رواية انا لك ولكن الفصل الخامس والسادس والسابع بقلم ساره بركات


 

رواية انا لك ولكن 


الفصل الخامس والسادس والسابع 


بقلم ساره بركات


الفصل الخامس

تانى يوم الصبح آيه خرجت من البيت وقفلت الباب وراها وبدأت تمشيها للكليه، طول ماهى ماشيه كانت بتتفرج على المكان حواليها لقت حتة أرض فاضيه قدام البيت جاتلها فكره حلوه جدا إنها تزرعها لما ترجع بس افتكرت إنها مش معاها فلوس عشان تشترى بذور حتى جه على بالها أروى محجوب صاحبتها وقالت:"أنا هروح لأروى النهارده أستلف منها فلوس لحد ما أقبض يارب توافق." لقت كميه كبيره من الخشب جمب البيت فرحت جدا إن الكميه دى هتكفيها الفتره الجايه عشان تدفى بيها البيت ،كانت أول مره تحس إنها حره من كل حاجه ماضيها وعيلتها ومن الشخص الجبان إللى فكرت إنه بيحبها قبل مايجرى ويسيبها ف وسط ضرب النار إللى كان بيتضرب عليهم، فضلت ماشيه لحد ماخرجت بره طريق المزرعه فضلت تتاوب بسبب إنها منامتش كويس,كانت صاحيه طول الليل على سريرها خايفه وبتفكر ف ضرب النار إللى حصل عند البيت والشخص إللى شافته إللى اتهيألها إنه أدهم وبعد كده اختفى حست إن دى كلها تهيؤات وإن ضرب النار إللى حصل ده بسبب إن ممكن يكون حد مثلا كان بيصطاد حاجه نحية البيت, قررت ساعتها إنها هتحاول تنسى الموضوع ده..

آيه بتأفف من الطريق: "دى حاجه متعبه جدا يعنى إنى كل يوم الصبح بدرى آخدها مشى عشان ألحق أوصل قبل ما الطلبه ييجوا الكليه ، حتى مش هينفع أسهر شويه أقرألى حاجه قبل ما انام زى ما كنت عامله حسابى، يلا مش مشكله هبقى أقرأ ف الاجازات وخلاص."

بعد فتره آيه وصلت الكليه وسلمت على السكرتيره بالرغم من إللى هى عملته معاها امبارح بس هى عدت الموضوع عشان خلاص أدهم مش هيطردها ، ضحكت لما إفتكرت الموقف بتاع إمبارح لما مكانتش عارفه إن ده دكتور أدهم, فضلت ماشيه ف ممر الكليه إللى كان مليان بالطلبه لحد مافى حد وقف قدامها بصت لقته أحمد بيبصلها وبيضحكلها...

آيه بإبتسامه:"صباح الخير يا أحمد ، معلش إعذرنى لازم أدخل القاعه قبل ما المحاضره تبدأ."

أحمد:"لسه فى وقت كتير ماتقلقيش،ليه مستعجله كده؟"

آيه:"ماينفعش أتأخر يا أحمد، ده شغلى أنا مش طالبه هنا يعنى عشان اطفش من المحاضرات وقت ما أبقي عايزه كده, ولازم أوصل قبل ما الطلبه كلهم يوصلوا ، فعشان كده أنا هبقي متأخره ، عن إذنك."

أحمد وهو واقف جمب آيه:"خلاص أنا همشى معاكى لحد المكتب, يعنى انتى بقا بتشتغلى هنا مساعده لدكتور أدهم يعنى مش طالبه؟"

آيه:"أيوه."

أحمد:"إزاى؟ اقصد أسأل هو إنتى مدخلتيش كليه قبل كده ولا دخلتى ولا إيه ؟ إنتى شكلك صغير جدا."

آيه:"لا أنا أتخرجت من 3 سنين عقبالك."

أحمد وهو بيفتحلها باب القاعه:"أها تمام , طب بقولك أنا عازمك على حفلة عيد ميلاد واحد زميلنا بكره بليل هيعملها هنا ف كافيه كبير قريب من الكليه عشان الكل يعرف ييجى, ها إيه رأيك هننبسط جدا."

آيه وهى بتتهرب منه:"مش عارفه ظروفى هتبقى إيه ساعتها, وبعدين ماقدرش أنكر يعنى إنى ماينفعش أجى فاهمنى , يعنى انتم هتبقوا طلبه مع بعض وأنا مش ف سنكم ده غير إنى بشتغل هنا فمش حابه أسمع كلمه مش لطيفه من حد."

أحمد:"على فكره عادى فى دكاتره بنعزمهم وبيحضروا إشمعنا انتى مش هينفع تيجى؟"

وصلوا لمكتب آيه وحطت شنطتها على المكتب..

آيه:"بص يا أحمد ، هو أنا شايفه إنى مش هينفع إنى أروح معاك للحفله دى, إنت مجرد طالب يعنى وأنا مجرد مساعده هنا والمنظر مش هيكون لطيف يعنى, فاهمنى؟"

أحمد:"أديكى قولتى أهوه إنتى مساعده يعنى مافيش أضواء حواليكى يعنى ماحدش هيتكلم يعنى أعتقد إن دى هتبقى فرصه جميله جدا إنك تيجى ومن خلالها نتعرف أنا وإنتى على بعض أكتر ونبقى أصحاب بعدها, إيه رأيك؟"

آيه مش مرتاحه لكلامه معاها ومش عارفه ترد تقول إيه أو تخرج من الورطه دى ازاى.

آيه:"اممممممم , مش عارفه الصراحه هفكر ف الموضوع ده, تمام؟"

أحمد كان بيبصلها من فوق لتحت جامد كأنه بيتفحصها, حست وقتها إنها عاوزه الأرض تنشق وتبلعها من نظراته دى.

أحمد بغمزه:"تعرفى..."

قطع كلامهم صوت أدهم وهو فى مكتبه...

أدهم:"آيه تعالى عاوزك."

آيه بتنهيده:"حاضر يا دكتور."

آيه بإبتسامة فرحه لأحمد:"عن إذنك."

آيه مشيت وكانت مبسوطه إن أدهم أنقذها من أحمد..،وقفت قدام المكتب وكالعاده استنت لحد ما أدهم يسمحلها تدخل ، أدهم قالها تدخل وتقعد على الكرسى إللى قدام مكتبه , مكانتش عارفه تفسر النظره إللى كان بيبصلها بيها لما كان بيقولها تدخل بس انتهت بسرعه.

أدهم بإستفسار:"أحمد ضايقك ف حاجه؟"

آيه:"لا يا دكتور, هو بس كان بيعزمنى على حفلة عيد ميلاد واحد صاحبه بكره بليل."

أدهم:"أها تمام , ناويه تروحى؟"

آيه:"معتقدش, مش حابه يتقالى كلمه سخيفه وخاصة إن المنظر مش هيكون لطيف ده غير إنى معرفش حد هنا غير حضرتك, وبعدين انا مشغوله جدا وعندى حاجات كتير يعنى عاوزه أعملها ف البيت , فأكيد لا مش هروح."

أدهم وهو بيبتسم لآيه بإرتياح وبيديها ورقه صغيره:"بعد اذنك , دى أسامى شوية مجلدات عاوزك تروحى مكتبة الكليه وتجمعيهم ليا ده لو معندكيش مانع يعنى؟"

آيه إستغربت من طلبه وبصت على كمية الكتب إللى ف مكتبه ومش عارفه تستوعب إنه محتاج كتب تانيه غير الكتب الكتير إللى قدامها فى الورقه دى , أدهم أخد باله من إستغراب آيه وعينهم جات ف عيون بعض وابتسملها إبتسامة فيها شئ من التسليه مما خلا قلبها يدق بسرعه واتكسفت ، قامت ومشيت من المكتب بسرعه.

بعد ما المحاضره الأولى بدأت بفتره آيه كانت راجعه من المكتبه وهى معاها كميه بسيطه من الكتب إللى كان أدهم طالبهم وحاولت على قد ماتقدر ماتشوشرش على المحاضره وأخدت بعضها ودخلت المكتب بتاع أدهم عشان تحط الكتب على مكتبه, خرجت من اوضة المكتب بتاعه وراحت على المكتب بتاعها ومش عارفه هتعمل إيه بعد كده, قعدت وبدأت تطلع الكتاب بتاعها من الشنطه عشان ناويه تقرأه فى وقت الإستراحه بتاعة الغداء ولما جت تحطه قدامها لفت إنتباهها موبايل محطوط على المكتب سألت نفسها " موبايل مين ده؟!"

بصت حواليها على إعتقاد إنها ممكن تلاقى حد من الطلبه بيدور على موبايله بس مالقتش وبعد كده قالت لنفسها :"ممكن يكون أدهم حط موبايله هنا بالصدفه قبل ما يبدأ المحاضره."

آيه بصتله وهو بيشرح , كان ساعتها بيلف ورايح نحية السبوره البيضاء إللى كانت وراه عشان يكتب حاجه تبع المحاضره ولاحظها وهى بتبصله , آيه بصت للتليفون وبعدها رجعت بصتله تانى, أدهم استنى شويه وبعد كده ابتسملها وكمل كتابه على السبوره وبعد كده كمل محاضرته.

آيه فضلت متنحه للموبايل شويه قبل ماتحطه على جمب وبتقول لنفسها :"أكيد هييجى ياخده لما يحتاجه."

لاحظت إن الموبايل تحته أوراق وعليهم ملحوظه مكتوب فيها:"ممكن تودى الورق ده للمكتب بتاعى وتسجلى الدرجات بتاعة الطلبه ف ملف كل واحد فيهم على الكمبيوتر قبل ماتوزعيهم؟"

أخدت كمية الورق ودخلت تانى لمكتبه عشان تبدأ شغل,كانت مستمتعه وهى بتسمع محاضرته وهو بيشرح وكانت بتقارن بين معلوماتها و معلوماته وطبعا هو إللى كسب ماتجيش حاجه قصاده ف المجال ده, سمعته وهو بيخلص المحاضره ، والطلبه رايحين نحيته, آيه بصت لأدهم إللى كان نحية باب مكتبه و حواليه بنات كتير بيسألوه عن المحاضره، اتضايقت وفى نفس الوقت استغربت من التصرف الغريب بتاعها ده, رجعت تكمل إللى بتعمله وبتحاول تبرر لنفسها هى اتضايقت ليه وبتقول :"إحنا أكيد قلنا إن إحنا أصحاب , بس هو لسه برده الدكتور إللى بشتغل معاه , وإنى أحس بحاجه نحيته مش هتبقى حاجه كويسه خالص, وأنا أكيد مش ناويه على حاجه من نحيته , كفايه العلاقه إللى أنا هربت منها , الفكره إللى أخدتها عن الرجاله بسببها عموما مش كويسه بسبب والدى إللى كان بيتحكم فيا وخطيبي إللى مكنش كويس ده غير إنه جبان وإنه كان عاوز يضحى بيا وينقذ نفسه."

حست بقرف لما افتكرت خطيبها وكانت مبرقه للشاشه إللى قدامها.

أدهم بسخريه:" ماتخوفيش الكمبيوتر بتاعى هو عملك إيه بس عشان تبصيله كده؟"

آيه فاقت من إللى هى فيه وغمضت عيونها وأخدت نفس عميق قبل ماتفتحهم وترجع لأرض الواقع,أدهم كان بيلف حوالين المكتب عشان يقف جمبها وهى قاعده على الكرسى بتاعه وكان ماسك الموبايل إللى كان على مكتبها بره وبيقدمهولها..

أدهم:" إنتى ما أخدتيش الموبايل ليه؟،أنا شايف إنك محتاجاه لحد ماتشتري واحد."

آيه فتحت بوقها من المفاجأه وبصت على الموبايل إللى ف إيد أدهم,مكانتش متعوده إن حد يعمل معاها كده رفعت عيونها وبصت لأدهم مش متأكده من إللى هو قاله وبتسأل نفسها :"إيه المقابل إللى هو محتاجه منى؟!"

كان شايف نظرة الدهشه إللى ف عيون آيه إللى قلبت على نظرة إرتباك وبعد كده قلبت على نظره غامضه كأنها بتشك فى حاجه.

أدهم:" لو إنتى حابه تستنى شويه على ماتشترى واحد ليكى خلاص تمام مافيش مشكله , أنا بس حبيت أبقى مطمن عليكى وهو معاكى عشان لو فى حاجه حصلت أو لو احتاجتى حاجه تقدرى تتصلى بأى حد, ده انا حتى سجلت رقم يحي محجوب ورقمى, هو فى أرقام تانيه محتاجه تسجليها؟"

آيه هزت راسها ب "لا" , وأخدت الموبايل منه إيده بتردد , أدهم كان مستغرب خوفها المفاجئ.

أدهم:"إنتى كويسه؟, على فكره إنتى مش مضطره تاخديه يعنى لو إنتى مش محتاجاه."

آيه بصوت هامس من غير ماتبص لأدهم:"إنت عاوز إيه منى فى المقابل؟"

أدهم إرتبك من ردها بس رد عليها بنفس الهمس

أدهم:"أكيد مش عاوز حاجه يا آيه."

رفعت عيونها من على التليفون وبصت فى عيون أدهم إللى كان الارتباك وقلقه عليها واضحين ف عيونه وهو بيبصلها.. فضلوا كده فتره من غير مايتكلموا, كانوا بيحاولوا يفكوا شفرة بعض لوقت طويل بنظراتهم..

أدهم بضحكه خفيفه:"كل إللى محتاجه منك إنك تردى عليا أول ما أتصل عليكى أو تردى عليا ف رساله مش اكتر."

آيه ضحكتله القلق نحيته راح منها وقررت إنها تثق فيه...

آيه بهمس وكسوف:"تمام."

خلصت أخر ورقه وقفلت الكمبيوتر وبعدها وقفت عشان تخرج لكن أدهم ماتحركش من مكانه فخبطت فيه , فضلوا واقفين قريبين من بعض جدا لدرجة إنها كانت سامعه صوت أنفاسه ،رفعت راسها وبصت ف عيونه..كانت قريبه منه لدرجة إنها حاسه بحرارة جسمه ,على عكس أحمد إللى خافت من كلامه معاها وقربه منها إنما أدهم مكانتش حاسه إنها عاوزه تبعد عنه وهى معاه, كانت شايفه ف عيونه حنيه ودفا عمرها ماشافتهم ف حد قبل كده واتفاجأت إن قلبها فضل يدق كتير ، وفى نفس الوقت أدهم كان حاسس إن قلبه بيدق من قربها ليه وكانت نظرته ليها قويه وف نفس الوقت فيها حنيه, أدهم إبتسملها وبعد شويه عشان تعدى, ندم لإنه كان نفسه يفضل قريب منها , وهى خارجه من المكتب بصت وراها لقته بيبصلها ..

آيه بتوتر:" مش محتاجنى أمسح السبوره لحضرتك؟"

أدهم بإرتباك:"أكيد, وفى شوية أوراق بره على مكتبك محتاجك تسجليهم ف الملفات على الكمبيوتر برده بعد ماتخلصى."

كانت متابعاه بعيونها وهو بياخد كتاب من الكتب إللى جابتها من المكتبه وقعد على كنبه كبيره موجوده ف ركن المكتب بتاعه عشان يقرأه.

باقى اليوم عدا بنفس الروتين آيه كانت بتسجل الدرجات و بتمسح السبوره بعد كل محاضره وقضت إستراحة الغداء بتقرأ فى الكتاب بتاعها, وأدهم كان بيدخل المكتب عشان يقرأ من الكتب إللى آيه جابتهمله , وكان بيخرج لما بييجى وقت المحاضره إللى عليها الدور.

فى نهاية اليوم كانت بتحط حاجتها ف الشنطه ومنهم التليفون إللى أدهم إداهولها,بصت لأدهم إللى واقف حواليه مجموعه من البنات بيسألوه أسئله تخص المحاضره إللى خلصت,،، قررت إنها تمشى من غير ماتزعجه لإنها وراها مشوار مهم إنها تروح لأروى عشان تشوف لو معندهاش مانع تسلفها فلوس عشان تشترى البذور, خرجت من القاعه وسمعت صوت وصول رسالة على تليفونها وهو ف الشنطه, خرجته من الشنطه وكانت متفاجأه من الرساله إللى أدهم باعتهالها :"المره الجايه إبقى عرفينى إنك ماشيه , شكرا على تعبك النهارده , أشوفك بكره."

ماعرفتش إيه إللى بيحصل, قلبها كان بيدق جامد وهى بتقرأ رسالته وبتسأل نفسها:"هل فعلا يهمه إنى معرفتهوش إنى ماشيه حتى وهو حواليه بنات كتير؟!"


الفصل السادس

كانت واقفه قدام بوابه حديد لقصر كبير حواليه حراس كتير ومتوتره أخدت نفس عميق و بتحاول تقنع نفسها إن كل حاجه هتكون تمام وبتفكر نفسها إن صاحبتها أروى عايشه هنا ف نفس القصر ده معاهم، قبل ماتيجى هنا كانت دايما بتاخد كل الحرص من العيله دى من   حكاوى والدها عنهم وأد إيه هما بشعين ووحوش لكن أروى طمنتها قبل ماتيجى إنهم مش زى ماهى سمعت عنهم وإللى طمنها أكتر إن أروى تبقى بنت عمهم ومن معاملتها معاها ماشافتش أى حاجه وحشه منها بالعكس لقت حب وطيبه ، قررت إنها تتكلم مع حد من الحراس عشان يدخلها للقصر..

آيه لأحد الحراس: "لو سمحت ، أنا جايه لأروى محجوب هى موجوده هنا؟"

الحارس وهو بيبصلها من فوق لتحت:" أقولها مين يافندم؟"

آيه:" آيه المنياوى."

الحارس وهو معقد حواجبه بضيق:" ممنوع دخول حد من عيلة المنياوى هنا."

آيه:"أنا أسفه بجد بس أنا محتاجه أتكلم معاها ضرورى."

الحارس بنبره حاده:"مش مشكلتى يا آنسه ممنوع الدخول."

وفى اللحظه دى كان فى عربيه لونها أسود كبيره كانت مقربه نحية القصر، الحارس اتحرك وقال فى اللاسلكى بصوت حاد :"إفتحوا البوابه ليحي بيه بسرعه."

آيه كانت زعلانه جدا من معاملة الحارس ليها وقررت إنها تمشى ومش واخده بالها من كل الاحداث إللى حواليها بسبب زعلها، كانت ماشيه سرحانه والعربيه بتعدى من جمبها مفاقتش غير والعربيه بتفرمل ، بصت   وراها للعربيه لقت حد من الحراس بيفتح باب العربيه إللى ورا ، نزل منها شاب طويل مفتول العضلات لابس بدله سوده ، اتفاجأت آيه إنه بدل مايدخل القصر كان جى نحيتها ولما قرب وضحت ملامحه بالنسبه لآيه وعرفت هو مين كان شعره بنى وعينه لونها أخضر إتأكدت وقتها إنه يحي محجوب من وصف أروى عنه ليها زائد إنها كانت ورتلها صور العيله..

يحيى وهو بيقرب منها وبيمد إيده نحيتها عشان يسلم عليها:" آنسه آيه إزيك؟ ماقلتليش إنك جايه ليه؟"

آيه بتعجب وبتمد إيدها بقلق وبتسلم:" أنا الحمدلله كويسه، هو حضرتك تعرفنى؟"

يحيى بإبتسامه ساحره:"أكيد طبعا، دى أروى دايما بتكلمنا عنك هى مقالتلكيش ولا إيه ،أمال كنتم قاعدين مع بعض بتعملوا إيه؟"

آيه وهى بتبعد إيدها:"هو أنا الصراحه لسه جايه مالحقتش أقابلها."

يحيى بتعجب:"أمال إنتى ماشيه ليه؟!"

آيه بتوتر وهى بتبص على الحارس إللى منعها من الدخول:"عادى، قلت أجى مره تانيه."

يحيى كان متابع نظرات التوتر إللى كانت ف عيونها وفهم السبب إيه..

يحيى بهدوء مصطنع:"لا هتدخلى معايا عاوز أتكلم معاكى شويه."

آيه:"بس..."

آيه مالحقتش تكمل كلامها لإن يحي مسك إيدها وخلاها تركب معاه ف العربيه جمبه.. قبل ما العربيه تتحرك وتدخل من البوابه الخارجيه للقصر، يحيى فتح شباك العربيه وشاور للحارس إللى منعها من الدخول عشان يجيله..

الحارس:"أمرك يا يحيى بيه."

يحيى للحارس بحده:"إنت مطرود ،مشوفش وشك هنا تانى."

وأمر السواق إنه يتحرك بدون مايدى فرصه للحارس إنه يتكلم أو يدافع عنه نفسه، آيه كل ده كانت متابعه الموقف ومتفاجأه من تصرف يحي ومن إللى عمله وف نفس الوقت خايفه منه فضلت سرحانه ف أفكارها لحد   ماوصلوا للبوابه الداخليه بتاعة القصر، نزلوا من العربيه ودخلوا القصر وأثناء الترحيب العظيم من الخدم ليحيى،آيه كانت بتتفرج على جدران القصر وألوانه الجميله لحد ماقطع سرحانها ايد يحي إللى على كتفها..

يحيى:"آنسه آيه،إنتى معايا؟"

آيه وهى بتبص ليحي:"هاه،اه مع حضرتك."

يحيى بإبتسامه:"مابلاش حضرتك دى أنا مش كبير اوى كده،إسمى يحيى عادى يعنى."

آيه:"خلاص تمام ماشى بس شرط."

يحيى:"إيه هو؟"

آيه:"إنك تبطل تقولى آنسه، انا مش غريبه عنكم ولا إيه؟"

يحيى بإبتسامه وهو بيبص ف عيونها:"أكيد طبعا."

سادت لحظه صمت بين الطرفين وآيه مش فاهمه يحي بيبصلها كده ليه فقررت إنها تتكلم..

آيه:" هو حضرتك كنت عاوز منى حاجه صح، ولا انا متهيألى؟"

يحيى بإبتسامه:" لا مش متهيألك، أنا كنت حابب أتكلم معاكى شويه قبل ماتقابلى أروى."

آيه:"تمام بس هى أروى ماتعرفش إنى هنا لسه."

يحيى بإبتسامه:"وإنتى سرحانه قلت للخدامه تطلعلها وتعرفها إنك هنا ، ممكن بقا ندخل المكتب بتاعى؟"

آيه:" تمام."

فى المكتب:

كان يحي قاعد على كرسى المكتب وآيه قاعده على الكرسى إللى قدامه وباصه ف الأرض ومتوتره حبت إنها تبدأ الكلام..

آيه:"أنا آسفه على الازعاج بس أنا كنت عاوزه أروى ف موضوع مهم."

يحيى:"إزعاج إيه بس متقوليش كده ، ممكن تقوليلي إنتى محتاجه أروى ف إيه؟"

آيه توتر وخجل زائد عن حده:"كنت بس محتاجه أستلف منها فلوس لحد ما أقبض عشان كنت عاوزه أشترى شوية بذور وأشتري أكل ، بس والله هسدد الفلوس لما أقبض المرتب علطول."

يحيى بضيق:"متقوليش كده يا آيه ده عيب فى حقى أنا *يحيى وهو بيخرج دفتر شيكات من درج المكتب وبيكتب فيه* اتفضلى الشيك ده هاتى بيه كل إللى إنتى عاوزاه ولو احتاجتى أى حاجه أو فلوس بعد كده قوليلي ماتتكسفيش."

آيه أخدت الشيك منه بتوتر وخجل وبتقول:"شكرا."

يحيى بإبتسامه:" العفو، دلوقتى يا آيه أنا حابب أوضح سوء التفاهم إللى أكيد مخوفك وموترك منى زى مانا شايف دلوقتى"

آيه وهى بترفع راسها بصدمه وبتلعثم :"هاه، أنا أسفه بس أنا ماكنتش أعرفكم قبل كده و.."

يحيى مقاطعها بإبتسامه وبهدوء:"عارف ومصدقك، دلوقتى أنا عاوز أقولك إعتبرى نفسك واحده من عيلة المحجوب مش من عيلة المنياوى ، ولو احتاجتينى ف أى وقت عرفينى و هتلاقينى معاكى وجمبك ومش هسيبك إنتى زى أروى بالنسبالى، بالنسبه للعداوه إللى بينا وبين والدك دى مالكيش علاقه بيها إبراهيم المنياوى حاجه وإنتى حاجه تانيه خالص، فهمتينى؟"

من كلام يحيى ولطفه معاها دموعها خانتها لإنها أول مره تشوف حد بيتعامل معاها كده، يحيى قام من على مكتبه وقعد فى الكرسى إللى قصادها ومسك ايدها..

يحيى وهو بيبص ف عيونها إللى بتبكى وبحزن:"أنا آسف إنى ضايقتك أنا ماكنتش أقصد."

آيه:"لا ولايهمك إنت مضايقتنيش بالعكس أنا فرحانه إنى معاكم ودلوقتى إتأكدت إنى فى إيد أمينه."

يحيى بإبتسامه وهو بيقرب منها عشان يمسح دموعها بإيده:"طب ممكن بقا بعد إذنك ماتعيطيش عشان الزعل مش لايق عليكى."

آيه اتحرجت جدا ووشها بقا لونه أحمر وهو بيمسحلها دموعها وبيبص ف عيونها وإللى أنقذها دخول أروى عليهم.

آروى:"آيه اخيرا جيتى أنا مش مصدقه بجد أنا....."

أروى إتفاجأت من قرب يحي لآيه إللى بتبصلها بصدمه وف نفس الوقت حاسه إنها منومه مغناطيسيا من قربه حاولت تشيل ايدها من ايده وبالفعل نجحت وقامت عشان تحضن أروى..

أروى وهى بتحضن آيه بهمس:"ماشى أما اشوف ياست الأستاذه لما نطلع أوضتى بس."

بعدوا عن بعض وأروى بصت ليحي ..

أروى بإبتسامه:"مساء الخير يا أبيه يحي."

يحيى بإبتسامه وهو بيبص لآيه إللى مكسوفه من نظراته ليها:" مساء الخير يا أروى."

أروى وهى متابعه نظرات يحيى:"آه ، طب عن إذنك بقا يا أبيه أنا هاخد آيه أوضتى عشان نرغى شويه."

يحيى بإبتسامه:"إتفضلوا وأنا هخليهم يجهزوا الغداء على ماتخلصوا."

أروى مسكت آيه من دراعها وطلعوا فوق ف اوضتها..

أروى :" يبقى أنا يا آيه أدخل عليكم المكتب ألاقى أبيه يحيى مقرب منك أوى كده لا وكمان ماسك إيدك وبيمسحلك دموعك!"

آيه:"مش فاهمه تقصدى إيه يا أروى؟"

أروى:"أقصد إنى عمرى ماشوفت أبيه يحيى مقرب من حد أوى كده من ساعة ماساب الشرطه ومسك شركات عمى الله يرحمه ده غير إنى معرفش السبب إيه، ده حتى أنا بيكلمنى من بعيد لبعيد أنا مستغرباه."

آيه :"مش عارفه بجد."

أروى:" فكك المهم إحكيلي بقا عملتى إيه ف اليومين إللى فاتوا دول وبعدين إخص عليكى لسه فاكره تجيلي النهارده يا آيه ده أنا كنت قلقانه عليكى جدا وخاصة إنك مش معاكى موبايل إنى أطمن عليكى منه."

آيه:" خلاص إهدى طيب أنا معايا موبايل استنى هديكى رقمى."

أروى:"إزاى؟!"

آيه بضحكه :"زى الناس."

آروى:"بلاش هزار جبتى الموبايل إزاى وانتى مكنش معاكى غير الفلوس إللى كنت مدياهالك؟"

آيه بإبتسامه:"أدهم إداهولى."

أروى بإستفهام:"ومين أدهم ده إن شاء الله؟"

آيه بإرتباك:"أقصد دكتور أدهم الشرقاوى إللى بشتغل معاه."

أروى:"إزاى يابنتى هو مش انتى كنتى هتشتغلى مع دكتور فتحى ، أبيه يحيى كان مقدملك على الأساس ده."

آيه:"اه ماهو أنا كنت رايحه على الأساس ده فعلا بس الأمور إتغيرت وفى الآخر بقيت مع دكتور أدهم."

آيه ذكرت اسمه بهمس وسرحان لاحظته أروى..

أروى بتريقه:" ياسيدى ،وإيه كمااااان؟"

آيه:"هاه، بس بقا يا أروى."

أروى:"الله وأنا مالى يا لمبى شوفى نفسك وانتى بتتكلمى عنه شكلك عامل إزاى."

آيه مسكت المخده الصغيره إللى قدامها ورمتها ف وش أروى عشان تسكت،وفى الوقت ده قطع حوارهم خبط على الباب ، أروى فتحت الباب كانت الخدامه بتقولها إن الغداء جاهز وكلهم متجمعين على السفره تحت ومستنيينهم.

أروى:"يلا يا آيه عشان أعرفك على باقى العيله."

آيه ساعتها حست بتوتر وقالتلها..

آيه:"بصى يا أروى أنا متأخره جدا ولازم امشى بسرعه مره تانيه بقا."

أروى:"إنتى بتتكلمى بجد!!إنتى كده بتزعلينى أنا ، انا عاوزاكى تتعرفى على أهلى يا آيه ماتقلقيش مش هيعملولك حاجه وحشه إنتى شوفتى يحي كويس اهوه وبهاء زى ماحكتلك وعمر..."

سكتت أروى شويه ومش عارفه تقول إيه عن عمر وكملت

أروى:"يلا يا آيه بقا ماتزعلنيش منك."

آيه بإستسلام:"حاضر".

نزلوا لأوضة السفره كان فيها كل ماطاب ولذ وكان قاعد على السفره يحي وشابين تانيين..

أروى وهى ماسكه آيه من ايدها وبتشاور على واحد منهم:"آيه أعرفك على بهاء خطيبى."

وقف بهاء وسلم على آيه كان شاب متوسط الطول ووسيم لون شعره أسود وعيونه بنى..

بهاء بإبتسامه:"أهلا آيه نورتينا جدا اتشرفت بمعرفتك."

آيه بإحراج:"الشرف ليا،شكرا."

آروى:" وده بقا يا ستى عمر."

عمر وهو بيقوم:"أبيه عمر يابت."

أروى:" بت ماتبتك، وبعدين إنت أبيه إنت؟ ده أنت أكبر منى بسنتين بس وبعدين تحمد ربنا إنى مش بقولك ياض عشان بس أبيه يحيى منبه عليا وأنا مش عاوزه أزعله منى."

عمر كان لسه هيرد على أروى بس وقفه صوت يحي..

يحيى بهدوء مصطنع:"خلاص يا أروى عيب كده مش قدام آيه."

عمر وهو رايح يسلم على آيه وبيبصلها من فوق لتحت بتمعن:"منورانا يا جميل."

آيه بإحراج وخوف وهى بتسلم:"شكرا لحضرتك."

يحيى وهو متابع نظرات عمر لآيه:"إتفضلى يا آيه إقعدى جمب أروى ،وإنت يا عمر إرجع مكانك."

بعد ما خلصوا أكل كلهم كانوا قاعدين فى أوضة الضيوف ويحي بيتكلم مع بهاء وعمر عن الشغل، آيه كانت بتبص للساعه كل شويه وأروى لاحظتها..

أروى بهمس:"فى إيه؟"

آيه بهمس:"لازم أمشى يا أروى أنا إتأخرت جدا والدنيا بقت ليل مش عارفه هروح ازاى."

أروى بزعل:" هو إنتى مش هتباتى معايا النهارده؟!"

آيه:"أنا آسفه والله يا أروى بس ماينفعش وإنتى عارفه كده كويس."

فى الوقت ده يحي جات عينه عليهم ولاحظ زعل أروى..

يحيى:"فى مشكله يابنات؟"

آيه بتوتر:"لا مافيش مشكله،أنا بس كنت بقول لأروى إنى هروح شكرا على ضيافتكم أنا إنبسطت جدا."

يحيى بتعجب:"أنا كنت عامل حسابى إنك تباتى مع أروى النهارده."

آيه وهى بتبص لعمر إللى مركز معاها وبتوتر ملحوظ:"معلش مره تانيه،أنا حقيقي لازم أمشى."

يحيى وهو متابع نظراتها:"تمام إستنى هوصلك عشان أطمن عليكى."

آيه:"بس حضرتك مافيش عربيه تقدر تدخل طريق المزرعه لإنه ضيق."

يحيى بإبتسامه:"إنتى بتعرفينى على مزرعتى ولا إيه؟"

آيه بإحراج:"أنا آسفه ماقصدش يعنى أقصد.."

يحيى مقاطعها:"ولا يهمك أنا فاهمك ماتقلقيش فى طريق تانى بس طويل شويه هندخل منه للمزرعه."

آيه بإبتسامه:"شكرا."

يحيى:"العفو."

آيه راحت تسلم على أروى إللى لسه زعلانه..

آيه:"معلش يا أروى تتعوض مره تانيه."

أروى بإبتسامه:"ماشى يا آيه، إبقى طمنينى عليكى."

آيه بإبتسامه:"حاضر ماتقلقيش."


الفصل السابع

خرجت هى ويحيى من القصر بعربيه غير العربيه إللى كانت راكبه فيها وهى جايه كانوا راكبين هى ويحيى بس وبدون حراسه،كانت سرحانه وقاطعها صوت يحي..

يحيى وهو مركز فى السواقه:"مالك؟"

آيه:"مافيش مستغربه بس ليه ركبنا عربيه تانيه وليه مافيش حرس مش اكتر."

يحيى:"عشان لاحظت إنك كنتى متوتره النهارده بسبب وجود الحراسه وشكل العربيه فحبيت إنى مابقاش سبب فى أى توتر يحصلك بعد كده."

آيه بخجل:"شكرا."

يحيى:"العفو على إيه بس."

آيه:"ممكن أسألك سؤال؟"

يحيى بإبتسامه ساحره:"إتفضلى."

آيه:"هو حضرتك عرفت منين إنى آيه أكيد مش من مجرد حكاوى أروى عنى يبقى إنت كده عرفتنى ، صح ولا إيه؟"

يحيى بضحكه مكتومه:"عندك حق."

آيه:"أمال عرفتنى منين؟!"

يحيى:"بصى ياستى ببسساطه كده أروى لما كانت بتكلمنى عنك كتير وبتصدعنى بسيرتك آسف ع الكلمه دى يعنى، ورتنى صورك وساعتها قلت عندها حق ف إنها تصدعنى كده هى معرفتش توصفك قد ما الصور وصفتك *وبعد كده بصلها* بس طلعتى أحلى من الصور بكتير على فكره."

آيه بخجل زائد عن حده:"شكرا."

يحيى وهو مركز ف الطريق:"ممكن أسألك إنتى بقا سؤال؟"

آيه:"إتفضل."

يحيى:"إيه إللى ضايقك من نحية عمر؟"

آيه بتوتر:"مش عارفه أنا آسفه جدا والله مش بإيدى أنا..."

يحيى مقاطعها:"ماتتأسفيش أنا بس كنت عاوز أعرف ليه إتوترتى كده لما جه يسلم عليكى؟"

آيه:"مش عارفه بس هو إحساس كده بيبقى جوايا وغالبا بيبقى صح،أنا آسفه بجد إنى بقول كده على أخوك."

يحيى وهو بيبصلها بإبتسامه:"عادى المشاعر مش بإيدينا."

آيه بخجل :"ممكن أسألك سؤال تانى؟"

يحيى بضحكه وهو بيسوق :"أكيد طبعا."

آيه:"هو إنت إزاى بتعرف إذا كنت متوتره ولا لأ ، اقصد إزاى فاهمنى كده؟"

يحيى بإبتسامة حزن:"أنا ظابط سابق يعنى بعرف كل حاجه، بعرف الكذاب من الصادق بعرف إمتى الشخص يبقى متوتر وإمتى الشخص يبقى مرتاح،وبس فهمتى؟"

آيه:"أها، طب ممكن سؤال تانى لو مافيهاش إزعاج طيب أنا عارفه إنى رغايه أنا آسفه."

يحيى بضحكه :"قلتلك ماتتأسفيش إسألى برحتك."

آيه وهى بتبص ليحي:"هو انت سبت الشغل ليه؟

اختفت الإبتسامه من على وش يحيى وعقد حواجبه بضيق وهو بيبص للطريق ، آيه فضلت إنها تسكت وماتتكلمش أكتر من كده .. سادت لحظة صمت بين الإتنين لحد ماوصلوا للمزرعه، نزلوا من العربيه..

آيه بإبتسامه وهى بتبص ليحيى:"شكرا إنك وصلتنى."

يحيى بملامح خاليه من المشاعر وهو بيبص لآيه:"العفو أنا معملتش غير الواجب،إدخلى البيت وأنا هجبلك خشب عشان تتدفى."

آيه:"لا متتعبش نفسك أنا إللى..."

يحيى مقاطعها بهدوء:"إدخلى يا آيه أنا هجيبهم."

آيه بإبتسامه:"ماشى ،شكرا."

دخلت البيت ويحيى كان بره بيتفحص المكان لإنه حاسس إن فى حاجه غريبه ومش فاهمها وبعد كده راح أخد شوية خشب ودخل البيت وحطه فى المدخنه،،،كانت واقفه بتعمل شاى فى المطبخ...قطع تركيزها صوت يحيى...

يحيى لآيه:"من الواضح إنك شاطره."

آيه بإستفاهم وهى بتبصله :"مش فاهمه؟"

يحيى وهو بيبصلها:"أقصد عرفتى تنضفى البيت كويس ،أنا آسف انشغلت كتير جدا مكنش عندى وقت لدرجة إنى نسيت أبعت حد ينضفه."

آيه بإبتسامه وهى بتصب الشاى فى الكوبايات:"ولايهمك وبعدين دى كانت فرصه حلوه إنى أتعرف على بيتى الجديد..."

سكتت آيه وكملت بهمس:"لو إنت حابب إنى أفضل هنا يعنى."

يحيى:"أكيد طبعا البيت بيتك وإعملى فيه كل إللى يعجبك هو بس صغير شويه ، أنا كنت باجى هنا أغير جو وأبعد عن كل حاجه قبل ما أنشغل فى الشركات وكده يعنى."

آيه وهى بتقدمله كوباية الشاى:"إتفضل ، أنا آسفه دى الحاجه الوحيده إللى اقدمهالك هنا."

يحيى بإبتسامه:" ولايهمك، بقولك إبقى إشترى موبايل بالشيك ده تمام ولو إحتاجتى فلوس زياده عرفينى أنا بس حابب أطمن عليكى."

وآيه هنا إفتكرت الموبايل إللى دكتور أدهم إداهولها..

آيه:"لا متقلقش دكتور أدهم الشرقاوى إدالى موبايل النهارده لحد ما أقبض."

يحيى بصدمه:"أدهم الشرقاوى!!!"

آيه:"ايوه ، أنا المساعده بتاعته، كان قلقان عليا لما لقانى قاعده هنا لوحدى والمنطقه مقطوعه فإدالى موبايل عشان لو حصل حاجه أو لو إحتجت حاجه أكلمه."

يحيى وهو معقد حواجبه:"بس أنا كنت مقدملك على أساس تبقى المساعده بتاعة دكتور فتحى!!"

آيه:"أها بس دكتور فتحى إختار طالب من طلاب سنه رابعه عشان يساعده فتلقائيا الكليه نقلتنى لدكتور أدهم الشرقاوى."

يحيى وهو بيتحرك نحية دولاب الكتب:"تمام."

آيه وهى متابعه حركته:"على فكره الكتب دى حلوه أوى شكرا إنك سايبهملى هنا ، إنت متعرفش انا بحب القراءه قد إيه."

يحيى وهو بيقعد ع الكنبه مسك كتاب *كبرياء وتحامل* إللى كان علي الكنبه بص لآيه وبإبتسامه وبهمس:" لقد ناضلت عبثا، لن أفعل، مشاعري لن تنجح،يجب أن تسمحى لي أن أخبركى بمدى إعجابى وحبي لكى."

آيه فتحت بقها من الدهشه وقعدت جمبه على الكنبه قعدت شويه تستوعب الموقف وبصتله:"إنت حافظه بجد!!"

يحيى بإبتسامه وهو بيديها الكتاب:"أكيد، أنا قرأته كتير جدا كان من الكتب المفضله عندى :"

آيه:"شكرا ليك تانى إنك هتسمحلى أعيش هنا، وعموما أتمنى إن مايكونش عندك مانع فى إنى أقرأ فى كتبك شويه."

يحيى:"أكيد لا طبعا ده بيتك زى ماقلتلك إعملى فيه إللى إنتى عاوزاه ولو إحتاجتى إنى أقرألك كتاب ف يوم أنا موجود ف أى وقت إنتى بس عرفينى."

آيه بخجل:"تمام شكرا."

يحيى وهو بيبصلها وبيقرب منها وبهمس:"أنا بتكلم بجد على فكره،وأتمنى إنك تكونى مبسوطه هنا لو إحتاجتى أى حاجه متتردديش كلمينى علطول، إنتى أقرب حد لأروى وانتى ماتعرفيش هى غاليه عندى أد إيه هى وصية عمى الله يرحمه فأنتى عندى زيها بالظبط، أنا هاجى بكره تانى هل ده مناسب معاكى؟."

آيه هزت راسها بالموافقه لإنها كانت مكسوفه جدا ومش واثقه من صوتها لو اتكلمت هتتلعثم، يحيى إبتسملها وباسها من راسها وخرج من البيت،   مكانتش مستوعبه إللى حصل ده وفاقت على صوت وصول رساله على موبايلها كانت من أروى:"طمنينى عليكى وصلتى؟".. آيه بترد ف رساله:"أكيد من زمان." .. أروى:"إتكلمتوا ف إيه إنتى وأبيه يحيى؟" ، آيه:"هبقى أحكيلك بعدين أنا هنام عشان تعبانه شويه."

أروى:"تعبتى من إيه يامنى؟"

آيه:"دمك خفيف أوى على فكره،تصبحى على خير."

أروى:"وإنتى من أهل الخير ياسطا."

فى مكان تانى:

كان فى طريقه للقصر وآيه مكانتش راضيه تروح من باله كان مستغرب من نفسه ومن تصرفه معاها، ده غير إن المقوله إللى قالها من الكتاب دى كانت ليها مش مجرد مقوله وخلاص ، اخد نفس عميق وقال:"إنتى السبب يا أروى من كتر كلامك عنها خلتينى أحبها." وخرج موبايله   من جيبه وفتح الصور فضل يبص لصورة آيه بهيام وإبتسامه وحط موبايله فى جيبه وبعد فتره بسيطه ..،وصل القصر وراح أوضته ونام وهو بيفكر فيها.



                الفصل الثامن من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>