أخر الاخبار

رواية اسقطت مغرورا الغصل السابع والاخير بقلم قسمت الشبيني


 رواية اسقطت مغرورا

السابع والاخير 

بقلم قسمة الشبيني




انتفضت أمنية لكنه كان أكثر تماسكا منها وتمسكا بها ليدور ذراعيه حولها دورة شبة كاملة محيطها بكل ما بقلبه من إحتراق ، تململت وهى تدفعه عنها : فارس شوف مين بيخبط .





تأفف بضيق وهو يبتعد مرغما : مين هيجى دلوقتى بس هو حد راشق عينه فى الجوازة دى !!

اتجه للباب بغضب بينما اتجهت للداخل ، فتح الباب ليجد والدته ووالدتها تبتسمان : وحشتونا من اول امبارح 





قالت والدته وهى تقبله وتدفعه للداخل وتلحق بهما حماته ،خرجت أمنية فورا : وحشتينى يا ماما 

قالتها بحماس كبير وهى تسرع نحو امها وكأنها لم ترها منذ دهر ، جلسوا ولا زالت ملامحه متذمرة بوضوح .




.اتجهت للمطبخ ليلحق بها كما توقعت فتعاجله بقولها : انت مكشر كده ليه ؟؟ ماما وطنط هيزعلوا 





اقترب منها بلهفة : حد قالهم يجوا دلوقتى !! 

اعتلت الدهشة ملامحها ليزداد قربا .. رفعت كفيها تحول دون تحقيق قربه الذى تمنى ليهمس : أمنية .





رفعت عينيها لوجهه ليتابع : بطلى تبعدينى عنك .. مش هقولك انى جوزك وده حقى ، لا ، هقولك قلبى بيوجعنى لما بتبعدينى .

شعرت بالصدق والألم فى نبرة صوته خاصة أنه ابتعد للخارج فورا .نظرت للفراغ الذى خلفه رحيله .. ليس غريبا عليها الشعور بالفراغ لمغادرته .. لقد اشتاقت هذا الشعور خاصة أنها تألمت كثيرا للشعور بالفراغ فى قربه مؤخرا .

أعدت الضيافة واتجهت للخارج فلم تجده ، تساءلت والدته : هو فارس نام ولا إيه ؟

لم تجد إجابة ليأتى صوته من خلفها : لا يا ماما انا هنا .







جلسوا يتسامرون واعترض فارس لجلب أمه الطعام واخبرها أن ما أعدته أمنية لم ينهياه بعد بل وأثنى على طهوها بإستفاضه .

طرقات على الباب نهض على إثرها مرخيا الستائر ليحجبها عن الأعين ، غاب لدقائق قبل أن يعود حاملا حلواها المفضلة ، وضعها امامهن : تشير كيك بالتوت 

نظر لها مبتسما : أمنية بتحبها .

نظرت له بدهشة ؛ أحقا تذكر أمر ما يخصها !!  لقد كانت حلواها التى تطلبها دائما في المرات القليلة التى تنزهت بصحبته ، ظنته دائما مشغول بنفسه عنها . يبدو أنه بعد كل شيء يحمل لها بالفعل بعض المشاعر ..وهى لا تريد أكثر من ذلك ..لقد تحققت أمانيها .





لم تطل الزيارة وسرعان ما غادرتا لتتركا له مساحة لتحقيق حلمه الذى يزداد إلحاحه .. نظفت الصالون بينما جلس يراقبها بصمت مريب ، إحتارت فى أمره لقد توقعت أن يتقرب إليها بمجرد أن تتاح له الفرصة .. لقد كانت عيناه تبثانها لهفة تمنت أن تراها طويلا .

ترى ما هذا الصمت الذى يغلفه .. اختطفت نظرة إليه لتجد عينيه مركزتان نحوها .. تعلقت عينيها بعينيه للحظات لتبتسم . كل ما ظنته ليس صحيحا .. لازالت عينيه تضم لهفته .







عادت لعملها لتنجزه مسرعة ،وقفت فى المطبخ تحسب الخطوة القادمة .. 

هل تنهى معاندتها له وتستسلم لسطوة قلبها ؟؟

هل تنعم بقربه الذى تتمناه ؟؟

كم تخشى أن يعود لسابق عهده ويهملها !!

زفرت بضيق لقد تحملت فى عشق هذا الفارس أكثر مما يحتمل قلبها الصغير الذى نبض بحبه منذ سنوات .

اخيرا حزمت أمرها لتترك الأمور تسير دون تدخل منها .


جلس فارس يراقبها ، لم يعرض عليها المساعدة ؛ فهو لم يعد يحتمل قربها بهذا الشكل .. سيطرته التى يفرضها على نفسه ستنهار مع أول لحظة قرب أو اول لمسة وإن كانت غير مقصودة ..رفعت وجهها وتعلقت عينيها بعينيه 






للحظات..لقد ابتسمت له ..هل هذا تشجيعا منها ليقترب منها !! 

يخشى أن يقترب فترفضه مجددا .. مسح وجهه زافرا بضيق قبل أن يأتيه صوتها : فارس تتغدى دلوقتى؟

هز رأسه نفيا دون حديث لتخرج إليه بعد لحظات . 

وجدته يدفن رأسه بكفيه لتزداد قربا : مالك يا فارس !!





رفع وجهه بإبتسامة مصطنعة : مفيش ، انا كويس بس ماليش نفس . انت جعانة ؟ 

هزت رأسها نفيا بإبتسامة رقيقة لم يحظ بها مسبقا سوى بوجود غرباء . إنحنت بجذعها العلوى لتتعلق عينيه بها ..طبعت شفتيها فوق خده هامسة : شكرا على التشيز كيك .

استقامت ساحبة عبقها بعيدا عن رئتيه التى تشتاق لحبسه داخلها ليراقب ابتعادها عنه فيتساءل بلهفة : هتعملى حاجة !

توقفت خطواتها وهى تهز كتفيها : هصلى .. عاوز حاجة ؟ 

هز رأسه نفيا لتتابع التقدم خطوة قبل أن تتوقف مرة أخرى وتتساءل بترقب : إيه رأيك نصلى سوا ؟؟





نظر لها مقطب الجبين لتنفرج تلك التقطيبة رويدا رويدا قبل أن ينهض بحماس لتتسع ابتسامتها .

انتهيا من الصلاة التى أمها فيها بقصار السور ليلتفت لها محذرا : اياك تتريقى عليا 

ضحكت لمجرد تحذيره ذا : ههههه .. اتريق ليه بقا ؟؟ 

خبت ضحكاتها : دى اجمل حاجة عملناها سوا من يوم ما عرفتك .

نهضت تبتعد عنه ليتجه لأحد المقاعد . أمسك هاتفه وبدأ يفحص رسائله .. كم كبير منها يحوى تهنئة ومباركات لزواجه . 

أقبلت تمسك هاتفها أيضا وقد بدأت ملابسها ، جالت عينيه تتفحصها بدقة أثارت دفئا محببا بصدره تزيد حرارته بسرعة . جلست لتتساءل : بتعمل ايه ؟ 

رفع الهاتف دون أن تتركها عينيه : بشوف الرسايل .





وضعت هاتفها فوق الطاولة : انا زهقت .. تيجى نلعب بلاي ستيشن؟

ألقى هاتفه مرحبا بالفكرة ليمضيا الساعتين التاليتين فى مرح لم يحظيا به مسبقا .

رأى فيها وجها يراه للمرة الأولى .. وجه أنوثته طاغية ؛ بل مهلكة . كل ما فيها انثويا لحافة الهلاك ؛ ضحكتها ، صوتها الغاضب ، صوتها الراجى ، عبوسها اللذيذ ، تذمرها الطفولى ،حتى قبضتها التى تلكم صدره كلما هزمها .

بينما رأت فيه شخصا ليس غريبا عليها ، فهى أحبت هذا الشخص رغم أنه كان يحبسه داخل قوقعة الغرور والبرود .

صاحت أخيرا وهى تلقى ذراع اللعبة فوق الأريكة : لا مش لاعبة .. انت بتغلبنى كل مرة .

قبضت كفيها لترخى وجهها بينهما بعبوس مبالغ فيه ، اقترب منها بشدة لتمتد أنامله مرحبة بالغرق فى ظلمات خصلاتها ليعيدها للخلف . 




ارتبكت لقربه وهى ترى عينيه وقد فاضتا بحديث تمنت طويلا أن تراه بهما ، ظلت أنامله بين خصلاتها ليهمس : أمنية عاوز اقولك حاجة مهمة .

تعلقت عينيها بشفتيه ليقول بصدق : انا بحبك اوى .

ارتفعت عينيها لعينيه فورا تبحث عن مخالفة قوله فلم تجد سوى صدق بين ليتابع : كان ليا أمنيات كتير عاوز احققها يوم فرحى .. بس كلها دلوقتى مالهاش وجود .. انت بقيتى امنيتى الوحيدة وفرحتى الحقيقية وجودك في حياتي

دق قلبها بجنون ، ها هو بين يديها يبثها حبا كان ومازال اهم احلامها . اقترب بهدوء محتضنا شفتيها برقة ودفء ،اغمضت عينيها تنعم بتلك اللحظة التي تعتبر أجمل ما عاشته على الإطلاق .

ذاب للحظات وبدأ عقله يتراجع مستسلما لمفعول الحب الذى يحيه حتى شعر بكفيها يبعدانه مجددا ، ثار قلبه رفضا وصرخ عقله ملقيا أمام عينيه حقيقة رفضها له ، ابتعد قليلا ينظر لها بتساؤل لتقول : انا كمان عاوزة اقولك حاجة مهمة.

أومأ بصمت دون أن يبتعد إنشا إضافيا لتتابع : انا بحبك من زمان اوى .





اتسعت عينيه وثار قلبه بينما أطلت بعينيه وتابعت : كنت زمان بفرح انك مش بتبص ليا ولا لغيرى .. كان عندى أمل في يوم الأيام تحبنى زى ما بحبك .. يوم ما ماما قالت لي انك خطبتنى كان اسعد يوم فى حياتى 

ابتعدت قليلا وظهر الأسى على ملامحها : لكن اهمالك ليا وبعدك عنى خوفونى .. ماكنتش بتاخد رأيى فى اى حاجة كأنى مش موجودة أو ماافرقش معاك .

نكست رأسها : يوم الفرح لما قولت لى إن ربنا بيعاقبك علشان اتجوزت واحدة زيى دبحتنى .. كسرت قلبى .. كنت بحلم باليوم ده وانت بكلمة قتلت كل احلامى .وبردو قلت لازم احاول ..بدأت اعاكسك واضايقك بس علشان تحس انى موجودة وكل يوم بيعدى امل جديد بيموت

مد كفه ليرفع وجهها فتنظر له وتتابع : لحد امبارح كنت متأكدة إن علاقتنا ماتت قبل ما تبتدى .. لما خرجت وماسألتش عنى قلت دى النهاية وكل ما تتأخر اقول خلاص مش راجع ..

ابتسمت بشحوب : لكن بالليل لما جيت حضنتنى ونمت جمبى قلبى قالى انى غلطانة وإن فى امل ولازم أحاول تانى ..

صمتت لحظات قبل أن تقول : انا بحبك اوى يا فارس 






كم كان قلبه أعمى فلم ير محاولاتها منذ أقدم لخطبتها ، لحظات مرت استرجع فيها الكثير من اتصالاتها ..هدياها ..نظراتها ..تساؤلات وتساؤلات كانت تطرحها عليه لا سبب لها سوى حبها له لكنه كان يظنها تحاول التحكم به .

قتلت كلماتها اى كلمة يمكنه أن يعبر بها عن حبه حديث العهد .. حبه الذى ولد لها منذ أيام يستحى أن يظهر أمام حبها له كل هذه السنوات بلا أمل .

عاد يقترب محتضنا شفتيها التى باحت له بأجمل ما وقع على أذنيه منذ وعى الحياة .. لمسات بالغة الرقة وعناية فائضة بالحنان ..زادت لمساته دفئا مع مراعاة لكل ما تشعر به لأول مرة وما كانت لتعترض مجددا أو تبعده مجددا ..أمواج من الحب الدافئ استسلمت لها وقد وثقت تماما أنها أسقطت هذا المغرور .






استيقظت أمنية لتجد نفسها وحيدة بالغرفة ، بحثت بعينيها عنه بلا فائدة . اعتدلت جالسة لتجد ملابسها قربها بعناية . ارتدت ملابسها وقبل أن تغادر الغرفة كان هو يدخل إليها . أزالت بسمته كل هواجسها ليقترب مقبلا جبينها : كده تنامى كل ده وتسبينى لوحدى ؟ 

أعادت خصلاتها الثائرة بخجل ليجلسها ويجلس بجوارها ..تهربت بعينيها خجلا منه ليتبع وجهه هروب عينيها حتى ضحكت فتساءل : مالك يا امنيتى ؟ 




نظرت له مباشرة ؛ هل نسبها إليه للتو ؟؟ 

رأى السعادة بعينيها لتبتسم عينيه ، أمسك كفها ليرفعه نحو شفتيه يقبل باطنه قبل أن يقول : معاكى النهاردة بس ترتاحى وبكرة نسافر .

تساءلت : نسافر فين ؟؟

اقترب متلمسا شفتيها لتتوقف أنفاسها بترقب وهو يتابع : هاعمل احلى شهر عسل لاحلى عروسة فى الدنيا .

ابتعد ينظر لها بمشاكسة : ولا انت عاوزة تبوظى شهر العسل بتاعى !! مش كفاية الفرح !!

اتهمته فورا : انت اللى بوظت الفرح .





كادت أن تفر ليثبتها بين ذراعيه .. أطل عليها متفرسا ملامحها من عليائه ليقول بمشاغبة : انا لو اعرف إن قعر الحلة بيجيب حاجات حلوة كده ماكنتش اكلت غيره .



نظرت له بصدمة تبعتها ضحكات مشتركة منهما وتلتها أمواج دافئة طوتهما برحابة منهما وبرغبة شديدة للغرق معها .


                         النهاية

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close