رواية احرقنى انتقامى الفصل الثامن والتاسع والعاشر بقلم سهام العدل


 

رواية احرقني انتقامى 


الفصل الثامن والتاسع والعاشر 


بقلم سهام العدل 


في لحظة كان آدم يحمل ميار بين يديه….  

ميار : شايلني ليه… موديني فين. 

لم يرد عليها آدم وفتح غرفته ودخل بها ثم أنزلها علي فراشه……. 


ميار : جبتني هنا ليه. 

آدم : هششش...ممكن تسكتي… إنتي إنسانة مستهترة. 

ميار بتعجب: أنا؟؟ 

آدم : أيوة أنتي… ومش عايز أسمع صوتك… ممكن؟؟ 

نظرت له نظرة طفولية ابتسم على هيئتها آدم فتهللت أساريره،،، عندما رأت ابتسامة ارتفعت دقات قلبها وتاهت هي في جماله وجمال ابتسامته. 

▪ ذهب آدم وأحضر صندوق الإسعافات الأولية وعاد إليها…  جلس هو بعرض السرير ورفع رجليها علي وركيه وبدأ في تطهير الجرح وتعقيمه ثم دهنه. 

حينها أحست ميار أنها ستفقد الوعي من شدة الخجل والتوتر… أحست أن صوت دقات قلبها يسمعه آدم من قوته….. 

ترك آدم قدمها بهدوء ونهض وأخرج قرصاً من علبة آدم وناوله لميار.

▪ ميار : إيه ده؟؟؟ 

▪ آدم مازحاً: متخافيش مش هموتك… ده مسكن عشان الألم يهدي. 

▪ حينها تذكرت ميار يوم أن أتت إلي هنا وكانت تتلوي أرضاً من شدة الألم،،، وحينها رفض مساعدتها،،،آلمها قلبها لهذه الذكري وخانتها الدموع تتسابق في النزول. 

▪ حينما رأي آدم شرودها الذي تبعته دموعها منهمرة…  علم جيداً فيما تفكر وما الذكريات التي راودتها… فجلس بجوراها علي السرير ثم اعتدل ممدداً رجليه… ورفع وجهها بأصبعه ثم طبع قبلة حانية علي يدها وقال :سامحيني… كل أمنيتي في الحياة..  انك تنسي الذكريات المؤلمة دي…. 

▪ميار : أنا كمان نفسي أنسي 

▪آدم وهو يناولها الماء لتبتلع القرص : عارفة ياميار…  ان دول أصعب أيام مرت عليا في حياتي…  رغم اللي حكيته لكي عن اللي حصل لأروي واللي عشته معاها ومن غيرها في الفترة الأخيرة…  إلا أن احساسي بظلمك كان بيقتلني…  تخليت ان اما اتجوزك وانتقم منك هرتاح… بس بالعكس نار الانتقام كانت بتحرقني أنا… (فجذبها إلي أحضانه ومالت علي كتفه وقبل رأسها بحب، واستردف) سامحيني كل لحظة ألم كنت سبب فيها،،سامحيني علي كل دمعة نزلت منك بسببي… 

▪ارتمت في أحضانه باكية… ظل يمسح على رأسها حتي هدأت… ثم قالت وهي متشبسة بملابسه ومستنشقه عطره الرجولي : أول مرة في حياتي أحس بالأمان كده… أول مرة أحس إني مطمنة مش خايفة. 


▪ ضمها بقوة وأخذ يستنشق عبير شعرها بقوة، فقبل شعرها بحنان ، ثم رفع وجهها… وأخذت يتأمل لؤلؤيتها البنتين في عينيها..  ولم يشعر بنفسه إلا وهو يلتهم شفتيها بين شفتيه… أغلقت هي أيضاً عيناها وتاهت في قبلته وكأنها تبث قبلتها من قلبها لا شفتيها…لايعلما كم من الدقائق استمرا غارقين في بحر قبلتهما الأولي مغمضين العينين…  حتي فتحت ميار عيناها وسحبت شفتاها وبعدت عنه بصعوبة وهي تلتقط أنفاسها الساخنة المتقطعة…  حاول آدم جذبها ولكنه رأي الرفض علي وجهها الأحمر… حاولت ميار النهوض ولكنه أبدي الرفض بهزة رأسه…. 


▪ قالت ميار بأنفاس متحشرجة : أنا هروح أنام مع أيتن. 

▪ آدم برجاء : رجاء ياميار خليكي هنا… نامي جمبي.

▪ ميار : لا لا مش هينفع…  انا وانت ياآدم عاملين زي شريطين السكة الحديد عمرهم ماهيتلاقوا…  حياتنا مع بعض مستحيلة… وانت عارف كده. 

▪ اعتدل آدم جالسا: عارف كويس ياميار…  بس بطلب منك اليومين اللي لسه لنا مع بعض تبقي ذكري حلوة. 

▪ ميار : كده أحسن خلينا بعيد (ثم قالت محرجة) أصل الأمور تتطور أكثر من كده ووو ساعتها…. 

▪ قاطعها آدم : طب نامي جمبي النهاردة واوعدك اني مش هلمسك.

▪ فكرت ميار برهة ثم قالت بحماس : موافقة بس بشرط.

▪ ابتسم آدم : موافق علي كل شروطك… قولي. 

▪ ابتسمت ميار : خلاص اتفقنا…  أقعد بقي ونتكلم. 

▪ آدم : إيه خير…  شكل الموضوع كبير. 

▪ جلست ميار مربعة رجليها ثم قالت : الموضوع بخصوص أيتن. 

▪ آدم بمكر : قولي كده بقي… أيتن بتحب مهاب؟ 

▪ ميار بدهشة : إيه ده…  أنت عارف؟ 

▪ آدم : طبعاً عارف ومن زمان كمان. 

▪ ميار : طب وبعدين. 

▪ آدم : وبعدين إيه… أقولك بقي الحقيقة. 

▪ ميار بترقب : هاااا… 

▪آدم : هاتي بوسة وأقولك. 

▪ احمرت وجنتي ميار وأخفضت بصرها : خلاص مش عايزة أعرف. 

▪ آدم ضاحكاً : خلاص هقولك…  مهاب بقي بيعشق أيتن.

▪ ميار بفرحة : بجد؟؟؟ 

▪ آدم : بجد…  ومستني موافقتي عشان يعمل الخطوبة. 

▪ ميار :طب وانت مستني ايه…  خليهم يتخبطوا…  أختك مجنونة وبتحبه. 

▪ آدم : أنا موافق طبعاً… مهاب انسان اخلاقه عالية جدا…  احنا متربين سوي وانا واثق فيه وفي حبه لأيتن… بس عايز اعذبها شوية عشان لو الشيطان دخل بينهم في يوم من الأيام يعرف انها وراها راجل… ويفكر الف مرة قبل مايضايقها. 

▪ ميار تبتلع غصة في حلقها : ربنا يخليك ليها… ويجعلك سندها دايماً. 

▪ أحس آدم بحزنها الذي تجلي علي وجهها فجأة،، فجذبها لأحضانه : احنا هنفضل طويل الليل في سيرة جوز المعاتيه دول…  انا عندي شغل بدري. 

▪ ميار متمنعة رافضه حضنه : احنا مش اتفقنا مش هتلمسني. 

▪ آدم يجذبها مرة أخري : ده حضن بريء والله… متقلقيش أنا مبخلفش وعدي. 

▪ استسلمت ميار لحضنه،،،فتابع آدم : اعملي حسابك أول مهاب وزفت اللي معاه ده يستلموا السكن هنرجع شقتنا تاني. 

▪ ميار : ليه بس انا مرتاحة هنا مع أيتن. 

▪ آدم : أنا عارف ان ماما بتضايقك…  وانا مش عايز اي حاجة تزعلك. 

▪ ميار : والدتك ست طيبة بس مشكلتها إنها عصبية بس…  وكمان أنا عذراها علي أي حاجة عملتها معايا…  هي برضه أم. 

▪ قبل آدم رأس ميار : أنتي جايبة الطيبة والتسامح ده منين بس قوليلي… أنت عظيمة ياميار. 

▪ ميار : من ماما…  وحشتني أوي ونفسي في حضنها. 

▪ أطبق آدم ذراعيه عليها : وأنا في أقرب وقت هخليكي تتواصلي معاها…. 

▪ استسلمت ميار لأمانها وغطت في نوم عميق. 

▪ ظل آدم مستيقظاً طوال الليل ينعم بها بين أحضانه وكأنه لا يريد أن ينام وتفوته متعة لحظة هي فيها بقربه…  ظل يفكر كيف سيعيش بعد أن تتركه…  كيف ستسير حياته وهو أصبح يتنفس عشقها… تنهد بعمق وتذكر أروي وأمه ثم قال في نفسه (ليه كده يارب…  الاختبار صعب عليا أوي)  


▪مرت الأيام بروتينية شديدة… وعلاقة آدم بميار في تحسن… اعتاد كل منهما أن يجلسا يومياً يتسامران في كيف مر يومهما… كانت تحاول ميار بقدر الامكان أن تتفادي غضب نوال بتنفيذ كل متطلباتها…  ونوال هي الأخري أصبحت تهدأ بعض الشيء من ناحيتها علي أمل أنها ستغادر وتبعد عن ابنها الذي تعلق قلبه بها… فأصبحت تري الحب يشع من عينيه عند رؤيتها. 


▪ جاء آدم يوماً من عمله مبكراً بوجه جاد… ودخل شقة والدته وطلب من ميار أن تحضر حقيبتها لأنهما سوف يعودان إلي شقة آدم… دخلت ميار لتفعل ماطلبه منها آدم…  فحالته ووجه الصارم لايحتمل النقاش.

نوال : خير ياآدم…  واخد ست الحسن وراجع ليه…  اشتكت لك من امك. 

أيتن : أدم أنا اتعودت على وجودها… مبقتش قادرة اعيش من غيرها…  ارجوك سيبها. 

آدم : ادخلي أوضتك دلوقتي ياأيتن…  عايز ماما في كلمتين. 

أيتن بزجر : حاضر  

نوال: فيه ايه ياآدم… ماتتكلم. 

آدم : ايه اللي بينك وبين هشام ياماما.

نوال : مش فاهمة؟

آدم : لا فاهمة. 

نوال : أنت عايز ايه… مش هترجعها لاهلها وتطلقها…  لسه اسبوع…  خلينا نخلص بقي. 

آدم : وده مبرر أنك تقابلي هشام من ورايا. 

نوال بعصبية : آدم…  فوق لنفسك أنت مش هتحاسبني. 

آدم بعصبية : لا ياماما هحاسبك…  طالما الموضوع يخصني ويخص مراتي…  ولو انتي فاكرة انك اما تقولي لهشام يرجع لها بعد مااسيبها اني هسمح بكده… تبقي غلطانة…  ويكن في معلومك ياأمي… حتي لو رجعت لأهلها هفضل جمبها وسندها طول مانا عايش على وش الدنيا. 


▪ خرجت ميار من غرفة أيتن تحمل حقيبتها فتناولها منها آدم واحتضنتها أيتن : انا هنط لك كل شوية. 

▪ نظرت لوجه نوال وجدت الشرر يتطاير من عينيها… فخافت أن تودعها فتصب الغضب البادي علي وجهها عليها. 


▪ عادت ميار مع آدم الي شقته… وطوال الطريق لم يتحدث آدم بكلمة ولم تحاول ميار أن تتعدي حدودها وتخترق صمته. 


▪ آدم : انا نازل. 

▪ ميار : هو انت لحقت… 

▪آدم : أنا سيبت شغلي وجيت اجيبك هنا وراجع تاني. 

▪ ميار : رجعتني ليه…  فيه حاجة؟  

▪ آدم : مفيش ياميار… انا هتاخر شوية عشان نازل موقع تنقيب… فيه تلفون محمول في درج مكتبي…  لو احتجتي حاجة كلميني… وانا هبعتلك شوية حاجات مع دليفري السوبر الماركت… 

▪ ميار بحيرة : حاضر. 

▪ فتح آدم الباب ثم التفت إليها : خلي بالك من نفسك. 

▪ ميار : خلي بالك أنت من نفسك. 

▪ ابتسم لها ابتسامة من وسط انزعاجه البادي علي وجهه وغادر. 

▪ ظلت ميار حزينة وتدعو الله أن يخفف عنه حزنه وقلقه وييسر له أمره. 

▪بعد حوالي ساعة رن جرس الباب… فعلمت ميار أنه عامل السوبر ماركت…فوضعت حجابها عليها وفتحت ،، ولكنها تفاجأت عندما وجدته (هشام)


▪ ميار بذهول : هشام!!! 

هشام : ازيك ياميار…  عاملة ايه؟؟

ميار : آدم مش موجود…  

هشام : أنا جايلك أنتي… 

ميار متعجبة : ايه الجنان ده…  عايز مني ايه… وعرفت منين اني جيت الشقة؟؟؟

هشام : الجنان اللي عملته يوم مااتخليت عنك وسيبتك لواحد زي آدم ده يدمر حياتك. 

ميار : اخرس ومتجبش سيرة آدم علي لسانك. 

هشام : لسه بتدافعي عنه بعد اللي عمله فيكي وف أهلك 

ميار : مش فاهمة عايز توصل لإيه يادكتور هشام. 

هشام : انا عارف ان آدم هيرجعك مصر ويطلقك. 

ميار : شيء ميخصكش ياهشام.

هشام : لا يخصني… مترجعيش مصر وآدم يطلقك وانا هتجوزك ياميار…  أنا أولي بك. 

ميار : لو آخر واحد في الدنيا مش هتجوزك ياهشام. 

هشام : هترجعي لمين…  لابوكي اللي ممكن يقتلك. 

ميار بذهول : أنت عارف كل ده منين؟؟؟  انت وراك ايه ياهشام؟؟! 

هشام : امك حكت لي كل حاجة…  وفكرت ان انا اللي غلطت معاكي قبل ماتتجوزي… وطلبت مني اني اقول لزوجك بما اني كنت كاتب عليكي.

ميار بفزع : أمي…  إزاي؟ 

هشام : هفهمك كل حاجة بس دخليني… هقف علي الباب كده؟؟ 

ميار : مقدرش ادخلك وآدم مش موجود. 

هشام : انتي وفية بزيادة للشخص اللي ميستاهلش. 

ميار : قولتلك الزم حدودك في الكلام عن آدم…  وفهمني قابلت أمي إزاي وفين. 

هشام : تاني يوم جوازك قابلت والدك بالصدفة في المستشفى كان باين عليه القلق…  حاولت اتجاهله بس خفت ليكون جرالك حاجة… روحت وسألته وعرفت منه إن والدتك جالها أزمة قلبية…  دخلت أشوفها لقيت حالتها خطيرة وعرفت منها انك اتجوزتي وجوزك قالهم انك… انك 

ميار : هااا وبعدين. 

هشام : وعاتبتني ليه سيبتك رغم اللي عملته معاكي زي ماهي فاكرة وبدأت حالتها تسوء وتنادي عليكي وهي بتروح في الغيبوبة… فضلت في الغيبوبة يوم وبعديها ربنا رحمها من عذاب الدنيا. 

ميار بصدمة : إيه اللي أنت بتقوله ده…  أمي ربنا رحمها إزاي…  بقت كويسة يعني وصحتها كويسة؟؟!!! 

هشام : هو أنتي متعرفيش إن والدتك…. توفاها الله. 

ميار : مستحيل…. أمممي… ووقعت مغشياً عليها. 


 ❤❤❤❤❤


التاسع


▪ عاد آدم من عمله في وقت متأخر…. بحث بعينيه عنها في مدخل الشقة ، فلم يجدها… دخل يغير ثيابه.. فتح النور وجدها تجلس القرفصاء علي السرير والجو مظلم تماماً من حولها.

▪ اضاء نور الغرفة… ونظر إليها… وجد حالها يرثي له….  عينيها حمراء قطعتين من الدم، ووجهها احمر من شدة البكاء،، وشعرها اشعث و مبعثر بطريقة عشوائية،،، اقترب منها ادم بلهفة واحتضن وجهها بيديه : مالك يا ميار... إيه اللي عمل فيك كده؟؟؟


▪ نظرت له ميار نظرة لوتفعل ماتوحي بها لأردته قتيلاً… 

▪ تملك القلق من قلب آدم : رد عليا ياميار… مالك فيكي إيه؟؟؟ 

▪ ميار بصوت صارم : أنت هترجعني مصر إمتي؟؟؟ 

▪ آدم بتعجب : مستعجلة على إيه؟؟؟!!!

▪ ميار بعينين يتطاير فيهما الشرر: أفضل لك وأفضل لي رجعني مصر. 

▪ آدم : إيه اللي حصل ياميار…  فهميني.

▪ ميار : انت لسه بتسال على اللي حصل... امي ماتت...امي ماتت... وانت السبب… (ثم مسكته من  ملابسه  وهزته بقوة)  انت السبب… ولو ما رجعتنيش مصر هقتلك.. انا بكرهك…  بكرهك… فاهم يعني إيه بكرهك. 

▪ صدم آدم مما سمعه ثم أدرك ماتقوله، فجذبها لأحضانه : اهدي ياميار… أكيد فيه غلط… انتي متأكدة من اللي أنتي بتقوليه ده؟ 

▪ أبعدت نفسها عنه وقالت : أبعد عني…  متلمسنيش…  رجعني مصر…. رجعني مصر (قالت وهي منهارة من بين دموعها) أنا عمري ماهسمحك… أنت أكتر واحد جرحني وآلمني ووجعني وكسرني وكسر أهلي…  أمي ماتت بسبب كسرتك ليا ولهم…  أمي ماتت وفاكرة إن بنتها زنت… ياتري كانت زعلانة مني ولا زعلانة عليا… كان نفسي أحضنها…  كان نفسي أقولها إنها كانت أحن واحدة عليا في الدنيا… نفسي أقولها إن دلوقتي حسيت مبقاش لحياتي لزوم…  آآاااااااااااه ياأمي…… آااااااه. 

▪ دمعت عيني آدم وتركها تخرج مافي قلبها… لعل هذا يخفف عنها… تمني لو تتركه يأخذها في أحضانه حتي تهدأ حتي لوقتلته بعدها،،  ولكنه فقط يريد أن يواسيها،، يخفف عنها،،، ولكنه تسأل كيف له أن يواسيها علي جرحاً هو من حفره،   كيف له أن يداوي ألماً هو من تسبب فيه…….

▪ نظرت له وقالت بهذيان : تعرف إني كرهت مراد أخويا ده…  وبتمني آخد تاري منه…  لأنه هو السبب في وجودي هنا دلوقتي…. بس خد بقي يابشمهندس الحقيقة المرة…  إنت زيك زيه…  لا أنت أبشع منه…. آه والله زي مابقولك كده… هو سرق واغتصب…  انت كمان سرقتني من أهلي واغتصبتني واتهمتني في عرضي وكسرت أهلي وسرقت سعادتهم (ثم أكملت بصراخ) وقتلت أمي…  قتلتها وأنا مش مسامحاك ….  بكرة ترجعني مصر…  ومش عايزاك معايا…  مبقتش محتاجة أحسن صورتي قدام حد…  هروح أنام تحت رجلين أبويا واطلب منه السماح… ولو حب يقتلني يبقي عمل فيا معروف….  عارف ليه ناره ولا جنتك…. ربنا ينتقم منك علي كل اللي عملته فيا… حسبي الله ونعم الوكيل فيك….  (ثم بدأ صوتها ينخفض بعض الشيء حتي غابت عن الوعي)  


▪اقترب منها ادم بلهفة وبدأ في هزها : ميار…  ميار….  ردي عليا. 

▪ ثم أخرج هاتفه وضغط علي رقم مهاب (رنين دون إجابة) لم يمل آدم من الاتصال حتي أجاب مهاب : ايه ياعم حد بيتصل…. 

▪ قاطعه آدم : مهاب… ارجوك ميار أغمي عليها…  تعالي حالا.

▪ مهاب : اهدي… دقايق هبقي عندك. 


▪ نام بجوارها وجذبها لأحضانه وبدأ يمسح على شعرها ووجهها وقال بصوت مختنق: كل كلمة قولتيها عندك حق فيها…. فوقي بس وأنا هعملك كل اللي يريحك لو علي موتي… فوقي ياميار…  أنا بحبك…  بحبك….  والله العظيم بحبك….. (ثم قبل رأسها وبكي واكمل من بين دموعه) يمكن قدرنا وظروفنا القاسية جمعتنا… بس يمكن ربنا أراد كده عشان نتجمع… كنت لسه النهاردة بتخيل آخدك مصر واعملك فرح كبير زي ماكل بنت بتتمني وأبدأ معاكي حياة جديدة بعيد عن الماضي اللي عشناه وعن ظروفنا اللي أجبرتني أبدأ حياتي معاكي بانتقام…  ونعيش حياة سعيدة أعوضك عن كل دمعة وذرة حزن عشتيها…  بس مش عارف ليه القدر دايما بيعاندني. 


▪ قطع حديثه جرس الباب…  نهض وفتح الباب وجده مهاب…  ادخله عليها الغرفة وبدأ في فحصها بعناية وقال لآدم : حصل حاجة ياآدم…  ايه اللي عمل فيها كده…  واضح ان عندها انهيار عصبي. 

▪ آدم بحزن : فعلا كانت منهارة…  عرفت النهاردة ان والدتها اتوفت (وفجأة تساءل آدم في نفسه : بس عرفت منين وإزاي…. ترك مهاب يستكمل فحصه لها وذهب غرفة مكتبه وفتح احد الادراج وجد  الهاتف الذي أخبرها عنه مكانه…  فتحه لم يجد أي تواصل بينها وبين أحد…. فتح جهاز الكمبيوتر الذي لديه وبدأ في إرجاع تسجيل الكاميرات منذ مجيئه بها الي الشقة اليوم) 

▪وبينما هو يسترجع التسجيلات ناداه مهاب : آدم… آدم. 

▪ ترك مافي يده وخرج لمهاب الذي وجده يغلق عليها باب الغرفة وقال: شوف ياآدم…  مراتك محتاجة هدوء وأعصاب هادية… فحاول تحتويها… أنا اعطيت لها مهديء خفيف كده عشان أنا شاكك في حاجة علي اما تفوق ونتأكد. 

▪ آدم بقلق : شاكك في إيه… طمني؟؟؟ 

▪ مهاب : اهدي ياعم انت بقيت عامل ليه كده…. هي مقالتش لك انها شاكة انها حامل؟

▪ آدم : لا مقالتش… هو ممكن يعني…. 

▪ مهاب : ممكن إيه بتقطع ليه كده… انطق. 

▪ آدم : ممكن الست تحمل يعني… يعني من مرة واحدة بينها وبين جوزها.

▪ مهاب بشك أن الحديث يخص آدم : ممكن طبعا وبتحصل كتير كمان. 

▪ آدم بحماس : طب ادخل اتأكد ياللا… 

▪مهاب : خلاص لسعت منك…. مينفعش اما تبقي تفوق وممكن تعمله في البيت عادي باختبار منزلي. 

▪ آدم بتصميم : اتصرف يامهاب واعرف دلوقتي… شوف طريقة تانية قبل مالنهار يطلع. 

▪ مهاب بمكر : عندي حل تاني وهجيبلك التحاليل بعد ساعتين بس بشرط… انا وأيتن نلبس الدبل. 

▪ آدم : خطوبتكم آخر الأسبوع… اخلص بقي.

▪ دخل مهاب سعيداً لموافقة آدم وأخذ منها عينة دم في حقنة بلاستيكية وخرج وقال لآدم : استني مني مكالمة بقي ياأبو نسب. 

▪ آدم : متتاخرش عليا يامهاب. 

▪ مهاب : حاضر… سلام. 


⬅ دخل ادم الحمام وتوضأ ودخل غرفة مكتبه يصلي ويسجد ويرمي كل همومه بين يدي الله… حينها أحث أن الثقل الذي يحمله قد خف…  وأن بعده عن الله هو سبب كل هذه المشاكل والنزاعات في حياته…. دعا الله أن يحفظ له ميار ويختار له مافيه الخير… كما دعا من قلبه أن يصدق حملها ليكون بينهما رابط أبدي…


▪دخل عليها وجدها مستغرقة في النوم ووجهها المنتفخ من البكاء قد هدأ… اقترب منها وقبلها بجانب شفتيها بحب وقال لها : هعمل المستحيل عشان تسامحيني وتفضلي جمبي…  وهستحمل أي حاجة منك وهصبر لو لآخر عمري لحد مانعيش سوي ونكمل حياتنا… ولو مهاب جاب البشري يبقي ربنا أعطاني الإشارة اني مسيبكيش تسافري وتسيبيني. 


▪ تذكر فجأة تسجيلات الكاميرا ثم عاد إلي المكتب وفتح الجهاز وأكمل ما بدأه…. كادت عيناه تخرج من موضعهما عندما وجد هشام جاء بعد مغادرته بساعة… حينها علم أن هشام وراء كل ماحدث وهو من أخبر ميار بوفاة أمها… ثم جاء في باله أنه من الممكن أن تكون أمها على قيد الحياة وهو من يريد الوقيعة بينها وبينه. 

▪ أمسك هاتفه بعصبية : أيوة يامهاب…. 

▪ مهاب : يابني قولتلك ساعتين لس….

▪ قاطعه آدم : هشام فين يا مهاب… في السكن ولا عنده شغل؟؟؟

▪ مهاب : لا نايم بيشخر في السكن… معندوش حد يقلق منامه زيك ياعملي الردي.

▪ أغلق آدم الخط دون أن ينهي مهاب حديثه وأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته واتجه بها إلي السكن الذي يقيم فيه هشام ومهاب…  رن جرس الباب عدة مرات حتي فتح هشام وهو يتثاءب وقبل أن يلفظ كانت لكمة آدم قد أدته في الحائط خلفه…. 

▪ آدم : هعملك يا******* ازاي تتهجم علي بيوت الناس ورجالتها مش موجودة. 

▪ حاول هشام أن يتوازن ثم قال وهو يضع يده علي جانب فمه : واللي أنت بتعمله ده مش تعدي يامحترم… 

▪آدم : عندك حق… مينفعش أتعدي على حرمة زيك… 

▪هشام : ماتحترم نفسك ياآدم… واعرف أنت بتقول ايه. 

▪ آدم : وهو انت احترمت نفسك اما روحت لمراتي بيتي وانا مش موجود. 

▪ هشام بتهكم : جوازة مؤقتة… والحق هيرجع لصحابه. 

▪ آدم بعصبية وهو يمسكه من ياقته : حق إيه ياو*** ومحافظتش علي الحق ده زمان ليه…. الحق اللي بتتكلم عنه ده حقي أنا وهيفضل حقي طول العمر… وافهم ياأقذر خلق الله ان كدبتك عليها بموت أمها دي هتخيل عليا… لا يا...دوك دا انا اقسم بالله زي ماجيبتك هنا هرجعك مصر واخليك هناك تشحت… وهعرفك انك مش اد آدم المكاوي. 

▪ ظهر التوتر علي وجه هشام عندما ذكر آدم مغادرته البلد : أنا مكدبتش عليها… انت ممكن بسهولة تتاكد من كده عن طريق حد من معارفك في مصر...ووووأنا كنت بعزي ميار بحكم العشرة اللي بينا ومعرفش انها مكنتش تعرف. 

▪ لكمه آدم بقوة مرة أخرى : متجبش سيرتها علي لسانك… واقسم بالله لو قربت منها تاني لهمحيك من علي وش الدنيا يا كلب… ثم ألقاه وخرج. 


⬅ استمر الغيظ يفتك بهشام… ظل يخوض الغرفة ذهابا وإياباً… حتي أمسك هاتفه واتصل علي نوال : عاجبك اللي ابنك عمله ده…  انا اسكت له عشان خاطرك. 

نوال :""""""""""""""

هشام :أيوة عرفتها إن أمها ماتت…  وانهارت واغمي عليها وفوقتها واطمنت عليها وسيبتها… خوفت ابنك يجي وانا هناك. 

نوال""""""""""""""""

هشام : ايوة فهمتها كل حاجة… وعرفتها ان أمها ماتت بسببه وانها معتش ينفع تعيش معاه….بس المشكلة ابنك حطني في دماغه وممكن يقطع عيشي هنا. 

نوال"""""""""""""""

هشام : متقوليش ميقدرش…  ماهو اكيد زي ماجابني ممكن يرجعني… انتي ياحاجة شوفيلك حد غيري…  انا مصدقت لقيت فرصة شغل زي دي… ابعديني عن حياتكم...سلام. 


⬅ دخل آدم والشرر يتطاير من عينيه… ماما… ماما 

خرجت نوال من غرفتها : انت جاي بتعلي صوتك ليه. 

آدم : أم ميار فعلا ماتت ولا ده فيلم عاملاه مع الو**** هشام. 

نوال: اتكلم باحترام ومتقولش الألفاظ دي قدامي يابشمهندس يامحترم. 

آدم : ردي عليا لو سمحتي ياأمي… انا عارف انك مبتكدبيش.

نوال : أيوة ماتت فعلا تاني يوم دخلت علي ست الحسن. 

▪ كان لدي آدم أمل أن تكون كذبة ويرتاح ضميره بعد الشيء… جلس علي الكرسي ثم قال بعتاب لأمه : ارتحتي… نار انتقامك خمدت دلوقتي… اظن خلاص بقي… ادينا كنا السبب في موت أمها… أخدتي بتارك. 

▪ نظرت له نوال بشفقة ثم اقتربت منه وقالت : هون على نفسك ياآدم…  ايه يابني اللي عمل فيك كده… 

▪آدم : انتي ياأمي… لو كنت بلغت عن الكلب ده يومها مكنش بقي ده حالي… خسرت نفسي ياامي… بقيت شخص معدوم الانسانية… دمرت عيلة كاملة عشان غلطة عيلة قذر زي ده… بقيت في نص الطريق… تايه… لا عارف اكسب الانسانة اللي حبتها ولاقلبي مطاوعني اخسرها… اتدمرت ياأمي… اتدمرت… 

▪احتضنته أمه بحب وقالت : كل حاجة هتتصلح ياآدم… بس متعملش في نفسك كده…  ادخل نام في أوضتك… انت تعبان متسوقش بالليل. 

▪ آدم : الحل في ايد ربنا…  ولسه خيط واحد متعلق به يصلح كل حاجة وبتمني ربنا مايخذلني…  ادعيلي ياامي… انا ماشي لان ميار عندها انهيار ونايمة بالمهديء.

▪ نوال : خلي بالك من نفسك ياآدم وربنا يكتب لك اللي فيه الخير يابني. 

▪ نهض آدم وذهب وأغلق الباب خلفه…..

▪خرجت أيتن عاقدة يدها علي صدرها : أظن من حقي أفهم بقي كل حاجة في حلقة الغموض اللي عايشينها من يوم ماظهرت ميار في حياتنا. 


أثناء عودة آدم لشقته جاءه اتصال من مهاب… فتح الخط سريعاً… 

آدم : هاااا يامهاب طمني. 

مهاب : أظن اتفاقنا علي الخطوبة مقابل اني اعمل التحليل لمراتك… مش مقابل النتيجة… فمتصدمنيش بعد ماعشمتني. 

آدم : اخلص ياحيوان وقولي ايه نتيجة التحليل. 

مهاب :"""""""""""""""



العاشر 


أثناء عودة آدم لشقته جاءه اتصال من مهاب… فتح الخط سريعاً… 

آدم : هاااا يامهاب طمني. 

مهاب : أظن اتفاقنا علي الخطوبة مقابل اني اعمل التحليل لمراتك… مش مقابل النتيجة… فمتصدمنيش بعد ماعشمتني. 

آدم : اخلص ياحيوان وقولي ايه نتيجة التحليل. 

مهاب :استعوض ربنا ياآدم…  والمرة الجاية يكون خير… 

(نزلت الكلمة علي آدم كالصاعقة… فالأمل  الوحيد الذي تعلق به قد ذهب هباءًا…  ضاق صدره بالهم وكأن الدنيا أغلقت عليه ذراعيها) 

مهاب :آدم… آدم… روحت يابني انا بهزر…

آدم : بت…. إيه…  ماتتكلم جد يابني… أعصابي مش مستحملة. 

مهاب : مبروك يادومة هتبقي أب…  مراتك حامل ياهندسة. 

آدم وكان قلبه رد إليه وعادت نبضاته : بتتكلم جد يامهاب…  ميار حامل؟!!!! 

مهاب : حامل يامعلم…. بس فين الحلاوة…  أنا خطوبتي وكتب كتابي اخر الاسبوع… ومش هتنازل عن حلاوة غير كده. 

آدم بفرحة : موافق يامهاب…. سلام ياأحسن أخ وصاحب في الدنيا. 

مهاب : سلام يابرنس… صحيح الحب بهدلة… 

                  


▪رن جرس هاتفها باسمه…. تسارع نبضها وتحول مزاجها السيء بسبب أمها إلي مزاج جيد عن ظهور اسمه يعلن مكالمة واردة منه… مهاب الذي اكتشفت في الفترة الأخيرة أنها متيمة به…. 

▪ أجابت بلمسة علي شاشة هاتفها ثم ردت بسعادة : ألوووو….

مهاب : صباح السعادة علي أم العيون السود. 

ابتسمت بخجل : صباح الخير ازيك يامهاب. 

مهاب : بقيت ميت فل وعشرة اما سمعت صوتك. 

أيتن : ايه المزاج العالي ده علي الصبح. 

مهاب : بقولك ياتونة…. 

أيتن : ايه الزفارة دي علي الصبح ومع ذلك قول؟ 

مهاب : طب بزمتك فيه زفارة حلوة كده زيك؟؟؟!!!

أيتن : مالك يامهاب…  أول مرة تكلمني كده!!!!

مهاب : عشان بقي ليا حق أقولك كل اللي نفسي فيه…  خلاص ياأيتن. 

أيتن بتعجب : خلاص ايه مش فاهمة!!! 

مهاب : خطوبتي اخر الاسبوع ياأيتن.

أيتن بصدمة : إيه!!!!...  تخطب…  يارب ماتفرح ولا تتهني يامهاب…  حرام عليك…. (وانخرطت في البكاء) 

مهاب : ليه كده ياأيتن…  بتدعي عليا…  وكمان بتعيطي…. طب بتعيطي ليه. 

أيتن : بعيط علي نفسي وعلي سنين عمري اللي ضاعت في حبك. 

مهاب : إيه…. حبي… يعني أنتي… 

قاطعته : أيوة بحبك يامهاب… كبرت في الدنيا دي علي حبك وفي الآخر هتخطب (وبكت مرة أخري)

مهاب : قلب مهاب ياأيتن… بطلي عياط ياحياتي…  أنا طلبتك من آدم وخطوبتنا وكتب الكتاب آخر الأسبوع.

أيتن بفرحة وصوت مرتفع: بجد… يعني خلاص الحلم هيتحقق…. بحبك يامهاب. 

مهاب : بعشقك ياقلب مهاب…. ربنا مايحرمني منك طول العمر. 


⬅يجلس آدم بجوارها ينظر لها وهي نائمة ويبتسم… يتحسس بطنها  بحنان ويقول في نفسه وكأنه يكلم الجنين ( عارف... انك أجمل حاجة حصلت في حياتي… لانك من اجمل وارق انسانة خلقها ربنا… ولانك هتكون الشيء اللي يربط بيني وبين امك…  ماانا مينفعش بعد مالقيت حب حياتي يضيع بالسهولة كده…  يمكن انت جيت في لحظة انتقام وفي وقت بغيضة لكن انت اللي هتخلد الحب اللي نبت في قلبي…  اقف جمبي لحد ماامك تحبني وتفضل معايا…  انا بحبك اوي)... ثم رفع بصره يتأملها… فاقترب منها أكثر ودفن رأسه تجويف عنقها ويستنشق  رائحة خصلات شعرها… حتي غفا وغلبه النعاس...فهو لم يهنأ بلحظة نوم طوال الليل. 

▪ تململت في فراشها…  أحست بصداع يفتك برأسها…  كما شعرت بثقل علي كتفها…  فتحت عينيها فوجدته آدم يلقي برأسه علي كتفها ويمسك بيد خصلات شعرها ويده الأخري علي بطنها… تأملت النظر إلي وجهه الجميل ورموشه التي ازدادت جمالا بإغلاق عينيه… كما نزلت خصلة سوداء ناعمة علي جبينه زادته وسامة… أطالت النظر إلي ملامحه وتذكرت آخر لقاء بينهما ففرت دمعتين حزينتين تجريان  علي وجنتيها الناعمة…. 

▪ تحركت ببطء لتنهض من جانبه بهدوء،، فهي الآن في حالة يرثي لها… لا هي قادرة أن تتعامل معه كما كانت من قبل ولا هي قادرة علي الحديث معه وتأنيبه…  كل ماتريده أن تبعد عن محيطه… فقربه أصبح يخنقها… رغم أنها تعلم جيداً في قرارة نفسها أنها لا تكرهه… ولكن نار فقدان أمها تنهش في قلبها…  خرجت من الغرفة وجلست علي أحد الكراسي في الصالة…  مازالت تشعر بالدوار الذي انتابها الفترة الأخيرة…  كلما انفعلت أو صدمت لاتقوي علي مجاراة الأمور ويختل توازنها وتفقد وعيها. 


▪ تحرك آدم في نومته وحينما بسط ذراعه وجد مكانها فارغاً… فزع وجلس يتفقد الفراش والغرفة من حوله…  خرج مسرعاً يناديها : ميار…  ميا…. قطع نداءه عندما وجدها تجلس في الصالة… لم تعيره اهتماماً، فاقترب منها وجلس علي ركبتيه أمامها…  نظر إلي وجهها الشاحب وعينيها الذابلتين وقال : ميار عاملة ايه دلوقتي… طمنيني عليكي؟؟؟ 

▪ نظرت له ميار وقالت : انا مش قادرة اتكلم فابعد عني عشان مش طايقاك. 

▪ آدم: أنتي تعبانة؟؟؟…(زفرت بضيق ولم ترد عليه،، فاستكمل)  ميار أنتي كنتي عارفة؟ 

▪ نظرت له بعدم استيعاب : عارفة إيه؟؟!

▪ آدم :أأأنك حامل…. 

▪ ميار بعدم تصديق : إإإإإإيه… ححامل…. ايه اللي انت بتقوله ده… انت كداب. 

▪ آدم : لا مش بكدب…  اما اغمي عليكي ليلة امبارح... مهاب جه وكشف عليكي شك انك حامل… وبعدها اخذ عينة دم وحللها والنتيجة إيجابي. 

▪ ميار بصدمة : لا لا أكيد فيه حاجة غلط…  أنا مش حامل…  كنت هعرف (ثم صمتت وقالت وعيونها تشاركها المفاجأة بمزيد من الدموع)  لا… أنا فعلا حامل…  كل الأعراض عندي بقالي أيام...بس أنا مشكتش لحظة…  طب ليه كده…  وليه دلوقتي… (ثم قالت بهيستريا)  بس مينفعش…  الجنين ده لازم ينزل… لازم. 


▪ نهض آدم واقفاً وهزها بقوة :أنتي اتجننتي…  الجنين ده هيفضل… ده ابني… ابني ياميار… فاهمة…  من حقه يكتمل ويتولد ويجي علي وش الدنيا. 

▪ ميار بصوت حزين : يجي الدنيا دي ليه… دا أنا هعمل فيه معروف… أي دنيا عايزه يجي لها…  دنيا القسوة والأنانينة والغدر والانتقام…  (ورفعت بصرها له بعينين مغيمتين بالدموع)...  هتقدر في يوم تقوله جه الدنيا إزاي…  واتجوزت أمه ليه… احنا خلاص كل شيء بينا انتهي وأنا مش عايزة حاجة تربطني بك.

▪ جلس آدم مرة أخرى علي ركبتيه أمامها وقال بهدوء : طب سيبيه عشان خاطر ربنا…  أنتي مش قولتي قبل كده انك حافظة القرآن الكريم… هو مش ربنا سبحانه وتعالى حرم قتل النفس… ولا ايه ياميار… سيبيه ياميار ولا اعتراض على إرادة الله.

▪ قالت ميار : استغفر الله… ربنا يسامحني ويغفر لي… بس أنا كده كده هنزل مصر زي مااتفقنا…. 

▪ آدم : حاضر ياميار بس ممكن تصبري شوية. 

▪ ميار : مبقاش فيه صبر ولا انتظار…  انا قولت لك انا مش محتاجاك معايا…  احجز لي وانا هنزل ويبقي كل واحد راح لحاله وانسي انك عرفتني في يوم من الأيام. 

▪ أصابت الكلمة قلبه كأنها سهماً اخترقه… فحاول اقناعها وقال : وابني اللي في بطنك… فين حقي فيه. 

▪ ميار بقوة مصطنعة : ليه… هو انت كنت متجوز عشان تعمل أسرة وتتناسل… اوعي تكون نسيت انت اتجوزتني ليه…. 

▪ آدم : أياً كانت الظروف اللي اتجوزتك فيها… بس ربنا أراد أن جزء مني ينمو في رحمك…  يعني سواء أنا وأنتي قبلنا أو رفضنا… ف دي حقيقة محدش هينكرها…  وانا مش هتنازل عن حقي في ابني ياميار. 

▪ ميار : يبقي هنفضل طول العمر بنلف في دائرة مغلقة وابني هيبقي حصاد الانتقام ده…  وانا مش هخليه يعيش اللي عشته أبدا 


▪نهض آدم وجلس على كرسي آخر بجوارها وقال بأسي : خلاص ياميار…  نار الانتقام خمدت واشتعل مكانها نار العذاب في قلبي… ومستعد أفضل كده مدي الحياة مقابل انك تعيشي انتي وابني في أمان. 

▪ ميار بقسوة : نار الانتقام خمدت بموت أمي…  صح؟؟؟…  ارتحت أنت وأمك إما أخدتم مننا روح…  بس ياريتك أخدت الروح اللي أذيتكم وبعدتوا عني وعن أمي…  


▪ آدم بتوسل: صح ياميار أنا غلطت… بس صدقيني دي أقدار… ياريت انتي تاخدي روحي وارتاح من الدنيا بس تسامحيني وترضي عني. 

▪ شعرت ميار بالضعف أما كلماته،، ولكنها مثلت القوة : رجعني مصر في أقرب وقت… 

▪ آدم : طب ممكن تستني لبعد خطوبة مهاب وأيتن آخر الأسبوع. 

▪ ميار : لا احتفلوا انتوا وافرحوا ورجعني ازور امي في قبرها. 

▪ آدم : طب مش عشاني… عشان أيتن اللي اتعلقت بيكي وشافتك مكان أروي… وانتي عارفة انها متعرفش حاجة عن كل الأمور دي. 

▪ رق قلبها.. فهي حقاً تحب أيتن… ولم تري منها سوءاً قط،، فقالت : أوك… بس بعد الخطوبة هسافر.

▪ آدم بفرحة : طبعاً هعمل اللي يريحك،،  وقال في نفسه (أنا بقي هعرف ازاي اخليكي تتمني تفضلي جمبي ياميار) 


▪ مرت الأيام سريعاً بهدوء وكان آدم يعامل ميار معاملة الملوك… كان كل ليلة يطلب أن ينام بجوارها خوفا عليها وعندما ترفض يتسطح أرضاً في الغرفة ليطمئن قلبه عليها…  عندما يعود كل يوم من عمله كان يأتي لها بالورد والشيكولاته وكانت ترفضهم وعندما يستدير تتشمم الورد بفرحة وتلتهم الشيكولاته…  حتي جاء يوم الخطبة…  كانت أيتن في أبهي حلتها بفستانها الفضي المجسم عاري الذراعين وشعرها القصير مصفف بعناية يتخلله بعض المشابك الفضية تزينه بجمال خلاب…  وعلي وجهها بعض الزينة… بينما ميار ارتدت فستانا مجسما من اللون الأسود به بعض المطرزات الفضية…  أظهر جمال قوامها بعدما فقدت الكثير من الوزن خلال الفترة الماضية،،، وحجابا فضيا ملفوف بعناية أظهر جمال وجهها ولم تضع من الزينة سوي بعض الكحل الذي أظهر جمال لؤلؤتيها البنتين… 

▪دخلت عليهما نوال…  نظرت لابنتها بحب واقتربت منها واحتضنتها بدموع وقالت : ربنا يسعدك يابنتي ويفرحك. 

▪ تذكرت حينها ميار يوم احتضنتها أمها ودعت لها يوم زفافها… ففرت دمعتين متمردتين من عينيها… نظرت لها نوال وفي نفسها انبهرت من جمالها وفي نفس الوقت لمحت الحزن والدموع في عينيها،،،فشعرت الشفقة عليها ،،  فاقتربت منها وقالت بجمود: انتي بتعيطي عايزة تنكدي علينا يوم خطوبة بنتي؟؟

▪ مسكت ميار الدمعتين من طرفي عينيها بيدها وقالت : لا أبداً… دا الكحل اللي بيحرق في عيني… انا بحب أيتن ونفسي تعيش سعيدة… 

▪اقتربت منها نوال ومسكت كتفها : للأسف أيتن كمان بتحبك… ماعلينا اعملي حسابك تباتي هنا الليلة عشان بكرة هاخدك للدكتورة النسا والتوليد اطمن علي حفيدي.

▪ شعرت ميار أنها تحلم… كذبت أذنيها… أم آدم متقبلة الحمل وتريد الإطمئنان علي الجنين… ماذا حدث؟؟ 

▪ نوال : انتي لسه هتقفي… روحي نادي آدم يطلع أخته لعريسها. 

▪ ميار بفرحة : حاضر… حاضر. 

▪ ذهبت ميار تنادي آدم ولكن ألجمتها الصدمة عندما رأته……… 

                   الفصل الحادى عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>