رواية اخو البنات
الجزء الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر
بقلم ياسر عوده
روايه أخو البنات ( الجزء الرابع عشر )
توقفنا فيما سبق حينما خرج نور من الحبس واوصلته فجر ووعدها ان يكون سند لها .
بعد ان جلس بسام بعض الوقت مع نور تركه ورحل ليرتاح ،
فجلس نور مع امه اميره لتخبره بانها قررت قطع الصله بينها
وبين بناتها نهائيه وسوف تعتبر انها لم تنجبهم ، وقررت الا
تدخلهم منزلها مره اخرى ، وحينها قال لها نور : لا يا ام نور ،
الكلام اللى بتقوليه دا مينفعش ، مش احنا اللى نرمى لحمنا
ودمنا ، اخواتى غلطوا مقولناش حاجه بس مش معنى كدا اننا
نتبرى منهم ونسبهم ونساعدهم انهم يقطعوا صله الدم اللى بينا
اميره : بعد كل اللى عملوه يا نور بتقول كدا ، انت متعرفش انا
حصرتى فى قلبى قد ايه من اللى حصل منهم ، مفيش وحده
فيهم عملتلى او عملتلك اى اعتبار ، محدش فيهم افتكر اللى
انت عملته علشان تخليهم يتعلموا وكل وحده فيهم يبقى ليها
مستقبل تخاف عليه ، لا يا نور انا قررت واللى كان كان ، حتى
لو جم لغايه عندى وباسو رجلى مش هسامحهم ابدا .
نور : لا يا امى ، ليه القسوه دى ، انا عن نفسى مسمحهم ،
وبعدين لو طاوعتك فى اللى بتقوليه ، ولما يحين وقتى واقابل
ابويا وسئلنى عن اخواتى البنات هقوله ايه ؟
اميره : بعد الشر عنك ، ربنا يطول بعمرك .
نور : يا ستى الحبايب ، لازم بيت ابوهم يفضل مفتحلهم ، لازم
لما الدنيا تديهم ضهرها يلاقو بيت ابوهم مستنيهم ، مهو لو
جم واحنا صدناهم اكيد سعتها هيتصرفوا غلط اكتر ويمكن
سعتها يضيعوا ومنعرفش نلحقهم .
اميره : هما لسه مضاعوش ، هما ضاعوا واللى حصل حصل .
نور : لا يا امى لسه ، بناتك انتى مربياهم كويس ، حتى اسراء
اتمسكت باللى اتعلمته ببيت ابوها ومحافظه على نفسها
وشرفها ، واسماء يمكن قلبها بقى جاف شويه بس لسه زى ما
هيا اختى اللى اتخانقت علشنها بالمدرسه ، ولا انتى نسيتى .
اميره : وهى دى حاجه تتنسى ، اللى تشوفه يا نور ، ربنا يخليك لينا يا رب .
فباس نور يد امه وقال لها : ربنا يخليكى يا ست الحبايب ، انا هقوم انام لان جسمى مكسر اوى وتعبان .
اميره : لا استنى لما اعملك حاجه تكولها .
نور : مش قادر يا حجه ، انا جعان نوم ، لما اصحى باذن الله ابقى اكل .
اميره : روح ارتاح يا حبيبى ، بس عارف بسام دا جدع وراجل اوى .
تبسم نور وقال : من ساعت ما عرفته وهو ديما واقف جنبى ،
ربنا يقدرنى وارد جمايله ، يلا اسيبك انا بقى ، وترك نور والدته ودخل ينام .
استقرت الامور بعض الوقت ، كانت فجر تتقابل مع نور اوقات
كثيره ، بالطبع لم يستطيع نور العوده للعمل بالمطعم لان
صاحب المطعم لا يريد ان يخسر اى زبون بسبب احد العاملين
عنده ، اكتفى نور بالعمل فى المستشفى ، فلم يتبقى الا القليل
من الوقت ويصبح طبيب ، كانت الايام تمر ، واصبح نور شغل
فجر الشاغل ، كانت تستغل اى فرصه للتقرب اليه ، حتى نور
اصبح لا يمر عليه يوم دون التحدث معها ، كل واحد منهم كان
يحكى للاخر ما فعله طوال يومه ، وكان انشغالهم ببعض سبب
انهم نسيوا ان هناك اشخاص قد صمموا ان ينتقموا منهم ،
وقبل تخرج نور بشهر واحد حدث ما لم يكن بالحسبان ، فبعد
خروج نور من المستشفى ، ذهب لمقابله فجر ، وقضى معها
وقت طويل للغايه ، حتى منتصف الليل ، فكلما يرغب نور
بالعوده لمنزله للاطمئنان على امه تظل فجر تلح عليه ليبقى
معها لوقت اطول ، كانت تحب البقاء مع والتحدث فى اى
شيء ، لم يكن الغرض التحدث وانما تريد البقاء بجواره ، وعاد
نور الى منزله فوجد امه بانتظاره ولكن غلبها النوم وهى جاسه
، فاحس نور بالتقصير ناحيه امه ، وقرر الا يعيد هذا الامر مره
اخرى ، وقام بايقاظ امه وادخلها لترتاح ودخل لينام ، مر
سعتان تقريبا واصبح الساعه الثانيه بعد منتصف الليل ، وفجأه
كان هناك خبط مزعج للغايه على باب شقه نور وامه ، كان
هناك اشخاص يخبطون لدرجه انهم سوف يكسرون الباب ، قام
نور مفزوع واسرع لفتح الباب ، كانوا افراد من الشرطه قد
اتوا للقبض على نور ، وسئل الضابط نور : انت نور عامر ؟
نور : ايوه حضرتك انا نور ، فى ايه .
فقال الضابط للعساكر : هتوه .
نور : فى ايه ويخدونى على فين .
الضابط : فى القسم هتعرف ، يلا خدوه .
كانت اميره قد استيقظت هى الاخرى ، وشاهدة الشرطه تاخذ
ابنها ، فاخذت تسئل الضابط : انتم وخدين ابنى ليه ، حرام عليكم سبوه فى حاله ؟
لم يجبها احد من الشرطه وتركوها وكانها لم تكن تتحدث معهم
، اسرعت اميره وذهبت الى تليفون نور بغرفته ، واخرجت
رقم بسام لتخبره بما حدث مع نور ، وبالفعل طمنها بسام
وطلب منها ان تبقى مكانها وهو سوف يذهب ويعرف ماذا
حدث وسوف يطمنها .
بعد ذلك اتصلت اميره بفجر لتخبرها ما حدث ، وطمنتها انها
سوف تحضر محامى كبير وتذهب معه وسوف تعيد نور لها .
وصل نور الى قسم الشرطه ، ولكن هذه المره كانت المعامله
سيئه معه للغايه ، فكانت التهمه الموجهه له تجعل اى شخص
يرغب فى معاقبته واهانته ، كان نور متهم بتهمه الاغتصاب ،
فهناك ممرضه تعمل بالمستشفى التى يعمل بها نور تم العثور
عليها بثياب ممزقه وملقاه باحدى الشوارع الجانبيه ، وحينما
وجدها شخص بهذه الحاله اخبر الشرطه وتم نقلها لاحدى
المستشفيات ، وحينما افاقت ابلغت ان نور هو من فعل ذلك
بها .
تم كتابه المحضر ، وواجه الضابط نور بالتهمه الموجهه اليه ،
وطبعا انكر نور كل ذلك الكلام ، وتم وضع نور بالحبس حتى
يتم عرضه على وكيل النيابه فى الصباح الباكر .
وصل بسام الى قسم الشرطه وسئل عن نور وعرف ما التهمه
الموجهه اليه ، كان الامر مصدم بالفعل ، وبينما كان بسام
يحاول ان يرى نور وصلت فجر وكان معها محامى ، وبالطبع
بعد ان اطلع المحامى على محضر الشرطه اخبر فجر ان نور
وضعه سيء للغايه ، فاعتراف المجنى عليها ضد نور تجعل
القضيه صعبه للغايه .
صدمت فجر مما سمعته ، فهى لا تصدق ان نور يفعل ذلك ،
وطلبت فجر ان تقابل نور ، فاستطاع المحامى ان يحضر
موافقه بلقاء فجر وبسام بنور ، وجلسوا جميعا ، لم يكن نور
فى حاله تسمح له بالتحدث ، وظل صامت ، فقال له بسام : انا
عارف يا صحبى ان انت عمرك ما تعمل اللى بيقولو عليه دا ، وعارف انت مين واخلاقك ازاى ؟
نور نظر الى بسام وقال : تصدق يا بسام انا نفسى مابقتش اثق
فى نفسى .
فجر : تقصد ايه يا نور ؟
نور : انا تعبت من اللى بيحصلى ، وليه انا بيحصلى كدا ، انا
خلاص عرفت ان الدنيا انتهت معايا هنا ، كل حاجه راحت .
بسام : ليه اليأس دا ، انت عمرك ما كنت كدا ؟
نور : انت مش واخد بالك يا بسام ، المرادى متوضبه صح .
فجر : انت تقصد صفوان وسامر ، عندك حق انا بردو شاكه فيهم ، بس لو هما انا مش هسبهم ابدا .
نور : كله محصل بعضه ، انا حاسس ان المرادى هما ظبطنها صح ومفهاش غلطه ، وانا احساسى مابخبش ابدا .
بسام : فى ايه يا عم ، ربك كبير وموجود وقادر يخيب ظنهم .
نور : يا رب ، يا رب .
روايه أخو البنات ( الجزء الخامس عشر )
توقفنا فيما سبق حينما تم القبض على نور بتهمه اغتصاب ممرضه وينتظر عرضه على النيابه .
فى صباح اليوم الثانى تم عرض نور على وكيل النيابه ، وحضر
المحامى مع نور ، وكانت فجر وبسام وايضا الست امير التى
وصلت للاطمئنان على ابنها ينتظرون خارج مكتب وكيل النيابه
، وسئل وكيل النيابه نور وقال : انت كنت فين امبارح من
الساعه 10 مساءا حتى 12 مساء ؟
نور : كنت مع الانسه فجر .
وكيل النيابه : كنتم فين بالظبط ؟
نور : مش فى مكان محدد كنا بنلف بعربيتها ، وسعات كنا بنقف
باى مكان هادى ، او مكان مرتفع زى المقطم كدا .
وكيل النيابه : كنتم بمكان هادى بتعملوا ايه ؟
نور : مفيش حضرتك كنا بنتكلم مش اكتر .
وكيل النيابه : يعنى تفضلوا تلفوا بالشارع ، وتروحوا المقطم
علشان تتكلموا ، ما كان اولى تقعدو باى مطعم او كافتريا مثلا ؟
نور : انا مش فاهم حضرتك تقصد ايه ؟
وكيل النيابه : اصلك حدت اماكن محدش هيشوفك فيها ، ودا مش فى مصلحتك .
نور : يا فندم منا قولت لحضرتك ان الانسه فجر كانت معايا ، وهى بره ممكن تستدعيها وهى هتشهد .
وكيل النيابه : هيحصل متقلقش ، ايه طبيعه علقتك بالممرضه اللى اسمها ايه المجنى عليها ؟
نور : مفيش حضرتك ، زى اى علاقه اتنين زملا فى مكان عمل ، هى ممرضه وانا دكتور بس كدا .
وكيل النيابه : التحريات اللى مكتوبه عندى بتقول ان انت
حصل بينك وبين ايه مشادات كتير بالمستشفى ، الكلام دا صحيح ؟
نور : حضرتك دا من طبيعه شغلنا ، احنا مسئولين عن حيات
مرضى كتير ، ولما بلاقى تقصير من حد من طاقم التمريض لازم انبه واعرفه غلطه .
وكيل النيابه : انت بتقر ان العلاقه بينك وبنها مش على ما يرام ؟
نور : يا فندم انا بقول طبيعه شغلنا كدا ، بس انا علقتى بايه
وبكل العاملين بالمستشفه كويسه ، بس هو حصل ان ايه اكتر
من مره كانت بتهمل فى مواعيد العلاج للمرضى وانا كنت بشد
عليها علشان كدا وكنت بانبها وبنبها .
وكيل النيابه : الموضوع دا حصل كام مره ؟
نور : مش فاهم حضرتك موضوع ايه ؟
وكيل النيابه : ايه كام مره اهملت بشغلها واتسببت بمشاكل للمرضى ؟
نور : كتير حضرتك ، يعنى اكتر من عشر مرات تقريبا .
وكيل النيابه : مش شايف ان دا غريب ، يعنى وحده مهمله بالشكل دا ، وانت المسئول عنها ، وتغلط كل الغلطات دى ، ومتفكرش حتى تعملها جزا او خصم او حتى لفت نظر ؟
نور توتر قليلا وقال له : يا فندم اللى اعرفه ان ايه مسئوله عن
اسره باكملها ، وامها مريضه بفشل كلوى وبتغسل كليه فى
الاسبوع مرتين ، وعندها اختين بتصرف على تعلمهم ، ووالدها
متوفى ، فطبعا وحده بالظروف دى اى خصم او جزاء ليها
هيسبب ليها بازمه ، وانا مكنتش حابب اكون سبب فى معانات
اهلها اكتر من اللى هما فيه .
وكيل النيابه وهو مبتسم : دا انت عارف عنها كل حاجه بقى ،
ودا اسميه اعجاب ولا حب ولا شفقه ، يعنى فى فجر وكمان ايه وما خفيا كان اعظم .
نور بعد ان تغير لون وجهه : يا فندم مش اعجاب ولا اهتمام
حتى ، هى ايه فى مره كنت هجبلها خصم جت واترجتنى انى
اشيلها الخصم وحكت على ظروفها ، علشان كدا اعرف اللى
قولته لحضرت مش اكتر من كدا .
وكيل النيابه وهو غاضب : يعنى اى وحده تجيلك تعيطلك
دمعتين ، وتتصعبن عليك تخليها تغلط وتعرض حياة الناس
للخطر ، فى ايه يا دكتور ، انت مش فاهم طبيعه شغلك ولا ايه ؟
نور : يا فندم انا كنت بعمل اللى عليا ، انا كنت بتمم على اى
حاجه بعد ما تعملها الممرضه ايه ، علشان اتاكد ان كل حاجه مظبوطه .
دخل احد الظباط وكان معه تقرير الطب الشرعى لحاله
الممرضه ، واخذ وكيل النيابه يقراء التقرير ، ثم قال لنور :
الموضوع بقى اصعب يا دكتور نور ، الممرضه ايه لما تم
اغتصبها اترمت فى مكان شبيه ببركه مايه ، وملامح الحمض
النووى بتاع المغتصب اختفت ، يعنى مينفعش تتقارن بالحمض
النووى بتاعك ، بكدا يبقى اعتراف الممرضه عليك اكبر دليل
على ثبوت الجريمه عليك ، ثم طلب وكيل النيابه احضار
شاهده النفى فجر ، ودخلت فجر وبعد ان تم تسجيل جميع
بيانتها سئلها وكيل النيابه ان كان نور كان متواجد معها فى
وقت وقوع الجريمه ما بين الساعه العاشره مساءا والثانيه
عشر مساءا فقالت فجر : ايوه حضرتك نور كان معايا امبارح
من قبل الساعه عشره بكتير وانا وصلته الساعه 12 بالليل لبيته بعربيتى .
وكيل النيابه : ايه طبيعه علقتك بيه ؟
فجر : نور يبقى صديق .
وكيل النيابه : صديق ازاى ممكن توضحى ؟
فجر : حضرتك صديق هى محتاجه توضيح او مسمى تانى ؟
وكيل النيابه : على حسب البيانات انتى وحده مشهوره وغنيه
وسيده اعمال ، مش من المألوف ان وحده زيك تربطها علاقه
صداقه بالشكل دا بواحد مستواه المادى زى حاله الدكتور نور .
فجر : حضرتك قولت الدكتور نور ، يعنى واحد من المتفوقين ،
انت عارف ان كليه الطب مابيدخلهاش غير الاذكياء
والمتفوقين ، يعنى هو من صفوه المجتمع ، وحتى لو مش كدا
الصداقه ملهاش مقياس محدد ، فى مستشارين وليهم اصدقاء
اصحاب حرف وفى فروق بمستوى المعيشه بنهم .
وكيل النيابه : كلامك صحيح بس مابيقعدوش مع بعض
بالساعات زى ما هو واضح بصدقتك مع الدكتور نور ؟
فجر : تمام حضرتك ، ولنفترض ان اللى بنا مش صداقه ، وان
اللى بنا حب مثلا ، دا يفرق مع حضرتك ايه فى التحقيق ؟
وكيل النيابه وهو مبتسم : لا يفرق كتير ، طبيعه العلاقه بينك
وبين نور بتحدد مدى مصداقيه الاخذ بشهادتك ، انتى كدا
شهادتك مشكوك فيها ، ومحتاجين ناس تانيه تشهد بتواجد
نور معاكى بوقت وقوع الجريمه ؟
فجر : يعنى المفروض قبل ما اخرج مع نور اروح اجيب شهود علينا .
وكيل النيابه : اه مهو مش اى واحد هيغتصب واحده ويجى
يجبلنا حد ويقول انا كنت معاه يبقى نسيبه يروح ، كدا تبقى فوضى .
فتحدث المحامى وقال : طيب انا بطالب سيتك انك تفرج على
موكيل بضمان مالى اللى حضرتك تحدده ؟
وكيل النيابه : افرج عن مين يا استاذ ، كل الادله ضده
ومعندوش دليل واحد للنفى ، ثم نظر وكيل النيابه للمساعد
وقال له : اكتب امرنا نحن وكيل النيابه حبس المتهم نور عامر
اربعه ايام على زمه التحقيق ، ثم استدعى العسكرى وطلب
منه اخذ نور الى الحبس .
بالطبع انهارت الست اميره حينما علمت بان ابنها سوف يتم
حبسه وانه فى ورطه كبيره جدا ويصعب اخراجه منها ، حتى
انها قد اغمى عليها فى اخر الامر ونقلتها فجر الى طبيب
للاطمئنان عليها ، اما بسام فلم يكن يستطيع فعل شيء لنور ،
لذلك ذهب مع فجر والست اميره الى الطبيب ، واخبرهم
الطبيب انها تعرضت لصدمه عصبيه شديده وارتفع ضغط الدم
لديها وايضا اصيبت بمرض السكرى نتيجه للصدمه التى
تعرضت لها ، بالطبع لم تستطيع فجر اخبار نور بهذا الامر ،
ولكنها اتصلت باسراء لتخبرها ، وبالفعل لم تستطيع اسراء
الابتعاد عن امها حينما سمعت الخبر وقررت البقاء بجانبها ، فلم
تعد تربطها علاقه بسامر فلقد قام بتطليقها من قبل حينما
عرف كذبها وانها من عائله فقيره وهو يهتم بالمظاهر الى حد
كبير ، وحينما تطلقت اسراء كانت ترى ان اخوها نور سبب كل
ما حدث معها لذلك كانت قد قررت الابتعاد عنه وعن امها ،
فبالطبع كان سامر قد انهى العقد الذى كان بين اسراء والقناه
الفضائيه التى يمتلكها وعملت اسراء كمذيعه باحدى القنوات
الغير مشهوره .
لم تكن اسراء فقط هى من اسرعت لامها فها هى اسماء هى
الاخر فور وصول الخبر اليها بسجن اخيها بتلك القضيه ،
بالطبع اصبحت قضيه اغتصاب الطبيب لممرضه حديث كل
الناس ، حتى ان زوج اسماء طلب منها الابتعاد عنه حتى لا
يتاثر بما سماه بالعار والفضائح بسبب فعلت نور ، لذلك قام
بابعادها عنه وتطليقها بعد ذلك بيومان لانه خاف على اسمه
وسمعته .
بالطبع اصبح نور الملام على كل ما اصاب اخوته البنات ، حتى
هم يتحدثون عنه امام امهم بشكل سيء وكانه بالفعل قام
بتلك الجريمه ، بالطبع لم تكن اميره تستطيع تحمل ما تسمعه
من اخوة نور ما يقولونه عن اخوهم لذلك كانت تنفعل عليهم
باستمرار وحاولت طردهم اكثر من مره لذلك الامر وزاد ذلك
من سوء حالتها الصحيه لدرجه كبيره للغايه ، وحينما حذر
الطبيب ان انفعال الست اميره سوف يقودها للموت ، قررت
اسماء واسراء عدم التحدث عن اخيهم امام امهم مره اخرى .
روايه أخو البنات ( الجزء السادس عشر )
توقفنا فيما سبق حينما ازدادت صح اميره سوء خصوصا بعد كلام ابنتيها السيء عن نور .
استمر حبس نور ، وكلما يعرض على وكيل النيابه يجدد حبسه
، فظل بالحبس قرابه شهر تقريبا ، وكان نور بحبسه منطوى
للغايه ، يتجنب محادثه المتواجدين معه ، وفى احدى الايام
جاءه احد المحبوسين للتحدث الى نور وقال له : ايه يا عم
مالك شايل الهم كدا ليه ؟
نظر اليه نور وهو بالكاد يتحمل وجوده بالحبس بدون مضايقه
احد وقال له : سبنى فى حالى الله يباركلك ، انا فيا اللى مكفينى .
فقال الرجل : اهدى كدا وحل بالك طويل ، اصلك قاعد لوحدك
وشكلك كدا زى ما تكون قرفان من اللى موجودين ، ولو الناس
اللى هنا حسوا بكدا صدقنى هيزعلوك .
نور : يا اخ انا كل اللى عوزه افضل لوحدى وفحالى ، ايه المشكله فى كدا ؟
فقال الرجل : انا اسمى علاء ، اسم الكريم ايه ؟
نور : اسمى نور .
علاء : مالك يا عم نور روق ، هو انت تهمتك ايه ؟
نور : معلش يا اخ علاء ممكن تسبنى لوحدى ، انا مش حابب اتكلم مع حد .
علاء : الله الوكيل ابدا ، انا لازم افرفشك بدل الكئابه اللى انت
فيها دى ، احكيلى بس ، ولا اقولك هحكيلك انا الاول ، بص يا
سيدى انا هجام ، يعنى اهجم على الشقق واخد اللى فيه
النصيب واخلع ، طول عمرى قنوع اخد ما قل وزنه وغلا ثمنه ،
المهم هجمت على شقه وحده عجوزه ، ملهاش حد خالص
عايش معاها ، وعندها واحد بس من هما بتوع رفع الاثقال
وبيخدوا مادليات اولمبيه دى ، المهم ابنها مكنش بيزرها غير
مره واحده فى الاسبوع يوم الجمعه بس ، هتسئلنى عرفت
منين ، هقولك اهم حاجه بشغلانتنا هى المعلومات ، لازم تجمع
معلومات على اى شقه قبل ما تهاجمها وتسرقها علشان ما
تلبسش فى حيطه زى ما انا لبست كدا .
تبسم نور من كلام علاء ، فقال له علاء : طيب مدام انت
ضحكت هكملك يا عم الحج ، روحت الشقه كان يوم سبت ،
يعنى ابنها كان عندها يوم الجمعه ومشى السبت الصبح ، المهم
دخلت والدنيا كانت زى الفل ، لميت اللى فيه النصيب ، ورجلى
حدفتنى نحيه المطبخ ، ببص كدا بطرف عنيا لقيت اكل
اشكال والوان ، المهم كنت على لحم بطنى وانا نقطه ضعفى
الاكل ، فقولت اكل حاجه على الواقف كدا ، والست دى طلعت
بتعرف تطبخ اوى ، واقعدت اكل لغايه ما بطنى اتملت على
الاخر ، وفتحت التلاجه لقيت حاجه ساقعه مشبره قولت حلو
اهضم بقى ، وشربت الحاجه الساقعه وظبط نفوخى ، وقولت
اروح بقى كفايه كدا علشان مبقاش ضيف تقيل ، بص يا عم
نور انا لفيت كتير وقاليل كنت بشوف مطابخ كتير وكلهم
ملهمش باب ، المطبخ دا كان على حظى الاسود ليه باب
، واتارى الوليه العجوزه صحيت على صوت الحلل اللى كنت
باكل منها وقفلت باب المطبخ عليا ، ومعرفتش افتحه .
نور : وبلغت البوليس طبعا ؟
علاء : يا ريت كانت عملت كدا ، دى اتصلت بالبغل ابنها بتاع رفع الاثقال .
ضحك نور وقال له : حصلك ايه احكى ؟
علاء : اللى حصل يا نور يا اخويا مايتحكيش ولا حتى
يتوصف ، هو ينفع تشوفه بس ، الواد البغل ابنها عدم امى
العافيه ، انت عارف لما تلاقى ست عافيه وجرمه كدا طول
بعرض ، وتكون ماسكه سجاده وحطاها على سور الشباك ولا
سور البلكونه ونازله فيها تنفيض ، اهو دا بالظبط اللى حصلى ،
البغل ابنها فضل يعدم فيا العافيه ، ابن الوارمه قعد يشلنى
ويهبد فيا على الارض ولا اكنه ماسك ولاحد من كفار قريش
وبيعذبه .
اخذ نور يضحك وسئله : والست العجوزه ، انت مصعبتش عليها .
ضحك علاء وقال : اهو انا مفروس منها اكتر من البغل ابنها ،
انا قعدت اقولها ابوس ايدك يا حاجه بلغى البوليس ، ابوس
ايدك الحقينى من ايده ، وهى مش على لسانه متسبهوش
مترحمهوش ابن الموكوسه دا ، والبغل يضرب والوليه الكركوبه
العجوزه تشتم ، وانا ازعق اقول حرامى حرامى .
نور : وانت كنت بتقول حرامى ليه ؟
علاء : ما قولت لما اقول حرامى بصوت عالى الناس هتتلم ويمكن حد منهم يبلغ البوليس .
نور : فكره حلوه ، ها الناس اتلمت وبلغوا البوليس ؟
علاء : هو فعلا الناس اتلمت ، بس مبلغوش البوليس ، كل واحد
فيهم صمم يوجب مع البغل والست العجوزه ، وشكل الست دى بيحبوها اوى .
نور : اشمعنا يعنى .
علاء : مهو الضرب اللى انا خدته من جرانهم اكبر دليل على
كدا ، دا حتى العيال الصغيره مسلمتش منهم .
اخذ نور يضحك وقال : ليه عملو ايه فيك ؟
علاء : عيب يا نور فى حاجات مينفعش تتقال .
استمر نور يضحك ، وقال له علاء : ايوه كدا اضحك يا عم مفيش حاجه تستاهل الزعل .
نور : لا فى يا علاء ، انت متزعلش منى عملت الغلط ومعترف بيه ، ولما اتحبست كان على حق ، بس انا محبوس ظلم وافترى .
علاء : طيب احكيلى وانا هعرف ان كنت مظلوم ولا بتشتغلنى .
نور : انا نور فى اخر سنه بكليه الطب .
علاء : يا دين النبى ، انت دكتور ، وايه اللى رماك هنا .
نور : هحكيلك ، ثم بداء نور بحكايه قصته لعلاء وبعد ان انتهى من قول كل شىء ، قال نور لعلاء : بس يا سيدى دى كل حكيتى .
علاء : ايه يا عم كل دا ، بس عارف انا مصدقك ، منا بعرف الكداب من الصادق ، بس انت حظك وحش اوى دون عن الناس كلها تقع مع صفوان النجس دا ؟
نور : هو انت تعرف صفوان ؟
علاء : هو فى حد ميعرفهوش ، بس اللى انا اعرفه محدش يعرفه غيرى .
نور : مش فاهم تقصد ايه ؟
علاء : انا مره هجمت شقه ، كانت بتاعت المذيع دا ، مش
بيقعد فيها هو كان عملها لمقابله الحريم فيها ، اصله نسوانجى
اوى بروح امه ، واتريه بيصور الحريم اللى معاه وحاطط
كاميرات بكل حته بالشقه ، وانا مخدش بالى لما دخلت اسرق
الشقه دى ، المهم خدت اللى فيه النصيب ولقيت شنطه كدا
شكلها عجبنى فخدتها ، وطبعا الكاميرات صورتنى بتاعته
، بس الغريبه انه مبلغش البوليس ومعملش حتى محضر ، انا
بقى فهمت بعدين ايه السبب .
نور : وليه مبلغش البوليس ؟
علاء : سئلتنى ليه ، هقولك ليه ، بص يا سيدى ، الشنطه اللى
خدتها من عند صفوان لقيتها مليانه اسطوانات ولقيت
بالاسطوانات فديوهات لصفوان مع الحريم اللى معاه اشكال
والوان يا نور ، اشى ممثلات على مغنيات على مذيعات على
راقاصات والدنيا كانت خربانه معاه .
نور : والاسطوانات دى هى اللى خوفته يبلغ البوليس عن السرقه صح ؟
علاء : بالظبط ، انا استنتجت كدا .
نور : وفين الاسطوانات دى دلوقتى .
علاء : فى الحفظ والصون ، انا بصراحه كنت بعمل بيها وجايب مع الناس .
نور : تقصد ايه مش فاهم ؟
علاء : يعنى واحد صحبى كان فرحه قرب مثلا ادهاله ، شباب
مش لقيه تتجوز افرجهم عليها ، انت عارف الناس لبعضيها .
نور : يخربيتك ، الاسطوانات فين دلوقتى .
علاء : موجوده ، ادتها لحموكشه فرحه كان من شهرين كدا وكنت بساعده بيهم .
نور : انا عاوز الاسطوانات دى .
علاء : عوزهم هنا ازاى يعنى .
نور : فتح مخك معايا الاسطوانات دى ممكن تكون السبب فى
خروجى من الحبسه دى ، انا عوزها .
علاء : ميغلوش عليك يا نور ، انا هديك عنوان حموكشه ، واى
حد هيروحله هيقوله انه من طرفى ويقوله كلمه السر ويطلب الاسطوانات هيدهمله .
نور : كلمه سر ؟
علاء : طبعا هى بالساهل كدا يعنى .
نور : وايه كلمه السر ؟
علاء : يقوله يا حموكشه لم الدور .
نور : يعنى ايه الكلام دا ؟
علاء : يا عم ملكش فيه دى حاجه بينى وبينه ، اللى هتبعته
هيقوله كدا ويطلب الاسطوانات وحموكشه هيدهاله .
نور : تسلم يا علاء ، ربنا يقدرنى وارد جميلك دا .
علاء : جميل ايه يا صحبى ، بس هتوحشنى الاسطوانات اصل فيها حاجات نادره .
ضحك نور وقال : يخربيت عقلك هههههه .
روايه أخو البنات ( الجزء السابع عشر )
توقفنا فيما سبق حينما تعرف نور على علاء بالحبس ووجد
معه فديوهات تستطيع اخراجه من الازمه التى بها .
انتظر نور زياره بسام له وطلب منه احضار تلك الاسطوانات
ومساومه صفوان عليها مقابل براءه نور من هذه التهمه .
بالفعل حصل ذلك ، واحضر بسام الاسطوانات وقام باحضار
رقم المذيع صفوان وتحدث معه بالتليفون وقال : انا معايا
حجات تهمك اوى ، وهبعتلك جزء منها على التليفون دلوقتى
شوفه وهكلمك بعد خمس دقايق .
اغلق بسام الهاتف ، وارسل جزء من احدى الفديوهات التى معه
لصفوان ، بالطبع صدم صفوان بما شاهده فلقد عرف ان
مستقبله المهنى على وشك الضياع ، انتظر مكالمه الشخص
الذى ارسل اليه الفديو بفارغ الصبر ، كان بسام قد استعد لهذا
الامر جيدا ، فلقد احضر عدد من الخطوط الجديده والغير
مسجل بيانتها للتحدث الى صفوان منها ، وكان قد احضر
موتوسكل يتنقل به من مكان لاخر قبل التحدث مع صفوان
تحسبا لعدم معرفه مكان صدور المكالمه ، فهو يعرف جيدا
علاقات صفوان وانه سيفعل اى شيء لحمايه نفسه من بسام .
تحدث بسام الى صفوان من رقم مختلف هذه المره ايضا
، وقال له : شفت الفديو ، عجبك صح ؟
صفوان : انت مين ، والحاجات دى وصلتك ازاى ، وعاوز ايه
منى ، انت متعرفش انا اقدر اعمل فيك ايه .
بسام : انت تخرس خالص ، انا بس اللى اتكلم وانت تسمع ،
مش مهم انا مين ، احنا مش هنتعرف بروح امك ، ولا مهم
الحاجات دى جبتها ازاى ، المهم انا عاوز ايه منك وتعمله
ورجلك فوق رقبتك ، ولا تحب تلاقى فديوهاتك متنتوره على
اليوت يوب ومواقع التواصل الاجتماعى ، وافرج جماهيرك
ومتبعينك على مذيعهم المشهور والمعروف بيعمل ايه ،
صدقنى شهرتك هتبقى اكبر واكبر .
صفوان : دى دى مش فديوهاتى ، مش انا اللى فى الفديوهات
ديه ، اه دا اكيد واحد شبهى وانت جيبه يعمل كدا علشان
تهددنى وتبتزنى ، وانا هوديك فى داهيه .
بسام : حلو الكلام دا ، لما هنشرها الناس هتبقى تحكم انت اللى
فى الفديوهات ولا مش انت ، وكمان نشوف الستات الموجوده
دى هيقولوا ايه لما يعرفوا انك كنت بتصورهم وهما مش
وخدين بالهم ، اكيد هيشكروك صح .
صفوان : انت عاوز ايه ؟
بسام : عندى طلبين الاول عاوز خمسه مليون جنيه .
صفوان : بس دا مبلغ كبير .
بسام : هنستعبط ، كبير ايه انت بتاخد اكتر منهم فى شهرين تلاته .
صفوان : وايه طلبك التانى ؟
بسام : فى واحد انت سجنته ظلم ، زى ما سجنته تطلعه .
صفوان : مين دا ؟
بسام : الدكتور نور عامر ، طبعا فكره .
صفوان : انت تعرفه منين ، هو اللى بعتك صح ؟
بسام : هو مش نبهتك انك تقول حاضر وبس ومتسئلش فى اى حاجه ؟
صفوان : انا هدفعلك الفلوس اللى عوزها بس نور دا هيفضل بالسجن .
بسام : تمام ورينى رجولتك ، قدامك ثمانه واربعين ساعه لو
نور مخرجش هفضحك فى كل حته .
صفوان : استنى بس نتفاهم .
بسام : مفيش تفاهم نور يخرج وبعديها هكلمك واتفق معاك
هاخد الفلوس ازاى .
صفوان : وانا ايه اللى يضمنلى انك توفى بكلامك .
بسام : مفيش ضمان ، وتعمل اللى بقوله وبس ، معندكش حل
تانى ، ثم اغلق بسام الاتصال مع صفوان ليتركه فى حيره من
امره ولا يعرف كيف يتصرف .
مرت تلك الساعات القليله هذه بصعوبه على صفوان ونور ايضا
فكل منهم لم يكن يعرف كيف يتصرف ان رفض الاخر اتمام
الاتفاق ، لم يكن نور يعلم ان بسام طلب الخمس مليون ، فكل
ما يريده نور الخروج من تلك الورطه .
لم تكن النيابه اخذت باقوال الممرضه ايه ، وحينما ذهب وكيل
النيابه الى المستشفى للحصول على اقوالها قالت له : لا يا
فندم الدكتور نور مش هو اللى اغتصبنى وعمل فيا كدا .
وكيل النيابه : ازاى الكلام دا ، فى تحقيقات الشرطه وفى
المحضر انتى قولتى انه الدكتور نور اللى عمل فيكى كدا ؟
ايه : حضرتك ، حضره الضابط اللى جه واستجوبنى ، سئلنى
عن مين اللى عمل فيا كدا ، وانا كنت لسه خرجه من حدثه
وعمليات والبنج مأثر فيا ، واخر واحد كان مزعقلى الدكتور
نور علشان حاجات بالشغل ، واخطلت عليا الامر واتخيلت ان
هو اللى عمل فيا كدا ، بس لما قعدت مع نفسى وركزت اتأكدت
ان مش هوه اللى عمل فيا كدا .
وكيل النيابه : واتأكدتى ازاى ؟
ايه : لما قعدت مع نفسى وابتديت افتكر اللى هجمنى
، افتكرت انه ضخم ولون شعره زى ما يكون رمادى ، وكمان
صوته كان غليظ اوى .
وكيل النيابه : ملامح وشه فكراها ؟
ايه : كان مخبى وشه بقناع يا باشا .
وكيل النيابه : انتى كدا مقفلها معانا يا ايه ، هو انتى مش عوزانه نمسك الجانى ؟
ايه : حضرتك انا مش عوزه واحد مظلم يجراله حاجه بسببى ، وطبعا نفسى تمسكوا اللى عمل فيا كدا ؟
وكيل النيابه : دا اخر حاجه ، فى حاجه حبه تضيفيها ؟
ايه : لا حضرتك معنديش حاجه اقوله .
نظر وكيل النيابه الى مساعده وقال له : اكتب امرنا نحن وكيل
النيابه بانهاء التحقيق واعاده الملف للشرطه للبحث عن
الجانى الحقيقى ، كما امرنا بالافراج عن المتهم نور عامر بدون
ضمان من سرايا النيابه ، ثم امر وكيل النيابه مساعده بتسليم
توصيته للشرطه للافراج عن نور .
حدث الامر بالفعل ، تم الافراج عن نور ، خرج نور من حبسه ،
واستقبلته فجر وصديقه بسام ، كانت فرحه عارمه ، لم تكن
فجر تعلم ما سبب خروج نور الحقيقى ، كانت تعتقد ان ايه
الممرضه قد استيقظ ضميرها وقالت الحق ، ولكن بقى الامر
سر بين نور وبسام ، وفى اثناء الطريق قال نور لفجر : انا
اسف يا فجر بس اخوكى لازم ادفعه تمن اللى عمله فيا ؟
فجر وهى تبتسم بسخوريه : انا خلاص مبقتش اعتبره اخويا ،
انا فى حاجه حصلتلى ومحبتش اقولها لحد علشان مشغلكمش .
نور : حصل ايه ؟
فجر : انا فى سكرتيره شغاله معايا كنت بثق فيها اوى ، وطبعا
اليومين اللى فاتوا مكنتش مركزه بالشغل والقناه ، والسكرتيره
دى مضتنى على تنازل عن نصيبى بالقناه لسامر من غير ماخد
باله ، وخلاص سجلها باسمه بالشهر العقارى ولما وجهته قالى
دا عقابى على تهديدى ليه ولصفوان بسبب وقفتى معاك يا نور .
نور : انا اسف يا فجر ، انتى خسرتى كتير بسببى .
فجر : لا يا نور اللى حصل دا كان هيحصل باى سبب ، سامر طول عمره جشع .
نور : معلش ليه روقه .
وصل نور لشقته ، لم يكن يعرف احد من امه او اخواته انه تم
الافراج عنه ، قام نور بالخبط على الباب ففتحت اسراء الباب ،
وجدت نور امامها ، فشعرت بالخضه ، رجعت خطوتان للخلف
من المفاجأه ، اخذت تنظر لاخيها وهى غير مصدقه ما تراه ،
وعقلها لا يستوعب الامر ، نطقت اسمه بصوت مرتجف وخائف
وكانها تعتقد ان اخيها قد هرب من السجن وقادم للانتقام منها
، قالت : نور ، انت خرجت ازاى ، انت هربت من السجن ؟
لم يتكلم نور ، وانما دخل الشقه ووقف امامها مباشرتا ، كانت
عيونه تدمع ، احتضن اخته اسراء ، لم يهتم بسبب وجودها
بالمنزل ، لم يهتم ماذا تعتقد اخته فيه ، كل ما يهمه ان اخته
امامه وفى منزل ابيهم ، لذلك احتضنها بقوه وقال : انا كنت
مستنى ترجعى بيتك من فتره طويله اوى ، وحشتينى يا بنت
ابويا وامى .
تبدل عور اسراء ، لم تعد تشعر بالخوف ، وانما شعرت بدفء
حضن اخيها ، شعرت بان ابوها عامر هو من يحتضنها ، لم تفهم
اسراء سبب نزول دموعها من عيونها ، ولكنها احبت ان تبقى
بحضن اخيها اطول وقت ممكن .
خرجت اسماء لترى من على الباب ولماذا تاخرت اختها اسراء ،
شاهدت ما حدث ، شعرت بالاختناق ، شعرت بالحنين هى
الاخرى ، رفع نور عيونه فوجد اخته اسماء تنظر اليهم من
مسافه متران ، ابتسم لها وعيونه تبكى واشار اليها بيده ان
تنضم لحضنه مع اختها ، لم تستطيع اسماء رفض هذا الشعور
، فهى تختنق بالدموع التى حاولت جاهده منعها ولا تشعر
بالعجز امام نزولها ، لم تشعر اسماء بنفسها الا وهى تجرى الى
حضن اخيها نور ، احتضن نور اخوته البنات بشده ، كان لا
يستطيع امساك دموعه عن النزول ، ظل الثلاثه يبكون وكانت
فجر تنظر اليهم وعيونها تدمع ، كم تمنت ان يكون لها اخ مثل
نور تلقى نفسها بحضنه وتبكى كما فعلت اسراء واسماء ، كان
المشهد مؤثر للغايه ، اما بسام فانسحب بهدوء فهناك اشياء كان
عليه فعلها .
بعد ان انتهى هذا اللقاء الحميم ، سئل نور عن امه وعرف انها
بغرفتها نائمه ، دخل نور على امه وجدها نائمه ، اخبرته اسراء
انها مريضه من وقت دخوله الحبس ، طلب نور من اخوته تركه
بمفرده مع امه ، خرج الجميع وجلس نور على الارض وامسك
بيد امه ووضع رأسه على يد امه وهو يبكى ، وظل على هذا
الوضع حتى غلبه النوم هو الاخر .
