رواية انا لك ولكن
الفصل الثامن والتاسع والعاشر
بقلم ساره بركات
الفصل الثامن
فى صباح اليوم التالى ، وصلت آيه للكليه قبل أدهم ، كانت القاعات والممرات بتاعة الكليه مليانه بصوت الطلبه إللى بيتكلموا عن حفلة عيد الميلاد بتاعة إمبارح ،قعدت تحمد ربنا إنها ماتقابلتش مع أحمد فى طريقها وهى داخله القاعه بتاعة دكتور أدهم عشان مايصدعهاش بالحكاوى بتاعة الحفله، لقت أوراق كتير على مكتبها عشان تسجلهم على كمبيوتر أدهم ، بدأت تحط حاجتها ع المكتب وكانت بتسأل نفسها:"هو يحيى جاى ليه النهارده،أنا نسيت أسأله إمبارح."
قررت إنها تتصل بيحيى وبالفعل إتصلت لحد ما رد عليها..
يحيى:"صباح الخير،إزيك يا آيه؟"
آيه:"صباح النور، أنا تمام الحمدلله معلش أزعجتك كنت عاوزه أسألك حاجه؟"
يحيى:"مافيهاش إزعاج خالص،إتفضلى."
وهنا دخل أدهم القاعه وكانت عينه على آيه وهى بتتكلم فى الموبايل وراح وقف عند مكتبها مستنيها تخلص، إبتسمتله وكملت كلام فى الموبايل..
آيه وهى بتبص لأدهم:"أنا آسفه والله بس أنا نسيت أسألك إمبارح هو إحنا هنعمل إيه لما حضرتك تيجى؟"
يحيى:"هاخدك معايا ننزل نشترى البذور إللى إنتى عاوزاها، لو مشغوله خلاص مافيش مشكله أبقى أجيبهملك أنا."
إفتكرت الأوراق إللى قدامها واتنهدت بضيق..
آيه وهى بتبص للأوراق:"أنا فعلا آسفه يا يحي ، أنا ورايا شغل كتير النهارده، بس هستناك ،أنا آسفه مره تانيه."
أدهم لما سمع إسم يحيى إتصدم وحب يتأكد..
يحيى:"ولا يهمك أشوفك ف البيت تمام؟"
آيه:"تمام."
قفلت المكالمه وبصت لأدهم..
آيه بإبتسامه :"صباح الخير يا دكتور أدهم."
أدهم بإبتسامه:"صباح النور،أخبارك إيه النهارده،وإحكيلي يومك كان عامل إزاى إمبارح؟"
آيه بسعاده:"أنا تمام الحمدلله ، إمبارح روحت عند بيت عيلة المحجوب وقابلت أروى ويحي وبهاء وعمر ، اليوم كان جميل جدا ويحيى وصلنى البيت وقعدنا نتكلم شويه وبعد كده رجع على القصر، أنا مبسوطه إنى إتعرفت عليهم جدا حسيت بإحساس غريب."
أدهم بإرتباك لمعرفته إن يحيى كان معاها ف البيت لوحدهم:"إيه هو؟"
آيه بنبرة حزن:"حسيت إنى وسط عيلتى إللى كان نفسى فيها من زمان، وقوف أروى ويحيى جمبي كان أكبر دليل أد إيه أنا كنت واخده عنهم فكره وحشه، تعرف يحيى ده طلع جدع أوى."
أدهم بإبتسامة بحزن:"ليه؟ عمل إيه؟"
آيه:"لما عرف إنى محتاجه فلوس كتبلي شيك ، ولسه قافله معاه دلوقتى كان عاوزنا ننزل نشترى شوية بذور أنا عاوزاها وكده يعنى."
أدهم بإستفهمام:"بذور لإيه؟"
آيه بسعاده:"عاوزه أزرع حتة الأرض الصغيره إللى قدام البيت يعنى حابه إنى أظبط الدنيا حوالين بيتى الجديد،وهبدأ أزرع من بكره إن شاء الله."
أدهم:"محتاجه مساعده بكره يعنى حد يرزع معاكى ولا إنتى حابه إنك تزرعى لوحدك؟"
آيه بإبتسامه وهى بتبص فى عيون أدهم:"أنا بحب أزرع مع الناس إللى بيعرفوا يزرعوا."
أدهم:"طب إيه رأيك فى واحد مايعرفش أى حاجه عن الزراعه نهائيا؟ أقصد يعنى إنى كنت حابب أتعلم وكده ، وأكيد هتعلم منك أكتر،ها؟"
ضحكت وهزت راسها بالموافقه لإنها فهمت إن أدهم حب إنه يقضى وقت كتير معاها، لإن لو هو حب إنه يتعلم عنده النت أو ممكن يتعلم من الكتب الخاصه بالمجال ده ،وفكرة إنها تقضي معاه وقت كان مخليها مبسوطه، أدهم قلبه دق لما شافها وهى بتضحك ،من ساعة ماشافها وهو محتاج يعرفها أكتر ويقرب منها أكتر..
آيه بإبتسامه:"تمام،ممكن بكره بعد الشغل علطول عشان معنديش وقت ده غير طبعا إن الحوار فى البدايه هيكون ممل جدا بس إنت مرحب بيك فى أى وقت ."
أدهم بإبتسامه أذابت قلب آيه:"أنا ممكن أوصلك بكره بعد الشغل لو ده يناسبك؟"
آيه وهى بتسند على مكتبها عشان رجلها مش شايلاها بسبب إبتسامته وبإرتباك:"تمام، ده هيوفرلنا وقت أكتر بدل المشي."
أفتكرت ضرب النار إللى حصل أول يوم عند البيت قررت إنها تقول لأدهم:"امممم،أدهم."
ادهم كان بيفتح باب المكتب لف وبصلها :"نعم؟" وبعدها دخل وشغل الإضاءه بتاعة المكتب..
آيه وهى بتدخل وراه:"لازم تعرف إن كان فى ضرب نار أول إمبارح بليل عند البيت ، يعنى خايفه لو حصلك حاجه وكده حبيت احذرك يعنى."
أدهم وقف ف مكانه ولف لآيه..
أدهم وهو بيبصلها بإهتمام:"إشمعنا خايفه عليا؟ مش خايفه على نفسك ليه؟!"
آيه وهى بتبصله:"هو أنا كنت يومها نايمه وفاتحه الشباك فأكيد لو الشخص ده كان ناوى يأذينى كان أذانى ، وبعدين أنا قلت مثلا ده واحد كان بيصطاد نحية البيت ولا حاجه ،بس عموما لو هو دى مكانتش نيته قلت أحذرك ممكن يأذيك إنت."
أدهم بإبتسامه:"شكرا على إهتمامك، بس إنتى ليه مش خايفه منه كده وبتتكلمى عادى ليه، ده ضرب نار يا آيه يعنى مش أى حاجه؟"
آيه بصت بعيد وهى مش عارفه تقول إيه وبتفرك فى إيدها..
أدهم وهو ملاحظ إرتباكها:"آيه، ثقى فيا قوليلي كل حاجه أوعدك إنى مش هظن فيكى سوء."
كانت متوتره ومش عارفه تقول إيه كان فى حاجه جواها بتقولها ثقى فيه وإحكى كل حاجه، بس كانت خايفه إنها إزاى تحكى كل حاجه عنها لشخص هى يادوب ماتعرفهوش غير من يومين ، بس قررت إنها تثق فيه بنية إنهم يقربوا من بعض أكتر بحكم إنهم أصحاب،أدهم قرب منها ولف وشها نحيته بلطف بإيده إللى كانت على دقنها،حست بقشعريره وهى بتبص ف عيونه...
أدهم سأل مره تانيه وهو بيبص ف عيونها وبهمس:"ليه مش خايفه يا آيه؟"
آيه وهى بتبصله:"طبعا إنت عارف أهلى يا أدهم هما...*بتاخد نفس عميق*..كانوا عايشين على حروب وخناقات بينهم وبين غيرهم دايما كانت المسدسات وضرب النار ده حاجه عاديه بالنسبالهم يعنى."
أدهم:"ايوه عارف كده ، تقصدى تقولى يعنى انك كنتى زيهم؟"
آيه كان نفسها تهز راسها بالموافقه لكن لولا إيد أدهم إللى ماسكه دقنها خلاها اضطرت تتكلم..
آيه بهمس:"أيوه."
أدهم بهمس:"إزاى بقا؟"
آيه:"يعنى اتدربت زى تدريب عسكرى كأنى جندى مجند فى جيش بالظبط، مثلا إتعلمت إزاى أعرف أقرأ الأشخاص إمتى ده يبقى كذاب وامتى يبقى صادق ، هل كويس ولا لا وكمان اتعلمت أضرب نار وروحت حروب كتير معاهم بس صدقنى أنا ماكنتش بعمل حاجه، فى الأول كانت رهبتى كبيره بس بعد كده إتعودت على صوت ضرب النار حواليا."
أدهم بهمس:"وإنتى قرأتى إيه فيا؟"
آيه كانت لسه هترد بس قطعهم دخول الطلبه للقاعه ، رجعت لورا وأخدت بالها قد إيه كانوا قريبين من بعض لدرجة إن أجسامهم كانت ملامسه لبعضها،و لحسن حظهم إنهم كانوا ف مكتب أدهم مش فى القاعه...
آيه وهى بتجمع نفسها:"إنت محتاج منى أعمل إيه النهارده،أنا شوفت كميه الورق إللى كانت على المكتب ،فى حاجه تانيه تتعمل طيب؟"
أدهم:"فى ورقه على مكتبي هتلاقي فيها أسامى شوية مراجع هنا و شويه اقتباسات عاوزك تحدديهملى فى المراجع دى مش أكتر."
آيه هزت راسها بالموافقه واتحركت على جمب ،أدهم خبط فيها وهو معدى من جمبها عشان يروح للقاعه حست وقتها بكهرباء بسبب اللمسه دى ،فضلت تفكر هى شايفه فيه إيه أو قرأت فيه إيه شايفه فيه إنه شخص يستحق الثقه وكويس ده غير إنها بتحس معاه بالأمان،كانت قاعده بتتفرج عليه من المكتب بتاعه وهو بيشرح كانت بتسجل باقى الدرجات على الكمبيوتر..حست إنها فى حاجه بتشدها ليه زى مثلا إحساس إنها محتاجه تبقى قريبه منه وإنها محتاجاه ف حياتها كانت مستغربه نفسها من كل الاحاسيس دى حاولت تركز ف شغلها بس للآسف فضلت تفكر فيه وفضلت تسأل نفسها:"هو أنا ليه محتاجه أبقى قريبه منه أوى كده؟!"،خلصت الأوراق وبعد كده راحت تدور على الكتب إللى هو عاوزهم..
كانت نهايه اليوم قربت وهى قاعده ف المكتب بتدور على الإقتباس الأخير كانت بتحاول توصل للكتاب إللى فى الرف إللى فوق حست إن أدهم بيقرب نحيتها إستنتجت إنه خلص محاضرته فضلت واقفه بتحاول توصل للكتاب بإيد والايد التانيه كانت ماسكه فى رف الكتب بتثبت نفسها عشان ماتقعش لإنها واقفه على أطراف صوابعها قلبها دق جامد من قربه بصتله من طرف عينيها..
أدهم:"آيه، ممكن أساعدك؟"
ماستناش إجابه منها قرب أكتر لدرجة إنه كان لازق فيها ورفع ايده نحيه الرف إللى فوق وبيشاور على كتاب وبيهمس فى ودنها:"ده؟"
آيه بنفس درجة الهمس :"أيوه."
نزل الكتاب بإيده وحاطه قدامها،آيه نزلت دراعها وسابت الدولاب إللى كانت ماسكاه بإيدها التانيه، ومسكت الكتاب وهو ف إيد أدهم بس هو مسبش الكتاب من إيده ، جه ف بالها إنه ناقص بس يلف دراعه حوالين وسطها ويبقى كده حضنها،فجأه إفتكرت لحظه من حياتها إللى فاتت لما كان كل حاجه بتحصل معاها غصب عنها ولما كانت بتتضرب ، فجأه شهقت وبدأت ترتعش ومش عارفه تاخد نفسها ورجعت براسها لورا عشان تسند على أدهم >>>أدهم كان شايف آيه بتحاول توصل لكتاب فى الرف إللى فوق كان فى نيته إنه يساعدها ، كان ممكن عادى يسحبلها كرسى عشان تقف عليه بس هو استسهل إنه هو يجيبه بنفسه ، قرب منها عشان يعرف يوصل للكتاب، لاحظ متأخر إن قربه منها كان إغراء ليه فى حد ذاته بحيث إن قرب جسمها منه خلا قلبه يدق جامد وعرف قد إيه هى بتأثر فيه، كان نفسه يلفها ليه ويبوسها من رقبتها ، لكنه فاق على شقتها وراسها إللى سندت على كتفه ، لف دراعه حوالين وسطها لا إراديا وبصلها لقاها بتترعش ومش عارفه تتنفس خاف عليها فضل كده لمدة دقيقه وبعد كده فاقت وبتحاول تهدى..
أدهم بقلق :"آيه إنتى كويسه؟"
آيه رفعت راسها وأخدت بالها إن دراع أدهم حوالين وسطها وكان صوته فيه خوف وقلق عليها كانت بتحاول تتكلم وبتجمع ف الكلام..
آيه بتلعثم:"أنا..أنا كويسه،شكرا إنك لحقتنى."
أدهم شال دراعه من حواليها ببطء ..
آيه بأحراج وهى بتلف وبتبص لأدهم:"أنا آسفه على إللى حصل ده."
أدهم بتفهم:"دى نوبة فزع ،صح؟"
آيه بصت فى الأرض بإحراج وهزت راسها بالموافقه..
أدهم بإبتسامه:"مافيش أى حاجه حصلت عشان تتحرجى منها أو تتأسفى عليها."
آيه اتطمنت من رده وبعد كده سألها السؤال الصعب إللى مش جاهزه للإجابه عنه..
أدهم:"إيه سبب النوبه دى؟"
الفصل التاسع
دخلت بيت المرزعه ونزلت شنطتها على الارض وفتحتها عشان تطلع الموبايل وبتتفرج على آخر رساله أدهم بعتهالها وهى فى طريقها للبيت..
أدهم:"هعرف منك بس بطريقه تانيه،أشوفك بكره."
إبتسمت آيه لإهتمامه بيها وقالت لنفسها:"مستحيل أقوله ، هيفكرنى إيه ماينفعش دى حاجه بينى وبين نفسى ماينفعش حد يعرفها."
قررت إنها تكمل تنضيف البيت قبل مايحيى يجيلها لسه بتلف عشان تبدأ تنضيف لقت مجموعه من ادوات الحفر وجمبهم البذور إللى كانت طلبتهم منه، زعلت لأنها مالحقتهوش، فضلت تتفرج عليهم وفرحت إن يحيى مانسيش حاجه ، وعطفه الزائد ده خلاها تبكى ده غير إنها إفتكرت كل حاجه حصلت فى الأسابيع إللى فاتت دى كانت مقهوره من العياط قعدت على الأرض وضمت نفسها وكملت عياط ، سمعت صوت الباب وهو بيتفتح وحست بإيد بتطبطب عليها رفعت راسها وبصت ليحيى وعيونها مليانه دموع..
يحيى وهو بيمسح دموعها وبعدها أخدها ف حضنه :"مالك؟فى حاجه ضايقتك؟ طب مش عاجبك إللى جبتهم دول؟"
فضلت فى حضنه وأخدت نفس عميق ، كانت محرجه من قربه الزائد ده ومحرجه تتكلم..
يحيى فاق لنفسه وخرجها من حضنه :"أنا آسف على إللى عملته ده أنا بس كنت عاوز أهديكى وأطمنك ، أنا فعلا آسف إعذرينى ."
آيه بإحراج:"ماحصلش حاجه."
يحيى وهو بيحاول يغير الموضوع:"بقولك إيه تعالى أقرألك كتاب."
يحيى مستناش ردها ومسك ايدها وخرجوا من البيت وراحوا وراه،كان فى بطانيه مفروشه على الأرض وعليها علبة أكل.
يحيى:"إرتاحى شويه على ما أجيب كتابك."
آيه كانت مستغربه من لطفه وحنيته عليها وفى نفس الوقت سعيده جدا ، يحيى خرج من البيت وراح لآيه وقعد جمبها على الأرض..
آيه:"ده بقا المكان إللى انت كنت فيه لما أنا وصلت؟"
يحيى:"أيوه،كنت بجهز كل حاجه بس سمعت صوتك بعدها وإنتى بتعيطى."
آيه:"شكرا يا يحيى، أنا خلاص بقيت كويسه دلوقتى ، حقيقي مش عارفه أرد جمايلك دى إزاى."
يحيى:"ولا يهمك ماتقوليش كده،مين إللى علمك إن مافيش ناس كويسه يعنى أقصد ناس بتساعد بدون مقابل؟"
آيه بحزن:"والدى."
يحيى:"وإنتى كده تقدرى تسمى باباكى شخص عاقل وطيب؟"
آيه:"أكيد لا."
يحيى:"طب ليه تسمعى كلامه؟"
كانت محرجه ونزلت راسها..
يحيى:"آيه؟"
آيه بهمس:"ممكن والدى قال الكلام ده بس الناس فى بلدى كانوا كده كانوا بيعملوا أى حاجه بمقابل ماحدش فيهم بيحب الخير لحد."
يحيى:"تقصدى البلد إللى إنتى كنتى فى خطر فيها وهربتى منها بالعافيه؟ تقصدى عموما البلد إللى إنتى معنتيش عايشه فيها؟عاوز أقولك ماتقلقيش إنتى معانا هنا فى أمان صح ولا إيه؟"
آيه مجاوبتش وفضلت تفرك ف صوابعها ، يحيى رفع راسها بإيده وبصلها ف عيونها ..
يحي:"إنتى أكيد عارفه الإجابه."
آيه:"أنا ماقدرتش أتحمل كل ده والموضوع زاد أكتر لما شوفت معاملتكم المختلفه معايا."
يحيى بإبتسامه:"خلاص تمام مافيش مشكله،مددى شويه عشان هبدأ أقرألك."
آيه نفذت كلامه ويحيى قرب علبة الأكل منها عشان تاكل وبدأ يقرأ ف الكتاب بتاعها، لما خلصت أكل يحيى بعد علبة الأكل عنهم ومدد على جمبه وهو ساند راسه على دراعه الليمين وكمل قراءه بصوت عالى ، آيه غمضت عيونها وهى بتسمع القصه منه وفى نفس الوقت مبسوطه جدا لإن دى أول مره حد يقرألها قصه فكانت بالنسبالها تجربه جديده ومختلفه لإنها وهى بتسمع كانت بتتخيل الأحداث إللى بتحصل كأنها شايفاها قدامها..
يحيى:" فى جنان الخلد كنت ابحث عنكى ابحث عن ضحكة تصفو لها السماء ابحث عن نظرة تذيب القلوب وقد رأيتك ولا اعلم ما يحدث لى لقد اصبحت فى حرب مع نفسى بين اريد ولا اريد ولا اعلم ماذا افعل لقد اصبحت فى مرحلة التائه الولهان الذى يعشق الإهتمام وأفعال الحب الظاهره ، اصبحتى تطاردينى فى كل شئ فى يومى وتشاركينى افكارى اتعلمين انتى تشبهيننى كثيرا وهذا يريحنى إلى حد ما ولكنى اخاف من غدر الزمان فانه لطالما ظل يغدر بالجميع دون رافه أو حنان."*مقتبسه من الكاتب محمد محمود الفقى*
يحيى قفل الكتاب وبص لآيه كتير وهى بصاله..
يحيى:"مممممممممممممم تعرفى إنه غبي، بس ساعات بحس أنه عنده حق فى شوية كلام هو بيقوله."
آيه:"هو أنت تقصد إللى إنت قرأته دلوقتى؟"
يحيى بإبتسامه:"أكيد."
آيه:"هو ممكن يكون من وجهة نظرك غبي لإنه مش عارف إزاى يقولها إنه بيحبها قد ايه، هو أكيد لو كان إتكلم فى البدايه مكنش حصل ده كله ولا إيه، مش هو لازم يلحقها من الأول ولا أنا غلط؟"
يحيى:" بس هو هيعرف منين إنها بتحس من نحيته نفس الإحساس ده؟"
آيه:"حقيقى مش عارفه ، بس أكيد لازم يفكر شويه يعرفها إزاى او لو هو شايف من نفسه إن خلاص مافيش فرصه يبعد ومايعلقش نفسه أكتر من كده."
يحيى بإبتسامه حزينه:"تمام ، بقولك الشمس بتغرب يلا إدخلى وأنا هجيب خشب للمدخنه قبل ما أمشى."
آيه بإبتسامه :"شكرا يا يحيى."
يحيى قام ومد إيده لآيه عشان تقوم وشدها ليه وفضل يبصلها ف عيونها وبيدرس تعبيرات وشها..
يحيى بإبتسامه:"أنا هسيبلك علبة الأكل على ترابيزة المطبخ ، وأروى كانت قالتلى على شوية أصناف هتحتاجيهم هتلاقيهم موجودين فى المطبخ."
حست إنها تقيله عليهم نزلت راسها ومش عارفه تقول إيه..
يحيى:"على فكره إنتى مش تقيله علينا ولا حاجه، لو عوزتى أى حاجه إحنا موجودين معاكى علطول."
آيه رفعت راسها وبإستغراب:"إنت إزاى عرفت إنى بفكر فى كده؟"
يحيى بضحكه مكتومه:"يعنى لما قلت الكلام ده زعلتى وحسيتى إنك تقيله علينا ومحرجه تتكلمى طبيعى هتتفهمى يعنى."
آيه:"تمام."
دخلت البيت ويحيى كان بيشيل البطانيه وعلبة الأكل من على الأرض ودخلهم البيت وشمر كمه وخرج من البيت ورجع بعدها بفتره بسيطه شايل كمية كبيره من الخشب ف إيده وحطهم جمب المدخنه...وراح نحيتها، كان واقف قدامها مكنش قادر يستحمل وجودها معاه ف مكان واحد خايف يعمل حاجه هيندم عليها بعدين فضل يبص ف عيونها كتير كان لسه هيقرب منها عشان يبوسها بس فاق لنفسه..
يحيى:"تصبحى على خير يا آيه، نامى كويس وإبقى عرفينى لو إحتاجتى أى حاجه."
يحيى لف وراح نحية باب البيت... وفجأه آيه وقفته ومسكت إيده..
آيه:"شكرا ليك يا يحيى على كل حاجه عملتهالى ، وشكرا إنك قرأتلى النهارده أنا مبسوطه جدا دى تجربه مختلفه وحلوه."
يحيى بإبتسامه:"إذا كان الموضوع ده عجبك خلاص هعملها تانى قريب، تصبحى على خير."
قفلت باب البيت لما يحيى إتحرك بعربيته ومشى،دخلت وأخدت نفس عميق وحطت خشب فى المدخنه ودخلت الحمام أخدت شاور وبعدها خرجت فى الصاله قعدت على الكنبه جمب الشباك ومسكت كتابها وكملت قراءه وف نص قرائتها بصت للشباك لمحت خيال واقف بره نحية الأشجار وبيبصلها فضلت تبصله وبتحاول تشوف مين ده بس مش عارفه تشوفه بسبب الضلمه انشغلت شويه ورجعت بصت تانى ملقتش حد قالت لنفسها :"أكيد بيتهيألى."
قامت ودخلت أوضتها ونامت...
فى وقت آخر:
أدهم مكنش قادر متحمل فكرة إنها تبقى قاعده مع يحيى ف مكان واحد قرر إنه يروح البيت ويراقبهم من بعيد ويشوفهم هما بيعملوا إيه ويتابعهم ويحدد مشاعره من نحية آيه، راح البيت وفضل واقف بعيد وبيتفرج عليهم ويحيى بيقرألها وقد إيه قربه منها بيستفزه وبيضايقه وبيوجعه إتأكد هنا إنه بيغير عليها جدا، فضل واقف بعيد لحد ما الليل جه ويحيى مشى ، كان متابعها وهى بتقرأ كتابها وموهوم بيها وأد إيه حاسس إنه غبي إنه سايبها مع واحد غيره، قطع تفكيره نظرة آيه ليه من الشباك قرر إنه يمشى بسرعه قبل ماتشوفه بوضوح...
الفصل العاشر
فى صباح اليوم التالى ، دخل أدهم قاعة المحاضرات فتح باب مكتبه وكان كل إللى شاغل تفكيره إنه محتاج يقضى آخر النهار كله مع آيه بغض النظر عن إنه بيغير عليها، وكان بيسأل نفسه هى النوبه إللى جاتلها دى سببها إيه عشان يخليها مش عاوزه تحكيله عنها ، قرر إنه يجرب يسألها تانى، دايما بطبعه إنه فضولى وبيحب يحل الألغاز و آيه بالنسباله كانت أكبر لغز عاوز يحله، سمع باب القاعه بيتقفل وهو فى أوضه مكتبه عرف إنها جات لمحها وهى بتروح على مكتبها ،موبايلها عمل صوت رنة رساله بصت لموبايلها وضحكت وردت ف رساله، خرج من مكتبه وراحلها ..
أدهم :" لو فى حاجه بتضحك ضحكينى معاكى؟"
آيه وقفت جمب مكتبها وهى باصه لموبايلها ومبتسمه ، رفعت راسها لأدهم وهى مازالت مبتسمه..
آيه:"دى أروى ، مصممه إنى لازم أروحلها يوم عيد ميلادها وأبات معاها دى حتى أخدت قرارها من نفسها ماستنتش رأيي ، وقالتلى كمان إنها هتشوفلى شوية لبس عندها أخده ليا يعنى."
أدهم:"هو عيد ميلادها إمتى؟"
آيه:"بعد حوالى كام أسبوع من دلوقتى تقريبا، بس مش عارفه أبات فعلا معاها ولا لا مش برتاح هناك، إستنى كده."
آيه بصت لموبايلها تانى وضحكت..
آيه:" هههههههههههههههههههه إسمع دى ، بتقولى إنها جايبالى عريس لُقطه مايترفضش."
أدهم قلبه إتقبض من مجرد فكرة إنها يجيلها عريس وتضيع من ايده ولوهله كان متأكد إن العريس ده يبقى يحيى، خرج من تفكيره على صوت آيه..
آيه:" عن إذنك هروح أمسح السبوره."
آيه حست بأدهم وهو بيتحرك نحيتها وهى بتمسح السبوره..
أدهم بهمس:"قوليلي يلا."
آيه حاولت تمسك نفسها من الضحك ، وصممت إنها ماتقولوش بس ماينفعش تكذب عليه..
آيه بضحكه:"فى حاجات ماينفعش تتحكى صح ولا إيه؟"
أدهم ضحك ودخل مكتبه... باقى اليوم عدا بشكل طبيعى آيه إشتغلت على كذا حاجه أدهم كان قايلها عليها وأدهم كان بيدى محاضراته ولما كان بيبقى فاضى كان بيرخم عليها ف موضوع النوبه..
فى نهاية اليوم.. أدهم كان بيقفل باب مكتبه ورايح نحية آيه..
أدهم:" جاهزه؟"
آيه وهى بتبص للموبايل وبتبعت رساله لأروى:"أيوه خلاص خلصت."
أدهم:"تمام يلا بينا."
أدهم وآيه خرجوا من الكليه وفضلوا ماشيين لحد ماوصلوا للرصيف نحية المتوسيكل بتاعه..
أدهم بهزار وهو بيديلها الخوذه:"تعرفى أنا عمرى ماهفهم البنات دول أبدا نفسى أعرف إنتم بترغوا ف إيه ، أنا إللى أعرفه إن إحنا كرجاله آخرنا كلمتين لما بنتكلم مع بعض ده لو إتكلمنا حتى."
أدهم لبس الجاكت بتاعه ولبس خوده تانيه كانت موجوده ع الموتوسيكل وآيه كانت واقفه مستغربه..
أدهم:" مالك ساكته ليه؟"
آيه:"المره دى خوذتين؟!"
أدهم:" أها ، المره دى عامل حسابك فجبت معايا واحده زياده."
آيه :"أها ، شكرا يا أدهم."
أدهم بإبتسامه:" العفو."
ركبوا الموتوسيكل وكالعاده آيه غصب عنها كانت مقربه منه وماسكه فيه جامد لإنها كانت خايفه تقع لما كان بيزود السرعه، وأخيرا وصلوا للبيت واستنوا لحد ما الموتوسيكل يقف، سابت أدهم ونزلت وقلعت الخوذه وحطتها على الموتوسيكل بعد ما أدهم نزل هو كمان وقلع الجاكت وحطه هو والخوذه بتاعته على الموتوسيكل برده وفضل ف مكانه.
دخلت البيت وجهزت كل حاجه عشان يبدأوا زؤاعه وخرجت بيهم طلبت من أدهم يحفر فى اماكن معينه وبالفعل نفذ كلامها بس الأول قلع قمصيه عشان مايبوظش من التراب ،كانت واقفه مذهوله من جسمه إللى كله عضلات ومكسوفه حاولت ماتركزش وبدأت زراعه ، أدهم كان متابعها وبيتفرج عليها وبيسمع شرحها وبدأ يساعدها ، فضلوا شغالين فى صمت قبل مايقاطع السكوت ده صوت أدهم..
أدهم بإستفسار:"إحكيلي بقا يا آيه ، أنا معرفش حاجه عنك."
آيه:" بالعكس إنت تعرف عنى حاجات كتير مافيش حد غيرك يعرفها يا أدهم، وأنا عادتى إنى مابحكيش حاجه عنى لأى حد بس مستغربه نفسى أنا إزاى صريحه معاك جدا ."
أدهم بغرور:"عشان أنا مش أى حد ."
آيه :" دمك خفيف على فكره."
أدهم :" بس إنتى ماقلتليش برده..."
آيه لفت لأدهم وبضيق :"مش هقولك."
أدهم بضحك :"إهدى إهدى أنا ماقصدش على النوبه ، إنتى وضحتى وقلتى إنك مش هتحكى خلاص،أنا إللى أقصده إنك ماقلتليش إنتى رأيك إيه فيا قبل ما الطلبه يدخلوا القاعه يومها."
آيه:"أه آسفه إعذرنى."
أدهم:" ولايهمك، يلا قولى ."
آيه لفت و كملت زراعه..
آيه:"يعنى شايفه إنك شخص محترم وكويس وجدع يعنى وتستحق إنى أثق فيك وبعدين إنت أقرب حد ليا مش برتاح فى الكلام غير معاك."
آيه بصتله من طرف عينيها لقته بيبصلها ومستنيها تكمل كلام..
آيه:" وإنى حاسه إنى فى أمان وأنا معاك، بس أكيد يعنى كل ده عشان إحنا أصحاب وبنشتغل مع بعض ولا إيه؟"
أدهم ضحك ومستنيها تكمل ..
آيه:"يعنى فى حاجات كتير حاسه بيها أو شايفاها فيك حاجات مش عارفه أشرحها متلغبطه صدقنى."
أدهم:" زى إيه؟"
آيه بصت لأدهم بإحراج ووشها إحمر..
أدهم بإبتسامه وهو ملاحظ إحراجها:" صدقينى مش هفهمك غلط."
آيه:" زى مانا قلتلك حاجات كتير زى مثلا مش عارفه حاسه إن فى حاجه بتشدنى نحيتك..."
آيه بصت فى الأرض ووشها إحمر أكتر..
آيه بتوتر:"حاسه إنى محتاجاك فى حياتى بص أنا محتاره...، بقولك إيه أنا هروح أجيب مايه عشان أسقى البذور دى."
إحتاجت إنها تهرب منه دخلت البيت بسرعه من غير ماتسمع رده، راحت عندالحوض وغسلت وشها بمايه بارده عشان تهدى وأخدت نفس عميق لإن دقات قلبها كانت بتزيد بجنون وهى بتتكلم معاه وبأت تملى الجركن، بصت لأدهم من جوه البيت كان بيزرع آخر كميه من البذور وبعدها خلص ورجع لورا، خرجت من البيت وفى إيديها الجركن أدهم أخده منها وبدأ يسقى البذور..
أدهم:"كنتى قولتيلي بقا إن كان فى حد بيضرب نار فى أول يوم ليكى هنا،صح؟"
آيه:"أكيد."
أدهم:"حسيتى إزاى بقا إنه مش هيأذيكى،يعنى إيه إللى خلاكى واثقه من كده؟"
آيه إرتاحت إنه غير الموضوع وماحبش يحرجها أكتر من كده..
آيه:"مش عارفه أكيد لو فعلا حب يأذينى كان أذانى ولا إيه؟، وبعدين امبارح كان فى حاجه غريبه مع إنى حاسه إنهم نفس الشخص."
أدهم بإستغراب:" إمبارح؟ إزاى مش فاهم ؟"
آيه شاورت لأدهم إنه ييجى وراها جوه البيت عشان يشربوا..
آيه:"يعنى تقريبا نفس الشخص بتاع أول يوم ده جه هنا إمبارح بس حاجه غريبه كده أول يوم إتهيألى إنه إنت.."
أدهم شرق وهو بيشرب وبدأ يكح وآيه فضلت تخبط على ضهره
شاورلها بإيده إنه هيبقي كويس وبدأ يتكلم بصعوبه..
أدهم:"إتهيألك إنه أنا؟!"
آيه:"يعنى مش عارفه الصراحه إتهيألى فعلا إنه إنت بس حسيت إنى بتخيل لإنى إمبارح حاولت أتأكد معرفتش أشوفه بس أنا مش عارفه هو بييجى هنا ليه علطول حقيقي مستغربه مش فاهمه أى حاجه الصراحه ،إنت شايف إيه؟"
أدهم مكنش متوقع إن آيه تشوفه وخاصة إنها مكنش فيه رد فعل من نحيتها ف اليوم إللى بعد ضرب النار ده، حاول إنه يتصرف طبيعى..
أدهم:" هو أكيد مش أنا ، ممكن يكون حد عايش قريب من المنطقه دى وبيمشى فيها علطول بيحرسها مثلا."
إقتنعت بكلام أدهم وشافته تفسير معقول لكل التساؤلات إللى فى بالها ، شربت آخر رشفه من الكوبايه إللى فى ايديها ورجعوا للجنينه بتاعة البيت عشان يكملوا ، وأثناء شغلهم أدهم فضل يتكلم عن المحاضره بتاعة النهارده وقد إيه هو مبهور بمعلوماتها وفاهمه كل حاجه، فضلوا كده لحد ما وقت الغروب دخل عليهم ..
آيه:"شكرا يا أدهم ، أنا آسفه لو إنت حسيت بملل معايا."
أدهم:"ماتقوليش كده أنا بالعكس إستمتعت جدا بالوقت ده واتعلمت حاجات جديده وبعدين إنتى بتشرحى حلو، إنتى هتكملى الباقى بكره صح؟"
آيه:"أكيد."
أدهم بغمزه:"خلاص أنا هجيب الخوذه التانيه تانى معايا لو إنتى حابه إنى أجى أكمل معاكى."
آيه قلبها دق كتير من فكره إنها هتركب وراه تانى على الموتوسيكل وهتقضى معاه اليوم كله تانى..
آيه:"هو أنت معندكش حاجه تانيه تعملها غير إنك توسخ هدومك معايا هنا؟"
أدهم بإبتسامه:" فى الحقيقه لا."
راح نحية الموتوسيكل ولبس قميصه والجاكت بتاعه وبعد كده لف لآيه...
أدهم:" أنا حابب أعرف عنك أكتر وعندى فضول كبير إنى أعرف أكتر عن تجارة والدك، أنا سافرت كتير ودورت ورا تجار الآثار بحكم شغلى والدراسات إللى بعملها لكن إنى أقرب من حدود والدك دى صعبه شويه ، و حاجه حلوه إنى أسمع منك عن كل حاجه إنتى تعرفيها، بس الأكيد أو السبب الأساسى هو إنى بحب أقضى وقت كبير معاكى."
إبتسامته ليها كانت ساحره لدرجه إنها عضت شفايفها،أدهم لاحظ الحركه دى وقرب منها مكنش عارف يقول إيه أو يعمل إيه فضل يفكر كتير وهو بيبص عليها لحد ما مسك إيدها وباسها..
أدهم وهو بيبص ف عيونها بهيام:"تصبحى على خير يا آيه، أشوفك بكره."
إتحرك بالموتوسيكل بتاعه،، وهى كانت واقفه مذهوله من الحركه دى وقلبها كان بيدق جامد لحد ما هدت ودخلت البيت..
