رواية قدر صنعني وصنعته الفصل الثالث عشر والاخير بقلم امل حماده

رواية قدر صنعني وصنعته الفصل الثالث عشر والاخير بقلم امل حماده 

بعدما قرأت قدر ...ان نبيله حالتها الصحيه في انهيار ...اغلقت الإنترنت ...قائله:لا حول ولاقوه الا بالله ...

نظرت قدر الي طفلها لكي تحتضنه ...رددت في أذنه قائله :سامحيني ياحبيبي ان هحرمك من ابوك ...بس غصب عني ...واكيد هتعرف بعدين أنا ليه عملت كده ...عشان بحب باباكً...عشان نعيش سوا من غير قيود ...

رجعت بظهرها للوراء تتذكر كل شئ بينها وبينه ...

           ....صلوا علي النبي......

ذهب ساهر الي نبيله في المشفي ليطمئن علي حالتها اليوم ...

نصحه الطبيب بعدم الحديث كثيرا معها ...لعدم قدرتها الصحيه علي الكلام ..

دلف ساهر الي الغرفة ...وجلس علي الكرسي المقابل لفراشها ...بعدما نظر الي جسدها التي تملاه المحاليل والأجهزة ..

هتف ساهر قائلا :نبيله ...عامله اي دلوقتي ..

أدارت نبيله رأسها ببطء نحوه ...وتبسمت له بحب صادق ...

أردفت بهمس :الحمدلله ياساهر...أنا عاوزه اطلب منك حاجه ...

انصت لها ساهر قائلا :اطلبي ...

أخذت نفسا عميقا قائله :عاوزه ميار وعلي ...بس بسرعه ...عشان مفيش وقت ...عاوزه ارتاح قبل مااقابل ربنا ...

ساهر :حاضر ...

قام ساهر بالاتصال بميار وعلي ...وظل ساهر جالسا بجوارها ...لحين مجيئهم...

تنهدت نبيله بصعوبه قائله :ساهر ...أنا اسفه علي كل حاجه حصلت مني ...أنا اللي كنت انانيه مش قدر ...حتي مقدرتش اكسب حبك ...كان لازم افهم ان الحب مش بالعافيه ..

كاد ساهر ان يتحدث ولكن نبيله منعته ...لتكمل حديثها ..

-ارجوك سبني اكمل كلامي ...أنا اللي وصلتك للحاله اللي انت فيها ...وقدر برضو أنا دمرتلها حياتها ...أنا متأكده ان قدر هترجع ...عاوزه أقابل ربنا والكل مسامحني ....ربنا ابتلاني بالمرض ...عشان اللي عملته في حياتي ...

ساهر :نبيله ارجوكي ...ماتتكلميش ...انتي تعبانه ...وأنا مسامحك ..

دلف كل من ميار وعلي متوجهين نحو نبيله ...

ميار :مالك ياحبيبتي ...ان شاء الله هتبقي كويسه ...

نبيله :ميار ...أنا السبب في ادمانكً للمخدرات ...أنا اللي عملت كده عشان مكنتش مستحمله اشوف حد سعيد وأنا حزينه ..

ميار ببكاء وفي صدمه :انتي بتقولي اي يانبيله ....

سقطت دموع نبيله قائله :سامحيني ياميار ..انتي طول عمرك صاحبتي ...أنا عارفه ان ربنا هيحاسبني علي كل دا ..انت ياعلي ...ماتزعلش مني ...والله أنا كان نفسي أعيش مع الإنسان اللي حبيته ...مكنتش عايزه ابقي شيطانه ..

ازدادت حالتها سوء ...الي هتفت سريعا قائله :خلوا قدر تسامحني ....وخلوا بالكم من نفسكم ..

مدت يدها لهم ...فقام الثلاثة بضم يدها ...الي ان سقطت يدها

حاله من الحزن والألم اصابت الجميع ...

علي ببكاء :نبيله ...نبيله حبيبتي ماتروحيش يانبيله ...

صرخت ميار باسمها ...الي ان امسكها شقيقها قائلا :حرام كده ياميار ...ارجوكي كفايه ...

كانت حالتهم تستدعي الأسف ....

اردف ساهر قائلا :لاحول ولا قوه الا بالله ...

نظرت ميار الي ساهر وبصراخ ارتمت في احضانه ....

-لا نبيله ...خليها تفوق ياساهر ..عشان خاطري خليها تفوق ...

ومازال علي يبكي علي فقدانها ...

         ......استغفروا الله ......

في منزل قدر ...

كانت تعد طعام لها ...ولكنها اتي لها إشعار من النت بان نبيله توفاها الله ...

سقط الطبق من أيد قدر ....ويصدمه :لا اله الا الله ....

الي ان نهضت من مجلسها ...وقفت أمام النافذة تبكي بمراره ...فماذا تفعل الان ....جلست تفكر ...وعقلها مشوش ...الي ان استقرت علي قرار ...وبدات بتنفيذه 

 ومع صباح يوم جديد ....كان هذا اليوم هو عزاء نبيله .....


في العزاء ....وقف كل من علي وساهر ياخذوا العزاء في الخارج ....بينما النساء يجلسن بداخل الفيلا ....

لتأتي فتاه وتمد يدها بالسلام ...وتفاجئ ساهر بانها قدر ...

حاله من الصمت والذهول اصيبت ساهر ...حتي انه مد يديه وضغط علي يديها ..

هتفت قدر بحزن قائله :البقاء لله ...

جز ساهر علي اسنانه ...وحاول ان لا يظهر هذا أمام الجميع ....

دلفت قدر الي النساء ...حتي اصيبت فاطمه بالذهول ...

سلمت قدر عليها قائله :البقيه في حياتك ياماما ...

فاطمه :قدر ...حياتك الباقيه ..

هتفت قدر قائله : معلش هنيم سليمان ...واجي ..

فاطمه :ابنك !؟

أومأت قدر رأسها بالإيجاب ...ولكنها حزينه ...الي ان توجهت الي غرفتها ...ووضعت سليمان ...

دلف ساهر الي الداخل ...قائلا :قدر فين ؟؟

فاطمه :في أوضتها يابني ...

اسرع ساهر مهرولا الي غرفتها ...وفجاه اقتحمها ...لترتعب قدر ..وتنظر اليه ...

تصلبت قدر مكانها الي ان اقترب منها ....وهو في حاله من الغضب :كنتي فين ؟؟

ابتلعت قدر ريقها ...ولمً تجيب ...

حك ساهر ذقنه بطرف سبابته ...الي ان صفعها صفعه أسقطتها علي الفراش ...

وتحول ساهر الي وحش ...ليقبض علي شعرها قائلا بغضب عارم :انطقي ...كنتي قين ؟؟

قدر :سبني ياساهر ...أنا هفهمك كل حاجه ...

ابتعد ساهر قائلا :تفهميني اي ...واحده هربت من جودها وراجعه له بعد شهور ...يتقال عليها اي غير فاجره ...

صفعها مرتين علي وجهها ...كانت قدر تتقبل كل هذا ..فهي تعلم حالته ...

رمقها ساهر بنظرات ناريه :أنا مبقتش طايقك ...وللأسف عرفت دا متاخر ...لما نبيله كانت بتحبني ...وضحيت بنفسها عشاني ...لكن انتي انانيه ياقدر ....مبتحبيش الا نفسك ....

كانت تلك الكلمات تقتلها ....ومازالت دموعها تنهمر من عينيها....

القي ساهر ببصره نحو الطفل ...لينظر اليه بذهول ...

شاور بسبابته قائلا :مين دا ؟؟

نظرت قدر الي طفلها لتحمله قائله :ابننا ...

في عز غضبه ...ابتسم ساهر تلقائيا ...قائلا :ابني ؟!

أومأت قدر رأسها ...الي ان أخذ ساهر الطفل منها ...وضمه الي احضانه ..

جلس ساهر علي المقعد وهو مازال حاملا طفله يتأمله بنظرات حب ...

الي ان آفاق من حنيته ...ناظرا الي قدر ..

-حتي دا كمان حرمتيني منه ...كل مره بكتشف آد اي ...انك انانيه فعلا ...

لم تتحمل قدر هذا ..فنهضت من مجلسها متوجهه نحو ساهر ...اتكأت علي ركبتيها ..

اردف قائله :ساهر ...ارجوك ...أنا كنت بتعذب اكتر منك ...لما شوفت نبيله وحبها ليك ...كان لازم ابعد ...مفكرتش في نفسي آد مافكرت فيكم ..والله ماكنت انانيه ...كنت ماشيه وعارفه ان اللي بعمله غلط ...يمكن اكبر خطأ بالنسبالي ...بس ماكنش قدامي حل تاني ...أنا عيشت أيام وأنا بعيده عنك في رعب وخوف ...صدقني ...

ازال ساهر يديها قائلا :كل تفكيرك كان خطأ ....انتي عارفه أنا عملت اي مع نبيله ...أنا اتجوزتها اه بس ملمستهاش ...كنت شايفها انتي طول الوقت ..اتجوزتها عشان ارضي رغبتها ...لانها كانت هتموت ...فضلت شهور أتعذب بسببك ...وأنتي حتي مواجهتنيش اذا كنت بحبها ولا لا ...وكل مره كنتي تهربي ...عارفه ليه ياقدر ...عشان مش واثقه فيا ومحبتنيش ..

كادت قدر ان تتحدث ولكن ساهر استوقفها ....

وضع يده علي فمها وبنبره ندم :مش عاوز اسمع منك ولا كلمه ..

نهض ساهر من مجلسه ووضع الطفل علي الفراش ....الي ان ارتدي البليزر وتوجه الي الخارج ...

          ........وحدوا الله .....

مرت الأيام تشبه بعضها ....فما زال ساهر لا يتحدث مع قدر ويقيم بغرفه اخري ...وقدر تنتظره كل يوم ولكن لم يعطيها فرصه للتحدث ...

وفي يوم جلس الجميع أمام مائدة الفطار ...الي ان هبط ساهر وجلس معهم ...

كانت قدر تطالعه بنظراتها ...فحقا ان قلبها يحترق ...وهو لا يبالي ...كأنه لم يراها ولا يلتفت لها ...

هتفت فاطمه قائله :ميار بابنتي ...إنتوا هتحددوا الفرح امتي ..

ميار :فرح اي بس ياماما ...ونبيله لسه مش فات حاجه علي موتها ...بعد الأربعين نبقي نفكر ...

فاطمه :ربنا يرحمها ويغفر لها ...الي ان نظرت الي ساهر ..ساهر انت كويس ...

ساهر دون ان ينظر الي والدته :كويس ..

نهض من مجلسه ...متوجها للخروج ..

تحدثت قدر قائله :ساهر ...لو سمحت استني ...

لم يجيب عليها ساهر ...وتوجه الي السياره ...

قدر :اعمل اي بس يارب ...

توجهت قدر الي الطابق الاعلي ....لتسمع صوت بكاء طفلها ...دلفت لكي تاخذه ...ووجدت ان حرارته مرتفعه للغايه.

هتفت قائله :ياحبيبي يابني ...

أسرعت مهروله الي الطابق الأسفل ...

قدر:الحقيني ياماما ...سليمان تعبان اوي وحرارته عاليه ...

فاطمه :طب تعالي بسرعه ..روحي المستشفي .

السواق بره ...اركبي معاه ...وابقي طمنيني ...

اثناء الطريق اتصلت قدر بساهر ...تخبره ..

ساهر بلهفه :انتي فين ؟!

قدر :راحه المستشفي ...

ساهر :أنا جاي حالا ...

وصلت قدر الي المشفي ...واعطت الطفل للطبيب لكي يفحصه ...

الي ان وصل ساهر متوجها الي غرفه الطبيب ...

أسرعت قدر تمسك يد ساهر قائله :ساهر ...الحقني ...الدكتور بيكشف عليه من ساعتها ...

ساهر :اهدي ..اهدي ياقدر ماتخافيش ...

خرج الطبيب اليهم قائلا :الحمدلله انه اتلحق في اخر لحظه ...الحمدلله الحرارة الوقتي انخفضت ...

ساهر :يعني هو كويس ...

الطبيب :ايوه ياساهر بيه ...ياريت الاهتمام شويه بالطفل ...

نظرت قدر في الأرض ...الي ان نهض ساهر موجها حديثه نحوها ...

-يالا ياقدر...

حمل ساهر الطفل ...وبجانبه قدر متوجهين الي خارج المشفي ...

قدر :اسفه ان جبتك فجاه ...اعطيني البييي عشان امشي ...

نظر لها ساهر قائلا :اعملك فيكي اي ياقدر ...قوليلي اعمل فيكي اي ..

سقطت دمعه مت عينيها..الي ان اقترب ساهر منها ...وأزال دموعها ...وقبل جبينها ..

تلاقت الأعين ....

قدر :أنا اسفه ياساهر ....أنا ..

وضع يده علي شفتيها قائلا :شش ....بحبك ...

تبسمت له قدر ....الي ان وضعوا أيديهم في أيد بعض متوجهين .....

                          النهاية 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>