رواية النمر الجامح الفصل السابع والثامن والتاسع بقلم اميرة انور



 السابع والثامن والتاسع والعاشر 

 الفصل السابع.. 

(النمر_الجامح)...

قلم اميرة انور 

رفعت "مرام" رأسها لتنظر إلى المربية بحزنٍ شديد، تحدثت بيقين: 

_كدا أحسن يا دادة أنا مش عايزة أتجوز حد يشك فيا أو يقيدني ومش عاوزة حد يكون عارف حكايتي و"مالك" عارف حكايتي كلها يعني في أي وقت هيعيرني بيها

تنهدت المربية بحرارة لتجلس بعد ذلك أمامها وتمسكها من يديها وتقول بثقة: 

_لا يا "مرام" تفكيرك كدا غلط جداً يا بنتي يا حبيبتي هو من صغره عارفكوا ومتربي معاكي أكيد مش هيعمل اللي إنتي حطاه في دماغك فاهمتي

أومأت "مرام" برأسها بتفهم ولكنها قالت بضياع حيثُ أنها لا تعلم ما الذي يحدث معها: 

_بس هو مش بيحبني عارفة ليه لإنه شكاك واللي عمله قبل كدا لا يمكن أسامح عليه أنا كمان مش بحبه أبداً

ابتسمت المربية ثم أغمضت مقلتيها لتجعلها تطمأن تحدثت بهدوء: 

_يا حبيبة قلبي إنتي بلاش أفكارك دي وبعدين هو أنا اللي هقولك بتحبيه ولا لاء 

ردت عليها "مرام" دون تفكير: 

_لا مش بحبه خالص ولا هحبه ودا آخر كلام وعن إذنك يا داده

قامت من مكانها حتى تغادر ولكن أوقفتها المربية بسؤالها: 

_طب مش هتأكلي إنتي نزلتي الصبح قبل ما تفطري

_فطرت مع "دنيا" و... 

لم تكمل حديثها حيثُ رن هاتفها أمسكته وردت على الفور: 

_الو

استمعت للمتصل فقالت بهدوء: 

_كلمت "أحمد" متقلقيش خالص هيحصل اللي نفسك فيه يا روحي هساعدك لحد ماتتجوزي....! 

................................................................... 

خرج من الفيلا وصعد سيارته وهو يشعر بأن العصبية ستجعل جسده ينهار، كور يده وضربها على محرك السيارة ليقول بعدها بصراخ: 

_ليه يا "مرام" فعلا اللي خلف ما بيموتش ولا بيختفي إنتي نهيتي حبي الكبير ليكي... 

يتلك اللحظة توهم "مالك" بأن حبيبته تتكلم معه حيثُ أنه تخيلها وهي تبتسم بسخرية وتقول: 

_طب ما إنت بعتني وسمحت لنفسك تبعني إيه يا أخي لا وكمان بتشك فيا

أمسك "مالك" بيدها ثم قال بانفعال: 

_أنا بعتك لا بالعكس أنا كنت خايف عليكي مش أكتر وبعدين أنا عمري ما شكت فيكي

ردت عليه بعلو فلقد نفذ صبرها: 

_لا بتشك يا "مالك" عارف ليه عشان شكيت في حبي ليك أنا عمري ما هحب حد في حياتي غيرك إنت حب حياتي وطفولتي إنت كل حاجة ليا

ابتسم "مالك" من حديثها ليقول بعد ذلك بحب: 

_بجد يا "مرام" 

هزت "مرام" رأسها ليعود "مالك" ويقول بغضب: 

_بس مين "أحمد" دا أنا مش بشك فيكي بس بضايق أما بسمع اسم حد من بوقك بغير

قهقهت "مرام" بشدة ليفوق بعد ذلك على صياح أحدهم به قائلاً له بجموح: 

_يا بيه يا اللي مش عارف تسوق بلاش تخليه أبوك يجبلك عربية إنت كسرت لي العربية خالص....! 

تنهد بشدة ثم قال بحنق: 

_أنا مكنش قصدي بص أنا مستعد أدفع أي تكاليف للعربية 

ثم وبعد أن أنهى حديثه جلب من سيارته دفتر الشيكات الخاصة به ليكتب مبلغ كبير كتعويض له ويعطي له دون أن يعلم رأيه بالموضوع، حرك السيارة مرة ثانية وأنطلق بسرعة فائقة نحو منزله... 

................................................................... 

_هقولك ليه عشان هي فعلا خطبيبتي وكنا هنعلن كدا أصل هي يا "حمدي" بيه مش شمال وأنا بحب حريمي يكونوا بيحبوا السكك اليمين عندك أختي وبنات عم "مالك" صاحبي كلهم بيحبوا السكك النضيفة مش زي بنتك توتو لامؤخذه 

لم يستطيع "حمدي" التحمل أكثر من ذلك حيثُ أنه حرك النقطة التي يضعف منها وهي ابنته، صرخ بعنف به: 

_برا براااا إنت وهي غور في داهية يا "إبليس" إنت الشيطان اللي بيطلع لي كل شوية... 

ابتسم "جبل" بسعادة وقال باستفزاز: 

_الله طب حلو كويس إني إبليسك اللي بيخوفك متعرفش قد إيه فرحان دا إنت يا أخي خلتني أحب نفسي أوي شكراً 

عاد يصرخ الآخر بانفعال شديد حتى أنه كاد أن يضربهم: 

_بقول برا

أمسك "جبل" يد "ملاك" ثم قال بانتصار: 

_يالا يا غالية..! 

استغربت "ملاك" مما يفعل ولكنها صمتت حتى تخرج لأنها تعلم بأن ما قاله كان مجرد حديث في صالحها 

خرجان معا وما أن وصلا إلى السيارة تنفست "ملاك" براحة حيثُ كان هذا المنزل كجهنم بالنسبة لها، تنهدت بشدة حين قال "جبل" بسخرية: 

_لابس عريان ما هو يعني بذكائك يا لابس يا عريان يعني هيلبس جسمه 

ثم وبعد أن أنهى حديثه تذكر شيء، فعاد يقول بغضب: 

_وبعدين أنا مش قولتلك إني الراجل مش كويس ليه بقى مش بتحبي تسمعي الكلام 

أغمضت عينها بتعب لترد بعد ذلك بتوتر: 

_والله يا "جبل" كان لازم أعمل المقابلة يارتني سمعت كلامك بس أنا قولت أنا صحفية وبشوف حاجات كتير مش كويسة بس اللي شوفته إنهاردة مامرش عليا أبداً 

غمز لها "جبل" حين قال بخبث: 

_طب شوفيلك شغلانة تانية

إنكمش حاجبيها باستغراب لتقول بتساؤل: 

_قصدك إيه؟ 

رد عليها بثقة: 

_مش بحب مراتي تشتغل حاجة تتعبها وتخليها في حتة ممكن يحصل لها حاجة وحشة وهي موجودة فيها فهمتي قصدي 

رفعت حاجبها بغضب ثم رفعت سبابتها في وجهه بتحذير وقالت: 

_بقولك إيه إحنا بس صحاب تمام وبعدين أنا إفتكرتك بتهزر عشان تخليه يتعصب

ابتسم "جبل" بثقة ليقول بعد ذلك بيقين: 

_بصي يا "ملاك" كان لازم أعمل كدا عشان أنا عارف الراجل دا راجل معندوش دين ولا ملة فلما أقول إنك خطبتي يبقى لازم تكوني كدا وبعدين مش مهم نتجوز نجرب بس وأحب أقولك حاجة أنا معجب بيكي من يوم ما شوفتك بس كنت بكدب نفسي عشان كدا كنت بتخانق معاكي كتير... 

لم تصدق حديثه قط حيثُ قالت باستغراب: 

_دا إزاي أصل إنت يعني كنت هتقتلني وبعدين إنت لحد إنهاردة كنت كارهني وبعدين إحنا شوفنا بعد مرتين

رد عليها بثقة محاولٍ أن يقنعها بحديثه: 

_بصي يا "ملاك" هقولك على حاجة إحنا بس هنكون صحاب الفترة دي لحد ما تقنعي بيا ولو مش حاباني هنفضل صحاب

أومأت "ملاك" برأسها حيثُ كانت توافقه على الحديثه، بتلك اللحظة بعد أن وافقت على ما يقول أكمل حديثه بأمر: 

_طب إيه هنبات هنا يالا أروحك بقى وبليل نتقابل عزمك ونتمشى شوية

ابتسمت "ملاك" بحب ثم قالت بقبول: 

_وأنا قبلت العزيمة. 

حدق بها "جبل" بنظرات غريبة لا أحد يعلمها هل هي نظرات العشق أم نظرات الخداع

....................................................................... 

في شركة المنشاوي.. 

كان "جلال" المنشاوي يجلس بمكتبه والغضب يملأ وجهه، تحدث بجموح مع السكرتيرة: 

_عاوزة إيه مش قولت محدش يدخل عليا في الوقت دا ولا لازم أرفض حد منكم عشان تفهموا

ردت عليه بعد أن أصيبت برعشةٍ جعلت جسدها ينتفض: 

_يا فندم بأكد على حضرتك الحجز بتاع السفر

_مسافر متزفت خلاص برا بقى

وبالفعل خرجت الموظفة الخاصة به ليتحدث بعد ذلك بغضب في الهاتف: 

_وإنت إزاي محاولتش تتصرف شوفلك حل إن شاء الله يكون بفلوس الدنيا كلها مستعد أدفعهم إنت عارف لو "مرام" أو "جبل" عرفوا أنا ممكن أخسرهم وهخسر كمان كل حاجة.. 

بعد أن أنهى حديثه سمع حديث المتصل ليغلق بعد ذلك الهاتف، لا يعلم ما الحل حتى يقوم به ظل يتحدث مع نفسه: 

_دي هتكون مصيبة لازم الموضوع دا ينتهي بالقتل دا الحل الوحيد عشان نخلص... 

بهذة اللحظة رن هاتفه، نظر إلى شاشة الهاتف ليقوم بعدها من مكانه ويرد في سرعة: 

_إلحقيني في مصيبة 

ردت عليه المتصلة وقالت بحدة: 

_مش أكتر من المصيبة اللي عندي يا "جلال" 

رفع "جلال" حاجبه باستغراب ثم قال بحنق: 

_هو لسه في مصايب تاني لا كدا كتير والله الوحد تعب قولي يا ست المصيبة اللي عندك خلينا أخدهم مرة واحدة 

أردفت لتكمل ما بدأت في قوله: 

_الصحفية "ملاك" اللي جت العزاء بتاع "عزمي" واللي قولتلي هتعمل مقابلة مع "جبل" 

_مالها؟ 

قهقهت بشدة على سذاجته لتقول بعد ذلك بانفعال: 

_طلعت بنت "ناصر" و "هدى" 

صرخ "جلال" بجموح: 

_إيه يانهار أسود البت دي لازم تموت أنا مكنتش أعرف عنها حاجة بعد ما المربية أخدتها كويس إن "جبل" مش حاببها

قهقهت المتصلة بسخرية لتقول بعد ذلك: 

_أوه لا والله إبنك كان باين عليه إنه عاوزها مش عشان أعجب بيها بس هو ماعجبش لا هو عشان كان كل واحد فيهم بيببص للتاني نظرة تحدي فهو مش عاوز أي بنت تتحدى "جبل" المنشاوي 

ابتلع ما في حلقه بتوتر ثم قال بتلعثم: 

_يعني "جبل" ممكن يتجوزها طب و "دنيا" أنا حاطط عيني على حد من عيلة "عزمي" 

ضحكت بشدة ثم قالت بيقين: 

_بص يا "جلال" ابنك لو حط في دماغه الجواز فهيتجوزها حتى غصب عنها فخليه وهو أصلاً مش هيحبها هيوريها اللي عمرها ما تستحمله ويكون سهل قتلها فهمت

رد عليه بعدم إقتناع: 

_ماشي بس إفرضي إن البنت دي رجعت عشان تنتقم وإفرضي هو إتعلق بيها هنعمل إيه ساعتها

_كدا كدا هنقتلها وهي وجودها ممكن يكون مكسب

....................................................................

وصل الفيلا الخاصة به ليدخلها وينادي أهله:

_"دنيا" "ريناد" طنط "عبير"

اجتمع الجميع فوراً فعاد يقول بصرامة:

_جهزتوا

ردت عليه "عبير" ببسمة صغيرة:

_أيوا يا حبيبي!

هز رأسه ليقول بعد ذلك بأمر:

_تمام العربيات برا روحوا عليها

اتجهت "عبير" ومعها "ريناد" حيثُ كانوا ينفذان أمره، كانت "دنيا" ستفعل مثلهم ولكنه أوقفها حين قال:

_"دنيا" عاوزك في حاجة

توقفت عن السير، شعرت بأنه سجعلهم يبقوا في المنزل، ابتسمت بسعادة حين استدارت له تحدثت بفرحة:

_كنت عارفة إنك هترجع في كلامك صح طب ليه خلتهم يروحوا على العربية هناديهم بسرعة

جاءت حتى ترحل ولكن بعد أن طال صمته قال بحد: 

_أقفي يا "دنيا" قراري مش هيتغير

وبالفعل توقفت عن السير بفقدان أمل، نظرت له بضيق ثم قالت:

_طب عاوزني في إيه؟

تنهد بقوة ثم قال بعد أن أمسك يدها:

_هتردي بصراحة

أومأت برأسها باستغراب ثم قالت بتوتر:

_أيوا بس قول لي في إيه.؟

أردف بخوف مما يدور في رأسه:

_"مرام" بتحب حد

هزت برأسها ببسمة صغيرة:

_أيوا

جذ على أنيابه بقوة تمنى أن يذهب ويقتلها، أحمرت عينه من شدة الغضب، تحدث بجموح:

_طب روحي يالا على العربية

وضعت "دنيا" يدها على كتفه وقالت بابتسامة: 

_بس بتحبك إنت من وإنت صغير بس إنت السبب اللي عملته خليتها تبني حاجز كبير بينكوا عرفت ليه بقى

كان لا يصدق حديثها، هو يعلم بأنها تحبه ولكن من يكون هذا الذي تحدثت عنه وكانت تجلس معه في المطعم، من يكون لتدافع عنه هكذا، تحدث بهدوء:

_طب ماتعرفيش أي حد في حياتها

_لا

هز برأسه ثم قال بخبث:

_تمام حلو أوي هتشوفي هعمل إيه؟

..........................................................................

_موافقه

قالتها بهلع شديد، لتمسك بعد ذلك "لميس" يدها وتقول بثقة: 

_إنتي صبرتي وربنا هيحقق كل أمنياتك وهيخرجك وصدقيني يا طنط هترجعي لحياتك

شعرت "فوقية" بمصداقية حديثها، تنهدتت بقوة ثم قالت بعد أن حاولت أن ترسم بسمة ولكنها كانت يملأها الخوف: 

_مصدقاكي بس أوعدني يا دكتورة

أمسكت "لميس" يدها وقالت بيقين: 

_بوعدك

صمتت قليلاً عن الحديث مما جعل "فوقية" تقلق بشدة وتسألها عنـ: 

_سكتي ليه في حاجة 

ابتسمت "لميس" قبل أن تقول بقوة: 

_هما أكيد هيحاولوا يقتلوني بس متخافيش يا طنط أنا مش هيهمني حياتي أكتر من إني أنقذ شخص من أيدهم أنا هتكلم عنهم وبعت رسالة لحد بصورتك وحالاتك والحد دا هو اللي هيقوم بالفضيحة كل اللي عاوزاه منك تحكيلي كل حاجة وليه بيعملوا معاكي كدا.. 

أغمضت "فوقية" عينها بشدة حيثُ أنها لا تريد أن تعلم ما حدث كل ما قالته: 

_عارفة أما تعرفي إن صاحبة حياتك بتخونك وإن جوزك حب عمرك أناني وبرغم من حبه ليكي خلاكي زي الميتة عشان الفلوس هو مش عاوز يموتني للدرجة إن بيجي كل أسبوع يقعد ويكلمني ويعتذر ليا ويقولي هفضل أحبك وأنا حطيتك هنا عشان متهربيش مني

استغربت "لميس" من حديثها فكيف له أن يفعل هكذا بحبيبته، الحب يعني التضحية، كيف له أن يفرط بها هكذا، تمنت أن تقتله، أخرجت أنفاسها التي تراكمت بداخل قلبها لتقول بعد ذلك بتساؤل: 

_طب يا طنط ليه يعمل كدا 

_عشان أنا كنت هسيبه وهو عاوزني أكون متقيدة عشان كدا كنت باخد جلسات كهرباء كعقاب لما أكون بحاول أهرب لكن هو محاولش يجنني عشان أفضل متذكرة وجوده 

هزت "لميس" رأسها بتفهم لتقول بعد ذلك باستفسار: 

_جاي إمتى؟ 

_ يوم السبت 

أومأت برأسها ثم قالت لها: 

_

....................................................................................

وصل إلى منزلها، تحدث معها بـ: 

_متقلقيش هخليه السواق يجبلك العربية هنا

ابتسمت له لتهز بعد ذلك برأسها وقالت بنبرة رقيقة: 

_تمام مافيش مشكلة خلي بالك من نفسك

ابتسم "جبل" ليقول بعد أن غمز لها: 

_طب بذمتك مش عاوزاني أعجب بيكي تعرفي أنا محدش سألني قبل كدا عن نفسي 

ابتسمت له ثم قالت بضيق مصطنع: 

_إنت مش بتدي لحد فرصة عشان يقولك أصلاً أنا والله خايفة من الصداقة لتيحي بكرا تقول لي أنا مش بصحاب تاني يوم

قهقه عليها بشدة حيثُ أنها كانت تتحدث وهي تمثل صوته وحركاته كانت تشبه الأطفال، رد عليها بحب: 

_إنتي غيرهم يا قمري وبعدين وبرغم الخناق والكره اللي كان بنا إنتي الوحيدة اللي طلبتها للجواز يعني متخافيش مني 

ابتسمت له ثم قالت بخوف: 

_طب يالا عشان "سوسو" ممكن تقتلني بقى لإني اتاخرت وهي كانت حاسة إني هتعب إنهاردة 

رفع يده ليحذرها بـ: 

_سـاعة تكوني لبستي وأنا أكون جهزت مش عاوز تأخير يا حلوتي 

إنحنت "ملاك" قليلاً لتقول بطاعة: 

_تؤمر بحاجة تاني يا سلطان 

ابتسم لها ثم قال بأمر: 

_بلاش ضيق ولا قصير مش بحب اللي مني يلبس حاجة ملفتة

نظرت له باستغراب ثم قالت: 

_ليه هو كان فيه حد بيلبس ضيق وهو خارج معاك

_البنات الشمال وإنتي مش شمال

بتلك اللحظة كانت سترد عليه ولكنها سمعت المربية الخاصة بها تقول بحد: 

_"ملاك"

رفعت رقبتها لتنظر لها لتجدها تقول بصرامة: 

_إطلعي! 

_حاضر

في سرعة قالت: 

_هطلع لاحسن أتسلخ يالا سلام

_سلام

.........................................................................

وصلت سيارة "مالك" إلى المنزل الجديد والذي يكون ملك لعائلته قريب من منزل "جبل" ومنزل "جلال" المنشاوي حيثُ وبرغم الخلاف الذي يحدث بين "جبل" وأبيه بسبب بعده عن المنزل إلا أن "جبل" فضل أن يكون قريب منهم حتى يرى شقيقته دائماً وحين يريد ألا يعرف والده شيءٍ عنه يخفي نفسه في أحد المنازل الذي يمتلكها، كانت بتلك اللحظة "مرام" تسير بالخارج ومعها إحدى أصدقائها، ابتسمت حين وجدت "دنيا" تنزل من السيارة وتجهز لكي تدخل المنزل المقابل لمنزلها ابتسمت بسعادة واتجهت نحوها: 

_وأخيراً رجعتي تاني أنا فرحانة إننا هنكون مع بعض

ابتسمت "دنيا" وقالت بحب: 

_برغم إني عاوزة أقعد في بيت جدو التاني بس وجودك هنا مفرحني 

بتلك اللحظة سمعت كل منهم مكالمة "مالك" مع أحدهم والذي كان يقول فيها بصوت عالي وخبث: 

_لا يا حبيبتي ملكيش دعوة أنا هحلها حددي بس معاد مع عمي عشان قراية الفاتحة وبعد أربعين جدي نعمل الخطوبة

نظرت له "مرام" فتذكرت مع حدث معها منذ هذا الصباح إلى الآن شعرت بالغيرة تنهش قلبها كانت تريد أن تعلم مع من يتحدث وهل ما يقوله صحيح، يريد أن يجعلها تغير أم إنه لا يريدها بحياته، تحدثت بعد أن جذت على نواجذها بجبروت: 

_طيب يا "دنيا" إنتوا تعبانين هروح أنا أتمشى ونتقابل على الساعة عشرة كدا عندي لإني دلوقتي هروح أجيب شبسي سلام... 

ابتسم "مالك" بانتصار ثم قال بصوت خافض: 

_اللي جاية هيكون أحسن 

.......................................................................

صرخت "سامية" في وجهه بغضب: 

_أي حد من عيلة المنشاوي متقابلهمش فاهمة ولا "جبل" ولا "جلال" المنشاوي فاهمة

استغربت "ملاك" من أفعالها فقالت بتساؤل: 

_ليه يادادة وبعدين عندي عمل معاه 

رفعت "سامية" سبابتها بهدوء لتقول بعد ذلك بتحذير: 

_كلمتي لازم تتسمع مش عاوزة أشوفك مع الراجل دا 

مازالت "ملاك" عند رأيها حيثُ قالت بصرامة: 

_عمري ما بعرف أعامل حد وحش وأنا مش عارفة السبب هتقولي هبعد وخلي بالك بقينا صحاب وكمان طالبني للجواز وأنقذ حياتي النهاردة وأنا هوافق لو حسيت براحة

ضربت "سامية" بيدها على صدرها ثم قالت بصراخ: 

_لا يمكن يحصل أبداً 

_ليه 

_كدا وخلاص

أومأت "ملاك" برأسها لتقول بعد ذلك ببرود: 

_ هسمع الكلام أما تكوني مستعدة تقول لي ليه همشي بقى لإنه مستنيني تحت عشان هأكل برا عن إذنك

نزلت من المنزل بعد أن أستعدت وأرتدت فستان لونه بنفسجي وعقدت شعرها كذيل الحصان، رأها "جبل" فقال بنبهار: 

_بجد إيه الجمال دا

ابتسمت بسمة صغيرة وقالت: 

_تسلم

صعدت السيارة معه لينطلق إلى أقرب مطعم، تم تجهيز طاولة خاصة لهم، جلست عليها أما هو فجلس ولكن كان يعطي الأوامر للعامل، كانت تنظرت له بميول، لا تعلم ما الذي يشدها هكذا لتحملق لمقلتيه، لم تستطيع أن تسمع حديثه إلا حين وضع يده على معصمها وقال بصراخ: 

_يا بنتي مالك سرحتي في إيه؟ 

فاقت من هذه النظرات والتي كانت ستقعها في خطأ، عاد يسألها مرة أخرى: 

_"ملاك" مالك يا "ملاك" 

أغمضت حدقتها بخجلٍ جم، لترد بعد ذلك بـ: 

_لا ولا حاجة أبداً 

أخرجت أنفاسها برأحة بعد أن رأته لم يلقى عليها أي سؤال آخر، حيثُ أنها لا تحب الكذب فماذا كانت ستقول له، أتقول أعجبت بعينك فجذبتني لك ولم أستطيع ألا أنظر لها

أفاقها "جبل" من حديثها مع نفسها بسؤاله: 

_تشربي إيه

ابتسمت له وقالت بتفكير: 

_أممم مش عـ.... 

وقبل أن تكمل حديثها قاطعها أحدهم والذي كان خلفها حين قال بثقة: 

_عصير ليمون بنعنان مشروبها المفضل أو مثلا يعني أي حاجة بيحبوها الأطفال أصلها طفلة

استغرب "جبل" حتى أنه كان سيقوم ويضربه حيثُ فكر بأنه شاب يغازلها ولكن حين حدق في "ملاك" وجدها تبتسم مما دفعه أن يقول: 

_مين دا

_مصطفى صديقي

................................................... 

يتبع... 

بقلمي أميرة أنور

الفصل الثامن 

_النمر الجامح_

رفع "جبل" حاجبه باندهاش ثم قال ببرود مصطنع: 

_والله يا صلاة النبي 

وقفت "ملاك" على الفور حتى ترحب بصديق طفولتها المقرب، أشارت له حتى يجلس على المقعد المجور لها، مما جعل "جبل" يقول بصوت منخفض: 

_ماشي أنا هقفل المطعم دا عشان حطوا كرسي تاني ليك يا حيوان

فاق على صوت "مصطفى الذي كان يقول بتواضع: 

_مش عاوز أكون تقيل عليكم وبعدين شكل الأستاذ عاوزك يعني

رد عليه" جبل" بحنق: 

_الصراحة إنتي بتفهم أصل الكرسي الزيادة دا مش خاص بالطرابيزة بتاعتنا هو الموظف هنا فهم الموضوع غلط أنا طلبت كرسين بس 

حدقت به "ملاك" بغيظ حيثُ أنه أخجل صديقها، تحدثت بصوت خافض: 

_رجع لقلة الذوق

تحدثت بهدوء معه وقالت: 

_"جبل" أكيد بتهزر دمك خفيف حبيبي الكل عارفين إنك بتهزر بس عيب "مصطفى" مش عارف

هز "جبل" رأسه ببرود ليقول بعد ذلك بسخرية: 

_لا لو أعرف إنك جاي أنا كنت حجزت كل المطعم الغالي عند "ملاك" يبقى غالي عندي

ابتسم "مصطفى" عليه ليحدق بـ "ملاك" ويسألها عـنـ: 

_وهو بقى ااا اسمه إيه قولتي

كان يشير إلى "جبل" بيده لذلك رد عليه بغيظ: 

_"جبل " المنشاوي ياااا اسمه إيه قولتي. 

ضيقت "ملاك" عينها شعرت بالضيق من تمردهم وأسلوبهم مع بعضهم، تحدثت بخفوض: 

_"مصطفى "

انتباها أحساس بأن هذا الغداء سيكون ممل، انتبهت إلى سؤال "مصطفى" لها: 

_وعلاقتك مع "جبل" علاقة عمل بس

ردت عليه ببسمة صغيرة: 

_لا صـ... 

وقبل أن تكمل هذه الكلمة رد "جبل" الذي كان يراقب حركة شفتيها: 

_خطبها وقريبا جوزها وما بعد قريباً أبو عيالها الا قول لي صحيح إنت كنت جاي تقابل حد تتعشا مع حد ولا كنت حاسس إنك هتقابلنا

تذكر "مصطفى" ما جاء له ليقول بعد ذلك بصراخ:

_أوبس نسيت!

مما دفع "جبل" أن يقول بسخرية بعد كلمته هذه:

_ما هو إنت نازل رغي المفروض تشكرني عشان فكرتك يالا روح بقى شوف اللي نسيته..

حدقت به "ملاك" بتحذير ثم عادت تحملق لصديقها قائلاً له:

_بيهزر إنت لازم تأخد عليه المهم نسيت إيه

ضرب "مصطفى" يده على رأسه ليرد بعد ذلك عليها بنبرة مستجلة:

_لا ولا يهمه بس أنا نسيت إن في مقابلة عمل مهمة 

_أيوا طب يالا عشان الوقت الشاطر في شغله هو اللي يظبط ساعته.. 

هذا ما قاله "جبل" بأسلوب مستفز لدرجة التي جعلت "مصطفى" يخجل، كان سيمد يده ليصافح "ملاك" ويرحل ولكن "جبل" أمسك يده وقال: 

_صدفة مكنتش أعرف إنها هتأثر فيا كدا والله 

شعرت "ملاك" بأن هناك كارثة ستحدث إذا فضل "مصطفى" أكثر من ذلك، ابتسمت بهدوء لتقول بعد ذلك: 

_تمام يا "صاصا" هكلمك وأكيد هنتقابل كتير داده أما تعرف إنك جيت من السفر أكيد هتعزمك على الغداء

تنهد "مصطفى" بعد أن رسم على وجهه بسمة صغيرة قائلاً لها بحب: 

_سلملي عليها كتير وحشتني

ابتسمت له بينما "جبل" فجحظ بمقلتيه ينظر لها بغضب شديد، رحل "مصطفى" من الطاولة الخاصة بها ىينفجر "جبل" بها ويقول بغضب: 

_مين دا بقى وإزاي "صاصا" دا ! 

ردت عليه بانفعال: 

_إزاي تعمل كدا يا "جبل" فيه إنت عارف إنه دا صديق طفولتي..! 

فتح "جبل" فمه باندهاش ثم قال بنرفزة: 

_يعني إيه يعني صديق طفولتك مفيش في قاموسي الكلام دا

استغربت مما يقول كانت سترد عليه ولكن موظف المطعم قاطع أحبال ردها حيث كان يقول بتساؤل: 

_يا فندم هتختاروا إيه؟ 

نظرت له "ملاك" بحد لتقول بعد ذلك بضيق: 

_مش هنأكل ولا هنشرب حاجة الغداء والشرب إتلغوا

حدق بها "جبل" بغيظ شديد، ضرب بيده على المنضدة وقال بجموح: 

_وإنتي ليه تحددي ياهانم هو أنا كيس جوافة هنا

_كرهت المطعم 

_وأنا كمان وكل دا بسبب "مصطفى" صديق الطفولة ياختي 

لم تتحمل "ملاك" أكثر من ذلك مما جعلها تندفع وتأخذ حقيبتها وترحل، قام "جبل" ليلاحقها ولكن وقوف الموظف يقاطع طريقه مما جعله يدفعه بقوة ويقول بانزعاج: 

_وسع من وشي يا أخي

أسرع ورأها ليجدها تنتظر سيارة أجرة لتجعلها تصل إلى المنزل، اتجه إليها في سرعة ليقول بغضب: 

_إيه اللي مشاكي إنتي عارفة أنا لغيت إيه عشانك إيه اللي خلاكي تقلبي كدا

.....................................................................................

مازال "حمدي" غاضب ما حدث جعل رأسه تفيق لمدة كبيرة وستظل هكذا أسبوع أيضاً، نزلت زوجته وهي تشعر بألم شديد في رأسها، توجعت بقوة فتحدث بـ: 

_اااه

حدق بها "حمدي" بغضب شديد ثم قال بانفعال مريب: 

_إنتي السبب شربتيني وعملنا حاجات ما تتعمليش

رفعت حاجبها باستغراب لتقول بعد ذلك بتساؤل: 

_ليه عملنا إيه 

_قولي ما عملناش إيه

سرد لها ما حدث لتشعر بالغباء الشديد من نفسها، أغضمت عيناها بهدوء ثم قالت بخبث: 

_بلاش تضايق نفسك يا روح قلبي نقتلها مش هيحصلنا حاجة يعني

هز رأسه برفض ليقول بعد ذلك بضيق: 

_لا أكيد هو هيشك فينا بس البنت دي بقت في دماغي لإنه كمان أعجب بيها وفضلها عن بنتي دا قال بنتك شمال

قامت زوجته من مكانها متجه نحوه لتجلس بجانبه ثم تقترب رويداً رويدا منه لتقبله بقوة قبلة وقتها دقيقة قطعت أنفاسهم بها، ابتعد عنها قليلا ليقول بتلعث: 

_هو دا اللي مخلينا نروح في داهية والله إنتي عارفة والله العظيم بحبك بس ياريت جمالك دا ما يطلعش غير بليل في أوضتنا

قهقهت بشدة لتقول بعد ذلك بحب: 

_ حبيبت قلبك هترجع ونأخد حقها كدا إحنا عرفنا نقطة ضعف "جبل" سيبك من أخته وأخوات "مالك" 

رد عليها بخبث: 

_"ملاك" 

أومأت برأسها بشر لم يتوقع أحد أن تحمله فتاة من جنس حواء قط، تحدثت بحقد: 

_"ملاك" الصحفية المشهورة الناجحة 

اتجهت نحوهه ثم وضعت يدها على منكبيه وقالت بنبرة لئيمة: 

_وبعدين يا حبي إنت برضه من حقك تدلع مع حد غير حتى لو ليلة واحدة أنا عارفة إني حبيبتك الوحيدة بس برضه وساعتها صورتين حلوين وهي في   حضنك يتبعته ليه ويتنشروا كدا "زوجة راجل الأعمال المشهور" جبل" المنشاوي والملقب بالنمر الجامح في حضن عشقها والذي يكون المنافس الأكبر لزوجها... 

ابتسم على تفكيرها ثم قال بثقة: 

_شيطان مراتي شيطانة على هيئة برنسيسة بجد أنا محظوظ بيكي

إنحنت قليلاً كعلامة تحترمه بها على مدحه تحدثت بتواضع: 

_أشكرك يا عمري وبعدين أنا كدا عشان إنت حبيبي أنا

لم يستطيع أن يتحمل طريقتها في الحديث والتي أشعلت جمرة الشوق في قلبه، غمز لها وبعد ذلك قال باشتياق: 

_كنا بنقول إيه الصبح قبل ما الخدامة تدخل وتقول على "ملاك" 

تقدمت نحوه بدلال ثم وبصوت هامس قالت: 

_كنا بنقول كلام في الحب بيني وبينك 

ابتسم ثم ضغط بعد ذلك  بنواجذه على شفتيه ويقول بصوت منخفض يزيد من جمر الحب: 

_كلام إيه دا؟ 

وضعت يدها على شفتيه وقالت بعد أن قهقهت بشدة: 

_هش عشان محدش يسمعنا ويقاطعنا زي الصبح تعالى أوضتنا أحسن

ضرب بيده على رأسه ثم قال بتذكر: 

_أيوا صح بس أقولك على حاجة الغولة اللي دايما بتقاطعنا تعبانة من الرصاصة ومحدش غيرها بيقاطعنا

ظلت تتسحب للخلف لتبتعد عنه وتهرول بعد ذلك إلى غرفتهم وهي تقول بعلو: 

_طب يالا بقى يا شطوري تعالى ورايا لأزعل منك يا روحي

.......................................................................................

جلس الجميع حول مائدة الغداء، تأكد "مالك" بأن أغراضهم تم توضيبها من قبل الخدم، بتلك اللحظة كانت "ريناد" ستمد يدها حتى تأكل ولكن "مالك" صرخ بها بغضب: 

"ريناد"! 

انفزعت الصغيرة من تصرفه، ردت عليه بصوت شبه باكي: 

_نعم يا أبيه مأكلش بس أنا جعانة أوي

تنهد بشدة ثم نظر لإحدى الخدم وقال بأمر: 

_كل من الأطباق كلها لو سمحت 

ثم وبعد ذلك نظر إلى" ريناد" وقال بحب: 

_لا يا حبيبتي كلي بس أنا بقيت أخاف عليكم من أي حاجة جدي مات وإنتوا بقيتوا مسؤليتي عشان كدا خايف عليكم فهمتي

أومأت برأسها وهي لا تفهم شيء فعلت هذا لأنها تقتنع بحديثه وليس إلا.. 

ظلت زوجة عمه تنظر له مما جعله يقول بهدوء: 

_في حاجة يا طنط

هزت برأسه وهي تقول بحنق: 

_آااه فيه إنت مش طبيعي يا حبيبي الآكل بتخليه حد يدوقه 

تأفف "مالك" بشدة ليقول بعد ذلك بحنو: 

_خايف عليكم وأعملوا حسابكم كل أسبوع هنعمل تحاليل

صرخت بتلك اللحظة "دنيا" التي قالت بضيق: 

_لا كدا كتير أنا بستحمل تحاليل كل شهر بالعافية يعني كدا هنعاملها أربع مرات بالشهر ولعت منك دي يا "مالك" 

نظر لها "مالك" بحد ليقول بغضب: 

_مش بمزاجك ويالا كلي 

بدأ الجميع في تناول الطعام، في هذا الوقت رن جرس الباب ليفتح أحد الخدم ويقول بترحيب: 

_إتفضلي يا "مرام" هانم

دخلت "مرام" ليقول "مالك" باستفزاز: 

_إيه يا آنسة "مرام" ظابطة وقتك على معاد آكلنا

شعرت "مرام" بالحرج من حديثه فقالت بهدوء: 

_لا مش كدا أنا أصلاً مش جعانة وهأكل باقي الحاجة الحلوة بتاعتي اللي جبتها من السوبر ماركت وأنا آسفة إني جيت عن إذنكم

وقبل أن تتجه نحو الباب نظرت إلى "دنيا" وقالت بحنق: 

_"دودي هروح عند "كريم" شوية أما تخلصي رني عليا عشان أجي وتقعدي معايا لإني خايفة أقعد وحدي

جحظت عين "مالك" حين سمع أسم هذا البغيض "كريم" صرخ بغضب: 

_مين "كريم" دا

لم تعطي له أي إنتباه لتبدأ تسير نحو الباب ولكنه يقوم وبغضب شديد يمسكها من معصمها ويقول بحد: 

_هو إيه اللي قاعدة لوحدك مش داده معاكي وبعدين إيه مش بكلمك

حدقت به "مرام" وأجابته ببعض الكلمات البسيطة حيثُ كانت تشعر بالتعب الشديد: 

_داده مش هنا 

استغرب "مالك" ردها البسيط فعاد يقول بتساؤل: 

_راحت فين؟ 

_إبن أختها عمل حادثة وهي سابتني والخدمين وأخدين أجازة عشان كنت هنام عند "جبل" وبابا مسافر فأنا بخاف أقعد لوحدي فقولت عقبال ما "جبل" يجي أقعد هنا أو أخد "دنيا" تقعد معايا فعقبال ما تخلص هروح عن "كريم" 

جذ "مالك" على أنيابه بغضب شديد ثم قال بنرفزة: 

_بلاش تعصبيني مين "كريم" دا

لم تجاوبه حيثُ أجابته إبنه عمه لتجعله يستريح: 

_"كريم" حفيد طنط حكمت "مرام" بتحب تروح تقعد معاه لإنه طفل جميل ومكملش خمس سنين

أخرج أنفاسه براحة شديدة ولكنه غار حتى لو كان إبنه منها سيغار هو لايريد أن يأخذها أحد منه يغار من أي شيء تلامس بأيدها حتى من شقيقها يغار، تأفف بشدة ثم قال بصلابة مصطنعة: 

_أكلتي إيه..؟ 

لم ترد عليه فعاد يلقي سؤاله فلم تجاوبه، لم يستطيع أن يسألها أو يعانفها حيثُ أخرج هاتفه وهاتف المربية الخاصة بها.. 

.................................................................... 

سترحل من هذا العالم المظلم، ستعود إلى النور، ستبتسم من جديد، سترأ أحبائها، ستنتقم من هؤلاء الذين دمرها والذين كان أقوى من الحب التي تحمله لذلك إنتصروا عليها بشدة، هذا كان تفكيرها، تنهدت بشدة لتقول بهدوء: 

_خير والدكتورة "لميس" هتحلها وهتكون غيرهم نفسي أرجع للحرية بقى 

أغمضت عينها بشدة لتنزل من مقلتيها دمعة يتيمة لا يرافقها صديق ولا شقيق، فتحت عينها وسألت نفسها: 

_تفتكري يا "فوقية" لسه بتحبيه

هذا السؤال ما كان لنفسها ولا خرج من فمها هذا السؤال ما كان إلا من القلب ليسمعه العقل الذي بدأ يتحكم في هذه العواطف والذي جعلها تصرخ بقوة: 

_لا يا "فوقية" أيوا لا وألف لا كمان اللي يخليكي في مكان مع ناس غير عاقلين متعرفش تتكلميه مع حد فيهم يبقى حرام فيه حبك اللي يحرمك من كلمة أم يبقى عمره ما كان حبيبك اللي يحارب عشان تتجنني يبقى عمره ما حبك برغم من إنه مكنش عاوزك تنسيه بس هو مجننكيش هو سبب جرح في قلبك كبير أوي اللي يقتل واللي يسرق عمره ما يستحق حد زيك 

حاولت أن تغفل ولكن بهذه اللحظة دلف أحد الممريضين والذي كان يحمل هاتف محمول، تحدث معها بصرامة: 

_حد عاوز يكلمك خدي

تعلم بأنه هو من يعشقها ويذلها من يعاقبها ويحن عليها من يقتلها بكل دقيقة ويعود بثانية واحدة ليجعلها تفيق من موتها، أمسكت بالهاتف بعد أن أصيبت برعشة في جسدها، تحدثت بتلعثم: 

_ااا الو...!؟ 

سمعت صوته والذي يجعل قلبها يصاب بالرجف الشديد ولكن تلك المرة لم يكن صوته يحمل الحنين والإشتياق صوته بهذه المرة يحمل الغضب الشديد حيثُ كان يقول بغضبٍ جامح: 

_إرجعي لعقلك الدكتورة دي مش هتفيدك وهشتريها برضه وحتى لو ساعدتك مش هتلحق لإني هنقلك لمستشفى تانية وأعتقد إنتي أخدي على القعدة عندك فبلاش تخليني أحرمك حتى من رحمتي 

كانت ستصرخ به كانت ستقول هذا يكفي ولكنها قالت بهدوء: 

_ياريت تغير المستشفى دي على الأقل هشوف حرية شوية وإنتوا بتنقلوني ليها بس عقبال ما تشوف كلاب جداد ليك متخافش مابقتش أثق في حد كفاية وثقت بيك وكنت أكبر مصيبة في حياتي الثقة بتجيب المصايب لينا 

لا يريد أن يسمع منها هذا الحديث، لا يحبها أن تبغضه ولكن مصلحته أهم عنده من الجميع، تنهد بقوة ليعود ويقول بصلابة: 

_وهكون جنك لو فكرتي بس تطلعي من قفصي تمام وأنا مش مصيبة يا "فوقية" أنا حبيبك اللي فضلتي متمسكة بيه وعاوزاه يتجوزها لآخر نفس في حياتك 

لم تستطيع أن تكمل المكالمة حيثُ أنها أغلقت الهاتف بعد أن قالت: 

_كنت إنسانة غبية معمي قلبها بالحب المزيف بس ملحوقة بقى

ألقت بالهاتف على المضطجع لتقول بعد ذلك بقرف للممرض: 

_يا كلب خد التلفون وإطلع برا

حدق بها الممرض بغضب وقال بنرفزة: 

_ميت مرة أقولك متقوليش عني كدا مش بتفهمي

ايتسمت بسخرية وقالت بعد ذلك باستفزاز: 

_أصل الرجالة يا حبيبي بيشتغلوا مع الرجالة اللي زيهم اللي بيخافوا على ضمرهم لكن الكلاب ومش هقول الستات لإن الستات أنضف منكوا عشان اللي زيكوا كلام مع أسفي الكبير للكلاب عشان شبهتكم بيهم

لم يستطيع التحمل أكثر من ذلك، خرج من الغرفة ومعه الهاتف بعد أن توعد لها بأنه سيرد الإهانة قريباً....♥


                 

الفصل التاسع


لم ترد عليه وبدأت تسير على أقدامها،  ذهب خلفها متحدثٍ بغضب: 

_بقولك أقفي يا "ملاك"  

لم ترد عليه قط، وكملت في السير، مما جعله يقول بنفاذ صبر: 

_بحبک! 

توقفت بعد هذه الكلمة التي خرجت من فاهه،  نظرت له وهي لاتعلم أتفرح لأنه قال هكذا وأعترف لها أنه يحبها أم تحزن حين تتذكر بوجود النساء في حياته،  مازالت تتذكر حديث "حمدي"  ومتيقنة بأن هناك علاقة تجمع "جبل"  بابنته،  تنهدت بقوة ثم قالت بهدوء: 

_وأنا قولتلك الصبح رأيي يا "جبل"  إحنا لسه عارفين بعض لسه ملحقتش أكون حبيبتك وخلي في فرصة نعرف بعض وبصراحة...! 

رفع "جبل"  حاجبه ينتظر ما ستقوله كل ما سردته الآن لا يهمه حيثُ أنه حديث ما قبل العاصفة التي ستشتعل لتقتلها،  تكلم بهدوء مصطنع يخفي به جمر النيران المقيّدة بقلبه: 

_أيوا وبعدين هتقولي إيه بقى عشان أعرف أرد عليكي

فتحت فاهها حتى تكمل ما بدأ في قوله ولكنه قاطعها بتحذير بعد أن رفع أصابه الخمس في وجهها قائلاً لها بحد: 

_بس ياريت تكوني عارفة كل حرف هتخرجيه من بوقك عشان هتتحاسبي عليه كويس أوي

بالفعل شعرت بالخوف من كلامه ولكنها تشجعت حيثُ قالت بقوة: 

_يمكن خناقنا خلى في خوف في قلبك ناحيتي نظرة أعجاب أو حتى نظرة حب ويمكن نفس اللي في قلبك عندي وهي ما حبة بعد عداوة بس أعجابي بيك مش هيلغي إحترامي لنفسي ولا لكياني وحريتي

انهت هذا الحديث لتبدأ بعد ذلك تسير ولا تعطي له أي أهمية مما جعله يسرع باتجاهها ويقول بتساؤل: 

_قصدك إيه يا "ملاك" 

وقفت عن إكمال الطريق مرة أخرى ثم استدارت لترد عليه بتمني: 

_بص يا "جبل"  أنا حاسة إن في حاجة غلط في الموضوع من يوم وليلة بقينا صحاب لا وكمان في نفس اليوم بقينا أحباب غريبة دي وبعدين أنا نفسي أكون متجوزة من حد يخاف على شكلي يخاف يحرجني

تأفف "جبل"  بشدة ليقول بعد ذلك برجاء: 

_ممكن بس يا بنت الناس نروح نقعد في كافتريا

_لا كدا كدا إتاخرت

شعر بالملل فقال بضيق:

_برحتك هتصل بالسواق يجي بالعربية ويوصلك وأنا هاخد تاكس

شعرت بالضيق لأنه تخلى عن محاولاته في إرضائها،  أخرجت من صدرها بعد الأنفاس التي تجعلها غاضبة ثم قالت بتمرد: 

_لا هروح بتاكس شكراً وبعدين مش إنت قولت إمبارح في العزاء إني من البنات اللي عمرك ما هتعجب بيها خلاص سبني وبعدين إنت قادر تعمل كل حاجة أنا سمعت إنك ممكن ترمي واحدة في الشارع عادي وممكن تزعق لوحدة عادي وممكن تسيب واحدة في الشارع عادي ممكن بس أكون حبيبتك عشان لسه اللي عاوزه ماخلصش

لم يستطيع "جبل" أن يتحمل أكثر من ذلك حتى أنه تخلى عن تمرده وقال بكبرياء: 

_أنا أعمل إيه حاجة مع الشمال لكن لو قدامي واحدة محترمة عمري ما عمل لها حاجة وحشة أنا راجل يا "ملاك" الشمال راضية تروح ملهى ليلي وتسيب دا يلمسها ودا يبوسها وتروح مع اللي يعجبها يعني لو كلاب السكك قربت منها مش هتخاف عشان بقى عندها مناعة خلاص لكن لو بت سكتها سالكة أنا هبقى راجل معاكي وبرحتك وقفي تاكس وروحي عن إذنك..

رحل من أمامها مما جعلها تغضب وتقول بخفوض: 

_قليل ذوق أنا كنت حابة المحايلة بتاعته وكنت مبسوطة من الغيرة بتاعته بس كنت لازم أوقفه عند حده مش أكتر أنا هروح 

لم تجد أي سيارة في المكان فبدأت تسير على أقدامها وقفت خلفها سيارة أحدهم ليوقف صاحبها محركها  وينزل  منها ويقول بغزل: 

_إيه العسل دا هو فيه كدا ما تيجي يا حلوة أوصلك أصل هنا مافيش تاكسي بيجي في المناطق النضيفة اللي بيكون فيها بهوات تعالي بس

حاول أن يمسكها من معصمها فشدت يدها بعنف وقالت بصراخ: 

_وسع هلم عليك الشارع والله

غمز لها الشاب ثم قال: 

_محدش هنا هيهتم واحدة مزة زيك ماشية ليه لوحدها كدا إيه كنتي في مطعم لوحدك مثلاً أكيد جاية تروحي بزبون

نظرت له بحنق وقالت بضيق: 

_أوعى تكون فاكر إني واحدة من بتوع اليومين دول ميز يا أخي شكل لبسي طرقتي أنا يا محترم صحفية 

رفع حاجبه وضحك بسخرية ليقول بعد ذلك ببرود: 

_لا الصراحة شكلك محترم بس دخلتي دماغي

حاول التقرب فتراجعت للخلف بخوف شديد شعرت بأن وجود "جبل"  كان أمان لها تمنت لو يعود ولا يتركها بمفردها،  أغمضت عينها بشدة تترجاء ربها أن ينقذها من هذا البغيض،  وفجأة تسمع صوت لكمات قوية وسب بصوت رجولي شديد تعلمه،  زادت خفقاتها حين جاء،  انتفضت بشدة، فتحت مقلتيها لتجده من خفق فؤادها حين وصل،  تحدثت بتلعثم: 

_اا خلاص يا "جبل"  هيموت في إيدك كفاية ويالا نروح

استدار لها وهو يحملق بها بشرار ثم رفع سبابته بتحذير قاتل ليقول لها بحد: 

_ماسمعش صوتك وبهدوء كدا إركبي العربية السوق جاية حالا وحسابك يا "ملاك"  بعدين. 

.............................................................. 

جلست "سامية"  على الريكة تفكر في صغيرتها وما سيحلقها بصحبتها مع "جبل"  كان قلبها يحمل الرهبة الشديدة، تنهدت بقوة حين سمعت صوت ضيفتها التي جاءت فوراً عندما طلبتها: 

_طب سبيها يا "سامية"  جايز ربنا رايد حاجة في تقابلهم دا

هزت "سامية رأسها بلا لتقول بعد ذلك بتوتر: 

_لا يا بنتي أنا لا يمكن أخاطر بالأمانة" ناصر"بيه بعد عن النار دا هو ومراته عشان بنتهم ضحوا بالمال والفيلا وكل حاجة عشان "ملاك"  قولوا لي خلي بالك منها

ردت عليها الأخرى وهي تقول بيقن: 

_"جبل" سمعته وحشة بس شاطر في شغله وبعيد عن أبه

تحدث "سامية"  بثقة: 

_أنا معنديش مشكلة مع "جبل"  خالص والله بالعكس أنا كمان بعرف أخباره أول بأول الخوف كله من "جلال"  لو عرف "ملاك"  تبقى بنت مين اللي فيه "جبل"  بسبب السم اللي حطه "جلال"  في قلبه

صمتت قليلًا ثم تذكرت شيء فقالت بتساؤل: 

_"مرام"هي كمان يا حبة عيني حالتها وحشة جداً محدش عارف ظروف نفسيتها 

ابتسمت الأخرى وقالت: 

_"مالك" و "جبل"  مخلين النفسية أحسن بس هي ناقر ونقير مع "مالك"  

ابتسمت لها "سامية"  لتقول بعد ذلك بحب: 

_من زمان وهما كدا ربنا يخليهم لبعض صحيح إنتي قولتلهم إيه عشان تعرفي تيجي يا "صباح"  

تنهدت "صباح"  لتردف بعد ذلك بقلق: 

_والله يا "سامية"  أنا قلقانة "مرام"  مش بتعرف تقعد لوحدها وآكلتها ضعيفة جداً لسه "مالك"  كان بيكلمني وبيسألني كلت ولا لاء البنت آكلتها ضعيفة

لم تستطيع "سامية"  تحمل ما تسمعه عن تلك الفتاة تأففت بشدة ثم قالت برجاء: 

_بالله عليكي يا "صباح"  خلي بالك منها العيال كلهم أمانة في رقبتنا وخلي بالك كمان من "مالك"  و"دنيا" إبعديهم عن الشر

هزت "صباح"  رأسها لتقول بعد ذلك بثقة: 

_من الناحية دي فطمني أنا بحاول أحن على الكل 

_إلا ما قولتليش قولتلهم إيه عشان تيجي هنا

_إن قريبي في المستشفى

أنهت " صباح" ما قالته ليسود الصمت قليلاً وتعود تتحدث من جديد حيثُ قالت باستفسار: 

_هنام فين أنا مش عاوزة "ملاك"  تشوفيني 

أومأت "سامية"  برأسها بهدوء ثم أجابتها بحب: 

_الشقة اللي جنبنا بتاعت "ملاك"  برضه متروقة عشان لو حد من صحابها جه يبات فيها لآنها مش بتحب أي حد يشوف حياتها هنا الشقة دي بالنسبة ليها هروب من الواقع شقة حلمها وكأنها عايشة في فيلم كارتون

.................................................................... 

في فيلا "مالك"  

بعد أن عرف بأنها لم تأكل شيء وهو يشعر بالخوف الشديد عليها،  تكلم بنبرة بها أمر:

_إدخلي يالا كلي

ردت عليه بصرامة: 

_شكراً خلي الآكل بتاعكوا على أدكوا أنا كدا كدا تعبانة ومعدتي مش بتحب الأكل فهأكل شبسي وبيبسي وكدا حلو

نظر لها "مالك" ثم وبسخرية قال: 

_وأنا أقول البت مش بتتخن ليه 

ليتوقف بعد ذلك عن الحديث ويغمز لها: 

_طب أما تتجوزي بقى هيعمل إيه يا عيني مع واحدة زي العصاية

حملقت به بقرف ثم وبيدها ضربته على صدره وقالت بحنق: 

_إنت قليل الآدب على فكرة وإحترم نفسك لو سمحت

نظر له بحب ليحاول بعد ذلك عدم إظهار عشقه ويتحدث بنبرة جافة: 

_أنا مالي هو أنا اللي هاخدك

ثم وبعد ذلك يكمل حديثه بنبرة ناعمة: 

_أنا اللي هاخدها بنت ولا بمية بنت جميلة  اوف ربنا يهنينا مع بعض الله يرحمك يا جدي لولا إني بحبك كان زمان إتجوزتها 

ردت عليه بسخرية:

_هو إنت هتتجوز بقرة حلوب يا "مالك" ولا إيه

إنكمش حاجبه من جملتها ليسألها باستغراب:

_ليه بتقولي كدا

ابتسمت بضيق وقالت:

_أصلها بنت ولا بمية بنت يعني أحسب كل بنت رفية هتطلع كام كيلو معنى كدا إن خطبتك 5000كيلو لو قولنا كل بنت خمسين كيلو

لم يستطيع أن يمنع نفسه من الضحك حيثُ أنها قالت هذا بطفولة، رد عليها باستفزاز:

_لا خالص هي ولا تخينة ولا رفيعة حلوة وعينيها ملونة شعرها بقى أصفر يعني أجنبية بمعنى الكلمة

جذت على أنيابها بقوة ثم قالت بصراخ:

_خلاص كفاية مالي أنا

إنحنى قليلاً نحو أذنها لهمس بها:

_إيه طفلتي غيرانة..!

كان الجميع يشاهد جدالهم، قامت "عبير" من مكانها بعد أن قالت لبناتها:

_بعد ما يخلصوا نادوا عليا جالي صداع رهيب منهم وأكلوا "مرام" شكلها تعبان ومتقوموش غير أما تشربوا العصير

أومأت كل منهم برأسها في طاعة ليعودان و ينظران لهم حيثُ قالت "مرام" بسخرية:

_ليه يعني هغير من إيه يا بني إنت محدش يبصلك أصلا وبعدين معايا اللي مالي عيني

همست "دنيا" في أذن شقيقتها وقالت بيقين:

_الله يرحمها كانت غالية دا من "كريم" كان هيقتلها أومال من كلامها دا هيعمل إيه

ردت عليها "ريناد" بتخيل طفولي:

_هيقطعها حطت قبل ما يقتلها وعارفة "روكس" الكلب لسه ما كلش هيعشيه بيها

بكت "دنيا" بتصنع:

_يا حبيبتي يا "مرام" كنتي غالية يا أوختي

صمتت كل منهم حين سمعوا صوت "مالك" العالٍ وهو يقول بحد:

_ياريت "جبل" يعرف باللي مالي عينك عشان أخوكي مش بيحب أخته تمشي مع حد

ردت عليه بسخرية تحمل العتاب:

_عشان كدا عملت اللي عملته وقتها بطل بقى ترمي أي كلمة وخلاص

كان سيرد عليها ولكن هاتفها رن، رأت اسم المتصل مما جعلها تضغط على زر الرد وتقول بترحيب:

_الو إيه يا "أحمد"

حين سمع اسمه شعر بأن جسده يشتعل بالنيران حاول أن يمسك نفسه، سمعها وهي تقول بضحك:

_خلاص بكرا أوكية نتفق على الواتس هستنى رسالتك وشوف برحتك وقت ما تبعتها أنا سهرانة

لم يتحمل "مالك" أكثر يريد أن يأخذ منها الهاتف ويدمره بيده....

قفلت الهاتف لتنظر بعد ذلك إلى "مالك" وتقول باستفسار:

_فكرني كنا بنقول إيه؟

لم يرد عليها بل استدار إلى "دنيا" وقال بأمر:

_خليها تأكل أنا هروح المكتب عندي شغل

مازال يحبها توقعت ذلك، لا تريد أن يرى ابتسامتها التي تحمل الانتصار والثقة، نعم انتصارًا لأنه شعر بالضيق وبهذه المكالمة ردت له ما فعله وثقةٍ لأنها تعلم مدة الحب الذي يحمله قلبه لها...

انتبهت بتلك اللحظة لنداء "دنيا"  التي قالت بصراخ: 

_ساعة بنادي يا بنتي ردي

اتجهت نحوها ثم قالت بهدوء: 

_خلصي الأكل عاوزاكي

_مش هتأكلي؟ 

هذا السؤال قالته "ريناد"  لترد عليها "مرام"  بـ: 

_لا مش جعانة وبعدين هستنى "جبل"  

........................................................................ 

وقف "جلال"  يحملق في بعض الصور بغضب شديد ليقول بانفعال: 

_إنتوا اللي وصلتوني للي أنا فيه مخلوتنيش أمشي بالطريقة اللي أنا عاوزها

كان يجلس معه صديقه والذي قال له بخبثٍ: 

_يعني لو جه اليوم اللي تتعرض فيه لموقف من "جبل"  أو "مرام"  هتعمل إيه؟ 

ابتسم له وبدون تفكير قال: 

_القتل على طول بيعجبني في ولادي إن "جبل"  مش بيحب يختلط بيا و "مرام"  مش فاهمة حاجة والإتنين بيسمعوا الكلام يا "توفيق"

لاح على  ثغر "توفيق" بسمة السخرية حيثُ رد عليه باستهزاء:

_طب تخيل بقى لو عرفوا الحقيقة هيحصل إيه يا "جلال"..!!

رد على بيقين:

_ولا حاجة أنا كنت بعمل كل دا لمصلحتهم مفيش حدأغلى منهم 

تكلم"توفيق" بثقة:

_لا هيعملوا "جبل" مثلاً لو عرف أقل حاجة يخلي شركتك صفر هينافسك 

صرخ به "جلال" بانفعال":

_وهو مين اللي عمل "جبل" مش أنا

هز "توفيق، رأسه بلا ليقول بعد ذلك بيقين:

_عملته دا إمتى ها رد معلش إبنك لف واشتغل عند الغريب عشان يتعلم الشغل لا وشركتك واقفة على رجلها بسبب شركته إدخل شركتك الصغيرة وبعدها إدخل شركته الكبيرة

قهقه"جلال" بغيظ ثم قال بسخط:

_إنت عاوز توصل لأيه أنا لو عاوز أبني شركة زي بتاعته من بكرا تتبني لو عاوز أكون أحسن منه هكون أنا بس سايبه 

لم يستطيع "توفيق"  أن يمنع نفسه من الضحك الشديد الذي كان المتسبب به هو "جلال"  رد عليه "توفيق"  ببرود:

_بلاش توهم نفسك يا صديقي أصل يعني الكل عارف وأنا كنت قاعدة أما كنا بنلعب اتصلت بيه عشان يخلصلك صفقة كنت هتموت وتاخدها صح ولا لاء

_هو فيه إيه عاوزني أقتله يعني

هز رأسه بلا ثم قال:

_ابنك صحيح له في الستات وكدا بس عظيم جدا عاوزك تحتويه هو وأخته رجعهم يحبوك يجروا عليك أما تتعب كفاية دم بقى والست العظيمة اللي بتساعدك دي لأزم تعرف إنها في يوم من الأيام هتخونك الحياة ممكن تأخد منك أعز الناس ومش هتحلق حتى تعتذر منهم

...................................................................... 

ظلت ترتجف وهي بالسيارة، تحدث السائق معها بلوم:

_يا فندم كان لأزم تسمعي كلام "جبل" بيه إنتي الوحيدة اللي ما سمعتيش كلامه 

رد عليه بشهقات البكاء:

_بس أنا غير أي حد من اللي عرفهم

أومأ برأسه يوافقها على ما تقول ولكن قال بهدوء:

_إنتي فعلاً مش زي أي حد هو شايف إنك إنسانة مختلفة صدقيني بس برضه هو دلوقتي ممكن يزعقلك متجادليش معاه

بتلك اللحظة فتح "جبل" باب السيارة بعنف ثم قال بأمر:

_إنزل يا "عباس" ثواني وهقولك تيجي

نفذ السائق أمره ونزل من السيارة كانت "ملاك" تشعر بالخوف كانت ستقول له أن يبقى حيثُ أنها شعرت بأن "جبل" سيضربها، تحدثت بهدوء:

_مكنتش أعرف إن دا هيحصل

حملق بها "جبل" بشرار ثم قال بعصبية:

_قولتلك خايف عليكي مصدقتنيش أنا راجل وعارف نظرة أي راجل زيي مش كل هيعرف إن "ملاك" زي الملايكة مش بتغلط قولتلك بحبك برضه مصدقتنيش قولتلك بغير برضه قولتي بحب أكون متحررة وفي شروط وأنا بحب أحب بطرقتي من غير ما حد يشاركني في حبيبتي برحتك يا "ملاك" عندك حق إحنا أكيد ملحقنلش نحب بعض خلينا صحاب أحسن

ضيقت عيناها بخوف ثم قالت بتساؤل:

_قصدك إيه؟

لم يرد عليها قط صرخ  باسم السائق وقال بهدوء:

_"عباس" وصل الهانم على البيت وأنا هتصرف وهتصل بعربية من البيت تيجي تأخدني 

_تمام يا فندم

حاولت "ملاك" أن تتحدث معه حيثُ قالت برجاء:

_"جبل" روح معايا

لم يرد عليها "جبل"، فتح باب السيارة وجاء حتى ينزل فأمسكت يده وقالت بدموع:

_عشان خاطري خلينا نروح مع بعض

ابتسم سخرية وقال:..................................…………………………

يتبع 

بقلمي أميرة أنور

.. الفصل العاشر... 

(النمر_الجامح)

وصل المنزل وهو يشعر بالضيق الشديد، تذكر بأن شقيقته في 


منزل صديقه حيثُ أنها أرسلت له رسالة تخبره بها أنها هناك، 


مر على المنزل فوجدها تجلس مع "دنيا" يتحدثان ويمزحان 


ووجد صديقه وصغيرة العائلة يجلسون بعيدًا عنهم، اتجه نحو شقيقته ورسم على ثغره بسمة صغيرة ثم قال بحنو: 

_أميرة أخوها بتعمل إيه؟ 

قامت "مرام" على الفور شعرت بالفرحة الشديدة بوجوده حيثُ أنهم لم تران بعضهم منذ يومان، إتجهت بداخل أحضانه وقالت باشتياقٍ: 

_وحشتني يا "جبل" ؟ 

كان هناك من يراقبهم وهو يشعر بالنيران، يريد أن يكون بدلاً من "جبل" الآن هي لا يصح أن تكون في أحضان غيره، انتبه إلى "ريناد" التي همست في أُذنه بـ: 

_دا أخوها يا أبيه "مالك" خلاص قربت تقتلهم بنظراتك أنا حاسة إنك ماسكها مع عشقها دا أبيه "جبل" 

حملق بها بشرار ليقول بعد ذلك بغضب: 

_إيه اللي بتقوليه دا مش قولت بلاش تدخلي في الأمور الكبيرة

هزت رأسها بنعم حيثُ أنها توافقه على ما يقوله لترد عليه بحنق بعد ذلك: 

_قولت أيوا بس يعني عينك باين عليها الشر اللي فيها وبعدين برحتكم بس مترجعوش تدخلوا "ريناد" في الأمور بتاعت الكبار دي! 

رفع "مالك" حاجبه باستغراب ليقول بعد ذلك بتساؤل: 

_قصدك إيه؟ 

قامت من مكانها بعد أن وضعت يدها على خصرها وقالت بلماضة طفلة صغيرة كلامها على هيئة ست عجوز: 

_أبقى قول لي روحي أسمعهيهم بيتكلموا في إيه؟ أو شوفي فونها يا "ريناد" كل دا مش للكبار وهقولهم كمان على كل حاجة

ابتسم "مالك" في وجهها ثم أمسك يدها وقبلها ليقول بتصنع: 

_قلبي حبيبتي بهزر يا عمري أقعد يا سطا جنبي منوراني

_ناس ما بتجيش غير بالعين الحمراء

هذا ما قالته "ريناد" قبل أن يرد عليها "جبل" الذي جاء ومعه "مرام" و "دنيا" التي سلم عليها وهزر معها ثم أخذهم واتجه نحو صديقه ليسمعه يترجاء الصغيرة التي تتعامل معه بتكبر: 

_إنتي يابت يا اللي صباع الروچ أطول منك ألعبي بعيد يا شاطرة قال عين حمراء قال

قهقهت "ريناد" بسخرية لتتحدث باستفزاز: 

_والله إيه دخل اللي مش بيحبوا صنفنا في اللي ملهمش فيه

بكلمتها تذكر "ملاك" حيثُ أنها متمرد، مثلها تشبه الاطفال كثيراً، ابتسم بتلقائية ثم تذكر ما حدث ليعود مرة أخرى لضيقه، استغرب "مالك" من شكله فقال باستفسار: 

_مالك يا صاحبي مضايق ولا فرحان

_مش عارف يا " مالك" والله...!!! 

وضعت "مرام" يده على كتفه وقالت بحب: 

_غمض عينك وانسى حمولك وفكر في نفسك شوية يا قلب أختك

أمسك "جبل" يدها ثم قال بفرحة: 

_طفلتي كبرت يا ناس كفاية إني أشوفك قدام عيني والله أنا بحبك جداً تعالي هاتي بوسة وحضن

قال كلمته ليحملق به "مالك" ويقول في سره: 

_مأنت مش غرامان حاجة أختك مش مقدر اللي هيموت من غيظه 

فاق على صوت "ريناد" التي رجلته بأقدامها بشدة لكي ينتبه لها ليقول بصراخ: 

_إيه؟ 

حدق الجميع بهم، قربت منهم "دنيا" وقالت باستغراب: 

_في إيه بينكم إنتوا من بدري على كدا عاملين تهمسوا لبعض وشوية تتخانقوا وأنا و "مرام" شايفنكم

جذ "مالك" على أنيابه ثم قال بانفعال: 

_يعني عجبك كدا يا قردة

نظرت له "ريناد" ثم جلست ووضعت قدمها على القدم الأخرى وقالت بتكبر: 

_حاجة بيني وبينه إيه اللي يدخلكوا إنتوا وبعدين الخنقات بتاعتي مع أبيه بتكون شكليات بس عشان العين اللي علينا

رفعت "مرام" حاجبها باندهاش لتقول بعد ذلك باستغراب بعد أن صوبت سبابتها في وجه "ريناد" ظلت تحركها من الأعلى إلى الأسفل: 

_إنتي يا نملة يا اللي مش باينة هنحسدك على إيه

لوت "ريناد" ثغرها ثم قالت بحنق: 

_ملكيش إنتي دعوة خالص وبعدين ما إنتي وأختي بتتكلموا في أسرار وياعالم ممكن تكون أسرار حب

لم يستطيع "جبل" أن يمنع نفسه من الضحك، بينما "مالك" فاستغل ما قالته الصغيره بخبثٍ وهتف بـ: 

_ااه وبالذات يعني يا "ريناد" إن في ناس بتقابل ولاد وكمان بتحبهم وبتجي أكيد تحكي لصحبتها

وضعت "مرام" يدها على خصرها ثم قالت بانفعال: 

_قصدك إيه بقى؟ 

برود قاتل رسم على ملامح "مالك" ليرد بـ: 

_والله اللي حاسس إنه غلط بيتنرفز من التلقيح

بعصبية شديدة قالت: 

_والله والتلقيح دا للستات مش للرجالة

لم يرد "مالك" قط بينما "جبل" فشعر بالغضب من شقيقته، كور يده فبالنسبة له هذا الجنس يشبه بعضه كثيراً، صرخ باسمها بجموحٍ شديد كان صوته يظهر أنه سيقتلها: 

_"مرااام" أقفي عدل وافتكري إنك بتكلمي صحبي وصحبك وشخص أكبر منك وغير دا كله هو راجل غصب عن أي حد وبعدين ميت مرة أقول مفيش بنت محترمة بتحط إيدها في وسطها كدا 

شعرت بالإحراج لمعانفة شقيقها أمامه، تحدثت بهدوء بعد أن وقفت بطريقة أفضل: 

_مش شايف كلامه

رد ببرود: 

_اعتذري الأول...! 

شعر "مالك" بالهيبة حيثُ وضع قدمه فوق القدم الأخرى وانتظر الإعتذار منها، حملقت به ثم قالت بهدوء: 

_آسفة عن إذنكم هروح أنام 

جاءت حتى تغادر من أمامهم ولكن أمسكها "جبل" وقال بحب: 

_مش عاوز حد يشوفك وحشة وبعدين هو ماقالش "مرام" وبعدين حتى لو بتقابلي أنا مديكي حريتك وإنتي بتشتغلي فعادي هو آه ماكلمني في حوار يخصكم بس أما أشوف رأيك

لم ترد عليه حيثُ كانت تحاول بأقصى جهد لها أن تحاول ألا تجعل دموعها تنزل أمامهم، تركت يده ثم وبهدوء قالت قبل أن ترحل: 

_عن إذنك ومتستناش وجودي أنا هناك في البيت لإني مش متعودة أنام عندك 

تأفف "جبل" بشدة، وضع يده على جمجمته حيثُ شعر بتألم شديد أصيب رأسه، نظر لصديقه بعتاب وقال: 

_يعني يا "مالك" لازم تقول كدا ما أنا متنيل عارف إنها بتقابل واحد اسمه "أحمد" وقولتلك سبها طالما مش بتعمل حاجة غلط لازم كل شوية تقول قدامها حاجة زي كدا أو تشك فيها وبعدين يا بني هي ضعيفة ممكن تنهار فأي لحظة 

_بحبها يا صاحبي حط نفسك مكاني

يعلم هذا الشعور لم يستطيع أن يقاوم وجود "مصطفى" حين جاء، تنهدت بقوة، ورد عليه بعد أن وضع يده على كتفه: 

_حاسس وحاطط بس برضه أنا جيت على أختي وإنت كنت غلطان هروح أشوفها وأرضيها وياريت تعتذر لها وإفتكر إني مش هوافق على جوازكم غير أما هي توافق فحاول تصاحبها يا صاحبي

صرخت "دنيا" بفرحة شديدة: 

_إنت طلبت "مرام" للجواز الله بقى

ابتسم "مالك" بسخرية وقال بفقدان الأمل: 

_ويا فرحة ما تمت إيديها مش عاوزة تميل

غمزت له "دنيا" التي أخبرته بـ: 

_ما تقلقش إنت كمل خطتك وهي هتقع لإنها زيك بتغير..! 

صفق "جبل" بيده وقال بذكاء: 

_خدها خبرة من ستك نعيمة هي بتحبك هروح بقى أشوفها عشان هي أصلاً بتخاف تقعد وحدها وممكن يحصل لها حاجة

أومأ "مالك" برأسه ثم قال برجاء: 

_ماكلتش حاجة غير شبسي وبيبسي خليها تأكل يا "جبل" 

_ماتقلقش أنا عارف "مرام" كويس خليك في اللي معاك

........................................................................ 

مسافة دخولها المنزل ولم تتركها "سامية" أن تنفرد بنفسها، تحدثت بتساؤل: 

_ها عملتي إيه؟ خلصتي شغل معاه صح 

هزت رأسها تنفي ما تقوله ثم نظرت في عينها وبدموع قالت: 

_عاوزاني أبعد عنه لسه يا دادة؟ 

انتاب "سامية" شعور بأن "ملاك" عرفت ما تخفيه عنها تلعثمت قليلاً في حديثها حين ردت بـ: 

_.. ااا قصدك إيه؟ 

جلست على الأريكة لتقول بحب: 

_قصدي إنه الإنسان اللي إنتي بتقوليلي مقربش منه برغم من إني ماشوفتش منه حاجة وحشة الصبح وداني المستشفى وأنقذ حياتي وبعدين روحنا عند "حمدي" وكنت هموت ودخل أنقذني وجاب كرامتي وبليل إتخنقنا عادي 

فرحت حين سمعت أنهم تشاجروا حيثُ انتاب قلبها شعور السعادة، تحدثت بثقة: 

_قولتلك هو مش كويس معنى كدا إنك هتبعتي عنه صح

_لا بالعكس هقرب منه وهفكر في عرضه كويس جدا هو طالبني للجواز

ارتعد جسدها وانتفضت من مكانها بفزعٍ، تحدثت بصراخ: 

_لا عندك كتير اتقدموا الصحفي "حسين" شاب جميل عشته راقية معندهوش أقارب غني بس ما بيفكرش في الفلوس وشكله لطيف وحلو

صرخت "ملاك" بانفعال: 

_بس بقى كفااية إرحميني عندك سبب عشان أرفض "جبل" لا أنا بقى عندي سبب عشان أرفض "حسين" عن إذنك تعبانة شوية وعاوزة أرتاح وأفكر كويس

أغمضت "سامية" عينها بتعب ثم قالت بهدوء حتى تنهني تلك العاصفة: 

_إنتي كلتي طيب

_مش جعانة

_يا بنتي ما إنتي بتقولي جاية من المستشفى الصبح ومع ذلك روحتي على الشغل وجيتي خرجتي عاوزة إيه تاني كلي وإدخلي نامي مع إني واثقة جداً إنك هتفكريه طول الليل ومش هتنامي

ابتسمت "ملاك" بسخرية لترد عليها بيقين: 

_إنتي حفظاني فعلاً وأنا هعمل كدا ومش هآكل ريحيني بقى وقوليلي إيه هو السبب 

حملقت بها "سامية" قليلاً ثم تركتها ورحلت من أمامها دون رد، تركتها تفكرماذاا فعل "جبل" حتى تبغضه هكذا، دلفت غرفتها المظلمة ولأول مرة حين تدخلها لم تفتح نورها، وكأن التي تدلف عجوز وليست هذه الفتاة البريئة التي تدخل كالأطفال تقبل عرائسها وتشعر بالفرحة لكونها في الغرفة وأخيراً ستشعر بالراحة، اليوم ولأول مرة تشعر بأن الراحة تبغض الوجود معها حتى لا تريد أن تأتي، تفكر بشدة في كل ما مرت به، وفي نهاية تفكيرها يظهر "جبل" الفارس المنقذ لها، وضعت كل عيوبه فلم تقارن بما فعل اليوم، شيء في رأسها يسألها: 

_وهو لحق يا حبك في حب يظهر بعد يوم من تقابلكم

ردت بيقين:

_ما إنتي كمان حبتيه وأعجبتيه بيه وبكلامه وبتحبي تنرفزيه

ظلت هكذا ولم تشعر بالنعاس قط، حاولت أن تهاتفه ولكنها تراجعت، شعرت بأن لن يرد عليها أرسلت له رسالة وشعرت بعدها بالندم لأنها أرسلتها.. 

......................................................................... 

تشعر بالرعب لأنها بمفردها، جلست في الحديقة لا تريد أن تدخل وتجلس بمفردها، جاء يتسحب من ورائها ليضع بعد ذلك يده على كتفها وقال بحب: 

_هو ينفع القمر يقعد لوحده دا حتى عيب 

مسحت دموعها حين جاء، لا تريد أن يرأهم، قالت بهدوء وهي تتمنى بداخلها أن يمنعها من الدخول: 

_عن إذنك لإني تعبانة وعاوزة أنام

كانت ستدخل ولكنه أوقفها بصرامة: 

_أنا لو عاوز أخليكي تنامي هنا هوافق ولو عاوز أخدك هاخدك

ثم غير نبرة صوته للحنان: 

_بس أنا ميردتنيش أخليه قلبي ينام هنا لوحده أصل الصراحة هو في حد بيعيش بدون قلبه 

نظرت له بدموع متعلقة في عينها، ثم ردت عليه بـ: 

_هو في حد بيزعل قلبه دا حتى يموت

تنهد بقوة ثم قال باعتذار: 

_أنا آسف بس مش حابب حد يقول بنوتي مش مؤدبة يالا يا بابا بقى بيتي هينور بيكي 

ابتسمت له ثم قالت بهمس: 

_أقولك على حاجة أنا خايفة أوي والله أنام هنا

ابتسم لها ثم أخذها بداخل أحضانه بتلك اللحظة سمع صوت رنين هاتفه بنغمة الرسائل، أخرج محموله وفتح الرسالة حين قرء أن من أرسلها ليس إلى الرغاية الغاضبة "ملاك" حيثُ كان مسجلها هكذا، بدأ في قراءة المحتوى والذي كان عبارة عن: 

_مكنش قصدي أعمل كدا بس أنا مش بحب التحكم يا "جبل" وإنت حرجتني وأنا كنت عاوزاك تمسك فيا أكتر بس سبتني ورجعت لي تاني في لحظة اللي كنت محتاجك فيها شكراً وآسفة لإني زعلتك

مسح الرسالة وكأنها شيءٍ لم يكن، وضع يده على رقبته شقيقته وقال: 

_نمشي

أومأت له برأسها ثم بدأت تسير معه إلى منزله القريب من منزل والدهم. 

.......................................................................

تسحبت لتخرج خارج الشقة وتذهب إلى "صباح" في الشقة المقابلة والتي فتحتها لها لكي تنام بها هذه الليلة، دلفت وبهلع قالت:

_إلحقيني "جبل" طالبها للجواز يا "صباح" أنا والله مكنتش مطمنة أبداً وهي دلوقتي شكلها موافق لا و كمان محكمة رأيها عشان تعرف ليه مش حابة وجوده

تثاءبت "صباح" التي كانت جالسة تشاهد التلفاز وانتبهت لوجود "سامية" حين دخلت والقلق يرافقها، ردت عليها بهدوء:

_سبيها تمشي زي ما ربنا حابب

ضربت يدها على صدرها بقوة وقالت بصوت شبه باكي:

_مش هينفع يحصل ليه مش قادرة تستوعبي إن "ملاك" حياتها هتكون بخطر

هزت "صباح" رأسها بنفي وهي تعلم أن أجابتها على صواب ردت عليها بثقة شديدة:

_لا يا "سامية" أنا واثقة أوي في "جبل" برغم من اللي بيعمله وبرغم من عصبيته بس حاول بكل جهد ما يكونش زي أبوه حاول "جلال" يخليه يمشي على نفس طريقه بس محصلش صدقتيني يا "سامية" 

لا تعلم ما الواجب عليها فعله، تفكر في حديث "صباح" كيف لها أن تقول لملاك على ما حدث في الماضي، تعلم أن "ملاك" ستفعل ما تريده، جاءت حتى تتحدث ولكنها وجدت "صباح" ذهبت في سبات عميق، لوت ثغرها بضيق ثم خرجت وقفلت باب المنزل ورأها، دلفت إلى المنزل ووقفت أمام صورة والد "ملاك" السيد "ناصر" وبدأت تتحدث:

_إيه اللي المفروض أعمله يا "ناصر" بيه لو كنت مكاني كنت هتعمل إيه أمانتك كبيرة أوي وذكية جداً وعنيدة وعصبية "ملاك" و أخدة منك كتير ودا مخوفني أوي عليها

......................................................................

في صباح اليوم التالي حيثُ أشرقت الشمس، لم تنام "ملاك" قط، ارتدت ملابسها وأصبحت مستعدة تماماً للنزول، خرجت من غرفتها فوجدت "سامية" تعد وجبة الإفطار لها، تحدثت باستغراب: 

_يعني مدخلتيش تصحيني مع إن دا اليوم الوحيد اللي كنتي هتفرحيه فيه بنشاطي... 

قهقهت "سامية" بشدة ثم قالت بثقة: 

_هو إنتي بتضحكي على نفسك ولا عليا إنتي أصلاً محطتيش رأسك على المخدة وطول الليل واقفة قدام الشباك بتاعك بتفكري

ابتسمت "ملاك" بسخرية لتقول بعد ذلك بتساؤل: 

_مش ناوية يا دادة تقوليلي مش عاوزة تتعملي مع "جبل" ليه؟ 

ردت عليها "سامية" ببرود: 

_عشان بسمع إنه بتاع بنات وأنا مش حابة تاخدي واحد صايع

لم تقتنع بحديثها لذلك قالت باستفزاز وتمرد: 

_بقولك إيه يا "سامية" حياتي وحياته ملناش دعوة بيها إحنا زي المولود اللي لسه مولود فأي علاقة جديدة مش بنتحاسب على اللي كنا بنعمله في بطن أهلينا 

تحدثت "سامية" بنبرة حادة:

_أنا موافقة يا "ملاك" شوفي بقى هتحددي إمتى وتتجوزوا 

شعرت "ملاك" بالفرحة الشديدة، دخلت بداخل أحضانها وقالت بسعادة: 

_بجد أنا بحبك يا "سوسو"

لم تنتظر رد "سامية عليها حيثُ أسرعت نحو الباب وخرجت منه وكأنها طائر كان مقيد بداخل قفصه وأخذ الحرية الآن....

..............................................................................

استيقظت من نومها، ارتدت ملابسها ونزلت على مائدة الإفطار، وجدت"جبل" يجلس وينتظرها، تحدثت بسعادة:

_الله على الصباح دا الواحد نفسه يصحى كدا كل يوم يلاقيك معاه

تحدث "جبل" بثقة: 

_طب يا بكاشة هانم بقى سيبي أبوكي وتعالي هنا

ابتسمت "مرام" بسخرية ثم قالت: 

_أنا شبه مقيمة عندك هو أنا بشوف أبوك أصلاً 

أشار له بعينه أن تجلس على المقعد حتى تأكل، فأنكمش حاجبها وقالت بعدم إكتراث: 

_لا مش جعانة وكمان مش بحب أفطر الصبح كدا 

_لا هتفطري عشان شكلك تعبان وبعدين آخر مرة عملتي تحليل أمتى

فكرت قليلاً ثم قالت: 

_من سنة تقريباً 

تحدث بانفعال: 

_ودا ما ينفعش "مالك" جايب دكتور هياخد منهم عينات دم ويحللهم هخليه يبعت الدكتور يشوفك

أومأت برأسها ثم قالت برجاء: 

_ممكن طلب؟ 

_عيوني مية طلب

كان هذا رده عليها لتعود وتقول: 

_في مكان في الشغل لواحد معرفة عاوز يشتغل ويبني نفسه بنفسه هو صديقي وغالي

رفع "جبل" حاجبه بشك ثم قال: 

_غالي اللي هو إزاي!! 

_أنقذ حياتي كذا مرة مدينة له كمان بروحك وبروح "مالك" وكمان هقولك على سر ولأزم تحافظ عليه 

_قولي 

سردت له ما تريد أخباره به ليقول بعدها بيقين: 

_الفقر عمره ما كان عيب بس إحنا حابين واحد يعيش بنفس مستوانا عشان نرتاح ومع ذلك هشوف الموضوع دا عشان خاطر عيونك يا حياتي يالا هقوم أنا 

قامت من مكانها وقبلته على الجهة الجانبيّة من وجه والتي تمدد من أسفل العين إلى منتهى الشدق. 

هتفت بحب: 

_ربنا يخليك ليا يا حبيبي تسلملي يارب

ابتسم في وجهها ثم قال برجاء: 

_كلي أي حاجة بقى جسمك ضعيف متعمليش زي "مـ..." 

لم يكمل لفظ أسمها، ترك شقيقته ورحل وهو يفكر كيف له أن يتذكرها. 

صعد سيارته وانطلق إلى شركته ليذهب إلى ما لا يتوقع حدُثه.... 

.................................................................... 

وصلت "لميس" المشفى، اتجهت نحو مكتب المدير لتفتح الباب وتقول بهدوء: 

_ممكن أتكلم مع حضرتك يا فندم

لم يستطيع "محمد" أن يمنع الضيق الذي ظهر على ملامحه حين جاءت، بالطبع فسعادته من الممكن أن تخربها.. 

_ليك حق تكون متضايق مني يا فندم! 

قالت هذا الحديث حين وجدته هكذا، كانت بسمتها مرسومة على وجهها بشدة، رد عليها بجدية: 

_عادي يا دكتورة! 

ابتسمت في وجهه وقالت بهدوء: 

_فكرت في عرضك طول الليل حسيت إنه الصراحة هيساعدني في أمور كتير 

رفع رأسه وحملق بها بفرح، لا يعلم من غير رأيها بسهولة هكذا، كان خائف حيثُ فكر بأنها تصتنع هذا ولكنها قالت باقناع له: 

_بص يافندم أنا درست حالتها لقتها كويسة فأنا هكتب فالتقرير كدا تحت موافقتك طبعا ومعايا علاج هندهولها كل يوم ودا بيخليه المريض يعمل اللي إحنا عاوزينه فوقت قليل جداً وملهوش تأثير على ذكرته وعشان كدا هيكون في أختبار لصحة الأقرار اللي أنا هكتبه وهيكون في لجنة تشوف هي لأزم تخرج أو لا وبالفعل هيبان لا فهمت يا فندم وبكدا مش هتطلع أبداً 

مد شفاهه للأمام بتفكير ثم قال بتساؤل: 

_ودا هيفيد بأيه ما هي قاعدة أهي مش لازم قرار

بثقة شديدة ردت بـ: 

_لا يا فندم غلط كدا؟ 

سألها عن: 

_ليه غلط بقى 

تنهدت تنهيد حار ثم قالت بيقين: 

_مش خايف حد يسأل ليه الحالة دي بالذات بتفضل نايمة في كل مرة اللجنة بتيجي فيها. 

شيءٍ ما جعله يقتنع حيثُ أومأ برأسه وقال لها: 

_تمام شوفي شغلك وأنا عند كلمتي الشيك هيكون معاكي وإنتي مروحة تمام

هزت رأسها بفرحة، أخرجت من حقيبتها أوراق وقالت بهدوء: 

_دي التقارير أقرأها كويس وأخر اليوم هعدي تكون مضيت عليها

ابتسم لها ثم قال بعد أن أمسك قلمه: 

_لا همضي دلوقتي خديهم

_تمام يا فندم

......................................................................... 

وصل شركته، صعد في المصعد إلى مكتبه وما أن وصل وجد "ملاك"، حدق بها بضيق، ثم نظر للسكرتيرة الخاصة بمكتبه دون أن يعطي لها أي انتباه، تحدث بحنق: 

_عندنا إيه مواعيد انهاردة؟ 

قامت السكرتيرة إحترامًا له وقالت بهدوء: 

_عندنا اجتماع مع شركة Aci يا فندم ومعانا معاد مع أستاذ محمد العسوي ودلوقتي أستاذة" ملاك" هنا وعاوزة تقابلك وقولتلها مفيش مقابلات النهاردة وهي مصرة 

رفع حاجبه و كور يده ثم قال بعلو: 

_وإنتي مش قادرة تقول لي للناس مفيش مواعيد إتفضلوا امشوا معندناش معاد فاضي خليها تيجي بعد شهر أكون هديت حتى 

شعرت بأنه يوجه لها رسالة ويقول فيه أن عقابها سيتمر لمدة شهر، كان سيدخل ولكن قامت "ملاك" واتجهت نحوه وقالت بصوت شبه باكي: 

_أنا عاوزاك في حاجة ضروري يا "جبل" بعد إذنك إسمعني حتى 

نظر في ساعة يده وقال ببرود: 

_عندي إجتماع ضروري حالاً

_هستنى هنا لحد ما تخلص

رفع حاجبه بتفكير ثم رد عليها باستفزاز: 

_برحتك بس يا عالم هكون فاضي بعدها أو لا وكمان أنا مش فاضي إنك تقعي من طولك في شركتي وأكون بمثل خوفي أو جري على حضرتك 

كانت ستبكي ولكنها حاولت أن تقاوم، نظرت حولها فلم تجد أحد من عملاء الشركة جاء، دخل وتركها، ظلت تنظر للسكرتيرة الخاصه له ثم استغلت انشغالها بمكالمتها في الهاتف وأسرعت نحو الباب لتدخل للداخل، انتبهت لها الأخرى وأسرعت ورأها فوجدت "جبل" يجلس بمكتبه يتابع أواقه وشاشة كاميرات المراقبة مفتوحة أمامه، رفع رأسه نحوهم وقال باستغراب: 

_في إيه و دي دخلت إزاي مش قولت لا دلوقت 

اعتذرت السكرتيرة منه بشدة وقالت بتوتر: 

_والله يا "جبل" بيه استغلت انشغالي بكلامي مع الشركات و دخلت آسفة لحضرتك جداً يا فندم

أمر "جبل" كل منهم بـ: 

_أخرجوا إنتوا الإتنين ويارت "ملاك" هانم تروح 

نظرت "ملاك" بالمكتب يمينً ويسارًا إلى أن وبهدوء جلست على الأرض وقالت بتمرد: 

_مش هخرج وشوف هتخرجني إزاي بقى وديني قاعدة لحد ما تكلمني

قهقه "جبل" بقوة ثم قال: 

_ممكن أجيب الأمن

_مش هتعرف تعملها لإني أخصك واللي بيخصك مش بيكونوا زي أي حد

يتذكر شقيقته حيثُ أنهم يأخذون من بعض كثير، تنهد بشدة ثم قال بهدوء: 

_روحي إنتي يا "نهى"!!! 

هزت رأسها بطاعة وخرجت لتشعر بعدها" ملاك" بالسعادة، قامت من مكانها واتجهت نحو مكتبه وجلست بالمقعد الذي يقابله ثم قالت بهدوء: 

_آسفة يا، "جبل"! 

لم يعطي لها أي أهمية حيثُ قال ببرود: 

_على إيه هو إنتي عملتي حاجة وجاية تتآسفي عليها 

.........................................................................

اتجهت إلى فيلا آل" عزمي" وانتظرت صديقتها بالخارج إلى أن تخرج، شعرت بأن هناك حركة غريبة تحدث بالطريق، شعرت بالخوف قليلاً، تحدثت مع سائق سيارتها في الهاتف بغضب شديد: 

_إنت فين كل دا بتخرج من فيلا بابي أنا واقفة في الشارع وخايفة خلص

وبعد أن قفلت شعرت بأن هناك من يضع يده على خصرها ويحاول أن يسحبها معه، شعرت بالخوف فصرخت بشدة على للحراس الخاص بـ "مالك": 

_الحقوني في حد بيشدني 

كانوا جميعاً وضعين سمعات في أذنهم لا يسمعها ولا يرؤها حيثُ كانت بعيدة عن المنزل قليلاً، حاولت أن تزيل هذه اليد من عليها، تحدثت بتوتر: 

_ااا إنت مين؟ 

رد عليها المخفي وقال: 

_بهدوء كدا يا عسل طلعي فلوسك من شنطتك عشان أسيبك 

بتلعثم ردت وقالت: 

_. ط ط. طيب ممكن بس توسع عشان أعرف أطلع الفلوس

تركها قليلاً، فتحت حقيبتها وأخرجت منها مبلغ مالي ثم أعطته له بعد أن استدارت وقالت: 

_أمسك دول كدا

ثم بعدها أخرجت زجاجة العطر الخاصة بها مستغلة أنه ينظر للنقود، بدأت تضعها في عينه، شعر بالآلم فترك النقود، ووضع يده على عينه، ضربته بأرجلها في المنطقة السفلية، وأسرعت للحراس وقالت بصراخ: 

_روحوا بسرعة كان ىيحاول يخطفني

انتبهوا لها الحراس ثم أسرع واحد نحو ما أشأرت عليه، دلفت للبيت وبصراخ قالت: 

_" مالك" الحقني! 

سمع "مالك" صوتها فأسرع للحديقة بقلق وقال بهلعٍ: 

_"مرام" مالك يا حبيبتي

لم ترد عليه قط بل اتجهت نحوه لتدخل بين ذراعيه وتبكي بخوف وتقول: 

_ كنت هموت حد حرامي ثبتني و حراسك بيجبوا هنا

ملس على شعرها وبهدوء قال: 

_بس يا حبيبتي أنا جنبك أهو محدش هيعملك حاجة شش متخافيش

خرجت من أحضانه وحاولت أن تمنع البكاء ولكنها لم تقاوم حيثُ زادت دموعها، مسحها بيده ثم قال بهدوء: 

_أنا معاكي صح وهتشوفي هعملك فيه إيه؟ 

شعرت بأن أحضانه هي الأمان فقالت بدون وعي: 

_أحضني بس يا "مالك" مش عاوزة غير كدا حاسة إني تعبانة أوي

خرج الجميع وشعروا بالخوف عليها، نفذ "مالك" أمرها ثم اتجه نحو الأريكة وجعلها تجلس عليها، نظر إلى حقيبتها ثم فتحها وأخرج منها أوراق المناديل ومسح لها دموعها، تحدث مع "دنيا" بأمر: 

_روحي خلي الخدامة تعمل لها عصير وهاتي مية بسرعة

بتلك اللحظة جاء الحارس ومعه المجهول وقال: 

_أهو يا فندم

همس "مالك" في أذنها وقال: 

_حبيبتي هو دا 

أومأت برأسها وقالت بقرف: 

_آه وكما حط أيده عليا ولمسني 

                 الفصل الحادى عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>