رواية انا لك ولكن الفصل الثالث3 والرابع4 بقلم ساره بركات


 

رواية انا لك ولكن 


الفصل الثالث والرابع 


بقلم ساره بركات 

الفصل الثالث

أدهم كان واقف وبيمد إيده نحية آيه وكان بيسأل نفسه كذا سؤال لإنه مايعرفش عنها غير قليل وبالنسبه لمشكلتها إللى عرفها من خلال كلامهم مع بعض بحيث إنها مش معاها موبايل وإنها كانت هتمشيها لحد البيت استنتج إنها مش معاها مليم وكان بيدور فى دماغه كذا سؤال "طب هى جات منين؟ وبتعمل إيه هنا ف القاهره؟ وعلاقتها إيه بعيلة المحجوب عشان تقعد عندهم ف المزرعه القديمه؟وهل هى تعرفهم كويس أوى كده عشان تأمنلهم، وتعرف هما حياتهم عامله إزاى!، أكيد لا ، لإنها أكيد لو عارفه مكانتش راحت عشان تعيش ف حاجه ملكهم ، دى عيله غامضه جدا فى أسرارها زيه بس هو بالعكس مافيش نيه من نحيته إنه يأذى آيه..

أدهم بإبتسامه:"تعرفى هنروح هناك ازاى؟"

آيه:"هزت راسها بالموافقه وإدتله ورقه فيها العنوان بالتفصيل، أدهم بص للورقه ..هو كان عارف المكان قبل مايسألها السؤال ده بس حب يسألها عشان ماتستغربش منه وماتشكش ف حاجه.. بصلها تانى ومد إيده ليها مره تانيه ،،ماقدرش يفسر الرغبه الغريبه إللى جواه إللى مخلياه عاوز يحميها بأى طريقه بالرغم من إنه مايعرفش غير إسمها وكانت الرغبه دى بتزيد لما بيقعد معاها اكتر، كان فيه صراع كبير جواه فى إنه يسيبها بعد اما كان ماسكها ف حضنه ف القاعه، ريحتها كانت بتشده ليها زى المغناطيس سأل نفسه تانى"هل هى هتكون كويسه ف مزرعة المحجوب لوحدها؟"

كان عارف طبع يحيى كويس نظرا للمعرفه السابقه بينهم وكان عارف بهاء برده بس هو مقلق من أخوهم عمر وخاصة بعد ما البنت دى ماتت، وأكيد فى خطر حوالين المزرعه لإن الطريق مقطوع.. آيه اخيرا مسكت إيده ورفعها وراه على الموتوسيكل ..

أدهم:"لازم تمسكى فيا عشان ماتقعيش."

أدهم حس إنها بتهز راسها بالموافقه ولفت ايدها حوالين وسطه ببطئ واتحرك بالموتوسيكل،حس بتنفسها السريع وراه وعرف إنها متوتره بس احتار هى متوتره منه ولا متوترة من الموتوسيكل؟ لما خرج للطريق السريع وزود السرعه مسكت فيه جامد السبب إللى خلاه يبتسم.. آيه شهقت لما أدهم زود السرعه، فضلت تمسك فيه أكتر ، كانت خايفه وف نفس الوقت كانت مبسوطه كانت حاسه إنها ف مغامره،كانت الرياح بتطير شعرها من تحت الخوذه وبتطير هدومها، بعد فتره بسيطه كانوا بيقربوا من انعطاف من خلاله هيروحوا للمزرعه، الموتوسيكل بطأ لما وصلوا لطريق ضيق آيه خمنت إن ده طريق المزرعه وقالت لنفسها "أظن إنه المفروض هينزلنى هنا." لكن اتفاجأت إنه مكمل ف الطريق، كانت بتبص حواليها على الأشجار وارتاحت إنها هتعيش ف مكان زى ده لإنها مش متعوده تعيش ف جو المدن والعربيات والزحمه، رخت إيدها شويه من على وسط أدهم لما حست بالراحه وإنها خلاص مش هتقع فضلت تبص على الطريق قدامهم لحد مالقت بيت بسيط قدامها من بعيد وقالت ف سرها :"ده بعيد جدا زى ما أروى قالت، أنا مش عارفه هياخد منى وقت أد إيه بعد كده لما آخدها مشى."

الموتوسيكل وقفت قدام البيت ، أدهم مسك ايدها إللى حوالين وسطه بلطف مما خلاها تحس بقشعريره من لمسته ونزلها بإيده من الموتوسيكل ، كانت حاسه إنها ماكانتش عاوزه تسيبه وكانت عاوزه تفضل كده، صوت الموتوسيكل وقف وأدهم لف رجله من على الموتوسيكل عشان ينزل منه،شال شنطتها من رف الشنط بعد مافك الرباط إاللى كان رابطها بيه وحطها جمب الموتوسيكل ع الأرض ، آيه قلعت الخوذه من على راسها وهو بيلف بجسمه الضخم نحيتها وادتهاله..

آيه بإبتسامه:"أنا مش عارفه أقول إيه لحضرتك يا دكتور على المواصله دى بس شكرا جدا."

أدهم بإبتسامه:"العفو، وبعدين لو معندكيش مانع ممكن تقوليلي يا أدهم بدل دكتور دى بما إننا بره الكليه ، أنا نفسى نكون أصحاب ولا إنتى رأيك إيه؟"

آيه بتلعثم:"تمام... يا.. أدهم."

أدهم ابتسملها بطيبه قبل مايبص حواليه على المنطقه بإهتمام وبعد كده لف لآيه ..

أدهم بإستفاهم:"آيه، هو إنتى إسمك إيه بالكامل؟"

أدهم لاحظ إنها متردده وبتعض ف شفايفها من التوتر قبل ماتبص للأرض..

آيه بتوتر:"هو ده لازم يعنى؟"

أدهم:"يعنى مثلا بما إنك بقيتى بتشتغلى معايا أنا حابب أعرف يعنى ف حالة لو فى حاجه ظهرت بعدين، يعنى حابب يكون عندى خلفيه عنك."

أدهم لاحظ إن توترها الزايد عن حده كان الاجابه عن سؤاله إللى هو إنها هربانه من حد ومش حابه حد يعرف مكانها بس مكنش يعرف مين، آيه اخدت نفس عميق وف نفس الوقت لسه بتعض ف شفايفها وبتسأل نفسها:"هو ده هيأذيه لوأنا قلتله طيب، يعنى من بين كل الأشخاص إللى هنا أكيد هو عارف عيلتى كويس لإنه ذكر قبل كده ف محاضره النهارده عن الناس إللى بيتاجروا ف الآثار بس مقالش أسامى، يحي محجوب عارف أنا أهلى مين ووثقت فيه لإنه جابلى المكان ده، طب هل اقدر أثق فى دكتور أدهم ، حقيقي مش عارفه."

آيه بصت لأدهم إللى كان مستنى رد على سؤاله منها كان بيبصلها وبيبتسملها بطيبه وبتشجيع مما خلاها تثق فيه وتقوله إسمها بالكامل..

آيه:"أنا إسمى آيه إبراهيم المنياوى."

آيه لاحظت إن أدهم بمجرد ماسمع إسمها بالكامل عقد حواجبه، اتأكدت إنه هو أكيد يعرف اهلها كويس، أدهم فضل يكرر الإسم ف دماغه كذا مره "آيه إبراهيم المنياوى، إبراهيم المنياوى!" ،أدهم افتكر إن باباها من اكبر تجار الآثار فى مصر ، الشخص إللى قتل أغلب زمايله لمجرد إنهم كانوا بيحاولوا يكشفوه والسبب الأساسى إللى خلاه يشتغل دكتور فى القاهره ويبطل يدور عليه، سأل نفسه كتير " هى بتعمل إيه هنا؟، هو أبوها باعتها عشان تشوف مين إللى لسه بيدور وراه؟طب هى تعرف أنا مين؟هى أكيد عارفه سر عيلة المحجوب وخاصة إنهم وقفوا ضد أبوها فى إللى بيعمله قبل كده، طب أحذرهم طيب ولا أعمل إيه؟" آيه ملاحظه تفاجؤ أدهم واستغرابه وهو بيبصلها، وقالت لنفسها:"هو أنا لازم أبررله؟"

آيه لآدهم:"أنا شايفه إنك تعرف عن عيلتى كتير."

آدهم رجع خطوه لورا من صراحتها وحرك راسه حركه خفيفه بشك،آيه فكرت إنه بيطفش منها براحه بس على عكس ماتوقعت فضل واقف قدامها.

آيه وهى بتبص ف عيون أدهم:" أكيد الموضوع مش زى مانت مفكره، أنا سبت كل ده ورايا لما جيت هنا ، أنا مكنش عندى نيه إنى أتورط أو اخطط إللى حصل قبل كده بما فيهم إنت، الموضوع حصل صدفه مش أكتر صدقنى، لو انت مش حابب إنى أكمل شغل معاك قولى وصدقنى أنا هتفهم الموقف وهعذرك."

كان قلبها بيوجعها وهى بتقوله الكلام ده ، بس كان لازم تقوله لإنها مش حابه تشوفه مقلق منها ده غير إنها عاوزه تعرفه إنها مش تهديد ليه أو لغيره.. أدهم بيدرس مادته تبع منهج معين لكن آيه شايفه إنه معلوماته خاصه بالواقع مش مجرد منهج وخلاص، كانت بتسأل نفسها:"هل ياترى فعلا هو وراه حاجه ومخبي حاجات كتير ومنهم إنه يعرف كل حاجه عنى وعن عيلتى ولا هو بس يعرف كل ده لمجرد إنه دكتور مادة التاريخ والحضاره؟"

أدهم كان واقف قدام آيه وبيسمع كلامها كويس وبيقيمه وشايف إنه بالرغم من سمعة عيلتها السيئه جدا ، هو شايف إنها صادقه ف كلامها لما قالت إنها سابت كل ده وراها،كان بيتفرج عليها وهى بتشيل شنطتها جنبه من على الأرض عشان تحطها جنبها ، كان منظرها بيوحى إنها بتدور على ملجأ ليها ينقذها من إللى هى فيه ، أدهم وهو بيكلم نفسه:"أكيد فعلا سابت كل ده وراها بسرعه وده السبب إللى منعها تجيب حاجات كتير معاها." أدهم ما قدرش يفسر الرغبه الرهيبه إللى جواه من نحيتها بإنه لازم يحميها بالرغم من إن عقله بيقوله إن ده مش أمان ليه... غمضت عيونها لإن نسمة الهوا إللى جت من خلال الأشجار حواليهم خلت شعرها البنى الفاتح يترفع بخفه مما خلاها تتأمل الهواء النقى وتستمتع بيه، ولما فتحت عيونها، أدهم إتأسر بعيونها الزرقاء وحارب رغبة إنه يقرب منها ويلمس وشها برقه ونعومه..

أدهم لآيه:"لا يا آيه،إنتى معاكى وظيفتك لازم تحتفظى بيها، أتمنى بس تكونى عارفه إنتى بتعملى إيه بإنك تنقلى هنا يعنى."

آيه بإبتسامه وبإمتنان:"ماتقلقش يا أدهم ،أنا جيت هنا عشان أبدأ من جديد،أتمنى إننا نفضل أصحاب حتى بعد ماعرفت أنا مين."

كان بيقيم كلامها وبيقول لنفسه "هى هربت من إللى فات بس لو حد من اهلها عرف هى قاعده فين أكيد هتبقى ف خطر حتى الشرطه مش هتسمح بكده ممكن يقبضوا عليها لإنها بنت إبراهيم المنياوى إللى قتل ظباط كتير وإللى كان هيقتلنى ف يوم من الأيام."

أدهم لآيه بإبتسامه:"أكيد طبعا يا آيه اعتبرينى صديق ليكى ، أنا موجود فى أى وقت ومش هتأخر عنك ، محتاجه أى حاجه قبل ما أمشى؟"

آيه بصت للبيت بقلق....

أدهم بإبتسامه وهو واخد باله من نظراتها للبيت:"إيه رأيك أدخل جوه واطمن إن كل حاجه تمام وبعد كده اسيبك مع نفسك إنتى والبيت؟"

آيه ماحستش بنفسها غير وهى بتبسمله بكسوف وبعد كده حطت وشها ف الأرض عشان مايلاحظش كسوفها..كانت مستغربه جدا قد إيه هى مرتاحه لمجرد وجوده معاها، حست إنها مينفعش تخاف منه وإنه هيساعدها كتير ف حياتها الجايه.

آيه بإحراج ملحوظ:" شكرا."

أدهم مد إيده نحيتها..

آيه بإستغراب وهى بتبص لإيده:"هاه؟"

أدهم بضحكه مكتومه:"طب ممكن تدينى المفتاح ولا هقول للباب إفتح ياسمسم وهو هيفتح من نفسه؟"

آيه بضحكة كسوف:"أه آسفه جدا،اتفضل."

أدهم بإبتسامه جميله :"ولايهمك عادى."

راح نحية باب البيت وآيه متابعاه بعيونها واختفى جوه البيت شويه وبعد كده طلعلها..

أدهم بتنهيده وبإبتسامه:" كل حاجه تمام، بس من الواضح إن أصحاب البيت منضفوش البيت كويس لإن شكله ماحدش دخل فيه من زمان ولا أى حاجه فيه اتلمست بس مافيش حد جوه ماتقلقيش."

كانت الشمس بتغرب ف الوقت ده وأدهم بيقرب من آيه وبيبص ف عيونها ، كانت نظرته ليها قوية جدا لدرجة إنها مكانتش قادره تبعد عيونها عن عيونه،حست إنها كويسه طول ماهو معاها ،حست إنها عاوزه تفضل معاه بأى طريقه.

أدهم بإبتسامه وبيديها المفتاح ف ايدها:"طب إيه؟"

آيه بسرحان:"هاه؟"

أدهم بضحكه مكتومه:"أشوفك بكره؟"

آيه مكانتش واثقه ف صوتها ف الوقت ده لإن قربه منها كان مخليها متوتره اكتفت بإبتسامه وهزت راسها بالموافقه وأخدت منه المفتاح، أدهم بعد عنها وراح للموتوسيكل بتاعه ولبس الخوذه وركب الموتوسيكل ، وابتسم ليها آخر إبتسامه قبل مايلف حواليها ويدخل ف ممر الخروج بتاع المزرعه، حست إنها ندمانه إنها سابته يمشى ليه ماتعرفش وبصت على البيت الضلمه إللى مستنيها تدخله ، شالت شنطتها من ع الأرض ومشيت ببطئ نحية الباب ودخلت جوا بيتها الجديد...


الفصل الرابع

دخلت البيت البسيط وأول حاجه لفتت انتباها المدخنه إلى كانت النار فيها لسه بتبتدى تنتشر، بدأت تحس بالدفا فى البيت بالرغم من إن الباب لسه مفتوح, استنتجت إن أدهم هو إللى ولع النار دى عشان تتدفى والتصرف اللطيف إللى هو عمله ده خلاها تدمع لإنها أول مره تلاقى حد مهتم بيها وخايف عليها كده ده غير إنها كانت بقالها أسبوع بتهرب من اهلها ومن كل حاجه تانيه وغير إنها كانت مجهده حست إنها أخيرا ف بيتها وإطمنت لفت وقفلت باب البيت بالترباس خوفا من إن حد غريب ممكن يجيلها بليل، اتحركت جوه البيت وهى شايله شنطتها، كانت بتتفرج على   كمية التراب إللى كانت ماليه البيت وأخدت بالها من خيوط العنكبوت إللى ف كل ركن من البيت , راحت نحية اوضة النوم و لما دخلت لقت سرير كبير قدامها بس مليان تراب حطت شنطتها ف آخر السرير, ولحسن حظها التراب ده كان على البطانيه إللى على السرير وتحت البطانيه كانت الملايه نضيفه ومافيش تراب عليها ، شالت البطانيه وطلعت بره البيت عشان تنفضها كانت مرتاحه نفسيا إنها لقت مكان تبات فيه النهارده على الأقل.. آيه بتقول لنفسها:"أنا مبسوطه جدا بغض النظر عن إنى هتعب ف الترويق بس مش مشكله المهم إنى مرتاحه ف بيتى الجديد".

بعد ما آيه نفضت البطانيه قررت إنها تتمشى ف البيت شويه لقت إن جدران البيت من الطوب والسقف معمول من الخشب بس إلى حد ما معقول ومحتاج شوية تصليحات ,كان فى شبابيك صغيره ومن الواضح إن الازاز بتاعها قديم جدا ومحتاج تنضيف برده, كان فى كنبه عند الشباك وف نفس الوقت قريبه من المدخنه, اخدت بالها إن فى دولاب كبير جواه كتب كتير، فضلت تتفرج على   الكتب إللى فيه لإنها بتحب القراءه جدا واتأكدت إن ده المكان المناسب إنه يكون بيتها ، قررت انها تبدأ ترويق من أول الدولاب لإنها ناويه تقرأ كتاب قبل ماتنام، كملت طريقها عشان تتفرج على باقى البيت لقت مطبخ صغير وجمبه ف الركن ترابيزه صغيره بكرسيين ، أخدت بالها إن فى سلم صغيره موصل لتحت نحية باب فتحت الباب لقت حمام صغير وبعد كده طلعت تانى للصاله .. كانت متفائله بأيامها الجايه ف البيت البسيط ده , لفت انتباها ادوات تنظيف ف ركن ف الصاله فقررت إنها تبدأ تكنس وتمسح الصاله الأول، استريحت شويه وحطت شوية خشب ف المدخنه عشان تتدفى أكتر نظرا لإنهم كانوا ف نص الشتاء والليل طبعا بيبقى برد اكتر عن النهار، لما خلصت ترويق الصاله قررت إنها تقرأ شويه قعدت تقرأ ف أسامى   الكتب فى منهم تعرفهم وفى ماتعرفهمش، قررت إنها تبدأ بكتاب "كبرياء وتحامل" الوحيد إللى تعرفه لإن كان معاها نسخه منه ف بيتها القديم بس نسيت تاخد كتابها وهى ماشيه ، وحشها جدا إنها تتصفح ف صفحه الدافيه ف أوضتها ، شالت الكتاب من الدولاب وراحت الأوضه وغيرت هدومها ولبست قميص نوم طويل وأخدت البطانيه من على السرير وطلعت ف الصاله وقعدت على الكنبه وغطت نفسها بالبطانيه، وقبل ماتبدأ قراءه فضلت تشم ف الكتاب وبعد كده بدأت تقرأ ف الكتاب لحد مانامت ، وبعد فتره آيه صحت على صوت ضرب نار وقامت مخضوضه والكتاب وقع منها ع الأرض ، بصت حواليها لقت النار قربت تنطفى والدنيا ضلمت ف البيت افتكرت    إنها راحت عليها نومه وهى بتقرأ ، سمعت ضرب نار مره تانيه واتأكدت إنها مكانتش بتحلم وبصت من الشباك وهى بترتعش وخايفه من المنطقه المقطوعه إللى هى عايشه فيها دى بس إللى كان مطمنها إنها كانت قافله على نفسها بالترباس ، قربت وشها من إزاز الشباك اتهيألها إنها شافت أدهم وبيبص عليها مافكرتش وقامت بسرعه وفتحت الباب وهى خايفه عشان تتأكد ، فتحت الباب مالقتش حد قدامها إتأكدت إنه متهيألها وبعد كده رجعت تانى للبيت وقفلت الباب بالترباس تانى، وحطت خشب ف المدخنه عشان تزود النار..

فى مكان تانى ووقت تانى:

أدهم وصل بيته بالموتوسيكل وآيه مش راضيه تروح من على باله وكان بيفكر ف عيلتها والموقف إللى هى فيه وإنها إزاى هتكون ف أمان ف المنطقه   المقطوعه دى كان صعب جدا عليه إنه يسيبها لوحدها هناك أول ما دخل البيت راح أوضته وغير هدومه ولبس الجاكت الجلد تانى وأخد مسدس من درج المكتب بتاعه وركب الموتوسيكل بنية إنه يلف شويه بيه ، كان عايش لوحده بعيد شويه عن زحمة القاهره ف بيت كبير لإنه كان بيحب الهدوء فضل يتحرك بالموتوسيكل كتير وكان بيفكر ف المواقف الغريبه إللى حصلت معاه النهارده ، كان جواه رغبه شديده إنه يروح يطمن عليها لف تانى وراح نحية مزرعه المحجوب القديمه قبل مايوصل بشويه نزل من الموتوسيكل وركنه بعيد واتمشى شويه لحد البيت إللى آيه كانت قاعده فيه عشان ماتحسش بوجوده ، كان   واقف بعيد ورا شجره وبيتفرج علي النار إللى هو عملها ف المدخنه ولمحها وهى بتكنس وبتمسح وبتغنى وبعد شوبه خلصت ولقاها اختفت وبعد كده ظهرت بقميص نوم ، وقعدت على الكنبه إللى عند الشباك وبدأت تقرأ ف الكتاب إللى ف ايدها إبتسم لما لقاها بتشم ف الكتاب أوهو إللى اتهيأله إنها بتعمل كده، فضل يبص حواليه وبيطمن إن مافيش قطاع طرق ف المنطقه بصلها تانى ولقاها بتقرأ قرر إنه يلف حوالين البيت ويشوف لو كل حاجه تمام ، مشى حوالين البيت وإتطمن إن مافيش حاجه خطر عليها رجع تانى وقف ف مكانه قدام الشباك لقاها نامت والكتاب ف حضنها فضل يتأملها شويه وهى نايمه وقرب جدا من الشباك عشان يتأملها أكتر وفجأه سمع صوت حركه وكلام وراه بين الأشجار لف وراح نحية الصوت ده استخبي ورا شجره لما لقى شابين من الواضح عليهم إنهم   حراميه واحد منهم بيقول للتانى:" إنت متأكد إننا هتلاقى حاجه يابنى , البيت ده مهجور من زمان وانت عارف كده كويس." .. التانى رد عليه :"ماتقلقش أكيد فى حاجه هنلاقيها هنا هنسرقها ونكسب من وراها دهب." ولسه الاتنين كانوا هيكملوا حركتهم نحية البيت لقوا أدهم قدامهم وعينه كلها شرار ورافع مسدسه نحيتهم .. وقال:"لو اتحركتوا حركه كمان هفرغ رصاص المسدس ده ف دماغكم, إنتوا بتعملوا إيه هنا؟!" ..الاتنين بلعوا رقهم بخوف وقالوا ف نفس واحد " حضرة الظابط أدهم!" .

أدهم بحده :" أمال عفريته،إنطقوا بتعملوا إيه هنا؟"

واحد منهم بتوتر:"لا ياباشا ده إحنا كنا بس بنتشمس شويه."

أدهم بنبره حاده:" أه بتتشمسوا بليل أخدت بالى إنت شايفنى عبيط يا بنى؟"..وضرب طلقه ف الهواء

الشاب التانى بخوف زايد عن حده وبإنتفاضه:" والله ياباشا إحنا آسفين وتوبنا والله و ماكناش نعرف إن ده بيتك ،يلا يابنى نجرى من هنا قبل مايعمل مننا كفته."

أدهم بحده:"إياكم أشوف وشكوا هنا تانى وإلا مش هتعرفوا أنا هعمل فيكم إيه يلا غوروا من وشى."

كانوا متنحين من كلامه فضرب طلقه تانيه ف الهواء، من خوفهم محسوش بنفسهم وهما بيجروا من قدامه.

أدهم رجع لف وبص وراه نحية البيت تانى ولما لقى آيه صحيت إفتكر أد إيه هو كان غبي ف إنه يضرب نار من غير مايحط كاتم الصوت أول مره تحصل ويبقى مشتت للدرجادى ، لقاها بتبص نحيته ولحسن حظه الدنيا كانت ليل أكيد مش هتعرف تشوفه كويس لقاها فجأه قامت فكر إنها خافت منه ، لكن لما سمع صوت ترباس الباب وهو بيتفتح استخبي ورا شجره عشان ماتكشفهوش   وبيقول لنفسه " إنتى مجنونه يا آيه إزاى تفتحى الباب كده لما تلاقى حد غريب بره وقبلها يكون فى ضرب نار لا وكمان لابسه قميص نوم إنتى غريبه." كان بيبص عليها من ورا الشجره وهى بتدور عليه بعيونها وكان تايه ف جمالها بقميص النوم وجمال شعرها إللى الهوا بيطيره ، وخدودها وشفايفها إللى لونهم بقا أحمر من البرد وبيسأل نفسه "طب هى شافتنى كويس   وعشان كده خرجت بسرعه ولا إيه؟، أنا تايه ومش فاهم حاجه." شافها وهى بتدخل البيت وحس إنها كانت مفكره إنها بيتهيألها شافت حد ، آيه قفلت الباب بالترباس وراحت أوضتها عشان تنام.. أدهم لما إتأكد إنها خلاص دخلت الأوضه , بص حوالين المنطقه تانى واتطمن ومشى راح للموتوسيكل وروح البيت.. دخل أوضته وقعد على سريره وهو بيفكر فيها, مش راضيه تروح من باله خاصة بعد ما شافها بقميص النوم الأبيض الرقيق ومش عارف يعمل إيه معاها وخاصة بعد ماعرف إنها بنت إبراهيم المنياوى هو مالهوش إنه يحميها من إجراءات الشرطه لإنه حاليا متقاعد لفتره معينه ، بس هو حاسس إنها مسئوله منه وف نفس الوقت مش قادر ينسى إللى ابوها عمله فيه وف زمايله, بيحاول يقنع نفسه إنها مالهاش دخل باللى أبوها بيعمله وف نفس الوقت عاوز يوصل لإبراهيم   المنياوى بأى تمن تفكيره راح على آيه وقال لنفسه :" لا يا أدهم مش إنت إللى تستغل بنت عشان توصل لحاجه معينه, إن شاء الله هلاقى حل وهحل كل حاجه." , كان محتار هل هى شافته فعلا ولا لأ, قرر إنه هيعرف من رد فعلها لما تشوفه بكره..


                         الفصل الخامس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>