رواية اخو البنات الفصل الثامن عشر الاخير بقلم ياسر عوده


 روايه أخو البنات ( الجزء الثامن عشر والاخير )

توقفنا فيما سبق حينما دخل نور الى غرفه امه ووجدها نائمه فجلس بجوارها .

اتصل بسام بصفوان ليطلب منه احضار الفلوس ، وبالفعل اتفق مع عن مكان التسليم والساعه ، كانت الساعه الخامسه وحضر صفوان الى مكان التسليم فوق كوبرى قصر النيل ، كان صفوان قرر الامساك بالشخص الذى يبتذه ، استاجر صفوان بعض البلطجيه ووضع خطه للامساك ببسام ، وقف صفوان على كوبرى قصر النيل وكان هناك سياره بها رجال تابعين له فى اول الكوبرى ، وسياره اخرى باخر الكوبرى ، وكل اتجاه هناك سياره ، كان صفوان مستعد تماما للامر ، ولكن كان بسام الاكثر ذكاء ، فصفوان حسب حساب كل شيء فوق الكوبرى ، ولكنه لم يحسب حساب ما تحت الكوبرى ، فكان كوبرى قصر النيل يمر من تحته نهر النيل ، لم يتوقع صفوان ان بسام قد استائجر احدى اللنشات الخاصه بعبور نهر النيل والمخصصه للسياحه ، ووقف بسام وهو مرتدى قناع حتى لا يعرف صفوان وجهه واتصل على صفوان وطلب منه القاء شنطه الفلوس على اللنش الذى يقف تحت سور كوبرى قصر النيل ، لم يستطيع صفوان الرفض ، واخبره بسام ان اسطوناته سوف يجدها باحدى حاويات القمامه الموجوده ببدايه الكوبرى ، القى صفوان الفلوس وهرب بسام مسرع ، وتوجه صفوان ليجد بالفعل الاسطوانات التى اخبر عنها بسام .

استيقظت اميره لتجد ابنها نور نائم وهو واضع رأسه على يداها ، لم تصدق اميره نفسها ببدايه الامر ، ظنت انها تحلم او تتوهم ، قامت برفع يداه الاخرى لتلمس شعر ابنها نور لتتأكد انها بواقع وفعلن تأكدت ، وحينها شعر نور بلمسة يداها فاستيقظ هو الاخر من نومه ، اخذت تبكى اميره واخذ نور يبكى هو الاخر لبكاء امه ، احتضنت اميره ابنها وضمته لصدرها بقوه ، كانت وكانها تخشى ان يأخذه احد منها ، كانت صحه اميره متدهوره للغايه نتيجه الزعل والحزن على فراق حبيبها نور ، ظلت اميره تبكى وتحتضن ابنها وتقول وهى تبكى : ابنى حبيبى ، ابن قلبى ، الحمد لله انى شفتك قبل ما اموت ، انا مش محتاجه حاجه من الدنيا دلوقتى ، انا كنت خايفه اموت قبل ما املى عيونى منك ، كنت وحشنى اوى يا ابن قلبى ، حمدالله على سلامتك يا حبيبى .

اخذ نور يقول لها وهو يبكى بحضن امه : الف بعد الشر عنك يا امى ، متقوليش كدا ، متزعلنيش منك يا امى ، انتى هتقومى وهتبقى كويسه ان شاء الله .

اخذت اميره تمسح على رأس نور وقالت : انا بقيت كويسه لما شفتك يا حبيبى ، بس انا مش عوزاك تزعل لو انا روحت لابوك ، اصله جانى بالمنام اكتر من مره وانا قولتله استنى لما اطمأن على نور حبيبى ، وكمان فى وحده صحبتى وحشتنى وعاوزه اروحلها واطمنها عليك ، هى هتفرح اوى لما تعرف انك بخير .

رفع نور رأسه من حضن امه وقال لها : انا مش فاهم حاجه ، متخوفنيش عليكى يا ام نور ؟

تبسمت اميره وقالت له : هتفهم كل حاجه بس فى وقتها ، قوم يا نور افتح الدولاب بتاعى هتلاقى صندوق صغير فى الرف التانى ، هاته .

قام نور واحضر ما طلبته امه ، واعطاها الصندوق ، فقالت له : خليه معاك يا نور ، ودا المفتاح بتاع الصندوق دا ، بس الاول اوعدنى انك مش هتفتحه الا لما انا اقابل وجه كريم .

نور : يا امى بطلى الكلام دا ، انتى ليه مصممه تزعلينى منك ؟

اميره : اوعدنى يا نور ، ماتتعبش قلبى معاك يا ابن قلبى ؟

نور : حاضر يا امى ، انا بوعدك هعمل اللى قولتيلى عليه .

اميره : خلاص انا كدا ارتحت ، وانت كمان قوم ارتاح شويه ، شكلك تعبان .

نور : لا انا هخلينى هنا جنبك .

اميره وهى مبتسمه : لا قوم يا حبيبى ، هنشبع من بعض كتير ، لسه العمر قدمنا .

تبسم نور وباس ايد امه وقال لها : ربنا يديكى الصحه وطوله العمر يا حببتى ، انا هروح انام شويه ، ولما اصحى هجيلك نتكلم كتير مع بعض .

تبسمت اميره بوجه نور ابتسامه جعلت نور يشعر بانها تودعه ، كان لا يوريد ان يخرج نور ويترك امه ، ولكنه اقنع نفسه انها مجرد وساويس من الشيطان لقلقه الزائد على امه ليس الا ، وخرج نور من غرفه امه اميره لينال قسط من الراحه هو ايضا .

ظل نور نائم طوال ليل ذلك اليوم ، لم يستيقظ الا صباحا على صوت اخواته البنات يصرخون ويبكون ، حينما سمع نور صوتهم وهو بغرفته عرف ان امه قد ماتت ، لم يستطيع الاسراع لامه ، فقدمه كانت ثقيله للغايه ، كان يحرك قدماه بصعوبه ، تذكر نور شعوره عند موت ابيه ، كان هذه المره اكثر صعوبه ، فهو احب امه بشده ، وصل نور اخيرا لغرفه امه ، وجد اخواته البنات يصرخون ويبكون .

وصل نور الى سرير امه وجلس بجوارها وامسك يداها وقال لها ودموعه تنهمر على وجه وهناك ابتسامه مرسومه على وجه وكانها الصدمه سوف تذهب بعقله : ايه يا ام نور ، كنتى مستنيه اجى علشان تمشى ، ملحقتش اشبع منك يا حببتى ، اول مره تزعلينى منك بالشكل دا ، هو انا زعلتك اوى كدا علشان تعقبينى بالشكل دا ، حد يسيب حبيبه ويمشى ، قلبى كان حاسس بس مصدقتهوش ، يا رتنى مكنتش سبتك وفضلت جنبك يمكن اشبع منك ، ليه يا ام نور بتعملى كدا فى ابنك حبيبك .

كان بسام قد اتى من تلقاء نفسه للتحدث مع نور ، ولكنه تفاجأ بخبر وفاة الست اميره ، بالطبع لم يتحدث مع نور فى شيء ، واخذ يشجعه على الصمود واتمام مراسيم الدفن ، وحضرت فجر مسرعه حينما سمعت الخبر ، واخيرا تم دفن السيده اميره ، وحينما ذهب الجميع ظل نور واقف على قبر امه وكان يتحدث معها وقال : افترقنا خلاص يا حببتى ، مش هشوفك تانى ، بس وربنا منا سايب اللى كان السبب فى فرقنا وتعبك ، لازم ادمره زى ما دمر حياتنا ، مش هتاخر عن زيارتك يا امى ، ثم ذهب نور الى منزله ، كان جالس وحوله اخوته وفجر وبسام ، وبينما الجميع صامت حزين قال نور : انا هاخد حقى من صفوان ومن اخوكى يا فجر .

فجر : وانا معاك وهساعدك.

بسام : انا معايا اللى يدمر صفوان ويسجنه .

نور : معاك نسخه من الاسطوانات .

بسام : طبعا ، معايا بدل النسخه عشره .

اسماء : مش فاهمه حاجه فهمونا ؟

نور : فى اسطوانات لعلاقات مشبوهه لصفوان مع فنانات وممثلات ومذيعات ومشاهير كتير .

اسماء : ودى وصلتلكم ازاى ؟

نور : مش مهم المهم انها معانا وخلاص .

اسماء : يبقى بسيطه ادينى يا بسام كام نسخه من اللى معاك وانا هوزعهم على الصحف وهقدم بلاغ للنائب العام من بكره واكيد هيتوقف ويتحبس .

فجر : غلط ، سامر مش هيسكت ، ومعرفش هيتصرف ازاى ، متستهونوش بيه سامر علقاته رهيبه فى البلد .

نور : فجر عندها حق ، لازم نخلص من الاتنين فى نفس الوقت علشان ميلقوش اللى يلحقهم .

اسراء : انا عارفه ازاى نخلص من سامر .

نور : ازاى يا اسراء ، فهمينى .

اسراء : انا فى يوم كنت مع سامر سهرنين وكان سكران ، المهم فتح خزنه المكتب علشان كان حاطط فيه هديه غاليه جيبهالى ، عقد الماظ ، طبعا كان بيعمل كدا علشان مطلبهوش بمستحقاتى اللى عنده لما كنت شغاله بالقناه ، المهم انه نسى باب الخزنه مفتوح وانا بقفله لقيت ملف مكتوب عليه مصلحه الضرائب ، ففتحته وعرفت منه ان سامر بيتهرب من دفع الضرايب اللى على القناه من حوالى خمس سنين وزياده ، وهو بيقدم تقارير ميزانيه لقناته لمصلحه الضرائب مزوره ، فصورت الملف دا وخليته معايا احتياطى ، كنت شيلاه لوقت عوزه ، ودا وقته ، بس المشكله ان اللى معايا مجرد صور مش اكتر .

نور : ايه رائيك يا اسماء الصور دى تقدرى تعملى بيها حاجه .

اسماء : اعتبر سامر فى عداد المسجونين ، كدا هيبقى فى بلاغين بكره للنائب العام واحد لصفوان والتانى لسامر ، وبردو هوزع النسخ على الصحافه والقنوات ومواقع التواصل علشان يبقى فى ضغط اعلامى ومحدش يقدر يغطى عليهم .

نظر نور الى اخوته البنات وقال لهم : طول محنا مع بعض محدش هيقدر علينا .

بسام : ايه يا عم نور منا اخوك بردو .

نور : طبعا يا بسام ، ربنا العالم انت وفجر بالنسبه ليا ايه .

فى اليوم التانى كان هناك ما يشبه بالزلزال ، كان الامر مثل الصدمه لصفوان وسامر ، فتم الامر كما خطط له نور واخوته ، وتم حبس صفوان وسامر فى نفس الوقت تقريبا ، لتنتهى ادوارهم من قصه نور وللابد .

مر يومان تقريبا وتذكر نور الصندوق الذى اعطته له امه قبل موتها ، دخل غرفته واغلق الباب ، احس انه لا يجب ان يعرف احد غيره ما بالصندوق ، جلس نور بعد ان احضر الصندوق ، وفتحه نور ووجد به مذكره مكتوب بها يوميات وحينما بداء بقراءتها وجدها يوميات والده عامر ، كان ابوه يكتب كل ما يحدث معه يوميا ، وبداء نور يقراءها وحينها اكتشف انه لم يكن ابن اميره وانما ابن سيده اخرى اسمها اسماء ، ظل نور يقراء ويصدم مما يقراءه حتى انتهت المفكره ووجد بالصندوق ظرف منفصل مكتوب عليه الى ابن قلبى ، فهم نور انه من امه اميره ، ففتح نور الظرف ووجد جواب وبداء يقراءه ووجد فيه : حبيبى وابن قلبى نور ، معلش يا نور ، مقدرتش اقولك الحقيقه ان انت مش ابنى ، انا خفت تحس انك يتيم الام ، وكمان انا اللى غصبت على ابوك انه ميحولش يقولك انى مش امك ، امك اسماء الله يرحمها كانت متعتبرش من البشر ، ملاك على هيئه انسان ، انا اللى مفهمتهاش ، ودى اكتر حاجه انا ندمت عليها ، امك وصتنى ابقى امك مكنها ، وانا بصراحه مع الوقت نسيت انى مش امك وحبيتك اكتر من اخواتك اللى من بطنى ، لما ابوك مات لقيت المفكره دى جتلى مع متعلقاته فى الشغل وعرفت منها انه كاتب يومياته وحسيت انه عمل كدا علشان يعرفك ان فى ست تانيه ضحت كتير علشانك ، سعتها قررت انى لازم احترم رغبته واعرفك الحقيقه ، بس مقدرتش يا نور ، يمكن الظروف مسمحتش ، او يمكن خفت حبك ليا يقل ، او يمكن سعتها كنت هموت لو نظرتك ليا اختلفت ، واخيرا قررت اعرفك السر دا بعد ما اموت ، سمحنى يا نور قلبى مطوعنيش اوجهك بالحقيقه ، انا اكيد دلوقتى مع ابوك وامك ، وانا عارفه ان اسماء امك هتسامحنى لانها عارفه انا حبيتك قد ايه ، من حقها عليك انك تفتكرها وتترحم عليها وطبعا دا حق ابوك عليك هو كمان ، بس من حقى عليك انك تسامحنى وتفتكرنى وتترحم عليا يا ابن بطنى .

كانت هذه الكلمات التى قراءها نور بجواب امه اميره ، كان نور يبكى وكان امه ماتت الان ، كانت الاحزان تتجمع فى قلبه ، فتجدد حزنه على ابيه وحزنه على امه اميره وايضا على امه اسماء التى لم يكن يعرف انها ضحت كثيرا من اجله .

مرت سنوات لا نعرف عددها ، اليوم زكرى وفاة الست اميره ، وذهب الجميع للتجمع على قبرها ، لو اقتربنا علشان نعرف ايه اللى حصل فى السنوات دى اكيد هنفهم ، بسام واقف جنب اسراء ، صحيح نسيت اقولك بسام اتقدم لاسراء ووفقت ، هى دلوقتى مذيعه مشهوره اوى ، وبسام رجل اعمال كبير عنده مجموعه كبيره من سلسله مطاعم معروفه ، طبعا البدايه كانت بالفلوس اللى خدها من صفوان ، وجنبهم طفل صغيره اسمه نور ، دا ابن بسام واسراء ، وهناك واقفه اسماء وجوزها بهاء الصحفى ، اسف نسيت تانى اقولكم بهاء رجع يصالح اسماء بس هى رفضت فى الاول ، بس هو راح لنور واعتذره واتحايل عليه ووعده انه هيتغير ، ونور كلم اسماء ووفقت فى الاخر ، ومن سعتها بهاء ماشى على العجين مابيلغبطهوش .

اومال نور فين ، اااه نور هناك اهوه ، هعرفكم نور حصله ايه اتجوز وخلف بنتين تؤم ، اسم الاولى اميره والتانيه اسماء ، طبعا كلهم فهمين انه سمها اسماء على اسم اخته ، بس الحقيقه مسميها على اسم امه ، مهو نور مقلش لحد بالسر بتاعه ، ولما بسام جاله وقاله على الفلوس اللى خدها من صفوان وخلى نور شريكه بكل حاجه عنده ، فنور بنى مستشفى كبيره لعلاج الناس بالمجان ، والفلوس اللى بتطلعله من ارباح المطاعم بيصرف بيها على المستشفى بتعته ، طبعا اسم المستشفى هو مستشفى اميره واسماء الخيريه .

صحيح عرفنا كل حاجه بس معرفناش مين مرات نور وام اميره واسماء ، اهيه مراته جيت ونور بيسئلها اتأخرتى ليه فردت وقالت : معلش والله يا حبيبى كان عندى اجتماع فى القناه انت عارف انها اتقفلت فتره كبيره من ساعت ما اتسجن سامر ، ويدوب عرفت اعيد فتحها بالعفيه بعد ما جدولت الديون بتاعت الضرايب .

نور : طيب هنبتدى بقى تهملينا من دلوقتى .

فجر : هو انا اقدر .

طبعا كلكم فهمتم اللى حصل ، نور اتجوز فجر ، مهو صعب يلاقى وحده تقف جنبه وتسانده زى ما فجر عملت ، وطبعا فجر طول عمرها بتتمنى تلاقى واحد زى نور .


                         النهاية 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>