أخر الاخبار

رواية غفران الفصل التاسع عشر والعشرو والحادى والعشرون بقلم نسمة مالك


 

البارت ال19..

غفران..

✍️نسمه مالك✍️..


عناق!!..


"عهد".. 


جحظت عينيها حين انتبهت لهيئتها والمنامة الوردية الرقيقه التي ترتديها، والتي انعكست علي لون بشرتها الصافيه اعطتها رونق خاص يخطف الأنفاس.. 


منامة قطنيه ذات حملات رفيعه بفتحة صدر واسعه تظهر جمال عنقها ومقدمة صدرها بسخاء، وسروال يظهر جمال جسدها الممشوق.. 


صكت علي أسنانها بغيظ وقد اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل بل أصبحت علي وشك الذوبان من شدة خجلها حين جذبت مقدمة المنامه ونظرت بداخلها لتتأكد أن "غفران" قام بتبديل كافة ثيابها داخلياً وخارجياً.. 


شهقت بعنف واسرعت بوضع يدها علي فمها تكتم شهقتها وهي تتخيل ملامحه ونظرته الماكرة لها وتعبيرات وجهه العابثه، وبالتأكيد تحول لغفران المتحرش ولم يمر الموقف مرور الكرام.. 


عضت شفتيها بعنف صادرة صوت غاضب وحدثت نفسها ببكاء مصطنع قائله.. 

"اااااه يا غفران الوزير يا ساااافل والله لعرفك مين هي عهوده يا ظبوطه يا متحرش يا قذر".. 


القت هاتفها علي الفراش وهبت واقفه واندفعت نحو الخارج راكضه كطلقه ناريه غير عابئة لصوت فاتن ووجود أحد معه، تريد الوصول لعنقه حتي تقبض عليه لعلها تزهق أنفاسه والتي بمثابه أنفاسها هي بالأساس.. 


صوت فتح باب غرفتها وصل لسمع "غفران" الذي أنتهي للتو من تحضير وجباتها المفضله بمهارة شيف محترف.. 


نظر لوالدته التي تتذوق الطعام بتلذذ وابتسم بتساع وهو يقول.. 

"عهودتي صحيت يا أم غفران".. 

أنهي جملته واستدار سريعاً لخارج المطبخ ووقف ينتظر انفجار ثورتها التي تروقه كثيراً للمره التي لا يعلم عددها ببتسامة عاشقه تزين محياه.. 


التفت "فاتن" هي الأخرى بلهفه تود رؤية تلك الفتاه التي استطاعت إدخال الفرحة علي قلب عزيزها ورسم الابتسامة علي وجهه.. 


لتتسع عينيها بدهشه حين لمحت فتاه تركض تجاه "غفران" تمتلك وجه برئ للغايه كطفله لم تتم عامها العاشر بعد، بملامح طفوليه وجسد انثي مكتملة الأنوثه، وبرغم غضبها البادي عليها إلا انها تشع برائه وحياه..


لم تفكر لوهله، وبلمح البصر كانت هجمت علي "غفران" وبدأت تلكمه بمهارة لاعبة بوكسنج، ليستقبل هو لكماتها ويتصد لها ببراعة ولم تترك الابتسامة محياه.. 


لتصرخ هي بوجهه دون التوقف عن لكمه قائله.. 

"ازاي تسمح لنفسك تتعدي حدود وظيفتك وتغيرلي هدومي يا متحرررررش".. 


سيطر عليها بصعوبه وضمها لداخل حضنه، ظهرها مقابل صدره، ومال علي اذنها وهمس بأنفاس متهدجة.. 

"كل حاجة واي حاجة تخصك تبقي من حدود وظفتي سيادتك، واهدي خليني أعرفك علي والدتي، ولما تمشي ابقي اعملي فيا اللي انتي عيزاه كله براحتك".. 


التفتت برأسها ورمقته بنظرة حارقه، بادلها هو النظره بأخرى خبيثه، وغمز لها بشقاوه، ومال بوجهه عليها قليلاً موجهاً نظره لمقدمة منامتها تحت انظار فاتن التي تطلع لهما بابتسامة بلهاء ونظرات منذهله من افعال ابنها الغريبه كلياً بالنسبه لشخصيته الصارمة..


" انت اكبر متحرش شوفته في حياتي"..

همست بها "عهد" داخل أذنه بغضب مكتوم، ابتسم لها ابتسامة لعوب، وعض علي شفاتيه بإيحاء وبهمس قال..

"معاكي انتي وبس معنديش مانع ابقي شيخ المتحرشين كلهم"..


قمعت ابتسامتها بصعوبه، ودفعته بعيداً عنها بقوة، واخذت نفس عميق تهدأ به وتيرة غضبها، ونظرت بتجاه فاتن التي تطلع لها بابتسامة حانيه..


نظرت لها "عهد" بدهشه واقتربت منها بخطوات مسرعة وقفت أمامها تتأمل ملامحها وبذهول واعين ترقرقت بالعبرات قالت..

" حضرتك شبه نانا مامت مامي الله يرحمها، ويطول بعمرك يارب كانت بتحبني اوي وحنينه عليا اوي اوي"..


"حبيبتي اعتبريني انا زي نانا"..

هتفت بها "فاتن" بنبرة حانيه وهي تضمها لصدرها وتربت علي ظهرها بحنان بالغ جعلت دمعه حارقه تهبط ببطء علي وجنتي "عهد" التي مسحتها سريعاً ورسمت الجديه علي ملامحها وابتعد عن فاتن وتحدثت بتساؤل..


" حضرتك مامة الظبوطه دا؟ "..

بابتسامة اجابتها" فاتن"..

" ايوه حبيبتي، ليه هو مزعلك ولا ايه؟"..

رفعت "عهد" حاجبيها بدهشه وهي تقول..

"ازاي قدرتي تحملي لوحدك في الانسان دا كله"..


هتفت بها وهي تشير علي "غفران" بسبابتها، لتتعالي ضحكات "فاتن و غفران" الذي اقترب منها وقف جوارها ملتف بيده حول خصرها، حاولت عهد ابعاده عنها لكنه ذاد من ضمها له وبصعوبه من بين ضحكاته تحدث قائلاً..

"لا يا عهوده انا مش مولود كده"..


ضغط علي خصرها بعنف محبب جعل رجفة رائعة تأثر قلبها مكملاً بمكر..

" انا كنت طفل صغنن ومعنديش العضلات دي خاالص"..

قربه منها وطريقة حديثه جعلها تعجز عن الحديث والحركة،ابتسم غفران وبلحظه كان حملها واجلسها علي مقعد بجوار فاتن واستدار هو لداخل المطبخ وبأمر تابع..

"طيب خلينا ناكل الأول علشان جايلنا ناس كمان شويه"..


غمز ل"عهد" مكملاً..

" وبعدين هجوبك انا علي كل أسئلتك سيادتك"..

..................................

"انا مش عاااارف بنتك دي صنفها اييييه، ولا انتي يا امه كنتي بتتوحمي عليها في مين علشان تبقي بالغل والقسوة دي"..

هتف بها" احمد"بغضب عارم، وهو يجذب خصلات شعره بعنف..


تنهدت "سعديه"بتعب مغمغمه بسرها..

" ااه يا شهد يلي ورثتي الشر من؟!"..

قطع شرودها صوت احمد الغاضب وهو يقول..

" قوليلي اعمل ايييه يا امه مع البنت الغلبانه والساذجة اللي لسه قافله معايا دي وبتقولي انا هجيلك؟"..


سعديه.. " وهي يعني البنت دي صغيرة يا ابني مش هتعرف وتفهم غرضك منها؟"..


حرك احمد رأسه بالنفي وهو يقول..

" من الكام مرة اللي كلمتني فيهم بيقولو انها شبه هبله ولا ايه، بتاخد علي الناس بسرعه، وماشيه تقول للي يسوي واللي ميسواش هاااي انا عهوده"..


" يبقي لو  كلمتك تاني اتصل علي غفران جوز اختك وقوله من غير ما تجيب سيرة اختك خاالص يا احمد"..

هتفت بها "سعديه" بتعقل..


حرك" احمد"راسه بالايجاب قائلاً بتأيد..

" عندك حق انا هرسي غفران علي كل حاجه"..


البارت ال20..

غفران..

✍️نسمه مالك✍️..



لحظات عشق!!..


"عهد"..


تلك الليله التي فقدت بها عائلتي بحادث اغتيال، والدتي واشقائي الصغار لن تمحي من ذاكرتي، تركوني دون وداع، لم استطع حتي رؤيتهما للمره الأخيره..


فقدو حياتهما وافقدوني قلبي، تمنيت كثيراً أن القي حتفي حتي الحق بهما، حاولت الانتحار ولكني أدركت إني لن أكون برفقتهما بهذه الطريقه..


فضلت أن انتظر قدري لعل الله يكتب لي الشهاده مثلهما، ولكن بعدما اقتحمني عشقك الذي يعذب فؤادي عدت ثانياً افكر بالانتحار افضل لي من ان أراك برفقة امرأه غيري أو ربما أنجح بالهروب منك يا من امتلكت قلبي.. 


كلمات تتردد بذهن "عهد" وهي تطلع ل"غفران" الذي يطعمها بيده ويأكل من ورائها بابتسامة عاشقه تزين محياه..


 تحت أنظار "فاتن" التي تطلع لهما بحب وتدعو من صميم قلبها قائله..

"ربنا يحفظكم من كل شر ويفرح قلبكم ياارب يا حبايبي"..


"آميييين يارب العالمين، ويباركلنا فيكي يا ست الكل"..

هتف بها "غفران" وهو يغمز ل"عهد" بعبث مكملاً..

"وميحرمكيش مني سيادتك"..


عبست "عهد" بملامحها، وهبت واقفه وهتفت بابتسامة بشوشه ل"فاتن" وهي تقول..

"مبسوطه جدا اني اتعرفت علي حضرتك يا نانا فاتن"..


ضمتها "فاتن" بحنان ويدها تربت علي شعرها قائله..

" انا اللي مبسوطه اكتر اني شوفتك يا احلي عهوده ومش هتبقي اخر مره بمشيئة الله"..


ابتعدت "عهد" عنها ورسمت ابتسامة باهته علي محياها وبتنهيده تحدثت..

"الحمد لله انا كلت ميرسيي يا حضرة الظابط علي الكشري"..


" بالهنا يا قلبي انا"..

هتف بها "غفران" وهو يلاعب لها حاجبيه، لترمقه" عهد"بنظرة حارقة مصطنعه الغضب وبتساؤل قالت..

" هي مين دي اللي قلبك؟!"..


أجابها وهو يلوك الطعام بتلذذ..

"امي سيادتك هيكون انتي مثلاً!!"..

ضربت بقدمها الأرض وسارت نحو غرفتها بخطوات مسرعة وبغيظ تمتمت لنفسها..

"اووف عليك ظبوطه بارد وغلس وتجنن في نفس الوقت"..


هبت "فاتن" واقفه وسارت نحو الخارج ليسرع غفران خلفها، فربتت علي كتفه وبابتسامة قالت.. 

"البنت جميله اووي وبتموت فيك يا غفران بس هي عنيده شويه اوعي تخسرها يا ابني"..


"انا ماصدقت لقيتها يا أمي، وعنادها دا انا بعشقه"..

قالها" غفران"بلفهه وعشق ظاهر بشدة على ملامح وجهه..


"ربنا يسعدك يا حبيبي، همشي انا علشان أروح للولاد اجبهم من النادي، وانت خلي بالك من نفسك ومتنساش اللي قولتهولك"..


قبل جبهتها، ويدها، وخطي بها داخل المصعد، وضغط علي الطابق المقصود وخرج هو سريعا وبطاعه تحدث..

" اطمني يا غاليه، ولو في اي حاجه جديده كلميني انتي علي طول"..

حركت رأسها بالايجاب ،وانغلق الباب..


ليسرع هو بالعوده لداخل الشقه غالقاً الباب خلفه وسار بخطوات اقرب الي الهرولة حتي وقف أمام باب غرفتها اخذ نفس عميق وطرق الباب برفق..


ليأتيه صوتها الغاضب تتحدث بأمر..

"متدخلش ياظبوطه"..

انبلجت ابتسامة علي محياه قمعها سريعاً وفتح الباب وخطي للداخل بخطوات بطيئه ماكره، وبهدوء تحدث قائلاً..

"انا اشترتلك شوية هدوم أون لاين وحطتهملك في الدولاب"


"هو انا مش قولت متدخلش يا غفران!! ، اتفضل اطلع بره وسبني لوحدي علشان هاله صحبتي جاية في الطريق وعايزه اقعد معاها علي راحتي"..

هتفت بها "عهد" بنفاذ صبر دون ان تنظر له، بل استدارت موليها ظهره هروباً من نظرته لها التي تبعثر مشاعرها..


لم يبالي لحديثها،يكتفي بتأملها بابتسامة هائمه بكل تفصيلها، واقترب منها كالمغيب وبلحظه كان انتشلها داخل حضنه يضمها بل يعتصرها بين ضلوعه، ومال على عنقها يلثمه بعمق جعلها تفقد القدره علي ابعاده عنها..

تقف بلا حراك بين يديه، وكأن جسدها الخائن اصبح طوع حضنه يتتوق شوقاً لهمساته ولمساته التي تثلج قلبها مهما كانت غاضبه منه..


"لما صحبتك تيجي انا هاخد جوزها ونروح مشوار مهم، وانتي اقعدي معاها براحة راحتك علي ما ارجعلك علشان نقعد انا وانتي مع بعض ونتكلم يا عهوده وافهمك كل حاجه"..

همس بها "غفران" من بين سيل قبلاته، لترتجف هي بين يديه وتغلق عينيها براحة اجتاحتها بعنف، وبصوت يكاد يسمع قالت..

"هتروح فين وتسبني"..


" مستحيل أسيبك يا عهد"..

هتف بها بلهفه وهو يزيد من ضمها داخل صدره اكثر مستندا بذقنه علي كتفها وبجديه تابع..

" انا قدرت اوصل لكذا واحد كانوا من ضمن الرجاله اللي خطفوكي ومحتاج" علي"يشوفهم يمكن يقدر يتعرف عليهم"..


"انا مشوفتش حد منهم يا غفران كانوا مغمين عيني"..

هتفت بها" عهد"بنبره اوشكت علي البكاء وبدأ جسدها ينتفض بين يديه بقوه..


"هشششش اهدي انا هنا مستحيل حد يقدر يأذيكي يا عهد"..

هتف بها وهو يحملها لداخل حضنه بيد واحده، وسار بها نحو اقرب مقعد جلس عليه وجذبها علي ساقيه وتابع بهدوء..

" عهد مش عايزك تخافي وتخلي خوفك يجبرك علي اي تصرف متهور، عايزك تهدي وتفهمي الاول وبعدين تفكري كويس وفي الاخر تاخدي قرار"..


مسد علي وجنتيها بأنامله مكملاً..

"واطمني انا تقريباً وصلت للي عايز ينتقم من سيادة الوزير وهقبض عليه في اقرب وقت، وساعتها والدك هيرجعلك ومعاه مفاجأه حلوه اوي لاحلي عهوده في الدنيا"..


" امممم طيب كويس بابي يرجعلي وارتاح منك، وانت كمان ترتاح مني وترجع لحياتك وبيتك ومراتك وولادك"..

هتفت بها بعدما ابتلعت غصه مريره بحلقها..

رمقها بنظرة عاتبه وبتساؤل قال.. 

"عايزه تفهميني أن هو دا اللي عيزاه يا عهد؟!"..


" دا اللي المفروض يحصل يا حضرة الظابط"...

هتفت بها بحده وهي تحاول الابتعاد عنه، ليسرع هو ويضع يده خلف رأسها وجذبها اليه مستندا بجبهته على جبهتها وبأنفاس متهدجه همس..

"دا هو اللي المفروض يحصل يا قلب حضرة الظابط"..


أنهي جملته وتناول شفاهها في قبلة عميقه يبث لها مدي عشقه ولهفته عليها، كانت تقاومه بعنف، ولكن قوة عشقه لها الذي يغمرها به جعلها تستجيب له بكل وجدانها ملتفه بكلتا يدها حول عنقه تجذبه اليها أكثر وعبراتها تهبط بغزاره علي وجنتيها بعدما حسمت أمرها انها ستبتعد عنه للأبد وستتركه لأطفاله..


ولكن تريد على الأقل ان تودعه، والتنعم بعناقه ولو قليلاً.. مرت عليهما لحظات منفصلان عن العالم، مكتفيان ببعضهما..

صوت رنين جرس الباب افاقهما بالوقت المناسب، لتنتفض "عهد" مبتعده عنه وركضت نحو حمام الغرفه واغلقته بعنف وجلست ارضاً تبكي بنحيب محدثه نفسها بعتاب..

"فوقي يا عهد دا مجرد جواز اتفاق وبس وهيسيبك ويرجع لمراته، يبقي لازم انتي تسبيه قبل ما هو يسيبك".. 


البارت ال21..

غفران..

✍️نسمه مالك✍️..

 ♥️♥️♥️💋.. 


صفعات!!..


"هادي".. 


يجلس بجوار زوجته الغارقه بالنوم، يمسد علي شعرها تاره، وعلي بطنها المنتفخه يتحسس حركة حنينهما تاره، ويغرقها بوابل من القبلات العاشقه تاره أخرى.. 


وبهمس يتحدث قائلاً.. 

"رغدتي أصحى يا روحي كفايه نوم".. 

تململت بين يديه، وهمهمت بأسمه قائله.. 

"هادي سبني أنام شويه صغيرين كمان بس".. 


قبل كتفها العاري، وبتحذير قال.. 

"هتصحي بالذوق ولا اصحيكي بطريقتي؟".. 

ضحكت بغنج، واعتدلت جالسه علي الفراش ساحبه الغطاء عليها بكسل، وبتنهيده قالت.. 

"خلاص انا صحيت اهو".. 


"لا انا شاكك انك لسه نايمه فالأفضل اصحيكي بطريقي".. 

هتف بها وهو يقترب منها بنظرات ماكرة وهم بتقبيلها ليصدع رنين هاتفه بنغمه خاصه بعمله الهام.. 


" دا تليفون مهم لازم أرد ياروحي".. 

هتف بها "هادي" وقد اعتلت ملامحه القلق، ضغط زر الفتح وبتوتر ملحوظ تحدث.. 

" ها يا بشمهندس طمني؟"..


ليأتيه الرد بجمله جعلت الصدمه تلجمه حين إجابه الطرف الأخر قائلاً بأسف.. 

"للأسف الأسهم سعرها نزل وبقي في الأرض، خسرنا يا هادي باشا والشركة الخصم اعلنت افلاسنا وسط الشركات".. 


اخذ الأمر منه لحظات حتي استطاع الرد بذهول وعدم تصديق قائلاً.. 

" انت بتقول ايييييه يا بني أدم انت؟! هما مين دول اللي خسرو؟".. 

أنهي جملته وقذف الهاتف من يده بعنف غير عابئ لمصيره.. 


وقد فقد السيطره علي أعصابه من شدة صدمته، وبدأ يحدث نفسه بنبره اشبه بالصراخ.. 

"لااااا اكيييد لاااااا مخسرناااش، طيب اخسر انا موافق لكن فلوس اخويا وامي لااااا".. 


انهمرت دموع رغد بغزاره وبفزع اقتربت منه وبصوت باكي مرتجف قالت.. 

"في ايه يا حبيبي ايه اللي حصل".. 


"شركتنا هتعلن افلاسها، كل حاجه راحت، بيتنا اتخرب يا رغد".. 

هتف بها بهذيان وعينيه تفيض بالعبرات حارقه علي وجنتيه، لتسرع زوجته وتضمه لصدرها وتربت علي ظهره بيدها المرتعشه وبتوسل تهمس بإذنه.. 

"اهدي يا حبيبي، فداك الدنيا كلها، المهم انت، بالله عليك تهدي يا هادي؟".. 


قطعت حديثها وصرخت بهلع حين دفعها بقوه بعيدا عنه حتي انها كادت ان تسقط من أعلى الفراش لولا انها تمالكت نفسها، وبصراخ تحدث.. 

"بقولك بيتنا اتخرب وفلوس اخويا وامي اللي مشغلنها معايا راحت تقوليلي اهددددي".. 


مدت يدها وجذبت روبها الملقي ارضاً بجوار السرير، وارتدته سريعاً وهبت واقفه بوهن واقتربت منه بخطوات حذره وبرجاء تحدثت.. 

"هادي حبيبي بصلي".. 


نظر لها تظرة تملئها الكسره جعلتها تطبق جفنيها من شدة ألمها عليه، وببكاء تحدث قائلاً.. 

" انا خسرت كل حاجه وبقيت علي الحديده يعني الفلوس اللي في الفيزا بخ،مبقاش معايا حتي تمن تذكرة القطر اللي هترجعنا القاهره".. 


توقف بنظره علي بطنها وبنحيب تابع.. 

" مبقاش معايا تمن لكشفك ولا علاجك ولا لولادتك يا رغد".. 


ارتمي ارضاً علي ركبتيه مكملاً بحسره.. 

"انا فاشل وضيعت كل حاجه".. 


بلهفه اقتربت منه وجلست ارضاً جواره وبقوه مزيفه تحدثت.. 

" لا يا حبيبي متقولش كده دا اختبار من ربنا وانت هتبقي قده وهتنجح ف؟".. 


"انجح اييييه بقولك انا ضيعت كل حاجه".. 

صرخ بها وهو يدفعها بعيداً عنه بكلتا يده لتسقط بجسدها ارضاً بعنف، وبدأ يحطم كل شئ حوله بنهيار تام مردداً بعدم تصديق.. 

"كل حاجه رااااحت وهنعلن افلاسناااااا".. 


ظل يحطم كل ما تطوله يده غير منتبه لتلك التي تجلس بمكانها بوجه شاحب، وجبهتها بدأت تتصبب عرقاً،ممسكه ببطنها، وتأن بضعف شديد.. 


شعرت بدوار يداهمها بقوه، فتمدت ارضاً علي ظهرها وبصوت يكاد يسمع همست بصعوبه.. 

"هادي الحقني".. 


همسها أعاده من دوامة انيهياره، وبهلع وقلب ارتعد بخوف شديد اقترب منها وحملها داخل حضنه، وبأنفاس أوشكت علي الأنقطاع تحدثت.. 

"رغد مالك يا حبيبتي".. 


لم تستطع الرد عليه بعدما داهمها دوارها بعنف اكبر وسحبها لقاع مظلم ليتراخي جسدها بين يديه وتغلق عينيها مستسلمه لدوارها تاركه خلفها قلب يصرخ قبل لسانه بأسمها حين لمح الدماء التي اغرقت روبها.. 

......................................... 

"عهد"..


بابتسامة هادئه رغم بريق العبرات بعينيها تطلع ل"هاله" التي تجلس أمامها بوجه مشرق وكأنها عادت للحياه مره أخرى بعدما عاد لها زوجها.. 


عضت "هاله" علي شفتيها بخجل ولكمتها برفق وهي تقول.. 

"بت يا عهوده متبصليش كده بتكسفيني، وكفايه اللي حصلنا انا وعلي بسبب اللي عمله غفران الحارس بتاعك دا".. 


عقدت "عهد" حاجبيها وبتساؤل قالت.. 

" عمل ايه غفران؟!".. 


" بعتلنا عربيه أخر ابهه وفيها سواق وعربيه تانيه فيها حراسه جولنا لحد البيت وخدونا قدام الحته كلها".. 

هتفت بها "هاله" بفرحة غامره مكمله.. 

" كنت طايره من الفرحة يا بت يا عهوده وانا نازله ايدي في ايد جوزي قدام كل اللي شمتو فيا وقالو عليا أرمله وجوزي علي وش الدنيا ربنا ميحرمنيش منه ابداً".. 


" ربنا يفرحك يا حبيبتي انتي تستاهلي كل خير يا هاله".. 

هتفت بها "عهد" بصدق وحب أخوي شديد.. 


هاله.."ويفرح قلبك ياعهوده، وتقوليلي بقي مالك ومين اللي مزعل القمر بتاعنا دا".. 


اخذت" عهد"نفس عميق وهي تقول.. 

" لما غفران ياخد علي وينزلو علشان نتكلم براحتنا".. 


" اممم غفران قولتيلي".. 

هتفت بها هاله بخبث وهي تتنقل بنظرها بين شفتيها، وعنقها المملوء بصك ملكية غفران عليه، وبعتاب وتعقل تحدثت.. 

" حبيبتي خلي بالك من نفسك، واوعي تعملي حاجه حرام تندمي عليها؟!".. 


قاطعتها "عهد" سريعاً وببكاء قالت.. 

" هاله غفران يبقي جوزي".. 

شهقت" هاله"بعنف، ورفعت يدها تكتم شهقاتها، وبذهول قالت.. 

"جوزك يا عهد؟!، انتي ناسيه انو متجوز بنت سعديه؟".. 


انهمرت عبراتها علي وجنتيها بغزاره أكبر، لتسرع هاله وتربت علي ظهرها، وتكمل بجديه.. 

"طيب تصدقي يا بت يا عهوده انك لايقه عليه اكتر من البت الصفره ام غل دي، وهو شكله ابن حلال والله ومغلوب علي أمره معاها علشان خاطر ولاده".. 


" ولاده يا هاله، مش تعبني حاجه غيرهم".. 

هتفت بها "عهد" بأسف.. 


تراقصت ابتسامة خبيثه علي وجه هاله وهي تقول.. 

"انتي وقعتي ولا الهوا اللي رماكي يا عهوده يا شقيه".. 


عبست عهد بملامحها، ومسحت عبراتها بظهر يدها بطفوله، وبخحل وجديه مزيفه قالت.. 

" وقعت ايه لا طبعاً".. صمتت لبرهه وبهيام تابعت.. 

"انا عشقت يا هاله، عشقت غفران".. 


جملتها اخترقت قلب "غفران"الذي يقف علي باب غرفتها وهم بطرق الباب لتلجمه جملتها وتجعل قلبه يتراقص فرحاً، وابتسامة عاشقه تزين محياه.. 

وبلهفه طرق الباب، وخطي للداخل بهيبته ووقاره المعتاد حتي توقف أمام عهد المبتعده بنظرها عنه.. 


يرمقها بنظرات عاشقه جعلت هاله تهب واقفه، وبستحياء تحدثت.. 

"هو علي بره؟".. 


"ايوه احنا هننزل دلوقتي".. 

هتف بها "غفران" دون ان يبتعد بنظره عن حبيبته العنيده.. 


سارت "هاله" نحو الخارج وهي تقول.. 

"طيب انا هستأذنه افضل مع عهد علي ما ترجعو".. 

أنهت جملتها وسارت للخارج غالقه الباب خلفها، وركضت نحو زوجها الجالس بغرفة المتخصصه للضيوف وجلست بجواره ملتصقه به وبهيام قالت.. 

" في قصة حب تجنن جوه يا علولي".. 


"خت بالي انا بس دا ميصحش؟".. 

هتف بها "علي" بصرامه،لتسرع" هاله"وتتحدث قائله.. 

" لا يا علي انت فهمت ايه".. 

اقتربت منه أذنه وتابعت بهمس.. 

"غفران طلع متجوز عهد".. 


"بغرفة عهد".. 


رفعت عينيها ببطء وتطلعت له بتفحص، لتبهرها هيئته وثيابه المنمقه.. 


تأملته بشرود يرتدي كنزه بيضاء، ومعطف من اللون الازرق الفاتح وسروال جينز بلو بلاك..

مصفف شعره الحريري بعنايه وعطره ذو الرائحة الفواحه الذي يروقها كثيراً قد نثر منه بغزاره استنشقته هي تملئ به رئتيها بستمتاع.. 


اما "غفران".. 

صك علي أسنانه بعنف حين رأي احمرار وجنتيها و عينيها المنتفخه اثر بكائها الشديد ودون سابق انظار كان اقترب منها وسحبها لداخل صدره وضمها بعشق مغمغماً بعتاب.. 

"عياطك سكاكين بتقطع في قلبي يا عهد".. 


"قلبك مش ملكي لوحدي يا غفران".. 

همست بها بنحيب، وهي تضمه اليها بكل قوتها مكمله بأسف.. 

"وانا انانيه وعيزاك لوحدي".. 


غمر عنقها بقبلاته الساخنه التي تفقدها صوابها، وبتأكيد قال.. 

"انا ليكي لوحدك".. 

ابتعد عنها، واحتضن وجهها بين كفيه وبحنو تابع..

"حبيبتي عايزك تبطلي عياط، وتستني لما ارجع وانا هفهمك كل حاجه".. 


"هتروح فين".. 

همست بها وهي تنظر داخل عينيه بعشق ليس كمثيله عشق.. 


قبل ارنبة انفها وهو يقول.. 

"هوصل المدريه في السريع لو"علي" اتعرف على الناس اللي قبضت عليهم يبقي عرفنا مين اللي ورا كل الهجوم اللي حصلك انتي ومعالي الوزير، وهاخد قوه واطلع اقبض عليه الليله، وكمان "علي" هيشتغل معانا هعرفه شغله الجديد وارجعلك هوا".. 


هندمت ياقة معطفه وابتسمت له ابتسامتها التي تذيب قلبه، والتفت بكلتا يدها حول خصره تضمه لها بقوه، وبهمس تحدثت.. 

"خلي بالك من نفسك يا ظبوطه".. 


زحف الشك لقلب غفران، وضيق عينيه ونظر لها بتفحص وهو يقول.. 

"امممم الهدوء المريب دا وراه ايه يا عهد؟".. 

استند بجبهته علي جبهتها مكملاً بتساؤل.. 

"بتفكري في ايه بالظبط قوليلي دا انا الظبوطه المتحرش".. 


أنهي جملته وغمز لها بشقاوه، لتدفعه هي برفق نحو الخارج، وبأمر تحدثت.. 

"يله روح مشوارك بسرعه علشان ترجع بسرعه، ولما ترجع نبقي نتكلم".. 


" موافق جداً بس اتمني تفضلي هاديه كده لحد ما ارجعلك".. 

هتف بها "غفران" وهو يرمقها بنظره محذره، وهم بفتح الباب لكنه استدار سريعاً وتابع بجديه مصطنعه.. 

"ونسيت اقولك صحيح".. 


عقدت ذراعيها أمام صدرها، وبتنهيده قالت.. 

" تقولي ايه؟".. 

شهقت بصوت خفيض حين مال عليها فجأه وتناول شفاها بقبله عميقه وسريعه بنفس الوقت وابتعد عنها ونظر لعينيها وبأنفاس متهدجة قال.. 

"هتوحشيني".. 

.................................. 

"كنت عارفه انك هتندل معايا يا احمد الكلب".. 

هتفت بها "شهد" بغضب عارم وهي ترمق شقيقها بنظرات ناريه.. 


تطلع لها احمد بذهول، وبعدم تصديق تحدث.. 

"انتي واقفه تتصنتي عليا انا وامك يا شهد؟".. 


صفقت بكلتا يدها، وبوقاحة تحدثت.. 

"اااه يا نانوس بتصنت عليك انت والوليه سعديه السوسه اللي بتقولك قول لجوزها" .. 


" تبقي سمعتي وانا بقوله ميجبش سيرتك يا محترمه".. 

هتفت بها سعديه بنبره ساخره.. 


" اقتربت منها شهد ولكمتها بعنف بكتفها، وبجحود قالت.. 

" بس عيزاه يعرف جوزي يا وليه علشان يلحق اللي ما تتسمي، والحركة دي انا هدفعك تمنها انتي والخنفسه بنتك كمان".. 


اذدارت سعديه لعابها بصعوبه، وبخوف تحدثت.. 

"مالك باختك هي كمان يا رغد".. 

ابتسمت شهد بشر وجلست بجوار سعديه واخرجت هاتفها واشارت لشقيقها الذي يرمقها بنظرات حارقه ان يقترب، وقامت بتشغيل إحدي فيديوهات رغد برفقة زوجها واعطتهما الهاتف لتجحظ اعينهما بصدمة بل فاجعه حين رؤ محتوي الفيديو، وبفخر تحدثت.. 


"ايه رأيك يا احمد اروح لواد من بتوع الفوتوشوب واديله 50ج واخليه يخفي صورتهم ويركب صورك انت والغندوره بتاعتك وافرجه لأبوها".. 


لهنا ولم يتمالك شقيقها نفسه، وبلحظه كان سحبها من حجابها خلعه عنها والقاه ارضاً، ومن ثم جذب شعرها ولفه حول قبضة يده بأحكام، وبصوت جوهري صرخ بأذنها.. 

" انتي اييييييه، مصنوعه من اييييييه، وصل بيكي انك تصوري اختك مع جوزها".. 


أنهي جملته وبكل ما يحمل من قوه صفعها علي وجهها بعنف جعلها تصرخ بألم حاد.. 


لتلقي سعديه الهاتف، وتهب واقفه هي الأخرى، وانقضت عليها تلكمها بيدها وقدمها وحتي اسنانها مردده بنهيار.. 

"شيطانه انتي شيطانه ووارثتي الشر من الشيطان ابوكي يابنت زكريا".. 


جمله القتها وقت غضب جعلت الصدمة تلجم الجميع.. 

.................................... 

"انتي بتقولي ايه يا عهد، احمد مين اللي تتجوزيه؟".. 

هتفت بها "هاله" بذهول مقارب للجنون.. 


اجابتها "عهد" بنفاذ صبر.. 

"هاله ركزي معايا انا مش هينفع اخد راجل من مراته وولاده، وغفران مش هيسبني، ودا الحل الوحيد اني ابعد عنه، وانتي بتقولي ان احمد دا جدع وشهم وراجل يبقي ساعديني اهرب واروحله".. 


" انتي هبله، والله العظيم انتي فعلاً هبله".. 

دارت حول نفسها مكمله بدهشه.. 

"عايزه تتجوزي وانتي متجوزه علشان تتسجني يابت انتي؟".. 


مسحت علي وجهها بعنف، وبتعقل تابعت.. 

" عهد يا حبيبتي مش غفران قالك انه هيفهمك كل حاجه، يبقي تهدي وتصبري وتفهمي يا عهد خصوصاً انك بتحبيه وهتموتي عليه ودا انا شيفاه في نظرتك ليه كويس أوى".. 


"مش هقدر اكون زوجه تانيه، انا بتعذب يا هاله لما بفكر انه بيكون في حضن واحده غيري،و مش هقدر اكون السبب في بعده   عن ولاده، والله غصب عني يا هاله انا بعشقه بس مش هتنفع علاقتنا تستمر علشان كده مقولتلوش اني عرفت انه جوزي، وهعرف احمد ان جوازنا هيبقي مؤقت".. 

هتفت بها"عهد"بدون تفكير، وببكاء حاد.. 


ابتلعت غصه مريره، وبأسف اكملت.. 

" بس انتي صح يا هاله، هستني اسمع غفران الأول يمكن يكون في حل".. 


همت" هاله"بالرد عليها، ليقطع حديثهم صوت إحدي الحرس يتحدث من خلف الباب بستأذان قائلاً.. 

" عهد هانم في واحده بره عايزه تقابل سيادتك".. 


عقدت" عهد" حاجبيها ونظرت لهاله بقلق، وبتساؤل قالت.. 

" مين دي؟".. 


اجابها الحارس بأسم أخر الأشخاص تتوقع رؤيتهم حين قال.. 

"مدام شهد المصري".. 


               الفصل الثانى والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close