رواية احرقني انتقامي
الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر الاخير
بقلم سهام العدل
▪ استيقظ آدم علي رائحتها العبقة تملأ أنفه… فتح عينيه بحماس وجدها نائمة بين أحضانه… اقترب بوجهه منها يمرغ انفه في شعرها ليملئ رئتيه برائحتها ثم تنفس بإرتياح و كأنه اخذ جرعته من السلام النفسي
▪استيقظت ميار علي حركة انفه في شعرها… فتحت عينيها وجدته يقترب منها بشدة… تحسست وجهه بلهفة وقالت: آدم أنت كويس؟؟؟
▪وضع آدم رأسه علي صدرها واحتضنها كطفل تائه من أمه وأخيراً وجدها… وجد مأمنه… ثم قال بتنهيدة : لا ياميار مش كويس… تعبان… تعبان أوي.
▪ مسحت بيدها عليه كطفل تهدهده وبيدها الأخري داعبت شعره بحنان : أزمة وهتعدي ياآدم… أنا جمبك ومعاك لحد ماتبقي كويس وبخير…
▪ آدم وهو مازال متشبث بحضنها : يعني ياميار هتفضلي جمبي وتسانديني… ومش هتتخلي عني
▪ ميار بثقة : أيوة طبعا...هقف جمبك وهنفضل نساند بعض لحد مانتخطي كل الامور دي…
▪جلس آدم وقال بحماس : طب ياللا اجهزي عشان ننزل…
▪ ميار : هننزل نروح فين؟
▪آدم : هننزل نروح أقرب قسم شرطة نبلغ عن اخوكي… انتي مش قولتي قبل كده انه سرق منك دهب… هتيجي معايا وتقولي كده….
▪ ميار بصدمة : لا لا مستحيل… مقدرش… مش ممكن…
▪ آدم بلهجة صارمة: هو انتي مش لسه قايلة انك هتقفي جمبي؟
▪ ميار : ايوة… قصدي اقف جمبك معنوياً...ايدينا في ايد في بعض ونتجاوز وننسي المحنة دي…
▪آدم : بالسهولة دي ياميار… اعيش حياتي واحب واتحب واللي اغتصب اختي وقتلها عايش حياته وبيتمتع بها…لا ياميار مستحيل… وانتي لو بتحبيني هتيجي معايا تقدمي البلاغ واعرفي اني سايبه عايش وبيتنفس بس عشان خاطرك.
▪ ميار وهي تمسك يده بتوسل : وعشان خاطري بلاش موضوع البلاغ ده وكفاية القضية اللي هو لسه علي ذمتها… أرجوك يا آدم… أنا مقدرش أأذي أخويا…
▪ آدم بقسوة: بس تقدري تسيبني بعذابي… صح؟؟؟
▪ ميار بعينين دامعتين : لا ياآدم… أنت مش عارف انت عندي إيه… بلاش تقارن دي ب دي أرجوك…
▪ آدم : آخر كلام ياميار… هتنفذي اللي قولتلك عليه؟
▪ ميار : لا ياآدم… مقدرش أضر أخويا أبداً مهما كانت الظروف.
▪ آدم بصرامة: أوك… أنتي اللي اختارتي (وأخرج من محفظته بطاقة ائتمانية) اتفضلي خلي الفيزا دي معاكي لو احتجتي حاجة… والشقة دي ملكك من دلوقتي…
▪ميار بذهول : إيه اللي أنت بتقوله ده … يعني إيه… هتسيبني ياآدم… لا ياآدم… مستحيل…
▪ آدم بنظرة صلبة : لا خلاص ياميار… للاسف كان عندك حق اما قولتي ان حياتنا سوي زي شريطين السكة الحديد… وطلع عندك حق…
▪ ميار بلهفة جنونية : بس انت قولت…. قولتلي… قولتلي ان معاك هيكون المستحيل ممكن… ليه ياآدم دلوقتي… وبعد كل ده… ليييييييه.
▪ آدم : أنتي اللي اختارتي…واتحملي نتيجة اختيارك ياميار…
ثم اتجه ناحية الباب وميار تهرول لتلحقه (آدم… استني ياآدم… آدم) ولكنه لم يجيب وخرج وأغلق الباب خلفه بقوة…
▪ أعطت ميار ظهرها للباب ونزلت القرفصاء ارضاً وظلت تبكي (آآاااااااااااه… ليه يادنيا بتستكتري عليا الفرحة)
⬅في إحدي الفنادق الفخمة يجلس آدم في الشرفة… يتذكر الماضي والحاضر… قلبه يعتصر علي فراق ميار كما يعتصر قهراً علي مامرت به أروي… حبل الحيرة والاختيار الصعب يشتد حول رقبته حتي كاد أن يخنقه… أحس أن الدنيا فقدت نورها وأصبحت ظلام دامس…. وبينما هو علي انفراد مع حيرته وأفكاره… رن هاتفه برقم والدته…
آدم : ألوووو… ازيك يا ماما.
الأم : ازيك يا حبيبي مش قولت هطمني اما توصل فينك من امبارح؟؟
آدم : معلش اتلخمت شوية….
الأم : مالك ياآدم… صوتك متغير ليه ياحبيبي… فيه حاجة… ميار كويسة؟؟؟
آدم : كويسين ياماما متقلقيش… خلي بالك انتي من نفسك ومن أيتن ولو احتجتوا حاجة مهاب مكاني…
الأم: متشلش انت همنا وقولي مالك… فيه ايه مضايقك ياآدم… أبوها ضايقك في حاجة…
آدم بتنهيدة :أنا وميار سيبنا بعض ياماما…
الأم : إيه!!!.. ليه يا آدم إيه اللي حصل؟
آدم : الزفت أخوها ظهر….
الأم : إيه!!!... متسيبوش ياآدم… حق أختك ياآدم….
آدم :....... وحكي لها كل ماحدث من وقت ظهور مراد حتي أن ترك ميار….
الأم : مسكينة ميار… يعني هي دلوقتي في شقتنا؟؟
آدم : أيوة ياماما… أنا هتجنن الحيرة هتموتني… دموع ميار وأنا ماشي أسياط بتقطع في قلبي…
الأم : حاسة بك ياآدم… وأنا كمان في نفس الحيرة زيك… بس المجرم ده مش من حقه يعيش بحرية وانا قلبي والع نار ياآدم…
آدم : نفسي أقتله… نفسي أمحيه من علي الدنيا… بس خايف لبكرة يجي وابني يطلع الدنيا وأبوه قتل خاله…. وجود ميار كان غلط ياأمي… ياريتنا مادخلناها في بؤرة الانتقام…
الأم بتنهيدة : عندك حق يابني… البنت طلعت مسكينة ومكسورة الجناح… بس دي أقدار ونصيب ياآدم…
آدم وتخنقه الدموع : سلام دلوقتي ياماما ولو فيه جديد هكلمك…
الأم : سلام يا حبيبي.
⬅في أحد المناطق وخصوصاً وكر مخصص لتعاطي السموم (المخدرات)...
▪شمبر (صديق تعرف عليه مراد في هذا المكان المشؤوم): ياجدع متعملش في نفسك كده…
▪مراد: هموت ياشمبر… هموت من القهر… أمي ماتت زعلانة مني وأبويا أن ألد أعداءه في الحياة… وأختي أنا أكبر بلاء في حياتها… في الأول اتفشكلت خطوبتها بسببي ودلوقتي جوازتها انتقام مني… ذنبها إيه الغلبانة دي… (ثم ظل يبكي بقهرة وندم)
▪شمبر : خلاص ياجدع انت هتعيط زي الحريم… اهدي ياجدع… (واعطاه مادة بيضاء) خد خد خليك تنسي…
▪ مراد : هات… هات يمكن أنسي الهم اللي اتحطيت فيه أنا وأهلي….
⬅في شقة آدم…
▪عاصم: اهدي يابنتي… دلوقتي هيهدي ويرجع تاني بس بطلي عياط…
▪ميار : كان لازم يحصل كده يابابا… نهاية متوقعة…
▪عاصم : خلاص قومي تعالي اقعدي معايا في شقتي لما ربنا يسهلك أمورك.
▪ميار بتعب : لا يابابا.. أنا هعيش هنا… مش هسيب هنا أبداً.
▪ عاصم : ليه يابنتي… انا كده هبقي قلقان عليكي… وانتي عارفة ان البيت جمب الشغل… مش هعرف اعيش أنا معاكي هنا…
▪ميار : بابا ارجع انت لشقتك وشوف شغلك وانا هبقي كويسة والتلفون اللي جبتهولي معايا نبقي نتكلم…
▪ عاصم : مش عارفة منشفة دماغك ليه… بس يابنتي هسيبك علي راحتك… بس هفوت عليكي بكرة تروحي لدكتور يشوفك ويطمننا عليكي وعلي اللي في بطنك.
▪ ميار : حاضر يابابا… إن شاء… قاطعها رنة تلفون أبيها برقم مراد..
▪ عاصم : الأستاذ بيرن.. اما اشوفه عايز إيه…. (فتح الخط)
ألوووو…
أيوة أنا أبو مراد..
إيه…..
حاضر يابني….. (وأغلق الخط)
▪ ميار : مالك يا بابا… وشك عمل كده ليه…..
▪ عاصم بصدمة : مراد مات…..
▪ ميار وتضع يديها علي خديها : إيه…. إزاي يابابا؟؟
▪ عاصم : واحد لقاه مرمي علي الطريق وبيشوفه لقاه… طلع تلفونه وطلبني وأنا رايح حالا…
▪ ميار بغل واضح في عينيها مع هطول دموعها: آدم… معملهاش غير آدم…. أنا جاية معاك يابابا…
⬅علي جانب أحد الطرق ينام مراد مغطي بملاءة بيضاء ويحمله رجال الإسعاف وبجواره ميار وعاصم يحتضنها ويبكي…
ميار ببكاء : مكنتش عارفة ان قلبي هيوجعني عليه كده…
عاصم : ياخسارتك يابني… ربنا يصبر قلبي
ميار : ربنا يرحمه ويغفر له…
عاصم : متظلميش جوزك يابنتي… شكله قضاء وقدر…
⬅بعد ساعات… عاصم : اخوكي طلع ميت بجرعة زيادة من السم اللي كان بياخده ليه… ياخسارة يامراد ضيعت نفسك دنيا وآخره.
ميار بدموع : ربنا يرحمه يابابا…
⬅ رن جرس الباب ففتح عاصم وجد آدم أمامه….
عاصم : ادخل يابني… ده بيتك…
آدم : البقاء لله ياعمي…
عاصم : ونعم بالله يابني…
▪دخل آدم وجد ميار في حالة يرثي لها… كم الحزن والقهر الذي رأته في حياتها محفور علي ملامحها...وهو الآخر لم تري منه إلا الظلم والكسرة…
▪ وقفت ميار قائلة : سعيكم مشكور يابشمهندس.
▪ آدم : عايزة اتكلم معاكي لوحدنا ياميار.
▪ عاصم : طب اقعد يابني… انا داخل اصلي العشاء
▪ميار : استني يابابا… مبقاش فيه كلام يتقال… عايزة اطلق ياآدم…
❤ ❤ ❤ ❤
الخامس عشر
▪ميار : استني يابابا… مبقاش فيه كلام يتقال… عايزة اطلق ياآدم…
▪آدم : ميار… أعطيني فرصة نتكلم ونصلح الأمور.
▪ ميار : اللي اتكسر مبيتصلحش ياآدم.
▪ عاصم : اقعدوا يابنتي سوي اتكلموا وخدوا راحتكم وكل واحد يقول اللي عنده… وانا موافق علي اي قرار تاخديه ياميار… (وتركهم ودخل غرفته)
▪ ميار : بابا مشي قول اللي عندك.
▪ آدم : ميار ياللا بينا نرجع علي شقتنا وكلها أيام وراجعين عشان شغلي.
▪ ميار : استحالة ياآدم نكمل سوا.. خلاص خلصت الحكاية…
▪ آدم وهو يقترب منها : لا يا ميار دي ابتدت.
▪ ميار وهي تشير بيدها توقفه عن الاقتراب : ارجع من مكان ماجيت ياآدم.
▪ آدم وقد بدأت العصبية تتملك منه : ميار ارجعي لصوابك… لازم تعذريني… انا كنت بين نارين… المفروض كنتي تحسي بيا.
▪ ميار : وأنت ليه معذرتنيش …. ليه محستش بيا وانت بتخيرني بين أخويا اللي من لحمي ودمي وبين جوزي اللي أعماه انتقامه عن حبنا واللي بينا…. ليه سيبتني وقتها بدل ماتاخدني في حضنك وتقولي اطمني أنا جمبك… بس أقولك حاجة… الحمد لله ان القصة انتهت لحد كده… واظن انت يوم ماتجوزتني كنت عارف ان النهاية هي الفراق.
▪ آدم : بس دلوقتي حاجات كتير اختلفت ياميار… كل حاجة اتغيرت…
▪ قاطعته ميار بهدوء مصطنع : مفيش اتغيرت غير ابنك اللي في بطني ووعد مني اول مايخرج علي الدنيا هيكون لك كامل الحق في انك تشوفه واي حقوق تانية مش هعارض فيها.
▪ آدم : ياااااه… ايه البرود اللي بتتكلمي به ده… جبتي القسوة دي منين….
▪ ميار : من اللي شوفته معاك واللي شوفته في حياتي… ميار خلاص راحت ومن هنا وجاي فيه ميار جديدة مفيش حد له تأثير عليها ولا علي حياتها.
▪ آدم : وانا بحبك في كل حالاتك… وهستحملك لحد ماتتخطي الفترة دي… بس أعطيني الفرصة ياميار.
▪ ميار : مبقاش ينفع ياآدم… أنا حياتي كلها اتدمرت ومش مستعدة حاليا لاي حاجه… ولازم كنت تعرف انك انت اللي بدأت والانتقام نهاية دمار.
▪ آدم :أفهم من كده إن مفيش أمل؟؟
▪ ميار : أيوة… خلاص كل شيء انتهي…
▪ آدم بقهر وخذلان : علي العموم ياميار انا سندك ووقت ماهتحتاجيني هتلاقيني وزي ماقولتلك الشقة بتاعتك ولو احتجتي اي حاجة انا موجود.
▪ ميار : شكرا ياآدم… أنا هعيش هنا مع بابا.
▪ آدم : خلي بالك من نفسك…. ثم التفت وتركها وخرج….
◀خرج أبوها من الغرفة عندما سمع صوت الباب يغلق : ليه كده يابنتي… الرجل شكله بيحبك وشاريكي…
▪ ميار بيأس : مبقتش صالحة لاي حاجه يابابا… مش عارفة ليه النهادرة شريط حياتي كله اتجسد أدام عيني ومبقتش فاكرة حاجة غير السواد اللي فيها…
▪عاصم : اليأس من الشيطان يابنتي… ادخلي اتوضي وصلي وربك مدبر الأمور….
▪ أيتن : يعني إيه ياماما آدم هيرجع من غير ميار؟؟؟
▪ نوال: شوفي ياأيتن أخوكي راجع أعصابه تعبانة… مش هنفتح معاه تحقيق وسين وجيم.
▪ أيتن : لا ياماما فيه غموض في جواز ميار من آدم واما سألت حضرتك قبل كده وانتي قولتيلي مشغلش بالي… بس خلاص ميار بقت جزء مننا… إزاي آدم ينفصل عنها بالسهولة دي؟؟؟
▪ مهاب : فعلا ياطنط… فيه تناقض مابين حب آدم لميار وعلاقتهم اللي دايما في مهب الريح… بمعني ليه حياتهم مش مستقرة واظن انا شفت ده من يوم جوازهم.
▪ نوال بحزم : أظن دي حياته وهو حر فيها… طلعوا نفسكوا من حياته ومتتعبوش آدم بأسئلتكم.
▪ أيتن : طب وميار واللي في بطنها… وازاي هنتواصل معاها…
▪ نوال : اللي في بطنها ابننا واحنا مش هنسيبها… وفي اقرب وقت هتتواصلي معاها ان شاءالله… انا داخلة اوضتي عن إذنك يامهاب…البيت بيتك
▪مهاب : اتفضلي ياطنط… انا قاعد شوية ونازل.
⬅دخلت نوال غرفتها وضغطت علي رقم آدم…
▪نوال : أيوة ياآدم… أظن إنك هديت وأقدر أتكلم معاك.
▪آدم : وجع قلبي مش هيهدي ياأمي… خلاص كل حاجة راحت.
▪نوال : مفيش حاجة راحت ياآدم… اسمعني كويس انت غلطت انا روحتلها في وقت زي ده… أخوها غار وارتحنا من وجوده علي الدنيا بس هو في الأول والآخر أخوها… وجودك في وقت زي ده هتفتكروا شماتة وكمان تفتكر انك محبتش ترجعها الا اما مات اخوها واكيد فهمت انه لو كان فضل عايش مكنتش رجعتلها… واكيد الشيء ده وجعها.
▪آدم : بس انا مكنتش اعرف غير وانا تحت البيت من جيرانها… انا كنت رايح لها…
▪نوال : ياحبيبي بس هي متعرفش كده وحتي لو كنت قولت كده مكنتش صدقت… شيء طبيعي لو انا مكانها كنت هفكر نفس تفكيرها… عشان كده اعذرها…
▪ آدم : وأنا مين يعذرني… أنا حاسس اني انتهيت ووثيقة طلاقنا هتكون نهاية حياتي.
▪ نوال : اوعي تسمع كلامها وتطلقها… انت تحجز وتيجي من غير ماتطلق ولا تقولها عشان متركبش دماغها وتصمم علي طلاقها… وكام شهر كده وابقي انزل لها يمكن تكون حنت وراقت.
▪ آدم : اقتراحك كويس… حتي يفضل جوايا الأمل إنها ملكي… إن شاء الله يومين واكون عندك.
▪ نوال : توصل بالسلامة ياحبيبي…
⬅بعد عدة أسابيع… تخرج ميار من الحمام وهي تتسند علي الحائط لتتمالك نفسها بعد نوبة القيء التي تتملكها كل يوم…
▪ عاصم ينهي صلاته ويهرول ليسندها : ايه يابنتي … انتي هتفضلي كده كتير… هو الترجيع ده ملوش نهاية…
▪ ميار بإعياء : اادكتور يابابا قال فترة وهتعدي…
▪ عاصم : طب تعالي ارتاحي عايزة اتكلم معاكي…
عاصم : أنا يابنتي سويت معاشي… وطلع لي مبلغ كويس علي قرشين كنت عاينهم للزمن وعندي قيراطين أرض بعت لولاد عمك يشوفولها مشتري.
▪ ميار : طب يابابا ربنا يزيدك… بس حضرتك بتبيع الارض ليه؟؟؟
▪ عاصم : انا يابنتي نويت اطلع عمرة رمضان واقعد هناك للحج…
▪ ميار بفرحة : بجد يابابا… ربنا يتقبل منك…. بس الفلوس اللي طلعت من المعاش علي اللي انت محوشه يكفوا… ملوش لزوم بيع الأرض.
▪ عاصم : أهو ده اللي انا عايزك فيه… اللي هيتبقي من الفلوس علي الأرض وده حقك.. انا دلوقتي مليش غيرك.
▪ ميار : ايه يابابا الكلام ده ربنا يعطيك طول العمر… انت مش خليني محتاج حاجة غير الفلوس اللي آدم سابهالي .
▪عاصم : الفلوس دي يا بنتي عشان تفتحي بها صيدلية و تحققي حلمك… من بكره تشوفي ايه الاجراءات المطلوبه و تبدأي فيها.
▪ ميار بفرحه : بجد يا بابا ربنا يخليك ليا… ده حلم حياتي متحرمش منك اووي.
▪ عاصم : ربنا يسعدك يا بنتي… و انا كمان هبدأ اجراءات السفر من بكره عشان نفسي اعمل عمره لأمك و اخوكي ربنا يغفر ليا و لهم
▪ ميار : احسن حاجه يا بابا هتعملها… طب بعد ازنك يا بابا هدخل ارتاح شوية
▪ عاصم : طب قومي يا بنتي ربنا يكملك بالسلامه.
⬅ في شقة والدة ادم في اول ايام رمضان…
▪ آدم : ادخل ياللي بتخبط…
▪ دخلت نوال : أنا جيت أشكرك ياحبيبي…
▪آدم : علي إيه ياماما… أنا فعلا اللي كنت محتاج إني أقضي معاكم النهاردة وافطر معاكم أول يوم…
▪ نوال : طب مفيش أخبار عنها…؟؟
▪ آدم : أبوها سافر امبارح يعمل عمرة… كلمني قبل مايمشي طمني عليها… بيقول انها تعبانة شوية في تجهيزات الصيدلية..
▪ ميار : سيبها ياآدم تكمل وصدقني زي ماقولتلك بكرة اما تجهز الصيدلية هتحس ان لها شأن وكيان… ونفسيتها هترتاح.
▪ آدم : ياماما أنتي مش فاهمة… دلوقتي اما تفتح الصيدلية يبقي خلاص هتستقر في مصر… وأمل رجوعها ضعيف.
▪ نوال : بالعكس… اما تشتغل في مجالها… هتاخد طاقة ايجابية وتفكيرها هيتحول بطريقة انت نفسك هتتعجب منها… الوحدة خلت أفكارها السلبية وذكرياتها السيئة تسيطر عليها… بكرة هتشوف العالم بلون تاني ياآدم.
▪ آدم : ولو ياماما… كل اللي بتعمله ده إرهاق عليها .. دي بقت في الشهر السابع وشكلها اتغير والارهاق واضح عليها جدا… يبقي ليه تعذب نفسها كده!!
▪نوال بمكر : وانت شوفت كل ده امتي وفين؟
▪ آدم : بصراحة كده عمي عاصم...بعد إلحاح مني بيصورهالي كل يوم سرقة كده أو هي نايمة…
▪ نوال بابتسامة : طب اقوم انا اجهز الفطار … واعمل حسابك هنعيد كلنا في مصر.
▪ آدم : خير ماعملتي ياماما… أنا هسبقكم أنا علي مصر وتبقوا تيجوا أنتوا… مانا خلاص معتش قادر استحمل… بقيت اشوفها في كل حتة واكلمها واعاتبها ومش عارف أنا إزاي وافقتها علي قرارها الغبي ده… أنا كنت أجبرتها ورجعتها معايا…
▪نوال :وقتها كنت هتخسرها للأبد ياآدم… صدقني أنت عملت الصح.
⬅بعد مرور أسبوع من شهر رمضان…. انتهت ميار من تجهيز الصيدلية وحان يوم افتتاحها… أخيراً بعد عناء ولكنه كان لها عناء ممتع… فهي أخيراً ستحقق ولو جزء بسيط من حلمها… ستعمل في مهنتها وتحقق ذاتها… بعد أن مرت تتأكد من انتهاء كل شيء… وقفت في احد الاركان تمسح دمعتين علي طرفي عينيها… هي حقاً تشعر بالوحدة… فرحتها تنقصها المشاركة… لاأهل ولا أصدقاء ولا آدم… لاتنكر أنها اشتاقت له… لكل ذرة فيه… اشتاقت لكلامه… لقسوته قبل حنانه… لعبوثه قبل ابتسامته… لايغيب عنها أبداً… كم تمنت أن يشاركها كل شيء… آلامها في الحمل… كانت في أمس الحاجة لمساندته ومواساته ودعمه… كم تألمت وجفاها النوم وكانت تخجل من الشكوي أمام أبيها… كم تمنت أن تلقي برأسها علي صدره تبثه وحدتها وآلامها… كم تمنت أن يقف بجوارها وهي تجهز صيدليتها… كم تمنت مباركته ودعمه… فهو دائماً ماكان يحثها علي تنفيذ أحلامها واكمال مسيرتها في التعليم….
▪ قطع شرودها صوته : صيدلية الدكتورة ميار عاصم المنزلاوي… الإسم منور الشارع…. مبروك يادكتورة…….
❤❤❤❤
الاخيره
#سهام_العدل
▪…. صيدلية الدكتورة ميار عاصم المنزلاوي… الإسم منور الشارع…. مبروك يادكتورة……
▪ ميار متفاجئة : آدم!!!... أنت بجد ولا أنا بيتهيألي
▪ آدم وهو ينظر إليها نظرة إشتياق وعتاب في نفس الوقت علي بعدها عنه….: لا بجد… إيه زعلتي إني جيت؟؟
▪ ميار : لا... بس..
▪ آدم : بس إيه… كنتي بتفكري فيا صح؟
▪ نظرت ميار للأسفل وصمتت…. اقترب منها آدم ونظر إليها بحب ثم ضمها ضمة خفيفة وقبل رأسها : وحشتيني… وحشتيني اوي… قربك له ريحة مميزة بمثابة أكسجين بالنسبة لي…
▪ احمرت وجنتي ميار… جلت حنجرتها من أثار الخجل وقالت : ماما عاملة ايه… وأيتن عاملة ايه… وحشوني.
▪ آدم : آااه… بتهربي… ماشي ياستي… بس قوليلي هو الحمل بيحلي الستات كلهم كده ولا انتي بس...ثم وضع يده علي بطنها المنتفخة من الحمل…
▪ أحست ميار بشعور لايوصف عن لمسته وكأنها هي وجنينها في أمس الحاجة لهذه اللمسة التي تبث فيهم الأمان والطمأنينة…
▪ آدم : الحمل عامل معاكي إيه طمنيني عليكي…
▪ميار : الحمد لله… الأمور ماشية تمام… أنت جيت إمتي؟؟؟
▪ سحب آدم كرسي وأمسك يديها وأجلسها : اقعدي متوقفيش كتير عشان متتعبيش… جلست ميار ثم أكمل آدم : أنا لسه واصل… جيت عليكي على طول.
▪ ميار : حمد الله على سلامتك… بس انت خاسس أوي… إيه كنت عامل ريجيم.
▪ آدم : كل حاجة في دنيتي ملهاش لاطعم ولا معني من غيرك ياميار….
▪ ميار بحيرة: آدم… أأأنا عايزة أقولك…
▪ آدم : مش هتقولي حاجة .. أنا راجع بكى… واعملي حسابك على كده… سيبتك تهدي وترتاحي… بس بجد أنا كنت بموت كل يوم في بعدك… مبقتش قادر استحمل ياميار...أجمل سنين عمرنا هتضيع وكل واحد فينا بعيد عن التاني.
▪ ميار : أنا قولتلك إن حق كأب هتاخده كامل… ووعدتك بكده.
▪ آدم : أنا عايزك أنتي… بحبك أنتي… وابننا أو بنتنا هيتربوا في حضننا.
▪ ميار : مبقاش ينفع ياآدم… بعد ما خلاص بدأت أحقق حلمي وإن شاء اما اولد هكمل دراستي….
▪ آدم : هنكمل سوا… وانتي معايا…
▪ميار : والصيدلية؟؟
▪ آدم : بسيطة حد يقف فيها يكون أهل ثقة وانا هساعدك في برنامج بينزل بيحسر الوارد والخارج… وممكن تتابعيه وانتي في أي مكان … وفي اي وقت حابة ترجعي هترجعي.
▪ ميار : انت لخبطت كل حاجة رتبتها ياآدم.
▪ آدم بنظرة حب ومسك يدها : هنعيد ترتيبه سوا … خلاص ياميار مش هسيبك تاني…
▪……… الله… الله… إيه اللي بتعمليه ده يادكتورة يامحترمة… فعل فاضح في الصيدلية…
▪ آدم وقد وقف وانتبه لمن يتحدث : مين حضرتك وبأي حق تكلميها كده.
▪وقفت ميار بتعب : أعرفكم ببعض… دي ميرنا صديقة عمري ياآدم…. وده… قاطعها آدم : وأنا آدم جوز ميار...
▪ ميرنا بخجل : تشرفت بحضرتك… اسفة كنت بهزر مع ميار أحسن مودها يعني .
▪ آدم : الشرف ليا يادكتورة… سعيد بمعرفة حضرتك (نكزته ميار بمرفقها في بطنه)
▪ ميرنا : يعني عزومتي علي الفطار باظت النهاردة.
▪ ميار : لا طبعاً ياميرنا إزاي… أنا جهزت كل حاجة زي ماطلبتي…
▪ ميرنا : لا يا حبيبتي… مبحبش أبقي عزول…
▪ ميار : لا مش عزول… البشمهندس آدم عنده شقة هنا وجاي عليها
▪آدم : افهم من كده اني مطرود… (أحب أن يشعل الغيرة في قلب ميار...فمال علي ميرنا) وهي هتفطرك إيه يادكتورة ميرنا.
▪ ابتسمت ميرنا : محشي وممبار وفراخ مشوية.
▪ ابتسم آدم لها وقال : لا انا كده عازم نفسي.
▪ ميرنا : سيبك منها دي هبلة… حضرتك هتفطر معانا النهاردة.
▪ كزت ميار علي أسنانها وأمسكت حقيبتها وبدأت تبحث فيها عن شيئاً ثم أخرجت ميدالية مفاتيح : خدي ياميرنا اسبقي انتي وجهزي كل حاجة علي اما اطمن علي الصيدلية وبعدين احصلك انا وآدم.
▪ ميرنا : أوك… متتأخريش وانا هظبط كل حاجة... ثم التفتت مغادرة المكان.
▪ اقتربت ميار من آدم ورفعت سبابتها في وجهه : احترم نفسك ياآدم ومتزودهاش… أحسن أقسم بالله ماهيحصل طيب.
▪ آدم بمكر : ماانتي اللي غلطانة ياميار… مقولتليش ان صاحبتك زي القمر كده.
▪ميار : أطلع بره ياآدم… ارجع مكان ماجيت.
▪ اقترب منها آدم ومسك يدها المرفوعة في وجهه وقبلها : مش هرجع غير وانتي معايا… لو عملتي ايه يا ميار… لو هتوصل اني آخدك بالإجبار.
▪ ميار : عامل فيها مخلص ومتفاني في حبك وانت بصباص وعينك زايغة.
▪ آدم بضحكة عالية : بصباص (هههههه) !!!
▪ ميار وقد تاهت في ضحكته ثم قالت بصوت منخفض : أمال تسمي اللي عملته دلوقتي ده إيه؟؟؟
▪ اقترب منها آدم أكثر بينما هي تبتعد حتي ارتطم ظهرها بالحائط ثم حاوطها بيديه وقرب وجهه منها وقال بصوت هادئ : اللي عملته ده عشان بس أتأكد من حبك ليا وأعرف أنا لسه ساكن قلبك ولا خلاص.
▪ تسارعت أنفاس ميار تأثراً بقربه ثم قالت بصوت ناعم : وعرفت إيه؟؟
▪ آدم وهو يقترب من جانب رقبتها يننفس رائحتها عن قرب : عينيكي قالت كل حاجة ياميار…
▪ارتبكت ميار أكثر وابعدته برفق : آدم… مينفعش كده… إحنا في الصيدلية… و...و...كمان ميصحش اللي بتعمله ده.
▪ آدم : حاضر ياميار… ياللا مبقاش غير دقايق علي المغرب
▪ميار وهي تشد حقيبتها وتعلقها بيدها : اتفضل… وتحذير ياآدم… متحاولش تستفزني وتقرب من ميرنا.
▪ ابتسم آدم لها بحب : والله لاعمري حبيت ولا هحب غيرك… بس انتي اعفي عني بقي…
▪ ابتسمت ميار : طب تعالي افطر وارتاح من السفر وبعدين نتكلم.
⬅بعد عدة ساعات….
▪ آدم : مالك ياميار تعبانة؟؟
▪ ميرنا : هي بقالها أيام تعبانة وبتكابر…
▪ ميار بتعب : أنا كويسة مفيش حاجة.
▪آدم بقلق : كويسة فين… أنتي مأكلتيش حاجة رغم انك المفروض متصوميش وانتي بالشكل ده… وشكلك مرهق بخلاف الأنين اللي بيصدر منك لا إرادي.
▪ ميار : كويسة متقلقش… بس دخلني الأوضة ارتاح.
▪ أمسك يدها آدم وأسندها حتي وصلت لسريرها وتمددت عليه وظلت متمسكة بيد آدم وقالت بصوت متعب : آدم.
▪ آدم بحنان: قلب آدم… نروح للدكتور .
▪ ميار : أنا بحبك… بحبك أوي ياآدم… متسيبنيش تاني…
▪جلس آدم بجوارها ومال عليها وظل يمسح بحنان علي شعرها : انا عمري ماهسيبك… بس مكنتش اعرف ان وجودي هيتعبك كده.
▪ميار : بالعكس يمكن تعب الشهور اللي فاتت كله رميته عليك دلوقتي عشان احس انك مشاركني.
▪ آدم : غصب عني ياميار… بعدت عنك عشان مخسركيش للأبد.
▪ ميار : انا ابقي عبيطة لو خسرتك ياآدم… أنت كل دنيتي أنا وبناتك.
▪ آدم بذهول : بناتي!!
▪ ميار بابتسامة : أروي وأيتن… أنا حامل في توأم ياآدم… بنتين.
▪ احتضنها آدم : ربنا يقومك ليا بالسلامة يا روح آدم.
▪ ميار بصراخ : آااااااه… ابعد عني….
▪ آدم : مالك ياحبيبتي؟؟!
▪ جاءت ميرنا علي صرختها : فيه إيه؟
▪ ميار بصراخ : تعبانة أوي…. آااااااه.
⬅بعد ساعات…
▪ آدم يجلس بجوارها ويمسك يدها : حمد الله على سلامتك يا حبيبتي.
▪ ميار بتعب : مكنتش عارفة ان ممكن اولد في السابع…
▪ آدم : الدكتور طمني وقال ان حالات توائم كتير بتتولد قبل ميعادها…
▪ ميار : والبنات كويسين….نفسي اشوفهم.
▪ آدم : زي القمر بس صغننين أوي… هما في الحضانة ياقلبي… اطمني عليهم…
▪ ميار : شكلك ياآدم؟؟؟
▪ آدم بابتسامة : شكل عمتهم أروي نفس العيون بالظبط.
▪ ميار : الحمد لله انهم بخير…
▪ آدم : ماما وأيتن جايين بكرة ان شاءالله… قدموا حجزهم وهينزلوا عشانك…
▪ ميار : متخليش ماما تتعب نفسها… احنا هنروح لها…
▪آدم بفرحة عارمة : اقتنعتي… خلاص… احمدك يارب.
▪ ميار : أيوة ياآدم هرجع معاك… وميرنا تدير الصيدلية ونبقي ننزل كل فترة لبابا ونطمن عليها.
▪ آدم وهو يقبل رأسها : قلب آدم ربنا مايحرمني من حضنك.
⬅بعد مرور خمس سنوات…. في شقة نوال التي يعيش فيها آدم وميار وابنتيهما بعدما أقنعته ميار أن يجهز شقته ويعطيها لمهاب وأيتن ليتزوجا فيها بعدما تعثرت ظروف مهاب ولم يتمكن من ايجاد مسكن….
▪ نوال بصوت عالي : عيب كده ياأيتن أنتي اختارتي اللون البينك… سيبي بقي ده لأختك فستانها… كده هنلغي الحفلة.
▪ أروي : جراندي هيا اختارت البينك ودلوقتي مصممة علي الجرين بتاعي رغم انها رفضته في البداية.
▪ أيتن الصغيرة : بس هو عجبني اما شوفته عليكي وهآخده.
▪ ميار : فيه إيه يابنات… مش هتبطلوا خناق… تاعبين جدتكم معاكم ليه.
▪أيتن : سيبيهم ياميار… أنا متابعة الموقف من البداية وأروي اللي مش عايزة تتنازل لأختها.
▪ تجري أيتن الصغيرة علي حضن عمتها : آنتي حبيبتي…
▪نوال : والله ياأيتن ماحد علمت البنت دي التمرد غيرك… وعلي فكرة كده غلط… ومينفعش تكوني ميالة لواحدة عن التانية.
▪ أيتن وهي تضحك : معترفة بكلامك ياماما… بس بصراحة أيتن بتفكرني بنفسي وأنا صغيرة… كنت قادرة كده (هههههه) .
▪ فتح الباب آدم بمفتاحه الخاص ودخل يحمل علباً كرتونية وأكياس ومعه مهاب… جرت عليه ميار تحمل عنه (عنك ياحبيبي) … اقترب منها وقبل رأسها (يسلملي قمري) بينما جرت عليه البنتين تتسابقان (بابي…. بابي… بابي) حملهما الاثنين معا وقبل كل منهما ( كل سنة وانتوا طيبين ياقلب بابي… هابي بيرث داي)
▪ عندما رأت أيتن مهاب مع آدم….تركت الجميع ودخلت غرفة البنات….
▪ اقترب مهاب من آدم وقبل البنات ثم القي التحية علي عمته وميار… وهم بالدخول لأيتن… استوقفه آدم وأنزل البنات ودخل لأيتن…
▪ آدم : ممكن ادخل ولا هتتعصبي عليا كعادتك في الفترة الأخيرة…
▪أيتن : تعالي ياآدم… عارفة اني مزوداها بس غصب عني…
▪آدم : طب احنا هنستحملك…. ومهاب ذنبه إيه…
▪أيتن : متجبش سيرته… وزي ماجوزتني له طلقني منه….
▪ آدم بمزاح: وهو انا جوزتك له يابت… انتي هتكدبي… مش كنتي هتتجنني عليه وقولنا نلم الليلة عشان متفضحيناش ونلاقيكي جايبة منه عيال.
▪ أيتن بحزن : وأدينا اتجوزنا ومجبناش عيال… ولا جايبين عيال…
▪ آدم : ربنا قادر على كل شيء… ليه تفقدي الثقة ف ربنا ياأيتن… ولو مجبتوش عيال إرادة ربنا… لعله خير… ليه تفقدي الثقة في نفسك وفي حياتك وتمرري حياتكم كده لمجرد شيء ربنا رايده….
▪ أيتن : هو مش هيستحمل ياآدم…اكيد نفسه يشوف عياله.
▪ آدم : هو قالك كده؟
▪ أيتن : لا… بس
▪آدم : مفيش بس ياأيتن… البني آدم بيحبك وشاريكي ومستعد يكمل عمره معاكي من عيال…
▪ أيتن : بس بهدلني وغلط فيا ياآدم… قالي أنتي إنسانة مريضة واتعصب عليا(وانفجرت في البكاء)
▪ آدم : يعني اما يلاقيكي كل يوم بتفتشي في تلفونه وارقامه وايميلاته وكمان يامفترية توصل انك تراقبيه في شغله… طبيعي أنه يتعصب ويفقد أعصابه…
▪ أيتن بدموع : بحبه ياآدم… بحبه وخايفة يضيع مني… من يوم ماعرفت ان عندي عيب خلقي في الرحم وانا هتجنن عشانه وخايفة يحن أنه يكون أب… وقتها يطلقني ولايتجوز من ورايا… سنتين ياآدم وحالتي بتسوء… فقدان الحبيب نار بتحرق ياآدم.
▪ ضمها آدم لصدره : بس هو مستعد يستحمل ويعيش عمره كله من غير مايكون أب… مقابل أنه يعيش في حضنك… ولسه قايلي الكلام ده بنفسه.
▪يشد آدم يبعده عنها : بس ياعم… هو مال سايب ملوش صاحب… ابعد ياعم الحضن ده ملكي أنا وبس.
▪ رفعت عينيها السوداويتين إليه ولم ترد.
▪ نهض آدم وقال : تصدقوا بقي أنكم عالم مقرفة ومابيجيني من وراكم غير وجع الدماغ… والداخل مابينكم خارج….(وخرج وأغلق الباب خلفه)
▪ مهاب : بصيلي ياأيتن… متبعديش عينك عني… بقيتي ترتاحي في حضن غير حضني.
▪ أيتن وهي مازال نفسها متقطع من آثار البكاء : بس ده آدم أخويا.
▪ مهاب : مش انا قولت حتي لو زعلتي مني… اشتكيني ليا… ارمي همومك في حضني وعيطي.
▪ ارتمت في أحضانه وبكت… : آسفة يامهاب… زودتها معاك… بس أنا…
▪ قاطعها مهاب : بس أنا بحبك… ومستعد أعمل أي حاجة واتنازل عن أي حاجة مقابل انك تعيشي في حضني… الحب ياأيتن مش كلمة بتتقال… الحب عطاء وتضحية وتفاني وتنازل وتغاضي عن الزلات… الحب سند الطرف اللي يميل التاني يوقفه ويسنده… الحب وفاء وإخلاص… الحب برئ من الظروف والمبررات… الحب الحقيقي بيغنينا عن الكون كله مقابل نظرة سعادة في عيون اللي نحبهم… وانتي خايفة وانتي معايا ياايتن…
▪ مسحت أيتن دموعها وقالت : يعني…
▪ قاطعها : من غير يعني… أمتي لازم تدفعي ضريبة انك نمتي امبارح بعيد عن حضني…
▪ ابتسمت أيتن : وأنا مستعدة ادفع أي حاجة عشان أرضيك…
▪ مهاب بمكر : أي حاجة… أي حاجة…
▪فهمت مقصده أيتن فبادرت بتقبيله وكأنه كان علي المهب… فالتهم شفتيها بقبلة عميقة وهو يعتصرها بين أحضانه…
▪….الحقوا… الحقوا أنكل مهاب بيبوس آنتي من بوقها…
▪ تفاجأ الاثنان من دخول أيتن الصغيرة الغرفة عليهما دون أن يدريا بها… فارتبكت أيتن وقالت لمهاب : عجبك كده… فضحتنا.
▪ مهاب : فضحتنا ايه يابت هو انا شاقطك.
▪ خبطته أيتن علي كتفه : فيه دكتور محترم يقول شاقطك.
▪ ميار بانفعال : مش قولت ياأيتن عيب ندخل علي حد الأوضة من غير استئذان…
▪ أيتن الصغيرة : والله يامامي خبطت كتير بس هما مش سمعوا… وكمان دي أوضتي وعايزة البس عشان الحفلة.
▪ أيتن العمة : طب ياللا يالمضة هاتي لبسك وتعالي اجهزك انا للحفلة عشان تبقي شمعة منورة….
▪ دخلت ميار علي آدم الغرفة وهو يبدل ثيابه : آدم انت جهزت…
▪ آدم : لا لسه… عايزة حاجة…؟؟
▪ ميار : لا ياحبيبي بس تعبانة شوية وكنت عايزاك تخلي بالك من البنات عشان آخد شور وأغير هدومي…
▪ آدم أمسكها واجلسها على الفراش : عارف ياميار أنك بتتعبي مع البنات وماما وكمان مشاكل ايتن اختي والحمل تقيل عليكي…
▪ ميار : متقولش كده ياآدم… دول عيلتي… امي واختي وبناتي مليش غيركم بعد أهلي … انا بس اليومين اللي فاتوا كنت بلف علي لبس البنات وارهقت شوية…
▪ اقترب منها آدم وقبل رأسها وانتظر ملياً يشم رائحة شعرها التي تسكره…
▪ ابعدته ميار بهدوء : ابعد ياآدم … انا طول اليوم في المطبخ… اكيد ريحتي اكل…
▪ آدم بهيام : بعشق ريحة شعرك… وكمان أبعد فين… استني…
▪ ميار بتساؤل : استني إيه؟؟؟
▪ اتجه آدم ناحية الباب وأغلقه بالمفتاح ورجع قائلاً : اقفل الباب من بناتك القرود دول…
▪ ابتسمت بخجل : آدم مش وقته… الكل مستنينا…
▪ اقترب منها آدم يعبث في خصلات شعرها : حبنا ملوش مكان ولا زمان ياميار… حبنا جنة عبرناها بعد عذاب نار انتقام…
النهاية
