رواية احرقنى انتقامى الفصل الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر بقلم سهام العدل


 

رواية احرقنى انتقامى 



الفصل الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر 

بقلم سهام العدل

⬅ذهبت ميار تنادي آدم ولكن ألجمتها الصدمة عندما رأته يحتضن فتاة تقاربه   في الطول…  عبارة عن كتلة أنوثة متحركة… ترتدي فستانا قصيرا


 حتي ركبتيها من اللون الوردي عاري الصدر والذراعين وكاشف حتي منتصف ظهرها… ظلت تنظر لهما بدهشة ولا تعلم لما تشعر بالغيظ وكأن الدماء ستفور من رأسها…  عندما نزلت هذه الفتاة من حضنه ورأت وجهها ،، شعرت بالغيرة حقاً،، فهي أقل مايقال عنها جميلة،،، فهي   

لم تري بهذا الجمال سوي في أفلام ديزني بعينيها الخصراوتين وشعرها الاصفر وفمها المكتنز   وأنفها الصغير وخدودها المنتفخة…  اقتربت منهما والدماء تغلي في عروقها…. 

▪ سمعت الفتاة تقول له وهي تتحس صدره بطريقة إغوائية : وحشتني يادودو… وحشتني أوي… كده أهون عليك متسألش عليا… 

▪قبل أن يرد آدم كانت ميار قد اقتربت منهم ونظر لها آدم نظرة تفحص وإعجاب بادي علي ملامحه بجمالها الهاديء… 

▪نظرت له ميار نظرة كلها غيظ ثم قالت وهي تكز علي أسنانها : مامتك عايزاك يادودو عشان تطلع أختك. 

▪ آدم بحب : حاضر ياميار…  جاي حالا.

▪ نظرت لها الاخري نظرة تفحص استنكارية… فلقد رأت علي وجه آدم علامات الإعجاب بها واضحة: مين دي يادودو…

▪استفزتها كلمة( دودو) وتمنت لو تلكمها في هذا الوجه الملون المرسوم كلوحة فنية….وقالت بتلقائية : أنا مرات دودو…

▪جحظت عيني الأخري لما سمعته : إيه انتي بتهزري…  امشي ياماما من هنا…  معقول ياآدم اتجوزت من غير مااعرف؟!!!! 

▪ آدم ويمد يده يسحب ميار من وسطها عليه بحب : أيوة يانجلا… دي ميار مراتي وجايلنا بيبي في السكة…معلش بقا يانوجا الموضوع جه بسرعة وملحقنلش نعزم حد…. (ونظر لها وقال :) ودي نجلا بنت عمي وكانت صديقة أروي الأنتيم. 

▪ ميار بثقة : تشرفنا…. 

▪ نجلا : أكيد عرفاني أو سمعتي عني من أي لقاء تلفزيوني وفيديوهات شغلي كلها علي الانترنت. 

▪ ميار : لا محصليش الشرف… ليه هو حضرتك شغالة في إيه. 

▪ نجلا: أنا أشهر خبيرة تجميل في الوطن العربي. 

▪ ميار بدهشة : واضح واضح وأنا اللي كنت فاكرة كل ده طبيعي… بس وضحت. 

▪ نجلا بتساؤل : هو ايه اللي فاكراه.؟؟؟

▪ ميار : متشغليش بالك… ثم نظرت إلي آدم وقالت : أيتن بتنتظرك. 

▪ آدم : أوك… ياللا نروح.

▪ اقتربت من أذنه : طب شيل إيدك من عليا. 

▪ سحب يده بهدوء واقترب من رأسها وقبلها… وهمس في أذنها : بس انتي النهاردة أحلي من القمر (وتركها وذهب)

▪ كست حمرة الخجل وجهها… ثم ابتسمت بخجل ولكنها سرعان مازالت ابتسامتها عندما سمعت المدعوة نجلا : آدم… استني يادودو خدني معاك… هموت وأشوف أيتن.

▪ شعرت بالغيظ وعندما اتجهت خلفهما… أحست بالغثيان وشعور بالقيء…  غيرت اتجاهها وذهبت إلي الحمام… 

▪انتهت ميار وغسلت وجهها ببعض الماء واستندت بيدها علي الحوض من فرط إرهاقها والتعب الذي حل بجسدها إثر التقيؤ.

▪ نظرت لنفسها في المرآة وقالت لنفسها : إيه ياميار… مالك؟؟؟… غيرانة عليه ليه…  زعلانة ليه اما لقيتي واحدة غيرك قربت منه…  مش انتي اللي عايزة تبعدي.. خلاص.. هو انتي يعني فاكرة اما تسيبيه وتمشي هيعمل إيه… هيتجوز ويعيش حياته…. إيه…  يتجوز!!!...أيوة يتجوز… شاب حلو وسيم وأي واحدة تتمناه…  متقفيش في طريقه… أصل تكوني فاكرة ان اللي بيعمله معاكي ده حب…  لا فوقي… لا مش حب… ده مجرد إحساس بالذنب وبيعامل كويس ويهتم بك عشان يريح ضميره بس…. (نزلت دمعتين من عينيها مسحتهما بسرعة) … بس كفاية كده ياميار…  اهدي واخرجي… خلي الليلة دي تعدي علي خير عشان تشوفي هتعملي إيه….. 

▪ تأبطت أيتن ذراع آدم وخرج بها للصالة وبجانبه من الناحية الأخري نجلاء ابنة عمه… وجد مهاب ينتظره بلهفة… عندما رآها مهاب تراقص الحب في عينيه وملأت الابتسامة ثغره… 

▪مال آدم علي أيتن وقال: نفسي أفهم إيه اللي عاجبك في أبو فصادة ده… صحيح مراية الحب عامية. 

ضحكت أيتن : بس طيب وقلبه كبيرة يادومي. 

▪ آدم : طب ياختي اشبعي بالطيب ده… وشوفي حل في بنت عمك اللي لازقة فيا لزقة سودة دي… كان لازم تعزميها يعني. 

▪ أيتن : والله ما عزمتها… بتقول عرفت من الفيس بوك وكانت في دبي بالصدفة قالت اننا قريبين لها تيجي تبارك وتحضر معانا. 

▪ اقترب منهم مهاب : مبروك ياآدم…  مبروك ياأحلي أيتن في الدنيا. 

▪ آدم : مبروك عليك أنت… اما احنا واخدينك بس عشان خاطر خالي الله يرحمه…. 

▪ مهاب كتر خيرك وياللا عشان نلبس الشبكة ونلحق القنصلية نكتب الكتاب ونوثق العقد. 

▪ آدم : مستعجل أنت الدنيا هتطير… 

▪أخذ مهاب يد أيتن ولثمها بقبلة ثم قال لها : أجمل عروسة في الكون… سيبك من اخوكي المجنون ده… القمر نزل علي الأرض النهاردة. 

▪ ابتسمت له ابتسامة ممزوجة بالحب والخجل… 

▪آدم : اتنين مجانين اتلموا علي بعض…  احنا نكتب كتابكم في مستشفي الأمراض العقلية. 

▪ أخذها مهاب وجلس بها في المكان المخصص بهم…. 

▪ تلفت آدم يميناً ويساراً يبحث بعينيه عن ميار… مسكته نجلا من كتفه : بتدور علي حاجة ياآدم…. 

▪ التفت آدم لها :أيوة بدور على ميار مشفتهاش….. 

▪ أشارت له علي غرفته : أيوة شيفاها داخلة الأوضة دي.

▪ابتسم لها بمجاملة : متشكر يانجلا… وذهب إلي الغرفة… دخل وجدها خالية…التفت ليخرج  وجد نجلاء تدخل وتغلق الباب خلفها بالمفتاح وتضعه في فتحة فستانها عند الصدر. 

▪ آدم بذهول : فيه إيه يانجلاء…  قفلتي الباب ليه… بتعملي إيه. 


◼ خرجت من المرحاض وجدت أيتن قد خرجت وجلست بجوار مهاب ….رأتها نوال فاقتربت منها : مالك وشك أصفر ليه كده ؟؟؟

◼ميار : لا أبدا مفيش حاجة .

◼ نوال : طب روحي اقعدي وارتاحي بدل ماتقعي أدام الناس وتفضحينا ….

◼ميار : حاضر….ثم سارت وجلست علي كرسي وبحث بعينيها عن آدم ولم تجده ...وما زاد الشك في قلبها أن لم تجد نجلا أيضاً… شعرت بالقلق والوساوس قد تملكت منها.


▪ آدم :فيه إيه يانجلاء..  قفلتي الباب ليه… بتعملي إيه؟؟!!! 

▪ نجلا بتهورها المعتاد تقترب منه : يعني اتجوزت ياآدم… ونسيت كلامك ليا… (مبفكرش في الجواز يانجلا…  ورايا طموحات وأحلام يانجلا…  هجوز أخواتي الأول)  مش ده كان كلامك…  وانا اللي كنت هموت عليك… عمرك ما بليت ريقي بالكلمة. 

▪ آدم : أيوة فعلا…  بس الظروف حكمت يانجلا… 

▪نجلا : ظروف إيه اللي وقعت واحد جان زيك في البنت اللوكال دي. 

▪ آدم : لو سمحتي يانجلا…  متتكلميش عن ميار كده. 

▪نجلا اقتربت منه ومسكت ياقة قميصه وقالت بحزن مصطنع : ايه يادودو… بتحبها؟؟

▪ آدم وهو يدفع يديها : أيوة بحبها طبعاً…  ميار انسانة جميلة… و..و..و...

▪وضعت نجلا يدها علي رقبته وبدأت تنزلها حتي صدره بطريقة إغراء محترفة ثم شرعت في فك أزرار قميصه : وحشتني يادودو. 

▪ دفع يدها ودفعها بعيدا عنه وقال بصرامة : ايه الجنان اللي بتعمليه ده…  زمان وكنت بقول طيش مراهقة وعدم إدراك منك ولا انتي لسه فيك الانحطاط ده. 

▪ نجلا : انحطاط عشان لسه بحبك ياآدم. 

▪ آدم : افتحي الباب يانجلا بدل ماأمد إيدي عليكي… الناس برة وبلاش فضايح. 

▪ أخرجت نجلا المفتاح وقذفته علي الفراش… 

▪فتح آدم الباب وخرج وهو يغلق قميصه ويعدل ياقته…  في نفس اللحظة لمحته ميار ثم لمحت نجلا تتبعه بعدها بلحظات…  عندما  لاحظت نجلا أن عيني ميار عليها وهي خارجة من الغرفة أرادت أن تثير الشكوك بداخلها،،، فبدأت تعدل فستانها وشعرها وكأنه كان يحدث بينها وبين آدم شيء. 

▪ حينها شعرت ميار أن الأرض تميد بها،،، فحاولت بكل قوتها تمالك نفسها وأعصابها حتي لا تثير بلبلة في الحفل.

▪ بعد دقائق كان مهاب يلبس أيتن محبس الخطبة وسط فرحة الجميع إلا نوال الذي لمحتها أيتن وهي تمسح دمعها… ثم تسحبت من وراء الجميع ودخلت غرفتها… فكرت ميار ملية ثم تبعت نوال ودخلت وأغلقت الباب.

نوال  وهي تمسح دموعها وتحاول رسم قوتها : ايه اللي جابك ورايا..  فيه حاجة؟؟ 

ميار جلست علي طرف الفراش : جاية اقولك آسفة… آسفة اني دموعك النهاردة نزلت بسببي… 

نظرت لها نوال بعينين دامعتين : في الأول والآخر أقدار… اخرجي عشان محدش يلاحظ غيابك. 

ميار وقد غلبتها الدموع لرؤيتها لهذه المرأة القوية بهذا الإنكسار : أنا خلاص هسافر ودي آخر مرة ممكن نشوف فيها بعض… بس حبيت أقولك إني عمري ماكرهتك ولا زعلت منك…  يمكن لو كانت جمعتنا ظروف أحسن من كده كنت اتمنيت انك تكوني أمي اللي فقدتها وأنا أكون بنتك… كل اللي عايزاه بس انك تسامحيني وتفتكريني بس بالخير…. (ووقفت واتجهت ناحية الباب للخروج)


نادتها نوال : ميار…. تعالي (وفتحت لها يدها لتحتضنها)... التفت لها ميار وجرت عليها وارتمت في حضنها باكية….. 

قالت نوال لها وهي في أحضانها : له حق آدم يحارب الدنيا عشانك… خليكي ياميار… متسافريش. 

▪ اعتدلت ميار ومسكت يدها وقالت : مبقاش ينفع…  لا الدنيا ولا الظروف اللي جمعتنا هتسيبنا عايشين مرتاحين…  هيكون فيه دايما حاجز يمرر حياتنا…  وانا بصراحة بعد موت أمي مش مستعدة نفسياً اني اكمل…  عشان كده سامحيني ويشرفني انك تفضلي فاكراني  

نوال : وحفيدي؟

ميار : انا هتواصل دايما مع أيتن وف أي وقت تنزلوا مصر انا تحت امرك في أي حاجة. 

قاطعهم طرق الباب.. نوال : ادخل…

فتح آدم الباب وطل برأسه : ياللا ياماما عشان رايحين السفارة لكتب الكتاب… ثم سلط نظره علي ميار وكأنه يشبع عينيه منها. 

▪ نظرت له ميار نظرة غيظ ثم اخفضت بصرها… نهضت نوال وهمت بالخروج : ماتوسع يابني خليني أفوت  

▪أفسح لها ادم الطريق لتخرج ودخل هو واغلق الباب 

آدم : هنتأخر ياميار… 

ميار : حاضر جاهزة…  بس ممكن افهم انت حجزت ولا لسه؟؟

آدم : مستعجلة على إيه…  هحجز بكرة ان شاء الله.. 

ميار : علي اتفاقنا خلاص…  معتش هقعد هنا…  وانت خليك هنا خد راحتك واعمل اللي يعجبك متشغلش بالك بيا. 

آدم : مش فاهم قصدك إيه؟ 

ميار : اقصد احجز لي وانا هنزل مصر لوحدي. 

آدم بحزن : لا طبعاً أنا جاي معاكي…  اوصلك واطمن عليكي وعلي ابني…  بس اوعديني ياميار انك تتواصلي معايا… 

ميار وقد آلمها قلبها : انزل بس وربنا يحلها…. 

آدم : طب قومي زمانهم بيستعجلونا. 


⬅بعد عدة ساعات في احد المطاعم وفي ركن خاص يجلس العروسان… 

مهاب : أنا مش مصدق إن أخوكي اقتنع يسيبك تخرجي معايا…  دا طلع عيني… هو ايه البني آدم ده مخلوق من إيه. 

أيتن بابتسامة : الفضل في ده بيرجع لربنا ثم لميار…  هي الوحيدة اللي عرفت تقنعه.

مهاب : بصراحة كتر خيرها…  بس سيبك أنتي أنا مش مصدق إن الحلم اتحقق وبقيتي مراتي. 

أيتن بابتسامة خجولة : ولا أنا كمان مصدقة نفسي. 

مسك مهاب يدها وقبلها : ربنا مايحرمني منك أبداً ياأحلي حاجة حصلت في حياتي. 

أيتن بنظرة كلها حب : بحبك يامهاب… 

قام مهاب وجلس علي ركبتيه ومسك يديها ونظر في عينيها : كلمة بحبك مش هتعطيكي حقك ياأيتن ولا هتعبر عن اللي جوايا…  انا اللي أقدر اقوله ان حياتي بتبقي ضلمة وانتي بعيد مبتنورش غير في وجودك… ضحكتك  شمس وعيونك نجوم.. أنا أيتن معرفش يعني إيه حب..  بس اللي أعرفه إن قلبي عمره مادق غير بيكي… ووضع علي كل يد لها قبلة حانية…. 


▪ فتح آدم باب شقته وأشار لميار أن تدخل… دخلت ثم تبعها آدم…  خلعت ميار حجابها وهي تزفر بقوة وقالت : يوم متعب جدا… 

اقترب منها آدم وهو يخلع قميصه : أنتي كويسة…

ميار :اه كويسة بس مرهقة جدا… 

آدم : طب ادخلي غيري هدومك وارتاحي…. 

ميار : عملت لي إيه في الحجز… أنا سمعتك في السفارة وانت بتكلم حد في التلفون وبتطلب منه حجز تذكرتين. 

آدم بعصبية : خلاص ياميار…  الحجز…  الحجز…  الحجز…  جهزي نفسك بعد يومين…  ارتاحي…  خلاص نازلة مصر… وتركها ودخل غرفة مكتبه وصفق بابها بقوة. 

▪ جلست ميار مصدومة ووضعت يدها علي قلبها الذي آلمها فجأة لا تعلم لما شعرت بكل هذه الخيبة وهذا الحزن؟؟؟… ألم يكن هذا ماتريده…. 

▪ بعد دقائق نهضت ودخلت غرفة اليوم وهمت بخلع فستانها… شعرت بنفس الغثيان الذي لازمها ورغبتها في القيء…  ألقت فستانها علي الفراش وجرت علي المرحاض تتقئ…  ظلت علي هذه الحالة دقائق حتي شعرت أن اعصابها انهارت وستقع علي الأرض من فرط إرهاقها بسبب القيء…. حتي وجدت يده تمتد وتسندها ويحتويها حتي لاتسقط… ارتمت علي صدره وأنفاسها تعلو وتهبط… فاحكم مسكها ورفعها من وسطها إلي صدره.

▪ مسح علي شعرها بحنان وقال : ادخلك الأوضة ولا لسه محتاجة تفضلي هنا. 

▪ قالت بصوت متعب : لا دخلني الأوضة….

▪ حملها بين ذراعيه وأدخلها الغرفة ووضعها علي الفراش بحب ثم أزال فستانها من عليها ونام بجوارها ودفن رأسها في صدره ثم نظر لها نظرة شاملة وهي ترتدي قميصاً أبيضاً قصيراً من الستان بحبلين رفيعين كانت ترتديه تحت الفستان ولم تستطع أن تغير ملابسها عندما غلبها القيء…  تحولت نظرته إلي نظرة رغبة فيها عندما رآها بهذا القميص الذي يظهر أكثر مما يخفي…  فبدأ أن يتحسس جسدها بحنان وحب……….  


الثانى عشر 


حملها بين ذراعيه وأدخلها الغرفة ووضعها علي الفراش بحب ثم أزال فستانها من عليه


 ونام بجوارها ودفن رأسها في صدره ثم نظر لها نظرة شاملة وهي ترتدي قميصاً أبيضاً قصيراً من الستان بحبلين رفيعين 


كانت ترتديه تحت الفستان ولم تستطع أن تغير ملابسها عندما غلبها القيء…  تحولت نظرته إلي نظرة رغبة فيها عندما رآها بهذا القميص الذي يظهر أكثر مما يخفي…  فبدأ يتحسس جسدها بحنان وحب...ثم  


مرغ أنفه في رأسها يستنشق رائحه شعرها المميزة لديه فهذه وحدها كفيلة بإستثارته واقتحام حصونه...هي الأخري بدأت تنهار قواها من  لمساته من ناحية ومن رائحته التي تتسلل بعمق إليها لتسلبها كل اتزانها 


ومن لهيب أنفاسه التي تشعر بحرارتها وانفه التي تدغدغ مشاعرها… كانت نبضات قلبها تزيد وتزيد مع لمساته وبدأت تعلو أنفاسها بشكل لاحظه آدم فناداها : ميار…. رفعت رأسها له بنظرة خجل ورغبة في آن


 واحد… فقال لها :أنتي تعبانة… هزت رأسها بالنفي… علم أن عدم انتظام أنفاسها استجابة له…  نظر لها ثم هبط يلتهم شفتيها بنهم وشوق بالغ…  هي الأخري لم تستطع مقاومته،، فسقطت معه غارقة في بحر الحب……. 


*في مصر… في منزل عاصم :

مراد :أناعايز أفهم يعني ايه ماتوا… 

عاصم بعصبية : يعني ماتوا… ماتوا عقبال عندك. 

مراد : يعني أغيب كام شهر أرجع ألاقي أمي وأختي ماتوا… يعني أمي ماتت من غير ما اقولها سامحيني ياما علي كل اللي شوفتيه بسببي… ميار ماتت من غير مااقولها انك كنتي انضف حاجة في حياتي…. انت    بتقول ايه (ثم قام وامسك والده من ملابسه)  مموتش انت ليه علي الاقل كنا ارتحنا منك…  انت السبب في اللي انا فيه ووصلت له ده… ثم جلس علي الأرض يبكي…

وقف والده من جلسته : ليه انا اللي قولتلك مد ايدك واسرق…  انا اللي قولتلك اشرب مخدرات وبرشم وخد الهم اللي بتاخده ده…  ده انت دمرتني وخليتني بمشي مطاطي راسي بسببك يارد السجون…  امشي اطلع بره والبيت ده متدخلوش تاني.

مراد بإنفعال وبكاء: مش طالع…  كفاية بقى… إيه مزهقتش…  كنت اما تزعل مني تطردني تطردني…  مكنتش بلاقي ملجأ ليا غير ولاد الحرام… عارف يعني ايه ولاد حرام… يعني كل حاجة مباحة…  وكل اما كنت ازهق وعايز امشي صح وارجع… كنت برضه بتطردني… لما خلاص مبقاش ليا مكان غيرهم… بس دلوقتي خلاص… خلاص بقي انا اتدمرت…  مش كفاية أمي وأختي ماتوا وانا مش جمبهم ولا عمري كنت جمبهم بسببك…  كنت دايما باعدني… مروحتش انت ليه مكانهم يمكن كنا نرتاح. 

-فرت دمعة قهر من عين عاصم وترك ابنه ودخل غرفته ينعي همه بعدما أصاب بيته من عاره بابنته الذي سيظل يحمله مدي الحياة وفراق زوجته التي لم يعرف لها بقيمة إلا بعد أن تركته وابنه الذي ظن منذ أن كان طفلاً أنه سيكون سنداً له ولكن خيب ظنه بفشله وانحرافه والآن يحمل أباه الذنب…  هو في حيرة من أمره ياتري من الجاني ومن المجني عليه…  يري أنه لم يخطيء في حقه ولم يرد الا الحزم لكي يعتدل ميزان بيته… جلس على الفراش ووضع رأسه بين يديه وظل يبكي… فلم يعد قادر علي حمل كل هذا الهم…. 


⬅عاشت بين يديه لحظات وكأنها حلماً جميلاً… نعمت بقربه واحتوائه لها اغرقها بحنان لم تتوقعه أبدا …  لم تتخيل أبداً أن تعش لحظات سعيدة كهذه فأنوثتها كانت تفيض بين يديه …  وبعد قليل كانت تستكين في أحضانه بعد أذاقها لذة جنته…. مسح علي شعرها وقال : ميار… 

ميار :نعم 

آدم يرفع وجهها له وهي تشيح بعينيها خجلا منه :مالك ياميار… أذيتك؟

ميار بنفي ووجه محمر من الخجل : بالعكس… 

آدم بحنان : طب مالك… عيونك بتقول كلام غير انك سعيدة… 

ميار : خايفة أوي…  مكنش ينفع ان  ده يحصل… مينفعش وخصوصا دلوقتي… 

آدم : طب مانحسبها بشكل تاني…  مايمكن ده حصل دلوقتي عشان نوثق علاقتنا ونكمل سوي. 

ميار : لو كملنا هيفضل الماضي دايما عائق في طريقنا…  شبح هيطاردنا كل اما خطينا خطوة لأدام…… 

مسك آدم يدها وقبلها بحب وقال : ميار…  أنا بحبك…  وحبي ليك…

قاطعته ميار : قولت إيه…  بتحبني أنا؟!!! 

آدم بابتسامة حب : ومعرفتش يعني إيه حب غيرك معاكي…  وحبي ليكي هيخليني أحارب الدنيا كلها عشان نكمل سوا… ويكن في معلومك أنا هنزل معاكي مصر وهرجع بكي تاني. 

ميار بتعجب : مش فاهمة؟!!! 

آدم وهو يرجعها لصدره ويمسح علي شعرها  : يعني حبيبتي الزنانة اما كل يوم انزل مصر انزل مصر… حجزت لها تنزل لباباها… بس قولت ننزل نوضح الامر لباباها وهرجع بها تاني… وعمري ماهسيبها تاني… بس متقوليلهاش بقي.

ميار : لا حبيبتك زعلانة منك… 

آدم  :  ليه بس أنا عملت إيه؟؟ 

اعتدلت ميار جالسة مربعة يديها علي صدرها : إسأل نفسك عملت إيه النهاردة في خطوبة أيتن؟؟ 

آدم بحيرة : مش عارف والله…  قولي ولك حق تأخديه. 

ميار : كنت بتعمل إيه في الأوضة مع عروسة المولد دي.. 

آدم : مين عروسة المولد دي… ثم فكر ملية وانفجر ضاحكا وقال من بين ضحكاته...نجلا

ميار بغيظ : بتضحك…  صحيح الرجالة كلهم كده كل همهم رغباتهم ونزواتهم وشهواتهم. 

آدم بتعجب : إيه!!! ثم اقترب منها واحتضن رأسها وقال: رغبتي فيكي انتي وشهوتي هي انتي… ومفيش واحدة في الدنيا تأثر فيا غيرك….

ميار بدلال : ونجلا دي كنت بتعمل معاها إيه… 

آدم : والله ما عملت معاها حاجة… سيبك منها دي واحدة مخها طاقق… 

ميار : يعني كانت عايزة منك إيه ياآدم انطق. 

آدم رفع رأسها ونظر لعينيها : دي أول مرة تناديني باسمي…  مكنتش اعرف انه حلو أوي كده… وكمان تعالي أقولك كانت عايزة إيه…..  

(ملناش دعوة بهم ياجماعة سيبوهم علي راحتهم)


⬅بعد يومين في شقة نوال…. 

 مهاب : اخلصي ياأيتن هنتأخر…  كل ده لبس  

آدم : متعليش صوتك في البيت وأنا موجود ياحيوان أنت. 

مهاب : ماتيجي ياآدم أعملك عملية وأأقص لك حتة من لسانك…. 

خرجت ميار مع أيتن من الغرفة… قالت : أيتن… خلاص احنا جاهزين…

نوال وهي توجه الحديث لميار : لسه مصممة يابنتي…  الطيران غلط عليكي في شهورك الأولي…. 

ميار : متخافيش ياماما… ربنا هيستر وآدم معايا… 

آدم : متقلقيش نفسك ياماما وزي ماوعدتك هرجع لك بها…  خلاص مبقاش بمزاجها…. 

نوال : ربنا يرجعكم بالسلامة يابني..   خلوا بالكم من بعض…. 

واحتضنت نوال كل من ميار وآدم…… 


*السيارة في طريقها إلى المطار .. مهاب يسوق وبجانبه أيتن وآدم وميار في الكرسي الخلفي… 


آدم : مش عايزك يابتاع انت تنط كل شوية وانا مش موجود. 

مهاب : حد سمع حاجة ياجماعة… انت عبيط يابني… دي عمتي ومراتي مالك أنت؟؟ 

آدم : لسه مبقتش مراتك دا كتب كتاب…  احترم نفسك أصل أفضها وبصراحة أنا بتلكك. 

ضحكت ميار وأيتن علي مزاحهم معاً وقالت أيتن كأنها ترضي طفلاً : حاضر يادومي اللي عايزه هيتعمل ثم نظرت لمهاب وغمزت له…. 

آدم : شوفتك ياأيتن… الحيوان ده هيفسدك عليا ياأيتن متسمعيش كلامه.

مسكت ميار يده : خلاص ياآدم بقي سيبهم براحتهم دول مكتوب كتابهم…. 

مهاب : سيبيه يقول اللي عايزه… هو الكلام بفلوس….. 


⬅بعد ساعة كانت ميار ممسكة بيد آدم في الطيارة…. 

نظر لها آدم : تعبانة؟؟؟ 

ميار : لا بس دايخة شوية… 

آدم : ممكن نعتذر وننزل قبل ما الطيارة تقلع… 

ميار : لا يا آدم…  ده شيء طبيعي… 

آدم : طب اهدي يا حبيبتي وتعالي علي كتفي… 

مالت برأسها علي كتفه وقالت : تعرف يا آدم إن أول مرة أركب طيارة يوم ماجيت معاك هنا…  

آدم بنبرة حزينة : عارف ياميار وياريت الوقت يرجع شوية وانا كنت عكست كل شيء  

ميار : بالعكس ياآدم… يمكن اللي حصل ده هو اللي أثبت لي معدنك الكويس وقلبك الكبير…. 

آدم : كلها أيام ونرجع ياميار ووقتها بقي هعوضك عن كل حاجة حصلت لك في حياتك….

ميار وهي تتمسك في ذراعه بقوة : بس انا خايفة أوي ياآدم. 

آدم يمسح بيده الأخرى على شعرها بحنان : ليه بس ياحبيبتي…  كل حاجة هتتظبط وتعدي وهنرجع سوا.

ميار :قلبي مقبوض كده… ومش عارفة مالي. 

آدم : متخافيش ياحبيبتي… أنا جمبك وهفضل جمبك طول العمر. 

ميار : ربنا يخليك ليا ياآدم ومايحرمني منك أبداً… 


⬅ آدم يأخذ يد ميار ينزلها من سيارة أجرة نقلتهم من المطار… 

آدم : عارف ياميار أنك تعبتي من السفر والطريق بس خلاص وصلنا. 

ميار : فعلا انا تعبت جدا… بس ريحة شارعنا فوقتني… مهما كان ليا هنا ذكريات مؤلمة بس اكيد كانت فيه ذكريات جميلة… تفتكر ياآدم بابا هيقابلني إزاي؟؟ 

آدم : أكيد هيكون غضبان وزعلان عشان اللي أنا نيلته بس أكيد كل حاجة هتتصلح إما نفهمه الحقيقة.

ميار : أنا مطمنة عشان انت جمبي ومعايا بس يا آدم أنا مش مصدقة إني هدخل البيت ومش هلاقي ماما فيه… 

آدم : ربنا يرحمها ويغفر لها…  بس ترتاحي وهنروح نزورها لاني انا كمان عايزها تسامحني. 


◀فتح عاصم الباب وتفاجأ عندما وجد الطارق  آدم…. 

عاصم بذهول : أنت… خير يا بني… 

ظهرت ميار من خلف آدم…. نظرت لأبيها وقد تغير شكله كثيرٱ رغم انه لم يمر علي بعدها عنه سوي أيام قليلة…  لأول مرة تراه بهذا الضعف...

آدم : إزيك ياعمي جايين نزورك.   

عاصم والشرر في عينيه:   انت يابني مش قولت هتستر عليها… جايبها ليه تاني...

تجمعت الدموع في عيني ميار وقالت : وحشتني يابابا…. 

آدم وهو يأخدها تحت ذراعه : أنت فاهم غلط ياعمي…  بس اسمح لنا ندخل. 

عاصم وهو ينظر لها بغل وكراهية : اتفضل…. 

دخلا الاثنان وميار تتمسك بيد آدم وتستنجد به… جلست علي الكرسي  المجاور لآدم ومازالت متمسكة بيده وقالت : بابا اسمعني… أنا….

عاصم : اخرسي…  أنا بنتي ماتت…. 

آدم : ياعمي…  أنا جايلك النهاردة عشان أوضح لك الحقيقة…. 

عاصم : حقيقة ايه…  يابني أنا قولتلك ان معروفك ده في رقبتي ليوم الدين… 

آدم : ياعمي أنت اللي أهدتني هدية… هفضل اشكرك عليها طول ماأنا عايش… ياعمي بنتك دي أشرف بنت في الدنيا… أنا اللي ظلمتها… أنا اللي ادعيت عدم شرفها… وجاي النهاردة عشان أخلص ضميري أدام ربنا وأدامك لأني ظلمت ميار وهي متستاهلش كده. 

نظر له عاصم بذهول ونظر لابنته وجدها مدمعة العينين،،، قال لآدم  : وليه… بنتي عملت فيك إيه… يعني ظلمتها ليه…  خلتني اعمل فيها كده ليه… 

آدم بعينين ملؤها الندم : أحب احتفظ بالأسباب لنفسي… 

نهض عاصم ومسك آدم من ياقته : يعني تفتري علي بنتي وتظلمها وتقول احتفظ بها لنفسي…  تلوث شرف بنتي وسمعتها وتقولي… 

نهضت ميار وامسكت أباها من ظهره تبعده عن آدم : بابا ابعد عنه… آدم معذور… 


في نفس اللحظة فتح مراد باب الشقة بمفتاحه الخاص… ونظر للجميع ثم قال:

↙… ميار!!!...  أنتي لسه عايشة!!! 

ميار بذهول 😱: مرااااد!!!



الرابع عشر


في نفس اللحظة فتح مراد باب الشقة بمفتاحه الخاص… ونظر للجميع ثم قال:

↙… ميار!!!...  أنتي لسه عايشة!!! 

ميار بذهول 😱: مرااااد!!!

▪انتبه آدم لما نطقته ميار….  فاحمرت عيناه وتجهمت ملامحمه واعتلاه الغضب…  نظر له بعينين مظلمتين…. 

-اندفع مراد اتجاه ميار واحتضنها وقال : ميار.. حبيبتي…  انتي لسه عايشة…  وحشتيني… كان قلبي حاسس… 

لم تبدي ميار أي ردة فعل وهي في أحضانه بل تملكها الرعب من القادم…. 

⬅في لحظة انقض آدم عليه يشد ميار منه ويوقفها خلف ظهره ثم لكمه لكمة أدت إلي وقوعه أرضاً… 

▪مراد يمسح بيده الدم الذي سال علي جانب فمه وقال بصوت موجوع : أنت مين يا******* أنت. 

حينها صرخت ميار وجرت تمسكت بابيها الذي وقف مذهولا هو الاخر وظن انه لكمه لانه رآه يحضنها... فذهب لآدم يقول له : يابني… دا أخوها… 

▪نزل أدم على ركبتيه جالسا علي ساقي مراد واجلسه قليلاً،،، ثم سدد له لكمات قوية متتالية مدرب عليها من قبل …. ظل يضرب فيه والاخر يصرخ ولم يستطع الدفاع عن نفسه من شدة الألم، فهو ضئيل الجسد مقارنة بآدم ذو الجسد الرياضي القوي… 

▪كانت ميار تصرخ وأبيها يشد آدم من علي مراد ويقول : فيه ايه يابني سيبه…  هتموته في إيدك… (ولكن آدم في عالم تاني لم يسمع لأحدا لم يري أمامه سوي أخته وهو يتخيلها تصرخ وتستنجد به...يراها في مخيلته عارية مغتصبة…. ثم ملقاة علي قارعة طريق في الظلام)

▪تركه آدم ومراد قد فقد كل قواه ووجهه ينزف من كل فتحاته ويأن ثم اتجه سريعاً إلي المطبخ وأتي بسكين كبيرة حادة… 

▪جرت عليه ميار وامسكت يده وهي تبكي : أبوس إيدك ياآدم… أبوس إيدك كفاية كده…

▪صرخ آدم فيها بصوت أرعبها… و رج أركان المنزل : مياااااااااار… ابعدي أنتي وطلعي نفسك من الموضوع ده…. أقسم بالله ماهسيبه إلا أما آخد حق أختي  ….. 

▪عاصم بصوت مهزوز : حق ايه يابني… لو لك حق هجيبهولك بس بلاش تأذيه… 

▪آدم بعينين عماهما الانتقام : أي أذي قليل عليه… وحقي أنا هاخده بإيدي…. 

↙ سار آدم بخطوات تهز الأرض من تحته وصورة أروي وهي مكفنة أمام عينيه…. رفع آدم السكين لينزل به علي صدر مراد وفي نفس اللحظة ارتمت ميار علي أخيها تحميه وقالت : اقتلني انا ياآدم…  لو عايز تقتل اقتلني أنا…  اقتلني خليني ارتاح بدل ما أعيش في الدنيا وأخويا مقتول وجوزي قاتل…. 

تعلقت يد آدم في الهواء للحظات ثم أنزلها وتنهد بألم ملحوظ وتركهم جميعاً وخرج مطرقاً الباب خلفه بقوة…..


▪ نهضت ميار من علي مراد وجلست القرفصاء ارضاً وظلت تتمتم بدموع: الحمد لله… الحمد لله…. 

▪ تسطح عاصم علي الأريكة يتنفس بصعوبة والرعشة تسكن أوصاله… رغم جهله بما يدور ولكنه ابنه فلذة كبده… ظن للحظة أنه سيموت… شعر حينها أنه سيفقد روحه بعدها… 

 ▪أما مراد كلما حاول النهوض خانته قوته  ووقع مرة أخري…  إلا أن تمالك قوته بصعوبة ونهض جالساً…  اقترب من ميار شيئاً فشيئاً إلا أن وصل إليها… قال بصوت يأن: عايز أفهم مين ده وعايز ايه وبيعمل فيا كده ليه ابن الكلب ده…. 

▪رفعت ميار وجهها ومسحت دموعها وقالت بصوت مغلول وقوي: اتكلم عن آدم كويس واياك تغلط فيه تاني… آدم ده جوزي وانت السبب في كل ده وتستاهل القتل فعلا… 

▪ مراد بصوت جهوري : ليه.. دا انا اول مرة اشوفه…. 

▪جلس عاصم منتبهاً لكلام ابنته : ماتفهمينا يا بنتي… 

▪ميار : عايزين تعرفوا… حاضر…  ابنك المحترم من حوالي أربع أو خمس شهور… كان بيوصل واحدة في تاكسي في وقت متأخر واخدها في طريق مهجور وسرقها واغتصبها…. 

▪ جحظت عيني عاصم : إيه!!!… ومراد نظر للأرض يتهرب من نظرات أبيه…. 

▪ استكملت ميار حديثها بصوت تخنقه العبرات : البنت دي تبقي أخت آدم…وانتحرت بعد فترة من اغتصابها...  عرفت ليه يابابا آدم اتجوزني… عرفت ليه قالك اللي قاله… بس آدم طلع رحيم معرفش يكمل في الظلم…  حس بغلطه وعرفني الحقيقة وحاول بكل الطرق يصلح اللي بينا…. بس انت يامراد ظهورك دمر كل حاجة بعد ما حياتي استقرت مع آدم… 

▪ عاصم بصوت موجوع ومقهور : وأنت برضه السبب إني جوزتها له… كنت عايز استرها واجوزها لأي حد بعد ما هشام سابها… كنت عارف ان محدش هيجيلها بسببك وبسبب سمعتك الطين… بس توصل بك الوساخة انك تعمل كده في بنات الناس… ربنا ينتقم منك… ياريتني ماخلفتك… ياريتك ماجيت علي الدنيا…. 


▪نهض مراد واقفاً ثم ترك المنزل وخرج.. ظل يسير في الشوارع يتذكر هذه الليلة المشئومة وما فعله بهذه الفتاة…  هو نادم حقاً… لأنه كان أول مرة يفعل ذلك وكان تحت تأثير المخدرات… وتذكر أنه عندما أفاق ظل يبكي… يفعل دائماً الخطأ ويبكي بعد فوات الأوان… ولكنه سرعان مانسي حين باع ماسرقه منها واشتري به الكثير من المخدرات ولكن أراد الله أن ينتقم منه،،  فقد تم القبض عليه بهذه الكمية وظل شهوراً محبوساً حتي وكل له أحد أصدقائه محامياً كبيراً أخرجه علي ذمة القضية… ولكن الفترة اللي قضاها في السجن أردت له كثيراً من عقله الذي فقده في دوامة المخدرات وقرر جاهداً أن يبتعد عنها ويبدأ بداية نظيفة … ولكن الماضي المؤلم يطارده…  وكالعادة يدفع ثمن أخطائه أقرب الناس إليه … ظل يمشي طويلاً حتي وجد نفسه أمام أحد الأوكار التي كان يذهب ليشتري منها السموم التي كانت سبباً تدميره….. 


⬅دخلت ميار غرفة أبيها تبكي بحرقة علي سرير أمها… تبكي بحرقة وتحتضن وسادتها… تبكي قهراً ووجعاً وحرماناً وكأن الدموع أخذت عهداً ألا تفارقها… دخل عليها أباها ونظر إليها بندم علي مامضي من حياته قاسياً يعنفها… تذكر كلمتها وهي تبكي يوم زفافها وبعد أن ذهب إليها وهي تقول له : بابا… أنا والله ماعملت حاجة ولا فاهمة حاجة… أرجوك يابابا أقف جمبي… 

▪ نزلت من عينيه الدموع وهو يتذكر ذلك… يلوم نفسه لمً لم يقف جوارها ويفهم منها ويسألها… لم يقف لزوجها ويقول له أنه يثق بابنته… تمزق قلبه علي دموعها… تذكر أنه لم يكن حنوناً عليها رغم أنه يحبها ولكن تمرد ابنه وانحرافه قد جعل منه شخص غاضب متذمر ناقم للحياة…. اقترب منها وجلس بجانبها ومسك يدها… انتبهت له وارتمت في أحضانه وقالت بدموعها : وحشتني أوي يابابا… نفسي أشوفها وأقولها متفهمش غلط…  متفهمش اني غلطت قبل مااتجوز… 

▪مسح أباها علي شعرها وقال : بالعكس… هي الوحيدة اللي كانت واثقة في طهارتك واخلاقك…. 

▪ ميار وهي تشهق من بين دموعها : بس استعجلت ليه وسابتنا في الدنيا الوحشة دي… 

▪عاصم وهو يشدد من احتضانها : ربنا كرمها واختارها ترتاح من عذاب الدنيا…  امك كانت ست مفيش منها… ست عارفة ربنا وعارفة اصولها وعاشت عمرها صابرة وصامدة… ربنا ان شاء الله يجعلها من أهل الجنة. 

▪ رفعت ميار بصرها إليه وقالت : يعني أنت كنت بتحبها يابابا. 

▪ قال والدموع قد ملأت عينيه ولكنه حاول أن يوقفها : وهي أمك دي متتحبش.. دي كانت بلسم وانتي طالعالها  ياميار… لو الزمان يرجع هنام تحت رجليها واطلب منها السماح علي كل الأسي اللي شافته معايا والعذاب اللي شافته في حياتها… بس هي في مكان أحسن من هنا… وانتي ياحبيبتي عيشي حياتك وكملي وكفاية اللي حصلك بسببنا وبسبب اخوكي…. 

▪اعتدلت ميار جالسة وقالت بحزن : خلاص يابابا مبقاش ينفع… بعد اللي حصل النهاردة مفيش أمل ان اعيش مع آدم تاني…  واتحكم عليا اعيش انا واللي في بطني من غيره… 

▪ الأب متفاجئاً : انتي حامل يابنتي… 

▪ ميار : أيوة يابابا… حامل. 

▪ الأب : يبقي  ترجعي وتعيشي معاه  وترمي اللي فات ورا ضهرك… انتي قولتي انه طيب وابن ناس… 

▪ ميار : أيوة يا بابا والله طيبة وجدعنة وحنية…  أحسن شخص عرفته في حياتي… 

▪ الأب: يبقي تكلميه وتطلبي منه يجي ياخدك وتكملوا وتنسوا اللي فات. 

▪ ميار : طب اوصله إزاي؟؟؟…  مش معاه خط مصري وانا معرفش هو فين دلوقتي ولا حالته إيه…  عارفة ان اتغلب علي غضبه عشان خاطري… ياريت بإيدي حاجة أواسيه أو أخفف عنه. 

▪ الأب : لا ياميار..  بإيدك… بإيدك تكوني جمبه وتقفي  معاه لما يتخطي الوجع والأزمة دي… وانتي قدها ياميار… 

▪ميار : طب ممكن خدمة يابابا…  ممكن توصلني للشقة بتاع آدم اللي في مصر لأني مش عارفة العنوان…. 

▪ الأب : حاضر…  قومي اجهزي وانا هوديكي…  بس فرضاً هو مش موجود…  هتدخلي إزاي؟  

▪ ميار : آدم ساب شنطته هنا وانا متأكدة ان فيها مفتاح غير اللي مع آدم…


⬅بعد أن تركها آدم يظل يجوب الشوارع لساعات… حتي انتهي به الأمر يجلس علي كورنيش النيل… يفكر فيما حل به…  كلما خطي خطوة للأمام… تجبره الظروف علي العودة مائة للخلف… صورة ميار وهي تطلب منه أن يطعنها بدلا من أخيها…  هو يعشقها ولكن كيف له أن يهنأ معها وقاتل أخته يتمتع في هذه الحياة… لو قتله بالطبع سيخسر ميار ولكن ناره لم تبرد إلا بعد قتله وحرمانه من الدنيا…  كما حرمت أخته…. 

▪ لم يعلم كم مر عليه من الوقت وهو حبيس أفكاره المتزاحمة… يريدها لا يجد راحته سوي بجانبها لم يذق للراحة طعم إلا في عبيرها الذي يملأ عبقه رئتيه… كيف له أن يكمل بدونها…. ولكن كيف له أن يعيش وهذا القذر يرمح في الحياة وكأنه لم يفعل شيء… أضناه التعب فنهض يبحث في جيبه عن ميدالية مفاتيحه الذي يوجد بها مفتاح شقته… فوجدها… 


 ⬅دخل آدم الشقة وجدها علي حالها كما تركها يوم أن أخذ ميار وسافر بها…لم يزدها إلا الأتربة التي ملأت الأرض واغطت بعض من الأثاث... دخل غرفة النوم وألقي عليها وعلي الفراش نظرة سريعة… جال في ذاكرته مشهد اغتصابه لميار وهي غير مدركة ثم مشهدها وهي بالملاءة تترجي والدها أن يرحمها ثم مشهد ضرب والدها لها وهي تنزف من وجهها…شعر بألمها التي شعرت به حينها... اختنق وكأن المكان خالي من الأكسجين… 

فتح الدولاب يخرج منه ملابس ليبدلها بما يرتديه… فوقعت عيناه علي فستان زفافها… حمله واحتضنه وكأنه يبحث عن أي شيء يحمل رائحتها… تسطح علي الفراش واحتضن الفستان وكأنه يحدثها ويشكو لها مايجول بخاطره : ميار حطي ايدك في ايدي وانتقم منه عشان اقدر اتخطي الحاجز اللي بينا ده…  عشان أقدر اعيش انا وانتي وابننا من غير حاجة تعكر علينا حياتنا.


⬅في سيارة أجرة أسفل الشقة…. 

▪ ميار : متشكرة يابابا… أنا هطلع وروح أنت… 

▪عاصم : اطمن عليكي الأول يابنتي… 

▪ ميار: اطمن يابابا…  انا هطلع واقفل عليا الشقة استني آدم لو مش موجود… 

▪عاصم : طب اطلع اتفاهم معاه واعتذر له عن اللي عمله أخوكي. ▪ ميار : معلش يابابا…  عايزة انا اتكلم مع آدم… 

▪عاصم : خلاص يا بنتي اللي يريحك. 


⬅فتحت ميار الشقة ودخلت بهدوء تبحث عنه حتي وجدته غارقاً في نومه يحتضن فستانها الأبيض… دمعت عيناها لم رأته في تعلم جيداً كم من الحروب داخله… وكم من الحيرة التي تعذبه..  قالت في نفسها (أنا جمبك ياآدم لحد مانتخطي الأزمة دي) خلعت حجابها وسحبت الفستان ببطء ونامت مكانه حتي حل الصباح…. 

▪ استيقظ آدم علي رائحتها العبقة تملأ أنفه… فتح عينيه بحماس وجدها نائمة بين أحضانه….. 

                  الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>