رواية المتحول الوسيم الفصل الثاني2والثالث3 بقلم ساره منصور
اراد ان يكسر نظرته وجعله عبرة لمن فى المدرسة ، حتى
يتوقف عن كونه المجتهد الوسيم ..
وأتفق مع أربع طلاب أن يستهدفونه فى الحمام الخاص بالطلاب المدرسة ..
وبالفعل تم الامساك به ،بين نظراتهم الحادة، وكأنه فريسه
صغيرة وقعت بيد ثلاث ذئاب ضخمة يتوسطهم ذئب بري جائع
_ أخلع هدومك ....
هتف بها رامي بعيون شرسة ... ويستعد للقبض على فريسته ..
ضحك الثلاث طلاب الاخرين بسخرية
فهتف أحدهم بسخرية ألقت المرارة فى قلب اسلام الصغير .
_ تخيلوا هيبقي منظره ايه لما يمشي عريان قدام بنات المدرسة ...هاهاها
أقترب رامي من إسلام ودفعه بعنف من صدره حتى سقط على الارض ...
حياته التى لاتعرف سوي الحب الذي يتلقاه من والدته ،عيناه التى لا ترى خبثا ...بل حزنا على مايحدث من مشاجرات العائلة وبكاء والدته .. الذي جعل عقله الطفولى يعتقد أن الشرير الوحيد الذي يهدد حياته بالخطر هو والده بضرب والدته الدائم لها ... كان يعتقد أن العالم سيكون رحيم بهم ...
لكن عندما رأى تلك النظرات الحاقدة، جعلت قلبه الذي لايعرف سوي البراءة يتولد داخله الغضب يتلون داخل عينيه الزرقاء .. لتكون عين فهد واهجة بالشراسة .... ولسان يتحول الى أفعى مليئه بالسم ...
كز على أسنانه وقام من وقعته ، كالضامن حقه الذي يوجد بفهم الذئاب .....
تحت عيونهم الساخرة التى محت منها وألقت الرعب فى قلوبهم ... وهم يروا أمامهم
عينان لا تعرف الهزيمه ..عينان تريد أن تنقض حتى تنفث سمها داخل دمائهم الكريه ....عينان بها كلمات تردد كلمه واحده ....
......لما ....
_إنت إنسان جبان ..، متفتكرش أنك هتخوفنى بالكلمتين دوول ...
.....أنا ميهمنيش أقلع هدومى ... قدام الناس اللى يهمنى فعلا انى أخليك تندم على انك تفكر تجبرني اعمل حاجه على هواك ..أنت وشوية الصيع اللى معاك ...
أطلق ضحكة ساخرة .... وأردف
_ مكنتش أعرف أنى قوى لدرجه أنك تستعين بشوية عيال ...عشان تنال منى ...
شعر رامي ومن معه بصغر حجمهم أمام إسلام وأن من يحدثهم شخص .. أكبر منهم أعواما.... برغم عينيه الناريه الا أنه يتحدث بثقه ويتقن خروج أنفاسه بهدوء ...
كأنهم هم الفريسة فى حضرة الشرس ...
وكأنه ليس نفس الشخص الذين يسحبونهم كل يوم لكي يتلقى الضرب ...
حاول رامي ان يخفى توتره ..فقد شعر أنه لاشئ أمامه فقال ... ساخرا ..
_ أنت هتخليني أندم ..يا ...
فقال إسلام مقاطعا ....
_ شوية لعب الاطفال دا ... مايجيش معايا ...
... لو أنت راجل فعلا ... أستنانى بعد المدرسة ... فى حوش الملعب ...
وأنا هعلمك أزاى تعرف تتكلم معايا بالطريقة دى ...
وبالفعل عرف إسلام أن يلعب بانفعال رامي ، وعقله المغرور ...
وطلب منه قتالا .. لم يستطع رامي أن يرفض ... حتى لا يتم أهانته أكثر .... فأقسم على جعله يذهب الى البيت زاحفا ...
خرج إسلام من الحمام أمامهم تحت عيونهم التى تقطر خبثا ... حتى جعلهم يتسألون من أين يأتى بتلك الثقه ...
هتف أحدهم أمام رامي ..
_ هنبقي معاك .... الواد دا مش هيروح غير وهو متكسر ....
هتف الاخر ..
_ عيل مغرور .... أنا مش هرجع غير لما أكسر رقبته ...
التفت اليهم رامي وقام بضرب ثلاثتهم حتى سقطوا على الارض ... وأصبح يركلهم فى بطونهم بقوة .. وهو يقول ....
_ محدش يجي جنبه أنا اللى هشرب من دمه ...
طوال اليوم ورامي ينظر الي إسلام وعيناه لاتفارقه ..، وعقله يحدثه أنه أهان نفسه عندما أستعان بطلاب أخريين ...
... وعن أهانت اسلام له بتلك الطريقه .... جعلته طوال اليوم يكز على أسنانه بعنف ...
وما جعله ينفعل أكثر ويستشاط غضبا ، أن أسلام يقضي وقته كالعاده متفوق ... لا يشغله أى شئ عن الجواب عن الاسئلة العبقرية التى يتفاخربها المعلمين ...
وعندما حان وقت الذهاب من المدرسة ... وقف رامى ينتظره ساعه كاملة تحت الشمس الحارقة فى حوش الملعب ... مرت عليه الدقائق والثوانى توخز جسده بالغضب وتشعله بها ....
حتى دخل عليه سائق السيارة الخاص به، يحدثه أن والدته تريده أن يذهب الى البيت الان ...
لم يوافق رامي ... لكن السائق فعل الامر الذي طلبته منه السيده بأن يحضره غصبا...
وبعد أن أمسك السائق برامي ... ركله فى بطنه وهرب منه ... حتى وصل الى خارج المدسة ....
وهرول من سائقه حتى وصل الى الطريق العام ،ووقف بمنتصف الطريق ....
لمح إسلام يقف على الجانب الاخر وينظر اليه ... بقوة ....
فجرى اليه بدون أن يراقب السيارات المارة على الطريق ...
دهش السائق الخاص به من السيارة التى كادت تطيح برامى على الرصيف لكنه كان أسرع .. ، فحمد الله ، وجرى خلفه ....
أما رامي انتفض مسرعا الى اسلام حتى يفتعل الشجار الخاص بهم ... لكن العجيب أن إسلام هرب منه بأقصي سرعته ...
لم يستسلم رامى وهو يرى أن إسلام يجرى بسرعه ... فدمه الحار لايجعله يشعر بالتعب الذي بقدمه ... مع تجمع العرق الذي أغرق جسده بالكامل ....
توقف عن الجرى فجأه وهو لايري اسلام أمامه .... نظر يمينا ويسارا ...
منطقه مليئه بالبيوت .... لم يراها من قبل ..، ولد الامل من جديد عندما لمحه يجرى فى نهايه الطريق الاخر .... حتى تقابلت اعينهما من بعيد ..
لا يفهم .. لما يهرب الان بعد كلامه بتلك الشجاعة ... هل كان يقوم بالتمثيل ... كل تلك الاسئله تتهاتف الى عقله ..
ولا يعطى له جوابا ...قابل للتصديق ...
وما ان اقترب منه وجد نفسه وصل الى رصيف ... خالى من السيارات ....
لا يوجد أى شخص ... وعندما التفت الى الجانب الاخر ... وجده ينظر اليه بتوجس ومع أول خطوة للجرى صدر صوت لسيارة تأتى مسرعه مباغتا...
وكأنه قد شلت قداماه .... وهو ينظر الى تلك السياره ....
لم يشعر اسلام بنفسه وهو يجرى اليه الان ،بعد الخوف الذي طوق رقبته مع أنفاسه الذاهبة تخبره نبضاته أنها لن تعود ....
لكن ... عادت فجأه ....وخفقت بقوة وهو يهرع اليه ....
يري السيارة تأتى مسرعه ...لكن لما المشهد يسير ببطئ شديدة .... ونبضاته.... مسرعه ....
توقفت الانفاس .... وبقي نفسا واحدا يجرى على قسماته بعد أن سحبه من أمام السيارة بقوة .... ليبتعد الاثنان من أمام الرصيف ....
......عقله يخبره ان الزمن قد توقف عند رؤية تلك العينان الغريبه عن قرب ...التى تملأها الكلمات الحزينة ...
عاد الواقع اليه عندما هتف به سائق السيارة المسرعة ... يسبه بأسوء الالفاظ ....
لينتبه كلا منهم أنا احدهم فوق الاخر .. كانه عناق حار... ... وليس هذا الامر فحسب .......
*****
تقلب إسلام طوال الليل على الفراش ..، بجانب والدته .... التى مالت عيناها الى الكسرة الدائمه ....
_ مالك ياإسلام ... حاطط أيدك على شفتك ليه ... وجعاك ياقلبي ..
_ هااه ... لا .. لا مفيش حاجه ياماما
_ بص يااسلام .. أنت مش عجبني اليومين دوول ... فيك حاجه غريبه أحكيلي ياحبيبي لو فيه حاجه ...
شعر اسلام بالتردد فى أخبار والدته ... لكن شئ داخلى يخبره أن مافى حياتها يكفى ...لما يخبرها باشياء تزيد ألامها أكثر ...
فقال مغيرا لمسار الحديث
_ ماما أنا المدرب بتاع الرياضه أخترنى ألعب فى فريق المدرسة ... عشان أنا بسبقهم كلهم ... وكل شويه يقولى ... ايه رايك ..
_ أدم بيلعب فى الفريق ...؟؟
_ مش عارف ....
حارب عقلها عاطفتها ...، لا تريد الموافقه ..، لكن عيناه المتحمسة ... لا تريد أن تغلقها ... ألا يكفى مايوجد ... به ...
فقالت وهى تبتلع ريقها بصعوبة ..
_ أنت عاوز تلعب ...
_ أأأه ..
وافقت الام برغم رفضها الذي يلح عليها ، فهى تريد أن تراه سعيدا ....
فقالت تحدث نفسها .. وهى تنظر الى قدميه .. الصغيرة ...
هذه الاقدام تليق بأحذيه البالية ، ليست لاحذيه الراكلة للكرة ....
أبتلعت الالم بمرارة .. وقد أيقنت فى كل يوم يمر عليها تراه ... أنها فتاة .... فتاة بريئة ... انولدت لأب من مجتمع غريب ....
أقنعت نفسها أن تصمت الان ، وحينما يأتى الوقت .. سترتدي درع المحارب لأجل أبنتها ....
****
مر الوقت سريعا ... حتى وصل اسلام الى نهاية المتوسط
أصبحت حياة إسلام تتمحور حول الدراسة ولعب كرة القدم ...
يعرفه الجميع بعلامة المدرسة المميزة .. غرفته مليئة بوسام الشرف .... وشهادات التفوق .... لكن ....
تنظر اليهم والدته تحت ابتسامتها الكاذبة المليئه بالالم ...
لايهمها التفوق ...، وتلك الشهادات .... وهى ترى حياة طفلها ... يملك إسم لشخصية وهميه .... مغلفة بجسد فتاة ... ليس مكتملا ...
وقفت الام كعادتها أمام زوجها كل ليلة تصب فيه بنارها التى لا تنطفئ ... ولكن تلك الليله رأت دلالة على تأكيدها ...
_ انا عارفه ابني .... هيبقي ايه .... كل حاجه فيه بتبين انها بنت .... انت ليه مش قادر تصدق حاجه زي دي ... مهما اوريك مبتصدقش .... ازاى هيكون ولد وعنده رحم ...
عض على شفته بألم وهو يري بالفعل تغيرات ابنه حتى أصبح قلبه يخفق بنار البؤس فقال بعنف ...
_ انت عاوزة تاخدي الامور على كيفك ... طبيعي كل اللى بيحصل ، بس مش اكيد انها بنت ... وبعدين لو اتكلمت فى الموضوع دا تانى يبقي مفيش بينا غير الطلاق ، وعمرك ماهخليكي تشوفى اسلام تاني ... حطها حلقه فى ودنك ... ....اسلام راجل ....
دموع تجرى كالطوفان على خديها لا تهدأ أبدا ،أصبحت حياتها كالجحيم ، فصولها تتضمن فصلا واحدا الصيف الحارق ... ربما لا تصدقون أن الخوف والرعب من المستقبل أصبح يلحف جسدها بالنار فى فصل الشتاء فلا تشعر بالبرودة ابدا ...
عجزت الام أمام زوجها ..... تعلم أنه يعرف ... لكن فقط ... يريد أن يفعل مابرأسه... وان جمع الماء مع النار فى قنينه واحدة
****
عزم الاب على الذهاب الى طبيب ، فكل شئ يؤرقه ، جانب يوجد به باب الامل والجانب الاخر به باب الكسرة ...
ترى اى باب سيفتح له ...
.... الشئ الوحيد الذي يعرفه ، انه لن يترك نفسه عرضه لاى كلمه ....
وقف أمام الطبيب يتحدث عن احوال ولده ومابه ، فجاءه رد الطبيب بجدية
_ انت شايف ان اهتماماته وميوله تشبه الولد ولا البنت ...
_ يادكتور هو بيلعب كورة وممتاز وطويل اطول واحد فى اولاد اعمامه .. بس ساعات ...يعنى بيحصل تغيرات ... يعنى امه بتقول ان الظروف النسائية تجيله شهر مرة وخمس شهور لا...
_ عموما يااستاذ اكرم ... لازم اشوف الحاله .. عشان اقدر اشوف ظروفها ...
_هو احتمال يادكتور يعني ....يبقي.... بنت ؟؟
_ بصراحه احتمال كبير يبقي بنت من كلامك دا ... وممكن برضه يبقي ولد ...
صدم الاب من كلمه الطبيب ... ووقع الرعب فى اوصاله فشعر ببروده فى اطرافه .... فقال بتوتر
_ مثلا يادكتور لو يعني شوفته وطلعت حالته ...بنت .... فى احتمال يبقي ولد ....
_ فى الزمن دا ممكن تعمل اى حاجه ياأستاذ اكرم ... طلما فيه فلوس ....
ابتلع الاب ريقه بصعوبه ... لكن قد اطمئن قليلا ....
وذهب فى طريقه ... وعزم على احضار اسلام معه المرة المقبلة ....
****
وفى صباح اليوم التالي
كان اليوم الاول للاجازة الصيفية ، أستيقظ الجميع ... فى الصباح الباكر .... وكا كل يوم جمعة تجتمع العائلة باكملها ...و لم يكن اكرم يذهب لكن... ذهب هذا اليوم وأخذ ابنه معه ، الان يريد أن يجعل ابنه يتحدث مع اولاد عمه ويلعب معهم حتى يأخذ طباع الرجال ... ويذهب الصمت من فمه ... والبراءة من عيناه ...
مرت عين أكرم بحسرة على اولاد اشقائه الذين هم فى عمر اسلام ...
نعم يمتلك قامه مرتفعه عن البعض ... لكن
صوته لم يخشن .... ملامحه تزداد برائه وجمال ... وجنتيه دائما حمراء بلون الزهور .... عينيه رطبة ... بها نعومة ....
هتف اكرم موجها كلامه لابن اخيه الاكبر (ناجي)
_ أدم ... مابتخدش اسلام يلعب معاكم ليه بليل كورة ...
....
انتبه اسلام الى كلام ابيه، فزاد من توتره أكثر خاصة وادم ينظر اليه بضيق ....
رد أدم
_ هو اللى مش بيحب يلعب معانا ....
دهش اسلام من طريقه ادم وطريقه كذبه فهو دائما يتهرب منه .. ولايريد ان يتحدث معه فى اى شئ ....
فقال الاب ضاحكا ... وهو يربط على كتف اسلام
_ دا هو بس عشان. مش متعود عليكم ... بس ابقي تعالى فوت عليه .. لما تلعبوا ... ماشي ياحبيبي
ظهر على ادم الغضب ... والضيق وهو يوجهه انظاره الى اسلام
... فأردف الاب لاسلام وهو يقوم بأخذه الى ادم واولاد عمه ....
_ روح العب معاهم يلا ياسلام ....
كان التوتر يزداد بقسامته أكثر ... فوقف صامتا معهم وعينه فى الارض .... حتى لعبوا الكرة
لعب جميعا مع بعضهم ... كلما يمسك ادم الكرة لايوجها الى اسلام ... مهما يجري امامه ... فادم كان مصمما على ادخال الكرة فى الشبكة بمفرده ....
وما ان لمح ادم ابنة عمه لبني تقف قى الشرفه تراقبهم التمعت عيناه بهذا الشعور الغريب الذي يستحوذ عليه كلما يراها ... فأرد أن يظهر لها أنه فتوه ...
فانتظر ان تكون الكرة مع اسلام ... حتى يسحبها منه ويدخلها فى المرمى ....
ومع اقتراب ادم من اسلام .... الذي كان ينظر الى الكرة فقط ويطير كالفراشة .... وكأن الكرة ملتصقه بقدمه ... اصطدم به أدم فقوقع على الارض ، ولم تتحرك شعره من اسلام وسجل هدفا .....
هتف الجميع له وخاصة لبني ....
فى تلك اللحظه .. اشتعل الغضب فى قلبه أكثر .... فقام من الارض بدون كلمه واحده ينفض التراب من ملابسه وذهب الى البيت ....والغضب يرسم داخله الكره الشديد لاسلام ...
******
أجتمع الجميع فى هذا الاحتفال ، يكرمون اللاعبين الذين شرفوا المدرسة ... بمهارتهم فى مجالات الرياضه المختلفة ...
تحت إشراف شركاء المدرسة ...
وقف رئيس الخاص بفريق كرة القدم ... يعلن ... عن اسماء الفائزين ....
وكالعاده غرفة إسلام تستقبل جائزة أخرى لم يعد لها مكان .... فهو اللاعب المهاجم صاحب رقم عشرة ... المميز ...
وبعد الانتهاء من فقرات الحفل ... قال الرئيس معلنا ..
_ فريق المدرسة تحت سن 15 سنه هيستقبل لاعب جديد ... صاحب رقم عشرة .... ( رامى الامام ) ...
صمت الجميع وعينهم مليئة بالدهشة ، يتسألون فيما بينهم ... أليس رقم عشرة هو إسلام أكرم ... كيف يتم التبديل ...ولما ....
نظرات الشفقه تلقى اليه كالشحاز.....
.... وقف رئيس النادى أمام اسلام بعد ماانتهى الحفل .... يقول له بأسف ...
_ أنا أسف يااسلام أنت عارف انت غالى عندى قد ايه ... بس كان الطلب من إمام بيه ... وانت عارف هو ممول الفريق والمدرسة ....
رقم 11 حلو برضه ... قالها وهو يربط على كتفيه
لم يشعر إسلام باى دهشه عندما سحب منه رقمه المفضل ، بل كان دهشته فى أنضمام رامى .. إلى الفريق ....
فقال .. دون وعى ..وهو يهم بالخروج ...
_ عادى ....
جلس إسلام فى ساحة النادى المقابل للمدرسة نائما على ارضيه الملعب الناعمه بمفرده... ينظر الى السماء متفقدا اياها وكم من القلق ينهش بقلبه الرقيق ... لايعرف ان كان ولدا ام فتاه .....
دائما ما ينتبه الى ملابس الفتيات وحياتهم .... ويشعر بالفضول اكثر اتجاهم ، يشعر دائما بالغرابة ... ولايجد شئ يتجسد فيه .... دائما مايخبره والده انه رجل ... لكن تلك الكلمه مع انها تترد كثيرا .. الا انه يشعر بالغرابة اتجاهها ...
.. جاء الليل مزينا السماء بالقمر ومزينا عيناه بالسحر الخاص بها ....
رن جرس الهاتف المحمول ..معلنا عن اسم والدته .، فوقف من فوره ليذهب فى طريقه الى البيت فلم يشعر بالوقت الذي مر ...
_ إسلام ........
...... انت يا منحرف ..... يابتاع البنات ....
هتف بها زيتون العينان برموشه الطويلة ينفض بهما غبار سحر العيون الزرقاء ...
التفت اسلام ليرى من يتحدث وعلى وجهه الدهشه وهوا يري أكثر وجهه يبغضه ....
ودهش اكثر لان هذا كان اول حديث يجرى بينهم بعد الحادثة ، وبعد نظراتهم الخاطفه الغامضه لبعض طوال تلك السنوات ...
فرد اسلام عليه بضيق
_ منحرف ؟؟؟؟؟ ..... ايه قله الادب دي ...
_ مالك زعلان من الكلمه كدا اوى ..... يابني انا كل لما اشوفك الاقيك بتبص على البنات .... وبعدين انت نسيت عملت فيا ايه يوم الحادثه قالها وهو يقترب منه ينظر اليه بسخرية التى انقلبت بشئ غريب ... وهو يرى وجهه يتلون خجلا ....
.........يتبع .......
الفصل الثالث
باد وجهه كالبركان ينفجر على وجنتيه بالحُمرة، تسأل ماهذا
الشعورالذي يوخز قلبه بالالم ، حتى يخفق لهذه الدرجه ، ولما
يشعر بالتشتت والحيرة ...
حاول أن يتماسك أكثر ... لكن عصف التوتر شفتاه ... فتلعثم وهو يقول ...
_ حادثة .!! أنامعنديش فكرة انت بتتكلم عن ايه .. قالها وهو يلتفت ليذهب فى طريقه مسرعا ...
يريد أن يهرب من أمامه بسرعه ومن نظرات رامي الغامضه له ، ومن شعوره بالخوف .. كأن معه شئ يريد أ
حد... وإن كان لايعرف ماهو !!...
_ أنت يابنى رايح فين ...مش بكلمك ...
قالها رامي وهو يهم بمتابعته ..، لكن اسلام هرب بسرعه منه ...
فأردف رامي ..
_ أنت سريع كدا ليه .. أنت يلا...
لم يستطع اللحاق به فقد كان مسرعا للغاية .
ولأن رامي يعشق الالغاز والغموض ، كان يري أن إسلام عباره عن لغز محير ..، يريد أن يعرف شخصيته ويكتشفه أكثر .
لم يكن ليعتقد أبدا أن اسلام سينقذه من أمام السيارة ، بعد أن رأى الموت امامه .. ليظهر هو من اللا مكان ليبعده فى تلك اللحظه ...
تسأل كثيرا لما ينقذه بهذه الجرائة ولما لم يخشي على نفسه من السيارة ، وينقذ من ؟الذي يريد أن يأذيه ...؟؟
أخبر رامي نفسه مرار، أنه لم يكن ليفعل ذلك أبدا .. فتولد داخله الفضول ...
طوال الاربع سنوات ينظر اليه ويتابعه ، حتى أنه اراد ان يدخل نفس الفصل الدراسي الذي يوجد به اسلام فى المتوسط ..حتى توصل الى...... أن اسلام، صبي وسيم ، مجتهد للغاية ، عاقل ولايتحدث مع أى أحد الا نادرا، وشجاع .. وصاحب لسان واثق ... شخص كهذا أجدر بأن يكون صديق له ، وليس هؤلاء الكسلالة ..
لذا عزم رامي على دخول نفس الفريق واخذ رقمه المفضل ، ليري ردة فعله .. التى كانت مثل ماتوقعها تماما ..
_ ماشي يااسلام ...
قالها رامي وهو يتابع اسلام وهو يجرى مسرعا ...من بعيد
****
نظرت الى أظافرها التى انكسرت من فرط توترها ، ومن الهواجس التى تصاحبها فى المنام ، لتنتفض من نومها مفزعه ... بدموع الخوف على فلذه كبدها .
فلا يشغل عقلها سواه ، تريد أن تنقذه من فم الفريسة .. ومن من ؟؟ من زوجها ..أباه .. الذي أثقل همه هو كلام الناس ... عن رجولته ... عن إبنه ... يعمل ليل نهار ... يأكل من حديد حتى يرمرم عظم ابنه بالرجوله ... يريد أن يراه ببذله العرس
وهى ..!!!
تنهيدة أطلقتها تملك صرخه إن سمع صوتها لأصَمْت الاذن من الوجع الذي بداخلها . لكن ...
عيناها كفيلة بترجمه حزنها ...
_ أتأخرت ليه يااسلام ياحبيبي ... قالتها وهى تراه يدخل من باب الشقة.
_ مفيش ياماما كنت بتهوى شويه ..
_ متتأخرش عليا تانى ياحبيبي
فى تلك اللحظه دخل الاب من باب المنزل ، وعلى وجهه أبتسامه غامضة ألقت الرعب فى عروق قلبها ... احان وقت كسر عينها ، وتحطيم أحلامها ...
_ إسلام ... بكره ان شاء الله تيجي معايه مشوار مهم
هتف بها الاب وهو يقف أمام إسلام ، وينظر اليه بقوة ... يريد أن يكتشف لغة عينه ... التى كانت منكسرة . وتائهة ..
_ أنا هاجى معاكم ..
_ لا خليكِ أنتِ هنا ...
_ ليه مش لازم أجى عشان أطمن على بنتى ....
تلك الكلمة ... خرجت من أنفاسها المتألمة .. لتخرج قدرا من حزنها ... لطلما أرادت أن تهتف بالجميع أنها طفلتها ... تريد أن تحررها من قيود الجميع ..
وان كانت مجرد كلمات ، الا أنها مرت على أذانهم كالضربة القوية ...
هناك من تألم بحيرة وهو لم يعرف بعد ... اصل جنسه .. وهناك من استشاط غضبا كمن ألقى الماء على كومه نار ... فما حدث سوى أنها تبخرت ورجعت النار تشتعل أكثر .
عضد الاب على شفتيه ... وحاول كتم غيظه ، ولكن تصربت دموع هائجه .. وكأن موسم الحزن الخاص بها لم ينتهى بعد ، بل بدأ بالخوف والتوتر .. من مستقبله ..
أردفت الام .. تهتف بعصبيه صارخه عن مكنونها ..
_ مش هسيبك أبدا ...، تعمل اللى فى دماخك ... إسلام بنت ... بنت ...
قالو أن لا أحد يتألم سوي صاحب الوجع ، لكن لم يرى أمامه الان أن عائلته من تغرق فى معزوفة الحزن والضياع ... أكانو قبلا يحملون هذا القدر الكبير.. ويخفونه عن عينيه...
نعم كان يري ... الحزن .. لكن لم يعتقد أبدا أنه كبير لدرجة ان جبال الدنيا تدعس قلبوهم ...
ألم يكن الوحيد الذي يبكى طويلا
الم يكن الوحيد الذي ينظر الى كل انثى وذكر ... ولا يعرف من هو ...
ألم يكن الوحيد الذي يريد أن يصيح بأعلا صوته باكيا ...
لم يستطع الاب ان يكتم غيظه أكثر وزوجته تهتف بكلمه يخشي بقائها ... أبعد ان ربا رجلا أمام الجميع ... يخبرهم أنه مخنث ...
مرت هذه الكلمه على عقله كالسيف القاطع ، فأقترب من زوجته يصب غضبه طويل المدى عليها ... بيده الطويلة التى اخذت مهمه الكرباج على جسدها ...
لكن يد أخرى منعته ...، فبقت النظرات تتلاقى ... عيون زرقاء براقه تغوض فى بياض عينه الذي أصبح دماء.. شعر أملس يغطي مقدمه رأسه يطير مع كله حركه .. ...
_ مش هسمحلك تضرب أمى تانى .. حتى لو أنت ابويا ...
تساقطت الدموع على خد الاب بمرارة ...وهو يراه بهذا الجمال ... ومن صوته الرطب .. فخرجت شهقاته ... وما أدراكم بدموع الرجال ...
فسحب يده منه بقوة وأمسك معصمه ، وأخذه الى الحمام ... تحت صرخات أمه التى تدوى .. داخل قلبه المفطور ...
دفعه الاب ليجلس امام مرأة الحمام ، وأخرج جهاز لحلق الرأس ..
كأنه يزيل الزهور البيضاء التى بالحديقه الخضراء .
جفت الدموع فلم يبقي سوي الشهقات .
***
فى اليوم التالى ..
ذهب الاب الى الطبيب وسحب معه اسلام الذي اصبح جسدا بلا روح ...
نظر اليه الطبيب طويلا ، وطلب ان يجلس معه بمفرده ...
_ قولى يااسلام أنت بتحب ايه ... مثلا بتحب فستاتين البنات ولا المسدسات ... بتحب تصاحب البنات ولا الولاد .
شعر إسلام بالوضاعه التى يعامله بها الطبيب ، فنفر منه ومن طريقته فرد عليه اسلام
_ معرفش ...
_ لا أنا عوزك تركز معايا كويس .. ياجميل .. وبعد خمس دقائق ،طلب منه الطبيب أن يخلع ملابسه حتى يتم الكشف ....
أراد أن يموت ألف مرة ، ولا ينظر اليه هذا الطبيب ..
ومن خشيته من والده ، استسلم للأمر .. وهو يشعر بأن سيوف تطعنه تحت ملامسه يد الطبيب له ..
خرج إسلام يجلس فى غرفه الاستقبال بمفرده جسدا خاليا من الروح .وان كان يستنشق الهواء فلا يشعر به ابدا .... بقي ينظر فى الارض طويلا ...
حتى سمع همسات بجانبه لشابين ... يتحدث ويشيرَ الى موظفة الاستقبال ..
_ البت الى واقفه هناك دى مخنث ، كان ولد تخيل ..حتى لسه فى البطاقه مكتوبه ذكر .. واسمه أحمد .
_ بتتكلم بجد ... هاهاهها يلاهوى .. دا ... تيييت .. لسه شاكله زي الرجاله ... الناس دى بتقضي طول عمرها .. محدش بيرضي يبصلها ولا حتى يتكلم معاها ...
كانت الاصوات تصل الى الجميع ، حتى الي الفتاه .. الجميع أفواههم تضحك ، تسخر ... الا واحدا ... كان ينظر الى الفتاه ..بنظرات متشابهه ،بنفس طعم المرارة .
الفتاه تهرب من أمامهم وهى تبكي ...!!! والجميع .. فقط يضحك ..
****
_ خير يادكتور طمنى ....التحاليل اهى ...
_ خير أن شاء الله ياأكرم بيه .. الحاله ينفع تعملها من دلوقتى تحويل لبنت .. ودا بنسبه 70 فى الميه ... بس للأسف هيحتاج تظبيط شوية ... وخاصا الجزء العلوى ..
وهتبقي زي الفل ... وتعيش وتخلف زي اى ست .
وقعت تلك الكلمات على قلبه كالصقيع البارد ... جحظت عيناه ... وتساقطت الدموع بغزارة .. وقال ...
_ بنت ...!! يعنى اللى كنت خايف منه اتحقق ...
... مينفعش ولد ....
تنهد الطبيب وقال ..
_ طبعا ينفع ....
عاد وجهه الى لونه ... وقال بلهفه
_ بجد يادكتور
_ قولت لحضرتك كل حاجه تنفع ، بس فيه مشكله ...
... دلوقتى لو ولد مش هيعرف يخلف .. لأن للأسف .. عنده ضمور فى الجهاز التناسلي الذكرى .. بس ممكن الحلول ... تظهر بعدها ..
... لو هتحوله ذكر يبقي لازم ننتظر لسن 21
عشان نقدم له هرمونات ذكورة عشان تساوي هرمونات الانوثة ... ولما يحصل تعادل نحوله لذكر ...
... ظل أكرم صامتا .. ولأنه كان يتوقع الاسوء أرتاح بعض الشئ فهدفه الاساسي أن لايكون فتاه .. حتى وانا لم يستطع أن ينجب أطفال .
****
مرت الايام على شاكلتها ، لاشئ جديد ... فقط الزهور السوداء تطبع أكثر تحت عيناه ...
ولا يستطيع أن ينسي رؤية تلك الفتاة وما مرت به .
دائم الحيرة .. لما لم يشعر بالراحة عندما قال والده أن الطبيب أخبره أنه يميل الى الذكور أكثر ... وأنه سيكون طبيعيا عندما يصل الى سن 21، و لما ذلك الخوف لا يذهب ....
تنهد وهو ينظر الى الفريق وهما يلعبو كرة القدم ، حتى جاء من خلفه يخفى عينيه عن الرؤية ...
_ أنا مين ...!!!
هتفت بها فتاة .... فأصاب إسلام الخوف والتوتر ..
فقام بإزاحه يدها ، وقام يقف أمامها... بطوله المرتفع ...
_ لبني ..!!
_ ازيك يااسلام ... وحشتيني ...
هتفت بها لبني وهى تقترب منه أكثر حتى يراها... هذا الشخص الذي تحاول جذب أنتباه ... وإشعال الغيرة فى قلبه أكثر ..
ونجحت بالفعل ... فأقترب منهم وفى عينيه الغضب ، وقام بدفع اسلام من صدره فرجع خطوتين الى الوراء أمام نظرات الفريق ...
_ ايه اللى جابك هنا ..
_ وانت مالك ياادم ....
هكون جايه لمين يعني غير اسلام ... قالتها بدلال .. لتثير الغيرة أكثرفى قلبه الثائر ..
فالتفت ينظر الى اسلام بغضب، الذي أهتاجت وجنتاه من الغضب والضيق ، حتى التمعت الدموع فى عينيه ،حاول كتمها .. وابتعد من أمامهم ...
كان لاعبوا الفريق يتابعونهم تحت تظراتهم الساخرة والمعجبه ... فقال احدهم
_ بص البت لبني دى صاروخ .. ايه دا ياعم .. مشفتش فى الحلاوة دى ..
هتف الاخر ...
_ الواد اسلام واقف جنبها ... ومغطي جمالها خالص ... شوف عنيه بتسرج ازاى من بعيد ... تخيل لو كان بنت .. كان هيفلق البنات دى كلها ...
ضحك الجميع .... وكان أكثرهم رامي ...
قال المدرب ... يصيح باسلام .. حتى لا يبتعد .. ويأتى .. فحان وقت التدريب ...
وعندما ذهب واجتمع الجميع .. تحت اشعه الشمس اللطيفه .. والنمسات . البديعه ...
هتف المدرب ...
_ يارجاله طبعا أحنا لازم ندرب .. عشان الماتش اللى بينا وبين المدرسه التانيه ..، لازم تفوقو شويه ، وأقطعوا علاقاتكم بالبنات ... أنا بنبهه أهو ... عشان لو شفت بنت تيجي هنا لحد هنزله لاعب احتياط ... واعرفوا الكورة متحبش البنات ... عوزين قوة يرجاله ...
ضحك الشباب بسخرية ... فاردف المدرب .. لاسلام ..
_ ايه ياسلام حلقت شعرك ليه ...
هز رأسه وقال
_ عادي ..
فضجك الشباب بسخرية أكثر ... لم يشعر إسلام بالراحه مع هذا التجمع أبدا ، ولأنه يكرهم جميعا .. وخاصة هذا الشابين .
انقسم الفريق الى شطرين ، ينافسون بعضهم ... فى التدريب ، طلب المدرب من اسلام أن يكون بالفريق الابيض .. ومن حظه السئ دخل معه رامي ... فكان هو المهاجم الايسر ... ورامي المهاج الايمن .
ضد الفريق الاصفر الذي يوجد به أدم أكثر من يبغضه ...
أطلقت الصفارة وبدأ الماتش فى التحرك ... بين الفريقين ...
كان اسلام ينسي كل شئ عندما يري الكرة ... ويبقي ينظر اليها كالصياد .... الذي يترقب أن تكون الفريسه بقدمه ...
اكثرهم مهارة ، سرعه ... برغم ضعف جسده عنهم ..ونحافته المقبولة ..
لعب أسلام على أن الجميع خصمه ... لم يلتزم بقواعد الفريق ..فكلما تكون الكرة مع اسلام لا يعطيها الى رامي مهما أشار اليه ... ويحاول ان يسدد هو فى المرمي ...
أما ادم كان يجرى ويحارب هذا السياف الكروى .. لكن أن تأخذ الكرة من اسلام .. الذي يلقب بسونيك الكرة ... أمرا صعبا ...
فهو يرى أن الكرة هى الامل الذي يهرب منه فى هذه الحياه فتزيد قوته كلما يراها مع أحد يريد أن يخطفها .. لنفسه ...
أنتهى الماتش ... 5/6 فكانت أخر تسدية من قدم اسلام فى أخر دقيقه .. وتم هزم الفريق الاصفر
وبرغم أعجاب المدرب الشديد باسلام .. الا أنه دائما ما يوبخه حتى يتعاون مع زملاءه ... وكالعادة لم يكن اسلام ينصت .
***
مرت سنه كامله بمرها الشديد يتجرع منه المتألم ، دخل اسلام الى الثانوى ... لم ينزل من قدره فهو مازال المجتهد الوسيم البارع فى الكرة ، الذي تتهاتف عليه الفتيات ...
ومازال يلعب بمفرده ولا يشارك زملاءه ، فاستشاط غضبا هذا اللاعب الجديد ... الذي انضم اليهم حديثا ، فكان هو العدو اللدود بينهم ...
_ اسلام دايما بيلعب لوحده ، كانه عاوز يظهر أنه أحسن مننا ... وناسي اننا فريق. .
هتف اللاعب الجديد بحنق
_ أنا بقي هعرفه قيمته كويس أووى .
فى تلك اللحظة دخل أسلام .. فكان ينتظر خروجهم .. حتى يغيروا ثيابهم .. ويتجنب النظر الى اجسادهم ... ولم يعلم أنهم ينظروه فى الداخل ...
التفتت بسرعه ليخرج بعد أن لمح أن اللاعب الجديد عارى الصدر .. وباقى الفريق ...
لكن .. أسرع اللاعب الجديد .. وقام بسحبه من كتفيه فكان القوة له ... ودفعه بقوة من صدره حتى أرتطم بالجدار فتأوه ... وقام بركله فى مؤخرته بقوة ....
فسقط اسلام على الارض ... من شده الالم ...
فقام اللاعب الجديد بمسكه ورفعه حتى يقف مقابلا له ... واقترب منه بقوة ... ينظر اليه بغضب هادر ...
حتى لثم منه رائحة العرق ... التى كانت تملك رائحه غريبة ... تركت فى قلبه أثرا غامضا
_ نزل ايدك ياسيف بدل ماكسرهالك ...!!
هتف بها من سكن بعينه أوراق الشجر... المتناثرة فى الخريف ... فى ظل الاضاءه الخافضه ... وعلى وجهه تزين الوان الغضب قسماته ..