رواية النمر الجامح الفصل التاسع عشر والعشرون والحادى والعشرون والثانى والعشرون بقلم اميرة انور



 التاسع عشر والعشرون والحادى والعشرون والثانى والعشرون 

 الفصل التاسع عشر:-

_النمر الجامح_

صُدم الجميع حين قال بصراخ: 

_الكل يروح فيلا "مالك"  أنا مش عاوز غير "ملاك"  هنا

ابتلعت "ملاك"  ما في حلقها بتوترٍ،  شعرت بأنه سيقتلها،  اصبحت زوجته الآن،  يحق له أشياء كثيرة،  أمسكت بيد المربية ثم قالت بخوف: 

_هو في إيه ما هما قاعدين وبعدين سيب الدادة طيب

حدقت بها "مرام" بجدية ثم ابتسمت بهدوء ثم قالت بتوتر: 

_"جبل" هو في إيه؟ 

أشار لهم بعينه لينفذوا كلمته،  تحدثت "سامية"  بخوف: 

_في إيه يا "جبل"  ؟  

حدق بها بغضب ثم صرخ بأمر: 

_"صباااح" خدي دادة "سامية" ومعاهم

لم يتجادل معه أحد،  الجميع بالفعل قاموا حتى يذهبوا،  الجميع خائف على "ملاك"  ماعدا "عبير"  التي كانت تشعر بالسعادة، تأكد من أن لا أحد بالمكان،  فحدق بها بقوةٍ،  مما جعل الرعب ينتابها،  تلعثمت بالحديث: 

_ااا مالك يا "جبل" 

ابتسم بخبث ثم قال بغضب بعد أن رفع أحد أصابعه: 

_واحد جيتي واتمردي عليا وتحدديني يوميها حسيت إني كرهك بس لأزم أعقبك،  اتنين ومكدبش عليكي يوم ما سلمتي على صديقك أنا كنت متعصب عشان إنتي ملكي وأنا ما بحبش اللي يخصني يقرب حد منه

ذهول،  صدمة،  دموع،  نيران، كل تلك الأشياء انتابتها،  لا تعلم اهو يمزح معها؟ أم ينتقم كما يقول،  وما سبب الإنتقام،  دقات قلبها تزايدت بعنف، عقلها توقف عن التفكير، تحدثت بخفوتِ: 

_قصدك إيه؟ 

صمتت قليلاً لتبتسم والدموع مليء في مقلتيها بشدة ثم أمسكت بيده وأكملت حديثها: 

_هو إنت بتهزر لسه زعلان عشان خرجت من وراك وروحت الشغل صح 

لم يرد عليها مما جعلها تصرخ بقوة: 

_رد عليا!! 

ابتسم بسخرية،  سحب معصمه من يدها بقوة كادت أن تقع بعدها ولكنها أمسكت به بعد أن صرخت: 

_آاااه هقع! 

تركها فوقعت بالفعل،  نظرت له،  الآن ترى سواد قلبه،  أغمضت عينها بألم ثم قالت بانفعال: 

_طالما مش بتحبني ليه اتجوزتني قول

جلس على الأريكة المتواجدة بالحديقة ثم قال بثقة: 

_أنا لسه مخلصتش كلامي بس هجاوب على السؤال دا وهفهمك كل حاجة كان ممكن زي ما خليتك تقعي في حبي في يوم كان ممكن أخليكي على سريري بس لا إنتي مش ذوقي 

كيف له أن يقول هكذا،  في الصباح يقول بأنها غير الجميع، وفي المساء يقول كانت ستوافق على الخضوع لقبول حياته المحرمة،  يكفي هذا،  مسحت دموعها بهدوء،  ثم قالت بكبرياء: 

_طلقني!!! 

قهقه بصوتٍ عالٍ،  ثم رفع حاجبه ببرود وقال: 

_ضحكتيني يا "ملاكي" 

صرخت به بانفعالِ: 

_أنا "ملاك"  بس ياء الملكية أبداً مش عاوزة أسمعها خالص

تنهد بقوة ثم اقترب من أذنها وهمس بـ: 

_من دلوقتي لحد ما أنا أحب كلمة طلاق مش عاوز اسمعها يا "ملااااكيييي" 

حدقت به بغيظ شديد، لن تستسلم له، سألته بغضب:

_وحضرتك عاوز مني إيه بقى؟

أومأ برأسه ثم أشار لها بسبابته وقال بمدح:

_تعجبيني كدا؟!

أشار بعينه حتى تجلس حيثُ قال بأمر:

_اقعدي

حدقت بالسماء ثم ردت عليه بحنق:

_كلامك يخلص عشان أروح

_لا مكانك في بيت جوزك بعد النهاردة

هذا ما قاله بهدوء، نظرت له وبهسترية صرخت: 

_لا بعد إيه جرحك أنا عمري ما فكرت إن أحب حد بسرعة زي ما حبتك بس حبي ليك خسرني

تأفف بقوةٍ ثم قال بخفوتِ:

_أختي هتروح تبات عند "مالك" هي ودادة "صباح" و "سامية" ترجع تاني بيتك أو الشهر دا تروح عند "مالك" وإن سألك أي حد تقولي حياتنا كويسة فهمتي...

لا تعلم من هذا، تشعر بأنه غريب عليها، كيف يحدثها بتلك الطريقة، جاءت حتى تدلف لداخل المنزل ولكن صوته أوقفها حين قال بصوت جمهوري:

_أوعي تاني مرة تدخلي البيت أو تروحي حتة من غير إذن أنا هنا الكل في الكل الملك بمعنى أصح فهمتي

حدقت به بشرار، ولم ترد عليه قط، تركته وغادرت، ابتسم بانتصار ثم أخرج من جيبه السجائر، أخرج واحدة ثم أشعلها وبدأ يشربها بشراهة، تكلم بثقة:

_دي البداية يا عنيدة لسة كل العذاب في الطريق

أمسك هاتفه مبتسماً بسمة خبيثة، بحث في قائمة السجل عن اسم معين ليهاتفه وبالفعل ضغط على ذر الأتصال ليرد الطرف الأخر بعد إصدار الرنين الثاني، بتلك اللحظة قال "جبل" بأمر:

_قدامك ساعة وأشوفك عندي سلام

.........................................................................

الهلع، التوتر، الغضب، كل تلك الأشياء أصابتها لا تعلم ما يحدث في منزل "جبل"، ظلت تجوب المكان يمينًا ويسارًا،  الجميع ينظر لها بخوف،  تحدثت" مرام" بهدوء: 

_متقلقيش يا دادة "سامية"  هو أكيد عاوزها في كلمتين

تشعر بأن هناك شيء يحدث لصغيرتها،  قلبها دليلها،  حدقت بـ "صباح"  وقالت بأمر: 

_ما تروحي يا "صباح"  تشوفيهم

ارتعدت "صباح"  من أمرها هذا،  تحدثت برفض نهائي: 

_لا طبعاً هو قال كلكم برا طب خلي "مرام"  أو "مالك"  يروحوا

انهت كلمتها ليصرخ كلمن "مرام"  و"مالك" في صوتٍ واحد بـ: 

_لااا مش هنروح

حدقا ببعضهما ليبتسم كلمنهم لبعض،  بتلك اللحظة تدخلت "عبير"  ببسمة خبيثة: 

_يا جماعة دول عرايس يعني ممكن "جبل"  يكون بيفهمها بعض الأمور اللي تخصه

نظر لها "مالك"  بغضب، كاد أن يتحدث ولكن "ريناد"  سبقته بقولها: 

_مامي الموضوع فعلاً يفزع مش على عريس ولاعاوز يفهم  العروسة حاجة وبعدين لو عاوز يقول أي حاجة كان طلع بيها أي أوضة تمام

لوت فمها ثم قامت من مكانها بعد أن قالت لهم بحنق: 

_أنا طالعة شكل كلمتي ما بقتش مهمة عن إذنكم

تحدث "مالك"  بعد أن رحلت "عبير": 

_أوف أسلوبها بقى يخنق 

لينتبه بعد ذلك إلى" دنيا" الشاردة في مكان آخر، فقط تنظر لسقف المكان، إنكمش حاجبيه باستغراب ثم وبعلو قال: 

_"دنيا "!!! 

لم تنتبه له قط، مما جعله يقترب منها ويضع يده على كتفها ويسألها بهدوء: 

_مالك يا حبيبتي! 

دمعت عينها وهي تحملق به ثم وبنبرة كاذبة قالت: 

_مافيش يا حبيبي...! 

لم يقتنع بردها فعاد وأردف بـ: 

_ليه حاسس إن فيكي حاجة تانية مش عاوزة تقوليها 

وكأن الشجاعة جاءتها بتلك اللحظة فأومأت برأسها،  كان الجميع يراقبون أفعالها بشدة فيما عدا" سامية" التي تشعر بالقلق،  أسرعت "مرام"  نحوهم وقالت بتلعثم: 

_م.. مافيش سبها 

استغربها "مالك"  وشعر بأنها تخفي عليه شيءٍ بخصوص ابنة عمه،  حدق بها ولم يتحدث معها،  تجاهلها، فقط حول أنظاره لابنة عمه ووجه لها الحديث: 

_بصي يا حبيبتي أنا معاكي لو عاوزة تقول لي أي حاجة أنا هساعدك متخبيش عليا حاجة

أومأت "دنيا"  برأسها،  مما جعله يقوم من جانبها،  لتجلس "مرام"  بجانبها وتهمس بـ: 

_أوعي تقوليله "جبل"  هيقول

بتلك اللحظة صرخ "مالك"  باسمها مما جعلها تشعر بالتوتر،  ردت عليه بذعر: 

_نـ نعم...! 

أشار بعينه حتى تلحقه،  ترك الجميع بعد أن قال بخفتِ: 

_معلش يا جماعة عاوزها في حاجة وهرجع

ثم نظر لحارسه وقال: 

_روح شوف إيه اللي بيحصل في "فيلا جبل"  يا بني

شعرت "سامية"  بأن هناك طفيف من الأمل ليطمئنها على صغيرتها.. وضعت "صباح"  يدها على كتفها وقالت بحنو: 

_متقلقيش يا حبيبتي إن شاء الله هتكون بخير

......................................................................... 

في منزل "لميس" 

كانت "فوقية" تشعر بالفزع الشديد،  لم تأتي "ملاك"  حتى الآن،  الخوف يلاحقها،  أفكارها كثيرة،  الشيطان يوسوس بأن هناك خطر حدث لـ "ملاك"،  ابتلعت ما في حلقها ثم قالت بهلعٍ: 

_اتصلي بيها يا" لميس" البنت بقالها ساعتين بعد اتصالك هتكون فين كل دا

تستغربها،  هل كل الخوف الذي يسكن بداخلها من أجل نفسها لأن "ملاك"  مهمتها أن تظهر الحقيقة،  أم لأنها تخاف على "ملاك"،  تشعر بأن هناك علاقة تربطها بـ" ملاك"، تتذكر حين عرفت اسم صديقتها من "مصطفى"،  ملامحها كانت غريبة، أومأت برأسها ثم قالت بهدوء: 

_هتصل حاضر...!!! 

أمسكت هاتفها وضغطت على ذر الإتصال حتى تتحدث مع "ملاك"  ولكن لم ترد،  أخبرت "فوقية"  بذلك مما جعلها تشهق بشدة وتقول بخوف: 

_إزاي البنت كانت بخير وهي بتكلمك أكيد حاصل ليها حاجة

صمتت قليلاً وبدموع باكية أكملت بـ: 

_قلبي حاسس والله 

شبكت يدها في بعضهم وقامت من مكانها،  نظرت من النافذة لعلها تكون جاءت، تابعتها "لميس" واقتربت منها،  وضعت يدها على كتفها وقالت بنبرة جادة: 

_هو إنتي تعرفي "ملاك" 

ابتلعت ما في حلقها بتوتر،  لا تريد أن تظهر الخوف،  لا تريد أن يعرف أحد ما تعرفه حتى ترأ "ملاك"، هزت رأسها بلا وقالت بتلعثم: 

_.اا.. لا.. يا بنتي بس قلقت عليها وعشان هتساعدني

حاولت" لميس" أن تصدقها فقالت ببسمة صغيرة: 

_بصي متقلقيش في صحافين كتير ممكن يمشولك موضوعك بس "ملاك"  بالأخص ممتازة 

ابتسمت "فوقية" بسمة صغيرة حيثُ شعرت بأن "لميس"  لم تصدقها،  أمسكت يدها وقالت بحنو:

_أنا بخاف على أي شاب عليكي على ولادي على "مصطفى"  عشان كدا خايفة عليها فإنتي مش خايفة على صحبتك

تنهدت بشدة ثم قالت بنبرة حزينة: 

_والله يا طنط هموت من الخوف حاسة إن فيها حاجة ربنا يستر

ابتسمت "فوقية"  ثم أشارت على هاتفها لتعيد محاولة الإتصال مرة أخرى لعلها تستجيب ولكن بدون جدوى... 

تأففت بفقدان الأمل وقالت بحنق: 

_برضه استني شوية وهنشوف الحوار دا يا خبر بفلوس بعد شوية يكون ببلاش

ضحكت "فوقية"  عليها ثم قالت بتصحيح المثل: 

_بكرا مش بعد شوية

ابتسمت "لميس"  ثم قالت باقتراح: 

_هتصل بـ "مصطفى"  يشوفها 

أومأت "فوقية برأسها وقالت:

_تمام ي حبيبتي

.........................................................................

في منزل "حمدي" 

كانت "مايا"  غاضبة بشدة، بتلك اللحظة وضع والدها أمامها كوب من المشروب وقال لها بحنو: 

_إهدي يا حبيبتي اشربي وإنسي

أمسكت المشروب بيدها ولكنها ألقته على الأرض وقالت بغل: 

_لا يا بابا مش عاوزة أشرب عاوزة أكون فايقة على طول  مش عاوزة رأسي توجعني وأنسى أي كلمة قالها

ابتسم "حمدي"  بخبث ثم قال بثقة: 

_ومين قالك إني عاوزك تنسي أي حاجة حصلت هو مشغول بجوازه وحبيبته سبيه يفرح وينسى إنك موجودة وقريب أوي هو وهي هيندموا باللي هنعملوا فيهم 

لقد فهمت ما ينوي فعله لذلك قالت بسعادة: 

_فهمت اللي عاوز تقوله بجد يا بابا إنت أسد وبحبك جداً 

فتح ذراعيه وقال بحب: 

_تعالي في حضني وأنا كمان يا عيوني بحبك أوي

قامت من مكانها وأسرعت داخل ذراعيه وقالت بكل حب:

_أنا بفتخر بوجودك

ابتسم لها بحنو ثم اقترح عليها:

_تعالي بقى الفترة دي وإنزلي الشركة واشتغلي أفهمي الدنيا عشان كمان تقدري تنفسي الأستاذ في أي حتة

وافقته، حيثُ أنها بدأت الحرب حين خسر أبيها نصف ماله، ستفعل هكذا ولكن بالوقت المناسب، حينها ستصرخ أمام العالم وستخبر الجميع بأنها هزمت النمر الجامح...

.........................................................................

في فيلا "مالك" 

تحديداً في غرفته،  وقف بشموخه، أعطى لها ظهره وبهدوء يسبق أي عاصفة سألها بـ: 

_اللي تعرفيه بخصوص "دنيا" 

ابتلعت ما في حلقها بتوتر شديد،  لا تعلم بما ستجيب،  أتكذب عليه،  فكرت قليلاً،  شعرت بأنه يريد إيقاعها فقط،  هو لا يشك بشيء،  إختارت الكذب فقالت بتوتر: 

_معرفش

اقتربت منه بحب ووضعت يدها على كتفه وقالت بحب: 

_هنضيع الوقت بالكلام تعالى نخرج

ضرب بكفيه على سطح المكتب ثم قال بصراخ: 

_بلاش تكدبي عليا عشان بعرف وعلى فكرة أنا عارفة إنك مخبية عليا حاجة


ابتلعت ما في حلقها ثم قالت بتلعثم: 

_لا يا حبيبي مش مخبية مافيش حاجة متقلقيش

استدار لها ونظر في حدقتها بشك شديد،  رفع سبابته بوجهها وقال بثقة: 

_بس أنا عارف إنك مخبية حاجة يا "مرام"  فبلاش تكذبي

بما تجيبه هي لا تحب الكذب وخصوصاً عليه ولكن هذا سر من أسرار صديقتها،  العلاقة تبنى على الثقة وفي أول علاقتهم هي تبنيها على الكذب، تعلقت الدموع في مقلتيها،  انتابها الخوف من إنقلاب "مالك"  ولكن صديقتها،  ستتحمل هي،  وستكذب عليه،  أغمضت عينها ثم قالت ببكاء: 

_مافيش حاجة يا "مالك" 

بعد إنها حديثها أمسكت بيده لتسحبه معها للخارج ولكنه كالصخر لا يتحرك،  نظرت له وابتسمت بهلع ثم قالت: 

_إيه يا "مالك"  مش بتتحرك ليه

ابتسم بسخرية ثم قال بتحذير: 

_لا عادي يا حبيبتي يا نصي التاني يا سري يا اللي هتكوني مكاني في كل صغيرة وكبيرة بس عاوز أحذرك لو عرفت إنك مخبية عني حاجه مش هيحصل كويس مع إني واثق إنك مخبية عني حاجة 

انهى حديثه وتركها بمفردها في الغرفة، جلست بعد أن رحل،  معطية لدموعها العنان حتى تسقط، تنهدت بقوةٍ وقالت بصراخ: 

_لو كان ينفع أقول كنت قولت بس لأزم أصون السر ولو عرفت من "دنيا"  مش عارفة هتعمل إيه 

قامت من مكانها ولحقته فوجدته مع "دنيا"، شعرت بأنه سيسألها عما تخفى لبرهة انتابها الخوف،  ولكن ستترك كل شيءٍ يحدث كما يحب ويكتب لها الله،  هذا نصيبها ولن يحدث أكثر أو أقل منه لها.. 

.........................................................................

ذهب الحارس إلى منزل" جبل" حتى يرى ما يحدث،  دلف فوجد "جبل"  يبتسم شعر بأن الأجواء على ما يرام،  اقترب منه الحارس وقال بهدوء: 

_الجماعة عاوزين يطمنوا عليك يا فندم

ابتسم ثم أخرج من جيبه مبلغ ما وأعطاء له وقال بيقين: 

_إنهاردة أكتر يوم أنا مبسوط فيه والله فمتقلقش وهما كمان قول لهم ما يقلقوش وقول للدادة و"مرام" يباتوا هناك وإحنا هنبات هنا إنهاردة إحنا متجوزين وعاوزين نأخد حريتنا وكدا

أومأ برأسه وتركه وذهب، بتلك اللحظة جاءت "ملاك"  من الخارج وبكل ثقة قالت: 

_أنا همشي يا "جبل" 

حدق به بشدة حيثُ لا يحب عيناها التي تتحدى أي شيء يقوله،  قام من مكانه ورفع سبابته وقال بهمس: 

_الباب عندك أهو بس قبل ما تخرجي هسيب الكلاب عليكي والحراس هيشعلقوكي قدام الباب والكل هيبص عليكي

جذت على أنيابها من الغيظ اقتربت منه وصرخت بعلو: 

_"جببببل"إرحمني بقى أنا معملتلكش حاجة فطلعني من دماغك

قهقه بقوة وقال بتحدي: 

_لا أنا داخل علاقتنا تحدى وبصراحة عاوز أكسب

أومأت برأسها وجاءت حتى تغادر ولكنه أمسك يدها وجعلها مقربة منه ثم وبحركة مفاجئة قبلها بشدة،  حاولت أن تبعده عنها ولكن لا تستطيع، بتلك اللحظة جاء أحد وقاطع تلك القبلة ولكن وجوده لم يكن كافى حتى لا تصرخ عليه: 

_أوعى تقرب مني تاني

ضحك باستفزاز ورد عليها  بـ: 

_الصراحة كنت بشوف لو بوستك هتكون البوسة ليها طعم واقدر اسمحك ولا لاء بس طلع لا بوسة باردة زيك

لم ترد عليه نظرت للضيف وقالت بحد: 

_مين؟ 

ولكن لم يرد على سؤالها غير "جبل"  الذي قال بخبث: 

_الضيوف يخصوني


بقلمي أميرة أنور

 الفصل العشرون

(النمر الجامح)

حدقت به بغضب ثم قالت بانفعال: 

_طيب والهانم بتعمل إيه في بيتنا وبليل كدا

كاد أن يضحك ولكنه تصنع البرود،  رفع حاجبيه باندهاش ثم قال بسخرية: 

_بيتنا الله على حرف النون اللي طلع منك

وضعت يدها على خصرها،  نظرت له بضيق،  ثم رفعت سبابتها بتحذير شديد: 

_كلمني عدل ومتنساش إني مراتك وطالما إنت معترف بكدا فأنا يخصني أي حاجة في البيت وزي ما أنا "ملاكك"  إنت "جبلي" 

لم يستطيع أن يمنع الضحك،  رفع حاجبه ثم مط شفتيه بسخرية ورد عليها باستفزاز: 

_لا يا حلويتي البيت بكل حاجة فيه يخصني أنا بس وإنتي زيهم لكن حاجة تانية لا بمعنى أنا مش ملك حد

حدقت به بشر ثم وبكل غضب صرخت به قائلةٍ:

_لا غلط حتى لو إنت ومن غير سبب عاوز تلعب بكل بنت شوية فهما موافقين على دا بس أنا غيرهم أنا مش عارفة إنت بتنقم على إيه؟

ثم رفعت سبابتها لتُكمل بتحذير:

_بصي أنا بحذرك قبل ما يخلص صبري عشان لو خلص صدقني والله ما تقدر تشوف خلقتي تاني

لاح على ثغره بسمة ساخرة ليتحدث بعد ذلك باستفزاز: 

_صبري إيه دا أوعي تكوني بتخونيني مع صبري أوعي

قهقه بعلو لتصدر ضيفته ضحكتها بدلل،  أصيبت "ملاك"  بالغيظ الشديد،  حدقت بهم باستهجان ومن ثم أكملت حديثها بحنق: 

_بص يا "جبل"  هقولك كلمتين لو عجبوك كان بها لو لاء يبقى صدقني لو هكون باقية على علاقتنا قيراط هبيعها ولو بجنية ومش بس كدا أنا هرمي اللي هيجي منها كمان

استمع لها جيداً،  أول مرة يشعر بالجدية نحو أحد،  تهديدها يخيفه ولأول مرة يشعر بالهلع إتجاه شيءٍ،  كانت صديقته ستقطع حديثها ولكنه رفع يده لتصمت،  رفعًا حاجيبه لـ "ملاك" حتى تكمل ما تقول،  ابتلعت ما في حلقها ثم واصلت كلامها بتحدي وكبرياء: 

_عاوز تاخدها وتقعد جوا عادي بس أعرف إن كل اللي بتعمله قبل الجواز كوم واللي بعد الجواز كوم تاني الإرتباط في حد ذاته ما ينفعش يتخان ولا الثقة تقل إنت خونت علاقة الصداقة فبلاش تخون العلاقة دي يمكن إنت هتنتقم وطلق بس أنا هديك فرص كتير وحاسب عشان لو الثقة أو الحب قل في القلب ساعتها الإنسان عمره ما بيرجع مقامه زي الأول

انهت كلامها وتركته ورحلت،  لينظر إلى الأخرى ولا يعلم ما يفعل،  هل يرضي عقله،  أم ضميره، هو نفسه يكره الخيانة، لطالما كانت حياته مرة بسبب والدته، لا يريد أن يرث تلك الصفة منها،  أغمض عينه بتفكير ولكن صوت الفتاة جعله يفيق ويفتح مقلتيه حيثُ قالت بخبث: 

_إيه الكلمتين خلوك متأثر ولا إيه شكلك عاوزني أمشي

نظر لها ونيران الغضب تخرج من حدقته بشدة،  أمسك يدها ثم اتجه نحو غرفته،  والتي أسرعت لها "ملاك" 

صعد السُلم في سرعة، أمسك المقبض وكان سيدفع الباب بقوة ولكنه سمعها تتحدث في الهاتف،  وقف يستمع لما تقول،  يبدو أنها تكلم المربية، رفع حاجبيه مندهش بردودها حيثُ كانت تقول بسعادة مصطنعة: 

_لا يا ست متقلقيش هو خرجكم بس كان عاوزني وعاوز يعرفني إن اللي عملته غلط بس مش قدام حد وقررنا أنا وهو هنعيش كزوجين والفرح والحفلات هنعملهم مع بعض

لبرهة كان سيمنع عنها جميع الإتصالات حتى لا ينقذها أحد من قيوده ولكن وبعد حديثها هو شعر بالضياع،  يفكر هل هي أفضل منه حتى تحاربه،  هل أسلحته قوية،  من سيفوز،  هو أم هي،  تيقن بأنها تفعل هكذا لتجعل قلبه يحن لها، يوسوس له شيطانه كلما شعر بأنه ينجذب لها يانتابه إحساس الكذب والتصنع منها لذلك يعود إلى كرهيته الشديدة لها،  بتلك اللحظة وضعت صديقته يدها على كتفه مما جعله ينظر لها ويقول بامتعاض: 

_نعم يا "رشا" 

أشارت "رشا" بعينها للباب حتى يدخل،  تلك الإنسانة اللعوبة،  التي تتعامل مع الرجال بطريقة غير محللة،  فتاة ليس لها أصل،  بالفعل نفذ ما تريده وفتح الباب،  ليجدها فأحلى حالتها حيثُ ترتدي فستان قصير لونه وردي وتجلس على الفراش،  وتعطي لشعرها العنان،  ابتلع ما في حلقه بتوتر ثم اقترب من كوب الماء ليتناوله لعله يطفئ النيران التي اقتحمت قلبه،  جذ على أنيابه وقال بأمر: 

_برا عاوز أخد راحتي مع حبيبتي

لن تنفعل هكذا أخذت العهد على نفسها، سترد له كل أفعاله، ستلعب معه بنفس الطريقة،  سيتذوق من نفس الكاس، مط شفتيها باستفزاز،  ثم أشارت نحو الدولاب وقالت ببرود: 

_قي قمصان كتير على ذوقك متنساش تخليها تلبس منهم والبورنس في الحمام عن إذنكم بقى أروح أشرب قهوة بااي

نزلت أمامه، وقفلت الباب،  مما جعل "رشا"  تقترب منه ولكن وبتلك اللحظة فتحت "ملاك" باب الغرفة،  وضعت يدها على فمها بخجل مصطنع ثم قالت: 

_أوووه عصافير الحب جيت في وقت مش وقتي بس نسيت الكتاب بتاعي وعاوزة أقرء وأنا بشرب قهوة "جبل"  اللي هي ملكه وبما إني من حاجاته فلازم أتغذى أصلي غالية مش رخيصة والصرف لأزم يبان

شعرت "رشا"  بانها تتحدث عليها مما جعلها تضع يدها في خصرها وتقول بانفعال: 

_بلدي أوي على فكرة مالك يا حبيبتي فيكي إيه بتلقحي على مين

_اللي على رأسه بطحة بقى يحسس عليها 

هذا ما قالته "ملاك"  لترسم بعد ذلك على وجهه بسمة صفراء وتضع يده على عينها وتقول بنبرة ساخرة: 

_كملوا كملوا وأنا مش هبص هاخد كتابي وهطلع 

لا يعلم ما أصابها،  من قليل كانت تشعر بالغيرة والآن لا، ظل يتابعها إلا أن خرجت،  تحدث مع "رشا" وأخبرها بـ: 

_

......................................................................... 

كانت قلقة بشأنها،  خائفة بما سيحدث حين يعرف "مالك"،  وقفت خلف باب الغرفة ولكن غير قادرة على سماع شيءٍ،  جلست على الأريكة تتخيل ما سيحدث إذا خرج من الغرفة وهو يعلم كل شيء،  سيضربها،  لا سيقتلها،  سيشعل النيران بملابسها،  سيتعصب عليها،  كان هذا تفكيرها،  ابتلعت ما في حلقها بفزع حين شعرت بيد" ريناد" والتي كانت تسألها عن سبب شرودها: 

_مالك يا "مرام"؟ 

انتبهت لها فاصدرت من فاهه: 

_ها

ثم تنهدت بقوة،  مسحت عيناها بيدها وقالت بخفوتِ: 

_مافيش يا حبيبتي

ظلت تنتظرهم،  بتلك اللحظة سمعت صوت الحارس والذي أرسله" مالك"، كان يتحدث مع "سامية" أسرعت لتطمئن على "جبل"،  حدقت به ثم قالت بلهفة: 

_" ملاك" و "جبل"  كويسين

أومأ برأسه لتشعر بالراحة،  حولت أنظارها إلى "سامية"  ثم ألقت بسؤالها: 

_ها يا حبيبتي إطمنتي

ابتسمت لها "سامية" وأردفت بحنو: 

_الحمدلله لله يا حبيبتي وهي كمان طمنتني وآه كلنا هنبات هنا اليومين دول لحد ما يطلعوا شهر عسل ونرجع الفيلا تاني دي أوامر "جبل" 

انكمشت حواجبها باستغراب لتسألها بعدم اقتناع لما تقوله: 

_دا إزاي هما مش كتبوا الكتاب بس 

قهقهت "سامية" بقوةٍ قبل أن تجيبها بـ: 

_لا هما قرروا إنهم يتجوزا وباقي الحفلات هيعملوا مع بعض

هزت رأسها متعجبة لأمرهم، تحدثت بعدم إكتراث: 

_خلاص برحتهم أنا هروح أقعد في الجنينة شوية ممكن حد يقول للشيف يعملي كوباية نسكافية جنب سندوتش

أومأت "سامية"  برأسها بحب ملست على شعرها قائلةٍ بحنو: 

_حاضر يا حبيبتي 

رحلت "مرام"  من أمامها بعد أن ابتسمت في وجهها،  بتلك اللحظة اقتربت منها "صباح" وقالت بلوم: 

_ظلمتي "جبل"  شوفتي بقا إنه كويس

ابتسمت "سامية"  ثم هزت رأسها توفقها على ما تقوله،  بالفعل لم يرث قط دم أبيه،  حمدت ربها كثيراً،  بتلك اللحظة تذكرت طلب "مرام"  فذهبت تهرول نحو المطبخ حتى تنفذ ما تريده

....................................................................

وضع يده على كتفها بحنو ثم سألها بكل أمل بأنها ستجاوبه: 

_قوليلي يا حبيبتي إيه اللي تعبك وأوعي تكدبي؟ أنا عارف إنك مخبية حاجة! 

توترت قليلاً،  تشعر أن ما تخفي حمل ثقيل،  ولكن تشعر بأن صديقتها ستحزن بسببها،  تعلم أن "مالك"  لا يحب أن تخفي "مرام"  عليه شيء، ولكن هو صديق طفولتها وشقيقها وإبن عمها وقبل كل هذا والدها، أمانها الوحيد،  لن يكون قاسي قط،  سيحارب لصنع ابتسامتها مهما كان الوضع،  حدقت به ثم مدت له يدها وقالت برجاء: 

_توعدني إنك مش هتزعل من "مرام"؟ 

ابتسم بسخرية حيثُ كان يعلم بأن." مرام" تخفي عليه شيء،  تنهد بقوةٍ ثم قال بهدوء: 

_مقدرش أقولك مش هزعل بس أقدر أقولك إن موقف زعلي منها مش هيكون كبير وخلي بالك لو عرفت لوحدي ساعتها هزعل منكم إنتوا الإتنين وزعلي هيكون وحش

فكرت قليلاً فلم تجد حلٍ إلا سرد مشاعرها له لعله يحل مشاكلها، أجابته بدموع العشق المتيم: 

_هو الحب حرام

كان يعلم ويثق بما يعرفه بأنها تحب،  عينها تسرد جرح قلبها،  ابتسم لها بحنو ثم قال بيقين: 

_لا يا حبيبتي مش حرام ربنا اللي بيحط الحب في قلوبنا وبعدين هو أنا هحلل الحب على نفسي وحرمه عليكي

شعرت بحلاوة حديثه لقد أرح قلبها كثيراً ولكن تذكرت شيءٍ فقالت بحزنٍ: 

_طب الفقر عيب

_خالص العيب إني مشتغلش وخلي حد يصرف عليا أوعي تكوني فاكرة يا حبيبتي إن الغني اتولد في بوقه معلقة دهب وخلي بالك الرضا مش بيكون غير في قلب اللي تعب عشان يكون نفسه الغني لأزم تلاقي في عيلته حقودي

هذا ما قاله باسلوب راقي يدل على أن ترببته ذات خُلق،  كانت "دنيا"  تسمع حديثه وتفتخر بأنه ابن عمها،  ردت عليه بخوف: 

_بس مامي خايفة منها مش هتوافق مامي عاوزة واحد غني

عقد حاجبيه بضيق ثم أشار على نفسه بسبابته وقال بانفعال: 

_هو أنا مش مالي عينك هي ملهاش حكم عليكي أبداً تمام وإنتي عارفة كويس ليه ها فبلاش نفتح في الماضي وقوليله اسمه إيه ومتقدمش ليه؟ 

نكست رأسها للأسفل بقلة حيلة وأجابته ببكاء: 

_هو مش عاوز دلوقتي بيقولي لأزم أما أتقدم أكون لأيق بيكي وبمكانك عشان محدش يقول كان طمعان فيهم "مرام" كلمت له "جبل" وهو شغال عنده عا.... 

قاطع كلامها بنبرة ساخرة: 

_يعني كمان "جبل"  عارف وأنا آخر من يعلم كنتي هتقوليلي بعد الفرح ولا إيه؟ 

وضعت يدها على فمه ثم قالت بنفي لما يقول: 

_لا والله مش زي ما بتقول صدقني على فكرة إنت شوفته عارف "أحمد" اللي كانت بتقبله "مرام" كانت بطمنه عليا

قالت كلامها بتلقائية ليشعر بالغضب الشديد تجاه "مرام"  ولكن لم يبينه قط لابنة عمه، قال ببرود: 

_خلاكي تروحي معاه حتة ولا حاجة

ابتسمت حين تتذكر حديثه،  تنهدت بشدة وقالت: 

_بيخاف عليا من نفسه مش عاوز يقابلني ومش عاوزني أشوف عالمه وعلى فكرة بيغير منك

قهقه بعلو ثم قال: 

_من حقه الصراحة

قام من مكانه وقبل رأسها وأخبرها بحنو: 

_هتتجوزي أمه بس أشوف تحرياتي عنه وملكيش دعوة بـ "عبير" 

لا تصدق ما سمعته من أذنيها،  ظلت تصرخ كالأطفال،  تمنت لو كانت سردت له عن قصة حبها من قبل،  خرج وتركها ليبحث عن سبب فرحه وحزنه في الحياة ليقلب نهارها السعيد بليل حزين سيخرج نيران غضبه عليها. 

....................................................................... 

بداخل غرفة "عبير"  كانت تتجول في غرفتها بعصبية شديدة،  تحاول الإتصال بإحداهم ولكن الخط مشغول،  ظلت تتأفف بشدة،  صرخت بخفوت: 

_مشغول مشغول أوف 

ألقت بهاتفها على الفراش ثم أكملت حديثها بضيق: 

_محدش بقى طايق لي كلمة ولا عيالي أوف والتاني مش عارفة هو فين أنا لأزم أعمل حاجة

بتلك اللحظة دقت "صباح"  غرفتها فقاطعتها عن أفكارها،  أمرتها بالدخول بعد أن سمعت إذنها: 

_إدخلي يا "صباح"! 

ابتسمت بسمة صفراء وهي تقول لها بهدوء: 

_هو" جبل" بيه أمرنا ننام عند حضرتك كلنا الفترة دي بس لو هيبقى في مشكلة هنروح نبات في فيلا "جلال" 

ضيق،  وحنق،  وغضب  ينتابها ولكن لن تقول شيء،  ولن ترفص فمصلحتها تجعلها توافق،  ابتسمت بضيق ثم قالت لها بغرور: 

_تنوروا روحي شوفي أوضة دادة الأولاد تباتي فيها إنتي و "سامية"  وجهزي أوضة حلو لأميرة قلب "مالك"  

هزت الآخر رأسها ببرود،  استدارت وأمسكت بمقبض الباب لتفتحه،  خرجت من الغرفة لتقول بغضب: 

_ولية تنحة مش بحبك،  اتجهت نحو الحديقة حتى ترى "مرام" فوجدتها تستريح مغمضة مقلتيها بهدوء،  ابتسمت بحب ثم اتجهت نحوها لترى هل تريد شيء ولكن بتلك اللحظة وجدت "مالك"  يأتي عليهم والشرار يخرج من عينه،  أمرها بجموح: 

_سبينا لوحدنا!! 

انتفضت "مرام"  من مكانها بفزعٍ،  قامت من جلستها فلقد علمت بأن "دنيا"  قالت له كل شيءٍ، أشارت لصباح حتى تتركهم واستعدت لما سيقول

........................................................................

جلس على الأريكة ويشعر بالذنب،  قلبه يؤلمه يشعر بأنها حزينة منه ولكن لا يعلم ما واجبه أمام حبه،  أيهاتفها ولكنه غاضب منها،  ظل يحدث نفسه بلوم: 

_لا يا "أحمد" إنت مش مضايق منها إنت مضايق من نفسك شغلك وتعبك معصبينك لكن هي ما عملتش حاجة اتصل بيها

أمسك هاتفه وكان سيهاتفها ولكن عاد وقال بضيق: 

_لا الوقت متأخر وأنا مش هزعجها وبعديت أنا كمان زعلان منها

تأفف بشدة فمشاعره مبعثرة لا يعرف شيء،  حتى لا يمتلك لها صورة ليحدق بجمالها،  تذكر برنامح المراسلات هي تضع صورة لنفسها،  فتحه بلهفة ليتأملها بشدة،  كيف لجمالها أن يبتعد عنه،  تلك الفراشة الملونة والتي أنارت حياته،  تنهد بشدة وقفل هاتفه بسرعة حين دخلت "رحمة"  وهي تتثاءب بشدة قائلةٍ له: 

_أنا داخلة أنام عاوز حاجة يا حبيبي 

ابتسم في وجهها بحب ثم قال: 

_لا يا حبيبتي روحي نامي بس إطمني على أخواتك

هزت رأسها ثم غادرت من أمامه،  قام من على الأريكة متجهاً إلى المرحاض حتى يأخذ حمامًا ساخن لعل لهيب شوقه يهدأ قليلاً... 

........................................................................

في منزل "لميس"  التي جاءتها رسالة من صديقتها تعتذر لها عن عدم حضورها وتسرد لها ما حدث بها فيماعدا ما يفعله "جبل"  معها هي لا تريد أن يعرف أحد عن حياتها الشخصية شيءٍ وخصوصاً إن كانت تلك الحياة ترتبط مع شخصٍ آخر،  هو أمانها ولا تريد أن يبغضه أحد،  رأت "فوقية"  إنشغال "لميس"  في هاتفها مما دفعها للسؤال بهلفة: 

_عرفتي توصلي ليها

هزت برأسها ثم قالت ببسمة صغيرة: 

_آه حصل لها ظروف في الشغل وبعد كدا حصلت حركة مجنونة من إبنك وأصر على كتب الكتاب وهي دلوقتي بعتة عشان نبعت اللي حصل معاكي وتكتبه

رفضت "فوقية"  وقالت بخوف: 

_لا عاوزة قبل ما إبني يحصل له حاجة ويعرف ويروح لأبه أقابله وقابل "ملاك"  وعرفها هستنى هما دلوقتي مشغولين ومش هيسألوا على "جلال"  ومتأكدة إنه  هيحاول يتواصل مع حد منهم ويثبت إن أنا لفقت له التهمة بس اللي مخليه ساكت هو الأثبات الصوتي له فهمتي

هزت "لميس"  رأسها متفهمة لما تقوله لذلك وافقتها بكل هدوء فحياتها تخصها هي فقط،  ستقول لصديقتها كما قالت لها وهذا يكفي 


الحادي والعشرون والثاني والعشرون 

الفصل الحادي وعشرون

(النمر الجامح) 

انتابها الخوف، الهلع، التبويخ الذي سيقدمه لها ستتحمله ولكن فكرة الخصام ستكسر قلبها، تحدثت بتلعثم: 

_حـ.. حبيبي قول لي مالك؟ 

حدق بها بغضب جامح، شعر بأنه سيصفعها من طريقتها معه، وكأنها لا تعلم عن الذي أخفته شيءٍ، جلس على المقعد ومازال صامت، يفكر كثيراً، هل يعانفها بعد أن صالحها، كيف لها أن تخفي هذا الشيء، لم يكن يتوقع نهائياً أن تفعل هكذا، كور يده بغضب، كلما تذكر بأنه ظن بها السوء وذلك بسببها، تشتعل النيران بقلبه بسبب الغيرة الشديدة. 

كسرت الصمت بقولها: 

_أنا غلطانة بس إنت ليه ساكت؟ 

رفع حاجبه بسخرية، حين كان يطلب منها قول الأشياء التي تخفيها رفضت وأنكرتها والآن وبدون معرفة سبب انقلابه تعترف بنفسها، ابتسم بسخرية ثم قال ببرود: 

_سبحان الله من شوية كنتي يعيني بتقولي مافيش حاجة مخبيها ودلوقتي عادي جداً معترفة بغلطك إيه اللي اتغير لسانك اللي القطة آكلته عملتيله عملية وركبتيه ولا إيه

وضعت يدها على كتفه وبدأت في تبرير موقفها: 

_بص يا حبيبي أنا عارفة إنك عرفت من "دنيا" عشان كدا مكنش ينفع أبداً أقولك سر صاحبتي 

حدق بها بحزن شديد، لم يكن يتوقع عدم الثقة به، بعد يدها عنه وقال بتحذير: 

_أوعي تلمسيني أما تحسي برجولتي وإني أقدر أشاركك أي حاجة قوليلي وأما تحسي أن أي غلط المفروض تفكري مليون مرة قبل ما يحصل تقوليه عليه فاهمة 

قام حتى يغادر من أمامها حيثُ إذا بقى أكثر سينفعل عليها، لأبد من للتحدث بهدوء، هي الآن ضيفته وقبل هذا حبيبته وزوجته المستقبلية وصديقة طفولته، لا يريد أن يجرحها بعصبيته، سار خطواتان للأمام وعاد ليقف حين صرخت بشدة: 

_"مالك" بالله عليك ما تسبني أبداً ومتزعليش مني عملت كدا عشان هي خافت تحكيلك وأنا عرفت "جبل" وهو قال هيقولك بس والله مكنش قصدي أغلط في حقك أبداً 

استدار ينظر لها، اقترب منها وأمسكها من معصمها بشدة ومن ثم تحدث بغضب: 

_لو كنتي اقنعتيها تحكيلي وتصاحبني عمري ما كنت هخذلها أنا بفهم وبعدين ما أخوكي عارف علاقتنا ومتفهما لو كان غير كدا كنت هكون أنا خبيتي عليا لا وكمان روحتي قابلتيه وقولتي عنه حبيبك وخلتيني أغير عليكي 


هزت برأسها وبدموع تخرج من عينها وكأنها تصرخ بشدة، تحدثت بحزن: 

_بلاش تزعل والله الشاب كويس جداً وأنا عارفة إني غلطان بس متأخدش على خاطرك مني

تركها ورحل دون أن يرد على حديثها متجاهلها تماماً، شعرت بالأستياء لعدم اقناعه بتفكيرها، عادت وجلست بمكانها، ظلت تفكر كيف ستقدر على مصالحته، بتلك اللحظة وجدت من يضع يده على كتفه بفرحة عارمة قالت: 

_"مالك" حبيبي! 

التفتت بسعادة وبسمة مرسمة على ثغرها ولكنها ذُهلت حين وجدت أنها "دنيا" تلاشت بسمتها في سرعة وقالت بفقدان الأمل: 

_"دنيا"...!!! 

الندم سيطر على "دنيا"، تمنت لو يعود الزمن لن تقول له قط عما قي قلبها، أعتذرت لها بشدة، وبدموع قالت: 

_والله مكنش قصدي أخليه يزعل منك أنا والله سألته وقولتله ميزعليش منك بس هو قال لي لو عرفت من

" جبل" هيقلب وشه جامد

ابتسمت لها ثم تنهدت بقوة قبل أن تقول بحب: 

_مش زعلانة منك أبداً يا حبيبتي أنا مش بزعل منك وبعدين كويس إنك قولتله أنا كنت خايفة منه بس بجد خالف توقعاتي ربنا يصلح حالك ويقدملك اللي فيه الخير كله يا حبيبتي 

اقتربت منها واحتضنتها، دمعت عينها ثم وبشكر قالت: 

_ربنا يخليكي ليا يا "مرام" ويدمك سند ونعمة ليا

كان يراقبهم من تراس غرفته، مقتنع بأن علاقتهم مقدسةلا يوجد بها مكان للخيانة، هو سعيد بهذا ولكن كان يتمنى أن تكون ثقة "مرام" به أكبر من هذا، كان يتمنى بدلاً من أن تسرد لأخيها كانت تأتي ومعها "مرام" وتسرد له، ظلمها كثيراً وجرحها بحديثه وقتما غار عليها من هذا "أحمد"، تأفف بقوةٍ مخرجٍ من قلبه زفيره لعله يهدأ، استنشق بعض الهواء، دخل غرفته وهاتف مدير أعماله قائلاً له بأمر:

_إيه يا " أحمد" عاوزك تعمل تحري عن واحد إسمه "أحمد" هبعتلك اسمه بالكامل وعنوان بيته يالا سلام

قفل الهاتف ثم ألقه على الفراش بعصبية شديدة

................................................................... 

_مافيش حاجة بنا هتحصل! 

قالها بهدوء تام، لتصرخ به بانفعال: 

_وجبتني ليه عشان أمثل على الزفتة اللي تحت دي

لا يستطيع أن يتحمل أي كلام عليها، من هذه حتى تبغض زوجته، هو فقط من له الحق في ذلك، حدق بها بشرار ثم أمسكها من معصمها بقوة وقال بجموح: 

_أوعي تجبي سيرتها تاني دي ستك وتاج رأسك على الأقل مش زيك أبداً يوم ما تعوز تحب بتحب في الحلال وراجلها هو بس اللي هيكون أول واحد شايف جسمها

ذهولت من حديثه، لما يدافع عنها هكذا، يقول بأنه يكرها ويريد الإنتقام، هذا المدافع التى ترأه ليس إلا محب ولا يعلم، بعصبية شديدة قالت: 

_وجبتني ليه وبتحرق دمها ليه طالما هدافع عنها حبتها لو حبتها روح عندها يا عم لكن ماتجبنيش عشان أكون وسيط حلوا مشاكلكم بعيد عني بقى

انتبه لنفسه وإلى مدافعته عن "ملاك" هي الآن ليست متواجدة، تنهدت بقوةٍ ثم قال بأمر: 

_نص ساعة وتروحي عشان ولا تشمت فيا ولافيكي تمام

نعم هو محق، تلك الفتاة ذكية، ولن تترك فرصة لاهانتها، انتظرت معه في الغرفة والغضب ينتابها، شعرت حين حدثها بأنه تخلى عن قعدته في ترك النساء بعد قضاء ليلة كاملة معهم، كان يجب أن تعلم بأنه سيفعل معها كما فعل حين قضت معه ليلة كاملة.. 

انتبهت بتلك اللحظة لصوت دقات الباب، سمعت صوت تلك الفتاة التي حين تسمع صوتها تشعر بأنها ستقتلها، رد "جبل" باقتضاب: 

_في إيه مش قولت محدش يزعجنا 

ردت عليه "ملاك" بكل برود: 

_نسيت اللاب توب بتاعي وعاوزة أكلم "مصطفى" فيديو هو و باقي صحابنا أصله وحشني

جحظ عينه بصدمة، كيف لها أن تتجرأ وتقول اسم هذا البغيض أمامه، تعلم بأنه يكره بشدة، بتلك اللحظة رأت نظرات الفرحة بعين "رشا" التي قالت باستفزاز: 

_لا بجد باين إنها شريفة

أسرع نحو الباب بانفعالِ ليفتحه، أمسكها من يدها بقوةٍ ليصرخ بعد ذلك بعنف: 

_لا مش هتكلمي خرا زفت "مصطفى" فهمتي ولا لاء

قهقهت بشدة بعد أن رفعت حاجبها ببرود ثم قالت: 

_إيه دا العرسان لسة ما دخلوش ولا إيه مكسوفين 

استدار نحو "رشا" وقال بأمر: 

_"رشا" خلي أي حارس يوصلك روحي دلوقتي وبكرا بنتقابل

لوت ثغرها ثم قامت من مكانها بعد أن قالت بحنق: 

_ماشي يالا سلام

رفعت "ملاك" حاجبها ثم وبنبرة ساخرة قالت: 

_ما شاء الله عليكي جيتي وكنتي واثقة إنك هتكوني مع جوزي وسبحان الله مشيتي زي ما دخلتي زي ما خرحتي

توقفت قليلاً عن الحديث، حيثُ جاءت في مخيلتها شيء سيجعل كل منهم يشعر بالضيق، أكملت كلامها والخبث يملأ عينها سالتهم عن: 

_في العلاقات المحرمة اللي بتكون من شخص لشخص والقرف دا ممكن يقولك مرض الإدز مش خايقين على نفسكم

ضحكت بعلو بعد أن وضعت يدها على فمها ثم قالت بهلع مصطنع وهي تشير بسبابتها على زوجها:

_يا جوزي يا حبيبي أبقى فكرني أما انتقامك يخلص لو فكرت تكمل معايا يعني أبقى فكرني ننأكد إنك سليم أنا واحدة بتخاف على نفسها

لم تستطيع "رشا" تحمل إهانتها أكثر من ذلك بينما "جبل" فنظر لها بغضب، كان يريد أن يضايقها ولكنها حرقت له أعصابه ببرودها هذا، تأكد بأن "رشا" غادرت وعاد يحدق بزوجته سألها بغضب: 

_إيه اللي قولتيه دا

قربت من أذنه لتهمس بـ: 

_بص يا حبيبي إنت متعرفش ممكن أقول إيه تاني 

بعد أن أنهت حديثها أمسكت يده، سحبته معها إلى الأريكة، جعلته يجلس رغماً عنه، وبدأت في إكمال حديثها: 

_بص يا عموري انتقم برحتك بس مش بطريقة إنك تجيب واحدة في البيت أصل أنا عارفة ومتأكدة لو خنتني فأنا أقدر أقلب الترابيزة عليك وبطريقتي كمان بس مش هعملها وبعدين الجولة للأولى تحسب ليا 


نظر لها باستغراب ثم قال:

_جولة أولى وتحسب ليكي ليه؟

اقتربت منه وهمست بحرار مما جعله يشعر بلهيب الرغبة يزداد بها:

_عشان يا جوزي يا حبيبي إنت داخل تنتقم وأنا داخلت الحرب معاك تمام وأنا كسبت الجولة دي ليه عشان أنا ولا غرت فيها زي ما عاوز لا وكمان وحرقتلك دمك 

رفع حاجبه بتعجب، تلك التي تقف أمامه تجادله، هو كان يحاربها لأنها متمردة وما فعله معها جعلها تتمرد أكثر، كور يده بغضب، نظر لها بقوةٍ فسرح في مقلتيها التي جذيته لها، بدون سابق أنظار اقترب منها وقبلها بشوق ورغبة، تلك القبلة قطعت فيها أنفاسه وأنفاسها، ابتعد قليلاً لتأخذ "ملاك" أنفاسها، أما هو فلا يعلم كيف تسحبه لها، تلك الفتاة كلما أقترب منها كلما زادت رغبته بها عكس الجميع، قام من مكانه مبتعداً عنها، بتلك اللحظةسمعها تقول بكل غضب:

_أوعى تقرب مني تاني إنت فاهم أنا مش عاوزاك تقربلي إلا أما تحس فعلاً إنك ظالمني

قامت من مكانها، رحلت من الغرفة لتتركه بمفرده بذلك الوقت لم يتحمل أفعالها مما جعله يمسك بكوب الماء ويكسره بيده، انجرح بشدة، نظر للدماء ولم يفعل شيءٍ، اقترب من الفراش وانام وهو موجوع......

...................................................................

بصباح اليوم التالي حيث أشرقت الشمس، استيقظ "أحمد" من نومه، أخذاً قراره بأنه سيعتذر من "دنيا"، ارتدى ملابسه حتى يرحل لعمله في شركة"جبل"، خرجت أخته من غرفتها بتلك اللحظة، ابتسمت له بكل حب وبحنو شديد قالت:

_لو هصحى كل يوم وأشوف العسل دا قدامي والله ماهصدق يسعد صباحك يا أغلى حد في حياتي

لم يستطيع أن يمنع نفسه من احضانها تحدث بحزن مصطنع:

_والله كلها كام يوم وتروحي بيت جوزك وأحلى صباح بالنسبة ليا مش هيكون موجود

ثم ابتعد عنها قليلاً وقال بأمر:

_بعد إذنك متقربيش مني خالص فاهمة ولا لاء أنا مش هقف بقى واستنى صباحك وإنتي ياختي في حضن حبيب القلب

قهقهت بشدة، اقتربت منه ثم قالت بحب:

_كل يوم هسمعك صباح الخير بصوتي

توقفت قليلاً عما تقول حيثُ غمزت له ومن ثم أكملت بـ:

_وبعدين إنت هتكون مشغول مع حبيبة قلبك ساعتها والله ما هتفضى ليا

ابتسم بحزن فحلمه هذا لن يحدث بالوقت الحالى، تنهد بقوة ثم رد عليها بيائس: 

_لسه بدري أوي متقلقيش أكيد هرد عليكي كل يوم ساعتها 

وضعت يدها على كتفه قائلةٍ بيقين: 

_أنا حاسة وإنت عارفة إحساسي دائماً صح ربنا هيعوضك وهتتجوزها

قبلها على رأسها ثم اقترب من باب الشقة وقال بأمل: 

_وأنا بعد كلامك حاسس بأمل كبير ربنا يخليكي ليا يا تاج رأسي يا عمة العيال 

توقف قليلاً عن الكلام ووضع يده على كتفها وقال: 

_في ناس بتقول عن العمة عقربة والخال أحلى من العم أنا متأكد إن عيالي محظوظين باخواتي

ابتسمت بحب ثم ردت عليه وقالت: 

_ربنا يخليك لينا ويكتبلك في كل خطوة سلامة وخير يارب

................................................................... 

استيقظ مبكراً، لم ينم قط، يفكر في دنيته الصغيرة، وعاشقته المدللة، لم يجلس على مائدة الإفطار كعادته، رأته "مرام" فأسرعت عنده وقالت برجاء: 

_هتمشي من غير آكل أول مرة تعملها وتسيب عيلتك على الفطار بالله عليك انسى كل حاجه وتعالى

حملق بها بقسوة، ثم تأفف بقوة وقال: 

_من امتى وإنتي بتعرفي اللي بحبه ولا مش بحبه أصل لو بتعرفي كنتي قدرتي الحيوان اللي بتحبيه وبتقولي عليه راجلك بس أنا طلعت مش راجل بالنسبة لك

قاطعت حديثه حين وضعت يدها على فمه وقالت ببكاء: 

_لا يا حبيبي متقوليش كدا بالله عليك عشان خاطري

لم يرد عليها، تركها ورحل بعد أن صعد سيارته وحرك مكبحها وانطلق بها، شعرت "مرام" بالاستياء، تنهدت بقوةٍ وأسرعت للداخل حيث يتواجد الجميع، حدقت بها "دنيا" وقالت بآسف: 

_قالك إيه؟ 

هزت رأسها بلا ثم قالت بحنق: 

_مافيش يا "دنيا" 

نظرت إلى "صباح" بعد أن ردت على "دنيا" وأمرتها بـ: 

_يالا يا دادة هنروح بيت بابا ويومين ونرجع فيلا "جبل" 

فزعت "دنيا" حين قالت هكذا شعرت بان علاقة "مالك" و "مرام" تدمرت بسببها، سألتها بخوف: 

_هو حصل حاجة بينكم يا "مرام" 

هزت رأسها بلا ثم قالت بصراخ: 

_يالا يا دادة

قامت "دنيا" من الطاولة ثم أسرعت لغرفتها، بينما "ريناد" فشعرت بأنهم متخصماتان فلم تتحدث قط، كانت "عبير" في غرفتها لذلك لا تعلم ما الذي يحدث، قامت "صباح" و"سامية" ليجهزوا، ويستعدوا للمغادرة


‏................................................................... 

في منزل "لميس"

كانت "فوقية" تجلس في غرفتها تقكر في زيارة زوجها السابق، تريد أن تسأله عن الكثير من الأشياء، بتلك اللحظة دلفت "لميس" بعد أن دقت على الباب، وببسمة صغيرة قالت:

_حبيبتي بتعمل إيه؟ 

بادلتها الابتسامة وأجابتها بهدوء:

_مافيش يا بنتي بس قاعدة بفكر أروح لـ "جلال" عاوزة أسأله ليه بجد أنا تعبانة نفسي أروح لولادي وبارك لهم تعبت

رفعت "لميس" حاجبها بصدمة ثم رفضت كل ما تقوله لها:

_لا طبعاً يا عالم ممكن يعمل فيكي إيه؟ وبعدين أنا عاملة ليكي مفاجأة

رفعت رأسها بتمني وقالت لها برجاء:

_طب قولي بالله عليكي

ابتسمت لها وأجابتها بـ:

_"ملاك" قالت بعد ما "جبل" يروح الشغل هتيجي تشوفك ودا كان وعدها يا حلويتي

قامت من مكانها، أسرعت نحو دولابها لتخرج ما يناسبها لاستقبال "ملاك"، تحدثت بدموع الفرحة:

_بسرعة تعالي طلعيلي طقم حلو يا بنتي


...................................................................

في فيلا "جبل" 

استيقظ وهو يشعر بالألم وأن هناك حرارة شديدة تنتابه ولكنه عاند نفسه، ارتدى ملابسه، كانت يده مازلت تنزف ولكنه تحمل التعب، لا يريد أن يضعف أمام تلك المغرورة والعنيدة، انتبه بتلك اللحظة حين فتحت الباب، وكعادتها تتحدث كثيراً حيثُ كانت تقول: 

_أنا راحة عند "لميس" صاحبتي وهرجع بدري تمام 

رد عليها ببرود: 

_وليه بتقولي لي بقى طالما مخططة لدا

بنفسه نبرته قالت: 

_أصلك جوزي

رفع حاجبه باندهاش وقال بسخرية: 

_تصدقي كنت فاكر غير كدا طب طالما أنا جوزك مافيش خروج

حدقت به وكانت ستعنفه ولكنها انتبهت للدماء التي تتساقط من يده، ركزت به فشعرت بأنه مريض، نسيت بتلك اللحظة ما فعله، اقتربت منه، والدموع في مقلتيها لا تتوقف ثم قالت بهلع: 

_"جبل"!!!! 

...................................................................

يتبع

بقلم أميرة أنور

الفصلِ الثاني وعشرون


لم تستطيع "ملاك"  أن تمنع دموعها من الانهمار، برغم من كل شيء فعله معها إلا أنها لا تحب أن تجده مريض،  وخصوصاً بتلك الحالة،  بهلعٍ شديد وخوفٍ مريب أمسكت يده،  لم تشعر بنفسها ولا بتلقائيتها التي جعلتها تقبل يده وتسأله بفزعٍ: 


_هو إيه اللي حصل ها؟! 


استغربها بشدة، خوفها جعله يندهش، فعل بها الكثير ومازالت تقدره وتحبه، سحب يده من يدها برغم من دقات قلبه التي تزايدت بقوة حين أمسكته، يعلم بأنه سعيد من الداخل ولكن عقله يرفض التعلق بها، مازال يريد أن يحقق انتقامه، أصبح يريدها بشدة وزادت رغبته بها بعد قبلته لها ولكن بعد أن رفضته انتابه شعور الابتعاد عنها، فقط مسموح له الاقتراب حين تتعذب، رد عليها بقسوة:


_مافيش اتعورت من الكوباية ابعدي عني بقى مش عاوز اتكلم معاكي وابعدي عشان أروح الشغل


صرختَ في وجهه بانفعال قائلةٍ بغضبٍ:

_عورت نفسك وبعدين ما تشدش أيدك من أيدي ومافيش زفت شغل فاهم ولا لاء


_لاء

قالها ببرود شديد وتركها وعاد يقف أمام المرآة يضبط نفسه ويتأكد بأن مظهره لائق به،  أكمل كلامه بأمر: 


_همشي ياريت متخرجيش من الفيلا 


حدقت به ثم حدقت بباب الغرفة لتأتي في مخيلتها فكرة معينة،  ابتسمت له بخبث مما جعله يستغربها ويقول بتساؤل: 


_بتضحكي ليه؟؟ 


هزت رأسها بلا وكأنها تجيبه على سؤاله وتخبره فيه أن لا يوجد شيء،  تجاهلها وعاد ينظر لنفسه بالمرآة مرة آخرى، استغلت "ملاك"  الوضع وأسرعت نحو الباب،  قفلت عليهم بالمفتاح،  وضعته في جيب بنطالها، انتبه لها فتأفف بقوة وقال بحنق: 


_هاتي المفتاح يا "ملاك"  متعصبنيش 


رفعت حاجبها وبتمرد قالت: 

_لا مش هديهولك طبعاً 


تنهدت بقوةٍ محاولا إلا يغضب،  رد عليها بكل هدوء: 

_هاتي المفتاح 

_بقول لا


كان هذا ردها قبل أن تمسك يده وتجيره على الجلوس بأعلى الفراش،  أسرعت إلى الحمام لكي تجلب علبة الاسعافات الأولية،  ثم عادت له،  فتحتها وطهرت الجرح له،  وربطت يده، تجمعت الدموع مرة ثانية في عينها قائلةٍ برجاء: 


_ليه بتعمل كدا بعد إذنك لو سمحت متعملش في نفسك حاجة وحشة تاني حتى ولو كانت الخناقة معايا تعالى اتخانق عاوز تكسر الدنيا كسرها تمام مش عاوز خلاص بس أوعى تعور نفسك!!


حدق به حيث انجذب لحديثها، يفكر في الشيء التي صنعت منه، مختلفة كثيراً عن الجميع، حنيتها، اسلوبها، هي بالفعل ملاك، ولكن لا يريد أن يقع قلبه في حبها فتخدعه، أمه كانت تشبها كثيراً، دمعت عينه ولاول مرة، لايعرف ما الذي يريده، يشعر بالضياع الآن،  هل يميل ويبعد عن كل شيء أو يفضل صلب ولكن حتى الحديد يلين،  تنهد بقوة ثم قال بضيق: 


_خلاص يا "ملاك"  هقعد من الشغل انهاردة متشغليش بالك بيا قومي إنتي افطري ولو عاوزة تروحي شغلك روحي


استغربت هدوءه الشديد وانقلابه الغريب، ولكن أصرت على قرارها حيثُ قالت باصرار:

_مش هروح أي حتة دلوقتي هنزل أحضر لك الآكل إنت مش شايف إنك تعبان 


كان يتمنى أن تتركه حتى لا يتعلق بها ولكنها خايبت ظنونه. 

نزلت إلى المطبخ،  أمسكت هاتفها ثم أرسلت رسالة إلى "لميس"  تعتذر فيها عن عدم ذهبها لها،  شرحت لها ما حدث ما زوجها بالتفاصيل.  تركت الهاتف بعد أن وصلها رد صديقتها الموافق على اعتذارها والمتمني لزوجها السلامة والعافية


ظلت تتأمل المطبخ فهي لا تعرف معنى الطهي،  كل حياتها كانت في الدراسة،  لا تريد أن تهاتف "سامية"  أو "صباح"  جاءتها إحدى الخدم حين وجدتها شاردة،  سألتها بهدوء: 


_في حاجه يا فندم أقدر أساعدك بيها؟ 

انتبهت لها "ملاك"  وأجابتها بـ: 

_مافيش بس ساعديني هاتيلي فراخ من التلاجة هنعمل شربة خضار لو فيه خضار هاتي وقطعيه وأنا هكمل الباقي


أومأت الخادمة برأسها بطاعة ثم نفذت ما أمرتها به،  لتفتح "ملاك"  مواقع التواصل الاجتماعي وتبحث عن عمل شربة الخضار 


......................................................................... 


وصل "مالك"  لشركة "جبل"  صعد لمكتبه وقبل أن يدلف أمر السكرتيرة بـ: 

_في شاب "جبل"  بيه لسه معينه خليه يجليه اسمه "أحمد"  اتعين من يومين تقريباً 


هزت السكؤتيرة رأسها وقالت بعد أن أمسكت هاتفها: 

_تمام يا فندم دقيقة وهيكون عندك 


ابتسم بسمة مجاملة لها وتركها ودلف لمكتب صديقته والمسموح له بدخوله في أي وقت...

مر خمس دقائق وبالفعل دلف "أحمد" له، كان ينظر للأرض لا يتجرأ على رفع عينه، أول مرة يرأ "مالك" خفقات قلبه تؤلمة بشدة، يشعر بأنه عرف عن علاقته بابنة عمه شيء، وجاء حتى يدمرها، انتبه له حين قال بجدية:


_لأزم تبقى رأسك مرفوع مش في الأرض اللي بيحب حد بيبص في عين وكيل عروسته وبكل شجاعة بيقول بحبها أنا كدا حاسس إنك مش بتحب "دنيا"


انذهل مما يحدث، لقد علم "مالك" بما حدث، ولكن لما يقول هكذا ظن بأنه جاء ليفرقهم فقال بحد:


_لا بحبها وهفضل أحبها وأخاف عليها لحد ما أموت 


مط "مالك" شفتيه بهدوء ومن ثم رد عليه بسخرية:

_إنت واثق من نفسك أوي بقى؟


اقترب من المكتب ووضع يده بأعلى المكتب وقال بانفعالِ:

_جداً واثق من نفسي جداً


أخرج "مالك" من جيبه دفتر شيكاته، مضى عليه ثم قال بغرور:


_ الشيك على بياض اكتب اللي إنت حابه وهبني لك شركة تبني نفسك بنفسك بيها وابدأ عيش حياتك بعيد عنها وساعتها بنات الدنيا كلها هيكونوا تحت رجلك يا "أحمد"


قهقه "أحمد" بقوةٍ وسرعان ما تعلقت الدموع في عينها تحدث بغضبٍ بعد أن مزج تلك الورقة التي أخذها من "مالك":

_هي"دنيا" رخيصة أوي عندك دي دنيا في حد بيبع دنيته وحياته وكيانه والله لو عرض عليا فلوس الدنيا دي كلها والله ما هوافق أوعى تكون فاكر إني طمعان في فلوسك لا أبدا اللي بيغني هو اللي بيفقر يعني ياعالم بكرا عندك ولا عندي

صفق "مالك" له بيده ثم قال بضيق:

_برافو صدقتك أنا بقى وبعدين لو بتحبها وشايف إنك راجل وتستحقها روح وتكلم مع رجالتها مش تتكلم مع صحبتها


كور "أحمد" يده بقوة ثم رد عليه بانفعال:

_يمكن إنت اتولد وفي بوقك معلقة دهب بس جدك يمكن تعب جدا عشان يحقق الثروة دي فمتقللش منها وتذل بيها غيرك أنا مش عاوز "دنيا" تحس  إنها محتاجة لحاجة وأنا معاها


رفع "مالك" حاجبه بعدم فهم، لا يفهم ما الذي يريد أن يجعله يفهمه هو سأله عن شيء ويرد عليه بشيء آخر، تحدث بهدوء:


_مش فاهمك وضح كلامك لو سمحت!!


تزين ثغر "أحمد"  ببسمة السخرية ومن ثم أجابه باقتضاب: 

_حضرتك أنا لسه بابني نفسي فلما قابلتها وحبينا بعض هي طلبت اتقدم وأنا قولتلها لأزم ابني نفسي فكان رد فعلها هو أخبار "مرام"  خافت ساعتها لكون بكدب عليها لكن "مرام" عمرها ما قللت من شانك وكل مرة كانت بتحاول تساعد بس 


انهى حديثه واستدار حتى يغادر ولكن ما قاله "مالك" جعله ينصدم حيثُ قال:

_هتيجي تقرأ الفاتحة أمتى؟

التفت له بعدم تصديق حدق به، ابتلع ما في حلقه بتوتر ثم قال بتلعثم:

_قصدك إيه؟!


.........................................................................


_قصدك إيه؟

تلك الكلمة التي قالتها "فوقية" بصدمة حين أخبرتها "لميس" أن "ملاك" لن تأتي، جلست بفقدان امل واستمعت رد "لميس" حين قالت:

_مش هتنفع تيجي ابنك ياست قعدها وقالها احنا لسة في شهر العسل


ابتسمت لها ولكن ما في قلبها يشعر بغير ذلك تمنت ألا يكون هناك ما يصيب قلبها بالوجع، بينما "لميس" فحمدت ربها بأنها لم تشعر بكذبها، لا تريد أن تجعلها تبكي على ابنها المريض يكفى صديقتها المنزعجة على زوجها 

بتلك اللحظة رن جرس الباب، فانتفضت "فوقية" وقالت بهلفة:

_"ملاك"!!!

ولكن سرعان ما عادت تتذكر بأنها لن تأتي، شعرت بالإستياء، ظلت تلعن حظها الذي لا يقف معها قط.

أسرعت "لميس" حتى تفتح الباب فوجدت أن الطارق ليس إلا "مصطفى" الذي غمز لها بحب قائلاً بمزح:

_قمري كان نازل ولا حاجة أمشى بقى


ابتسمت بخجل ثم قالت بنفي لسؤاله: 

_لا يا "صاصا" ادخل يا حبيبي قاعدين


استغربها فهي لا ترتدي ملابس الخروج إلا حين تنزل أو يأتي لها أحد،  سألها بهدوء: 

_طب كنتِ راحة الشغل ولا حاجة 

_لا بس "ملاك"  كانت جاية ومش هتيجي لإنها قاعدة مع جوزها


كان ردها غريب بالنسبة له بل وكان صدمة شديدة،  صرخ باشتغراب: 

_ها اتجوزت امتى؟

قهقهت "لميس"  على ردت فعله الغريبة و أجابته بهدوء:

_كتبت كتابها أمبارح هي و "جبل" 

انكمش حاجبيه بغضب شديد، ثم قال بغضب:

_ومن أمتى وإحنا مش صحبها عشان تعمل كدا من غير ما تقول خلاص بقينا غرب عنها من ساعة ما دخل سي "جبل" حياتها براحتها تعمل اللي تعمله وأنا من النهاردة تعتبرني مش صاحبها


تنهدت "لميس" بقوة ثم سردت له مع حدث مع صديقتها وما قالته لها عن زيجتها وأضافت على كلمها بـ:


_بس يا سيدي هي ملهاش ذنب وكذا مرة أقولك يا "مصطفى" بلاش تتسرع في حكمك على ظروف غيرك


ابتسم "مصطفى" ثم قال بضيق حين تذكر علاقته معها فهي لم تكن مجرد صديقة:

_طب وإحنا أمتى بقى يا حلو


نظرت في الأرض بخجل وأجابته بيدها:

_بس بقى يا "مصطفى"


اندهش بقوة ثم قال باستفسار:

_لا بجد امتى أنا بقالي مدة مستني دا غير أنا مستني دراستك وإنك لسة بتكملي في طب وبتروحي تمارين في مستشفيات وأنا شغلت نفسي في السفر فممكن تقوليلي أمتى عشان أنا مش مستحمل البعد؟!


ابتسمت في وجهه ثم قالت بعشق:

_حدد معاد مع ماما بس استنى أما ربنا يكرم وطنط "فوقية" ربنا ييسر لها الحال


فتح عيته بصدمة، هو لا يعلم متى سيأتي هذا اليوم التي ستعود فيه "فوقية" لمنزلها ولحياتها، تحدث بغضب:


_هو إنتي كل مرة تطلعي بحجة قربت أحس إنك مش عاوزاني يا "لميس" بالله عليكي متاطلعي كل شوية بحاجة أنا زهقت عاوز أستقر أنا مستعد أروح  لـ "جبل" بس ننجز بقى


استمع حديثهم "فوفية" فاقتربت منهم وقالت:

_

.........................................................................

في فيلا ال "عزمي"


حاولت "دنيا" أن تقنع " مرام" بعدم الرحيل فقالت برجاء:

_بعد إذنك يا "مرام" ما تعنديش مع "مالك" لو ميشتي هيحس إنه ملهوش قيمة عندك وهيعاند أكتر بالله عليكي إسمعيني لو ليا غلاوة عندك 


ردت عليها "مرام" بضيق:

_أنا بعمل كدا عشان يعرف ياخد قراره وبعدين أنا حاسة إننا مش مرحب بينا 


استغربت "دنيا" من حديث صديقتها، كيف تقول هذا وهي تعلم بقوة أن هذا المنزل منزلها وأنها ستكون جزءاً منه قريباً، تحدثت بخفوتِ:


_ليه بتقولي كدا يا "مرام" برغم من إنك عارفة كويس إنك بالنسبة للبيت دا إيه


دمعت عين "مرام" ثم قالت ببكاء:

_لو كدا مكنتش مامتك اضيقت أمبارح ومكنتش قالت لدادة "سامية" و دادة "صباح" انهم يناموا مع المربية هنا برغم من إنها عارفة كويس إني أنا و"ملاك" بنعامل مربياتنا كويس جدا وينعتبرهم أمهاتنا


وضعت "دنيا" يدها على كتفها ثم قالت باعتذار 

_معلش يا حبيبتي واديكي نيمتيهم معاكي في الأوضة إيه المشكلة بقى


أكملت "مرام" حديثها بحزن:

_وأخوكي اللي عمره ما مشي من غير ما يفطر إلا إذا كان مضايق أو مش حابب الضيق اللي جاي


ابتسمت "دنيا" بهدوء ثم مسحت دموع "مرام" وقالت بحنو:

_يا حبيبتي مش لازم تاخدي كل حاجة على نفسيتك وبعدين استني اما يجي لاما هحس إني أنا السبب وبعدين هو بيحبك ازاي بقى هتكوني ضيفة تقيلة ولو إنتي حاسة بكدا يبقى استنى لحد ما يجي وتشوفي ردت فعله


هزت رأسها بلا وبدات تجهز نفسها بالفعل ولكن "دنيا" هاتفت ابن عمها حين دلفت "مرام" للمرحاض استغلت ذلك  وسردت له ما حدث حتى ياتي ويوقفها عما يحدث، أمرها حتى تشعلها وتوقفها عما تفعل وهو سيأتي في أقصى سرعة...

.........................................................................


أخبره بنبرة سريعة:

_نتكلم في العربية "مرام" هتمشي من البيت تعالى معايا

بالفعل نفذ كلامه وسار خلفه وخرج معه من الشركة، صعد كل منهم السيارة، ليبدأ "مالك"  في الحديث مرة أخرى'


_بص يا "أحمد" أنا معنديش مشكلة مع الفقير لإن كلنا كنا كدا بس حبيت اختبرك أنا معنديش مشكلة في جوازك وإذا كان على "دنيا" فهي طالما حبتك فصدقني هتكون مستعدة تعيش معاك في أي مكان وأنا واثق في كدا فلية أضيع في الوقت


ابتسم "أحمد" بالفعل كما قالت "دنيا" هو إنسان طيب القلب، حنون ويحب الخير، شعر بأنه خطأ في الحكم عليه، رد عليه بنبرة جادة و تحمل الشكر:


_شكرا بجد يا "مالك" بيـ...


قاطعه "مالك" بحد ثم قال:

_مش بيه هتكون واحد من العيلة وهتاخد بنتنا وإحنا بنعامل اللي بيتجوزوا بنتنا بتقدير عشان هيحافظوا عليهم لكن لو زعلاتها هضربك


قهقه "أحمد"  بقوة،  ثم أكمل حدييثه: 

_والله العظيم بقيت حساس إنك غالي عليا خايف أقول صاحبي أكون مش قد المقام


أوقف "مالك"   سيارته وضربه على كتفه بمزح وقال: 

_أخويا مش صاحبي وبقت معزتك زي "جبل"  المهم كمل كلامك شكل في مشكلة


هز رأسه وقال بضيق: 

_لأزم استنى سنتين أكون نفسي وأجيب لها شقة تعيش فيها وكمان شقة قصدنا عشان أخواتي يكونوا حنبي وعشان متزهقش منهم


رفع "مالك"  حاجبه ثم مط شفته لأمام وقال: 

_والله لو قولت  لـ "دنيا"  وموافقتش بخواتك فساعتها ممكن تعمل كدا والشقة سبها بظروفها ونشوف بس الإتفاق والقعدة بس دلوقتي مش عاوزك تقول لمامتها لما نروح أنا اللي هقولها


أومأ "أحمد"  برأسه يوافقه على كلامه،  عاد "مالك"  يقود السيارة بأقصى سرعة نحو منزله

.........................................................................


للتو انتهت من صنع شربة الخضار، لم تتذوقها جهزت فطار بسيط لها وله، أمسكت صنية الطعام وصعدت له، فتحت الباب، فوجدته يمسك رأسه يبدو أنها تؤلمه بشدة، أسرعت نحوه ووضعت الصنية على الكومود وسألته بلهفة:


_مالك يا  حبـ....


وقبل أن تكمل كلامها، تذكرت ما فعله فلم تكمل كلمتها ولكنه انتبه لها، شعر بالفرحة ولكن لم يعلق عليها، أشار نحو الطعام وقال:

_ليه مخلتش الخدامة تجيبه لحد هنا


ابتسمت له وقالت:

_ماما مكنتش بتخلي حد يدخل من الخدامين أوضة نومها ولا حتى دادة "سامية" بتقول إنها عالمها هي وبابا وأنا وبرغم من اللي بنا مش حابة دا حتى أنا اللي هنضفها وحتى لو مانمتش معاك في أوضة ولو انفصلنا هتفضل كياني 


            الفصل الثالث والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>