الجزء الثامن والتاسع والعاشر
بقلم ياسر عوده
روايه أخو البنات ( الجزء الثامن )
توقفنا فيما سبق حينما صادف نور رجل وساعده على معرفه اى علاج يريد وعرف الرجل ان نور طالب بكليه الطب .
فى اليوم التالى ، بينما نور يعمل كعادته بالقهوه ، جاء شاب يسئل عنه ، فقابله نور وسئله من يكون وماذا يريد فقال الشاب : انا بسام ، اللى انت كلمته امبارح وقولتله على اسم العلاج .
نور تبسم وقال : اه اهلا بيك يا استاذ ، اخبار السيد الوالد ايه ؟
بسام : بخير الحمد لله ، وكمان من امبارح مابطلش كلام عنك ، عمال يمدح فيك وفى اخلاقك واحترامك ، بصراحه انا غرت منك ، انا والدى مش بالساهل يحب حد كدا ، انت عملت فيه ايه .
تبسم نور وقال : ابدا والله والدك راجل محترم وبشوش ، ويتحب ويدخل القلب ، ربنا يباركلك فيه يا رب وميحرمكوش من بعض .
بسام : بص بقى يا عم نور ، انا كنت جايبلك فلوس مقابل خدمتك بس والدى قالى انك هترفض .
نور : عيب يا استاذ بسام انت جاى تشتمنى ، فلوس ايه ، والدك فى مقام والدى ، وانا معملتش حاجه تستاهل كل دا .
بسام : اهو الحج بقى كان متأكد من انك هتقول كدا ، علشان كدا طلب منى حاجه ، بص يا عم نور ، انا بشتغل فى اكبر سلسله مطاعم فى مصر ، ومدير المطعم اللى انا شغال فيه بيعزنى اوى ، وعمره ما هيرفضلى طلب ، وانا هطلب منه تيجى تشتغل معانا ، هتاخد مرتب ضعف اللى بتخده هنا بمرتين او ثلاثه ، غير انك هتتعامل مع ناس من مستوى تانى خالص ، وطبعا هتعمل علاقات معاهم هتنفعك بعدين ، قولت ايه ؟
تبسم نور فرحا بما سمعه وقال : دا جميل عمرى ما هنسهولك ، بس انا هشتغل ايه هناك ؟
بسام : يا عم متقلقش هخليك تقدم الاكل للناس ، وانتى طبعا علشان بتدرس فى كليه الطب هتقدر تحفظ اسامى الاكلات الانجليزيه بسهوله .
نور وقلبه ينبض بقوه من الفرح والسعاده : انا متشكر اوى يا استاذ بسام ، واكيد هكون عند حسن ظنك باذن الله .
بسام : بلاش استاذ دى ، قولى بسام ، وبعدين الحج موصينى عليك بالجامد ، هات رقم تليفونك وهتصل بيك النهارده باليل باذن الله وهقولك هتيجى تستلم الشغل امتى .
نور : تمام ، ثم اعطى نور رقم هاتفه لبسام .
عاد نور هذا اليوم لمنزله وهو يكاد يطير من الفرح ، قابل امه فى البدايه حينما دخل ، فشعرت بسعادته وسئلته سبب سعادته فقال لها : ادعيلى يا ست الحبايب ، لو اللى فى دماغى حصل ، الدنيا معانا هتتظبط اوى ، وهسعدك بمبلغ فى البيت لمصاريف اخواتى .
اميره : انا طول الوقت بدعيلك ، حتى لو لسانى نسى يدعيلك ، قلبى بيدعيلك يا ابن قلبى ، دا حتى اخواتك بيغيرو منك بيقولولى انتى مابتحبيش غير نور .
تبسم نور وقال : بصراحه عندهم حق ، انتى مفضوحه فى حبك ليا اوى يا ست الحبايب .
ضحكت اميره وقالت : ماشى يا نور ، انا هبطل احبك .
نور : متقدريش يا حبيبه قلبى .
اميره : لا هعصر على قلبى ليمونه ، وهبطل احبك ، علشان ما تتغرش عليا يا ابن قلبى .
تبسم نور وباس يد امه وقال : الا انتى ، انا مقدرش استحمل ان حبك ليا يقل ، انتى قلبى وعمرى كله يا ست الكول .
امير : يا واد انت عارف انى حتى لو حولت قلبى مش هيطاوعنى ، هتقولى بقى ايه مفرحك .
ضحك نور وقال : هقولك بس مش دلوقتى ، هحكيلك على كل حاجه ، بس هو لو انا كنت كذبت عليكى قبل كدا فى حاجه هتسمحينى يا ام نور ؟
اميره : اول مره تقولى يا ام نور ، انا كدا كدا مسمحاك مهما عملت ، وبعدين مهما كدبت بعرف انك بتكدب .
نور وهو مبتسم : انتى مش سهله خالص ، يلا هقوم ارتاح شويه عوزه منى حاجه ؟
اميره : اقعد احضرلك الاكل تاكل .
نور : انا جسمى متكسر وجعان نوم ، المهم هقوم اشوف اسماء واسراء وبعدين ادخل اوضتى .
دخل نور غرفه اخوته البنات ، وبداء يسئلهم عن احوالهم فقالت له اسراء : بقولك ايه متشوفلى مبلغ محترم معاك عوزه اشترى طقم جديد اروح بيه الكليه .
نور تبسم وقال : عيونى حاضر ، بس اصبرى عليا شويه ، هدبرلك مبلغ محترم .
اسراء : تسلم يا معلم .
نور تحدث مع اسماء وقال لها : وانتى يا ست اللمضه ، سكته ليه مش عوزه حاجه ؟
اسماء : عوزاك طيب يا حبيبى ، وعوزه الستر من ربنا .
نور : ربنا يسترها علينا يا رب .
فاستكملت اسماء كلامها وقالت : وعوزه شنطه وجزمه وجيبه وبلوزه جداد ، وعوزه حق كتاب وكمان عوز مبلغ كدا احطه فى الشنطه الجديده اللى هتجبهالى .
ضحك نور وقال لها : لا حقيقى قنوعه يا بت ، هههههه اصبرو شويه وباذن الله ربنا هيفرجها .
فى مساء ذلك اليوم ، اتصل بسام بنور واخبره بان يحضر الى ذلك المطعم ، وقفل معه بعد ان اخبر بسام لنور بعنوان المطعم .
فى اليوم التالى ذهب نور للمكان الذى اخبره عليه بسام وقابله بالفعل ، وافق المدير على تعشغيل نور بالفعل ، فهو شاب حسن المظهر ، ولبق بالتحدث ، بداء نور عمله فى نفس اليوم ، وحينما عرف المبلغ الذى سوف يتحصل عليه من ذلك العمل فرح بشده فهو اضعاف ما كان يأخذه من عمله بالقهوه .
بعد ان انهى نور عمله رجع الى منزله ليبشر امه بانه حصل على عمل بمكان جيد وبراتب كبير ، وبالطبع اعترف انه كان قد كذب عليها بطبيعه عمله القديم ، وسامحته امه لانها كانت تعلم انه فعل ذلك لمساعدتها ، بداء نور بعمل وحتى انه كان يحصل على ما يسمى بقشيش من الزبائن الذين يقدم لهم الطلبات ، كان نور سعيد حتى جاء ميعاد قبض الراتب واخير قبض نور راتبه ، اخذ نور يشترى الكثير من الاشياء وعاد بها للمنزل ، دخل نور المنزل وهو محمل بالاشياء التى اشتراها لامه ولاخوته البنات ، فرحت اسماء واسراء بما احضره نور بالطبع ، كان نور سعيد بفرحتهم ، حتى انه اعطه كل واحده منهن مبلغ من المال ، وحينما شكروه ودخلوا غرفتهم قالت له امه : ايه المصاريف دى كلها يا نور ، مش تلم ايدك شويه علشان يبقى فلوس لمصاريف الكليه بتعتك .
نور : متقلقيش يا امى ، خير ربنا كتير .
اميره : انت حتى مشترتش لنفسك اى حاجه .
نور : انا مش محتاج اى حاجه ، المهم انتى واخواتى .
اميره : متنساش مذكرتك وتعليمك ، انت هتلحق تذاكر امتى .
نور : متقلقيش انا بذاكر وانا شغال ، الوقت اللى الشغل بيخف فيه بفتح كتاب واذاكر منه ، وكمان بذاكر شويه قبل ما انام .
اميره : باين عليك الارهاق ، خلى بالك من صحتك شويه .
نور : متقلقيش يا امى كل حاجه هتبقى تمام ، سبيها على الله .
استمر نور بعمله ، وكان يستطيع ان يوفق بين عمله ودراسته ، كان نور ينجح بكليته ، اما ساره واسراء فحان وقت تخرجهم اخيرا ، لقد نجحت اسماء واصبحت صحفيه والتحقت باحدى الجرائد لتعمل به ، اما اسراء فكانت موفقه ووجدت فرصه لها باحدى القنوات التليفزيونيه الفضائيه ، فكانت مقدمه برامج ، اصبح الوضع المادى لهم جيد الى حد كبير ، فكلما مرت الايام تحسن وضعهم كثيرا ، فكل من اسماء واسراء اصبح لهم عائد شهرى من عملهم ، وظل نور يوفق بين عمله ودراسته ، وظل الوضع قائم على هذا الحال .
لم يمر سنتان تقريبا واصبح الوضع مختلف ، فلم يبقى لنور سوى سنه واحده على التخرج ، وحينما يصل الطالب الى هذه المرحله يصبح الطالب بكليه الطب مؤهل لاستكمال اخر مرحله له وهو يعمل باحدى المستشفيات وليس بالجامعه ، اما اسماء فاصبح لها اسم فى عالم الصحافه حتى انها تزوجت من زميل لها يعمل بالصحافه واحولهم الماديه متوسطه ، اما اسراء فانفصلت نهائى عن عائلتها ، فبعد ان اصبحت من مشاهير الاعلام ، حتى انها انفصلت عن عائلتها واصبحت تعيش بمفردها فتره حتى تزوجت من ابن صاحب قناه التليفزيون وكان اسمه سامر ، وبعد وفات والده اصبح هو واخته فجر اصحاب القناة ، لم يعرف زوج اسراء عائله اسراء حتى ، فكانت اسراء تدعى انها من عائله عريقه وكانت لا تريد من احد معرفه حقيقه عائلتها .
روايه أخو البنات ( الجزء التاسع )
توقفنا فيما سبق حينما انفصلت اسراء عن اهلها وتزوجت وظل نور يرعى امه اميره .
ظل نور يعمل بالمستشفى بالصباح وبالمطعم بعد خروجه من المستشفى ، كان هو من يراعى امه اميره ، فحتى اخته اسماء كانت اخبارها تنقطع عنهم بالاسابيع والاشهر ، فكانت مهتمه بعملها وزوجها ، واما اسراء فلم تذهب لبيت امها منذ ان تزوجت ، وان تحدثنا عن زوج اسماء نجده رجل يتمتع بجاذبيه شديده ، فكان له مغامرات نسائيه كثيره ، وحينما تزوج اسماء كان امتنع عن معرفته بالنساء ، ولكن لم يمر وقت طويل على جوازهم وعاد الى عادته ، كان اسمه بهاء ، كان يعمل بقسم الفن بالجريده ، وعلاقاته ممتازه بالفنانين والفنانات ، وله نزوات كثيره مع مشاهير الفن من الممثلات والمطربات والراقصات ايضا ، ورغم ان اسماء كانت تعلم كل ذلك الا انها صدقته حينما وعدها بالابتعاد عن هذه الامور ، وبالفعل صدقته وقبلت جوازه رغم معارضه امها لهذا الجواز ومعارضه نور ايضا ، ولكنهم فى نهايه الامر اضطروا ان يوافقو على هذا الزواج حتى لا يخسروها كما خسروا اسراء من قبل .
اما ان تحدثنا عن عائله زوج اسراء فكان سامر زوج اسراء من محبى النجاح وكسب الاموال ، لا يهتم باى شيء سوى ان تظل القناه التى يمتلكها مع اخته هيا الاشهر بين جميع القنوات وتجنى له الارباح الضخمه ، وفى سبيل هذا مستعد ان يقدم او يتنازل عن اى شيء .
اما شريكته بالقناه فكانت اخته فجر ، كانت فتاه جميله ، كانت مخطوبه لشخص وتركته حينما شعرت انه لا يغير عليها ، فهى تحب ان ترتبط بشخص يحسسها بقيمتها وانه قادر على حمايتها ، فلقد عانت من هذا الامر كثيرا ، فاخوها سامر شخص بارد الى ابعد الحدود ، لا يشعر بالغيره عليها ابدا ، ولا يعترض ان حاول اى احد التحرش بها ان كان هذا فى مصلحه عمله ، فمنذ مده حينما توفى والدهما وتولى سامر واخته فجر اداره القناه ، كان هناك رجل اعمال رغب ان يعلن عن منتجات مصانعه بالقناه ، وكان الربح من تلك الحمله الاعلانيه تقدر بملاين ، واثناء اجتماعهم حاول هذا الرجل وضع يده على جسد فجر اكثر من مره ، وحينما شاهد سامر ذلك لم يهتم بالامر واصتنع انه لم يرى ذلك ، من اجل الا يخسر تلك الصفقه ، ولكن فجر رفضت الامر وثارت على الرجل وصفعته ، ومنذ تلك الحادثه وهى تبحث عن رجل يستحقها ، وكلما تعرفت على احدهم يستطيع سامر اغواءه بالاموال وتكتشف ان الرجل الذى احبته على استعداد ان يتنازل عن اى شيء مقابل الاموال والمصالح .
كان سامر يحب دائما الانفراد بالمذيعين المشهورين لجلب الاعلانات للقناه ، وفى الاونه الاخيره ظهر مذيع واشتهر بشده بالغه ، كان هذا المذيع يتلاعب بمشاعر المشاهدين ، حين تسمعه تقول عنه انه ليس انسان وانما ملاك ، يتحدث عن الفقراء والبسطاء ويظهر دعمه ومساعدته لهم ، كان دائما يتحدث عن مشاكل الشعب ويسعى لكسب تعاطف الناس وكان ماهر جدا فى هذا الامر ، حتى ان الناس اطلقه عليه لقب مذيع الغلابه ، كان اسمه صفوان ، فرغب سامر ضم هذا المذيع بشده لقناته ، وايضا رغب ان يجعل زوجته اسراء شريكه لهذا المذيع باحدى البرامج الذى سوف بقدمه بقناته ، وبذلك يزيد من شهرة اسراء ، ولكن حاولت فجر منع هذا الامر ، فكان العاملين بهذا المجال يعلمون ان صفوان ما هو الا مخادع ، وهو محب للسيدات بشده ، فهو لم يترك اى سيده جميله الا واقام معاها علاقه ، حتى انه لا يهتم باجره بالبرامج بقدر اهتمامه باقامه العلاقات مع السيدات ، ولكن لم يستمع سامر لرأى فجر رغم معرفته بالامر ، واخيرا استطاع استماله صفوان واتفق معه ان يجتمع به فى احدى المطاعم الشهيره لاتمام اتفاقه معه .
كانت ليله عاديه بالنسبه لنور ، بعد اتمام عمله بالمستشفى ذهب الى المطعم كعادته ، فى حدود الساعه الثامنه دخل المطعم اشخاص من المشاهير ، كان احدهم سامر وفجر اصحاب اكبر قناه فضائيه ، والمذيعه اسراء ، وحضر ايضا اشهر مذيع صفوان الملقب بمذيع الغلابه .
دخلوا هؤلاء الشخصيات وجلسوا باحدى الاماكن المميزه بالمطعم ، حينما يأتى اشخاص مميزين بهذا المطعم جرت العاده ان يكون هناك مشرف على طرابيزتهم ، وكان المشرف نور ، لم يكن يعلم نور انه سوف يقابل اخته اسراء ، اقترب نور من هؤلاء الاشخاص ليعرف ماذا يطلبون لتناوله ، وحينما اقترب وجد اخته ، بالطبع حينما وقعت عينه على اخته اترسم على وجهه ابتسامه ، فرغم انها هجرته الا انه دائما كان لديه امل انها سوف تعود اليهم ، وحينما رأته اسراء تغير لونها وشعرت بالمفاجأه ، بالطبع كان عليها تجاهله وارادت الا يعلم احد من الحاضرين طبيعه علاقتها بنور ، ابعدت اسراء نظرها عن اخيها لاتشعره بتجاهلها ولتعلمه ان لا يظهر معرفته بها ، وفهم نور الامر بالفعل ، بداء نور بالتحدث مع الحاضرين وقال لهم : احنا سعداء بتشريف حضراتكم لمطعمنا ، ونتمنى ان تقضوا معانا وقت طيب .
قال نور ذلك الكلام للترحب بهم ، لكن بالطبع لم يكن منهم احد يهتم بما يقوله احد العاملين بذلك المطعم ، فلم يهتم احد ان يقول له كلمه شكرا حتى ، ولكن لم يهتم نور بالامر وقال لهم : حضراتكم تطلبوا ايه ؟
بداء كل شخص منهم يطلب ما يريده ، وسجل نور كل ما طلبوه وقبل ان يذهب للطباخ لاخباره بما يريده الزباءن انتبه لشيء ملفت له ، انتبه ان ذلك المذيع المشهور صفوان لم يشيح بنظره عن اخته اسراء ، كان ينظرها بشكل ملفت للغايه ، شعر نور بالضيق من هذا الامر ، ولكنه لم يفعل شيء ، فهى متزوجه من شخص الان ، وايضا هو لا يستطيع منع او حجب احد عن النظر لاى احد ، وذهب نور لاخبار الطباخ بما يريده الزبائن .
اما ما كان يحدث على الطربيزه فهو ان سامر تحدث الى المذيع صفوان وقال له : انا النهارده مش هسيبك غير لما نمضى العقود يا صفوان باشا .
نظر اليه صفوان وهو مبتسم وقال له : طبعا طبعا ، دا كفايه عليا انى هشتغل مع مذيعه زى القمر زى المدام اسراء .
ضحك سامر وقال له : دا شرف ليها يا صفوان باشا ، انت حديث كل الناس ، واشهر مذيع دلوقتى .
فجر : دا شيء طبيعى ، كل فتره بيظهر حد ياخد شهره كبيره ، بس مع الوقت بيظهر حد تانى ، وهى دى طبيعه الحياه .
نظر اليها سامر بحده وقال لها : فى حد يتكلم بالشكل دا ، ثم وجه كلامه لصفوان وقال : ماتزعلش يا صفوان باشا ، اصل هى فجر كدا بتقول كلام وخلاص .
تصنع صفوان الابتسامه وقال لسامر : لا ميهمكش يا سامر باشا ، انا متعود ان الناس تغير من نجاحى ، ثم نظر صفوان لاسراق وقال لها وهو يضع ايده على يداها من باب شد الانتباه امام الجميع ولكن هو كان يريد لمسها وقال لها : وياترى المذيعه بتاعتنا رأيها زى رئي سامر باشا ولا زى فجر هانم ؟
تفاجأة اسراء بتصرف صفوان الجريء ، بالطبع اسرعت وسحب يداها من تحت يد صفوان ، ونظرت لزوجها وهى متضايقه وغاضبه ومحرجه فى نفس الوقت ، وكانها تقول له تصرف مع وقاحه هذا الرجل ، ولكن لم تكن المفاجأه بتصرف صفوان الوقح وانما بتصرف زوجها الاكثر وقاحه من صفوان .
روايه أخو البنات ( الجزء العاشر )
توقفنا فيما سبق حينما حاول صفوان التحرش باسراء امام زوجها حينما وضع يده على يدايها ونظرت اسراء الى زوجها منتظره تصرفه .
لم يثير زوجها غضبا كاى رجل حقيقى ، وحتى انه لم يتصنع انه لم يرى شيء حتى تلتمس له زوجته عذرا ، وانما مال عليها وقال لها بصوت منخفض : متبقيش متخلفه ورجعيه كدا ، محصلش حاجه لما ايده جت على ايدك .
بالطبع كانت كلمات سامر لزوجته اسراء كالسكين بقلبها ، لم تكن تنتظر هذا الكلام منه ، اما فجر فكانت تعلم اخيها معرفه جيده ، فكانت تتوقع هذا التصرف منه ، لذلك حاولت ان تتصرف هيا فقالت لصفوان : احنا جيين هنا علشان نتفق على شغل ، مش علشان جيبلك مرات اخويا تتحرش بيها ؟
كانت فجر صادمه وصريحه بكلمها ، حتى صفوات شعر بالاحراج منها اما اميره ففرحت وتشجعت بكلمها ، ولكن سامر حاول معالجه صراحه اخته وقال لها : انا جوزها ومحدش اشتكاليك ، ثم قام وامسك بيد اخته وقال لها : تعالى معايا عوزك ، واخذها بعيد عن مكان اميره وصفوان خارج المطعم للتحدث معها بشكل منفرد .
تحدث سامر لاخته وقال لها : ايه اللى بتقوليه جوه دا ، هو حد سئلك رائيك علشان تقولى اللى انتى قولتيه ، ولا انتى عوزه تخسرينا مذيع مشهور زى صفوان ؟
فجر : مش مكسوف من نفسك ، شايف واحد بيتحرش بمراتك قدامك ، وحضرتك كل اللى يهمك انك متخسرش مذيع مشهور .
سامر : يعنى هو انا بعمل كل دا ليه ، علشان خاطر مين ، مهو علشان خطرى وخطرك وخاطر اسراء كمان ، انتى مش مقدره المكسب اللى كلنا هنكسبه ، حتى اسراء لو عملت برنامج مع صفوان متتخيليش دا هيفرق معاها فى شغلها وشهرتها ازاى ، بس انتى يهمك ايه ، منا اللى شايل هم القناه وبدور ازاى احافظ على نجاحها ، عاوز احافظ على الاسم الكبير اللى عمله ابوكى ، بس انتى مش شايفه كل دا ، كل اللى شيفاه تكبرك وغرورك وبس .
فجر : انا كرهت العيشه دى ، انت امتى هتبقى راجل بجد ، امتى هتغير على عرضك وشرفك ، انا كرهت الفلوس اللى مخلياك انسان عديم النخوه والرجوله .
ضرب سامر اخته فجر بالالم على وجهها وامسك بشعرها بقوه وهو يقول : اتعلمى تحترمى اخوكى ، شكلك لازم تتربى من اول وجديد .
تبسمت فجر وقالت : احترمك لما تحترم انت نفسك وتحترم اختك ومراتك .
بينما كان الاثنان يتحدثون ويتهمون بعضهم البعض بهذا الشكل ، حدث شيء لم يكن احد منهم يتوقعه ، فهوناك شخص ممسك بالمذيع المشهور صفوان ويضربه ضرب مبرح للغايه ، كان صفوان يحاول الهرب منهه بكل وسيله ممكنه ، ولكن هذا الشخص لم يكن يتركه بهذه السهوله ، حتى تجمع الكثير من العاملين لمنع هذا الشخص عن ضرب هذا المذيع ولكن دون جدوى ، وبالطبع كان هذا الشخص هو نور ، ولكن لمعرفه ما حدث يجب ان نعود بالوقت الى بضعه دقائق حينما اخذ سامر اخته فجر للتحدث خارج المطعم وتركوا اسراء مع صفوان بمفردهما .
جلس صفوان مع اسراء وبداء يتحدث عن نفسه بشكل سافل وغير متوقع فقال لها : انتى عرفه ايه احلى حاجه بتتحب فيا ؟
ردت اسراء وهى مجبره على ذلك ، فهى تعلم ان زوجها سوف يغضب عليها ان تجاهلت صفوان فقالت له : لا مش عارفه ؟
صفوان : ان اى وحده بعمل معاها علاقه بتنبسط اوى ، وعمرها ما تنسانى .
اسراء وهى غاضبه :هو انت ايه متعتك لما بتكلم ست متجوزه زى عن علقاتك الزباله اللى انت بتعملها ، عاوز توصل لايه ، انت لو قعدت مليون سنه تحاول تتقرب منى عمرك ما هتوصل لحاجه .
صفوان بضحكه ساخره : كدا احسن نتكلم بصراحه ، انا مش هشتغل فى القناه او معاكى غير لما تقدميلى نفسك وبرداكى كمان ، اقولك حاجه جوزك اللى مخلصاله دا هو عارف انا عاوز ايه ومعندوش مانع ، المهم عنده الشغل ، هو اصلا قام وخد اخته علشان يسبنى اكلمك فى الموضوع دا ، فانا شايف اننا منضيعش وقت ونخلص ، ولا تحبى اخلى جوزك يجيبك عندى لغايه بيتى ، ولا اجى انا عندكم وعلى سريره واخد اللى انا عوزه .
لاحظ صفوان وهو يقول هذا الكلام ان اسراء لم تنظر اليه ، وانما تنظر لشخص اخر وكانت دموعها تملاء عيناها ، كان نور قد جاء لتقديم الطعام الذى طلبه سامر وضيوفه ، وحينما جاء سمع اخر كلمات صفوان وهو يخبر اخته بانه سوف ياخذ شرفها بعلم زوجها ، وبالطبع انفعل نور حينما سمع كلام صفوان ، وبقام بقلب الطعام على صفوان ، وامسك به وقام بضربه بكل شيء تطوله ايده ، فاخذ يضربه نور بالكراسى وبالزهريات ، اصبح المكان فوضوى للغايه ، تجمع العاملين ليحجزو نور عن صفوان ولكنه كان كالثور الهائج لم يستطيعو حجزه ، اخذ صفوان يحاول الهروب بكل طريقه ممكنه ، فهو لم يعرف لماذ هذا الشخص يتعدى عليه بالضرب بهذا الشكل ، ولكن ليس هناك وقت للسؤال ، فنور كالمجنون يضرب صفوان بدون تفاهم ، وخرجا الاثنان خارج المطعم فى محاوله من صفوان للهرب من نور ، وطبعا خرجت اسراء خلفهم ، رغم خوفها مما حدث وان هذا الامر سوف يكون حديث الجميع الا انها شعرت بغيره اخوها عليها ، وشعرت ان هناك من يقدم نفسه للخطر من اجلها ، فشعرت بان هناك من سيقف بجانبها مهما حدث .
بعد ان نزف صفوان بشكل كبير ، واستطاع العمال السيطره على نور ، حضرت الشرطه واخذت نور الى قسم الشرطه ، وتم نقل صفوان الى احدى المستشفيات لتلقى العلاج ، لم يكن احد من سامر او فجر يعرف ماذا حدث ، بالطبع ذهب سامر خلف صفوان للمستشفى للاطمئنان عليه ، اما فجر فعادت مع اسراء لمنزلهم ، وهناك رغبت فجر بمعرفت ما حدث فسئلت اسراء وقالت : هو ايه اللى حصل ، مين اللى كان بيضرب صفوان بالشكل دا ، انتى تعرفيه ؟
كانت اسراء متوتره للغايه بجانب انها كانت خائفه مما حدث ، حاولت عدم الرد على اسئله فجر ولكن طبعا فجر لم تكن تتكرها قبل ان تعرف الحقيقه كامله ، فهى مبسوطه للغايه ان هناك من استطاع شفاء غليلها لصفوان ، فهى تبغضه للغايه ، ومع اسرار فجر بداءت اسراء تتحدث وتقول لها : صفوان من وسخته كلمنى بشكل صريح انه عاوز ينام معايا ، وكمان قال ان اخوكى عارف وموافق على كدا ، حتى هو قال انه ممكن يعمل كدا هنا فى بتنا وعلى سررنا .
فجر : مش متفاجأه ان الكلام دا يطلع من واحد زباله زيه ، ولا حتى متفاجأه ان جوزك يكون عنده علم بالموضوع ، مظنش ان صفوان بيكدب .
كانت اسراء مصدومه من كلام فجر ، وحينها قالت لها : يعنى انتى عرفه ان دا هيحصل ومحولتيش تنبهينى ، انا كنت معتبراكى اعز صديقه ليا ، انا كنت بعاملك زى اختى .
فجر : انتى عرفه انا بحبك قد ايه ، وطبعا خدتى بالك انى انا اللى كنت بصد صفوان عنك ، انا حولت اعمل اللى اقدر عليه ، بس سامر فهمنى اننا هنمضى العقود بس ، وانا مكنتش هروح الاجتماع دا بس لما عرفت انك رايحه كنت لازم اروح ، انا رحت علشان ادخل لو حصل اللى كنت خايفه منه ، المهم مين اللى ضرب صفوان دا وضربه ليه احكى .
اسراء : صفوان لما قال الكلام دا كان اللى بيقدم الاكل واقف ، ومسكه قعد يضرب فيه بجنون زى ما انتم شفتوا .
نظرت فجر الى اسراء وقالت : يعنى علشان سمع صفوان وهو بيقول الكلام الزباله بتاعه يضربه بالشكل دا ، انتى عوزه تفهمينى ان واحد يودى نفسه فى داهيه علشان شاف واحد بيتكلم مع وحده بالشكل دا ، اسراء انا مش غبيه ، انتى مخبيه ايه ، مين الراجل اللى ضرب صفوان ، تعرفيه منين ؟
اسراء : اسمه نور ، بيدرس فى كليه الطب ، ويبقى اخويا .
