"جمال"وتتحدث معه بشأن علاقتهم المحرمه "زواج عرفي ولكنه يظل محرم ..ف أهم شرط من شروط صحه الزواج هو الاشهار..ولكن اين الاشهار في الزواج العرفي "
كانت تضحك علي حالها حين ضغط عليها ونصحها بالزواج منه عرفيا علي اساس انه يعتبر زواج مؤقت لحين ان يعمل ويتقدم بطلبها من اهلها بشكل صحيح .. مخطئه 'ف الحلال بين والحرام بين'
ترجلت من سيارة الاجرة ..والقت علي السائق حسابه..توجهت صوب المبني وصعدت الدرج مستنده علي الحائط المجاور للدرج ..ثم توجهت الي شقة جمال ..وفتحت بمفاتيحها الخاصه..
وجدته نائم ..زفرت ضيقا ..استدارت حول الفراش وضربته علي ظهره عده ضربات كي تفيقه ..
هاتفها بتملل وهو مغمض الاعين ومازال غير مدرك "اي . ف اي؟!
هايدي"بثبات"قوم ياجمال
تحرك علي فراشه بتثاقل ونظر لها بعين مغلقه والاخري مفتوحه ..يوووه ..انتي جيتي.
هايدي:قوم وفوق عشان عيزاك..
جمال:اصطبحي ياهايدي.انتي جايه تجري شكلي..!
هايدي:جايه عشان اتكلم مع...
قاطع كلماتها باشارة بيده "اعمليلي شاي الاول عشان افوق ..ولا هتكلمي معايا وانا نايم !!
رمقته بضيق ..ثم توجهت للمطبخ كي تصنع له الفطور ..حتي لا يتحجج وتستطيع الحديث معه !!كانت تريد نهاية لموقفها معه ...
....................
بشركه الزيني للمقاولات.. يقف العاملون علي قدم وساق ..رؤيتهم ل "يوسف"تلزمهم العمل بصمت .وخصوصا وانه لا يتهاون باي شئ يخص العمل ..ولا يتهاون مع من يقصر بعمله ..
دلف لمكتبه لم يلق التحيه علي سكرتيرته "تعودت منه علي ذلك ولم تعترض" .
لحقت به تحمل االاوراق والملفات ليتطلع عليها ويقوم بتوقيع البعض منها ..
مدام هيام "بلطف"اتفضل يا باش مهندس ..ووضعت الاوراق والملفات علي سطح مكتبه ..
قاطع كلماتها وقال وهو يضع كفه علي مقدمة رأسه ..سيبي الورق وانا هشوفه دلوقتي ..اطلبيلي رضوان خليه يجيلي...
اومأت برأسها ايجابا "امرك يافندم ..حاجه تانيه !!
يوسف"يطبق علي عينيه بتعب"ولو عندك اي حاجه للصداع هاتيهالي لو سمحتي!
هتفت باهتمام"حاضر يافندم ..معايا نوفلجين ..هجيبه لحضرتك حالا ..
اكتفي بالايماء برأسه لها تعبيرا عن امتنانه وشكره..
....بضع لحظات عادت ومعاها بعض الحبوب وكوب ماء"اتفضل يافندم ..بالشفاء انشالله..
اخذ منها كوب الماء وقام بوضع العلاج بفمه وشرب الكوب دفعه واحده ..
ثم تحدث"طلبتيلي رضوان
مدام هيام:ايوة يافندم.
يوسف:طب اتفضلي علي مكتبك.
غادرت الغرفه وهي تمتم بنفسها "قليل زوق ..حتي شكرا مستكترها "
...
دقائق بسيطه وحضر رضوان ..مبتسم كعادته ..يوزع ابتساماته علي جميع خلق الله بصدر رحب ..علي عكس يوسف تقريباا ..ف بالامكان ان تحصي عدد المرات التي ابتسم بها لأحد ..
تغير كثيرا منذ وفاة والده ..وكل ما يتقدم به العمر ...كل ماكان التغيير للاسوأ..
رضوان"بمرح"يوسف باشا طالبني ليه؟!
هدر به يوسف بغضب"عملت اي؟!
رضوان"يهز رأسه بعدم فهم"ف اي؟!
زمجر غضبا وهدر به عاليا"عملت اي ف موضوع الواد اللي كان متقدم لهايدي؟!
رضوان"باستفزاز"قصدك اللي متقدم لسارة..
تعمد رضوان استفزازه ونجح بذلك ..
قال وهو يصر علي أسنانه بغيظ ..اقصر الشر يارضوان ..واخلص..
رضوان بلع ريقه بصعوبه ..يعلم يوسف ابن خاله عن وجه قلب ..ويعلم ان غضبه ليس له حدود..
تمتم بصوت منخفض يدعي الهدوء:هعمل اي يابني ..مانا قولتلك ان احنا اتفقنا علي ميعاد للخطوبه خلاص..
انتفض من مكانه بغضب واقترب من رضوان :انا مش قولتلك انهي الموضوع ده ..
رضوان:صدقني مينفعش يايوسف ..سارة قطعت الكلام لما وافقت ..والواد واهله فرحانين اووي وشكله مستعجل وبيحبها بجد..
بنبره صادحه هزت الارجاء :متقولش انه بيحبها عرفها فين عشان يتنيل ..
رضوان :وانت مالك يابن خالي بنت عمك قالت كلمتها خلااص ..اقصر الشر انت..
احتد صوته وهو ممسك بعنقه بعد ان تجهمت قسماته "هو ايه اللي مليش دعوة ..قبل ماتكون السنيورة بنت عمي وبنت خالك هي عايشه عندي في بيتي وبتاكل من خيري ..ثم تابع بجمود..انا الوحيد اللي فتحتلها بيتي وقعدتها لما الكل قفل بابه ف وشها ..ايوة انا مبطقهاش انا بكرهها وبكره ابوها وعمري ماهسامحه ..بس ده ميمنعش انها عايشه معايا ..مينفعش تكسر كلامي وتوافق عليه وهي عارفه رأيي..
رضوان"بشك"وهي عرفت رايك منين ..ده الموضوع كله كان مفاجأه ..
يوسف"انتبه لخطأه"اهتزت نبرته وارتفعت اكثر "اكيد يعني هتبقي عارفه رأينا كلنا ..ماهو مش معقول ..هنبقي موافقين عليه بعد ماكنا فاكرين انه ل هايدي مش ليها..
رضوان"متأففا"يادي هايدي اللي انت واروي عاملين حساب لزعلها ..هايدي نفسها مبسوطه جدا ..
اقتطع حديثهم صوت هاتف يوسف ..
توجه يوسف لمكتبه ..وأمسك به راي اسم المتصل وكانت امه ..
يوسف "بعد ان فتح ووضع الهاتف علي اذنه..ايوة ياأمي..
أميمه ........
يوسف:لا انا ف الشركه دلوقتي..
أميمه........
يوسف :معرفش ياماما هرجع انهارده ولا لا!!
اميمه......
يوسف:ليه خير..
أميمه.......
يوسف:طيب ماشي ياحبيبتي خلي بالك ع نفسك..!
واغلق معها ..توجه ببصره ل رضوان وتناسي قليلا خناقهم وحدثه مشاغبا "امي جيالكو انهارده اروي عزماها"
رضوان "حماتي جايلنا ..لأ دانا استئذن بدرى بقي..عشان الحق الغدا والقعده من اولها ..
يوسف:ياللا علي مكتبك ..بدل مااخصم منك.
رضوان "ورفع يده لتكون بمحازاة كتفيه"لا خلاص خلاص ..هروح علي مكتبي اهوو..
.....
جلس مكانه أمسك بالاوراق ..ثم ازاحهها جانباا..
تحدث في نفسه"والتمعت عيناه بمكر"بما ان ماما هتروح لأروي ..انا اقدر استفرد بسارة لوحدها ..!
وارتسمت علي ثغرة ابتسامه عريضه ..امسك بالاوراق مرة ثانيه وامسك بالقلم كي ينهي عمله سريعاا ..ويذهب الي المنزل ..
..............
يوم عصيب ملئ بالمحاضرات عند سارة ..
وأخيراا خرجت من القاعه هي وصديقتها رغد تحمل الحقيبه علي كتفها..والكتب علي كفها ..
استندت بظهرها علي الحائط ..يوووه انا تعبت اووي ..وخلاص عنيا مش قادرة افتحها .
رغد:ومين سمعك انا كمان دماغي هتنفجر والله ..
سارة :ياللا تعالي ننزل نشرب اي حاجه ..
رغد :ياللا .
واندفعو بالنزول قاصدين مقهي الكليه ..
رغد :"وهي ترتشف من كوب القهوة خاصتها" اي مفيش توصيله انهارده .."غمزت بعينها.
لكزتها سارة بكتفها وقالت وهي ممسكه بكوب النسكافيه :لأ مفيش ياخفيفه ..
غمزتها رغد بشقاوة"طب اي ..اي اللي حصل بعد مانزلت ..
سارة "تبتسم بصدق "محصلش حاجه والله اتكلمنا شويه وبعد كده نزلت ..
رغد "بنفاذ صبر"ايوة يعني اتكلمتو ف اي ..متخبيش عليا احسنلك
رغد "قهقت بشده"حاضر ياباشا هقول ..سألني ع دراستي وع قعدتي ف بيت عمي وكده ..
وبعدين خد نمرتي عشان يكلمني ..
داعبتها رغد بمشاغبه "ايوة بقي ..العب ياعم ..
ده الواد مش صابر
اكتفت سارة بالضحك من حديث صديقتها ..
..
حمحمت رغد ثم أكملت كلامها .
احم ..طب وابن عمك ده ..معملش اي حاجه
..تقلبت معدتها وحست بقبضه بقلبها حين ذكر اسم يوسف ..هتفت "بتجيبيلي سيرته ليه دلوقتي !!لسه لحد دلوقتي مشفتووش ..قلبي مقبوض اووي ربنا يسترر..
رغد :ربنا يسترر..جمدي قلبك يابت ومتخافيش منه ..
سارة :كعادتها كي تطمئن نفسها ..وضعت يدها علي قلبها وهتفت وهي تطبطب عليه بخفه ..خير خيرر..
رن هاتفها ..ابتسمت لرؤيه اسم أمير منيرا علي الشاشه ..
توجهت لرغد بالحديث ..امير بيرن ..
رغد :ردي بسرعه .
امسكت بالهاتف ..تنحنحت قليلا قبل الرد ..
الو..
امير...
سارة: الحمدلله وانت.!
أمير.....
سارة :في الكافتريا مع رغد ..
..
سارة :لا مينفعش بجد ..شكراا
امير...
اغلقت سارة معه وتوجهت بضيق لرغد ..بيقول عايز يوصلني ومصرر..
رغد :اشطا وانتي اي مضايقك
ولا انتي خدتي ع مرمطه التكسيات ..
سارة"بضيق"ايوة بس ..انا خايفه حد ف البيت يضايق ..
رغد "بلامبالاه وهي تشيح بيدها"اللي يضايق يخبط راسه بالحيط ..
اكملو حديثهم وهم يحتسون مشروبهم ..
..............
بمنزل جمال بعد ان تناول فطوره وقام بالاستحمام كي يستفيق قليلاا..
هايدي"ها ..خلااص كده فوقت وخدت دوش ..ممكن نتكلم بقي..
جمال:متاففا" ف اي ياهايدي ..مالك م الصبح وانتي مش علي بعضك.
هايدي:تعبت ياجمال ..ابوس ايدك ..تعالي اتقدم ..ا
جمال:اجي اتقدملك ازاي يابنتي..مش لازم ع الاقل يكون معايا تمن الشبكه..
هايدي "بصدمه"نعععم ..دنتا ساحب مني لحد دلوقتي 13الف جنيه وديتهم فين ..
جمال وهو يشيح بوجهه عنها ..قولتلك دول سلف وهردهملك ..
هايدي:مش عيزاك تردهم ..اتقدم وانا مش عاوزه شبكه
قال مستهزأ ..ومعقول يوسف باشا هيرضي يجوز اخته بلوشي..
هايدي:انا هضغط عليه ..
جمال"بهدف انهاء الحديث"اقترب منها والتصق بها ..انا بحبك ومش هسيبك ..اظبط امورى واجي اتقدملك ..
اتفقنا ..
هايدي:امته؟!
جمال"يلف يده حول خصرها "قريب ..قريب اووي..
انتي وحشتيني ..
هايدي:مشمئزه من حالها "ولكن تريد مسايرته "وانت بردو ..
سحبها من يدها خلفه وتوجهه بها صوب غرفة نومه ..للاسف..
............
ترجلت من سيارة أمير بعد ماقامو بتوصيل رغد بطريقهم ..ووصلو عند منزلها ..تبادلو السلام بالايدي وقف قليلا يتحدث معها ..
صدم يوسف برؤيتهم هكذا وهو يقود سيارته توقف كي يتفحصهم قليلا ويستوعب ما يراه ..ترجل من سيارته بغضب ..لم يستطع اللحاق بامير..من حسن حظ أمير بالطبع .. صعقت سارة عند رؤيته..استدارت سريعا حتي لا تتشابك معه ..وجهه لا يطمئن بالمرة ..بلمح البصر كانت امام غرفتها وهو يلحق بها..كادت ان توصد الباب ولكنه دس بقدمه ..مما اعاق غلق الباب ..
تراجعت للخلف قليلا ..قالت وهي تشيح له بيدها محذره :اطلع برة احسنلك
بخطوةواحده كان مقابلها ..شعرها بيده وجهها بجوار وجهه ..وكمان مخلياه يوصلك ياصايعه ..
تأوهت بشده من قبضته ..اااه سيب شعري ..وانت مالك
اخذ يهزها بعنف بعد ان تجهمت معالمه ..مالي ..انا هعرفك دلوقتي مالي!!
ترك شعرها وامسك بذراعها بعنف ..ثم القاها علي الفراش بقوة ارتدت علي اثرها ..ارتمي بجسده عليها كي يشل حركتها ..وامسك جيدا بذراعيها بقبضتيه ..
انتي هنا في بيتي ياروح امك ..بتاكلي من خيري وبتصرفي من فلوسي ..يبقي مالي ولا مش مالي
اطبقت عينيها بشده واشاحت بوجهها عنه .. ثم اكمل بفحيح كالافعي..
اسمعي البوقين دول ..الواد ده هتسيبيه والخطوبه دي مش هتكمل ..وده لمصلحتك ..
رمقته سارة باذدراء وظلت تدفعه بكل قوتها ..تعمد النظر لها بوقاحه ..كي يخيفها ..نهض فجأه ..ثم تحدث بنبرة جافه "الخطوبه لو تمت ياسارة هجيب عليها واطيها ومش هيهمني حد ..
هتف بكل انانيه ..انتي بتاعتي ..بتاعتي وبس ..وانا لما هازهق هرميكي ..
اشار بيده لها ..فاهمه!؟
لم ينتظر ردها ..وخرج غاضبا من غرفتها...
....
ظل يدور بغرفته ذهابا وايابا ..جلس علي االاريكه الموجوده بغرفته مستندا بساعديه علي ركبته..ايعقل ان يخسر بالحرب امامها ..انتصرت عليه ببرائتها ورقتها ..أظهر لها مدي حقارته كان غرضه واضح ان يكسر انفها انتقاما من أبيها ..سبب غير مقنع بالنسبه لها..ولكن بالنسبه له ظل يشعل من نيران الحقد بصدره .. تذكر موافقتها بأمير ووقفتها معه يصر علي أسنانه بغيظ ..
اهي الغيرة؟!
نفض عن رأسه سريعا فكرة انه يغار "انا اصلا مبطقهاش ..هغير عليها ليه"
القلب يصرخ بانه بالفعل وقع بحبها والعقل يرفض هذه الفكره ..
من سيربح العقل ام القلب ..
كل مايعرفه انه يريدها بجواره ..يريد امتلاكها فقط ..عندما قبلها أول مرة أحس بشعور غريب لم يجربه قبل حتي وان كانت رغما عنها ..سيعترف بحبه ام يتجاهل الأمر ويتركها تضيع من يده!!!
.......
اتأخرتي كده ليه ياهايدي..
قالها يوسف بنبرة حاده وهو يقف أعلي الدرج الداخلي ..يضع كفيه ببنطاله الرياضي ..
تفاجأت هايدي من وجوده ..
وهتفت بتلجلج.:يوسف ..ابدا متأخرتش ..انا بس ..اا..كنت .بصور شوية ورق كده ..
رفع حاجبيه بعدم تصديق "انتي بتتأخري بره كده ..
هتفت مسرعه وهي تتجنب نظراته ..لأ دي اول مرة ..
مغيره للموضوع ..ومدعيه عدم الفهم ..
نادت بنبرة مرتفعه وهي تبحث عن والدتها ..
ماما ..ماماا ..
يوسف"بنبرة جافه"ماما مش هنا ..
تحاول تلطيف الحوار قليلا..اومال فين..
مازال علي وقفته ونبرته"عند اروي..
بتلك اللحظه خرجت ساره من حجرتها ..
زفرت ضيقا لرؤيته يتوسط الدرج ..مرت بجانبه بتجاهل..
وهي تهبط من علي الدرج بخطوات مرتبكه تحدثت ل هايدي: دودو ..اومال طنط فين ..
اجابها سريعا دون تفكير"عند اروي"
لم تعيره انتباها واكملت حديثها مع هايدي بعد ان وقفت امامها موليه ظهرها له ..انتي اتغديتي؟!
هايدي:تضع يدها أعلي بطنها بتحسس وخفه.."لا لسه وانتي؟!
قاطعها بكلماته ..بعد ان هبط الدرج سريعا ..ليقف مقابل سارة ..يشير بسبابته لها .."انا مش بكلمك "
تعلم ان هذا يغيظه فاجابته بلا اهتمام ..مختش بالي..
يوسف"بتحذير "لا خودي بالك بعد كده ..
تسحبت هايدي من بينهم كي تتفادي حديث اخيها ونظراته ..لم يشعروا بها من الاساس ..
ترمقه بغضب ..يرمقها هو الاخر بتحدي ..
قال "غامزا"شكلك عايزاني اربيكي تاني من الاول ..
فهمت مايرمي اليه ..نظرت حولها لم تجد هايدي "اللعنه ..تركتهم بمفردهم ..ولكن مهلا يقفون بمنتصف البيت ..بالتأكيد لن يفعل شئ وقح معها ..
ولكن لا تأكيد مع يوسف ..هو كل مرة يثبت لها مدي دنائته وانحطاطه ..فجأها بيده التي كانت تزيح بعض الخصلات الواقعه علي وجهها بعد ان اقترب منها لايفصله عنها سوي سنتيمترات بسيطه !!
عضت علي شفتيها بغيظ وهي تزيح يده عنها..
نظر لها بوقاحه تعودت عليها ..حركتها وهي تعض شفتيها حتي وان لم تكن مقصوده تثيره ..همس بها بعد ان مال علي اذنها .."لو شوفتك بتعضي علي شفايفك تاني !!متلوميش حد غير نفسك..
اتسعت حدقتيها من حديثه المنحط ونظراته الوقحه ..ابتعدت عنه قليلا ..حتي عجلت بخطوتها ..بلمح البصر هرولت الي غرفتها ..
ابتلع ريقه بصعوبه ومرر انامله من بين خصلاته الفحميه ..التفت حوله ليدرك انه بمنتصف المنزل ..دخل الي غرفة مكتبه الموجوده بمنزله ..وانار المصباح ثم جلس علي الكرسي المقابل للمكتب وامسك باحدي الكتب وهم بقرائته..كي يتناسي حالته قليلا..ف يوسف محب للقراءه ..
.............
بمنزل رضوان ...
اروي:خليكي شويه ياماما ولا اقولك باتي معانا انهارده ..
اميمه:ابات اي ..والبيت واخواتك ..وبعدين عشان جوزك ياخد راحته في بيته..
رضوان"متدخلا في الحديث"اخد راحتي ايه ياأمي ..ده بيتك قبل مايكون بيتي..
اميمه:ربنا يرضي عنك يابني ..من مقام يوسف والله
ونهضت من مكانها بعد ان لفت حجابها باحكام واطبقت عليه..
رضوان:بردو مصممه تمشي..
أميمه:ايوة ..عشان متاخرش بس ..انا جايه عشان من زمان مجتلكوش والله
اروى:بيتك واي وقت تيجي فيه ياماما..
رضوان نهض هو الاخر واهذ مفاتيحه وسار معها لايصالها ..
أميمه:ملوش داعي يارضوان توصلني هاخد اي تاكسي وخلاص..
رضوان :ودي تيجي يعني ..اتفضلي"واشاح بيده كي تسير معه ..
...........
دلفت اميمه الي المنزل وجدت ابنتها هايدي ممسكه بطبق ملئ بالسندوتشات وتجلس امام التلفاز ..تجولت بعينها في المنزل سريعا ..وجدت غرفة مكتب يوسف مضاءه ..علمت بانه يقرأ كعادته ....
"كان شارد ينظر الي الكتاب ولكن باعين ثابته ..كانت تشغل باله ..حتي القرأءه شغفه لم تستطع ان تخرجها من رأسه ..انتفض من مكانه علي صوت والدته
أميمه"بنبرة مرتفعه"يوسف !!
يوسف:ايوة ..
اميمه:خبطت ع الباب ومردتش عليا ..وبندهلك ومش بترد ..مالك
يوسف"وهو يغلق الكتاب ويضعه جانبا ..مفيش ..
اروي عامله اي؟!
أميمه:بخير ..بعتالك السلام
يوسف: الله يسلمها ..والعيال..؟
اميمه "وهي تضحك"بيقولو خالو وحشنا..
يوسف"ابتسم ابتسامه عريضه"وحشوني والله ..هبقي اعدي عليهم في اي يوم اشوفهم !!
أميمه:اتعشيت..
يوسف:ولا اتغديت والله ..مستنيكي ياست الكل ..
اميمه "بحزن"ياريتني ماخرجت ..مبتعرفوش تصرفو نفسكو..
نهضت عن مطرحها بتثاقل وتوجهت صوب الباب ..
هتفها يوسف من الخلف ..ماما هي هايدي بتتاخر برة؟!
ارتعبت من سؤاله ..والتفت اليه ببطئ "ليه هي اتاخرت ولا اي ؟!
يوسف"ايوة"
أميمه "تهز راسها رفضا "لا مش بتتأخر غير للضرورى.
وشرعت بالذهاب سريعا للمطبخ ..كي تتجنبه ..تعلم انه عصبي وتخاف من عصبيته علي ابنتها !!
........
سارت بخطي ثابته صوب غرفه زوجة عمها ..عزمت علي أن تتحدث معها بشان يوسف ومضايقته لها..قرعت باب غرفتها بلطف ..واستئذنتها بالدخول ..
أميمه ..وهي تشير بيدها لسارة لتجلس بجوارها علي الفراش..تعالي ياسارة خير!!
سارة"بتهذيب"خير ياطنط ..وجلست بمحاذاتها..حضرتك كنتي هتنامي ولا اي؟!
أميمه"بوهن"اه كنت بحاول انام جسمي وجعني بس دماغي مصدعه ..
سارة:سلامتك ياطنط ..
اميمه:الله يسلمك ياحبيبتي ..
تحمحمت سارة قليلا .."احم ..كنت عاوزه اتكلم مع حضرتك بموضوع كده!!
اعتدلت أميمه بمكانها وضيقت عينها بتساؤل وهي تنظر لها ..خير ..يابنتي انا سمعاكي!!
سارة"بنبرة مهتزه"اا ..يو .يوسف !
أميمه:ماله يوسف..
سارة :يعني بيضايقني شويه "وتململت بحرج"
اميمه"مضيقه عينها باستفهام"مش فاهمه بيضايقك ازاي يعني؟!
تراجعت سارة قليلا بشأن اخبارها بما يفعله معها ..
بيضايقنني ..عشان خطوبتي من أمير وكده يعني..
أميمه "متفهمه الوضع"معلش ياسارة هو يوسف عصبي بس قلبه طيب اووي انا أمه وعرفاه
"ضحكت سارة بداخلها علي حديثها عن طيبه قلب ابنهاا "
هو فكرة ان كان مفكر انه كان جاي ل هايدي وبعد كده ميكنش فيه نصيب مضيقاه بس..
سارة"بحرج "انا مليش ذنب ياطنط ..ربنا يعلم اناوافقت عليه ليه ..
أميمه"بحنان الام"مقدرش الومك انك وافقتي انا بتمني واحد زيه لبنتي . .فرصه كويسه ليكي ياسارة..
سارة':طب يعني..
اميمه"وهي تمسد علي ظهر سارة بحنان"هكلمه اخليه ملوش دعوة بيكي ..وربنا يتمها علي خير يارب ..
تنهدت سارة براحه ..رمقتها بامتنان بعد ان نهضت من مكانها واستئذنتها بالمغادرة..
..............
تجلس العائله علي مائده الطعام لتناول الفطور ..يوسف يجلس بالمقدمه وبجواره اميمه وهايدي ..اما سارة ففضلت المكوث بغرفتها ..كي لا تتشابك مع يوسف او تراه ..
هايدي"ترتشف قهوتها دفعه واحده"اتاخرت هقوم انا بقي عشان الحق المحاضرة الاولي ..
يوسف:استني هوصلك معايا ..
أميمه:لا روحي انتي ياهايدي ..انا عاوزه يوسف بكلمتين..
نهضت هايدي من كرسيها واخذت كتبها وشرعت بالذهاب سريعاا ..
يوسف"بقلق"خير ياماما..
أميمه:سارة!!
يوسف"يرفع حاجباه باهتمام "مالها ..
أميمه:بطل تضايقها يايوسف!!
ابتلع ريقه لثوان ..ثم تحدث بعدم فهم "مش فاهم قصدك اي"
أميمه:بطل تضايق سارة يايوسف ..خطوبتها هتم يعني هتم متحججش ب هايدي عشان تضايقها وخلاص ..كل واحد وليه نصيبه..
أصر علي أسنانه وتحدث بوقاحه "وهي بقي اللي قالتلك اني بضايقها عشان الخطوبه ..
أكتفت أميمه بالايماء برأسها ايجابا..
زمجر قليلا وهتف من بين أسنانه"وقالتلك اي تاني الست هانم"
زفرت أميمه ضيقا "مقالتش غير كده يايوسف"
تنفس الصعداء باريحيه لمعرفته انها مازالت تخشاه ولم تفتح فمها بما فعله ويفعله وسيفعله بها ..رفع حاجباه محدثا نفسه ..حتي ولو كانت قالت في كل الحالات انا مش هسيبها ..
نظر للأعلي محل غرفتها وهو يتوعد لها أشد الوعيد ..
حمل هاتفه ومفاتيحه الموضوعه امامه علي المائده ..نهض بعمليه ..قبل راس امه بحنان ..وغادر المنزل ..متجه لشركته
{{ الفصل الثامن }}..
لوي ثغره باستغراب حين دلف مكتب رضوان ولم يجده ..وايضا لم يجد السكرتيره الخاصه به..تجول بعينيه متفحصا للمكان من أعلاه لادناه ..حك بكفه مؤخرة رأسه ..
تجهمت ملامحه وهتف "..وادي البيه كمان لسه مشرفش ..والله ماعارف مين اللي بيشتغل عند مين"!!..
شرع بالذهاب لمكتبه بالاعلي لمباشرة أعماله ..وهتف أحد الموظفين "لما استاذ رضوان يجي ..خليه يطلعلي.."
الموظف"حاضر يافندم"..
.............
من احدي مكاتب العلاقات العامه بشركه "الزيني "احتلت يسرا احد المكاتب بعد ان قام رضوان بنقلها الي قسم العلاقات العامه ..
تمسك الهاتف بكفها اليسري وباليمين تمسك بالقلم وتكتب به ..
تمسك بالهاتف علي اذنها
يسرا:الباشا نقلني قسم العلاقات العامه .مفكر سهل انه يخلص مني!!
سماح......
يسرا:ولا شوفت وشه ..طلب النقل مضي عليه امبارح وانا جالي الطلب انهارده وروحت استلمت مكتبي ..
سماح.......
يسرا:هههههه مفكرني سهله ..هيتسلي حبه وبعد كده ميعرفنيش ..وحيات أمي لا الففه حوالين نفسه ..
سماح:......
يسرا :اقفلي دلوقتي ..مش عارفه اتكلم ..اجيلك ونفكر ساعتها اعمل معاه اي..
واغلقت الهاتف مع اختها ..نظرت شزرا حولها ..ثم توجههت ببصرها المصعد الذي يوصل الي غرفة رضوان وتوعدت له ببالها لن تتركه ليرتاح ..
..........
- .....-........-.....-...-........-
مرت الأيام بشكلها الروتيني الممل ..لا جديد بها ..يوسف منغمس في العمل..مطلوب منه تسليم المشروع بالغد ..انقلب ليله نهار ونهاره ليل ..كل شئ يهون بالنسبه له الا التقصير بالعمل.. خلال هذه الفترة حاول البعد عن سارة ..زاعما بأن امرها لا يهمه واستغل انشغاله بالعمل عنها ..وكلما اقترب الميعاد زادت الوخزه بقلبه ..ولكن تكبره وهيبته تمنعانه من أن يتدخل ثانية في أمرها ..تحسنت علاقه اروى ورضوان كثيرا ..رجعت طبيعيه كما كانت .
اما عند سارة ..بقي يومان فقط علي موعد خطبتها ..ارتاحت كثيرا ببعد يوسف عنها وحمدت ربها علي ذلك ..توطدت علاقتها بأمير كثيرا ..بالنهار في الجامعه وليلا يتحدثان علي الهاتف ..
..المنزل منشغل بالخطبه..غدا الخطبه ..اشترت هايدي فستان ازرق مطرز بفصوص فضيه لامعه
وايضا أميمه قامت بتفصيل عباءه تلائم سنها وجسدها ..
اما يوسف "متغيب عن الساحه "بعد ان ترك بطاقة الائتمان خاصته لأمه ..لشراء كل شئ ينقصهم ..
في مكتبه ..تراجع بظهره علي الكرسي يطبق علي جفنيه بتعب واخذ يفركهم بشده..ثم اعتدل قليلا وتحدث مع رضوان الجالس امامه ..يراجع معه بعض الاوراق ..
أنا تعبت"هتف بها يوسف وهو يحرك عنقه يسارا ويمينا"
رفع رضوان بصره "وانا والله اتنفخت..
ثم أكمل اي رايك نروح نتغدا عندكو انهارده ؟!
لوي ثغره باستهزاء "وانت متكلش في بيتك ليه؟!
رضوان"بيت ايه ..اروي بايته عندكو من امبارح..!!
يوسف"مضيق عينيه"ليه ؟!زعلانه!!
رضوان:زعلانه ايه ..الخطوبه بكرة..
تجهمت قسماته اخفض بصره ناظرا للورق امامه وهو يصر علي اسنانه !!
لاحظ رضوان تغير ملامحه .."في حاجه يايوسف؟!..
يوسف"بلهجه جامده"مفيش..
رضوان :طب قووم بقي ..دلوقتي انت معدتك نشفت م الدليفري!!
يوسف:. روح انت ..انا ..
اقتطع رضوان كلماته باشارة من يده ..انت هتيجي معايا ..يالللا قوم ..
نهض رضوان من مكانه وفرد ظهره ممدا بذراعيه من التعب
وايضا يوسف نهض بتثاقل ..لا يريد ان يذهب ..ولكن رضوان اصر عليه
"فلنقل ان رضوان اصر عليه ..ولم يكن بباله شئ اخر ..!!"
اعتدل بوقفته واعدل من ملابسه ..
ثم غادرا الشركه سويا..وانطلقا بسيارة يوسف صوب منزله ..
..
دلف يوسف ورضوان للداخل ..تنهد يوسف طويلا ..بحث عنها بعينيه ..وجدها تلعب مع أطفال شقيقته .. لم ينتبه احد لمجيئه هو ورضوان ..الاطفال بصوت واحد وهم يركضون نحوه .."خالو ..خالو"
انتبهت سارة لمجيئه تلاشت ضحكتها تلقائيا لمجرد رؤيته ..هتفت في نفسها"ايه اللي جابه"..
ارتمو الاطفال عليه بلهفه "حملهم وهو يقبلهم وتوجه صوب الاريكه ..جلس بجوار سارة والاطفال معه ..مدعيا تجاهلها ..هي ايضا لم تعيره انتباهها ..
ارتفع حاجباها قليلا وتأملت علاقته بأطفال شقيقته اروي ..يداعبهم ويمزح معهم ..وهم يحبونه واضح من تعلقهم بعنقه ..
انتبه لنظراتها وملامح التعجب باديه علي ملامحها ..فهم ما تفكر به ..
رغما عنه طالت نظرته ..رمقها بلهفه ..لم يراها منذ اسبوع تقريباا ..قال بنبرة منخفضه يكسوها الشوق"عامله ايه؟!
اشاحت بوجهها عنه ..لم تنتبه لنبرته تحدثت بجفاء "تمام..
تدخلت هايدي "وهي تحمل بعض الاكسسوارات بيدها ..توجهت بالحديث لسارة اي رايك ف دول؟!
انتبهت ليوسف ..قالت سريعا وهي تلتصق به علي الأريكه ..جوو ..ازيك ياعمناا .. عاش من شافك ..
اهتم بالحديث مع شقيقته متجاهلا لسارة ثانيه .."او متعمد التجاهل"...
مر بعض الوقت وهو يلهو مع أطفال شقيقته ..وسارة تتحدث مع هايدي جانباا ..
جائهم صوت أميمه "ياللا ياولاد ..الغدا جهز ..
جلسو جميعا علي المائده يتناولون الطعام ويتبادلون الاحاديث ..يوسف الصغير يجلس علي ركبة خاله يوسف متعلق بعنقه ..يقوم يوسف باطعامه ..
كانت سارة اول من انهت طعامها ..نهضت من مكانها .تلتها هايدي وتوجهو لغرفة هايدي ..لرؤية ماينقصهم للغد ..
..قليلا ونزلت هايدي وجلست معهم بالأسفل ..تاركه سارة بمفردها ..
نهض يوسف عن مطرحه "هطلع ارتاح شويه في اوضتي.
اومأت اميمه له ..صعد الدرج ببطئ .نظر خلفه رأهم منشغلين عنه ..استغل انشغالهم وتوجه صوب غرفة سارة ..
طرق الباب بخفه ..
لم تسأل من بالخارج توقعت انها هايدي!..فتحت الباب علي عجاله ..صدمت به ..
هتفت بضجر واضح "خيير"
مسح يوسف بكفه علي ذقنه
ثم استند بساعده علي الباب ..نظرلها طويلا ..لم ينطق بكلمه واحده.."الهذا الحد كان مشتاق لها.."
تجاهلت نظراته المتغيرة معها "ف شتان بين نظراته من قبل ..وبين تلك"
قاطعته وملامح العبوس ارتسمت علي محياها..في اي يايوسف ..
مال قليلا بجسده ليصل لمستواها .."حتي وانتي بتقولي يوسف بطريقتك دي..بتبقي حلوة بردو..
تضايقت من تلميحاته ونظراته الغريبه ..زفرت بضيق .كادت ان توصد الباب بوجهه ولكنه استوقفها بكفه ..
تحدث بنبرة شجن "لسه مصممه علي رأيك ؟!
ردت ببلاهه"راي اي؟!
اجابها بنفس نبرته "لسه مصممه علي الخطوبه ؟!
ضيقت عينها بتحدي "وأكترمن الاول كمان "
اعتدل بوقفته ..عقد حاجبيه واحتد صوته .."براحتك ..بس متجيش تعيطي بعدين ..
جذبها من قبضتها واعتصرها بقبضته وهتف من بين أسنانه ..الكسبان هو اللي يضحك ف الاخر يابنت عمي!!
هتفته سارة "واااخيرا اعترفت اني بنت عمك...داناقربت أنسي."
اشتدت قبضته علي قبضتها .تأوهت وتلوت امامه ..
دفعها عنه بقوة كادت تسقط ارضا علي اثرها..
رمقها بوعيد وهو يصر علي أسنانه ..
اولاها ظهره وسار بخطوات غاضبه تجاه غرفته وهو يتوعد لها ..
صفقت الباب بعنف معلنه عن قبول تحديه ..
"تثق ثقه عمياء بحب أمير لها ..تري فيه الأمير الذي سينقذها من ابن عمها...
..........
أمسكت هايدي بطنها ..ثم هرولت علي المرحاض ..افرغت ما في معدتها ..خرجت من المرحاض بوهن ..وهي تستند علي الحائط ..
سألتها اروي من خلفها ..مالك ياحبيبتي ف اي؟!
اجابتها بلا مبالاه .."مش عارفه دايخه اووي ..شكلي خدت برد في معدتي ..!!
أروي"بحنان"طيب ياحبيبتي ..اطلعي نامي شويه ..
ابتسمت لها بعذوبه وتوجهت صوب الدرج لتصعد لغرفتها لترتاح ...
"يوم الخطبة"..اليوم المنتظر..
يوم جميل مشرق ..تتوسط الشمس كبد السماء ببزوخ ..محمل ببعض النسمات والريح الخفيفه ..بداية يوم تبشر بالخير والمحبة..
ترتسم البهجه علي منزل الزيني ..الجميع يقف علي قدم وساق ..فرحين بتلك المناسبه ..أميمه وأروى بالمطبخ من الصباح الباكر وبالطبع تساعدهم الست فاطمه وأطفال اروي يلهون أمام التلفاز بالعابهم ..اما هايدي لم تتحرك من فراشها منذ البارحه بعد ان تناولت بعض الحبوب المسكنه والمقاومه للبرد ..اعتقاد منها ان برد اصيب معدتها .. مرهقه ..!!
استيقظت سارة مبكراا..ادت فريضتها داعيه متمنيه من الله ان تتم امورها علي خير..توسطت الفراش ..مستنده بظهرها علي الوساده ..أمسكت بهاتفها وارسلت رساله نصيه لصديقتها رغد .."تصر فيها عليها ضرورة الحضور مبكرا ..ف هي صديقتها المقربه ..بل صديقتها الوحيده " وضعت الهاتف بجوارها
..تجهمت ملامحها قليلا ..تذكرت يوسف علي حين غرة ..حديثه بالامس معها ..نبرته التي لم تسمعها منه قبلا ..حتي نظراته كانت غريبه او بالمعني الصحيح نظراته غير معتاده عليها ..لم تري منه سوا نظرات الوقاحه والوعيد والخبث ..ايخطط لشئ ما "هكذا همست لنفسها "فليضرب رأسه بالحائط ..لم يعد يهمها ستتزوج قريبا وتتخلص من رؤيته البغيضه بالنسبه لها .."مهما فعل خيرا لن تنسي انحطاطه معها واستغلاله لضعفها ..هي تهابه قليلا ..بل كثيراا مهما ارتسمت الصلابه وادعت القوة امامه ..
نفضت عن رأسها التفكير به ..
ما هذا ..ايعقل ان تفكر به في هذا اليوم ..
تململت فراشها بتثاقل ..ثم أمسكت باحدي الربطات وقامت بتجميع خصلاتها علي غير تساو وعقدته للخلف ..ثم نهضت عن مطرحها ..وتوجهت صوب الخزانه وفتحتها وقامت بانتقاء احدي البناطيل الجينز واختارت عليه تيشرت باللون الأحمر ..وولجت من غرفتها لتنزل اليهم بالأسفل ..
اما عند يوسف ..الوضع مختلف ..يجلس علي طرف الفراش يستند بساعديه علي فخذيه ..منكس الرأس ..محاولا التخلص من هذا الشعور ..شعور يخنقه .يكبله رغما عنه .لم يذق النوم من البارحه ..
"اللعنه..انها مجرد خطبه ..من السهل افسادها ..لن يخسر سيفوز بها بالاخير ..سواء كانت رغبتها او رغما عنها مستخدما ضغطه عليها وأساليبه .."ف جراب الحاوي ملئ بالالا عيب.."
...
بمنزل المستشار"سالم الحوفي"...
دلفت أمل"والده امير "لغرفة ابنها ..مبتسمه والبهجه تحتل معالمها بوضوح ..وجدته يغط بنوم عميق ..نزعت عنه الغطاء برفق ..ثم أمسكت بجهاز التحكم الخاص بالمكيف وقامت باغلاقه .."كأي ام مصريه أصيله تغلق التكييف او المروحه علي ابنائها وهم نيام"ثم توجهت صوب النافذه وقامت بفتحها وسحبت الستائر للخلف ..هتفت به بحنو ونبرة مرتفعه قليلا..كي يستفيق ..
"أمير..أميير ..قوم ياللا ياحبيبي الساعه بقت 10..
تململ بفراشه بتثاقل شديد ..استدار بثقل بوجهه لامه ونظر لها بنصف عين ..
"هتف بتحشرج"صباح الفل ياماما ..
تتحرك بعمليه في غرفته "ف علي الرغم من انها تجاوزت الخمس وخمسون عاما ..الا ان جسدها نحيف وقليل ..خفيفه الحركه " هتفت بتذمر وهي تنحني لتلتقط ملابسه وأشياؤه الملقاه ارضا .."امته ساره تيجي بقي ..عشان تشيل كراكيبك دي.
علي ذكر"سارة"ابتسم ابتسامه واسعه حتي برزت اسنانه ..تحرك مكانه قليلا ..ثم نهض بثقل ..جلس قليلا علي طرف فراشه ..
قذفته أمه بالمنشفه بخفه "ياللا عشان تاخد دوش كده بسرعه ..وتفطر مع بابا "
امسك بالمنشفه ..وهو يهتف "شكلي مش هفطر ..لسه عايز اروح اشوف البدله ..اشوف الراجل ظبطها ولا لاا..
امل :كل حاجه بسيطه قبل ماتخرج يأأمير..
همت بترتيب غرفته وهي تدعي له بالخير وصلاح زواجه ..
.......
'يوسف'كان متجاهلا تماما ما يحدث بالمنزل من تجهيزات ومراسم الزينه ..جلس بالحديقه الخارجيه لمنزله ..يولي ظهره للمنزل ..شعور بالضيق يجتاحه ..هتف بباله
"اهدأ قليلا..أمام أمر واقع "ثم اقسم "لن يتركها تذهب من يده ..أنانيه -حب تملك -او لم ينهي انتقامه ..ايا كان لن يتركها ..
تنهد تنهيده طويله لعل الضيق الكامن بصدره يتلاشي..
جاءه من الخلف صوت 'رضوان'
جلس علي الكرسي المقابل له ..
"هتفه بخفته المعتاده"اي يا بوس مختفي ليه!!
تحدث يوسف بصوت غير مسموع وهو يكز علي أسنانه "هو انا كنت ناقصك ..
رضوان "ببلاهه"بتقول اي؟!
هز يوسف رأسه نافيا"..مبقولش حاجه ..خير ؟!
رضوان:خير ايه ..ماتقوم ياعم اقف معايا وشوف اي الناقص وكده هي مش بنت خالي لوحدي دي بنت عمك بردو..
أطبق علي جفنيه بشده كي لا تفضحه عينيه بما يخبئه ..
زفر ضيقا وتحدث بلهجه جافه"لو في حاجه ناقصه قولي..
لاحظ رضوان تجهم ملامح يوسف ..هيئته غريبه ..دقق النظر به اكثر وجد عيناه حمراء بشكل واضح ..ازرار قميصه المغلقه باهمال .وايضا خصلاته الغير مرتبه !!
نطق بريبه"يوسف..انت كويس؟!
يوسف بنفاذ صبر"يووووه ..هو انت شايفني بشد ف شعري ..
رضوان:مش القصد بس ..
اقتطع يوسف كلماته بحده صوته وهو يأمره ..رضوان ..قوم وسيبني دلوقتي !!
تحرك رضوان عن مكانه بضيق ..هتفه وهو يسير لداخل المنزل "طب فووق بسرعه بقي يازفت انت عشان تقف معايا..
..نطق يوسف براحه "واخيرا مشيت يارضوان..
.................
أسدلت الشمس ستائرها وحل الظلام ..تعالت الأغاني والمرح والاحاديث الجانبيه..
تقف أميمه مع بعض النساء ب بهو المنزل 'ترتدي عباءه سوداء مرصعه بفصوص لامعه يبدو عليها قيمتها الغاليه وحجاب باللون الزهري يخرج منه بعض الخصلات البيضاء من شعرها مما يزيدها وقارا وهيبه ..
احداهن لأميمه :عقبال هايدي ياأميمه ..
أميمه مبتسمه :يارب ياحبيبتي.
والاخري:هو العريس بيشتغل اي؟!
أميمه:معيد ف الجامعه
بعضهم ف نفس واحد "ماشاءالله"
وزادت همهماتهم سوياا..
علي مدخل المنزل يقف رضوان يرتدي احدي البدل رماديه اللون ..وبجواره يوسف يرتدي بنطال جينز وقميص أبيض ..
رضوان "ينظر اليه بتعجب"والنبي دي هدوم تلبسها في خطوبه .."ثم تابع.."دنتا بتيجي الشركه اشيك من كده ..
تحدث يوسف بتهكم"تكونش خطوبه السفيرة عزيزه وانا معرفش !!
رضوان"يلوي ثغره بعبوس"مالك مش طايقلي كلمه ليه..
يوسف "من بين أسنانه بغيظ"اصلك مستفز ..شايفني مش طايق نفسي وبترغي كتير..
رضوان "باستهزاء"ومش طايق نفسك ليه!!
أكتفي بان ينظر اليه بضيق وهو يزفر غضبا منه..
... مرت دقائق بسيطه ..وحضر أمير وعائلته وبعضا من اقاربه بعد ان صفو سياراتهم أمام المنزل ..
تبادلو السلام والاحضان ..
كان أمير مرتديا بدله سوداء تحتها قميص ابيض وربطه عنق زهرية اللون ..
تسحب يوسف للخلف ..فمجرد رؤيته لامير تخنقه ..بدل من ان يبادله السلام سيبادله بلكمه قويه جانب فمه تقع علي اثرها اسنانه ....
جاؤه رضوان من الخلف خبط علي كتفه بخفه ..
"هتنزل سارة للعريس ولا انزلها أنا"
..اطال بنظرته ل رضوان ..وشعور الضيق يملؤ صدره والحسرة..
اشاح له رضوان بيده "هيييه ياابني..انت روحت فين'
ثم تابع"انزلها للعريس ولا تنزلها انت؟!
..احني براسه وهتف بأسي"نزلها انت..
..
توجه رضوان للأعلي ..قليلا ونزل علي الدرج بتأني ممسكا يد سارة برفق ..
تعالت نبرات الاعجاب بالعروس ..
كانت مرتديه فستان زهري اللون من الدانتيل بدون أكمام تسريحه بسيطه تاركه العنان لبعض الخصلات علي وجهها ..
استقبلهم أمير أسفل الدرج ..وأمسك يدها من رضوان برقه ..ساروا سويا للمكان المحدد لجلوسهم ..
سارت الأمور بشكلها الروتيني في معظم الاعراس والخطبات ..احاديث جانبيه ..همهمات ..وتبادل همسات ونظرات بين أمير وسارة ..
نظرات حقد من قبل يوسف ..الذي يقف بعيدا يراقب بنظرات غل وكره مايحدث أمامه ..الوضع اصبح لا يطاق ..صعد بكل غضب الدرج متوجها الي غرفته ..رأته أمه ورأت هيئته الغريبه ..
قررت اللحاق به ..لمعرفه مابه ..
..وقفت علي الباب بذهول تستمع لصوت تحطيم ..فتحت الباب وهي تنظر لحالة ابنها بصدمه ..كان يمسك بكل شئ امامه ويحطمه ..اي شئ ..رمقته امه بغرابه ..من هذا ..وكانه ليس ابنها ..للمرة الاولي تراه بهذه الحاله..
اقتربت منه ..حاولت احتضانه..
أميمه:اهدي ياحبيبي اهدي شويه ..في اي
ممسك باحدي زجاجات العطر خاصته وقذفها بقوة بالحائط ..
احاطته امه بكفيها كي تحاول تهدأته ..
أميمه :مالك يابني ف اي؟!
بصوت خشن يكسوه النحيب المكتوم :قلبي بيتحرق ياماما..
وضعت يدها علي قلبها اول مرة تسمع منه هذه النبرة..
أكمل وهو يرتمي بحضنها ..
بحبها..مش طايق اشوفها مع حد تاني!!
اميمه :فهمت مايرمي اليه"ولما انت بتحبها مقولتش ليه ..عمر ماحد كان هيعترض ..
هتف بصوت خشن"عمرها ماكانت هتقبل بيا ..دي بتكرهني ..
لازم تسيبه ياماما ..لازم تسيبه
ارتمي بحضنها ثانيه بعد ان خانته دموعه واخذت في الهطول..
اغمضت اميمه عينها ثم تحدثت بنبرة ثابته .."هتسيبه ..اوعدك انها هتسيبه ..
"وعدته ..وعد من لا يملك .. ف هو بالاخير ابنها ..ولن تطيق حالته ..
تحدثت اليه بجمود "امسح وشك وانزل ياللا ..
يوسف :بعد ان ابتعد عنها "مش هنزل انزلي انتي .."
أميمه:خلاص ارتاح انت شويه ..ولو حد سال هقول انك تعبان..
تركته بالغرفه وولجت ..نظر لحاله بالمرآه المهشمه امامه ..انكس رأسه وهو يمسح بكفيه عليها ..رفع ببصره مره اخري بعد ان تبدلت نظرته لشر ووعيد..
............
اسبوع ..اسبوعين ..
ظلت الامور علي وضعها .. توطدت العلاقه بين أمير وسارة بشكل كبير .. يوسف بشركته وعمله كي ينشغل عنها....
..
بالجامعه
من كلية التجارة..تجلس سارة مع رغد..
رغد:أمير عامل اي ؟!
سارة"بنظرة وله"تمام واطلقت تنهيده حارة ..
رغد :وازي يوسف ..
سارة "بضيق"متجيبيش سيرته بقي..
لما بشوفه بدخل اوضتي واقفل عليا ..متجنباه ع الاخر
رغد : لا بس بجد يوسف ابن عمك ده ماشالله ..
نطقت سارة ب نبرة خشنه "نعم!!
رغد "بخفه ونبرة مضحكه"قصدي حسبي الله ..
ضحكت سارة .."ايوة كده اتعدلي..
رغد:بس رجاله عيلتكو حلوة اووي .مفيش حد فيهم سينجل .
سارة:عندك يوسف اهو ..خوديه..
رغد :لا ده لا..
سارة:فيه عمر اخو رضوان بس ده مستقر في كندا بيدرس هناك ..
رغد :مرتبط ده..
سارة"تهز كتفها بعدم معرفه "معرفش..بس تقريبا لأ..
رغد "بمشاغبه ومرح"حلو ده ..انا خلااص حبيته
تعالت ضحكاتهم ومزاحهم ..
....
........ بمرحاض الكليه ..توجد هايدي بالداخل ومعها شريط لاختبار الحمل ..تقف علي اعصابها بانتظار نتيجه الاختبار ..تفرك اصابعها بتوتر ..واخيرا ..رفعته قبالة اعينها ..وكانت الصدمه !!
خطين باللون الاحمر -تعني بأن النتيجه ايجابيه-
اخذت تضرب علي وجهها بعنف .وهي تردد يانهار اسود يانهار اسود ..اعمل اي يااارب وانهمرت الدموع علي وجنتهاا ...
...................
بشركه الزيني ..بمكتب يوسف"
يجلس علي مكتبه يطلع علي الاوراق الموضوعه امامه..
استأذنته سكرتيرته بالدخول..
..فيه واحد برة يافندم ..عايز يقابل حضرتك ..
رمقها باهتمام "مين؟!
وما ان انهي كلمته ..حتي ظهر ..صديقه ..من ايام الجامعه.
أحمد الدالي ..
وهتف "أنا ..
انفرجت أسارير يوسف فور رأيته ..نط من مكانه فرحاا ..
أبو حميد ..قامو باحتضان بعضهم ..
وانسحبت السكرتيره للخارج بصمت ..
.....
《الفصل التاسع》
بشركه الزيني ..بمكتب يوسف"
يجلس علي مكتبه يطلع علي الاوراق الموضوعه امامه..
استأذنته سكرتيرته بالدخول..
..فيه واحد برة يافندم ..عايز يقابل حضرتك ..
رمقها باهتمام "مين؟!
وما ان انهي كلمته ..حتي ظهر ..صديقه ..من ايام الجامعه.
أحمد الدالي ..
وهتف "أنا ..
انفرجت أسارير يوسف فور رأيته ..نط من مكانه فرحاا ..
أبو حميد ..قامو باحتضان بعضهم ..
انسحبت السكرتيره للخارج بصمت ..
"أحمد دياب الدالي متخرج من كليه الهندسه /30سنه /كان من المقربين ليوسف قبل زواجه من زميلته ..عائلته من احدي العائلات المرموقه بأسيوط احدي محافظات الصعيد..انفصل عن زوجته من اربع شهور تقريباا/يتميز بطوله الفارع وملامحه الشرقيه الهادئه "
يوسف"جلس بالكرسي المقابل له "تحدث بنبرة يملؤها اللهفه"عاش من شافك ياابو حميد ..انا قولت انك نسيتني"
احمد"بعدان اخذ نفسا عميقا" حد ينسي حبايبه بردو ..
يوسف"ساخرا."حبايب مين ياراجل ..تقريبا بقالي سنتين مشفتكش..ولا اعرف عنك حاجه..
أحمد"بأسي وتبدلت ملامحه للحزن" كانو اصعب سنتين في حياتي يايوسف ..
ثم تابع بأسي "عرفت اني انفصلت عن انجي؟!
يوسف"بضيق"ايوه علمت من شهر كده بس للاسف معرفتش اوصلك عشان اكون جمبك ..
تابع احمد بنفس نبرته السابقه"بهدلتني خدت كل فلوسي ..بعدتني عن اهلي وعن اصحابي ..كانت مستغبياني..
يوسف:ياما قولتلك ابعد عنها وسيبها .انت اللي كنت ماشي معمي ع عينك وراها ..
زفر احمد ضيقا ..
تابع يوسف كلامه وهو يقلد زوجته السابقه "غيرلي العربيه يااحمد وانت تقول حاضر ..المؤخر هيبقي مليون جنيه وانت تقول حاضر اكتب الشقه باسمي حاضر حاضر حاضر ..كل حاجه بتقولها عمرك مااعترضت عليها ..
احمد "بحزن"كفايه يايوسف ..ارجوك .اهي خدت كل حاجه وراحت ..
يوسف "لمواساته "في ستين داهيه ..اهم حاجه انك بخير..
أحمد:ومين قالك اني بخير!!
يوسف:طالما رجعتلي ..هتبقي بخير غصبا عنك.
احمد وقد لوي فمه بتهكم وقال ساخرا"ليه انشالله ..مفكر نفسك سكارليت جوهانسون؟!
يوسف "مقهقها "دانا احلي منها ياض ع الاقل انا بلدي .والبلدي يوكل..
قهقو الاثنان عاليا ثم أكمل أحمد بغمزة"وانت بقي اي ..مش ناوي تجوز"
يوسف"مداعبا لصديقه"لاا انا هفضل طول عمري ع حل شعري ..مش هتعرفو تلموني م الشوارع
تعالت ضحكاتهم اكثر ..
احمد "بجديه "لأ بجد ..مش ناوي تجوز بقي ..
يوسف:لا انت عقدتني ف الجواز ..
احمد :بطل هزار بقي..
يوسف "تغيرت ملامحه قليلا وتلاشت ضحكته شيئا ف شيئا ..لاحظ احمد ذلك التغير فاعتدل باهتمام كي يستمع لصديقه ..
تنهد يوسف تنهيده حارة ..ثم هتف بأسي "من ناحيه فيه ..ف هو فيه ..بس الموضوع معقد شويه .
احمد:وهو فيه حاجه تتعقد مع يوسف الزيني ..معذب قلوب العذاري.."وضحك"
يوسف"بشموخ"مفيش حاجه تتعقد معايا ..قريب انشالله هقدمهالك وهي علي ذمتي..
أحمد"يغمز بعينه ويقول مداعبا:ايوة بقي ..هي حد نعرفه ؟!
يوسف: لا انت متعرفهاش ..
أحمد :خير انشاالله ..ربنا يجعلها من نصيبك ..
يوسف "متلهفا "يارب يارب
احمد:اوووبااا ..داحنا وقعت ولا حدش سمي عليك .
يوسف:بقولك اي تعالي سلم ع رضوان ..ده هيفرح اوي اما يشوفك وعلطول بيسألني عنك..
نهضا من مكانهما وهتف احمد وهو يتجه صوب الباب مع يوسف ..الله واحشني الواد ده ..اهو الوحيد اللي اعرفه وجوازته ناجحه..
ضربه يوسف علي كتفه بقوة"يخربيت عنيك دي ..
هيروح يطلق اختي يخربيتك ..
غادرا المكتب متوجهين صوب مكتب رضوان .
.."احمد الدالي هو الوحيد الذي يكون يوسف معه علي سجيته ..ضحكته لا تخرج سوا وهما معا "
...........
باحد المطاعم الشهيره بالقاهرة المشيده علي النيل ..تجلس سارة مع أمير بانتظار وجبه الغذاء..
أمير"مستندا بساعده سفل ذقنه "واحنا لازم عشان نتقابل واعزمك ع الغدا لازم موافقه من مرات عمك !!
سارة"بتأكيد"طبعا مش مرات عمي ..وانا عايشه معاهم بنفس البيت ..
يقاطعهم العامل بالمطعم وهو يقدم قائمه الطعام لكلاهما..
سارة "للعامل"شكرا..
تفحصت القائمه ..ثم نظرت للعامل وقالت بلطف "هاخد سكالوب بانيه وسلطه ..
ثم توجه بنظره لأمير ..وحضرتك يافندم!!
أمير"اغلق القائمه وتحدث"هاخد زي الانسه بالظبط ..
تركهم العامل ودلف للداخل ..
أمير "وهو يتأملها بوله"وحشتيني..
سارة "وقد توردت وجنتاها خجلا "ده ع أساس اننا مش كل يوم بنشوف بعض في الكليه ..
أمير"بنبرة عذبه"انتي اصلا وانتي اودامي بتوحشيني .."مد يده صوب يدها كي يمسك بها ..
ابعدت يدها عنه بخجل دون التفوه بكلمه ..تنهد ضيقا ..ثم هتف "سارة ..انتي بتحبيني؟!
سارة "ابتسمت بعذوبه"ايوة ..
أمير:طب ليه مبحسش بكده ..
قاطعهم العامل ثانيه وهو يضع الطعام أمامهم ..
ثواني ورحل وتركهم بمفردهم ..
بدأو بالأكل ..
أمير وهو يلوك بالطعام بفمه :مقولتليش بقي ازي ابن عمك ..اسمه ايه ده ..
سارة "اجابته سريعا"يوسف ..احم قصدك يوسف ..
هدر "بغيظ"اه هو ..
سارة:كويس يعني..
أمير :بتكلمي معاه ..
سارة "فهمت ما يرمي اليه "لا ..كلامنا قليل اوي..
أمير:تعرفي اني مبرتحش لابن عمك ده خالص ..
تلجلجت سارة قليلاا "ليه بس!!
معرفش ..علطول مضايق ..بيكلمني باأرف ..معرفش هو شخصيه مش مريحه ..
ساره "في نفسها"عندك حق ..ثم تحدثت"هو كلامه قليل مع الكل ..
وقد ارتسمت الغيرة علي قسماته "عموما ..قللي كلام معاه خالص ..وياريت ميكنش فيه كلام اصلا
رمقته بوله وهي تومأ له "حاضر..
..........
صف سيارته بأهمال ..حينما رأها تترجل من سيارة أمير ..زفر بضيق قبل ان يتوجه اليهم ..
يوسف "بتهكم"ايه انتو كنتو فين انشاءالله ..
هتفهه امير وهو يحاول الحفاظ علي انفعاله "كنا بنتغدا برة..
يوسف"باستهزاء"الله الله ..ثم نظر ل سارة " وده من امته انشاء الله ..
تعرقت ساره وتحدثت بنبرة مهتزه "انا استئذنت من طنط ..
لاحظ أمير تغير قسماتها امام يوسف تدخل ف الحوار
أمير"بغضب"هو في حاجه ولا اي ياأستاذ يوسف..
قهقه يوسف بغل :لا مفيش ياا..أستاذ أمير
تجهمت ملامح الاخير ..كاد ان ينطق لولا نظرات سارة له ..
قاطع نظراتهم يوسف بصوته الأجش ..ايه انتي هتباتي ف الشارع ولا اي يا أبله ..ثم اشار بيده "ع فوق ياللا..
لوحت بيدها لأمير ..واتجهت صوب الدرج الرخامي الخارجي بعجاله ..
هدر يوسف "بضيق"عنئذنك ياا ..استاذ امير
ولاه ظهره وسار بخطي ثابته نحو الدرج ..
هتف أمير من بين أسنانه وهو يصعد سيارته "قليل الزوق"..
..لحق بها علي المدخل ..قبل ان تفتح لها فاطمه الباب ..
توجه بنبرته الحاده ل فاطمه ..
خشي انتي ياداده ..
دفعها جانبا بيده ..هدر بها بعنف "لو عرفت انك خرجتي معاه تاني ..هزعلك اووي
دفعته عنها بكل قوتها "ملكش فيه يايوسف ..وابعد عن طريقي احسنلك ..
استفزته بلهجتها الحديثه المليئه بالتهديد..
"ايه ده القطه نطقت وبقت بتخربش"
ازاحته بكفها كي تدلف داخل المنزل ..
أمسكها من معصمها بقوة ..تأوهت هي علي اثرها ..اغلق الباب وبقو بالخارج علي الدرج ..فجأه حملها رغما عنها علي كتفه وصعد بها للاعلي سريعا ..صرخت بااعلي نبره عندها ..ولكن لم يسمعها احد ..توجه بها صوب الغرفه الموجوده علي السطوح ..
انزلها من علي كتفه ..ترنحت قليلا ..ثم اخذت تضربه بشده علي كتفه ..لكنه لم يتأثر علي الاطلاق بضرباتها المتكررة ..
أمسكها من كفهيها بيد واحده ..واليد الأخري حاوطت خصرها كي تقربها اليه ..هدر بها "سارة ..متفكريش سكوتي عنك ..اني سيبتك خلاص ..لااا ..انا ساكت بس عشان عارف اخرك هتبقي معايا ..
انكمشت ملامحها من حديثه ..ومن الوضع برمته ..فهذه الغرفه تذكرها بما حدث سابقا ..
يوسف ..خلصنا بقي ..سيبني في حالي ..انا وامير بنحب بعض..
"وكأنها تعمدت اهانته "زأر بها بكل قوته وهو يعدل من وقفتها بعد ان ترك يدها وجذبها من شعرها ..شعرها بيده ..كاد ان يقتلعه بين يديه ..
تأوهت كثيرا من قبضته ..ولكن ..انتي من دعوتي شياطينه ..اصرفيهم ان كان بمقدرتك ..!!"
لو سمعت سيرة حب دي تاني ..هقتلك اقسم بالله هقتلك ..ثم أكمل بفحيح ..انتي هتحبيني انا .او متحبنيش مش مشكله المهم انك بتاعتي وبس ..
كفيها ممسكان بقبضته المحكمه علي شعرها ..انسي يايوسف ..مستحيل يحصل ..
ترك شعرها ودفعها بقوه التصقت بالحائط ..وواخذ يهتف بغضب ..يعلن ملكيته لها واحقيته بها ..ابتعد عنها قليلا كي يلتقط انفاسه ..
تحدث وهو مغيب تقريبا"انهي الخطوبه دي بمزاجك ..بدل ماانهيها انا بمزاجي ..وساعتها هتزعلي اووي ..
حاولت الوقوف علي قدمها ولكنها لم تقوي ..استندت بظهرها علي الحائط ..ثم سقطت عنه ..اخذت في البكاء ..وكأن احدهم وضع سكينا علي نحرها..ثم هدرت من بين بكاؤها"امته بقي هتسيبني ..
انحني ليكون بمستواها .."لما اموت..
جذبها من يدها ..وقفت امامه ..مسح بكفه الدموع المتساقطه اسفل جفنيها ..ثم هتف بها "ياللا عشان ننزل..
..........
اليوم التالي ..
ترجلت من سيارة الأجرة امام احدي المباني ..توجهت للدرج وصعدته سريعا ..فتحت حقيبتها واخرجت مفتاح وفتحت به باب الشقه التي تقصدها ودلفت..
كان يجلس علي الاريكه بانتظارها..
جمال"بحنق"واخيرا شرفتي..خير عيزاني ف اي مهم كده !!
ضحكت بحزن علي حالها ..بعد ان كان يركض خلفها ..اصبحت هي من تركض خلفه ..كله من صنع يدك ..بيدك تعزز نفسك وبيدك ترخصها"
..ايه ياجمال هو انا هشحتك عشان اشوفك ولا اي؟!
جمال:لا ياهايدي ..مش هتشحتيني بس قولي عاوزه اي ..ورايا شغل وعايز انزل ..
هايدي .."بعد ان جلسو علي الاريكه بتعب"زفرت ضيقا ثم تحدثت"هتيجي تتقدم امته ياجمال..
جمال"وقد احتدت نبرته وتأفف منها"يووووه ..اووف انتي مبتزهقيش ..قولتلك بعدين بعدين ..ارحمي ...أمي..
هايدي"وتبدلت ملامحها للعبوس واحتدت نبرتها مثله "للاسف مش هينفع نستني أكتر من كده ..
باستغراب ..هتف بها .."ليه
هايدي:"بأسي"انا حامل ..
جمال"بصدمه"نععععم !!
من مين؟!
انتفضت من مكانها بعنف وصرخت به ..انت بتقول ايه يامجنون انت؟!!
جمال:بقولك من مين ..هو انتي تغلطي غلطتك وتيجي ترميها علياا..
هايدي "بنحيب مكتوم وصراخ "ايه اللي بتقوله ده انت عارف انا مين كويس ..
جمال "لا مش عارف ياختي ..اكيد زي مانمتي معايا ف الحرام نمتي مع غيري..
تعالت صراختها وهي تصفعه علي وجهه ..اخرس انا اشرف منك ومن اهلك
قام بدفعها وهو يجرها من شعر ها ناحية الباب ..ماشي ياشريفه ..روحي لبسي اللي في بطنك ده لحد غيري ..
او نزليه اكرملك ..ثم فتح الباب والقاها علي الدرج بقوة .. ..اخوكي لو عرف حقيقتك ..هيقتلك وياخد عزاكي بدم بارد..
خرج هو الاخر من المنزل ..انحني ارضا جذب حقيبتها وقام بفتحها اخذ مفتاح شقته ..ثم ازاحها بقدمه بكل اهانه ..وتوجه بالنزول ..
دون ان يرف له جفن بفعلته ..
... ياتري هيحصل ايه؟!
_________
..دخلت المنزل بخطي بطيئه ..وجدته امامها ..حمدلله لم تتأخر كثيرا ..
يوسف:يتفحصها باعين ضيقه"هايدي..وشك عامل كده ليه ..
ابتلعت ريقها بصعوبه ثم مسكت راسها بتعب وقالت بنظرات زائغه ..ارهاق بس من المذاكرة واالكليه وكده.
اقترب منها حاوطها بذراعيه بحنو ..
"خلي بالك من صحتك..خدتي العلاج بتاعك.
استندت برأسها علي صدره وشدت عليه ..ف هي بحاجه لاحتضانه أكثر من اي وقت مضي..
أحس يوسف بأنفاسها الحارة..ابتعد عنها قليلا ..وضع يده علي جبينها يتحسسه ..شكلك سخنه ياهايدي ..
فركت عينيها بكفها "اه انا حاسه انى داخله ع دور برد..
هطلع اخد دش وارتاح شويه ..
طبع قبله علي جبينها "طيب ياحبيبتي ..لو عوزتي حاجه اندهيلي ..
هايدي تتجه صوب الدرج بارهاق يبدو بوضوح ..امسكت بسور الدرج وصعدت بتثاقل ..حتي دلفت لغرفتها ..
......
ليلا ..
بمنزل يوسف ..
قرعت سارة باب غرفة هايدي بخفه ..تحركت هايدي بتثاقل من مكانها وتوجهت لتفتح ..
هايدي"بتذمر"اايوة..
سارة"تبتسم برقه"دودو ..مجتيش تقعدي معايا قولت اجي اقعد معاكي ..
هايدي"مازالت علي الباب تسد عليها الدخول"لا معلش اصل تعبانه شويه وعاوزه انام..
سارة"مضيقه عينيها باهتمام"مالك ياحبيبتي ..ثم مسحت بكفها علي وجنتها بلين..
هايدي" وهي تنزح يدها عن وجهها بانفعال"يووه ..بقولك تعبانه وعايزه أنام اي مبتفهميش..
انتفضت سارة واتسعت حدقتيها من حديث هايدي .."هتفت بحرج"أنا اسفه ..
وهرولت لغرفتها بخطي متعجله ..
صفقت هايدي الباب بعنف .تلعن حالها.ف هي بحاله لا يعلم بها سوي خالقها ..
......
اسبوع اخر يمر ببطء علي الجميع دون جديد يذكر ..أمير وسارة علي حالهم ..لا يلتقون الا وهو يوصلها لمنزلها
مضايقات يوسف لبنت عمه ..
هايدي ومشكلتها التي تتزداد تعقد ..
............
... باحدي المقاهي الليليه بمدينة القاهرة ..يجلس جمال مع احدي اصدقائه السيئين مثله ..يتبادلون سجائرهم ..
جمال لصديقه رامي"يحدثه وهو ينفث بدخان السيجارة من فمه"بنت ال***عايزه تدبسني فيها هي واللي في بطنها
رامي"يتناول منه السيجارة"دي كارثه ..طب وهتعمل اي ياشقيق..
جمال"تجمهت ملامحه "ولا ليا فيه ..البت دي معتتش تلزمني
رامي"مضيق عينه بفضول"مش انت بتقول انها من عيله غنيه
جمال"بلا مبالاه"والنبي لو بنت وزير الداخليه ماهتجوزها..انا خلاص خدت غرضي منها ..اتجوزها بقي ليه؟!
رامي:طب هتعمل اي
جمال:هرياني رن ع الموبايل ..انا هقفل الموبايل واروح اقعد ف شرم شويه ..تكون اتصرفت بقي ونزلت اللي ف بطنها ..
رامي"بنبرة قلقه"طب افرض قالت لاهلها ولا اخوها
جمال "بتأكيد"مستحيل تعملها دي بتترعب من اخوها ..ده يقتلها ..
رامي "وهو يدفس السيجارة تحت قدمه"يبقي انت كده ف الامان يازميلي ..
اكملو احاديثهم وهو يشعلون السيجارة تلو الاخري ..
..........
بالمقهي الموجود بكلية التجارة ..تجلس سارة مع أمير . يتحدثون سويا بشأن علاقتهم ومستقبلهم معاا..
أمير "بنفاذ صبر"مينفعش اللي بيحصل ده اقسم بالله..
سارة"بحزن"طب انا بأيدي ايه اعمله ..منتا شايف الوضع ..
أمير"باصرار"انا لازم اتكلم مع ابن عمك ..
سارة"احست بقبضة قلبها بذكر ابن عمها "هتكلمه ف ايه؟
أمير:نستعجل بكتب الكتاب والفرح وتكملي تعليمك عندي.
هتفت بفرحه ممزوجه بالقلق "بجد ..بس معرفش هما رأيهم ايه ؟!!
..تذكرت تهديدات يوسف وتحذيراته ..فليضرب براسه الحائط ..وااخيرا ستتخلص من قبضته!
.......
بمكتب يوسف ..كان يجلس مع صديقه أحمد الدالي ..حيث كان يجلس علي الكرسي المتحرك يستند بذراعيه علي ساعدي الكرسي وبالمقابل له يجلس احمد ..
يوسف:ايه ياعم انت..واخرتها معاك اي؟!
أحمد:ايه ؟،!عايز اي
يوسف:هتفضل كده طول عمرك ..مش هتشتغل بقي ..
احمد "يمزح"اي جايبلي شغل..
يوسف:ايوة ..انا محتاجك معايا في الشركه ..
احمد:وهي الشركه ناقصها مهندسين يا يوسف..
يوسف ..:انت غير ..انت عارف انا طول عمري محتاجك جمبي..
احمد"اومأ برأسه "خلاص علي بركه الله ..شوف هنبدأ شغل مع بعض امته
يوسف"بعجاله "دلوقتي ..
ونهض من مكانه واستدار ليجاور صديقه بعد ان نهض هو الاخر "تعالي اما اوريك مكتبك ..وولجو للخارج سويا ..
.......
... توقفت بسيارة الأجرة امام البنايه التي يقطن بها جمال...ذهبت اليه بعد محاولات عديده من الاتصال به وعدم الرد عليها اما بالتجاهل او بغلق الهاتف ..صعدت الدرج الداخلي للبنايه ببطئ تستند بكفها علي الجدار الموازي للدرج ..ملامح الارهاق والتعب ترتسم علي وجهها ..وصلت لشقته ..شرعت بقرع الجرس كثيرا ..دون رد ..زفرت ضيقا ..جلست تستريح علي الدرج قليلا وعيناها مصوبه نحو الباب ..فقدت الأمل بان تراه ..ترجلت السلم بتثاقل وحزن وخرجت من البنايه ..كانت تسير علي غير هدي ..شارده وحزينه شعرت بغمامه سوداء برأسها ترنحت في مشيتها ..لم تنتبه للسياره التي امامها ..ظهرت فجأه امام السائق من العدم ..
ثوان قليله ..ياااااانسه ..ايه يااستاذ ياللي بتسوق انت مش تفتح .. اختلطت الاصوات بالصراخ كان اخر صوت يصرخ ب "انتو لسه هتتعاركو مع الراجل حد يتصل بالاسعاف بسرعه البت سايحه ف دمها "!!!.
................
بمكتب رضوان "كان يجلس علي مكتبه يتحدث مع اخيه عمر علي الهاتف..
""عمر البحيري ..28سنه..يدرس ادارة اعمال ب كندا .تخرج من كلية التجارة ..مرح ..معروف ف العائله بغيرته الدائمه من يوسف !!
رضوان"وهو يمسك بهاتفه علي اذنه اليمني بكفه"بس يااض ياواطي انت..دنتا مبتكلمنيش غير كل شهر مرة..
عمر......
رضوان:لو كنا وحشناك كنت جيت..
عمر.......
رضوان:كل مرة بتقول كده ومبتجيش..داحنا نسينا شكلك..
عمر.....
رضوان :طبعا حلوين هيطلعو وحشين لمين رودي شبه امها يوسف شبه خالو يوسف بالظبط..
عمر.......
رضوان:بس يااض ..وانا اطول ان ابني يبقي شبه يوسف ..طب يارب يبقي نسخه منه ..
عمر.....
رضوان "مقهقها'عمرك ماهتتغير مفيش فايده فيك ..يوسف ده الحته الشمال ..
"اقتطعه السكرتير الجديد لمكتبه 'باسم'وهو يستئذنه بالحديث..أشار رضوان لباسم بكفه .بمعني ينتظر ان ينهي حديثه علي الهاتف"..القي علي اخيه السلام واغلق الهاتف .ثم وضعه علي سطح المكتب 'مفتوح'..
باسم "يتنحنح"احم ..اللي اسمها يسرا من العلاقات العامه عايزه تقابل حضرتك ..
رضوان بعد ان زفر ضيقا واصر علي صدغيه بغيظ..خليها تدخل ..خلينا نخلص
باسم وهو يستدير:حاضر يافندم
رضوان في نفسه "البت دي مبتيأسش .."
لحظات وولجت يسرا "كالحيه تغير جلدها بما يناسب حاجتها ..من داخلها تحقد عليه وتكرهه ولكن ظاهريا تدعي عكس ذلك ..
هتفت بنعومه"ممكن اقعد..
تنهد سريعا"اتفضلي..لم يعطيهها انتباهه انتباهه كله مركز علي ما أمامه من اوراق وملفات ..
رفع ببصره لها ثم انزلها بعجاله "ها ..عايزه اي
يسرا :عايزه اتكلم معاك ..انا وانت وبس
اكملت بفحيحها وهي تلتف اليه بأنوثتها ..رأها تقترب انتفض من مطرحه واقفا ..استوقفها باشارة من كفه ..حسب خطتها لا مجال للرجوع ..امسكت يده بيدها ضمتها بحنان مزيف ..اقتربت منه بنظراتها الوله ..تابعت بنبرة يكسوها الشوق "وحشتني "..
اصبح تحت سيطرتها بعد ان اقتربت منه ..تاكدت من غفوته ووقوعه بفخها ..أمسكت بهاتفه وقامت بالضغط عده مرات دون ان تلفت انتباهه ..اكملت بهمساتها الناعمه بعد ان ضغطت علي زر الاتصال..
يدها تتخلخل خصيلاته الفحميه القصيرة ..تعلم جيدا نقطه ضعفه ..بادلها بالهمسات انه يريدها ويحبها و..
أحست بصحوته ..اغلقت الهاتف سريعا ..
دفعها بقوته عنها ارتطمت بالجدار خلفها وهو يسبها بااقبح الالفاظ ....اقترب منها وأمسك رسغها بقبضته القويه احتد صوته كثيرا وهو يرمقها بغضب يتطاير من عينه'لو شوفتك في وشي تاني همسح بيكي الأرض ..تحاشيني احسنلك وكلي عيش. !
صرخ بها عاليا .برااااه
انتفضت من حدة صراخه وركضت للخارج ..
وقفت تلتقط انفاسها بالخارج ..ثم ارتسمت علي جانب فمها ابتسامه نصر ..حدث ماكانت تريده تماما ..ان لم تكن زوجته ..ستهد بيته علي رأسه..
... اما هو بالداخل بعد ان احس بالندم لاستسلامه لها ..بالفعل لا يحبها ويحتقرها ..ولكن لما هو حقير ..لما؟!
اخذ يضرب بقبضته الحائط عده مرات بغضب ..حتي تألم بشده من وجعها ..
"يعتقد بأن الموضوع انتهي باهانتها وطردها ؟!ولكنه بدأ.....!!يتبع
《الفصل العاشر》
بسم الله.. والصلاه والسلام علي رسول الله ..❤
يجلس يوسف علي مكتبه ..متفحصا الاوراق امامه باهتمام ..ممسك بيمينه القلم للتوقيع ..رن هاتفه ..رمق الهاتف باهمال ثم دقق النظر جيدا ..رقم سارة !!اتسعت حدقتيه بذهول وهو يهتف "دي اول مرة تتصل بيا !!علي الرغم من فرحته برؤية اتصالها الا انه قلق فبتأكيد لم تطلبه حبا وانما لحدوث شئ ما..
يوسف "بنبرة قلقه يغلب عليها الاهتمام "الو..ايووة ياسارة
سارة :...
يوسف"انتفض من مكانه بذعر "بتقول ايه ..مستشفي اي..
مسافة السكه واكون عندكو..
هرول من مكتبه باتجاه المصعد ..استقبل بطريقه رضوان الذي كان ينوي الذهاب اليه للتحدث بشأن ما خاص بالشركه ..
رضوان "بقلق من هيئته"ف اي يايوسف ..
يوسف وهو يدلف للمصعد "هايدي عربيه خبطتها وهي ف المستشفي..
رضوان "بعد ان تتبعه للمصعد وقرر الذهاب معه"يانهار اسود انا جاي معاك ..
توجهو بالمصعد للدور الارضي ..خرجو منه راكضين صوب سيارة يوسف للذهاب للمشفي ..
***
... صف يوسف سيارته امام المشفي باهمال ..ترجل هو ورضوان من السيارة دلفو لداخل المشفي ثم توجهو صوب مكتب الاستعلامات ..
يوسف محدثا الموظف الجالس امامه بلهجه جافه"في واحده جت عندكو هنا انهارده ..جايه في حادثه عربيه ..
لاحظ الموظف القلق المرسوم علي قسماته والتوتر البادي والواضح علي نبرته ..
تحدث بهدوء:هي لسه بالعمليات يافندم ..
رضوان"مقتطعا للحديث بنفاذ صبر"ايوة فين اوده العمليات دي ..
الموظف :الدور التالت يافندم..
ركضو باتجاه الدرج لم يصبرو لمجئ المصعد ..
وصلو للدور الثالث ..رضوان كان يلهث بشده اما يوسف اخذ يجول بعينيه في الدور بتركيز ..
حتي وجدها جالسه علي احد الكراسي نظر لها بعد ان تنهد براحه ..فمجرد رؤيتها تريحه ..هرول صوبها وانفاسه تعلو وتهبط بشكل واضح ..بنبرة خشنه يكسوها القلق والتوتر"سااره ..طمنيني"
رضوان "انتبه لوجود ساره ف ابدي استغرابه ..
سارة "موجهه الحديث ليوسف"هايدي يايوسف ..لقيت حد من المستشفي بيتصل بيا وقالي انها ..ثم اكملت بنبرة يملؤها النحيب..
عملت حادثه ..
رضوان وقد اقترب منها وقرر تهدئتها ..حاوطها بذراعه وهو يمسد علي ظهرها بحنو ..اهدي ياحبيبتي ..هتقوم بالسلامه ..
اتسعت اعين يوسف يتطاير الشرر منهما وقد تحددت ملامح الغيرة علي وجهه ..تجهمت ملامحه بشكل ملحوظ هتف بنبرة حاده مرتفعه تدل علي غضبه "رضوااان ..
التفت رضوان ومعه سارة بانتفاض..رضوان "ف اي..!؟
يوسف "وهو يصر علي اسنانه بغيظ جلي "متهيألي ..المفروض نسأل ع اي دكتور هنا يطمنا اولي !!
توجهت سارة صوب الكرسي لتجلس ثانيه ..اخذت تهز قدمها بتوتر ..وتفرك باناملها التي كانت ترتعد بشده ..
كل هذا وانظاره مثبته عليها كالصقر ..
لم يقل عنها هو ايضا ..اخذ يدور بمكانه في انتظار خروج الطبيب ..
خرجت احدي الممرضات من الغرفه مسرعه ..
"عايزين حد يتبرعلها بدم.."
هتف يوسف والذعر يتغلب علي نبرته "ف اي طمنيني"..
الممرضه:نزفت دم كتير وهما بيجيبوها علي هنا.."
يوسف "انا نفس فصيلتها ..اتبرع فين ..
استبقته الممرضه وهتفت به "حضرتك تعالي معايا..
..بعد ان تبرع بدمه..قرر الانضمام اليهم ثانية..
برهه من الزمن وخرج الطبيب من غرفه العمليات ..هرولو ثلاثتهم اليه ..
يوسف "بقلق وذعر"طمني يادكتور ..
الطبيب"وهو يهز راسه لهم مطمئنا "الحمدلله ..المدام كويسه ..هي شويه كسور وجروح هتلم باذن الله ..ثم رمقهم بأسف "بس للأسف مقدرناش ننقذ الجنين ..
....دقيقه من الصمت والصدمه ..اللعنه ماذا يقول!!
يوسف:وقد امسك بتلابيبه "جنين ايه ..انا بسالك ع اختي ياراجل يامجنون انت..
رضوان"مكملا للهجه يوسف"جنين ايه دي لسه أنسه!!
ساره بعد أن اتسعت حدقتيها بصدمه ..وضعت يدها علي فمها وأصرت الصمت ..فالوضع لا يحتمل اي كلمه اخري..
الدكتور بعد ان استطاع فك قميصه من قبضه يوسف بأعجوبه ..لو سمحت حضرتك انت هنا ف مكان محترم ..ثم ابتعد عنهم والخوف يرتسم علي معالم وجهه بدقه ..فهيئه يوسف هكذا كفيله بأن تجعله يركض لبلد اخر..
تبادل رضوان وسارة النظرات تعبيرا عن صدمتهم ..اما يوسف ف كان ..بعالم اخر غير مدرك لما حوله اقترب ع الكرسي الجلدي وارتمي بثقله عليه ..نظر للفراغ حوله انكس رأسه وهو يزفر ببطء شديد.
....
********
دلفت يسرا الي منزلها المتوسط ..المقيم باحدي الحواري الشعبيه ..قذفت مفاتيحها علي المنضده ..استقبلتها سماح شقيقتها وهي ترمقها بدهشه "ايه يابنتي انتي حد بيجري وراكي..
يسرا"بتوتر"وانتي بتقولي فيها ..انا فعلا حاسه ان حد بيجري ورايا ..
سماح "وقد لمعت عينيها بفرحه "لا متقوليش نفذتي اللي اتفقنا عليه !!
يسرا"بيأس"ايوة ياختي وف الاخرضربني وطردني زي الكلاب من مكتبه ..
سماح"باهتمام"طيب عملتي اللي اتفقنا عليه كله ؟!
يسرا"وهي تشيح بيدها"كله ..وربنا يستر لما يعرف اللي انا عملته ..
سماح .."وقد توسطت الاريكه المنهكه الموضوعه ببهو المنزل الصغير..ولما يعرف اللي عملتيه هيعمل اي يعني..
ثم أكملت بدهاء 'انتي ناسيه انك وانتي بتقدمي كتبتي عنوان تاني غير ده ..
يسرا بعد ان ضيقت عينها بتساؤل :يعني اي؟!
سماح :يعني عمره ما هيعرف يوصلك ..!
اومأت يسرا لشقيقتها وقد تنهدت براحه "بس الحمدلله شفيت غليلي ..
سماح "ترفع رأسها بزهو وتباهي"عشان تبقي تسمعي كلامي علطول ..
يسرا"طب هنعمل ايه ..
سماح "قهقت بحقارة"اللي بنعمله كل مرة ..
هنرسم ع اي حد تاني يكون متريش ونسحب منه اللي نقدر عليه ..
يسرا:رضوان ده طالع من عيني..
سماح:انتي اللي هبله معرفتيش توقعيه صح ..
اكملو حديثهم ووقاحتهم معا ..فالاثنان نفس الحقارة ..فان كانت يسرا حيه ف سماح من العقارب ..
.............
نهض رضوان من مكانه وهو يحك رأسه من الارهاق صوب حديثه لسارة .."قومي ياسارة ياللا اروحك ..انتي شكلك تعبتي اووي..
سارة"باصرار"انا مش همشي من هنا قبل ما ااطمن ع هايدي ..
تمتم يوسف والذي بدأ ان يعي لم يحدث ..والله لاقتلها واخذ صوته بالارتفاع اكثر واكثر ..
اتسعت اعينها بخوف من نبرته الحاده الخاليه من المشاعر..رمقته بقلق وهي تهتف له"حرام عليك ..ده بدل ماتحتويها وتراعي حالتها وتعبها ..
اشاح لها رضوان بغضب"اسكتي انتي ياسارة دلوقتي ..سيبي يوسف ب الهم اللي هو فيه ..
رمقتهم بغضب ..ثم اشاحت بووجهها عنهم وهي تردد بخفوت"ربنا ينجيكي ياهايدي"
.....
استمع لصوت رنين الهاتف بجيبه ..مد كفه بتعب وضيق وهو يمسك به ..كانت والدته ..رفع ببصره لرضوان ..
"رضوان..أمي بترن"..
رضوان "وقد ابدي اهتمامه"هتلاقيها قلقت ع البنات ..
قام بالرد عليها "ايوة يا أمي.."
أميمه ......
يوسف:اهدي ياامي ..انا جايلك اهو ..
أميمه....
يوسف"مطمئنا'متخافيش هما معايا ..بصي انا جايلك اهو..
واغلق الهاتف دون ان ينتظر ردها.. نظر لرضوان بقلة حيله"هنعمل ايه "..
نهض عن مكانه وهتف بسارة بجمود .."قومي ياللا عشان اروحك..
عقدت ذراعيها امام صدرها ."مش هروح قبل مااطمن عليها.."
كاد ان يصرخ به لولا ان رضوان قاطعه ..
خلاص يايوسف ..خليك انت هنا مع سارة ..انا هروح لمرات خالي واصلا عايز اروح اطمن ع اروي والعيال ..
وبالفعل أمسك بجاكيته ووضعه علي كتفه وتوجه للمصعدد..وتركهم وحدهم ..
....
بمنزل المستشار .."سالم الحوفي"خرج امير من غرفته ليجلس مع والديه كعادته ..ولكن هذه المرة غير فهو يريد التحدث معهم بشأنه وسارة ..
أمير"بعد ان القي نظره ع التلفاز "يووه انتو مبتزهقوش من المسلسلات القديمه دي
الاب:المسلسلات دي اللي مش عجباك احسن 100مرة من مسلسلات دلوقتي..
أمل:انتو اصلا جيل مابيعجبكوش حاجه ..
أمير"مشيحا بيده"خلاص خلاص انتو هتعملو عليا حفله..
..ممكن بقي تخليكو معايا شويه عايز اتكلم معاكو في موضوع كده ..
أمسكت امل بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز وضغطت علي زر كتم الصوت ..
امل "باهتمام"قول ياحبيبي ..
أمير"حك بأنامله طرف أنفه"كنت عاوز اقولكو اني عايز اعجل في الجواز ..
نظرت أمل ل سالم وضحكو بصمت ..
أمير "بضيق"لو سمحتو ياجماعه متتريقوش عليا ..انا مش عاجبني انها تفضل في بيت عمها ده كتير..
أمل "مؤكده لكلام ابنها"ولا انا والله ..
سالم :طب هتعيشها فين ..اكيد هي عايزه تعيش في شقه لوحدها..
أمير:لأ يابابا ..سارة مفتقده جو الاسرة الحنينه ..بيتنا هيعوضها ..
سالم"بتساؤل"هى موافقه!؟
امير "يومأ برأسه تأكيدا"جدا يابابا..
سالم :خلاص نبقي نروح نتكلم مع بيت عمها بعدين عن تعجيل الجوازه..
أمير:مش بعدين يابابا بكرة لو سمحت ..
أمل:ليه الاستعجال ده يابني!
أمير:مش استعجال ياماما ..انا مش مرتاح وهي هناك ..
........
ترجل رضوان من سيارة يوسف التي اخذها بسبب انه ترك سيارته بالشركه ..صعد السلم الرخامي وقرع الجرس بتثاقل ..
فتحت له الست فاطمه ..وكانت اميمه واروي خلفها ..
أروي؟!ضيق عينه باستغراب لرؤية اروى ..ماذا جاء بها ل هنا ..ولم لم تتستئذنه بالخروج!
نفض عن رأسه وهتف بسره"يمكن امها طلبتها اما قلقت ولا حاجه ..
أميمه "بذعر"ف اي يارضوان ..طمني
يوسف والبنات فين..
رضوان "مطمئنا"متخافيش ياامي بخير والله .."ثم أكمل بكذب خوفا عليها من الصدمه "هايدي وقعت انهارده ف الكليه و يوسف وسارة معاها هناك ف المستشفي..
ضربت أميمه علي صدرها بقوة وهي تهتف بخوف"بنتي ..
حاوطتها اروي من ظهرها "متخافيش ياماما..خير ياحبيبتي ..
اتجهت صوب الدرج وهتفت عاليا لرضوان .."استني يابني عشان تودينا..
رضوان "متفهما"انا مستنيكي اهو..
ثم استدار بجسده لاروي والتي اشاحت بوجهها عنه ..
"معرفتنيش ليه انك جايه ..!
لم تجيبه وظلت علي وضعها ..
نفخ ضيقا ثم هدر "طب العيال نايمين هنا؟!
اكتفت بايماءه بسيطه ..
عقد مابين حاجباه ..ولكن هذا ليس وقته..
نزلت أميمه سريعا ..بعد ان ارتدت ملابسها البسيطه السوداء ..وتوجهو ثلاثتهم للسيارة للذهاب للمشفي..
.....
يوم شاق طويل ..من الطبيعي ان يحتاج الجسم والعقل للراحه ..مالت برأسها علي كتفه وهي جالسه بعد ان غلبها النوم..اعتدل بجلسته كي يقلل من اثر نومتها المتعبه ..قلبه يدق ك طبول الحرب ..غفت علي كتفه ..جالسه بجواره وملامحها الجميله المستكينه علي يساره ..للأمر مذاق اخر اذا كان برضاها ..أنسته النيران الموقده بصدره تجاه أخته بسبب فعلتها الشنيعه ..لو يتوقف الزمن .ولكن ..لرضوان راي اخر ..بعد ان قطع خلوتهم بصوته الجهورى وهو يهتف "انا جبت اروي وامك معايا اهم ..
انتفضت سارة من نومتها ..زفرت ضيقا من نفسها لانها كانت نائمه علي كتفه ..
أميمه وأروي من وراء رضوان.
أميمه"بقلق"طمني يايوسف ..
يوسف "كالثور"خبطتها عربيه وجابوها علي هنا وهي لسه بالعنايه ..
شهقت أميمه واروي بنفس واحد..
نظرت أميمه لرضوان"اومال قولتلي وقعت بس ليه..
رضوان"وهو يرمق يوسف بغضب"مرضتش اخضك ..قولت يوسف هيقوم باللازم..
**********
مر الوقت وصار الوضع مطمئن بعد ان خرجت من العنايه علي خير ..الجميع حولها باستثناء يوسف ورضوان ..ونظرات القلق والخوف والشفقه ترتسم علي ساره ..فهي تعلم بالأمر ..وان يوسف لن يمررها علي خير ..
ايضا قامت أسرة أمير بزيارتها بالمشفي وقررو تأجيل الحديث بأمر الزواج ..
حان ميعاد الرحيل ومغادرة المشفي بعد ان صارت بخير وستكمل معالجتها في المنزل ..واخيرا جاء يوسف كي ياخذها بسيارته ..بعد ان حملها ودلفها للسيارة بعنايه ..
مال علي اذنها "تمتم بوعيد "اوعي تفكري اللي حصل انا هعديه بالساهل انا لو مكانك اتمني الموت الف مرة يا .....مدام
...
صراخ مستمر بغرفة هايدي ..ضرب مدوي صوته يصدح بأرجاء المنزل الكبير ..باب مغلق باحكام ..
الجميع بالخارج يضربون الباب بقوتهم ..سارة اروي أميمه ورضوان ..
أميمه:افتح يابني هتموت في ايدك.
رضوان:افتح يايوسف ..الموضوع مش هيتحل كده بطل فضايح.
سارة:حرام عليك رجلها ودراعها مكسورين هتموتها بضربك ده..
بالداخل يوسف بعد أن انهي ضربه وكب غضبه بها ..ممسك بشعرها بغضب "قوليلي مين اللي عملتي معاه كده ... ...
نطقت باسمه من وسط تأوهاتها ..
اسمه جمال المصري ..
اكمل وهو يضربها ببطنها ساكن فين..
ساكن في ...!!
يوسف"هاتي الورقه العرفي اللي كتباها معاه ..
بصوت يملؤه النحيب"الورقتين معاه"
اخذ يصفعها علي وجهها بشده .."كمان ..يعني رخصتينا ورخصتي نفسك وسيباله الورقتين كمان..
دفعها بقدمه ..
ثم فتح الباب بقوة ..لم يعيرهم انتباهه ..نادي علي رضوان..
رضوان:الواد ده انت تجيبهولي من تحت الارض واعطاه اسمه وعنوانه ..
اما عند هايدي أروي وسارة يجلسون ارضا لتطييبها ومحاولة تهدأتها ..
اما أميمه فتضاربت مشاعرها ..مصدومه من أخلاق ابنتها وكذلك تشفق عليها وتتمني احتضانها ..ولكن شعور الام دائما هو الغالب ..اقتربت منها وقامت باحتضانها ببعض كلمات العتاب واللوم..
.........
جاء من خلفها لم تنتبه له ..
رضوان:ياللا يا أروي بقي هاتي العيال وياللا نروح ..
أروي:اروح فين..
رضوان:"هز راسه بعدم فهم"هو اي اللي فين ..بيتنا..انتي بقالك مده قاعده هنا ولا معبراني..
أروي:انت مش حاسس ان انا متغيرة معاك !؟
رضوان:لا طبعا حاسس وملاحظ ..عشان كده بقولك ياللا ع بيتنا نتفاهم هناك ..
أروي "بنبرة ثابته "طلقني ..
رضوان وكأنه وقع علي اذنه اخذ يهز رأسه بعدم فهم ثم هتف"بتقولي اي..
أروي:بصوت مبحوح متثاقل"بقولك ط ل ق ني
انعقد حاجباه بغضب وهدر بها ..انتي لسعتي ولا حد خبطك علي نافوخك ..انا مش فاهم حاجه
أروي:بالعكس يارضوان ..دانا يمكن عقلت ..طلقني ياابن عمتي وبلاش فضايح ..
كور قبضته بغضب واقترب منها حتي تلاشت بينهم كل المسافات "تحدث بعنف وهو يشيح بقبضته غضبا"هو ف اي بالظبط ..ماتتعدلي احسنلك..
اروي لم تهتز من نبرته وظلت علي موقفها "مش عارفه مين فينا اللي يتعدل ..انا اللي عايشه ف دور القديس وانا اساسا حقير وليك ف الحرام..
أول مرة في حياته وعشرته مع زوجته تتطاول عليه بهذا الشكل..لم يدرك نفسه غير وهو يصفعها ..ثم جذبها من ذراعها ودخل بها غرفة من ضمن الغرف بالدور الأول بالمنزل ..ثم اغلق الباب عليهم..
وضعت كفها مكان الصفعه .رمقته بغل ..ثم هدرت بأعلي صوتها ..انا سمعتكو ..سمعتك وانت معاها وانت بتسمعها كلام بقالك سنين مسمعتهوليش ..وسمعتها.. سمعت منك كل حاجه ..
أحس بالدوار يتملك رأسه ..تسارعت انفاسه ..ارتمي بجسده علي الاريكه ..وأكملت هي كالطير الدبيح"معرفش تلفونك اتفتح بالغلط ولا هي اللي قاصده تتصل وتسمعني وتوريني وساختك وحقيقتك ..
أنا اسف"قالها رضوان بعيون راجيه ..
بعد ان امسكت بمزهريه موضوعه علي المنضده وكسرتها أرضا..أسف دي تقولهالي لما تتأخر برة .لما تكسرلي طقم فناجين كنت بحبه ..انما تخوني ده اي البجاحه دي يااأخي !! ثم تتابع بصراخ ..ياخسارة العمر اللي ضيعته عليك ..
رضوان "يحاول الاقتراب منها واستعطافها"ياأروى وحيات عيالي ماحصل بينا حاجه ..انا كنت مغيب ساعتها ومش حاسس بأي حاجه خالص ..أنا قلبي طول الوقت معاك عمره ماخانك.
اروي"بصراخ سمعه من بالمنزل"متحلفش بولادي ..انا مش عارفه لما انت كده مخنتنيش اومال الخيانه عندك تبقي ازاي..
فتح يوسف الباب اثر سماعه لصراخ اخته وتبعته امه .
يوسف وهو يوزع نظراته بين أخته ورضوان ..
"ف اي"
ارتمت أروي بحضنه باكيه وهتفت بنحيب"طلقني منه يايوسف"
أميمه وهي تضرب علي صدرها بخفه"يالهووى..ايه اللي بتقوليه ده يا أروي.."
يوسف "مهدأ لها وهو يمسد علي ظهرها"اهدي وفهمينا ف اي..
بصراخ يغلبه النحيب "الاستاذ بيخوني ..طلقني منه ياايوسف..
يوسف "ببلاهه"مين ده ..بتكلمي ع مين.
أميمه"صحيح الكلام ده يارضوان"
رضوان "بحرج وهو ينزح العرق عن جبينه بتوتر"لا مش صح ..انا معملتش حاجه ..
أروي:وكمان ليك عين تكدب..
رضوان:انا مبكدبش والله انا معملتش معاها حاجه ..
شهقت أميمه وأتسعت اعين يوسف بصدمه ..
......فترة من النحيب والصدمه وبعض من تبريرات رضوان واعتذاره ..
يوسف"روح انت دلوقتي يارضوان وبعدين نبقي نتكلم ..
رضوان :وقد استسلم للوضع ف اي حل سيكون مريح بالنسبه له ..الا الطلاق ..لا يمكنه العيش بدونها ..اساسا مجرد التخيل مرفوض ..
اتجه صوب الباب والاعين مصوبه عليه
استدار ليخاطبها بنبرة شجن"انا سيبك بس عشان تهدي اعصابك شويه ..مفيش طلاق هيحصل ثم تابع بحزن"خلي بالك من نفسك ومن العيال ..
وصفق الباب خلفه ..
.....
شاهدته من نافذتها ..منكس الرأس يبدو عليه الارهاق والتعب ..لثوان تاثرت بحالته قليلاا ..ولكن هتفت بشماته"وهو صعبان عليا ليه،!يستاهل كل اللي بيحصله ده ..زفرت ضيقا علي حالته وهتفت "انا مش متعوده اشوفه مكسور كده "نفضت عن راسها فكرة التعاطف معه اغلقت النافذه سريعا وقررت التوجه لغرفة هايدي للاطمئنان عليها..
..........
~~ بعد مرور أسبوع..
من أمام كلية التجارة ..
تقف سارة مع صديقتها رغد ..يتفحصون سويا ورق المحاضرات ..تراه من بعيد بطلته المرحه وابتسامته العذبه يأتي وبيده حقيبه سوداء يضع بها ملازم واوراقه ..تسير صوبه بخطي سريعه ..
اتسعت ابتسامته فور رؤيتها ..
تبادلو السلام سويا ..
أمير "بلهفه"وحشتيني"
سارة"بخجل"وانت كمان ..
أمير:تعالي نقعد في الكافتريا ..ولا اقولك اي رأيك نتغدا بره ؟!
سارة"بحزن"مينفعش ..اروي وهايدي والبيت ع اخره ..المفروض اكون جمبهم
أمير:طب واخرتها ..انا زهقت مبقتش اشوفك الا صدفه ..حتي مكالمتنا بقت شبه معدومه ..
سارة:معلهش بكرة الامور هتظبط..
امير:اول الامور ماتظبط هاجي اتكلم مع اهلك ف الجواز..
توردت وجنتيها خجلا ونظرت للاسفل ..
ضحك من خجلها "طب ياللا نروح نقعد في الكافتريا شويه ..
......
كتم ضحكته حينما دخل عليه رضوان في مكتبه ..ملابسه غير مرتبه وذقنه التي نمت بشكل ملحوظ وبالاساس رضوان لم يكن من اصحاب اللحي ..ف أروى كانت تتضايق من لحيته اذا نمت قليلا..
جلس بقوة علي الكرسي المقابل ليوسف وهو يزفر غضبا منه..
رضوان بغضب:انت بتضحك ليه ؟!
يوسف"لم يستطع كبح ضحكته اكثر من ذلك وترك لها العنان"شكلك يهلك م الضحك "وتعالت قهقهته"
رضوان"تجهمت ملامحه"اتلم يايوسف احسنلك ..ده بدل ماتعقل اختك..
يوسف:اعقلها اي ..واحده عرفت ان جوزها بيخونها ..تعمل اي..صدقني اللي اروي عملته ده الطبيعي ..
ثم أكمل بسماجه وسخريه "طلقها يارضوان"
رضوان:طلقه ف نافوخك ونافوخها ..ده مش هيحصل الا ع جثتي..
قهقه يوسف "يابني لما انت مش اد البعد ..بتتنيل تلعب بديلك ليه.. اصلا اروى لو عرفت اني بكلمك هتقتلني
رضوان:والله مالعبت ..انا لحقت نفسي ..انت عارفني يايوسف
يوسف"باستهزاء"اعرف اي بقي دانا كنت عاملك قدوة احتدي بيها طلعت مدورها من ورايا
رضوان:"بنفاذ صبر"واهو انا هخلص منك انهارده ..نستني كنت جايلك ليه اصلا ..
اعتدل يوسف بجلسته وضيق عينيه ..تقريبا فهم سبب مجئ رضوان"ايه ..لقيتوه؟!
رضوان"بحقد"ابن ال ×××كان مستخبي عند واحد صاحبه في شرم الشيخ ..بس ع مين رجالتنا جابوه ..
يوسف:وهو فين دلوقتي..
رضوان:في مخزن المقطم ورجالتنا معاه هناك . .
يوسف بعد ان نهض بعنف من كرسيه ..واستدار لرضوان ..طب يللا يينا نروحلو ..
...
بمخزن بالمقطم ف القاهرة ..
حيث يقف ثلاثه من الرجال يرتدون حلي سوداء ولكنهم ليسو برجال عاديين فهيئتهم كالابواب ..يحرسون المكان ..
ترجل يوسف بعد ان صف سيارته بغضب جنوني وتبعه رضوان ..
اعتدلو الرجال بوقفتهم فور رؤيته ..لم يهتم بهم ..دفع الباب بكل قوة..انتفض ع اثرها الجالس المكبل الملثم .."جمال"
اخذ يهز برأسه استنكارا ويصدر اصواتا يريد الكلام ولكن فمه ملثم ..
يوسف"بلهجه جافه"اطلع اقف برة مع الرجاله "
كاد رضوان ان يعترض لولا اشارة يوسف له ..فغادر المخزن علي مضض..
اما عن يوسف ..خلع جاكيته ببطء..فتح ازار قميصه العلويه ولم يرتدي تحته شئ..ثم فك ساعته الغاليه والقاها جانبا باهمال وشمر عن ساعديه ..
هتف بصوت حاد مرعب "اديني سبب واحد يخليني مقتلكش دلوقتي !! قالعا وهو ينزع عنه كمامه فمه بعنف
تأوه هو بشده من نزعها..
ضحك ضحكه مخيفه"انت سوسو بقي واقل حاجه بتوجعك "
استمر بهز رأسه وسارت الرعشه بجسده بشكل واضح ..
يوسف وهو يلكمه ع فمه "بتضحك ع بنات الناس وترميهم ......واالقي عليه
لفظ باقبح الالفاظ..
لم يعطه فرصه بالحديث ..كلما حاول التفوه بكلمه تأتيه لكمه سريعه من يوسف تخرسه ..استمر في ضربه بعد ان فك رباطه فترة ليست بقليله ..
فالمعادله بين يوسف وجمال غير عادله ..فاختلاف الطول والحجم بينهم واضح ..
هتف بصوت يشبه الفحيح بعد ان مال علي جسده الملقي ارضا والمغطي بالدماء والكدمات نتيجة الضرب"اعمل حسابك انك بكرة هتكتب كتابك علي اختي ياحقير "ثم بصق عليه ورمقه باحتقار ..
تحدث قليلاا مع رجاله بالخارج ..ثم اخذ سيارته هو ورضوان وغادرا المكان كله..
..
ليلا ...
بعد ان دلف والشرر يتطاير من عينه ..وجد اروي وامه مشغولون بالاطفال يجلسون معهم امام التلفاز ..رأته أروي ..اشارت له بالمجئ ..
ولكن اشار علي رأسه بانامله "فيما معناه بانه متعب"..اكمل صعوده حتي وصل لغرفة هايدي وفتحها دون استئذان كانت سارة تجلس معها ..فهي يوميا بهذا التوقيت تجلس معها ..فتح الباب علي مصرعه انتفضت سارة وهايدي من مكانهما ..ظل واقفا علي الباب يرمق هايدي بغضب واحتقار ..ثم هتف بغضب وهو يشير بسبابته لاخته ..
"اعملي حسابك ان الحيوان اللي كنتي ماشيه معاه هيجي بكرة يكتب عليكي ..
اتسعت حدقتيهما بصدمه بينما نطقت سارة من وسط ذهولها"مش معقول انت هتجوزها للزفت ده!!
لم يعيرها اهتمام وهتف دون النظر اليها :ملكيش دعوة انتي!
هتفت هايدي باستسلام:اللي تشوفه .."ف ليس بيدها حيله"
اقتربت منه سارة بانفعال"ده مش ممكن يحصل..
هتفها ببرود وهو يحاول التحكم باعصابه"انا بحل الموضوع المفروض انتي والانسه ههه دي تشكروني..
"لما هي حقيره اومال انت تبقي ايه"هتفت بها سريعا لم تنتبه لما قالته غير بتبديل ملامح وجهه وتجهمه
وضعت هايدي يدها علي فمها واصرت السكوت ..فوضعها لايحتمل اي صفعه زائده من كف يوسف..
انعقد حاجباه وتقلصت المسافه بينهما وهو يجذبها من رسغها بعنف ..خرج بها من غرفه شقيقته واغلق الباب ..ثم توجه بخطوات غاضبه مستقيمه صوب غرفته ..كانت تتلوي بين يديه تحاول التحدث ولكنه قاطعها بتكميم فمها بكفه ..حثي دلف لغرفته دفعها بكل قوته ارتدت للخلف بقوة وسقطت أرضا ..
اغلق الباب بالمفتاح ..ثم نظر صوبها بغضب وقد ارتسمت علي ملامحها الرعب وبالذات بعد ان رأته يخلع حزامه عن بنطاله ..أمسكها من ذراعها حتي صارت بمستواه
حاوطها من خصرها بعد ان التصقت به هدر بها"انا ملاحظ ان صوتك وكلامك وبصاتك اتغيرت بعد موضوع هايدي..لو انتي فاكرة ان ممكن اتهد وانك تشمتي فيا تبقي غلطانه ..
قابلته بنظرات خوف ..حاولت فك يديه وأصابعه التي غرزت بخصرها ..
هتف بثقه وعيناه مصوبه بعينيها "انا مش زى اي حد "ويداه تسير علي شعرها "انا من يوم ماشوفتك وانا عايزك ..كده كده هنتجوز يعني مش بلعب بيكي ..دنتي اللي مأخرة الجواز ..واديني اعترفتلك اهو "انفاسه الحارة تلفح وجنتها ..
وابتعدت قليلا عنه بوجهها "ده نجوم السما اقربلك انا بحب أمير وهتجوزه ..
اخرسها بقبله عنيفه ..يعبر بها عن غضبه عن غيرته وعن حبه
حاولت التخلص من قبلته ..أحس هو بطعم الدماء بفمه .ابتعد عنها قليلا وهو يحاول التنفس وايضا يتركها لتلقط انفاسها..
"اللعنه ..شفتاها المكتنزتين تغريانه ..
اخذ بتقبيلاها ثانيه..لم يفق غير بصفعه مدويه منها وهي تلعنه بأشد السباب هرولت سريعا خارج الغرفه ..
مازال علي وقفته بمنتصف الغرفه ..يحاول استيعاب ماحدث ..امامها ومعها لا يستطيع التحكم بمشاعره..مسح بكفه مؤخرة رأسه ..ثم ارتمي بثقله علي الفراش ..محاولا وجود قليل من الراحه ..
