رواية مكيدة زواج الحلقة السادسة عشر16والسابعة عشر17والثامنة عشر18بقلم سلمي محمد


 رواية مكيدة زواج 

الحلقة السادسة عشر والسابعة عشر  والثامنة عشر 

بقلم سلمي محمد


الحلقة السادسة عشر

ذهب قاسم ألى عم يحيي لكي يخبره بما حدث مع حسن بخصوص ميراث سهى وأيضا بقراءة الفاتحة مع أبنته رقية 

طرق قاسم على الباب الشقة وفتح له يحيى 

قاسم : السلام عليكم

يحيى بابتسامة بشوشة : وعليكم السلام يابنى...أتفضل 

ودخل قاسم وبجانبه يحيى الى داخل غرفة الصالون وبعد جلوسهم 

قاسم أبتدى الحديث : كنت لسه عند حسن المحامي وبلغته أن سهى لسه عايش ...فهو هيغير فى أعلان الميراث وسهى هتاخد نصيبها الشرعي

يحيى: أنت عارف رأى سهى لما كلمتها بخصوص الميراث وهى رافضه وقالت مش عايزه

قاسم بتصميم : تقول اللي هي عايزه وده نصيبها وهتاخده بالقانون 

يحيي : أنت عارف أن دماغها ناشفة 

قاسم : أنت ياعم يحيي تحاول تقنعها وده حقها الشرعي يعني مش حرام 

يحيي : أن شاء الله هقنعها ...والمحامي مشى ولا لسه فى الاجراءات 

قاسم : أه هيمشي فيها بعد مايثبت أنها لسه عايشة وأن اللي دفنت مش هي 

يحيي بقلق : وده مش هيضرك ياقاسم متنساش انك السبب

قاسم : مش ناسي واستاذ حسن ..هيثبت أن حصل لخبطة والتباس فى المستشفى... والمستشفى معدلتش تقرير الوفاة واستلام جثة تانية ...حسن هيبعد عني أى شبهة جنائية 

يحيي : طمنت قلبي عليك كنت خايف أوي

قاسم : أطمن عليا ...ونظر حوله بهدوء ...هي الشقة هس هس ليه ...فين الناس اللي فيها 

يحيي: الحاجة كريمة عند أختها فاطمة ..بتحاول تقنعها تبارك جواز سهى من فارس 

أصلها يابني من ساعة ماعرفت أن سهى كانت متجوزة وهى رافضة فكرة جواز أبنها من سهى وأهو بنحاول نقنع فيها أنا والحاجة توافق 

قاسم بضيق : وتحاولو ليه ...بكرا سهى تلاقي سيد سيده وبلاها الجوازة دي من ورا أمه الحيزبونه 

يحيى بتأنيب : عيب عليك دى تبقا أخت مراتي

قاسم زفر بحدة : أسف ياعمي ...بس تصرفات أخت الحاجة فاطمة مستفزة على الاخر ..هي هتلاقي زي سهى فين فى أخلاقها ....

يحيي: معذورة بردو ياقاسم هى نفسها تفرح بأبنها الوحيد وسهى زي ماأنت عارف 

قاسم قاطع كلامه بغضب مكتوم : غصب عنها ...أنت عارف أللي حصل ليها غصب عنها

يحيى بهدوء : عارف ومقدر ....بس مش كل الناس هتعذر وتقدر 

قاسم : يبقا بلاها الجوازة دي من الأساس 

يحيى : لو ينفع كنت قولت ليها انسي...بس هي بتحبه وهو كمان وأمه هتبقا مجرد عقبة صغيرة في طريقهم ...بحبهم هيقدرو يتغلبو على كل حاجة

كتم حزنه وأظهر ابتسامة خفيفة : ربنا يجعل كل أيامها خير ويوفقها في حياتها...هي فين عشان ابلغها أن اجراءات الميراث أبتدت 

يحيي : سهى مش هنا 

قاسم عقد حواجبه بعبوس: أنت بلغتني أنها خرجت من المستشفى ..أومال هي فين 

يحيي: هو أنا مقولتلكش أنها هتقعد مع أمها

قاسم : لا مقولتش ...كل اللي قولته أنها هتخرج من المستشفى 

يحيي ضرب جبهته بظهر كف يده : معلش يابني حسبت نفسي قولتلك ....أصل موضوع خروجها من المستشفى جاه بسرعة 

قاسم بتأنيب : كده بردو ياعم يايحيي متقوليش حاجة زى كده ...وأزاي هي تقعد في المنطقة تاني ...هي المفروض تقعد في شقة من بتوع فريد.

يحيي : المهم انها توافق وترضى تسيب شقة الحارة 

قاسم : ماتيجي أنا وانت نقنعها أنها تعزل من المنطقة وتعيش في شقة بعيد عن أهل المنطقة اللي مش هسيبوها في الرايحة والجاية 

يحيي : عندك حق مينفعش تقعد هناك تاني بعد اللي حصل وانا معاك هحاول أقنعها 

قاسم غير راغب في أخبار يحيي بموضوع خطبته ...زفر بحدة قائلا : وفي موضوع تاني عايز أقولهولك 

يحيي بفضول : موضوع أيه 

قاسم : أنا ناويت أتجوز 

يحيى رد بسعادة : أخيراااا قررت تعيش حياتك ومين بقا سعيدة الحظ 

قاسم بغضب مكبوت : رقيه بنت حسن المحامي

يحيي بابتسامة : ونعم النسب ...زين ماأختارت يابني 

تملل قاسم في مقعده وحدث نفسه قائلا : أهاااا لو تعرف زين النسب ...ده أنا أخدت أكبر مقلب في حياتي ...بس أعمل أيه ...أنا عمري ماهربت من أي غلط عملته ولازم أتحمل مسئوليه غلطي 

يحيي حرك يداه أمام وجه قاسم : روحت فين 

قاسم بشرود : معلش ياعم يحيي ...كنت بتقول أيه

يحيي بابتسامة: وأمتى الخطوبة 

قاسم : أنا ناوى على فرح علطول مش عايز خطوبة 

يحيي : لدرجادى العروسة عاجباك ومستعجل أوى ...نفس أشوف اللي خلتك ترجع عن قرار العزوبية 

شبك أصابع كلتا يداه مع بعض بأحكام ليخفى أنفعاله : متشوفش وحش ياعم يايحيي

يحيى بابتسامة : بتخزي عنك العين ...هو أنا بردو هأر عليه 

قاسم رد بسرعة : لأ أبداا ....بكرا تشوفها في الفرح 

يحيي : منتظر من دلوقتي أِشوف عروسة أبني

قاسم : يلى بينا عشان نلحق نروح لسهي قبل الدنيا ما تلليل ...عشان هتفق مع أبو العروسة على كل حاجة النهاردة وبالمرة هنقرا الفاتحة 


وفي البيت عند فاطمة 

فاطمة أدرات رأسها للاتجاه الاخر ...لاتريد النظر الى أختها 

كريمة : هو عشان الكلام مش على هواكي هتديني ضهرك ...بصلي كده ياختي ...اصل الكلام بالعقل ...أنا مش عارفة أنتي رافضة سهى ليه مع أنها طيبه أوى 

فاطمة زفرت بحدة : يعني مش عارفة ليه 

كريمة بنبرة هادئة : وفيه أيه لما لو كانت متجوزة قبل كده 

فاطمة ردت بغضب : فيه أنها كانت متجوزة وكمان هربانة من جوزها وجوزها مات وكملت وبقت أرملة ...أزاي عايزاني أدي الامان لوحدة زي دى

كريمة عقدت حواجبها بضيق : في أنك ظلمها وأنا حكتلك على كل ظروفها وانها هربت مضطرة عشان اللي حصل معاها

فاطمة بانفعال شديد : متفكرنيش باللي حصل معاها ...ماهو اللي حصل ليها وفضيحتها هي اللي مخلايني مصممة أعارض الجوازة دي 

كريمة : نصيبها يافاطمة ...غصب عنها ...لو كانت بنتك كنتي هتقولي كده 

فاطمة بنفعال : الحمد لله مش بنتي وكويس أني معنديش بنات ..مش بيجي من خلفة البنات غير الفضايح ووجع الدماغ...قبل أن تفتح كريمه فمها للرد 

تليفونها رن : الوو ياحج ..

يحيى : أنا هروح مع قاسم عند سهي عشان نخلص موضوع ميراثها 

كريمة ردت: حاول أنت وقاسم تقنعوها وأن شاء الله خير 

يحيى رد : أن شاء الله 

فاطمة بفضول : هو فى أيه 

كريمة هزت كلتا كتفيها بمعنى الموضوع لا يستحق : أبدا يافاطمة أصل سهى رافضة تستلم ميراثها وقاسم ويحيي هيحاولو معاها عشان تستلم ميراثها ..أنتى عارفة ميراثها يدخل فى ملايين كتير وكتير أوى

أمتلئت عيون فاطمة بالطمع عندما ذكرت أختها كلمة ملاييين وبنبرة جشعة ردت : والملايين دي كلها هتبقا بتاعتها لوحدها 

كريمة : مش هي لوحدها كمان قاسم ..بس يارب توافق ...

فاطمة أصبح عقلها شارد في الملايين التي ستكون من نصيب فارس لو تزوجها ...وأخذت تفكر لعدة دقائق صامتة ...حتى قررت الموافقة علي هذه الزيجة ...وعندما يتزوجها ستفكر في طريق لتزويجه بفتاة بكر ليكون أبنها الاول في حياتها 

كريمة بنبرة صارخة : فاااطمة 

فاطمة : بتزعقي ليه 

كريمة : بقولك همشي ولا انتي شايفني ولا سماعنى ...أنا همشي يافاطمة وعايزاكي تفكري كويس في كلامي ومتزعليش أبنك 

فاطمة : أستني قبل ماتمشي عايزه أقولك كلمتين 

كريمة : أيه هما 

فاطمة : أنا موافقة على جواز فارس من سهى

كريمة ردت بسعادة : بجد يافاطمة وأحتضنت أختها بحب ....أنا كنت عارفة أن قلبك طيب ومش هيون عليكي زعل فارس 

فاطمة بنبرة ماكرة : طول عمري طيبة 

كريمة وهى تكاد تقفز من البهجة : أنا هتصل بفارس أبلغه 

فاطمة : أنا اللي هبلغه بس بعدين مش دلوقتي 

كريمة : أنا مبسوطة أوي أنك وافقتي يافاطمة ...همشي دلوقتي عشان الحق أحضر الغدا للحج قبل مايرجع من عند سهى 

فاطمة بخبث : لما الحج يوصل البيت تبقي تتصلي بيا

كريمة بفضول : ليه 

فاطمة : أبلغه أني وافقت على جواز فارس من سهى وبالمرة أطمن على سهى

غادرت كريمة وظلت فاطمة في مكانها لم تتحرك خطوة واحدة شاردة في العز الذي سينالها هي وأبنها في حالة زواجه من سهى


داخل شقة سهى كان الحوار محتدم في محاولة أقناعها بأن ميراثها حق طبيعي لها 

عزة برجاء : هما عندهم حق في كلامهم ياسهي ...علي الاقل نخرج من هنا ...أنتي مشفوفتيش نظرات الناس ولا كلامهم اللي من تحت ل تحت وأنا ماشية ...علشاني خلينا نسيب المنطقة

يحيي : قولتي أيه يابنتي

سهى باستسلام : أمري لله موافقة 

قاسم تنهد بارتياح 

يحيي: أخيرااا يابنتي وافقتي 

قاسم : يلى حضرو نفسكم عشان تنقلو في الشقة اللي أختارتها ليكم

عزة بنبرة مسرورة : هخلص نفسي بسرعة 

قاسم : عايزين تنقلو أمتى 

عزة : لو من النهاردة ماشي 

سهى بضيق : أستني ياماما أيه اللي بتقوليه ده ...خليها كمان يومين ياقاسم 

قاسم : اللي يريحك ياسهى 

يحيي بابتسامة : مش تباركي لقاسم 

سهي : أبارك على أيه 

يحيي: خلاص قرر يتجوز وهيقرا الفاتحة النهاردة مع أبو العروسة 

عزة :لولولولوى ...مبروك ياقاسم وأخدته بالحضن 

سهى شعرت بأرتياح نفسى ..ردت ببهجة: مبروووك ياقاسم أنا مبسوطة ليك أوي 

سيطر عليه أحساس بالضيق والعجز لكنه رد عليهم بابتسامة : الله يبارك فيكم 

ونهض من مكانه ...هستئذن 

يحيى نهض هو الاخر : خدني معاك عشان زمان الحاجة قلقانه عليا 

سهى : لسه بدري ماتقعدو شوية كمان 

قاسم : مرة تانية 

يحيى بابتسامة : الجايات كتير ...السلام عليكم 

وبعد القاء السلامات ذهب كل من قاسم ويحيي كل منهم الي طريقه ...عم يحيي لشقته وقاسم ذهب مباشرة الي فيلا حسن للانتهاء سريعا من كابوس جاثم على صدره


رن جرس التليفون عند عم يحيي

يحيي: شوفي مين بيرن ياكريمة 

فاطمة : الحج جاه ولا لسه 

كريمة بابتسامة : جاه من بدري

فاطمة ردت بمكر : واتوفق في مشواره عند سهى 

كريمة بتنهيدة أرتياح : ايوه وسهى واقفت وهتنقل كمان في شقة في منطقه هاي لايف 

علت وجههاابتسامة منتصرة : بلغي الحج أني موافقة وهنروح نطلب أيد سهى من بكرا 

كريمة أنشرح صدرها بالفرحة : هبلغه ياختى ....اغلقت التليفون

لولولولوي ...زعردت بصوت عالي 

هب يحيي من مكانه لمعرفة سبب الزرغايد 

بحب أستطلاع قال : بتزرغطي ليه

كريمة ردت والاتبسامة تزيين وجهها : فاطمة وافقت على جواز فارس من سهى وبتقول نجهز نفسنا عشان نقرا الفاتحة بكرا 

يحيي أبهجه الخبر ...رد بارتياح : الحمد لله


أول مافارس وصل البيت وبعد دخوله مباشرة ...أبلغته فاطمة بموافقتها على زواجه من سهى ..أحتضنها فارس بشدة ولف بيها من شدة سعادته : بحبك يااحن أم في الدنيا 

فاطمة بغضب مكتوم : نزلني منك لله دوختني 

فارس بسعادة غامرة : حاااضر يماما ...هتصل بسهي دلوقتي وأخرج تليفونه للاتصال 

فاطمة : وكمان قولها هنيجي نخطبك بكرا وبالمرة تنقي الشبكة 

فارس قبل خدها ...رد عليها بابتهاج : هقولها وربنا يخليكي ليا ياست الكل

فارس بابتهاج : سهى عندي خبر هيفرحك أوي 

سهى : خير يافارس 

فارس : ماما خلاص وفقت على جوزانا ياسهى وهنيجي بكرا هنخطبك 

سهى دمعت عيناها من الفرحة : بجد يافارس 

فارس رد بنبرة متأثرة : بجد يالؤلؤلتي ...أبتعد عن أمه ودخل لغرفته ...وهمس لها بحب ...بحبك أوي 

أحمر وجهها من الخجل ...ردت بحياء : وأنا كمان 

فارس بابتسامة : أاااه ياقلبي ..خلاص مش قادر بلاها خطوبة وهجيب المأذون معايا نكتب الكتاب ونعلي الجواب وأخدك معايا فى أيدي 

سهى ردت باستيحاء : مينفعش أيه اللي بتقوله ده 

فارس بنبرة عاشقة : وأيه اللي مش هينفعه بس ...أنا شقتي جاهزة ومفروشة وناقصها العروسة

سهى : أنت بتتكلم جد يافارس 

فارس : جد الجد ...أنا خلاص طقت في دماغي 

سهى : مينفعش يافااارس ...ده مش كلام ناس عاقلين ..طب وجهازي مش هلحق أشتري حاجة 

فارس : قولي بس موافقة وكل اللي بتقولي عليه أمره ساهل

سهى : وأنا مش موافقة ...ده كلام مجانين اللي أنت بتقوله 

فارس بضحكة خافتة : أيوه مجنون بحبك ...صدقيني لو قولتك أن اول ما ماما وافقت وأنا مش قادر أصبر ثانية واحدة وأنتي بعيدة عن حضني أنا خلاص جابت أخر مقدرتي علي التحمل 

أحمر وجه سهى من الخجل وردت بارتباك : أنت مجنون 

فارس صرخ ضاحكا : أيوه مجنون بحبك ...أعملي حسابك هعدي عليكي بكرا الصبح نشتري مع بعض الحاجات اللي هتلزمك اليومين دول وبعدين هتجيببي كل اللي ناقصك...جهزى نفسك 

سهى : فااارس ...أغلق فارس التليفون لوضعها أمام الامر الواقع ...فاااااارس ....لفت حول نفسها باضطراب ...طب أعمل أيه ...مش هلحق أجهز نفسي ...هو بجد ممكن يجيب معاه المأذون بكرا ...هزت رأسها عدة مرات ....أااااه مجنون ويعملها ...

عزة بقلق : أنتي بتكلمي نفسك 

سهى بشرود : هاااا أيوه ياماما 

عزة : مالك مسهمة وبتتكلمي مع نفسك 

سهى : فارس ياماما أمه وافقت على جوزانا وهو طقت في دماغه يجيب المأذون ونكتب الكتاب وأمشي معاه ....بس أزاى ياماما وأنا مش جهزت نفسي ...هروح معاه بطولي من غير حتى شنطة هدومي ...صرخت بضيق ....فااارس اتجنن ياماما 

عزة بابتسامة : وأنت عايزه أيه ....عايزه فرح وتستنو شوية ولا بتفكري فى كلامه 

سهى : بصراحة ياماما مش عايزه فرح أنا كنت عايزه الموضوع على الضيق وعائلي 

عزة بابتسامة مطمئنة : يبقا سيبي كل ده عليا وهتلاقي كل حاجة جاهزة على بالليل

جاهزك أنا كنت بحضر فيه من صغرك ...أشتري قميص عاجبني ...بيجامة ...وأشتريت ليكي حاجات كتير ...كنت مستنيه أفرلشك شقتي بأيدى...أنا عارفة انها بطلت ومش على الموضة ...لمعت عيون عزة بالدموع ...

سهى حضنت أمها ودموعاها انسابت على وجنتها بغزارة : بطلت مش بطلت ...هتفرشيهم بأيدك ...وكمان فارس قال هيروح يشترى اي حاجة أنا محتاجها ...فمتقلقيش ياماما هشتري بردو الحاجات اللي هتعجبني وتكون على الموضة ..ويبقا عندي اتنين استايل القديم واللي على الموضة وقبلت رأس عزة ...ربنا يخليكي ليا ياماما 

عزة حضنت سهى وضمتها ليها بشدة : ويخليكي ليا وعايزاكي تسامحيني لو جيت عليكي في يوم من الايام

سهى : أنا عمري مازعلت منك ولا هزعل


خرج فارس من غرفته ...فاطمة كانت هتنفجر من الغيظ لما رأت فارس دخل الي غرفته وأغلق الباب خلفه

فاطمة بغضب : هو أنت مصدقت تدخل أوضتك وتسيبني عشان تكلم حبيبة القلب 

فارس بابتسامة : أنتي بتغيري ياقمر ...ده انتي الكل فى الكل والحته الجوانية وأشار على قلبه 

فاطمة بزعل : ده أنت دخلت بسرعة ولا عبرتني 

فارس : ملعش ياست الكل وهاتي راسك أبوسها 

فاطمة : خليك بعيد ...برغم من رفضها نجح فارس في تقبيلها ...أنا ميهونش عليا زعلك 

فاطمة : طب أبعد شوية متلزقش فيا كده خنقتني 

فارس حضنها بكلتا يداه : مش هبعد اللي لما تقولي مش زعلانة 

فاطمة ابتسمت ...مادام ضحكتي يبقا مش زعلانة 

فاطمة بابتسامة تحاول أخفائها : خلاص مش زعلانة ....فك عني بقا ...وقبل تركها قام فارس بنثر العديد من القبلات على وجهها ....حبيبتي يطماطم 

فاطمة بابتسامة: ده أنت فظيع 

فارس بضحك : فظيع بحبك ياعسل أنت ...بقولك ياماما أنا عايز أقولك حاجة بس أمسكي أعصابك 

فاطمة بفضول : أمسك أعصابي هو في أيه 

فارس : أيه رأيك بدل الخطوبة تبقا كتب كتاب ودخلة علطول 

فاطمة بصدمة : أنت أتجننت ياواد 

فارس : نفس كلمة سهى ...مش أتجنتت ولا حاجة ...أنا بقا عايزك تعملي حسابك وأدى مفتاح الشقة ...عايزك تملي التلاجة من كل الخيرات ...أخرج المفتاح ووضعه فى كف أمه تحت نظراتها المذهولة ...سلام بقا ياقمر عشان ورايا حاجات كتير لازم تخلص النهاردة وخرج واغلق الباب وراءه وهي مازالت في مكانها... تتبعت خروجه بعيون مشتعلة من الغضب 


أنتقلت روكا من مكان ألي أخر بخطوات مضطربة تحت نظرات هنا المنزعجة من حركتها المستمرة

هنا بنبرة هادئة : أسترخي وهدي أعصابك 

روكا ردت بفزع : مش قادرة ياهنا أعصابي على أخرها ...قاسم قال هيجيي ولحد دلوقتي مجاش 

هنا ردت بابتسامة : بصي أنتي تاخدي نفس عميق وعدي من واحد ل عشرة ...طريقة أنا مجربها بتهدي الاعصاب 

روكا حدثت نفسها : أهدي ثم أخذت نفس عميق وزفرتها ببطء وهي تقوم بالعد 

هنا سألت : أحسن دلوقتي 

روكا ردت : شوية ...أنا مش عارف أتاخر ليه 

قلبها نبض بعنف داخل صدرها ...أمتلاكتها مشاعر متعددة من خوف وعشق ...خوف بسبب كذبها ولا تعلم ماذا ستفعل عند أكتشافه خداعها ..


فى المطعم ...كانت النظرات النارية من مادلين مستمرة تجاهه بدون سبب 

يوسف محدثا حسن : لقتلي حل في موضوع الفلوس 

حسن رد : اه بس محتاج جرئة منك واندفاع 

يوسف قطب حواجبه بتفكير : مش فاهمك جرئة أيه 

حسن بنيرة عملية : بص يايوسف ...الكلام اللى هقوله هيبقا عبارة عن صفقة برضا الطرفين 

يوسف سأل بفضول : وضح كلامك 

حسن : الانسة مادلين محتاجة زوج ليها 

يوسف هز رأٍسه : مش فاهم وأيه علاقة ده بيا 

حسن : اعتبر اللي هقوله ليك مجرد صفقة يايوسف ...مادلين ناوية تدفع المبلغ اللي أنت عايزه في مقابل عقد زواج وأنها تخلف طفل وأنا أختياري واقع عليك 

مادلين ظلت صامتة تريد رؤية رد فعله على كلام حسن 

يوسف أنتفض مكانه صارخا : أنت واعي للى بتقوله ...ده مش كلام ناس عقلين 

حسن : كلامي عملي ..عبارة عن صفقة جواز برضا الطرفين أنت محتاج فلوس وهي محتاجه طفل شرعي ناتج من علاقة زواج 

يوسف نظر الي مادلين شذرا : واللي تشتري زوج بفلوسها عارفة بنقول عليها أيه في مصر 

مادلين بهدوء قاتل : بتقولو عليها أيه عشان معرفش 

يوسف رد بانفعال : بنقول عليها واحدة شمال وعايزه تداري على فضيحتها وأنا عمري ماهكون طرطور وأداري فضيحة الست ...ضحك بسخرية ...أنسة قااااال

مادلين هبت من مكانها غاضبة ورفعت يدها وصفعته على وجهه محدثة رنه مدويه...أمسك يدها بقسوة وبنبرة قاتلة : عارفة لو مكنتيش واحدة ست ..أيديكي اللي أتمدت عليا كان زمانها اتقطعت ..لينفض يدها بعنف كأنها جرثومه 

حسن قام من مكانه وواقف بينهم : أهدى يايوسف ...أمشي دلوقتي يامادلين

مادلين ردت بغضب : وأنت ماطولش تتجوز مادلين هانم ...ومين قالك أني هرضى أتجوز واحد زيك من قلة الراجلة ونظرت لها باحتقار ...أخذت شنطتها ومشت للخارج بخطى غاضبة 

يوسف قال بغضب : دي بردو أٍسمها مساعدة 

حسن بهدوء : أنت زودتها أوي مع مادلين...مادلين أعرف أبوها كويس وأعرفها من صغرها وهي في قمة الاحترام والادب وعارفة دينها كويس وعارفة الحلال والحرام كويس ...مادلين أبوها مسلم وأمها أمريكية ...وهي الفترة دي بتمر ظروف صعبة ...هي قالت ليا ان السبب في قرارها انها تتجواز خوفها من عمها وأنها عايزه تتجوز وتخلف طفل يورث أملاكها ...بس قلبي حاسس أن في سبب تاني غير ده ...علطول عمها بيعمل معاها مشاكل ليها... ليه الفترة دي قررت أنها تتجوز

يوسف رد بحدة : مايمكن عايزه تداري علي فضيحتها وعايز تتجوز واحد تدبسه 

حسن هز رأٍسه بالرفض : مستحيل ...ده من شروط عقد الجواز أنها تخلف وتاخد الطفل ليها ...موضوع أنها عايزه تداري فضيحتها والكلام الاهبل اللي بتقوله مش صح...مش مادلين اللي تعمل كده 

يوسف زفر بغضب : وأنت بقا عايزنى أسيب أبني ليها... أزاي أنت توافق على كلامها 

حسن رد : أنا مش موافق أنها تبعد ابن عن أبوه ...وقولت ليها كده وقولتلها لو هي عايزه زوج مش هتلاقي أحسن منك يصونها ...أنا عايز مصلحة مادلين ومصلحتها هتكون معاك 

يوسف بسخرية : وأنت عايزني أبقا زوج لفترة مؤقته 

حسن : لأ طبعا ...مادام هي فكرت في الجواز أنت هتكون أنسب واحد ليها 

يوسف رد : ومين قالك أني مناسب ليها

حسن : أحساسي هو اللي بيقول كده ...وأعتبرها جوازة صالونات 

يوسف بغضب : لا مش جوازة صالونات ...هي عايزه تشتري راجل بفلوسها 

حسن : مادلين مرت بتجربة حب فاشلة وكانت هتتجوز واكتشفت انه طمعان فيها وكان بيمثل عليها الحب عشان فلوسها واكتشفت ان خطيبها... عمها هو اللي زقه عليها عشان يضحك عليها وياخد فلوسها ....وهي أكتشفت حقيقته قبل الفرح علطول وكانت صدمة ...هي لو بتفكر كده فده بسبب اللي حصل معاها ...أنا متأكد أنك لما تتجوزها هترجع عن أفكارها وهترضي بيك وفي نفس الوقت هتنقذ قاسم ...فكر بعقلك وأركن مشاعرك على جنب وفكر فى الجواز على أنه مصلحة كل واحد فيكم هيحقق رغبته

يوسف : وأفرض صممت على اللي في دماغها 

حسن بهدوء : متخافش مع أن ده شىء مستحيل بس أنا هضمنلك حقك 

يوسف ظل صامتا للحظات : أنا ماشي 

حسن رد : فكر كويس في كلامي


مادلين وهي في الطريق شعرت بألم لا يطاق ..ذهبت ألى طبيبها مباشرة 

وفى داخل العيادة 

الطبيب جون بنبرة عملية : حالتك بتسوء كل يوم عن اللي قبله مادلين ...مينفعش تستني على نفسك أكتر من كده 

مادلين ردت بألم : مفيش أى علاج يسكن الالم الفترة دي

جون رد : في طبعا علاج هيكون مجرد تسكين للالم وعمره ماهيكون علاج لحالتك 

العملية لازم تعمليها في أقرب وقت 

مادلين عينيها لمعت بالدموع : مستحيل أعمل العملية دلوقتي ...هعمل العملية بعد ماأحقق حلمي الاول ...حلمي أني أكون أم 

جون : كل يوم بتأجلي العملية نسبة شفائك هتكون معدومة ....ولازم تعرفي لو صممتي على اللي في دماغك وحصل حمل هتكون فترة حملك صعبة ومؤلمة هتضطري تعيشي من غير مسكنات قوية طول فترة الحمل ...هتستحملي كده 

مادلين هزت رأسها : أيوه هستحمل 

جون رد بهدوء: عندك شهرين أقصى مدة عندك عشان يحصل حمل ...النزيف دلوقتي بسيط وسهل أني أوقفه ....بعد كده هيبقا صعب وهيبقا فرصة الحمل عندك مستحيلة ... من كام شهر كانت نسبة نجاح العملية مضمونه ومع أصرارك دلوقتي أنك تحملي حابب أقولك أن نسبة نجاح العملية هتبقا منخفضة 

مادلين بدموع : مفيش أمل 

جون هز رأٍسه بالنفي: مفيش

مادلين ردت : شكراا جون وأنصرفت حزينة منحنية الرأس ...أفكارها شاردة حول أنعدام فرصتها في الانجاب وأحتياجها لراجل تتزوجه اليوم قبل الغد ...نظرا لتطور المفاجىء في حالتها الصحية ..كلام جون أخافها بخصوص نسبة نجاح العميلة فى حالة حملها سوف تكون منخفضة ....شعرت بوهن في قدميها فجلست على أقرب كرسه رأته ...أخذت تفكر بعمق في حل لمشكلتها التي تتعقد كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله ..ظلت لفترة طويلة جالسة تفكر حتى أتخذت عددت قرارات ..أول شىء سوف تتصل بحسن وتعرف كل شىء بخصوص يوسف وعلى أساس كلام حسن ستقرر بجعل يوسف زوج دائم لها ويكون الاب فى حالة وفاتها ...بالرغم من لقائهم الذي لم يتجاوز النصف ساعة توسمت فيه الرجولة والشجاعة وأيضا رد فعلها الجسدي تجاهه يخبرها بتوافقهم من هذه الناحية ...أخرجت تليفونها وأتصلت بحسن وأخبره كل شىء عن يوسف وأخبرته أنها تريد عقد القران الليلة في السفارة المصرية ...وعندما اغلقت التليفون شعرت براحة نفسية لأتخاذها هذا القرار


يوسف شعر بسكين تغرز في صدره عندما سمع اصوات قاسم المتوجعة من خارج الغرفة 

الدكتور خرج من الفرفة ...سأله بتوتر: ماله يادكتور أنا مقدرتش أدخل لما سمعته بيتوجع من الالم ...مفيش حاجة تقلل ألمه 

جورج : للاسف مينفعش ياخد حاجة دلوقتي كمان ساعتين على الاقل... هو لسه واخد مسكن قوي 

يوسف بحزن: مفيش حل لتسكين وجعه 

جورج بنبرة عملية : مفيش غير العملية 

يوسف برجاء : طب مينفعش يعمل العملية والفلوس أتصرف فيها بعدين 

جورج هز رأسه بالنفي : للأسف مينفعش ...تاركا يوسف يضرب قبضة يداه فى الحائط بعنف بسبب فشله في تخفيف الالم عن صديقه ..في هذه اللحظة أتى أتصال من حسن 

يوسف رد بحزن : الووو

حسن بنبرة عطوفه : أيه اخبار قاسم 

يوسف بكأبة : تعبان خالص 

حسن باشفاق : أنا عندي الحل زي ماقولتلك ...أنت وافق وقاسم هيعمل العملية النهاردة ..ومادلين رجعت عن موضوع زوج مؤقت وقررت أنها تستمر معاك فى الزواج من غير شرط المدة وأنها لو ربنا رزقها بطفل أنتو الاتنين هتربوه ...ردك أيه يايوسف أبلغها بموافقتك 

يوسف رد باستسلام : قولها موافق 

حسن : نتقابل بالليل الساعة 8 قصاد السفارة المصرية عشان نعقد القران 

يوسف خضع لمصيره المشؤوم ...قائلا بكأبة : حاضر هتلاقيني موجود في الوقت


وأمام السفارة 

مادلين واقفة بجوارها مونيكا وحسن ...منتظرين قدوم يوسف لأنهاء الاجراءات 

مونيكا بنبرة خافتة : معرفتيش تلبسي حاجة أوحش من كده 

مادلين بتأفف : أوعي تكوني فاكرة أننا هنتجوز عن حب ...فوقي مونيكا 

مونيكا بضيق : عارفة مادو ...انها صفقة ليكي وليه بس ده مش يمنع انك تهتمي شوية بلبسك ... ده يوم مميز في حياتك حتي لو كنتي مجبرة عليه

مادلين ردت : أسكتي شوية أنا دماغي مصدعة ...كفايه ان البيه المحترم تأخر على الميعاد

مونيكا بصت في ساعتها : الساعة 8 وخمسة بس ...متأخرش ولا حاجة ..مونيكا صفرت بأعجاب وأشارت باتجاه شخص قادم بتجاهم :...شوفتي الحلاوة المتشرة ...

مادلين أدارت رأسها فرأت يوسف : أنتي تقصدي مين 

مونيكا : مفيش غير راجل واحد بيقرب ناحيتنا 

مادلين مطت شفتيها بصيق : المتشرد الحلو ده يبقا يوسف العريس 

مونيكا بصدمة : بجد أومال قلبه وشك ليه ...طب أفرديه شوية

أقترب يوسف منهم بملامح واجمة ولم يقل حتى السلام 

حسن لكسر جمود الوضع القائم بينهم قال : يلا بينا ندخل السفارة 

ودخلو جميعا وتم عقد القران 

وبعد خروجهم 

حسن قائلا : أنا أخدت الشيك من مادلين وهخلص أجراءات العملية 

يوسف بملامح كئيبة : بسرعة أمشي فى الاجراءات 

حسن : أنا هروح المستشفي دلوقتي 

يوسف : أنا هجي معاك 

حسن بابتسامىة : تيجي فين ..أنت هتروح مع عروستك 

يوسف رد : بس 

حسن : من غير بس أمشي مع عروستك وأول مامعياد العميلة يتحدد هقولك عطول 

مونيكا بضحكة خفيفة : مبرووك مادو ...ووضعت قبلة على خدها ....ثم سلمت علي يوسف ....مبرووك يوسف 

يوسف بابتسامة صفراء : مبرووك 

مونيكا : سلام بقا ...هتصل بيكي بعدين مادو ...

وقف كل منهم ناظرا ألى الأخر في صمت ...منتظرين من سيبدأ في الكلام 

مادلين بابتسامة صفراء : يلى بينا 

تركب مدلين السيارة وقبل أتخاذها مقعد القيادة ...يوسف بنبرة عالية : رايحة فين 

مادلين ردت بذهول : هركب

يوسف بابتسامة خبيثة : لأ ياروحي انا اللي هسوق وأنتي هتقعدي جنبي تتفرجي عليا وأنا بسوق 

مادلين بعناد : أنا اللي هسوق وأنت تسوق ليه 

يوسف : عشان بقيت جوزك ودفعها جانبا متخذا مقعد السائق تحت نظراتها المذهولة 

مادلين بغيظ : قوم من مكاني 

يوسف رد بلامبالاة : مش هقوم وأنا اللي هسوق هتركبي ولا هتفضلي واقفة كتير مكانك 

مادلين دقت بقدميها على الارض بغيظ وبعد عدة دقائق من الوقوف .... أضطرت الي ركوب السيارة ولكن في المقعد الخلفي وهي تلعنه بخفوت

لاحظت مادلين أن قاسم يسوق في اتجاه معاكس للطريق المؤدي إلى شقتها

خرجت من صمتها لاضطراري مضطرة.. قائله : مش ده طريق شقتي

يوسف ظل صامتا غير مبالي بالرد على سؤالها... مادلين بصراخ... بقولك ده مش الطريق لشقتي

يوسف بهدوء: عارف... انتي هتعيشي معايا في شقتي

مادلين ردت بزعيق : أنت أتجنتت... شقة ايه اللي هروحها... يلى غير طريقك واطلع على الشقة بتاعتي

يوسف جز على اسنانه بغيظ : بصي يامادلين... انتي عارفة كويس ان لولا ظروف قاسم وأحتياجي للفلوس مكنتش وافقت خالص اني اتجوز بالطريقة دي.... ومادام انتي بقيتي مراتي هتعيشي معايا في شقتي... وانا اللي هصرف عليكي... واوعي تكوني فكرة عشان اتجوزتك عشان الفلوس هتنازل عن كرامتي وهقبل اعيش معاكي واخلي واحدة ست هي اللي تصرف عليا... يبقا بتحلمي... من وقت اسمك ماتربط باسمي بقيتي مسئولة عني فاهمة يامادلين ولا مش فاهمة

مادلين شعرت بفرحة داخلية وهي تسمعه.. متأكدة من صدق احساسها وحسن اختيارها...في محاولة منها لتمرد... ردت بزعيق... لأ مش فاهمة

يوسف بهدوء : احنا لسه على البر ومادام مش فاهمة ومش هتسمعي كلامي... يبقا كل واحد من سكة

مادلين بحنق: بعد ما اخدت الشيك ومشكلتك اتحلت عايز تضحك عليا وتقولى كل واحد من طريق

قاسم ركن السيارة على جانب الطريق... وأخرج من جيبه ورقة.. خدي يامادلين

مادلين ردت : اخد أيه

قاسم بنبرة هادئة: ده إيصال أمانة بالمبلغ اللي اخدته منك...فلوسك انا معتبره دين وهيترد ليكي بعدين

مادلين مسكت الايصال غير مصدقة... وجود رجل في هذا الزمن يمتلك عزة نفس وكرامة

مادلين بخفوت : مين قالك ان عايزه إيصال

قاسم رد : دي فلوسك وحقك... اطلع على شقتي ولا على شقتك

مادلين باستسلام : على شقتك... بس الاول أحضر شنطة هدومي ده بعد اذنك

انتقلت مادلين إلى شقة يوسف وصمم يوسف على استقلال كل واحد بغرفة خاصه ليه وقبلت مادلين الوضع على مضض... كام يوم انتظار لن يؤثر عليها وبالمرة تتعود عليه قبل طلبها لتحويل زواجهم إلى زواج فعلى ... قاسم أجرا العمليه في نفس يوم زواجه وكانت عمليه ناجحة

وبعد مرور عدة أيام على زواجهم حدث بينهم ألفه وعلاقة لطيفة في تعامل كل منهم مع الآخر ... قررت مادلين تنحية خجلها جانبا والتحدث مع يوسف..

تنهدت مادلين ثم عضت على شفتيها برقة تنظر على الساعة تنتظر قدوم يوسف ثم أستدارات لتبتعد لكنها وقفت وعادت لترتيب 

االاطباق وتنظر الى العشاء الرومانسى بنظرة ماكرة وتخيلت رد فعله لانه يحب دائما ان يكون المسيطر ولكنها اليوم

قررت ان تكون المسيطرة والمبادرة الأولى تكون منها..فاقت من شرودهاعندما سمعت صوت المفتاح فى الباب ينبىء بقدومه فأسرعت ناحية الباب 

ابتسمت له مادلين بأغراء :

كل ده تأخير أنا سخنت الاكل مرتين لحد دلوقتي

يوسف اندهش من تصرفاتها :معلش الطريق كان زحمة

فابتسمت له مادلين بأثارة وهى تهمس:

الحق غير هدومك عشان الاكل مبيردش تانى أنا هستناك متتأخرش

عندما رأى يوسف أبتسامتها وماتحملها من أحلام حسية شعر بجسده ينتفض وخرج صوته الرجولى يحمل بين طياته رغبة لم يستطع أخفائها: هو فى أيه مادلين 

أغمضتت عينيها للحظة واحدة وهى تتمنى أن تستمر لنهاية خطتها ولا تضعف ..وقامت بأحتضانه ..رفعت عينيها ببطء شديد الى عينيه وهى تبتسم له .

لتهمس برقة: مليش مانا كويسه قصادك... بس حابة افكر انك جوزي لو نسيت 

همس بصوت أجش: لا طبعا مش نسي... أنهى جملته وقام بإبعاد يديها الملتصقه بيه.. استدار باتجاه غرفة نومه...شارد مع أفكاره الغير بريئة ناحية مادلين

استمرت واقفه فى مكانها تنظر له حتى اختفى فى داخل غرفته فقامت بسحب الكرسى وجلست عليه تسأل نفسها

هل تستمر فى خطتها حتى النهاية أما لا فهزت رأسها بالرفض وقررت ان تستمر... الخطة تحتاج تنحية خجلها لفترة مؤقته

خرج من غرفته واقترب منها وهو يبتسم وجلس على كرسيه ولكنها كانت شاردة

فسألها بفضول: سرحانه فى أيه

نظرت اليه وهى تبتسم:كنت بحلم بيك

فاتسعت ابتسامته:بتحلمى بيا 

القت عليها نظرة من تحت جفونها التى اغمضتها بأغراء

عجبك العشا... بعرف اطبخ

نظر فى عينيها: تسلم ايدك 

غمزت له بأغراء:مش عايز تحلي... نهضت من مكانها وتمايلت بأغراء أمامها... ايه رايك في التحلية اللي قصادك 

أشتعلت عينيه من الرغبة وهويستمع لردها بما يحمله من وعود وتمنى امتلاكها فى تلك اللحظة ولكنه تمالك نفسه بصعوبة: هحلي بعد ما اخلص اكل الاول

وبعد انتهاء العشاء قامت مدلين من على كرسيها واقتربت منه وأمسكت يده وقبلتها بعمق وعيناها مقفلتان همست قائله: عايزه جوازنا يبقا حقيقي 

وضمت جسدها اليها أكثر ووضعت رأسها على صدره وأستداور هما الاثنين باتجاه غرفة نومها بصمت لا يجرء أحد منهم على النطق حتى لاتنكسر هذه اللحظة السحرية


الحلقة السابعة عشرو 


فارس بابتسامة لطيفة : بس أنا عملت حسابي 

سهي : هدخل هغير هدومي 

فارس : بعدين ...وهمس بالقرب من أذنها ....بعدين أصل من ساعة ماشوفتك فيه هموووت وأقلعوهلك أنا ...أحمرت خدود سهي من الخجل ...بحبك ...يلي بينا بقا عشان نلحق شهر العسل من أوله وغمز بحواجبه بمعاني خفيه ...ليزداد أحمرار خدودها خجلا ...

فاطمة شعرت بغضب شديد تجاه سهى ومايحدث حولها من تصرفات ابنها المثيرة لغثيانها ...

أستشعرت بألم خفيف من الناحية اليسرى لصدرها ...أزداد الألم حدة ...وضعت كف يدها وضغطت بشدة على صدرها لعل الوجع يزول ..لمعت حبيبات العرق على جبينها غير قادرة على التحمل 

سهى لاحظت وجه فاطمة المتألم : فااارس 

فارس بابتسامة : ياعيون فارس مش يلا بينا بقا 

سهى بقلق : مامتك يافارس باين عليها تعبانة 

فارس أختفت أبتسامته : مالها ماما ..

سهى : شكلها تعبان 

فارس مشى ناحية أمه بخطوات سريعة ..قائلا بقلق:

ماااما ..مالك ...فاطمة كانت غير قادرة على النطق والعرق يلمع أكثر على جبينها ...لتغيب بعدها عن الوعي

عزة بفزع : حاجة فااااطمة 

كريمة شهقت بخوف : أختي فاااطمة 

يحيي بانفعال: يلا بينا يافارس بسرعة على المستشفى 

الفرحة والاصوات المهنئة تلاشت ...ارتفعت الاصوات الخافتة ...العروسة قدمها نحس على العريس ...

سهى خرجت مع فارس مسرعة وقبل خروجها سمعت ماقيل عليها بأنها مشؤومة ....لمعت عيناها بالدموع متألمة ...اليس من حقها الشعور بالسعادة الى متى سيظل الحزن والالم رفيق حياتها

هناك في المستشفى أعلن الدكتور للجميع أصابتها بذبحة صدرية 

كريمة لطمت على صدرها منهارة 

عزة محدثة نفسها : ياميلة بختك يابنتى 

سهى بعيون زائغة نظرت للجميع بحزن مكتوم 

يحيي : أهدى ياكريمة ...

فارس بفزع : ذبحة صدرية وهى يادكتور وضعها أيه دلوقتي 

الدكتور رد بهدوء : الموضوع بسيط ...الحاجة عندها ذبحة صدرية خفيفة والحمد لله أنها مكنتش أزمة قلبية ...

الجميع رددو قائلين : الحمد لله 

الدكتور : هي هتقعد يوم في المستشفى تحت الملاحظة وبعدين هتخرج ..ومحتاجة في البيت عناية خاصة...متعملش مجهود تماما ...الاكل الدسم واللي فيه دسم يتمنع ...تبعدوها عن التوتر ...ويبقا كل أكلها صحي ...وكمان محتاجة تخس 

فارس بقلق : مفيش خطر على حياتها يادكتور 

الكتور: مفيش خطر دلوقتي ...الذبحة الصدرية بتكون مؤشر أن ممكن يحصل ازمة قلبية ...بتقولنا خدو بالكم وخدو بالكم كويس ...ولما تخرج هكتب ليها على علاج هتستمر عليه 

فارس : هاخد بالي منها كويس وكل اللي قولت عليه هيتنفذ بالحرف الواحد

غادر الدكتور بعد أن بعث كلامه الطمأنينه في قلوبهم


وبعد مرور عدة أيام 

هنا برجاء : قولت أيه يابابا 

عمار : قولت مينفعش أزاي بنتي أنا تتجوز واحد متجوز قبل كده وعنده أبن

هنا : أرمل يابابا مراته ميته ..وهو كويس وانسان محترم اوى ...نظرت له برجاء ...أكيد أنت عارف كده يابابا ...مش معني أنه كان متجوز ومخلف أنه مش هينفع ليا ده أسمه ظلم ليه ...ممكن تفكري تاني ...لو عايز ساعدتي بجد يبقا توافق على يوسف

وغادرت تاركه والده مفكر فى كلام أبنته...أقتربت منه غادة زوجته أم هنا 

غادة بابتسامة رقيقة : ليه تتعب نفسك في التفكير ياعمار ...أنت قولتلي أنها انسان محترم وعلى خلق ...ليه رفضك ليه 

عمار بتأفف : عشان أرمل وعنده بنت 

غادة ردت : وفيه أيه المهم أنه بيحبها وهي بتحبه ...أنت باين عليك ايام زمان ...فاكر ياعمار لما وافقت أتجوزك بالرغم من رفض بابا وصممت ياأتجوزك أنت ياأما مش هتجوز خالص ..بابا كان رافض عشان كنت لسه مخلص كليتك ولسه في بداية مشوار حياتك ...ودلوقتي بسم الله ماشاء ليك أسمك في القضاء ...سيبها تختار تختار شريك حياتها وأنا متأكده أن يوسف هيحطها جوا عيناه وهيبقا ليه اسم فى البيزنس زيك كده ياحبيبي

عمار : سيبني أفكر يومين وهبقا ابلغكم بقراري


وفي غرفة هنا ..جاء ليه الاتصال اليومي من يوسف 

هنا ردت بكأبة : الوووو

يوسف رد بقلق : صوتك بيقول في حاجة 

هنا لمعت عيناها بالدموع : أه يايوسف ...كلمت بابا عليك أنك عايز تيجي تخطبني وهو مصمم على الرفض 

يوسف : متزعليش نفسك بس ياهنونتي ...أنا هروح ليه تاني مكتبه وححاول أقنعه 

هنا برفض : لا بلاش دلوقتي أنت كنت لسه عنده ...أنا هفضل وراه لحد ماأقنعه 

يوسف : هيوافق بابكي ...بس هو محتاج وقت يتقبلني فيه ...قوليلي أخبار تدريبك أيه ...أنا عايزك تاخدى بطوله الجمهورية في الفروسية ...عايزك تبعدي عنك أي توتر وتركزي في البطولة ...أنا مش هوافق على الجوازة دي الا لما تكون مراتي واخدة بطولة الجمهورية في الفروسية 

هنا بابتسامة : وأفرض مخدتهاش 

يوسف رد بضحك : يبقا تنسي أني هتجوزك ...في بطولة في جواز من يوسف حبيبك ...مفيش بطوله مفيش هااااا 

هنا بحدة : نعممم 

كمل ضاحكا :هتجوزك بردو 

هنا : أيوه كده صنف مش بيجي غير بالعين الحمرا 

يوسف أصطنع الزعل : مين اولها كده تهديد اومال لما نتجوز هتعملي أيه

هنا بابتسامة : همشيك زيك الالف 

يوسف بابتسامة : وأنا أطول ...مش عايز أطول عليكي فى الكلام عشان تنامي بدري وتصحي لتدريبك فايقة ...تصبحي على خير هنونتي

هنا : وأنت من أهل الخير


وفى الكتب عند حسن 

قاسم كان بيخلص أجراءات ميراث سهى 

حسن : كل الاجراءات أنتهت وناقص على أمضائها 

قاسم رد بشرود : بعد ماتيجي من شهر العسل 

حسن بابتسامة : سهى تعبت كتير ومن حقها تفرح وربنا يسعدها ديما 

قاسم بحزن دفين على مشاعر دفينه مازالت باقية داخل قلبه: يارب 

حسن : هتبلغها أمتى أنها قربت تستسلم ميراثه 

قاسم : هبقا أتصل بيها

حسن بنبرة مترددة : عايز أتكلم معاك بخصوص روقية 

قاسم مجرد ذكر أسمها تصيبه بحالة غريبة من الغضب : مالها رقية 

حسن بفضول : ليه رقية بالذات 

قاسم قطب حواجبه بتمعن :مش فاهم 

حسن : ليه رقية اللي عايزه تتجوزها ...متقوليش بتحبها ولا تقولي أنك شايف فيها مواصفات الزوجة المثالية 

قاسم : بصراحة لولا أنها بنتك مكنتش فكرت أتجوزها ...فقولت مش هلاقي أحسن منك أنسبه

حسن رد بحزن : أنت ياقاسم زي أبني ...فأنا هنصحك كأب رقية متنفعش ليك ...ولمعت عيون حسن بالدموع ...أنا دلعتها ونتيجة دلعي ليها طلعت شخصية مش سوية في سلوكها ...أنا أب فاشل معرفتش أربي بنتي 

قاسم شعر بالشقفة على حسن : متقولش كده على نفسك 

حسن بحزن : وهكدب على نفسي ليه ...دي حقيقة فوقت منها متأخر أنا السبب فى سلوك بنتي ...أنا معرفتش أربي بنتي ...لسه بردو متمسك بيها بعد ماقولت ليك أنها متنعش ليك 

قاسم هز رأسه : كلامك ده هيخليني متمسك بقراري في جوازي منها ...يمكن حالها يتصلح على أيدي

حسن بأمل : نفسي بجد تنجح تقومها وتصلح حالي بعد فشلي الذريع معاها 

اوحى كلام حسن لقاسم بفكرة أخذت في الاختمار داخل عقله ....

قاسم :.أنا عندي فكرة هتخلي روقية شخصية تعتمد على نفسها 

حسن بفضول : أيه هي الفكرة 

حكى قاسم ما طرء على باله من فكرة ...منتظر أخذ الاذن من حسن ...قولت أيه

حسن بابتسامة أمل : موافق وان شاء الله تنجح في اللي فشلت فيه 

قاسم بابتسامة ماكرة ..متلذذ لرؤيتها تعاني فى اقرب وقت ...ومعاناتها أخذت مباركة من والدها ...همشي أنا عشان الحق أفرش الشقة وأخلصها قبل الفرح 

حسن : مع الف سلامة 

وفي الخارج المكتب ..أتصل قاسم بعزة لكي يبلغها بأخر التطورات 

قاسم : السلام عليكم 

عزة : وعليكم السلام ..أزيك ياقاسم عامل أيه 

قاسم : الحمد لله ...ألشقة عاجبتك 

عزة : مفيش أحلى من كده

قاسم :وسهى أخبارها أيه مبسوطة في شهر العسل 

عزة بحزن : بنتي منحوسة من يومها 

قاسم بقلق : خير حصل أيه

عزة : شهر عسل اتقلب لبصل ..أم فارس وقعت من طولها بعد مامشيت علطول ودخلت المستشفى وشهر العسل اتأجل ودلوقتي هى قاعدة مع أم فارس بتاخد بالها منها ...أنا موجودة عندها دلوقتي

سهى اقتربت من أمها : بتكلمي مين ياماما

عزة : بكلم قاسم كان بيطمن عليكي

سهي : هاتي أكلمها 

عزة : سهى هتكلمك ياقاسم 

قاسم : مش عارف أبارلكك ولا أيه 

سهي بابتسامة : لا باركلي ...أنا كنت ناوية أتصل بيك 

قاسم : خير ياسهى 

سهى بتردد: مش عايزاك تزعل مني لو مقدرتش أجي فرحك ..أصلي مش هقدر أسيب مامت فارس لوحدها خالص 

قاسم : هزعل من أيه أنتي عبيطة ...وجودك مع مامت فارس الاهم طبعا 

سهي بابتسامة : ربنا يخليك ليا ياأخويا 

قاسم : ويخليكي ليا...بصي بقا بعد ماتلاقي عندك وقت ...هبقا أحدد ليكي معياد مع حسن عشان تستلمي ميراثك 

سهى: حاضر هبقا أقولك ...مع السلامة 

فارس باستفسار : مين ده اللي مع السلامة 

سهى بابتسامة : ده قاسم كان بيطمن عليا وكمان عايز يتفق معايا على ميعاد عشان نروح لحسن المحامي عشان استلم الميراث 

عزة : همشي أنا بقا 

فارس : ماهو لسه بدري أنتي ملحقتيش تقعدي 

سهى : تمشي أيه أنتى مقعدتش حاجة 

عزة : أنا كنت جاية عشان اطمن على الحاجة واطمنت عليها ...أنا همشي وهجي ليكم بكرا 

فارس : تعالي أوصلك العربية 

عزة برفض : خليك أنت مع مراتك أنا زي ماجيت هرجع ...وحضنت سهى وبنبرة خافته ربنا يتمملك سعادتك على خير وخلي بالك من نفسك ...ثم سلمت على فارس وانصرفت

فارس بغيرة مكتومة : مش هتروحي أي مكان مع حد ....هتروحي معايا أنا بس ...أنا هتصل بقاسم وهقوله مفيش داعي يروح معاكي وجوزك هو اللي هيروح معاكي...مفهوم كلامي

سهى أبتسمت على غيرته 

فارس بضيق : ايه اللي يضحك فى كلامي 

سهى قربت منه ورفعت وجهها ونظرت بحب في عيناه وبهمس : بحب غيرتك عليا 

حضنها فارس بشدة ومرر أطراف أصابعه برقة على خدها ليهمس بصوت أجش : أنا بغير عليكي أوي ...أحنى رأسه ليندمجا هما الاثنين ويصبحو مغيبين عن الواقع

سهى شعرت بوجود شىء خاطىء وكانت هى اول من قافت على صوت نداء منخفض خارج من غرفة فاطمة ...وفاقت على وضعهم المحرج 

سهى بأحراج : فااارس .....قامت بدفعه من فوقها ..فااارس 

فارس بصوت راغب : مالك 

سهى بخجل : مامتك باين عليها بتنادي 

فارس برغية : مفيش حد بينادي 

سهي حاولت النهوض ..لكن يد فارس منعتها ...ده أنا مصدقت ..وحبسها بين يداه الاثنتين وقرب وجه من وجهها وقبل تلمس شفتاه شفتيها الشهيتين ...

لتنادي أمه بصوت خافت : ياااسهى 

فارس بنبرة غاضبة : قووومى يلا 

سهى نهضت من على الارض ورتبت ملابسها التي تجعدت من غزو فارس ...وقبل خروجها طبعت قبلة رقيقة على خده هامسة بمناغشة : تبقا تأجر المرة الجاية شقة مفروش

فارس بتفكير : صدقي فكرة ..مفيش حل غير الشقة المفروشة وغمز بحواجبه ...الواحد مش عارف ياخد راحته وماما مستوليه عليكي ليل نهار 

سهى بفزع : أنا كنت بهزر 

فارس بابتسامة خبيثة : وأنا بتكلم جد ..الشقة المفروشة هى الحل 

سهى : مجنون وتعمله

فاطمة : يااااسهى 

فارس بابتسامة : أجري بسرعة قبل ماتفضحنا

سهى جريت مسرعة ودخلت غرفة فاطمة

سهى بنهجان : نعمم ياطنط 

فاطمة بتأفف : عايزه أشرب 

سهى : عندك الكوباية فوق الكمودينو 

فاطمة : وهو أنا لسه همد أيدي 

سهى بضيق لم تظهره : لا طبعا ....الدكتور قال راحة كاملة وبلاش تتعبي نفسك خالص ...معقولة تمدى أيدك وأمسكت كوب الماء واعطته لها...حاجة تاني

فاطمة : ناوليني التليفون 

سهى : حاضر وأعطتها التليفون 

فاطمة : هو فارس جاه من الكلية 

سهى بتردد : أيوه 

فاطمة زغرتها من تحت لفوق : أومال مدخلش يطمن عليا ليه 

سهى : هيغير هدومه الاول ...أنا هخرج بقا عايزه حاجة مني 

فاطمة : عايزة تخرجي ليه وتلزقيله 

سهى ردت بضيق : مش جوزي 

فاطمة بغضب : جوزك دي في شقتكم مش هنا ...جسمها يتشنج انفعال 

سهى بقلق : طب أهدى ...حااضر 

فارس بقلق عندما راىء جسد امه المتشنج : فيه أيه ياسهى 

سهى بفزع : معرفش 

فاطمة ردت بألم : فى أن مراتك عايزه تموتني

فارس نظر ل سهى باتهام : عملت ايه ياسهى 

سهى : والله معملتش حاجة ...تاخد العلاج الاول وبعدين نبقا نتكلم وعندما حاولت سهى أعطائها العلاج أدارت فاطمة وجهها للجهة الاخرى ...أخذ فارس العلاج من يد سهى وقام هو باعطاء العلاج لأمه ..وعندما هدىء جسمها المتشنج 

فارس بقلق : أحسن دلوقتي 

فاطمة : الحمد لله ونظرت ل سهى بتشفي 

سهى لمعت عيناها بالدموع : هروح أحضر الغدا ...دخل عليها فارس وكانت معطية له ظهرها 

فارس : قوليلى ايه اللي حصل وخلي ماما تتعب ...الدكتور قال نبعدها عن أي توتر ..تيجى أنتي بكلامك معاها تخليها تتعب 

سهى بدموع : أناااا يافارس تصدق عليا اني عملت حاجة تزعل مامتك 

فارس باستفسار : أومال ايه اللي حصل 

سهى : اللى حصل أنها عرفت أنك جيت ومش عديت عليها علطول وعقلها اللولبي ربط ردي المتأخر عليه وعدم دخولك والدماغ اشتغلت واول ماقولت ليها انك جوزي حصل اللى شوفته ...أنا تعبت يافااارس

فارس حس بالذنب وحضن سهى ...ركنت رأسها بجانب قلبه ...ربت على رأسها وباصابع يداه لعب فى خصلات شعرها ...متزعليش مني ياسهى 

سهى بخفوت : مش زعلانه يافارس بس انا تعبت ...بحاول على أد ماقدر أخليها تحبني وترضى عني وهى مصممة على كرهها ليا 

فارس بحنية : خلاص انا هجيب ليها ممرضة تقعد معاها وتخدمها وروحي أنتي شقتنا 

سهى ردت : لا يافارس مش هتجيب حد غريب يراعي امك ...مراتك هي الاولى بيها 

فارس رد : أصيلة ياسهى وكل يوم غلاوتك بتزيد في قلبي عن اليوم اللي قبله 

فاطمة نادت : يافاااارس 

سهى ابتسامة لا اردايا : الحق رد عليها ..قبل ماتسمعك كلمتين حلوييين وتقولك قلة الادب مش في شقتي ...اصل سمعتهم كتير 

فارس : انا مش ناقص وخرج مسرعا من المطبخ


وأتى يوم زفاف روكا وقاسم 

روكا فى جناحها كانت مضطربة ...أحساس بالخوف تملكها ...تريد التراجع والهروب في هذه اللحظة 

هنا دخلت والابتسامة تزين ثغرها : يلى بينا ياروكا العريس مستنايكي برا 

روكا بفزع : قولي ليه مفيش جواز ورجعت في كلامها 

هنا بصدمة : أهدى بس أنت جاية دلوقتي تقولي مفيش جواز ...دي فضيحة يابنتي...أستهدي بالله وسمي وتعالي معايا 

روكا ضربت الارض بقدميها بعنف : قولتلك مش هخرج وقوليلهم انا خلاص مش عايزه أتجوز

هنا : أنتي أتجننتي دي فضيحة ياروكا ...تعالي بس معايا وأركني جنانك على جنب 

روكا بزعيق : مش هخرج 

هنا بيأٍس: اعقلي ياروكا 

روكا : أنا أتجنتت ياهنا قوليلهم العروسة اتجنتت ومينفعش ليها جواز 

هنا : لا حول ولا قوه الا بالله ...طب اعمل ايه مع قاسم ...

روكا:قوليلي يمشي

هنا يأست في أقناع روكا بالخروج من داخل الغرفة لتخرج من الغرفة منحنية الرأس

قاسم باستفسار: فين روكا 

هنا بتردد : مش عارفة أقولك أيه 

قاسم : قولي علطول أنا متوقع أى حاجة من صاحبتك 

هنا : بتقول مفيش جواز 

قاسم بغضب : جواز أيه اللي مفيش دي أتجننت

ودخل بعنف الى داخل الغرفة 

روكا بغضب : أنت أزاي تدخل الاوضة بالهمجية دي 

قاسم مسك كلتا ذراعها وأخذ يهزها بعنف وبنبرة غاضبة : هو كلام عيال 

روكا بزعيق : أيوه كلام عيال ورجعت في كلامي وأحنا لسه على البرا أحنا مش اول ولا أخر ناس فرحهم يتفشكل يوم الفرح ....خد الموضوع ببساطة وجنتله أنا قولت مفيش فرح ...أنت المفروض تتقبل كلامي بصدر رحب وتسمع الكلام 

قاسم جز على أسنانه بغضب : أسمع الكلام واشرب اللبن قبل مانام

روكا بهدوء مفتعل : أيوه تمام

قاسم بغضب مكتوم : بصي بقا يابنت الراجل الطيب أنتي هتيجي معايا من سكات ووشك ده الابتسامة تكون عليه من الودن للودن والا 

روكا : وألا أيه بقا 

قاسم بغضب :بدل مالموضوع يبقا مش اول ناس فرحهم يتفشكل يوم كتب الكتاب هيبقا حاجة تانية...أنتي بقا لو مسمعتيش كلامي هخليها ليكي فضيحة بحق وحقيقي وهقول للكل وأنا ماسك الميكروفون وبغني أنك قضيتي معايا ليله بالالوان الطبيعة وأنا كنت عايز أصلح غلطتي وأنتي طلعتي مكليش فى الطيب ....وابتسم بشماته ...عندك مهله خمس ثواني هيتحدد فيهم مصيرك... ياالفضيحة هتلازمك انت وابوكي طول العمر ...ياأمري لله هعصري على نفسي ليمونة وأشربك بس لفترة مؤقته ونظر لساعته وابتدى فى العد 

واحد ...اتنين ...تلاته 


الحلقة التامن عشر


روكا بزعيق : أيوه كلام عيال ورجعت في كلامي وأحنا لسه على البر أحنا مش اول ولا أخر ناس فرحهم يتفشكل يوم الفرح ....خد الموضوع ببساطة وجنتله أنا قولت مفيش فرح ...أنت المفروض تتقبل كلامي بصدر رحب وتسمع الكلام 

قاسم جز على أسنانه بغضب : أسمع الكلام واشرب اللبن قبل مانام

روكا بهدوء مفتعل : أيوه تمام

قاسم بغضب مكتوم : بصي بقا يابنت الراجل الطيب أنتي هتيجي معايا من سكات ووشك ده الابتسامة تكون عليه من الودن للودن والا 

روكا : وألا أيه بقا 

قاسم بغضب :بدل مالموضوع يبقا مش اول ناس فرحهم يتفشكل يوم كتب الكتاب هيبقا حاجة تانية...أنتي بقا لو مسمعتيش كلامي هخليها ليكي فضيحة بحق وحقيقي وهقول للكل وأنا ماسك الميكروفون وبغني أنك قضيتي معايا ليله بالالوان الطبيعة وأنا كنت عايز أصلح غلطتي وأنتي طلعتي مكليش فى الطيب ....وابتسم بشماته ...عندك مهله خمس ثواني هيتحدد فيهم مصيرك... ياالفضيحة هتلازمك انت وابوكي طول العمر ...ياأمري لله هعصر على نفسي ليمونة وأشربك بس لفترة مؤقته ونظر لساعته وابتدى فى العد 

واحد ...اتنين ...تلاته

روكا بغيظ مكتوم وهى بتجز على أسنانها : همشي معاك

قاسم بابتسامة باردة : هاتي أيدك عشان نخرج وفين الابتسامة اللي من الودن للودن

روكا أتصنعت الابتسامة ورسمت على وجهها ابتسامة صفراء : حلو كده ...أنت بس أمر وأنا هنفذ علطول 

قاسم : من ناحية الاوامر مش هبطل أوامر وأنتي غصب عنك هتنفذي 

روكا الابتسامة أختفت وبنبرة حادة : مين دي اللي هتأمر وهتنفذ غصب عنها 

قاسم بابتسامة : أنتي ياروحي وبلاش بصت الغباء دى ...وكمل بسخرية وفين الابتسامة ...مسك ذراعها متأبطا ...يلا بينا

نفضت يداه الممسكة بذراعها ودقت بقدميها على الارض بحركة طفوليه : مش همشي معاك الا لما افهم المقصود من كلامك 

قاسم بنبرة مرعبة : أنا قربت أجيب أخري معاكي ....مش كفايه اني مغصوب على الجواز منك وأني أتدبست فيكى كمان بتتبجحي قصادى ...هتمشي معايا ولا هتفضلي هنا ...ليكي حرية الاختيار

روكا بهدوء ظاهري : أنا بعفيك من التدبيس من جوازك بيا وبقول ليك أنت حر من وعدك ليا 

قاسم بغضب : أنا أديت كلمة لأبوكي ومش أنا اللي برجع في كلامي ...أخذ عدة أنفاس متتالية غاضبة ..هتمشي معايا ولا هتفضلي 

روكا باستسلام : هجي ...

خرج قاسم من الغرفة ممسك بيد روكا 

وتنهدت براحة كل من ليلى وهنا 

ليلى حضنت روكا : مبرووك حبيبتي وربنا يهنيكي

روكا عيناها لمعت بالدموع : ربنا يخليكي ليا ماما 

هنا بتأُثر: خلو المشاعر دي وقت تاني...يلا بينا عشان المأذون مستني من بدري

تم عقد القران ...وعلت التهاني بالزواج ...واشتغلت موسيقى هادئة... الجميع جالس وحالة من الملل ترفرف على الحاضرين ..العريس والعروس لا ينظر أى منهم للأخر 

يوسف عيونه تتبعت هنا في كل خطوة ..أقتربت منه بخطى متهمله 

يوسف بابتسامة : ياهلا ياهلااا بالقمر 

هنا بضيق : مش وقته خالص 

يوسف : مالك ...أيه اللي مضايقك بس

هنا شاورت باتجاه قاسم وروكا : شوفت منظرهم عامل أزاي ولا كأنهم في جنازة ...بذمتك دول منظر عرسان ...وشوف كمان المعازيم معظهم بيتاوب واكيد بيقولو في نفسهم أمتى نمشي 

يوسف : ده بقا اللي مزعل القمر بتاعي

هنا : أيوه مش فرح صحبتي وأختي

يوسف غمز بحواجبه : أنا مستعد أخليلك الفرح ينطق ...بس بشرط

هنا بأمل : وأنا موافقة على أي حاجة تقولها

يوسف: أنتي قولتيلي أن باباكي وافق على الخطوبة 

هنا بتفكير في مغزى كلامه : أيوه

يوسف بابتسامة ماكرة : يبقا كل حاجة وليها مقابل ...أنا هخلي الفرح يولع من الحركة وأنتي هتوافقي على اللي هعمله 

هنا : أوافق على أيه بالظبط 

يوسف : هقولك بعدين خليها مفاجأة ....هاااا موافقة على شرطي 

هنا ضيقت بين حاجبيها بعبوس : مش هوافق الا لما تقولي انت عايز مني أيه 

يوسف هز كتفه : خلاص خلي فرح صحبتك زي غرفة الانعاش بيطلع فى الروح 

هنا : بطل رخامة يايوسف وقولي ايه المقابل

يوسف بابتسامة ماكرة: خليها مفاجأة

ذهب يوسف إلى منسق الدي جي... وامسك الميكرفون وجذب قاسم بصعوبة ليشاركه الرقص ولوح بيديه في الهواء كأشارة منه لدعوة الجالسين بالرقص... هنا جذبت روكا وبنبرة خافته : ابتسمي عشان خاطري وارقصي يلا معايا...

صدح صوت يوسف بالغناء


غمازات 


يا عيون حبيبى غمازات... لوح بيده باتجاه هنا ورسم شكل قلب وراماه في الهواء تجاه هنا... احمرت خدودها بخجل والهت نفسها بالرقص مع روكا الغير واعية بمن حولها وابتسامة سعيدة تزيين ثغرها الوردي


حلو يا حلو غمازات


كل يوم غمازات دة يوم ويوم غمازات.. 


انا نفسى يوم غمازات اعشلى يوم بالغمازات


حب يا حب غمازات عشق يا عشق غمازات... غنى يوسف وعيونه لا تبارح هنا... غنى بصوت عاشق ولهان... سادت حالة من البهجة بين المدعوين مرددين معاه كلمات الاغنيه...ازدحم الاستيدج بصديقات روكا مشكلين حولها دائرة راقصة... والشباب مشكلين دائرة راقصة حول قاسم ويوسف


شوق يا شوق غمازات القلب فوق غمازات


الدنيا اكبر غمازات يوم تهزك غمازات ويوم توزك

غمازات وبيت بيضة غمازات

وفى كل حتة غمازات اة يا حتة حتة غمازات يا عيون حبيبى غمازات 

اة عشق يا عشق غمازات

شوق يا شوق غمازات

والقلب فوق غمازات


لاحظت غادة جميع حركات يوسف تجاه ابنتها وأيضا عمار

عمار بغيظ مكتوم : شوفتي ياغادة حركاته اللي من تحت لتحت ...أنا خلاص قايم هجيب هنا ..هم بالنهوض ..أمسكت غادة ذراعه وأجلسته مرة أخرى 

غادة : أقعد بس ياعمار وبلاش تلفت الانظار لينا ..هما يعتبرو في حكم المخطوبين 

عمار زفر بحدة : مين دول اللي مخطوبين 

غادة ضيقت بين حواجبها بعبوس : أنت اللى قولت لبنتك موافق ولا نسيت كلامك ليها

عمار بغيظ: مش نسيت ولا حاجة ...بس مش مشكلتي أني عايز لبنتي الوحيدة راجل أحسن منه ...راجل ميكنش عنده ولاد ..نظر ل غادة بضيق ...حقي ولا مش حقي أفكر للاحسن لبنتي 

غادة بنبرة مهدئة : حقك طبعا ..محدش فينا مقالش مش حقك ...بس هي بتحبه وهو كمان وأنت سألت عليه كويس وعرفت أنه أنسان محترم ومتدين عايز أيه أكتر من كده

عمار بحدة : عايز الاحسن 

غادة : أهدى ياعمار أحنا أتفقنا خلاص ووعدت بنتك انك موافق على خطوبتهم ..أدارت رأسها ونظرت لهم بهيام ...شوفت نظراتهم لبعض ياعمار ...صدرت عنها تنهيدة حالمة ...بيفكرونا ببعض أيام الشباب...نفس نظراتك ليا ...كنت زيه بالظبط 

عمار بتأفف : أنتي هتقارني العيل ده بيا ...مين ده اللي زي 

غادة امسكت كلتا يداه وقالت برجاء : فاكر ياعمار لما أهلي كانو رافضينك ...بلاش تعمل زيهم وتكون عقبة قصاد حبهم ...عشان خاطري ياعمار أضحك وفك التكشيرة دي من على وشك ...خلي بنتك تفرح 

عمار أسترجع ماضيهم ومحاولاته المستميته فى أقناع والد غادة على أتمام خطوبتهم وبعد ذلك الزواج وتمسك غادة بيه بالرغم من اغراءات وضغوط أسرته لايجاد زوج أحسن منه ...أرتسمت أبتسامة خفيفة قائلا بحب ....حاااضر ياغادة ..هقبل يوسف كخطيب ل هنا ...كله عشان خاطر عيونك

وعندما أنتهى يوسف من الغناء ..مشى باتجاه هنا وهو مازال ممسك الميكرفون محدثا المدعوين ...ألنهاردة الفرحة فرحتين ( ساد الصمت في القاعة)...فرح أخويا وحبيبي قاسم ...والفرحة التانية موافقة سيادة المستشار عمار على خطوبتي ببنته هنا ...وأمسك ذراع هنا المذهوله ومشى بيها باتجاه الطاولة الخاصة بعائلتها تحت نظرات قاسم وروكا المتفاجئة ...علت أصوات مهللة من الشباب والفتيات

عندما وصل بالقرب من الطاولة وهو مازال ممسك بذراع هنا قال بابتسامة عكس مابداخه من توتر ...خائفا من الرفض...هنا مصابة بحالة من الذهول ونظرت لكلا من يوسف ووالدها

أخرج يوسف من جيبه علبة قطيفة ...فتحها وأخرج خاتم مصنوع من الذهب فى اعلاه حجر كريم لونه ازرق على شكل قلب ...أمسك يد هنا وأدخل الخاتم فى أصابعها ...بنبرة خااافتة : مبرووووك

علت الاصوات المهنئة مباركة لهم عيون مهنئة وعيون حاسدة لهذا العاشق الجرىء 

غادة بابتسامة سعيدة : مبروووك حبيبتي

عندما هما عمار بالاعتراض ..أمسكت غادة ذراعه وحدثتها صامته بلغة العيون ..أرجوك لا تشوه هذه اللحظة السحرية في حياة أبنتك ...كتم غيظه مستسلما وزيين فمه بابتسامة ...خرج صوته باهتا : مبروووك

لما سمع يوسف نبرته المهئنة زفر بارتياح ...قائلا بابتسامة : أيه رأيك في المفاجأة دي ...أنخفض صوته ليكون مسموعا لها فقط ...انا كنت حاطط أيدي على قلبي ...لسيادة المستشار يبوظلي مفاجأتي بس تصدقي باباكي طلع جدع اوي 

هنا لمعت عيناها بدموع السعادة غير مصدقة أنها تمت خطوبتها في هذه اللحظة...بنبرة خافتة : مجنون

همس يوسف : مجنون بحبك

أصبحت القاعة نابضة بالحياة ...أخذ يوسف يرقص ويغني مرافقا له قاسم 

قاسم بابتسامة : ربنا يسعدك يايوسف ...بس أيه الجرأة دي مكنتش خايف يطلع طبنجته من جيبه ويطخك رصاصتين 

يوسف ضاحكا : أسكت ياقاسم أنا كنت حاطط أيدي على قلبي ليعملها 

قاسم بضحك : طول عمرك متهور 


روكا بتأنيب: أنا زعلانه منك أوي ياهنا ....تتخطبي ياهنا ومش يهون عليكي تقوليلي

هنا : انا زي زيك بالظبط مكنتش أعرف أنه هيعمل كده ...هو كان قايل هيعملي مفاجأة ...مش عايزاكي تزعلي مني...أنا مكنتش بجد اعرف حاجة 

روكا بعدم تصديق : بجد ...أزاي جاتله الجرأة يعمل كده من نفسه 

هنا ابتسمت : أصله مجنون ومتهور

تأملت روكا ملامح هنا السعيدة وعيونها اللامعة ببريق الحب ....أمتلاكتها بعض مشاعر الغيرة ...نفضت روكا ما جال في عقلها من مشاعر حسد فهي أختها وصديقتها الوحيدة ....

روكا بابتسامة خفيفة : باين عليه أنه مجنون وباين عليه بيحبك اوي

هنا هزت رأسها بخجل: وأنا كمان 

دلفت في هذه اللحظة شاهي وبجوارها أحمد ولما رأتهم روكا أرتعدت داخليا خائفه من شاهي

شاهي بابتسامة خبيثة : مبرووك روكا مع أني زعلانه منك عشان معزمتنيش على الفرح

أحمد : مبروووك روكا 

روكا بخوف : الله يبارك فيكم ...معلش ياشاهي أتلاهيت فى تحضيرات الفرح 

شاهي بمكر : أنا مش زعلانة حبيتتي أنا فرحانه ليكي وجاية أبارك ليكي للمرة التانية 

روكا أقتربت من أحمد وهمست في أذنه : أرجوك ياحمد خد شاهي من هنا ...مش عايز فضايح ....أحمد قلبه رق فهو يكن لها مشاعر أعجاب ...رد خافتا ...حاضر ياروكا

قاسم اشتعل غاضبا عند رؤيتها لحركة روكا وهمسها في أذن راجل غريب ...مشى باتجاهم بخطى غاصبة 

قاسم بغضب مكتوم : مش تعرفينا 

هنا ردت بالنيابة عن روكا : شاهى وأحمد صحابنا 

أحمد مسك ذراع شاهي وجذبها ناحيته : هنستئذن أحنا ..ومشى كلايهما مبتعدا 

زفرت روكا بارتياح عند أنصرفاهم

هنا وجدت الجو بين قاسم وروكا يشع بطاقة سلبية ...

قاسم أشار ل يوسف ...يوسف ما صدق حتي يقترب من حبيته 

يوسف بابتسامة : نعم ياقاسم بيه تطلب أيه

قاسم تصنع الابتسام : هنمشي دلوقتي أتصرف 

يوسف : هو أنت لحقت ده يدوب الفرح لسه شغال 

قاسم بحدة : ملكش فيه 

يوسف : حاضر بس متزقش كده ولعب حواجبه.... ايوه بيضلك في القفص الليله دي.. وغني الليلة فرحي ياجدعان وهتجوز.. هتجوز.. وعندما رأى نظرات قاسم المشتعلة... ذهب سريعا لمسئول الدي جي وهمس في أذنه ...مرت ثواني وعلت موسيقي زفه خروج العروس ...تأبط قاسم ذراع سهى متجهين الى خارج القاعة 

اجتمع حولهم المدعويين وهنا ويوسف وحسن وليلى 

ليلي احتضنت ابنتها : مبرووك حبيبتي وربنا يتمملك علي خير

حسن عيناه لمعت بالدموع : خلي بالك من روقية ياقاسم 

قاسم : رقية في عيوني ومتخافش عليها ....بنتك أمانة عندي 

روكا ركبت بجوار قاسم وانطلق بسيارته ...وطول الطريق ظل كلايهما صامتا 

بعد مضي فترة من الوقت ...اوقف قاسم السيارة ...نظرت للخارج مندهشة من توقفه في هذه المنطقة الشعبية 

قاسم بحدة : أخرجي 

روكا برفض : أخرج فين ...أنا مستحيل أخطي برجلي برا العربية وامشي بفستاني في المنطقة البيئة دي ..

قاسم بغضب : لسانك ده يتعدل وتتكلمي باحترام عن المنطقة اللي هتعيشي فيها من يوم ورايح 

روكا بصدمة : أعيش فين هنا أنت أكيد مش في وعيك 

قاسم فتح باب العربية بغضب ...روكا بخوف بقولك مش هخرج ...وهقول لبابي يجي ياخدني 

قاسم ضحك بشماته : مين اللي هيجي ياخدك ...أنا أصلا متفق معاه أنك هتعيشي معايا فى الحارة 

روكا هزت رأسها بصدمة : مش معقول بابي يعمل فيا كده 

قاسم : معقول ونص ...الراجل جاب أخره منك وقالي خلاص روقية بقيت مسئوليتك ...

روكا : مستحيل بابي يعمل فيا كده

قاسم رفع روقية بين ذراعاه غير مبالي بأعترضها ...مبتسم سخرية ...خلينا ندي مشهد رومانسي لاهل الحارة ويقولو العريس مشتاق لعروسته

وعلى السلم فتح يحيي وزوجته الباب منتظرين رؤية قاسم لتهنئته 

يحيى بابتسامة : مبرووك يابني ...كان نفسي أحضر الفرح انا والحاجة بس انت عارف الظروف 

قاسم : عارف ياعمي 

كريمة زرغدت بفرحة : مبرووك ياغالى 

قاسم وهو مازال حامل روكا : الله يبارك فيكم ...هستئذن بقا ...وغمز بعينيه ...أصل العروسة تعبانة

واول مااغلق قاسم باب شقته أنزل روكا بحدةعلى الارض فكادت تقع 

روكا بغضب وهي تدق بقدميها على الارض: انا مش هعقد دقيقة واحدة هنا ...وتجولت عيناها على كل ركن في الشقة بقرف ....أنا روكا هقعد هنا ..وأشارت على الشقة باشمئزاز ..أنا هقول لبابي 

قاسم ببرود : مش بتفهمي وكمان بتنسي ...هعيد كلامي تاني ..عمي عارف أنك هتعيشي معايا هنا ومواااافق 

روكا بعند : أنا مش مصدقاك ...بابي عمره ماهيقول كده 

قاسم أخرج تليفونه وقام بالاتصال بحسن : أتصلت بيك زي ماقولتلي ...عشان اطمنك اني وصلت خلاص 

حسن : وهي عاملة أيه 

قاسم بابتسامة خبيثة : هتولع في الشقة وأعطى التليفون ل روكا ...خدي كلميه وبالمرة تتأكدي 

روكا بحزن : حاضر بابي ححاول أكون هادية واسمع الكلام 

وعندما قفلت التليفون ...نظر لها قاسم ببرود ...صدقتي ولا لسه مش مصدقة 

روكا بدموع : ازاي بابي يخوني ويقبل بي كده ...نظرت ل قاسم باتهام ...أنت السبب أكيد بتهددو بحاجة عشان كده وافق 

قاسم ببرود : وليه متقوليش أنه زهق منك ومن تهورك واستهتارك وماصدق أني أتجوزتك عشان أربيكي من اول وجديد

روكا بغضب : أنا متربية غصب عنك

دخل قاسم في نوبة ضحك : ههههه متربية ...كله على أيدي

روكا كادت تنفجر من الغيظ : أنا هخرج من هنا يعني هخرج ...مش هقعد في الشقة دي دقيقة واحدة

قاسم أغلق الباب بالمفتاح ووضعه في جيبه قائلا بلامبالاة : عايز أشوف هتخرجي أزاي 

روكا ضربت على الارض بحدة بقدميها : خرجني بالذوق والا 

قاسم بسخرية : ولا أيه 

روكا لسانه عجز عن الرد فهي لا تعلم ماذا سوف تفعل لكي تخرج ...أقتربت منه في محاولة شبه مستحيلة لتخرج المفتاح من جيبه وبكل سهولة لوى ذراعها خلف ظهرها ..

قائلا بابتسامة : هي دي بقا محاولتك العقيمة عشان تخرجي 

روكا دخلت في نوبة هستيرية من الزعيق : أنت واحد همجي ...حيوووووان ..حيواااااااان

سمع قاسم تشكيلة من السباب المنقي ياخيار خارج من هذا الفم الرقيق...مبتسما داخليا فهو لم يكن يتخيل سماعه وصلت ردح على الطريقة الافرنجه ...كان شىء جديد عليه فهي بالأكيد سوف تكسر حالة الملل والرتابة في حياته 

استمرت لفترة تزعق وتسب حتى شعرت بالتعب والصداع

قاسم ظل صامتا طول فترة صراخها الهستيري ...قائلا ببرود : خلصتي 

روكا بتعب : أيوه 

قاسم بهدوء : أدخلي الاوضة ..شاور بيداه ناحية الشمال ....دي هتبقا أوضتك أدخلي يلا غيري هدومك عشان تحضرليلي العشا

روكا نظرت له ببلاهة : عشا 

قاسم بضيق : غبية وكمان طرشة مش بتسمعي 

روكا رجعت لحيويتها مرة أخرى عندما اهانها ونفضت عنها عبائة الاجهاد ...ردت بغضب:عشا ايه اللي بتقول عليه اعملهولك ...هو أنت فاكرني الخدامه الفلبينية بتاعتك... عشي نفسك بنفسك 

قاسم نظر لها نظرات مرعبة ...جعلتها ترجع عدة خطوات للخلف خائفة منه 

قاسم بضب: أنتي بقيتي مراتي وحتى لو لفترة قصيرة ...هتكوني ست البيت وهتعملي اللي يتطلب منك من غير ماتنطقي بحرف واحد ...وأشار بيده تجاه شىء معلق على الحائط ...شايفه الكرباج ده ...جايبه مخصوص لشخص معين وضغط على كل كلمة ببطء شديد ...ومرة واحدة صرخ ...مفهوووووم كلامي 

روكا بمفاصل ترتعد من الخوف وصوت مرعوب : مفهوووم 

قاسم أشار تجاه المطبخ 

روكا بحركات مضطربة خائفة ذهبت الى المطبخ وفتحت الثلاجة واخرجت تشكيلة من الجبنات ومربي ووضعتهم فى الاطباق 

دخل قاسم المطبخ وبنبرة حدة ..أشار تجاه الاطباق : أيه ده 

روكا بنبرة مرتعدة : ده العشا 

قاسم بسخرية : ده مش عشا يامدام ...

روكا بخوف : طب قولي أنت عايز أيه

قاسم بابتسامة خبيثة : حمري بادنجان وبطاطس 

روكا بتردد : معرفش يتعملو أزاي 

قاسم بتأفف : أمري لله ...بصي عليا كويس عشان تتعلمي...عشان بعد كده هتعملي كل حاجة بنفسك ...قام بتقشير الباذنجان والبطاطس ووضع الطاسة على النار 

...قائلا لها ...كل اللي هتعمليه هتحطي البطاطس فى الزيت واول ماتتحمر هتشيلها ...ثم تاركها مغادرا المطبخ والابتسامة تزيين فمه عندما تذكر ملامح وجهها المذهولة وهو يشرح لها كيفية تقطيع البطاطس والباذنجان وطريقة تحميرهم ولا كأنه قادم من كوكب أخر 

لم يكد يجلس قاسم في غرفة الصالون منتظرا أنتهائها من تحضير العشاء ...حتى سمع صرخة مدويه هزت الاركان ...فهب من مكانه مسرعا الى المطبخ وهو مذعور


وفي شقة فاطمة 

كانت الايام الماضية عذاب خالص بالنسبة لسهي ..كانت فاطمة فى كل وقت تستغل الفرصة وتهين سهى بكلام مبطن من تحت الى تحت...بالرغم من الحاح فارس لكي تغادر وتذهب الى شقتها لكنها رفضت حتى تشفى فاطمة نهائي 

رن جرس الباب ...قامت سهى بفتح الباب

السلام عليكم 

سهى : وعليكم السلام 

أنا صاحبة الحاجة فاطمة ودي بنتي جميلة 

سهى بترحيب : أتفضلو معايا وقامت بأدخالهم في الصالون ...ثواني وهبلغ طنط بوجودكم ..تشربو ساقع ولا سخن 

عفاف : شكرااا 

سهى باصرار: لا مش معقولة أول مرة تشرفونا الشقة ومش تشربو حاجة 

جميلة ببرود : أحنا علطول بنجي هنا ...بس دي المرة الاول نيجي فيها وانتي موجودة

عفاف بابتسامة : خلاص خليها اى حاجة ساقعة 

سهى خرجت وهى مستغربة من عدائية المسماه جميله تجاهها

عفاف بضيق : لازم ردك البارد ده ....مش عارفة تمسكي نفسك شوية 

جميلة : غصب عني ياماما ...أول ماشوفتها اتغظت اوي ....أزاي يسبنى أنا جميلة ويروح يتجوز المعصعصة دي


دخلت سهى الى غرفة فاطمة 

سهى : في ضيوف برا عايزين يقابلوكي

فاطمة : ضيوف مين دول 

سهى : صحبتك عفاف وبنتها جميلة 

ترتسم ابتسامة واسعة على وجه فاطمة : طب روحي اعمللهم أي حاجة يشربوها بسرعة 

وعندما همت سهى بالخروج ..فاطمة نادت عليها ...أيه رأيك في جميلة 

سهى باستغراب: من ناحية أيه بالظبط مش فاهمة 

فاطمة بخبث : أصل أنا جايبلها عريس ...رأيك في شكلها 

سهى : بصراحة هي أسم على مسمى بس حسها مغرورة شوية 

فاطمة بزعيق : مين دي اللى مغرورة ...دى بنت صاحبتي وست البنات ولسه بلفتها ...مش زيك بضاعة مستعملة ...يلا أمشي اعملي عصير للضيوف 

سهى خرجت من الغرفة مكسورة الخاطر ودموع المهانة والالم تنساب بصمت على وجنتاها 


           الحلقة التاسعة عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>