رواية علي ذمة عاشق الحلقة السادس عشر والسابع عشر بقلم ياسمينا احمد


 رواية على ذمة عاشق 

الحلقة السادس عشر والسابع عشر 

بقلم ياسمينا احمد

الحلقة السادس عشر 


وقف ياسين ببنطال كافيه يناسب قامته الطويلة وتيشرت اسود بدون ياقه يرتدى نظارة سوداء ببرواز معدني فى نقطة فارغة فى وسط الصحراء يتابع ساعة يده بقلق وتوتر 


عقد ساعديه واسند الى سيارته فى ملل فى انتظار رفيقه .

الذى ظهر بعربة جيب عالية تناسب البيئة الرملية التى تحيط بهم . اعتدل سريعا ووقف فى انتظاره .ترجل من السيارة سريعا واتجها نحو الباب الاخر تعجب ياسين من تصرفه


ونظر من تحت نظارته بإهتمام ،اذا بدا لة شيئا مهما بعد كل هذا التاخير 


التقطت فرحة الغائبة عن الوعي ،وحملها بين يديه يتطاير شعرها الاسود مع الرياح كاليل اتي فى ضوء النهار

اتسعت عين ياسين وهتف بتعجب : 

- ايه دا ؟!

اجابة زين وهو يقترب منه بجمود :

- دي فرحة فتح الله القناوى 


صك اسنانه فى غضب وهدر بضيق :

- إنت اتجننت أنا لازم أكلم اللى معانا ،عشان يعرفوا جنانك 


دا وصل لحد فين ،ودس يده الى جيبه واخرج هاتفه وشرع فى ضغط الازرار 


قاطعه فى ذلك زين بغضب :

- انتوا مش كل اللى يهمكوا العملية ،هتم باى طريقة ودى واشار الى فرح ماحدش لي داخل بيها انا اللى اقرر مصيرها لان مصيرها بين ايدى وبس


وكزه ياسين فى كتفه بتعصب:

- انت غبي من الاول لما وقفت ليها ع الطريق ،وبغبائك دا فتحت العين عليك واديك لسة بتكمل فى اللى هيقضى عليك وعليها انت مش مسافر تصيف انت مسافر لجهنم الحمرة رايح للموت برجليك وياعالم ترجع تانى على رجليك ولا لا 


لم يغضب منه زين لان ما قالة هو الحقيقة التامة 

اقترب ياسين منه ووضع يده اسفل ظهر فرحة من بين يديه وهو يروضة:

- هاتها يازين هرجعها لاهلها 


ابتعد بها لخطواتين للخلف وازاح يده بها بعيدا عن يده :


و اجاب بقوة :

- لا ،هتفضل معايا 


عندها هدر ياسين بغضب:

- يعنى اية ؟!هى لعبة دى بنى ادمة يا زين ،وشغلنا كله تحت النار وجودها معاك خطر عليك وعليها ،زمان الدنيا كلها مقلوبة عليها ، قبلك انت ومفكرين انها تخصك ونقطة ضعفك ،احنا فى شغلتنا دى ما ينفعش يبقالنا نقطة ضعف


قبض جيدا على رسغ فرحة الغائبة عن الوعى 

وحدق لصديقه بتحدى : 

- وانا بقا هعمل العكس وهوريكوا كلكم انى قادر احمي نقطة ضعفى 


ضيق عينه ليأسه من اقناع ذلك العنيد المتهور ،واقتحم المكان صوت مروحيه تهبط بإتجاهم حول نظرهما معا اليها


*********************************************

فى الساحل ،،،،،


دخل اياد حاملا حنين الى غرفته ووضعها برفق على الفراش

ثم جلس الى جوارها يتحسس جبينها ويتفحص نبضها بقلق ،اذا كانت روحه تنازع الالم عوضا عنها ،شعوره باحتمال فقدانها هزم كل قواه وجعلة عاجز تماما عن مواصلة الحياة 


اقترب منها وامسك يدها ومال جبينه الى جبينها وهمس بنبرة متحشرجه : 


- بلاش يا حنين تختبرى حبى ليكي اكتر من كدا ،اوعك ياحنين تودعينى ،وداعك ليا دا كتر حاجه توجعنى بجد حبيتك بلاش ارجوكي تختبرى حبى ليكى


جاهد حتى لا تذرف عينيه تلك الدموع المزعجه ولكن فشل ، طرقات الباب تعالت فى هذة اللحظه حاول تجميع شتات نفسه وهتف 


بصوت عالى : 

- ايوة ،مين ؟! 


اجابه احد افراد حراسته القارع : 

- دا الدكتور يا سعادة الباشا 

ترك يدها وابتلع غصته المريرة وهدر بجمود : 

_خليه ،يدخل


أدار مقبض الغرفة تقدم الطبيب نحو حنين المسجيه على الفراش وتسآل :

- خير 


اولاه ظهره ليخفى اثار ضعفه وتظاهر بالقوة وهتف بنبرة متحشرجه :


- وقعت من دربزون اليخت فى المياة ،وعض شفاه بألم 


بدأ الطبيب فى الكشف واختلس اياد النظر اليه على حين غفلة ليطمئن قلبه اذا كانت بصحة جيدة ام لا


انهي الطبيب الكشف والتفت نحو اياد وهتف :

- هى كويسة انا اديتها حقنه وهتفوق بعد لحظات 

اجابة بنبرة جافة :

- عندها ايه؟!

امسك القلم وبدء فى كتابة الروشته وهو يحادثة :


- المفروض انها ما يغماش عليها كل دا ،لكن بعد وقعها فى المياة نقدر نقول ان الاغماء بسبب حالتها النفسيه يعنى رفضه الحياة 


حدق اياد الى الطبيب بدهشة ولم تتحرك اي من قسماته ،بينما تابع هو قائلا بجدية :


- ودى تبقى محاولة انتحار ......

التفت اياد لمحاولة اخفاء صدمته بعيدا عن اعين الطبيب الذى تفحصه هو الاخر بدقة عالية واسترسل وهو يمد يده 


تجاة بالروشته ويحادثة بإهتمام:


- دى شويه ادوية مهدئة ،مش عايزين ضغط على اعصابها يعنى بشكل أوضح هى محتاجة معاملة خاصة 


قاطعة اياد بغضب :

- خلاص انت هتعلمني اعامل مراتى ازاى ؟!


توتر الطبيب قليلا وهو يجيب عليه بهدوء:

- العفو يا افندم ،بس انا.....

- خلاص اتفضل ....قالها اياد مقاطعا مرة اخرى 


يريد اخفاء المه فى غضبة

- استجاب الطبيب وخرج مسرعا 


وانهار سقف العالم فوق راسه عند سماع كلمة( محاولة انتحار ) شعر اياد أنه يدفع ثمن أخطاء لم يقترفها لا ذنب له فيها ،معاناه جديدة سيعيشها مع معشوقته


********************************************************


فى سيناء 

هتف ياسين محذرا :


- كدا اللى بتعمله غلط ،وهتأذى نفسك 

لم يستمع له اندفع نحو المروحيه بثقة وهو يحمل تلك المغيبة عن العالم بين يديه تحرك من ورئه ياسين فى محاولة اخرى 

لتغير قرارة ،وامسك كتفه :

- يابنى ،اسمعنى هضيعنا كلنا العمليه كلها هتبوظ بسبب البت دى وياريتها هتنفع ،دانت هضيعها معاك


ابتلع ريقة بقلق واحتدت عيناه وهو يهدر الى صديقه بحدة، احكم قبضته على ذراع فرحة :

- مش هسيبها الا اما اتاكد انها فى امان ، انت عارف كويس انها اتشافت معايا والدنيا كلها هتقلب عليها 


اجابة ياسين بنبرة جافة :

- وانت مالك ،مهتم لي ؟!


توتر قليلا وهتف بجديه :

- انا مهتم بيها

لو ى فمه ياسين واجابة بسخريه:

- انا قولت انت مهتم بيها 


تأفف زين من مراوغته صديقه وهتف بجديه:

- انا ماشي 

باغته ياسين بنظرة حادة ،وهتف بضيق :

- ابقي خلى بالك عليها ،وبلغنى اول باول بالجديد 


اتجه زين نحو المروحية وصعد اليها ،وزفر بارتياح ونظر الى فرحة التى بين يديه وتأمل سكونها ازاح خصلات شعرها المتناثرة على شعرها وهتف بهدوء:

- مـــاتـــخــافـــيش ، انتى معايا فى امان 


********************************************


فى الساحل 


جثى اياد على ركبتيه امام مخدع حنين حيث بدات تفتح عينها ببطء ونظر لها نظرات تحمل الكثير من الاسي والحزن ثم هتف:

- للدرجة دى بتكرهينى ...

كنتى قوليلي انك بس مش بتثقى فيا ..وانا كنت هقدر دا ..بس ما تحاوليش تنتحرى يا حنين مش للدرجة انك تحسسينى انك مجبرة على التكيف معايا 


حركت ..راسها فى استنكار وهتفت لتنفي :

- اانا ..ااانا..لا 


.لوح بيده لها بالسكوت ، واسترسل :


- خلاص ياحنين ..ما تتعبيش نفسك...وتحبينى بالعافيه انتى مش مجبره على حاجه انا حاولت اخليكى سعيدة ..حاولت اعيشك احلامى زى ما حلمت بيها معاكى ...لكن 

انتى لسه مش مستعدة تقبلينى حبيب ...انا تعبت من نظرتك ليا بعد كل مرة بيحصل بينا حاجه ..تعبت من الشعور انى بغصبك على دا ...انا مش كدا يا حنين مش انا اللى 

اخد حاجه انتى مش مستعدة تدهالى حتى ولو كان حبك ....اوعدك انى مش هقرب ليكى تانى 


ومش هطغط عليكى بحبى ...هحاول اسيطر على مشاعرى اكتر بس ياريت ...تخلى صورتنا حلوه قدام الناس ،خليهم يفتكروا اننا عايشين طبعيين 


انتفض من امامها مندفعا خارج الغرفه يحبس فى مقلتيه دموع الالم الذى يعتريه،، 


حدقت حنين نحو الباب الذى اصبح فارغ من اثره .. وترقرقت الدموع فى عينيها وهتفت محدثة نفسها:


- دا فهم انى حاولت انتحر...ياربى ..افهمه ازاى انى دوخت ووقعت غصب عنى ..اكيد هيفهم انى بقول كدا عشان استرضيه ......تنهدت قليلا ...يلا اهي فرصة ادى لنفسى اعرف حقيقة مشاعرى بعيد عن قربه اللي بيشتتنى دا


***************************************************

في الصعيد 


كانت زينات تقف فى ردهة المنزل الكبير الذى يطل على الحديقه المزدهرة 


ولازلت بقايا الصدمة التى القاها برهام على مسامع زينات عالقة بذهنها ،جعلتها فى عالم اخر من القلق والخوف ، تريد ان تحتضن ابنتها تريدها الى جوارها ولكن لاتريد لها مصير مظلم كذلك الذى تعانيه زفرت بالم :


- اااه ....يا فرحة ،يارب استرها عيها ،يارب انت عالم بحالي وغنى عن سؤالي


اقتحمت صابحة المكان وهى تهتف ساخرة :

- ادعيله ياخدها ، احسن


تشنجت قسمات زينات عند سماع صوت صابحة وتذمرت وهى تهدر :

- يا ختى حرام عليكي ،سبينى فى اللى انا فيه 


اقتربت منها وهدرت ساخرة :

- اللى انتوا فيه ولا اللى احنا فيه ،جيتوا وجبتوا الخراب وياكوا


استدارت زينات لها بغضب:

_ مالك قرشة مالحتى من وقت ما جيت لي ، عايزة ايه يا صابحة سبتهالك مخضرة من سنين حلى عن دماغى وسبينى دلوقتى فى اللى انا فيه


حركت صابحة راسها بطريقة شرسة وهدرت :

_ انا مش قارشة مالحتك يا ختى انا عايزة اجرشك انتى بين سنانى ، رجعتوا انتى وجوزك ليه مش خدتم جاسمكم ورحتوا مصر ما بقالكمش هنا لا بيت ولا ارض رحتوا اتمرمطوا

وسفيتوا التراب اشكال والوان واما شبعتم فقر جيتى رسمتوا على جوازة بتكم اهنه تانى بتزرعلكوا هنا سجرا (شجرة)عشان تنعموا فى خيرها ،،وما تووجعش ميلة البخت الا على ولدى زينة الشباب يتعمل فيه اكدة ،اللى كان يمشى كيف السبع ،كل البنته تمنى التراب اللى تحت رجلة.....بتك انتى تهرب منه قبل فرحها بسبوع


هتفت زينات بمرارة :

_يا ستى حرام عليكي ،احنا مش عايزين كدا منه لله فتح الله هو اللى اتفق وياكوا من ورانا احنا جابنا على عمانا ، وبتى بس تيجى وهعرف منها كل حاجة


لوت فمها بسخريه :

- ايوة ايوة اعملوهم علينا ، مش عايخيل علينا كهن البندر انتى عارفة انى بت الحاج سعفان وانتى يا سلفتى قيمتك مش جمتى عشان تجعدى تتحدتى معايا على الفاضية والمليانه ،انا من الاول جولتلهم الجوازة دى ما هتجبش غير الخراب يلا خليهم كلهم يشربوا من مجايبهم 


***********************************************************

على الطرف الاخر

فتحت فرحة عينيها بثقل وظلت تقاوم النعاس المسيطر على عينيها وتداعيات الخطر بدأت ,دق الناقوس لمرور لمحات عما 


حدث لها من قبل ،،ضرب ، اسم صقر ،اطلاق نارى ،جثث ، زين ، حقنه ،برودة ،انعدام الرؤيا 


وضعت يدها على راسها بتألم 

قاومت بعينيها الاضاءة العالية بالغرفة وأخيرا حدقت بالمكان مليا لتميز اين مصيرها هذة المرة 


*غرفة بيضاء اثاث راقي وستائر مزهرية جو هادئ تداعبها نسمات الهواء ، اعتدلت فى نومتها والتفت الى نفسها جحظت عينها بفزع


اثر رؤيتها ترتدى روبا من الستان ابيض اللون ونهضت فى عجل بحثت فى الارجاء عن ملابسها ولكن لا اثر


اتجهت الى الخارج بحذر وادارت المقبض بهدوء وتحركت على طرف بنانها ودارت بمقالتيها فى المكان لتخمن اين هي 


كانت الردهه بها اريكة جلديه سوداء وطاولة من الزجاج ومزهرية بها ورود طبيعيه بينما لون الحائط كان خليط بين البني الابيض وبروز جبسيه على شكل حجر 


وقعت نظرها على شرفة فى منتصف الردهة تسللت نحوها لمعرفة موقعها الان وما ان اقتربت حتى رأت صاحب الشعر البنى وعريض المنكبين موليا ظهره لها مرتديا تى شيرت رياضى على الاكتاف يمثل شكل الاكس ،شعرت بالطمأنينه قليلا


وتحركت نحوه وهى ترفع عنقها الى الشارع لتلاحظ مبانى صغيرة وشارع كلاسيكي واعمدة انارة مختلفة عما رأت من قبل 


سألت بدهشة :

- احنا فــين؟

ابتسم زين اثر سماع صوتها وهتف مرحبا وهو يستدير لها شيئا فشيئا :

- ااااممممم ...ايطاليا باين 

فغر فاها وهى تهتف بذهول :

_ هـا ااااا

ابتسم زين لها قائلا:

- حمد لله على السلامه 


ضيقت عينيها فى ضيق ووكزته بكلتا يديها فى صدره وهى تهدر بغضب:


- انت جبتنى ازاى هنا ،انطق ،وكمان عطتنى حقنه فى رقبتى ،انت مين ،انت مين؟!

اعتقل يدها وهتف:

- اية يا بنتى ،مش انتى اللى قولتيلى خرجنى من هنا انتى نسيتى

هدرت بضيق وهى تسحب يدها من بين يديه:

- قولتلك خرجنى من هنا ،مش خرجنى برة مصر 


عقد حاجبيه بسخرية :

- على فكرة بقي انتى كل مرة تقولى كدا وتتحايلى عليا وترجعى تتضايقى


اجابت فى تحير :

- يعنى ايه ،مش هرجع مصر تانى وتشنجت عضلات وجهها وهتفت 


- انت السبب 


اشار لها بإصبعه وهتف بجديه :

- اعتقد انك قولتى انك هتثقى فيا 

حاولت تجميع شتات تفكيرها واعتصرت رأسها كي تتذكر ماذا هدرت ايضا:


- ااانا ،قولت كدا 


تحرك الى الداخل واستند الى الاريكه وعقد ذراعية امامه:

- واعتقد كمان انك قولتى هتسمعى الكلام 

هتفت بدهشه :

- انا ،قولت كدا 


حرك كتفه بخفة وهو يهتف :

- دا غير اللى قولتيه تحت تأثير المخدر 

التمعت عينيها ببريق الفضول وتسآلت : 

- قولت ايه ؟!


دار من حولها وهو يبتسم بخبث :

- كتير ، حاجات زى انا بحبك كدا 


اتسعت عيناها وزاغ بصرها وهى متحيرة :

- انا ،قولت كدا 

ووضعت يدها على صدرها ثم فجأة جحظت عينها والتمعت عينها بغضب 


- هدومى فين هدومى 


حك زين راسه وتظاهر عدم الاستماع: 

بينما هتفت هى مجدداا:

- مين اللى اخدها مين اصلا اللى لابسنى كدا 

ابتسم ماكرا :

- خلاص بقا يا فرحة هو انا غريب 


اتجهت نحوه بضيق وبدأت تقذف نحوة كل ما ياتى فى يدها 

حتى امسكت المزهريه 


فرفع يده محذرا :

- اوعك يا فرحة دى تموتنى 

لم تبالى وقذفته فعلا وتفادها هو بحرفيه 


ثم زفر بإرتياح اثر تفاديه لهذة الكارثة واطمئن حينما رآها افرغت كل ما حولها 

هتفت من اسنانها:

- ياسافل ،يا حيوان ،قليل الادب ،ي...

قاطعها هو بمرح :


- خلاص بقا يافرحة هى اول مرة يعنى 

المهم اللى احنا فيه دلوقتى ،احكيلى عن اللى حصل قبل ما اوصلك


اهتزت مقلتيها بتوتر وسئالته بقلق :

- مين صقر 

تابع بإهتمام :

- انا 

- سألته بحيرة :

اسمــك زين ولا صقر 


ضيق عينه غير مبالي :


- اسمى زين وصقر وممكن هنا ابقى جو وكمان شوية شبح تقدرى تقوالى مافيش حاجه تأكد اسمى اى واحد فيهم


اتسعت عينها وهتفت بقلق :

- ااا...انــت مـــجرم ...؟!


..................................................................................................................!!!!!!!

الحلقة السابعة عشر

تعمد زين تجاهل اجابتها تماما ،واسترسل قائلا :

- هما قالولك اية تاني ؟!

تفحصت وجه جيدا وهتفت : 

- هما مين دول ؟ اشرار ؟!

ابتسم زين وهتف بمرح طفولى :

- اوى اوى يا فروحة 

اعتلى وجهها الحيرة وهتفت بضجر :

- يعنى انت مش من الاشرار ؟!


اطلق زين ..ضحكات عاليه لم يستطيع ايقافها

هدرت هى بتصميم طفولي...


- انا عايزة اعرف انا بسمع كلام مين عايزة اعرف انت مين ؟ صقر ولا زين ولا جو ولا الشبح 


سكت عن الضحك زين فجأه نطق بجدية:

_حاضر يا فرح هقولك 


رفع ساعدة فى وجها مشيرا نحو الساعة التى تحيط معصمه 

تابعته بتردد...ودهشه:


- بيجروا وراك عشان دى ؟!


اطلق ضحك ضحكة صغيرة ساخرة ....


وفجأة تحولت نبرته الى الجدية التامة.:

- اوعدينى الاول انى اللى هقوله دلوقت مش هتنطقى بيه لحد ولو تحت اى ضغط ...اللى هقوله دلوقت معلومات 


مهمه وخطيرة وصعب تخرج من بينا ....واعرفى أنى لو قولتلك ان حياتك بقت فى خطر ولا تقل أهمية عن حياتى ...ثم اردف متسائلا ...

- عندك القدرة على تحمل عواقب اللى هقوله ؟!


ابتلعت ريقها فى توتر ...وهتفت بتوجس :

- ايوه

- انتى متأكده ،،قالها جاد

اجابته بإصرار :

- ايوة هقدر احافظ ع السر ...زيك 


ضغط على زر الساعة الجانبى ..ومن ثم تبدلت الساعة وانفتحت قافزة منها شئ صغير مستدير يشبه افلام الصور .....


كانت فرح تحدق كالبلهاء... وهتفت بدهشه :

- ايه دا ؟


امسكه بيده وهتف بجدية تامه:

- دا ميكروفيلم مهم جدا عليه حاجات تخص نقطة مهمه فى جهاز المخابرات الخارجى ...وكلوا محتاجه ومستعد يعمل المستحيل عشان يوصلوله 

مازالت فرحه تحدق وفمها فاغر :

- طيب ما تديه للبوليس 


حدق فى عمق عينيه وهتف بهدوء:

- .طيب ما اهو انا البوليس 

عند اذن عقد حاجبيها بدهشة:

_.ازاااى ؟!

تقدم نحوها وحك انفه بطرف اصبعه تحدث بنبرة حذرة .:


- انا ظابط مخابرات يا فرحه ..واحد مهم جدا عشان اكون مسؤل عن حاجه زى دى مهمتى محددة هى التلاعب برجالتهم بتوع المخابرات وتسليمهم للسلطات المعنيه ...ودى حاجه صعبه جدا خصوصا انى لوحدى ومافيش اى دعم من فرقتى ...انا لوحدى


كان نصب عيناها شئ واحد يسعدها ..هو أنه ليس مجرم بل حامى الارض فى نظرتها هو بطل خارق سقط الى عالمها ليحقق ماعجزت عنه احلامها ...عادت لرشدها .واخيرا نطقت ....

- يعنى انت مش مجرم ؟


هتف بالايجاب :

- لا يا ستى ...انا نبهت عليكى والحقيقة دى بينى وبينك والمفروض ان مكان الميكروفيلم دا ماحدش يعرفه غير انا وانتى ...هويتى الحقيقيه ما حدش يعرفها غير انا وانتى ...امسك يدها فجأة ...انا وثقت فيكى ما تخيبيش ظنى ارجوكى.

اجابته وهى تنظر الى عينيه ...ما تقلقش ما حدش هيعرف حاجه ،بس انا عايزة اعرف انت ايه اسمك الحقيقى 


.لوى فمه ..وعقد حاجبيه :

- زين 

اجابته بتعجب :

- ..وفين التمويه فى كدا ؟!

تفحصها بدهشه وهتف :

- تمويه ايه ما انا قولتلك كل حاجه ..ثم اشار بإصبعه نحو راسها

- يأم مخ ذكى 

ازاحت يدة وهدر ت بجدية :

_ ..لا اقصد .ليه اسمك زين ..وهما عارفين انك زين 

جلس الى الاريكة وتمطع بذرعيه:

- .اسمى ليهم صقر ...مرتزق مجرد مرتزق ..زى ما قولتلك ماحدش يعرف انى ظابط مخابرات

تسائلت بحيرة :

- طيب لى قولتى اسمك الحقيقى ..ما قولتش اسمك الحركى 


حرك كتفه بخفه :

- ما اعرفش ...كان تهور منى ..زى ما كان تهور انى اوقف العربيه ..وانقذك


اخفت شبح الابتسامه عن وجهها وسألت باصطناع اهتمام ...

- ومين سرور دا 


اجابها بجديه :

- دا ظابط برده بس مش مصرى .. واسترسل بمرح 

- دا يبقى من الاشرار 


ضحكت بعفويه على طريقته ..وقالت دون وعىى:

- الرجل دا كان بيقولى انى نسخة صغيرة منك 


وان ريحتى كلها انت ما كانش يعرف ان القميص بتاعك باين 

انفجر زين ضاحكا ...من حديثها عن قميصه للمرة الثانية ..بعد ان اول مارأته هناك اشتكت له انهم سلبوه منها

كا الاطفال


تحرك نحو غرفته ... فتحركته من ورائه 


وظلت تحادثه بفضول كبير :

- جينا ازاى 

حرك رأسه بفراغ صبر 

- الطياره 

سئلته بمرح :

- انت عندك طياره 

زين بإختصار .

- لا


تسائلت فى حيرة ازاى جيت هنا من غير باسبور ولا فيزا

التف نحوها وهو يقهقه عاليا :

- ههههههههههه انتى هتجننينى ..يا بنتى هاربانين ...هاربانين مش جايين فسحة

ثم استطرد قائلا ..


- ولا اقولك تعالى افسحك ..يلا اهو ناخد ثواب عشان ربنا يكرمنا فى العمليه اللى داخلين عليها 

فرحه قفزت فى الهواء بمرح طفوالى ...yas ! Yas!


جعلت زين ..ينظر لها بشغف حقيقى لتلك المتمردة المجنونه توقفت عندما لاحظت ثبات نظرة اليها وارتبكت ، بينما هو شعر بملاحظتها فتنحنح قائلا:

- انا سيبلك هدوم جوة فى الدولاب ادخلى اجهزى ويلا بينا 

اجابته بسعاده :

- حاضر

اتسع فمه بإبتسامه ، وهتف ساخرا

- ما بسمعش حاضر دى غير فى الخروج غير كدا لا ههههههههههه

لم تجيبه وولجت الى غرفتها بسعادة انستها لما هى هنا


********************************************************************************


فى فيلا حنين واياد ،،،،،،


التزمت حنين الفراش واثار الهدوء الخارجي تعتريها ،بينما فى داخلها اجيج نار وبراكين مما خلفته تلك الكلمات التى القاها اياد على مسامعها شعور الذنب يلاحقها

انها سبب فى معانه لشخص اخر شيئا يأذيها نفسيا ،ما عانته من ظلم فى الماضى حولها الان لشخص لا يثق بسهولة بعدما تركها من هم أهل لثقه ولأمان


دخل اياد لحنين الغرفة ممسكا بصنية طعام

قدمها فى صمت بدون اضافة شئ كان يشعر بضيق حيالها 

والدهشه من نفسه انه ابدا لم يصنع لنفسه كوبا من الحليب كيف تجرؤ قدماه على الدخول للمطبخ مرة اخرى بعد ذلك اليوم المسمى بالصباحيه عندما احضر لها الافطار وهو يدندن طربا ..لابقاؤها معه 


وضع الصينية جانبا على الطاولة وراح يسندها فى نومتها لتعتدل دون اى كلمه ...وضع خلف ظهرها الوساده ليضمن راحتها وعاد للطاولة ورفع الصنية واتجه بها نحوها ووضعها على قدمها ...


وهتف بجمود :

- كلى كويس ...عشان تاخدى الدواء 

ودت ان ينبث فمه بكلمة واحدة اولها ظهره وتحرك نحو شرفة الغرفه ودس يده فى جيبه وراح ينفث فى صمت 

شعرت حنين بالاسي فى ذلك الوقت ...لم تأكل لقمة واحدة وهى تعلم انه لم يدخل جوفه شئ منذ ان كان بالقارب .....تنحنحت فى هدوء وكافحت فى اخراج صوتها

وهتفت بخفوت :

- تعالى كل معايا ......

لم تسمع ردا ربما لان صوتها المنخفض لم يستطيع انتشالها من افكارة وشروده نادته مرة اخرى بصوت مرتفع فى محاوله اخرى لجذب انتباه :


- اياد 

استطاع صوتها المتحجرش ايقاظه من دومه التفكير التى كادت تغرقه 


اجابها بهدوء تام :

- هــاااا......


تبا لصوته الهادي الرخيم الذى يستطيع اخفاء معانته و اجابتها بهذا الكم من الهدوء 


توترت قليل قبل أن تستوعب كيف ستواجهه ثم هتفت بنبرة متحشرجه:

- انا مش عـاوزه اكل ...


اغمض عينه بألم وكأنه يحاول جاهدا الكلام وشعوره انه على وشك الانفجار ارهقه ، تنفس بعمق وتابع بهدوء مماثل لما سبق:

- براحتك..... انا ماعدتش اغصبك على حاجه 

دار بجسدة والتف نحو الباب وخرج من الغرفه متألما


بينما هي تابعته بنظرات حزينه تحركه امامها بهذا الجمود ينم عن كم المعاناة التى يعانيها تواري عن ناظريها سريعا وابتلعت


هى غصتها المريرة ،رفعت الصينيه جانبا ....وراحت تكتم شهقاتها ببكاء مرير ..وراحت تتسائل لما تعلثم لسانها فيما


ارادت قوله لما لم تكمل جملتها وتقول انها لن تأكل الا معه انه الكبرياء الاعمى وعقلها المتمرد الذى ذاق اشد الخيبات ودفعها

لتبلد مشاعرها وعدم تقبل الجنس الاخر ،،اندثرت تحت الغطاء ..تستجدى النوم ليريحها من تلك العذاب


*************************


فى ايطاليا

دقائق نعم زين بالهدوء من أسئلتها التى لا تنتهى من وقت ما علمت انهم مشتركان فى نفس السر ..، تمطع بجسده فى ارتياح على تلك الاريكة الجلدية واغمض عينيه بارتياح من تلك الطفلة المشاغبه لدقائق 


الا وقفزت امامه مجددا بوجه محتد ومحتقن 

وهتفت بضيق وبنبرة غاضبه افزعته:

- ايه اللبس اللى انت جايبه دا


اعتدل زين فى نومته بفزع ، ثم اغمض عينيه وهو يحك جبينه بيده بعد استيعابه سبب غضبها عندما تذكر انه اتى لها ببنطال جينز وبلوفر صوفى وجاكت ذو فراء

هاتف بنبرة هادئة :

- امم ما عجبكيش ...


وضعت يدها فى خصرها بتحدى ..واجابته بتعنت :

- انا ما بلبسش الحاجات دى بلبس جيب وعبايات وطرح ولا نسيت 

اجفل زين وتنهد بضيق وحاول كبح غضبه قدر المستطاع:

- فرح لازم تتعودى تلبسى كدا الفترة دى واذا كان علي الطرحه حطى مكانها ايس كاب


بينما هى احتدد وهتفت بغضب:

- يا سلام وما البسش ليه اللى انا عايزاه 


وضع زين راسه بين كفيه وبدء بتمرير يده على شعرة بضيق وهتف من بين اسنانه :


- عشان زى ما قولتلك احنا مش فى رحلة ومطلوب مننا التخفى والبعد تماما عن اى مشاكل تانية ممكن تكشف


هويتنا او ديانتنا او حتى اصولنا ..والبسي اللى جبتهولك دا المناسب عشان لو حبينا نجرى او نهرب ما يبقاش فى حاجه تعيقنا ..وبدأ شرحه هادى وسلس الى فرحة بينما احتدت نبرة،فجاة ونهض من امامها بخفة وهدر بضيق


جلي:

- مش عايزة افضلى قاعدة هنا وما تخرجيش ....استنى الايادي الطايلة لما توصلك وساعتها ابقى اتلخمى وانتى بتعدلى الطرحه وما بين ضغط الزناد


تحركت من امامه بضيق ولم تبدى رفضها من عدمه 

زفر زين بقوة حتى كاد ينفجر ....فهو اخر ما يريده هذا ولكن مضطر لسلامتها


********************************


اسدل الليل ستائره فى سكون على كل الاطراف فبرغم السكون كان الجميع فى حالة من الارق والتفكير فى القادم والمجهول فى


ايطاليا حاولت فرحة النوم بكل الطرق ودارت فى فراشها عدة مرات وعدلت وضعها بعشوائيه ولكن لا أمل وعلى زفيرها 


الضيق وخرج زين وتحرك فى شوارع ايطاليا وهو يدس يده في جيبه فى شرود تام وتوتر فيما فعله فقد انعدمت رؤيته وفقد 


رصانته المعهودة امام تلك الطفلة المجنونة التى قلبت حياته رأسا على عقب


وكذلك كان اياد وقف فى شرفته يتطلع الى بزوغ القمر فى وسط السماء وقد بدى له اقرب من نيل رضاؤها ،كاد يفقد صوابه 


من ارهاق التفكير فيما سيتبع مازال يعشق تلك الحورية التى سقطت فى قبضته كمكافاة لا يستحقها ولكنه اقسم على ان 


يبرها ولكن فى النهاية هو بشر مقيد بطاقة اوشكت على النفاذ

بينما غاصت حنين فى نوما عميق للغاية وان رسم على وجهها 

الهدوء وبدت راضيه ،فهى تدفن خيباتها فى داخلها وتتلوى حزننا بداخلها ولكنها تابعت هروبها،فهى اضعف من الجميع وتحمل الما يفوق قدرتها على التحمل 


،فأضعف من الساهرين حزننا اولئك النائمين هربا


******************************************************************


فى الصعيد

اختفي فتح الله من الارجاء ولم يهتم احد بوجوده من عدمه حتى زوجته كان كل ما يشغل بالها هو ابنتها الغائبة ،وما


ستعانيه اذا عادت ،لما هو القدر قاسى معها لما هو يجرعها معها مرارة الأيام ولم يتيح لها فرصة واحدة كي تنعم بحياة هادئة


قاطع شرودها طرقات باب غرفتها المنتظمة

عدلت حجابها 

وهتف بهدوء :

- ادخل


فغرغ فاها حينما انفتح الباب وولج امامها عزام وساورها القلق اثر قدومه فى هذا الوقت 


تنحنح عزام ،وقضب حاجبيه واقترب من زينات وجلس الى جوارها بالاريكة 


لم تخفى زينات دهشتها من وجودة وايضا صمته 

بينما هتف عزام بنبرة جامدة :

- ما جانيش نوم ،قولت اجى اسألك لو عايزة حاجه او ناقصك حاجه


لم تنطلى عليها محاولات اهتمامه وبدى الامر اعمق واهم من ذلك ولكنها تصنعت التصديق وهتفت بهدوء :

- لا الحمد لله ،وانا هينقصنى ايه يعنى ؟! 

- بتـــــك ،هتف بها عزام وهو يرمقها بنظرات قاتمه 


اتسعت عينها وبدا عليها التوتر وتعلثمت وهي تجيبه :

- ااااا....طبعا بتى ....هو ..انا ليا غيرها 


بينما هو تفحص رد فعلها بإهتمام بالغ ثم هدر بجمود :

- انا مستعد اساعدك وارجعلك بتك لو انتى عايزة


امسكت ذراعه هى فى لهفه وهتفت بتوسل :

- ياريت ..انا فى عرضك 


التف نحوها بجسدة كاملا و اظلمت عينيه وتابع :

- جوليلى بتك هربت مع مين ؟!


فغر فاها واتسعت عينها وهتفت:

- انت بتقول ايه؟!

اجابها فى بإصرار:

- بجولك بتك هربت مع مين مين الجدع اللى ركبت وياه


تحيرت عينها بين عينيه المظلمة وسالته:

- وانا اعرف منين ؟! مش انت اللى شوفته


امسك بكتفيها وبدء يحركها بعنف :

- الجدع دا كان متفج وياها وجالها ، وبتك سمعت كلامه وهربت وياه قوليلى اى حاجه تعرفيها عنيه وانا اجيبلك بتك لعنديكى 


ادمعت عينيها وشعرت بدوار خفيف ،قد كان منذ قليل يبدو اليها مسالما يريد المساعدة كيف تبدل الى كل هذا الغضب والشراسة 


دفعت يده عنها ودفنت وجهها فى كفيها وهتفت بنحيب :

- انا ما اصدقش كل اللى بتقولوه دا انا بتى مربياها على ايدى عمرها ما عملت حاجه غلط 


لم يبالى بنوبت بكاؤها بل ظل يرمقها بسخط :

- لازم استغفلتك 


صرت اسنانها وكتمت غيظها وهدرت بإنفعال:


- انتوا اية ؟! منكم لله كلم يا ظالمة ربنا يكشف الحق من عنده ويرجع بنتى سالمة غانمه 


نهض من جوارها وهو يتمتم :

- انشاء الله 


واندفع الى خارج الغرفة فى ضيق من فشل فى محاولت استدراجها والحصول على معلومات عن ذلك المجهول الذى اغوي عروسته


*************************************************

فى ايطاليا ،،،،،


طرق زين الباب الذى يفصل بينه وبين فرحه وهتف بهدوء :

_ فرحة ،صحيتى


استمعت الى صوته فإنتفضت من فراشها واجابته بلهفة:

_ايوووة


ابتسم اثر سماع صوتها وتحدث بجدية :

_ يلا بقي يا فرحة قومي البسى عشان نخرج


القت نظرة سريعه على ملابسها المعلقة هناك ولوت فمها بإمتعاض :

- امممم هفكر 


هتف هو ساخرا :

_قومى البسى ،احسن من الروب اللى انتى لابسها دا 


اتسعت عينها وحدقت الى ملابسها جيدا ، ثم هتفت بخفوت :

- يا ابن ال....... ،طيب يا زين 

_ بتقولى حاجة يا فرحة


اجابته بضيق مختصر:

_لا

ابتعد عن الباب وهو يهدر :

- اخلصى بدل ما انزل واسيبك


ارخى جسده الى الاريكة وعقد اصابعه ووضعهم خلف رأسه ،وبدء يحدث نفسه 

_ انا اية خلانى جبتها ،ليه يعنى الاصرار دا كله ،يمكن الوحدة؟ ويمكن الخوف؟ 


هتف مستنكرا....خوف ايه ؟ وانا اعرفها منين ؟ طب ليه وقف على الطريق لما شفتهم بيضربوها معقول ؟! لا لا اوعك يازين احنا ما ننفعش للعلاقات اى علاقة هندخلها هنخسر وهنخسر الطرف التانى معانا الا الحــــب


خرجت فرحه امام زين والذى كان يأس من انها سوف تفعلها 

ارتسم ابتسامة مسليه على وجهه عندما شاهد مظهرها 


وقد كانت ترتدى نظارة شمسيه كبيرة والايس كاب واختفت معالم وجهها داخل الفراء البنى الكثيف لا يظهر سوى انفها فقط


تسائل بمرح :

- ايه انتى بردانه للدرجادى 

اجابته بصوت جاد :

- لا دا عشان التخفى 

انفجر زين ضحكا 

- تخفى دا انتى كدا هتموتى قبل ما توصلى للباب 

تابعت بجدية تامه :

- ايش فاهمك انت ..كدا امان 


نهض ووقف بوجهها وامسك السحابة الخاصة بالجاكت وهو يهتف بإبتسامه :


- طيب هجهز واجيلك ،كدا عشان ،ما تكمكميش 

ابتسم فمها وتابعت خطواته وهو يتحرك نحو الغرفة


******************************************************


فى الساحل 


نهض اياد عن فراشة بتعب داخلى يفوق التعب الخارجى بعد ليلة لم يذق فيها طعم النوم او الراحة ،وانزوى من جديد فى 


غرفته تاركها حنين في غرفتها لتعود من جديد عشقة ووجعه 

وان كان يدفعه قلبه دفع نحو احتضانها ولكن قد قطع عهد 


على نفسه ان لا ينصاع لرغبته فيها الا اذا طلبت ،..،

اتجه نحو المطبخ واعد الافطار بهدوء اعد كوبا من الحليب 


وطبقا من البيض و خضروات وجبنه بيضاء وجهز الجميع بتفاخر لانجازه ذلك العمل الجديد عليه 


وهتف متفاخرا :

- يا جمالوا يا جمالو 


ثم تابع صعوده نحو غرفتها ممسكا بيده الصنية بحذر ،وصل الى الممر الخاص بغرفتها دلف اليها 

كانت تجلس على سجادة الصلاة بعد انهت صلاة الضحي 

تأمل هيئتها قليلا وهو يرتسم الجمود ،فقد اثار مشاعر لهفته 


وبدى عليه البرود 


ثم حول نظره الى الطاولة ليتحرك نحوها 

فضيق عينيه بضيق عندما لا حظ انها لم تلمس اى شئ 


صاح عليا بصوت غاضب محتد :

- حنين !


التفت اليه بعد تسارعت نبضات قلبها بدرجه كبيرة

استرسل اياد بحزم شديد 


- مش قولتلك كلى لى وخدى دواكى ....كلامى ما بيتسمعش ليه ولا انتى مش بتحترمى كلامى 


اعتدل حنين فى جلستها .. ورمشت اثر الفزع الذى انتبابها 

استرسل هو بعنف بالغ وبنبرة عنيفة :

- وكمان مش بتردى عليا 


تعلثمت حنين ...وجف حلقها وبدأت فى القول بحذر 

- ايه اعمل ايه 


هتف بحزم اياد مشيرا اللى الصينيه الموضوعة امامها .

- تكلى الاكل دا كله وتاخدى دواكى ...ولو ما نفذتيش انتى حرة انتى مش قد قلبت اياد الاسيوطى 


جذبت الصنية اليها بشئ من الخوف قد بدا للتو شخص لاتعرفه شخص تهابه بينما خرج هو بعدما تاكد انها تنفذ اومره 


كامله ،ثم وضع يده على فمه ليطلق ضحكة كان يكتمها على طفولتها وانطلاء الخدعه عليها واتت بنتائج مثمرة،،فقد كان 


على وشك فعل المستحيل لتأكل كى لا تخور قواها


*********************************************************************

فى ايطاليا ،،،،،

وقف امامها زين ...الحسن الطالة بمظهر ساحر جذاب جعل 

فمها يفرغ وكأنها شاب فى الثانوية يريد ان يصفر لفتاه اعجبته 


كان يقطر حسنا من حلته السوداء وبنيته الانيقه ،،وصدره العريض الذى يصف مدى قوته وصلابته عيناه البندقيه 


وشعره البنى اللامع سحرا لايمكن تجاهله رفعت نظارتها السوداء واسبلت عينها 


ابتسم هو من تسبيلها له ،.....

- هـــاااا مش يلا 

هتفت فى شرود..

- يــــلا ااا ه


لوى فمه زين ضاحكا وهتف بصوت محتد بعض الشيئ :

- يلا اا ايه ؟! حددى 


فاقت من شرودها ، وتنحنحت فى ارتباك 


لوى فمه زين ضاحكا مغتر بنفسه ...ولفته لانتباها بابسط الاشياء لديه،،ثم رفع ساعدة فى تأهب ان تتعلق بيده


ولكنها سبقته دون ان تلتفت كا البلهاء كأنها لم تفهم 

بينما هو وقف فى حالة من الاندهاش وهتف بدهشه:


_مجنونه دى ولا اية ؟!


**********************************

فى المطعم 

كانت فرحة تتابع كل شي بدقه فى ذلك المطعم البسيط تلتفت يسار ويمينا ،كان المكان هادئ ولطيف


طرقع اصباعيه ببعض ليأتى اليه النادل وتحدث اليه باللغة الايطالية


وانحنى الية بإبتسامه وهو يهتف :

- صباح الخير سيدى ماذا تريد 


اجابة زين باتقان الى اللغه وبثقة كبيرة :

- صباخ الخير عزيزى ،اريد بيتز اللحم ومشروب طازج

تابعت فرحة المشهد بصمت بينما كان بداخلها سعادة لوجودها 


الى جواره ولم تخفى ارتياحها له منذ علمت انه ليس بمجرم

انهى النادل كتابة الطلب فى نوته صغيرة ثم دار على عقبية لتنفيذ الامر


بينما هتفت فرحة بتحفز شديد:

- هاااا ....وهنعمل ايه دلوقت 


رفع بصره زين اليها بدهشه ؛ وهدر ساخرا :

- وهنعمل ايه ؟.... اسمها هعمل ايه ؟


خلعت نظارتها وتشنجت قسماتها وهدرت بضيق:

- لا انا ماليش دعوه ...انت جبتنى من مصر لايطاليا ليه ؟ وما تقوليش عشان خايف على حياتك حياتى تفرق ايه معاك ،،ماا انت قتلت كتير 


حاول ان يسيطر على غضبه وفقدانه اعصابه امام صوتها العالى تحدث من بين اسنانه وهو يحرك مقلتبه يمينا ويسار 


- ما تعليش صوتك ،وما تفرجيش الناس علينا ،،

اعتدلت فى جلستها بحذر وهتفت بتوتر : 

- وبعدين انتى عايزة ايه ،قولتيلى خدنى بعيد عنهم خدتك ،واما شوفتينى تانى ،خدنى معاك بالله عليك ،واما خدتك 


وياي مش عاجبك ،،اعملك ايه قلبتى دماغى

ابتلعت ريقها وزاغ بصرها بتوتر :

بينما استرسل هو محذرا :

- قولتى هتسمعى الكلام يبقي تنفذى اللى اطلبه وصوتك دا ما اسمعوش


هتفت بصوت متقطع :

- طيب يا كابتن خلينى مساعده ليك بدل ما انا حاسه انى عاله عليك 

اتسعت عيناه وهتف فى دهشة :

- كابتن 


وضعت يدها على فمها بفزع لتكتب شهقاتها: 

- اوووه ...اقصد يا حضرت الظابط 


التفت حوله ،بريبه 

- هششش ،،،هتسيحلنا اسكتى ،،


ي هى بملل :

- امال اقولك ايه 


- قولى اى حاجه بس بلاش حضرت الظابط دى 

اغمضت عينها ببمزحه ،،


- وابقي المساعد بتاعك 

ابتسم زين ،،ورفع حاجبه بتحدى :

- بتلوى دراعى ..هاااا

حدقت خلفة وانتفضت مذعوره ،،وصعدت الكرسى واخذت تصرخ برعب 


_لالالالالالا...................


             الحلقة الثامنة عشر من هنا 


لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>