رواية قيود العشق
الفصل الرابع عشر
عندما رأته ليلي لم تصدق انه أمامها ازدادت ضربات قلبها وصدمت عندما رأته لقد أصبح شاحبا وجسمه هزيل ظنت انه احس برجفه جسدها وسمع دقات قلبها فحاولت الخروج من المكتب لكنه امسك يدها وحاول ضمها لحضنه وقال : وحشتيني ياليلي انا كنت هتجنن عليكي
ابتعدت عنه وقالت : انت عايز مني ايه انا قلتلك طلقني
فقال : مستحيل انا مصدقت لقيتك تاني انتي ليه رافضه تسمعيني
قالت : مبقاش ف كلام بينا خلاص كل حاجه خلصت مبقاش ف حاجه تجبرك عليا
فقال بعصبيه : تجبرني انتي شايفه اني عايش معاكي إجبار انا بحبك ياليلي كنت عايش زي المجنون من غيرك
فقالت : كان نفسي نكمل كلامنا بس عندي شغل ومش فاضيه ياريت تتفضل تخرج وتبعتلي ورقه طلاقي
صدم طاهر من كلامها هل هذه ليلي
فأكملت : بعد اذنك اتفضل من غير مشاكل ولا اطلب الأمن
قال طاهر : ليلي ارجوكي اديني فرصه افهمك
قالت : انا فهمت خلاص اتفضل اخرج بره
خرج طاهر لم يصدق ماذا حدث لها لقد أصبحت قاسيه وتغيرت كثيرا فقصت شعرها جدا وجهها مرهق واختفت لمعه عيناها التي كان يعشقها
اتصل بالبارون وأخبره مكان ليلي ففرح كثيرا وقال : اتكلمت معاها طمني سامحتك
فقال طاهر : مصممه ع الطلاق
فقال البارون : متزعلش ياطاهر أن شاء الله هتسامحك
عندما خرج أخذت تبكي وقالت : ليه خرجت كنت خدني معاك بالعافيه ياطاهر وتمنت لو يعود مره اخرى لترتمي بحضنه الذي اشتاقت له كثيرا لكنها تذكرت كذبه عليها وعدم اخبارها بعلاقاته الوقحه
ذهب أمجد للمشفي ليأخذ سلمي ويارا وعمته ليوصلهم للقصر وعندما وصلوا صعدت سلمي لغرفه يارا لتنام وعادت لغرفتها لتغير ملابسها لكنها صدمت عندما رأت أمجد وقالت : انت بتعمل ايه هنا
فقال : كنت مستنيكي واقترب منها
فقالت : أمجد لو جدو شافك هنا هيضايق عشان خاطري اطلع بره
ظل يقترب منها أكثر وجذبها من خصرها وقبلها قبل صغيره حاولت أن تبتعد عنه
تنهدت وابتعدت عنه وقالت بخجل : امشي يا أمجد قبل ما ماما تاخد بالها أو تيته
فقال واقترب منها مره اخرى : سلمي انا مبقيتش قادر ابعد عنك لازم نتجوز
فقالت : نطمن على ليلي وطاهر ارجوك اطلع قبل ماياخده بالهم
ف قبلها مره اخرى وخرج من الغرفه
لم تستوعب سلمي ماحدث وتمنت أن يعود إليها مره اخرى فذهبت لتستحم وتعود للأسفل
ذهب البارون لليلي عندما رأته جرت إليه وحضنته فقال : كده ياليلي تقلقيني عليكي انا استاهل منك كده بتعاقبيني عشان انا اللي جوزتهولك
فقالت وهي تبكي : ابدا والله بس كان لازم ابعد طلقني منه انا عايزه أطلق
فقال : يلا نرجع البيت ونتكلم وهعملك اللي انتي عيزاه
حاولت ليلي الرفض لكنه رفض وقال : اسمعي كلامي يا ليلى يلا عشان نمشي
عادت للقصر مره اخرى صدم الجميع عندما رآها لقد تغيرت كثيرا وأصبحت هذيله اخذتها اسماء لغرفتها وحاولت التحدث معها لكن قاطعتها ليلي : ارجوكي انا مش قادره لعتاب وخناق ممكن
فقالت : مش هتكلم ف حاجه المهم انك رجعتي تاني انا هسيبك ترتاحي وهتصل بمريم اطمنها عليكي
فلم ترد عليها
عاد طاهر للقصر فجرت سلمي عليه وقالت : طمني لقيت ليلي ولا مش هي
فقال : لقيتها ياسلمي
ففرحت وقالت : طيب مرجعتش معاك ليه هي فين دلوقتي
قال بحزن : جدها بعتلي رساله وقالي انه رجعها القصر معاه وهي مصممه على الطلاق
فقالت والدته : اصبر عليها ياطاهر الصدمه شديده عليها
فقال : انا كمان اتصدمت ومكنتش متخيل أن عندي بنت اصلا مشيت من غير ما أوضح اي حاجه من غير ولا كلمه كانت زعقت اتخانقت بس متسبنيش كده
فربتت ع كتفه وقالت : متستعجلش ربنا يهديها وترجعلك تاني
قال : هي يارا عامله ايه دلوقتي
قالت سلمي : الحمد لله هي نايمه دلوقتي ومبسوطه عشان وعدتها هنشترلها لعب وألوان واضح ان ريهام مكنتش واخذه بالها منها دي عرفت اننا ف مستشفى ومفكرتش تتصل تطمن عليها
سمع الجابري كلام سلمي عن ريهام فذهب للمكتب واتصل بها وآخبرها انه ينتظرها بمكتبه بالشركه
ف الصباح استيقظت ليلي وقررت العوده لعملها وحياتها فرح جدها لكن اسماء قلقت عليها وعند خروجها من القصر ذهبت اميره ورائها وقالت : مش قلتلك مش هتتهني معاه بس مكنتش متوقعه بسرعه كده
نظرت لها ليلي بغضب وقالت : اشبعي بيه ماهو شبهك اصلا تصدقي انته فعلا لايقين ع بعض كدابين وتركتها وذهبت
صدمت من رد فعل ليلي وقالت لنفسها : دي مالها ايه اللي غيرها وجمد قلبها كده بس برده مش هخليكو ترجعه لبعض تاني
ذهبت ريهام لشركه الجابري وعندما دخلت سلم عليها وقال : مش هلف وادور بالكلام بس اللي فهمته انك مكنتيش ام ليارا وكل اللي همك نفسك بس عموما انا هريحك منها خالص ده شيك تقدري تصرفيه لما تتنازلي عن حضانتها لطاهر
ابتسمت ريهام وقالت : مش شايف المبلغ قليل
فقال بغضب : انا اقدر امضيكي حالا ومن غير متاخدي حاجه وانتي عارفه اني اقدر اعمل كده فاسمعي الكلام عشان متندميش
فوافقت وبالفعل أنهى المحامي كل شئ واطمئن ع يارا
اتصل طاهر بأسماء فاخبرته انها ذهبت لمكتبها فقرر أن يذهب إليها
عندما وصلت ليلي صدم الجميع من التغير الذي حدث لها وعندما راتها مريم لم تتحدث إليها لكنها عادت لمكتبها مره اخرى
ذهب ليلي ورائها وقالت : انا عارفه انك زعلانه مني بس...
ولم تكمل كلمتها فقاطعتها مريم : مكنتش اعرف انك انانيه اوي كده سيبتي كل حاجه ومشيتي مهمكيش أن مكتب ده مكن يقع ونخسر كل حاجه هربتي ومفكرتيش تطمنيني عليكي عموما حمد الله على سلامتك واستقالتي هتلاقيها ع مكتبك انا مش ممكن هكمل معاكي
قالت ليلي : حقك عليا انا اسفه وجيت عليكي والله بس غصب عني انا تعبانه يامريم عارفه كام مره كنت هتصل بيكي وخوفت بسبب طاهر مكنتش عايزه يوصلي انا محتجالك يامريم
فقالت بغضب : اسفه انتي لو فعلا بتحبيني كنتي اتصلتي لو مره تبعتي جواب حتى تعملي اي حاجه تطمني عليكي وتركتها وخرجت من المكتب
بكت ليلي ولم تصدق هل بالفعل خسرت مريم صديقتها الوحيده لكن فجأه عادت مريم وقالت : مش قادره ازعل منك ياليلي
فجرت ليلي لحضنها وأكملت بكائها
تقابل كلا من سلمي وأسماء بالنادي وقالت اسماء : صدقيني ياسلمي اللي رجعت دي مستحيل تكون ليلي انا خايفه عليها اوي
فقالت سلمي : طب وبعدين طيب هنعمل ايه معاهم طاهر بيموت بجد امبارح اتعصب ع يارا وتعبت واتشنجت و روحنا بيها المستشفى انا تعبت بجد
فقالت اسماء : انا صعبان عليا بجد اللي هما فيه ده نفسي تديله فرصه وتسمعه لازم نحاول وسيف كمان وعدني هيحاول
قالت سلمي : انتي عامله ايه معاه لسه منطقش برده
قالت اسماء : انا بدأت اتأكد انه مش بيحبني وان انا بس اللي بحبه
فقالت سلمي : ابدا والله انتي مبتشفيش بيبصلك ازاي وبيغير عليكي ازاي حاولي تخليه ينطق بقى
فقالت اسماء : اطمن على ليلي بس واشوف اخرتها مع سيف
بالمكتب عند ليلي قالت مريم : ممكن اعرف كل حاجه دلوقتي
فلاش باك
سمعت ليلي كلام ياسمين وتأكدت أن يارا ابنه طاهر فأخذت شنطتها وخرجت من القصر ورفضت أن يوصلها احد واستقلت تاكسي لم تكن تعلم أين تذهب تريد أن تهرب بعيدا فقررت الذهاب للدار فلم يكن يعلم أحد مكان هذا الدار بالفعل ذهبت وطلبت من المديره أن تظل بالدار مع الأطفال رفضت المديره وقالت : مينفعش ياليلي لازم اهلك يعرفه
قالت ليلي : انا تعبانه ومش عايزه حد يشوفني كده خليني معاكو فالدار لحد ما اقدر اواجه مشاكلي
فوافقت لأنها تعلم ليلي جيدا فهي دائما ما تذهب إليهم وتلبي طلباتهم وظلت بالدار تعمل به لكي تنسى طاهر
بااااااك
قالت ليلي : انا كنت بموت يامريم مش مستوعبه انه كده انا قصيت شعري عشان بيحبه انا تعبانه ومصدومه
فقالت مريم : كلامي هيضايقك بس لازم تتكلمي وتواجهيه ياليلي الهروب مش حل صدقيني
فقالت ليلي : انا هطلق منه عايزه الغيه من حياتي
ف هذه اللحظه وصل طاهر وسمع كلام ليلي لم يهتم لكنه دخل عليهم فقالت ليلي بعصبيه : انت جاي هنا تعمل ايه اطلع بره
فقالت مريم : اهدي ياليلي مش هينفع كده الموظفين بره
فاكملت ليلي : اللي بينا خلص وانتهى طلقني ياطاهر طلقني والا هرفع عليك قضيه بلاش توصل للمحاكم
صدم طاهر هل هذه حقا ليلي الفتاه الرقيه التي يعشقها كيف تغيرت هكذا فقال : ليلي انا اموت لكن مفيش طلاق انا بحبك ياليلي اسمعيني
فقالت : وانا بكرهك وعايزه أطلق واتفضل اطلع بره ومش عايزه اشوفك وجدو هيتفق معاك ع معاد الطلاق اختار ياتطلقني يا محكمه تطلقنا
أخذت مريم طاهر وخرجت من المكتب وقالت : اصبر عليها ياطاهر هي تعبانه ولسه صدمه ماثره فيها
بشركه البارون ذهبت اسماء لمكتب والدها وعندنا رأت السكرتيره قالت : ممكن اعرف ايه اللي انتي لبساه ده مش قلتلك تحترمي المكان اللي انتي فيه
فقالت : انا محدش علقلي علي لبسي قبل كده حضرتك بس اللي شايفه انه مش مناسب
فقالت بعصبيه : انتي بتردي عليا كمان كويس والله عموما قريب هتسمعي خبر هيفرحك اوي
ودخلت لوالدها المكتب وقالت : الورق ده انا راجعته وملاحظاتي كتبتها بعد اذنك
فقال : هتفضلي تعامليني وحش كده كتير انا ندمت وعمري ماهخليكي تشوفيني ف موقف ده تاني
فقالت : واضح ازاي أصدقك وهي لسه سكرتيره عندك وكلمتها كتير على لبسها وقالت إن حضرتك معلقتش عليه قبل كده ومجرئها عليا ف كلام
فامسك سماعه الهاتف واتصل بياسر وقال : انا عايز سكرتيره تانيه وانقل اللي عندي ف قسم تاني
فرحت اسماء وقالت : ماما بتحبك اوي يابابا اهتم بيها ومتزعلهاش
فاقترب من ابنته وضمها لحضنه وقال : لسه زعلانه مني
فقالت : هسامحك بجد لما ترجع تهتم بماما
أنهت ليلي عملها وعند عودتها وجدت طاهر مازال موجود أمام المكتب اقترب منها ليتحدث معها فقالت بعصبيه : قلتلك مش عايزه اشوفك تاني مبقيتش حابه سيرتك اصلا
فقال : حرام عليكي بتعملي فيا كده ليه انا عمري ما طلبت من حد يكون جمبي مخفتش أبين ضعفي قدامك اديني فرصه
فقالت : اللي يدي فرص ده بيحب وانا مبقيتش احبك خلاص وتركته
مر اسبوعان والحال كما هو يحاول طاهر مع ليلي دون رد منها
تأكد الجميع أن ليلي بالفعل لن تعود لطاهر ففشلت جميع محاولاته معها وهي مازالت تريد الطلاق
تعرض البارون لازمه قلبيه شديده فلم تكن هذه أول مره ونقل للمشفي ولكن للأسف توفي ف الحال انهار الجميع بالمشفي وبدا يرتفع صوت بكائهم لم تصدق ليلي ظلت صامته لم تبكي لم تصرخ لم تفعل اي شئ ظلت صامته
ذهب الجميع للقصر للعزاء وتقدم طاهر مع ياسر ولم يتركهم ابدا كان يتمنى أن يرى ليلي ليطمئن عليها
كانت ليلي مازالت صامته كان الجميع خائف عليها لم ترد ع احد لم تبكي ابدا كانت صامته
انتهى العزاء ودخل طاهر ليعزي ليلي عندما رأته لم تغضب كعادتها قالت زوجه عمها : طاهر خد ليلي اوضتها عشان ترتاح
تردد طاهر خوفا من رد فعل ليلي لكنه ذهب إليها وامسك يدها وذهب لغرفتها
لم تقاومه ولم تغضب تأكد انها لا تدرك ما يدور حولها
عندما وصل لغرفتها دخل معها ظل طاهر واقفا مكانه ينظر لليلي وقال : ليلي طلعي اللي جواك متسكتيش عيطي صرخي اي حاجه
ظلت واقفه مكانها وقالت : اعمل ايه طيب
فقال : طلعي اللي جواكي متسكتيش
فبدأت بالتحرك بالغرفه وقالت : مبقاش في حد جمبي كلهم سابوني
فقال : انا جمبك ياليلي عمري ما هسيبك
بدأت ف البكاء والصراخ وتردد كلهم سابوني بقيت لوحدي فضمها لحضنه وأخذ يطبطب عليها وهي تبكي وتنادي على والديها وجدها وهو يحاول تهدئتها
نظرت لطاهر وقالت : انا عايزه انام ممكن تنيمني ف حضنك
فاخذها للسرير لتنام وبالفعل نامت وضمها لحضنه
ظل ينظر إليها وتذكر آخر كلام له مع البارون عندما قال له : خلي بالك على ليلي هي بتحبك بس صعبان عليها نفسها اصبر عليها ياطاهر لو فعلا بتحبها
استيقظت ليلي ووجدت طاهر بجوارها فقال : انتي كويسه
فقالت : مش عارفه ممكن تسيبني لوحدي ومتفتكرش انه عشان مات مش هنطلق لا هتطلقني
خرج من الغرفه ولم يرد عليها حتى لاتغضب منه أكثر
أخذت تبكي بشده ولا تعلم اتبكي لفراق جدها ام لطاهر وقالت : انا بحبه اوي مش قادره خلاص
عندما عاد وجد جدته فقالت:هي عامله ايه دلوقتي
فقال : تعبانه اوي كان نفسي أفضل جمبها بس محبيتش اضغط عليها
فقالت : ربنا يطمنك يا حبيبي يارا سؤلت عليك كتير اوي البنت دي ياطاهر شبهك ف كل حاجه كلنا اتعلقنا بيها
فقال : انا كمان حبيتها اوي واتعلقت بيها ونفسي اعوضها عن غيابي
صعد لغرفته وحاول أن ينام كان يريد أن يتصل بليلي فامسك هاتفه وفجأه وجد باب غرفته ينفتح فوجدها ليلي
