أخر الاخبار

رواية غفران الفصل العاشر الحادي عشر الثاني عشر بقلم نسمة مالك


 البارت ال10..

غفران..

✍️نسمه مالك✍️..


اغتيال!!..


.. هاله..

انقبض قلبها فجأه فقطعت حديثها مع عهد وبقلق قالت..

"استني يا عهد هطمن على جوزي وارجعلك..


هبت عهد واقفه وبابتسامة قالت..

" انا همشي يا لولو أدخلي أنتي لجوزك وخليكي معاه، وهبقي اجيلك تاني تكمليلي حكاية شهد الغريبه دي هي وعايلتها"..


" لا يا عهوده خليكي معايا كمان شويه ملحقتش أشبع منك يا بنتي"..

قالتها هاله بحب أخوي شديد..


تنهدت عهد وهي تقول..

"انا قعدت معاكي كتير أهو انهارده وصدقيني دي أحسن حاجه حصلت في عيد ميلادي انهارده يا هاله"..


ابتسمت هاله ابتسامة حانيه وهي تقول..

" لا يا عهوده لسه في الأحسن، وبأذن الله قبل اليومين دول يكون ربنا رزقك بشاب ابن حلال يحبك ويموت فيكي كمان يا أحلى عهوده"..


"هو لسه في حاجة اسمها حب في الزمن اللي أحنا فيه دا؟! "..

تفوهت بها عهد بضحكة ساخره، وربتت علي كتفها برفق  مكمله..

"يله أدخلي انتي لجوزك وانا هنزل للظبوطه بتاعي اقرفه باقي اليوم واطلع عينه"..


أنهت جملتها وهمت بالسير من أمامها، لتوقفها يد هاله التي قبضت علي كفها، لتندهش عهد من ملمس يدها شديدة البرودة، وتطلعت بها لتذهل من وجهها الذي شحب فجأة وبقلق قالت..

"مالك يا هاله، انتي كويسه يا حبيبتي؟"..


انهمرت دموع هاله بغزارة، وبصعوبه قالت من بين شهقاتها بعدم تصديق..

"عهد انا سامعه صوت علي،هو بينادي عليا فعلاً ولا أنا بيتهيألي كالعادة؟"..

تمعنت عهد السمع جيداً، لتشهق بعنف حين اخترق صوت علي الهامس أذنيهما جعلهما يصرخان بفرحة غامرة وعانقا بعضهما بشدة وصوت بكاء فرحتهما يتعالي حتي وصل لسمع غفران انتشاله من شروده وبسرعة البرق ركض نحوهما وهو يردد..

" عااااااهد"..


وصل أمام الشقه ودون سابق أنظار كان دفع الباب بقدمة بكل قوته فنفتح علي مصراعيه، وخطي هو للداخل بقلب أوشك علي التوقف من شدة هلعه وفزعه عليها..


وجدها تقف بمفردها واضعه يدها علي فمها وتبكي بنحيب شديد..

اقترب منها وبعد يدها عن فمها واحتضن وجهها بين كفيه يتفحصها بعنايه وبأنفاس متهدجه قال..

"انتي كويسه، فيكي حاجه؟"..


حركت عهد رأسها بالنفي، وبابتسامة من بين دموعها قالت..

"علي جوز هاله فاق من غيبوبته يا غفران"..


"وقعتي قلب غفران يا عهد".. همس بها غفران بسره وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه، دار بعينيه بأنحاء المكان،ليجد هاله تقف علي باب الغرفه الوحيده الموجوده بالشقه مستنده بجسدها عليه تغتلس النظر للداخل لتتعالي صوت ضحكاتها وبكائها ايضاً بأن واحد حين لمحت أعين علي تجوب الغرفه بحثاً عنها، وبضعف يردد..

" هاله"..


اندفعت هاله راكضه لداخل الغرفه وجثت علي ركبتيها أرضاً بجانب الفراش النائم عليه زوجها، ورفعت يدها المرتجفه تمسد علي وجنتيه وجبهته، وشعره بعشق شديد مردده من بين شهقاتها الحادة..

"علي حبيبي فتح عيونك تاني بالله عليك"..

نثرت سيل من القبلات علي كافة وجهه مختلطه بعبراتها الغزيره التي اغرقت وجهه هو..


وضعت جبهتها علي جبهته، وبتوسل همست..

"علي رد عليا يا حبيبي، رد روحي ليا تاني وسمعني صوتك يا روح هاله"..

"هاله".. همس بها علي وهو يجاهد لفتح عينيه مره أخرى..

تأوهت هاله بصوت عالِ..

"اااااااه يا علي يا ضهر وسند هاله"..


تقف عهد بالخارج تتابع ما يحدث ببكاء شديد قارب علي الانهيار،دموعها جعلت غفران يغلق عينيه بعنف بعدما شعر بقبضه قويه تعتصر قلبه دون رحمه..


واقترب منها وأمسك كف يدها بين قبضته، وسار بها نحو الخارج وهو يقول بتعقل..

"يله يا عهد مينفعش تفضلي هنا سبيهم مع بعض دلوقتي، وانا هبعتلهم دكتور يطمنها علي جوزها، وكمان ابعت واحد يصلح الباب اللي باظ دا"..


سارت عهد معه دون اعتراض، وابتسامة تزين محياها رغم بكائها الشديد الذي يجعل غفران يجاهد حتي لا ينتشالها داخل صدره ويعتصرها بين ضلوعه بعناق حار..


سار معها ممسك يدها وضاغط عليها ببعض القوة ظناً منه انها ستدفع يده كعادتها، ولكنها أثارت دهشته حين سارت جواره هادئه،صامته..

توقفت عن البكاء بينما عينيها مليئه بالعبرات، عيونها الحزينه تنظر للفراغ بشرود..


ظل محتضن يدها الصغيره بين قبضته القويه حتي وصل لسيارته، ففتح الباب لها ودفعها برفق واضعاً يده أعلى رأسها ليتفادي اصتدمها بالسياره، وعلي مضض ترك كف يدها ببطء، واغلق الباب، واستدار لمقعد القائد وبدأ يقود وعينيه تتابعها تاره، وتاره اخري يتأكد أن قوته الخاصه تسير حولهم..

.............................................. 

.. بمكان اخر..


فيلا يظهر عليها الثراء الفاحش.. 

يجلس رجل بأواخر عقده الخامس بهنجعيه، واضع ساق فوق الاخري ممسك بهاتفه يتحدث به بغرور وتكبر قائلاً..

"اممم يعني عزت سافر، طيب نفذ اللي قولتلك عليه الليله"..


اجابه الطرف الأخر بحترام شديد..

"انت تؤمر يا زكريا باشا "..

"مش عايز اي غلطه نهائي، ولازم تعرفو ان غفران المصري مش سهل، يعني تاخد كل الرجاله معاك وتجبلي الليله خبر موت أخر نسل عزت البحيري"..


بأسف قال الطرف الأخر..

"لازم تعرف انها هتبقي ضربه في مقتل يا زكريا باشا خصوصاً ان انهارده عيد ميلاد بنت الوزير، وجالي معلومات ان سيادة الظابط غفران عملها أكتر من مفاجأه"..


ضحك زكريا ضحكة تحمل بين طياتها شر يرتعد منه الأبدان، وبسخريه قال..

" مفاجئتنا احنا هتعجب بنت الوزير أكتر"..

تعالت ضحكاته اكثر مكملاً..

" دا احنا هنوديها لمامتها وأخواتها في أحلى من كده مفاجأة بزمتك"..


تلاشت ضحكته وحل مكانها نظره شيطانه، وبأمر قال..

"من انهادره مش عايز حد من صلب عزت البحيري علي وش الأرض مفهوم"..


"مفهوم يا باشا الليله هنخلص علي عهد البحيري"..

قالها الطرف الأخر بثقه تامة..


أغلق زكريا الهاتف بوجهه مغمغماً بحقد شديد..

" علشان يبقي لا أنا ولا أنت عندنا عيال يا عزت"..

.................................................... 

.. بسيارة غفران..


"انا مبسوطة أوي أن علي جوز هاله فاق ورجعلها"..

تفوهت بها عهد بصدق، وبصوت متحشرج بالبكاء تابعت.. "كده مش هينفع توديني عندها تاني الفتره دي خالص، وبابي كمان سافر وسابني"..


اغلقت عيونها لتخفي عبراتها، واستندت برأسها علي المقعد خلفها وبغصه مريره همست..

"يعني هرجع ابقي لوحدي زي ما دايماً بكون لوحدي"..


كم الألم المنبعث بصوتها جعل غفران يضغط علي المقود بقوة كاد ان يخلعه من شدة غضبه وحزنه لحزنها، ورسم الجمود والجديه علي ملامحه يخفي بهم مشاعره تجاهها وهو يقول..

"انتي مش لوحدك سيادتك كلنا معاكي، انا والقوه بتاعتي بعساكرها و؟"..


قطعت عهد حديثه حينما اعتدلت فجأه واقتربت بوجهها منه شاهره إحدي اصابعها بوجهه وبغضب قالت..

"انا هطفشك انت والقوه بتاعتك وعساكرك دي واحد واحد بإذن الله"..

صكت علي أسنانها وبغيظ تابعت..

"وبعدين انت ايه اللي خلاك تكسر باب الشقه بتاع صحبتي يا ظبوطه يا همجي انت؟".. 


ها قد عادت مجنونته الغاضبه، غضبها الطفولي جعله يبتسم دون أرادته، وبتسليه اجابها..

"صريخك هو السبب، واطمني الباب زمانه اتصلح وبقي احسن من الأول كمان"..

رمقها بنظره عابثه وبأمر تابع..

" وغمضي عينك سيادتك"..


" نعم؟! ".. قالتها عهد بحاجب مرفوع..

ابتسم بتسليه وهو يقول..

"احنا قربنا علي الفيلا، وفي مفاجأت علشانك"..

التمعت أعين عهد بفرحة غامرة، واسرعت بمسح عبراتها بظهر يدها بحركة طفوليه، وبدهشه قالت..

" مفاجأت علشاني انا؟!"..


حرك غفران رأسه بالايجاب ونظر لها نظره خاطفه لتبهره لمعت عيونها الحزينه جعلت قلبه تتعالي نبضاته حد الجنون وبهمس قال..

" غمضي يا عهد ومتفتحيش الا لما أقولك"..


رفعت كلتا حاجيبها وبغرور مصطنع قالت..

"ومين بقي اللي عاملي المفاجأت دي؟؟"..


" والدك طبعا هيكون انا مثلاً".. تفوه بها غفران بستفزاز عن قصد..


رمقته عهد بنظرة ناريه وبأمر قالت..

"سوق بسرعه يا ظبوطه يا مستفز انت عايزه اشوف مفاجأتي"..


" غمضي عيونك الاول"..

قالها غفران ببرود مصطنع، لتنفخ عهد بضيق وبملل أغلقت عينيها، ولكن بداخلها

حماس شديد، وفرحة طفوليه غامرة..

ليصف غفران السياره داخل الفيلا التي تحولت كلياً لمكان أخر وكأنها أصبحت كتله من الجمال الباهر، بأضائتها الواهجه واسم عهد المدون بالورود المختلفه الرائعه بكل انش بها بهيئه تخطف الأنفاس..


 هبط غفران من السيارة وأسرع بالسير نحوها، فتح باب السياره لها وهو يقول..

"متفتحيش و أنزلي سيادتك"..

تنهدت عهد بنفاذ صبر، وخرجت من السياره، لتدوي صوت الكثير من الألعاب الناريه جعلتها تقفز بفزع، وبلحظه كانت معلقه بجسد غفران، بكلتا يدها، وحتي قدميها..


لمستها بالنسبه له الآن تختلف كلياً بعدما أصبحت زوجته، ملمس جسدها علي جسده فقده كل ذرة تعقل به، ودون أرادته لف يده حول خصرها وذاد من ضمها لصدره وبهمس قال بأذنها..

"كل سنه وانتي طيبه"..

كانت منشغله هي بالتأمل المكان حولها بنظرات منذهله، ليتغلل صوته الهامس جميع حواسها، فنظرت له نظرتها البريئه بعينيها الحزينه التي تذيب قلبه، فازدارد لعابه بصعوبه مكملاً.. "سيادتك"..


تأملت عهد ملامحه للحظات بنظرة جامدة خاليه من اي مشاعر، ومن ثم بعدته عنها وسارت لداخل الفيلا بخطوات بطيئه تطلع حولها بنبهار، وغفران يسير خلفها حتي وصلت لباب غرفتها المغلف بأكمله بأروع الورود..


بأصابع مرتجفه فتحت الباب وخطت للداخل لتشهق من روعة وجمال ما رأت، فغرفتها قد تحولت لغرف إحدي الملكات، بألوانها وروعة تصيميم أثاثها، والكثير من الألعاب وخصتاً العرائس تزين كل ركن بها، لتتسع عينيها حين لمحت فستان بغاية الرقه والرقي..


فقتربت منه بخطي متثاقله وقد اغرقت عبراتها وجناتيها وبدأت تمسد عليه وتتأمله بابتسامة متألمه حين تذكرت والدتها الحبيبة وكيف كانت تجهزها بيدها بهذا اليوم، اغمضت عينيها لتنهمر عبراتها بغزاره و بشتياق تمتمت..

"واحشتيني أوي يا مامي"..


يد غفران التي مسحت عبراتها بحنان بالغ جعلتها تفتح عينيها التي اشتعلت بغضب مصطنع، وبسخريه قالت..

"انت بتهبب ايه في اوضتي يا ظبوطه؟!"..


"بطمن ان كل حاجه تمام سيادتك"..

قالها غفران بجديه مصطنعه..

دارت عهد حول نفسها داخل الغرفه وبدهشه قالت..

" الفستان بالشوز بتاعه، وشنطته".. تمعنت النظر جيداً وتابعت بذهول.. "وكمان العقد، والاسوره والخاتم!!!"..


نظرت لغفران وعقدت ذراعيها أمام صدرها وبابتسامة زائفه قالت..

" الفستان دا مش زوق بابي أبداً"..

ضيقت عينيها ورمقته بنظره متفحصه وتابعت بثقه..

"بابي عارف إني مش بلبس مقفل اوي كده"..

وضعت يدها بخصرها وبسخريه مستفزه قالت..

"مين القفل اللي اختار الموديل المقفل دا؟!"..


"قفل!!!".. قالها غفران بصدمة، وبلحظه تحولت ملامحه الهادئه لاخري مخيفه، واقترب منها بخطوات بطيئه جعلت قلب عهد ينقبض بخوف، لكنها رسمت الامبالاه علي محياها، وتصنعت البرود..


وقف أمامها ومال علي أذنها، وهمس بتحذير..

" بلاش تغلطي علشان انتي اللي هتزعلي سيادتك"..

" وانا غلطت فيك انت، انا بقول علي اللي اختار الفستان"..

تفوهت بها عهد بغنج وهي تعبث بخصيلات شعرها الحريري..


"ما هو انا اللي اختارت الفستان سيادتك"..

قالها غفران بفخر، وتحولت نظرته الغاضبه لأخري ماكرة، وغمز لها بعبث مكملاً..

" واللي تحت الفستان كمان هتلاقيه جاهز عندك في أوضه اللبس"..


أنهي جملته ونظر لجسدها نظره شامله.. 


شهقت عهد بعنف وانفجرت حمم بركانيه شديدة الاحمرار بوجنتيها، وبخجل ممزوج بالغضب قالت..

"انت ظبوطه قليل الأدب، واتفضل بره اوضتي حالاً"..

مال غفران بوجهه عليها فجأه ختي تلامست انفهما، وبتحذير همس..

" كل ما هتغلطي".. لاعب حاجبيه.. "هبقي ظبوطه سافل ووقح كمان سيادتك".. 


تأمل جمال وجنتيها وملامحها البريئه المنذهله التي تطلع به بفتنان، وبصعوبه ابتعد عنها، وسار نحو الخارج، وقبل ان يغلق الباب قال بأمر..

" خدي شاور، وهبعتلك عشا خفيف، تتعشي وتلبسي الفستان المقفل دا لو حابه تشوفي باقي مفاجأتك"..

أنهى حديثه، واغلق الباب خلفه..


لتركض عهد نحو الفراش وصعدت عليه وبدأت تقفز بفرحة غامره مردده..

" لسه في مفاجأت تاني يسسسسس"..

بينما غفران يقف بالخارج يستمع لصوت فرحتها بابتسامة هائمة، وبقلب ينبض لأول مرة بحياته بما يسمي" العشق"..

لتتلاشي ابتسامتة حين تذكر تلك الحيه الملقبه بزوجته، وما  سيفعله معها.. 

..........................................................

"سيبي اللي في ايدك وروحي ارتاحي يارغد يا بنتي"..

تفوهت بها فاتن وهي تربت بحنان علي ظهر رغد الواقفه منشغله بأعمال المطبخ الشاقه، وبتحذير تابعت..

"وإياكي اشوفك بتتعبي نفسك كده تاني فاهمه يا رغد"..


ابتسامة لها رغد ابتسامتها الرقيقه، وبتعب قالت..

"انا خلاص قربت اخلص يا ماما فاتن وهدخل اوضتي ارتاح شويه قبل ما هادي يجي"..


جذبتها فاتن من يدها وسارت بها لخارج المطبخ وبصرامة تحدثت قائله..

"انا قولت ترتاحي يبقي ترتاحي، معنديش استعداد اشوفك واقعه من طولك يا بنتي"..

أنهت جملتها ورمقت شهد الجالسه أمام التلفاز تشاهد احدي المسلسلات وبيدها طبق كبير به أنواع مختلفه من الشوكلاته تأكل منه بشراهه..


حركت رأسها بيأس، وبدهشه قالت..

"انا مش عارفه انتو الاتنين اخوات ازاي بس؟! "..

اجابتها شهد دون النظر لها بمزاح زائف..

" لازم تستغربي فعلا يا طنط لان انا حاجه"..

نظرت لشقيقتها بابتسامة ساخرة وتابعت بأسف..

"ورغد حاجه تانيه خالص"..


"فعلا يا شهد انتي حاجه ملهاش مثيل ولا وردت عليا قبل كده"..

تفوه بها غفران بنبرة صارمة يظهر بها غضب مكتوم..

نظرت له شهد بستغراب، وهبت واقفه واقتربت منه وتحدثت بتوتر قائله..

" غفران انت هنا من أمتي؟!"..


تأملها غفران قليلاً، وجهها شديد الجمال الذي له قدرة على خداع كل من يراه، وبابتسامة باهته قال..

" يادوب لسه واصل، وهمشي على طول"..

قالها وهو يقترب من والدته ويقبل رأسها بحب..

لتطلع فاتن به بقلق اعتلي وجهها.. 

لمحت رغد ما يحمله غفران بيده، بل ولنكن اكثر صدقاً وصل رائحته لأنفها، فاقتربت منه وبلهفه قالت..

"انت جايب معاك اكل من عند احمد اخويا يا جوز اختي؟"..


مد غفران يده بما يحمله لها وبابتسامة هادئه اجابها..

"ايوه يا رغد، انا كنت قريب من أحمد وفوت اسلم عليه فبعت معايا الاكل دا ليكم"..

أخذته رغد منه بفرحه وهي تقول..

"يا حبيبي يا احمد والله كان علي بالي هو وماما وقولت لازم اقول لهادي يوديني اطمن عليهم بكره ان شاء الله"..


"وانتي مش هتروحي تطمني عليهم يا شهد؟ بقالك مدة مروحتيش عندهم واخوكي سألني عليكي"..

قالها غفران بنظره متفحصه..

فاجابته شهد بعيون ترقرقت بعبراتها الكذابه، وبتنهيده قالت..

"انا فعلا قصرت معاهم الفتره اللي فاتت وانشغلت بالولاد ، بس هروحلهم علشان ماما واحشتني اوي، واكيد زعلانه مني وانا لازم اروح ارضيها وابوس راسها وايديها كمان"..


حرك غفران رأسه بالايجاب، وسار نحو غرفته بخطوات متسارعه،اسرعت شهد خلفه تنظر بفضول لما يفعله..

وجدته اخرج إحدي أفخم بذلاته وضعها علي الفراش، واخذ ثياب واختفي داخل الحمام لدقائق، وخرج سريعا وبدأ يرتدي بذلته السوداء علي عجل حتي انتهي..


سار نحو المرأة ومشط شعره الغزير بعنايه، ونثر عطره الفواح ذو الرائحة المثيره بكثره،ارتدي ساعة يده الRolex، وحذاءه الجلدي الرائع فأصبح بغاية الوسامة، طالته تخطف القلوب وليس الأنفاس فقط..


اقتربت شهد منه ترمقه بنظرات منذهله، وبحاجب مرفوع قالت..

"انت رايح تتجوز عليا ولا ايه يا غفران؟"..

هندم غفران ياقة قميصه الاسود، وعدل من وضع رابطة عنقه الذي انتقاها خصيصاً بلون فستان عهد، واجابها بجمله اشعلت نيران قلبها وأفاقتها علي حقيقه كانت غافله هي عنها حين قال دون النظر لها..

"لا يا شهد اطمني انا اتجوزت عليكي فعلاً وخارج مع مراتي"..


نظر لها وربت علي وجنتيها ببعض العنف وبابتسامة مصطنعه تابع..

"سلام يا ام العيال"..

"هزارك رخم أوي علي فكره، وأكيد عندك عشا عمل زي عوايدك"..

قالتها شهد لتطمئن بها قلبها الذي بدأ يزحف له القلق..

...............................................................

.. عهد.. 


انتهت من وضع اللمسات الأخيره والقليله من مساحيق التجميل، جمعت خصلات شعرها من الجانبين للخلف بمشبك الماس رقيق تاركة بعض الخصلات متمرده علي جبهتها ووجنتيها، ووقفت تتأمل هيئتها بالمرأة بفستانها الذي يعكس جمالها الأخاذ، امسكت العقد ووضعته حول عنقها المرمري، يليه السوار حول معصمها، ومن ثم الخاتم بأصبعها..


صوت طرقات على الباب تعلم هي صاحبها جعلتها تأخذ نفس عميق بصوت مرتجف قالت..

"ادخل يا ظبوطه انا جاهزه".. 

خطي غفران للداخل حاملاً بيده قالب من الكيك به شموع مضيئه، وبلهفه دار بعينيه يبحث عنها..


ليتسمر مكانه حين لمح هيئتها الأكثر من رائعه جعلته يتأملها بعيون منبره، وبخطوات بطيئه اقترب منها، وبابتسامة عاشقه لكل ذرة بها همس..

هقولك الأغنيه اللي بغنيها لمكه بنتي في عيد ميلادها..


نظر لعيونها بعمق وبدأ يغني بصوت أذهل عهد قائلاً.. 


"سنة حلوة يا جميل

سنة حلوة يا جميل

سنة حلوة يا جميل

سنة حلوة يا جميل


شفت وردة أحلى وردة فتحت قبل المعاد، 

قالتي مبسوطة النهاردة في عيد ميلاد الفرح زاد،


شفت وردة أحلى وردة فتحت قبل المعاد، 

قالتي مبسوطة النهاردة في عيد ميلاد الفرح زاد، 

يا جمالك يا طعامتك عمري يطول بإبتسامتك

عالشفايف كل شايف

العسل زود حلاوتك،


يا أحلى وردة يا يا بنتي

كل جميل شفتو السنة دي

عشت أنا فحضنك طفولتي

وعيد ميلادك عيد ميلادي

يا جمالك يا طعامتك عمري يطول بإبتسامتك،


عالشفايف كل شايف

العسل زود حلاوتك

يا أحلى وردة يا يا بنتي،


كل جميل شفتو السنة دي

عشت أنا فحضنك طفولتي

وعيد ميلادك عيد ميلادي"..


أمتلئت أعين عهد بالعبرات التي تأبي الهبوط.. 

" كل سنه وانتي اجمل عهوده"..

قالها غفران بعشق فشل في اخفائه،ورفع قالب الكيك قليلاً وبمزاح تابع.. 

" يله اتمني أمنيه غير انك تهربي مني سيادتك"..

اغمضت عهد عينيها لتهبط عبراتها بغزاره علي وجنتيها وبتمني شديد همست..

"نفسي أروح لماما وأخواتي"..


تلاشت ابتسامة غفران وهم بتوبيخها، لكن صوت وابل من الطلقات الناريه انتشرت داخل الغرفه عبر الشرفه جعلته يلقى ما بيده وبلمح البصر كان جذب عهد داخل صدره وسقط بها أرضا


البارت ال11..

غفران..

✍️نسمه مالك✍️.. 


غيور!!..


تراصت الكثير من العربات المصفحة أمام فيلا "عزت البحيري" بداخلهم الكثير من الرجال المدججين  بالأسلحة المختلفة يطلقون منها سيل من الطلقات النارية تخترق الجدران بعنف، ظناً منهم أنهم سيصيبوا قوة غفران بحاله من الهرج، والمرج، لتلجمهم الصدمة حينما وجدوهم يتصدوا لهم بحرفية شديدة، ويتبادلوا إطلاق النيران عليهم دون توقف..


بغرفة عهد..


ضممها غفران داخل صدره بكلتا يده، ويتقلب بها أرضاً جعلها تعتليه تاره، وهو تاره اخري حتي وصل بها لجدار قوي وابتعد عنها، ومد يده أخرج سلاحه وجهاز اللاسلكي الخاص به، وتحدث به بصرامته الشديده..

"عملياات عمليات، أسد ينادي،محتاجين دعم، فيلا عزت البحيري بتتعرض لهجوم مسلح"..


ظل يكرر ندأه اكثر من مره، لتستغل عهد انشغاله، واغمضت عينيها براحة متمتمه لنفسها بفرحة غامرة..

"أمنيتي هتتحقق واجيلك يا ماما"..


اخذت نفس عميق وبلمح البصر كانت هبت واقفه، وركضت مبتعده عن الجدار العازل بينها وبين وابل الطلقات الناريه متجه نحو الشرفه وهو تقول بصوت عالِ للغايه..

"أنا اااهوووو يله اغتالوني بسرعه؟"..


"ياااااااا مجنوووووووونه"..

صرخ بها غفران وهو يقطع المسافه بينه وبينها بقفزه واحدة، وانتشالها لداخل صدره وسقط بها أرضاً، وزحف بها للجدار مره أخرى، وبأنفاس أوشكت علي الأنقطاع من شدة فزعه، وخوفه من فقدانها صرخ بوجهها..

"عااااااايزه تموووووتي بالسهوله دددي ليييييييه يا عهههههد"..


"واااااانت مااااااالك انت".. لكمته بركبتها لكمه عنيفه، واستطاعت الأفلات من بين يديه وركضت مبتعده عنه، وعينيها تتابع مسار الطلقات الناريه، وهمت بالوصول إليها، لكن يد غفران التي التفت حول خصرها وأرتمي بها علي ظهره، وبلحظه عكس وضعها فأصبحت أسفله.. 


"هاهاهاها مجتش فيااااا"..

تفوهت بها عهد بصوت أشبه بالصراخ، وهي تحاول الفرار مجدداً من بين جسد غفران الذي يحاوطها بحمايه، ولكنها فشلت فشل ذريع هذه المره،فصكت علي أسنانها بغيظ، ودفعته بكلتا يدها، وحتي قدميها وبصراخ قالت..

"اااااابعد عني يا غفران سبني أحقق أمنيتي"..


"علي جثتي الأول يا عهد".. قالها غفران وبصوت عالِ للغايه لتتمكن من سماعه،سيطر علي حركتها الهستيريه، مقيدها بجسده جيداً، واحتضن وجهها بين كفيه مستنداً علي جبهتها بجبهته، وبأنفاس متهدجه قال..

"دي الأمنيه الوحيده اللي بمشيئة الله مش هسمحلك تحقيقها"..


أعتلي وجهها غضب عارم، وحاولت الفرار من بين يده مره أخرى وبغيظ قالت..

"انت مالك انت يا ظبوطه يا حشري، أهرب انت بحياتك وروح لمراتك وولادك وسبني انا خليني أموت شهيده وأروح لمامي وأخواتي انا مليش حد أعيش علشانه"..


انهت جملتها وصرخت بقوه مردده..

"انا لسه عايشه، مافيش ولا طلقه جت فيا، نشنو كويس او اضربونا بصاروخ وفجرو البيت اسهل وأسرع؟"..

لم يجد طريقه لأسكاتها سوي غمر شفاتيها بشفاتيه، اجتاحهاو هو يتناول شفاهها في قبلة عنيفة خالت بأنها سوف تزهق أنفاسها عن آخرها..


قبلته كانت بمثابة مخدر قوي جعلتها تستكين بين يديه من شدة صدمتها،شعر هو بها فأبتعد عنها علي مضض، ونظر لها بأعين تفيض عشقاً، يتنفس بعنف وصدره يعلو ويهبط بسرعه عاليه، نبضات قلبه تشعر بها كالطبول علي جسدها الصغير..


تمعن النظر داخل عينيها، وبتحذير تحدث قائلاً..

"جربي تبعدي عن حضني تاني، ولا تصرخي وتقولي اغتلوني دي تاني،وأنا اعتبرها دعوة مفتوحة منك أني؟".. هبط بنظره لشفاتيها مكملاً..

"أسكتك بطريقتي يا عهد"..


أنهى جملته،وحملها بيد واحده، وهب واقفاً بها فجأة، جعلها تشهق بعنف حين وجدت نفسها محموله علي كتفيه رأساً علي عقب، لتشعر بيده الضخمه علي قدميها بعدما ارتفع معها فستانها كاشفاً عن كامل ساقيها، فركلت بقدميها في الهواء وبصراخ قالت..

"الفستان يا ظبوطه يا سافل"..

لم يبالي لحديثها، ورفع يده الأخري التي بها اللاسلكي وتحدث بها قائلاً بأمر..

"أمن الخررروج، أمن الخررروج"..


بحرص، وحذر شديد، ركض بها وهم بالاقتراب من باب الغرفه، لتلكمه هي بكلتا يدها علي ظهره، وببكاء حاد قالت..

"الفستان مرفوع يا ظبوطه يا متحرش يا قليل الأدب"..

اتسعت أعين غفران علي أخرها عندما انتبه لهيئتها علي يده..


عض علي شفاتيه السفله وبغيظ شديد قال..

" انتي ملبستيش اليجن اللي جبتهولك مع ام الفستان ليييييه"..صفعة قويه هبطت علي مؤخرة عهد فور أنتهاء جملته جعلتها تصرخ بشدة، وعينيها اتسعدت بذهول مقارب الي الجنون..


"انت فاكرني فوزيه هلبس الكلسون اللي انت جايبهولي دا تحت الفستان، ونزلني احسنلك يا ظبوطه يا سافل يا قذر يا متحرش، انا عندي أموت ولا إني أسيبك تستفرد بيا بالشكل دا ابدااااااا"..

تفوهت بها عهد وهي تلكمه بعنف، وتتحرك بهستريه بين يديه لعلها تستطيع الأفلات منه..


أنزلها غفران واسرع بتقيدها جيداً، ظهرها مقابل صدره، وملتف بكلتا يده حولها، وسار بها نحو غرفة ثيابها، وبأمر تحدث بأذنها..

" غيري الزفت دا والبسي بنطلون وبلوزة بسررررعه"..


"عايزني اغير وانت واقف يا حموده الوزير علشان تبص عليا بعنتينك اللي عايزه رصاصتين دول"..

قالتها عهد وهي تجاهد للوصول لوجه حتي تلكمه به..

سيطر غفران علي حركاتها البهلوانيه، وامسك وجناتيها بين أصابعه، وتحدث بنفاذ صبر قائلاً..

"اخلصصصصصييي هنمووووت، لو ملبستيش حااااااااااااالا والله للبسك انا يا عهد"..


نبرته الجاده وصرامته المخيفه جعلتها تسرع نحو ثيابها، وانتقت منهم سروال جينز بلو بلاك، وكنزة بيضاء ذات رسوم كرتونيه حمراء، ونظرت له بشرار وتحدثت من أسفل أسنانها..

"اطلع بره خليني ألبس"..

هم بالاقتراب منها وعينيه توحي بما سيفعله معها، فاسرعت هي بارتداء سروالها من أسفل فستانها، وكنزتها ايضاً ارتدتها، ومن ثم سحبت الفستان عن جسدها، واسقطته أرضاً..


لتتفاجئ بغفران الذي جذب إحدي احذيتها الرياضيه، وجثي امامها خلع حذائها ذو الكعب العالي، والبسها الأخر علي عجل، وهب واقفاً وامسك كف يدها بين قبضته، وركض بها لخارج الغرفه، ومن ثم لخارج الفيلا بأكمالها..


البارت ال12..

غفران..

✍️نسمه مالك✍️..

 

شرارة عشق!!..


"عهد".. 

تجاهد لسحب يدها الصغيره من بين قبضة يد "غفران" الذي يقبض على يدها وأصابعه تتخلل أصابعها،وتشتبك بهم بقوة.. 


ظل يركض بها مسافه طويله، مبتعداً عن الفيلا، حتي وصل لسيارة تقف بجانب الطريق، وقام بفتحها بطريقة سارق محترف أمام أعين عهد التي ترمقه بنظرات منذهله.. 


ساعدها علي ركوبها، وصعد بجانبها، وقاد بسرعة عاليه، لتتمتم عهد بصوت خفيض.. 

"متحرش، وحرامي كمان؟".. 


ساد الصمت داخل السيارة تقطعه صوت أنفاسهم العالية، ونظرات غفران لعهد الجالسه بهدوء ما يسبق العاصفة، ينتظر انفجار ثورتها بابتسامة عابثه.. 


لمحت عهد ابتسامته التي أثارت حنقها اكثر، فرمقته بنظره حارقه، وبغيظ شديد قالت.. 

"انت رايح بيا علي فين يا متحرش انت؟!".. 


رفع حاجبيه معاً، ونظر لها نظرة خاطفه، وبستفزاز اجابها.. 

"هوديكي مكان أعرف اتحرش بيكي فيه

 براحتي سيادتك".. 


أتسعت عينيها علي اخرهم، وبخجل شديد فشلت في اخفائه قالت.. 

"انا من ساعة ما اتولدت تقريباً واحنا عندنا حراسه، عمر ما حد فيهم اتجرأ وعمل اللي انت عملته معايا".. صمتت لوهله، وبوعيد تابعت.. 

"انا هقول لبابي علي كل اللي عملته دا، واللي قولته دلوقتي وهخليه يضربك بالنار مش بس يرفدك".. 


 تفوهت بها وهي تلكمه بقبضة يدها علي ذراعه، وكتفه بعنف شديد،تركها هو تنفس عن غضبها وغيظها به، لم يحاول حتي منعها، لتزيد هي من لكمه بعنف اكبر، وبعدم تصديق اكملت.. 

"انت مش عارف انا شيفاك إزاي دلوقتي"..


"إزاي سيادتك؟! ".. تفوه بها غفران وهو يرمقها بنظرة ماكرة، وقام بتحريك لسانه علي وجنتيه بإيحاء جعلها تشهق بعنف، وببوادر بكاء قالت.. 

"ايوه هو حموده الوزير الوحيد اللي بيعمل الحركة البشعه دي، وانت بقيت المتحرش غفران الوزير"..


بدأت تفقد السيطره علي غضبها، وعادت لكمة علي كتفه بكل قوتها، وبأمر قالت.. 

" نزلني يا غفران احسنلك بدل ما اصرخ واعملك فض؟!".. 


سائل دافئ ولازج شعرت به علي راحة يدها التي تلكمه بها جعلها تقطع حديثها،وارتعد قلبها وهي ترفع يدها وتنظر لها بأعين زائغه، لتشهق بعنف حين وجدتها مغطاه بالدماء.. 


تنقلت بنظرها بين يدها، وبين غفران، لتنتبه لملامحه الشاحبه، وجبهته المتعرقه بشده، امتلئت عينيها بسيول من العبرات، وبهلع همست.. 

" غفران أنت اتصبت؟!"


"أصابه بسيطه في كتفي اطمني سيادتك".. 

قالها غفران بلامبالاه يخفي بها ألمه بعدما شعر بشدة فزعها،

انهمرت عبراتها علي وجنتيها بغزاره وقد أشتعل بقلبها شرارة عشق كانت تجاهد لاخمادها.. 


فاسرعت بتذكير نفسها بالجملة التي تفيقها دوماً وتعيدها لواقعها كلما شعرت بانجراف مشاعرها تجاهه مردده بسرها.. 

" فوقي يا عهد غفران متجوز وعنده اطفال كمان".. 

 زالت دموعها بعنف، وازدرادت لعابها بصعوبه، وتصنعت الشماته وهي تقول.. 

"الإصابة دي عقاب لقلة أدبك".. 


صف غفران السياره أمام إحدى المستشفيات العسكري، وبهدوء قال.. 

" أنزلي".. 

صوته الظاهر عليه الألم جعلها تهبط من السياره دون اعتراض كعادتها.. 

سار نحوها وهم بامساك يدها، لكنها اخفتها خاف ظهرها سريعاً حتي لا يشعر بمدي ارتجاف جسدها وشدة قلقها عليه.. 


خطي بجوارها لداخل المستشفي، ليهرولو نحوه مجموعة الأطباء والممرضين،بعدما تأكدوا من هوايته، وبعمليه تحدث احدهم قائلاً.. 

"متصاب فين المرادي يا غفران باشا؟".. 


"في كتفه".. تفوهت بها عهد بلهفه لم تستطع اخفائها، لتظهر ابتسامة علي ملامح غفران قمعها سريعاً بعدما لمح توترها، وخجلها الشديد.. 


"اتفضل معايا أجهزك للعمليات".. قالتها إحدي الممرضات بغنج، جعلت عهد تنظر لها بحاجب مرفوع.. 


"غفران باشا مبيدخلش العمليات إلا لو الاصابة خطيرة يا بنتي، ومدام جاي بنفسه يبقي انا هخرجله الرصاصة جوه في مكتبي واحنا بناخد القهوه مع بعض".. تفوه بها الطبيب بمرح وهو يجذب غفران نحو غرفة الكشف.. 


سارت عهد بجواره بخطي متثاقله وقد بدأت تفقد قواها رويداً رويداً وشعرت انها علي وشك الإغماء، فتمسكت بثياب غفران، وبضعف همست.. 

"انا بخاف من الدم وبتخنق من ريحة المستشفيات يا غفران".. 

تفوهت بها لتخفي سبب اغمائها الحقيقي، وهو شدة فزعها من فقدانه، تهاوي جسدها أكثر وبلحظه كانت سقطت بين يد غفران الذي التقطها لداخل صدره بلهفه.. 

................................. 

"شهد".. 


اندلعت نيران الغيرة بقلبها وجملة زوجها تتردد بأذنها، فلم تجد سوا شقيقها ووالدتها تفرغ بهم غيظها وغضبها.. 


ارتدت ثيابها علي عجل، وسارت لخارج غرفتها وبوعيد تمتمت.. 

"وقعت أهلك معايا سودة يا احمد يا ابن سعديه".. 


"رايحة فين دلوقتي يا شهد؟".. 

تفوهت بها فاتن وهي ترمقها بنظرات مندهشه.. 

ابتسمت شهد ابتسامة زائفه،وهي تقول..

"رايحة لماما يا طنط" .. 


" دلوقتي؟! الساعه داخله علي 10 يا شهد، خليكي لبكره ونروحلها سوا يا حبيبتي".. 

قالتها رغد بملامح ظاهر عليها التعب والاجهاد..


نفخت شهد بضيق، وبزهق قالت.. 

"تروحي فين يا زفته انتي بشكلك المريض دا، قومي بصي لوشك في المرايه كده وشوفي السواد اللي تحت عيونك دا سببه ايه"..


نظرت لفاتن وتابعت بضيق.. 

وبعدين انا مخنوقه وزهقانه يا طنط، وعايزه أروح لماما اتكلم معاها لوحدنا فيها حاجه دي؟!".. 

أنهت حديثها وسارت لخارج المنزل صفعه الباب خلفها بعنف.. 


نظرت رغد لفاتن بإحراج، وبتوتر قالت.. 

"انا عارفه ان تصرفات شهد زادت اوي اليومين دول، فأنا بعتذرلك بالنيابه عنها يا ماما فاتن".. 

أبتسمت لها فاتن ابتسامة حانيه، وهي تتأمل ملامحها التي رغم تعبها البادي عليها، الا أنها تتمتع بنقاء وبرائه شديده.. 


ربتت علي كتفها وبجديه قالت..

"عيونك ماشاءالله جميله ومتكحله رباني، واجهادك دا طبيعي في اول شهور الحمل، وساعات بيفضل لحد ما تولدي كمان فمتقلقيش خالص ولا تزعلي انتي نفسك من اللي قالته أختك يا بنتي".. 


تنهدت وبأسف تمتمت بسرها.. 

"السواد اللي بتقولي عليه دا مالي قلبك يا شهد، وللأسف انا وغفران ابني اتخدعنا فيكي".. 

...................................... 

...بفيلا زكريا.. 


يتحدث بهاتفه بغضب وبصوت جوهري قال.. 

"يعني ايييييه معرفتوش تخلصوا علي بنت عزت".. 


اجابه الطرف الأخر بأسف.. 

"يا زكريا باشا احنا اتصدمنا برجالة غفران المصري، دول وحوش زي قائدهم اللي مختارهم علي الفرازه ساعدتك".. 


" اسمع قدامك يومين وتجبلي خبر البت، وإلا انا اللي هجيب أجلك".. 

أنهى جملته وقذف الهاتف من يده بعرض الحائط فسقط أرضاً محطماً لاشلاء، وبصوت تحشرج بالبكاء قال باصرار.. 

" هقتلك بنتك الوحيده يا عزت، زي ما كنت انت السبب بأعدام ابني الوحيد".. 

.................................................. 

.. سعديه.. 


تنظر ل شهد بملامح يبدو عليها الخوف، وبقلق تحدثت قائله.. 

"شهد ايه اللي جايبك في الوقت دا يا بنتي؟".. 


دفعتها شهد بكتفها، واندفعت نحو الداخل، تدور بعينيها عن شقيقها بأنحاء الشقه، وبغضب قالت.. 

"هو فين الزفت ابنك يا وليه يلي اسمك سعديه؟".. 


"عايزه ايه من اخوكي يا شهد؟!".. 

صفقت شهد بكلتا يديها، وبوضاعه قالت.. 

"وهو ابنك المفلس، ولا حتي انتي يتعاز منكم ايه أصلاً".. 


اثناء حديثها انفتح باب الشقه، وخطي شقيقها وهي يقول بمزاحه المعتاد.. 

"انا جيت يا أم أحمد".. 


" أهلا بالموكوس بياع الكبده".. 

قالتها شهد بنبرة ساخره.. 

حركت سعديه رأسها بيأس من تصرفات ابنتها، وبهدوء قالت.. 

"وماله لما يبيع كبده يا بنت سعديه".. 

نظرت لها بتمعن وبنبره تحذيريه لم تنتبه لها شهد تابعت.. 

"عيشي عيشة أهلك ومتنسيش نفسك يابنتي".. 


ضحكت شهد بصوت عالِ ونظرت لها بستهزاء قائله .. 

"اعيش عيشة أهلي وابقي زيك كده يا سعديه؟!".. 

تلاشت ضحكتها فجأه واعتلي ملامحها غضب شديد.. 


"انا مش هكوووون زييييك أبداً"..

صرخت بها شهد وهي تدفع والدتها بكتفيها بعنف حتي انها كادت ان تسقط أرضاً ولكن يد شقيقها "احمد" استلقتها بلهفه، ونظر لشهد بصدمة وبعدم تصديق قال..


"انتي اتجننتي يا شهد بتمدي ايدك علي أمك ؟!"..

ساعد والدته علي الجلوس وهم بالإقتراب منها وعينيه تتوعد بلكمها او قتلها علي ما تفعله بحق والدتها، لتسرع "سعديه" وتمسك يده وببكاء ورجاء قالت..

"لا يا احمد يا ابني دي اختك الكبيره اوعي تمد ايدك عليها يا حبيبي"..


حاول الأفلات من بين يدها وهو يقول بغضب عارم..

"اختي الكبيرة ايه بس يا امه، دي بتستعر مننا ومقطعانا وبعد كل دا جايه تمد ايدها عليكي"..


سارت شهد بخطوات بطيئه نحو اقوب مقعد جلست عليه واضعه ساق فوق الأخرى، وبجحود قالت..

"اسمع ياض انت".. نظرت لوالدتها نظرة كره وتابعت..

"عربيه الكبده المقرفه اللي انت واقف عليها دي ترميها في اقرب خرابه احسنلك بدل ما اولع فيك وفيها"..


صرخت فجأة بغيظ شديد..

" علشان لما تشوووف جوزي بعد كده تستخبي وتداري ومتعرنيش وتبعتلي معاه سندوتشات كأنك قاصد تفكرني بأصلي المنيل وتزلني قدامه"..

نظرت سعديه لابنها بستغراب وبتسائل قالت..

"انت شوفت جوزها فين علشان تبعتلها سندوتشات معاه يا ابني؟!"..


اجابها احمد قائلاً..

"هو اللي فات عليا يا أمه وانا شغال وجه لحد عندي وقعد وطلب اكل هو وواحده كانت معاه، وعلشان الأصول بتقول اني لازم اسأله واطمن علي اختي واعمل زي اي اخ ويبعت هديه بسيطه لأخته مع جوزها بعتلها سندوتشات هي ورغد اختي حبيبتي بعد ما جوزها صمم يدفع حساب الاكل اللي كلوه"..


عقدت شهد حاجبيها وبفضول قالت..

" شكلها ايه البت اللي كانت معاه دي؟؟"..

" انا بغض بصري يا ابله يا مؤدبه مببحلقش في بنات الناس"..

قالها احمد بجديه وتعقل شديد،نظر لها نظره محتقره وباسف تابع..

"واي ان كان شكلها فهي اكيد مش هتكون شكلك يا شهد"..


قالت شهد بغرور..

" وهو في حد في جمال اختك يا واد يا اسود زي اختك الخنفسه انت"..

ابتسمت بشر وبحاجب مرفوع قالت..

" اوصفلي البتاعه اللي كانت مع جوزي دي بالتفصيل..

 


                    الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close