أخر الاخبار

رواية اسقطت مغرورا الفصل الثالث3بقلم قسمة الشبيني


رواية اسقطت مغرورا

 الفصل الثالث

بقلم قسمة الشبيني



استيقظت أمنية صباحا على صوت الضجيج الذى تعمده فارس فقد استيقظ مبكرا بنشاط وحماس لشعوره بقرب ثأره 





من تلك الحمقاء القابعة بالغرفة الأخرى تظن أنها انتصرت عليه.

حاول أن يعد فطورا ليفشل فشلا ذريعا فهو لم يدخل للمطبخ بحياته مسبقا سوى للتحدث إلى والدته .

اخرج كل الاوانى من البراد ليعيدها إليه بفوضى مضحكة حتى له هو .

طلب إفطاره من أحد المطاعم وانتظره ليتناوله بشهية مخلفا فوضى أخرى بغرفة المائدة تعمد تركها رغم قدرته على إزالتها .

عاد للمطبخ ليعد كوبا من القهوة ليبدأ بضجيجه الذى تعمده لإيقاظها ولم يحتج الكثير من الوقت لذلك فقط مقدار إعداد كوبه .






تحرك نحو غرفته بخطوات بطيئة وهو يتعمد زيادة إحتكاك خفه بالأرض ويغنى بصوت مزعج .

استيقظت أمنية على صوت إرتطام قوى لشئ ألقى فى الحوض بتعمد . اعتدلت جالسة لتسمع صوت خطواته التى توقفت أمام بابها وصوته الذى يعلو بالغناء :

العين فى العين وانت 

ولا دارى بحالى 

والباب يبقى بابين ...

لينقطع صوته مع صفع باب غرفته بقوة اهتزت لها أمنية داخليا لتزفر بضيق وهى تغادر فراشها الارضى .





وقفت خلف الباب وارهفت السمع ليأتيها سكون محبب فتمد كفها بتردد وتفتح الباب .

اخرجت رأسها بتلصص تتأكد من عدم وجوده قبل أن تنزع المفتاح من مكانه وتتجه للمرحاض .

عادت بعد فترة لتجد الباب مغلقا كما كان ، عقدت ساعديها ووقفت أمامه قليلا ثم لم تجد بد من طرقه فهى تحتاج ملابسها .

طرقت الباب ليأتيها صوته متسائلا : مين ؟؟

نظرت للباب بغضب : مين ازاى يعنى ؟؟ هو فى حد هنا غيرى انا وانت يا عريس الغفلة انت !!؟

وصلها تأوها منه تمنت أن يكون سببه الألم ثم صوته : انا نسيتك خاالص ..عاوزة حاجة ؟؟

زفرت بضيق وصاحت : عاوزة هدومى يا بنى ادم .

ضربت بقبضتها الباب بغضب : افتح الباب 





كان فارس يجلس مسترخيا فوق الفراش يحتسى قهوته بتلذذ وبطء . يرفع عينيه للباب ويبتسم بخبث متعمدا إثارة غضبها بشكل مبالغ فيه .

هز رأسه مستمتعا بصراخها ليقول ببرود : امممم اصلك بتكسفى وانا قاعد براحتى ..تحبى افتح الباب ؟؟

ابتسم بسخرية وقد وصله صوت خطواتها المبتعدة هرولة ليتابع بصوت هادئ متوعد : إن ما وريتك يا بنت طنط ناهد


استغنت أمنية عن تبديل ملابسها واتجهت للمطبخ لتعد فطورا خفيفا لها .

نظرت بهلع لتعلم سبب الارتطام الذى أيقظها ، هذا السفيق ألقى بالكنكة لترتطم بالحوض وتبعثرت بقايا البن في كل مكان .

كتمت صرختها المغتاظة لتمسك فوطة مبللة وتبدأ بالتنظيف فهى لا تعرف لما لا تريد صداما معه اليوم .

انتهت لتنظر للمكان بإستحسان وتتوجه للبراد لتتسع عينيها من شدة فوضوية هذا الكائن الذي يشاركها المنزل .





أخفت وجهها بكفيها بفزع قبل أن تفسح ما بين أصابعها وتنظر بحذر لتتأكد أن ما رأته حقيقة 

لم تتمكن من كتم صرختها مرة أخرى لكن حتى تلك الصرخة لم تشعرها بتحسن . إنها تكره الفوضى بشدة .

فصلت قابس الكهرباء لتعيد ترتيب الأرفف وتنظيفها مضطرة لترحم عينيها من هذا التلوث الفوضوى .

بعد ساعة غادرت المطبخ تحمل صينية عليها إفطارها فقط وهى تظن أنها بذلك قد ثأرت من فوضويته بحرمانه من الفطور .

وصلت للمائدة لتفتح فمها بدهشة ، لقد تناول الفطور بالفعل !؟

كيس فارغ ملقى بإهمال فوق المائدة !!

طبق من الورق المقوى الذى تباع به الحلوى !!

قطرات من العسل فوق المفرش !!

وضعت الصينية جانبا لترتطم قدمها بعلبة من الصفيح الفارغ التى ألقيت أرضا ، هذا السفيق لم يبخل علي نفسه بفطور ملوكى مخلفا قذارته لها .

استشاطت غضبا وهى تعود إلى غرفته وتطرق الباب صارخة : انت يا بنى ادم !! يا عريس الغفلة !! فاكرنى ايه ؟ خدامة لجنابك تاكل وترمى وانا ألم قرفك ؟

ارتدت للخلف مع فتح الباب عنوة لتجده أمامها يرتدى بنطالا فقط يصل لركبتيه وينظر لها ببرود .

أغمضت عينيها و رفعت كفها إلى صدرها تحاول التحكم في الفزع الذى خلفته رؤيتها له قبل أن تفتح عينيها بتردد لتجد ملامحه الباردة وصوته المستفز : انت عاملة دوشة ليه ؟ هااا ؟ 

تخلت عن الخجل وعادت لها روحها المقاتلة وهي تقول بتهكم : إيه ازعجت جنابك ؟؟ 

أشارت نحو الغرفة : اتفضل نضف اللى عملته على السفرة واخر مرة تفتح التلاجة .. واياك تهوب ناحية البوتجاز .

اقترب منها بخطوة لتشعر بالقلق من نظراته وهو يقول ببرود : فى عروسة تزعق كده فى شهر العسل بتاعها ؟

هز رأسه بأسف مصطنع : تؤ . تؤ .. ااه يا شهر العسل .

نظرت له ببلاهة بينما تحرك بهدوء نحو المائدة ليمسك الكيس ويلملم فوضاه بهدوء اثار الريبة والشك في نفسها فورا .







اتجهت ببطء نحو المائدة لتحمل إفطارها مرة أخرى وقد أسقط بروده كل قلاع هجومها . جمع نفاياه ليتوجه ناحية المطبخ فيقف أمامها مبتسما  بعبث : بالهنا يااا .. آخرة صبرى .

قبل أن تفتح فمها تجيبه بوابل من غضبها دق جرس الباب لتتسع ابتسامته العابثة يصاحبها تراقص حاجبيه : امى وامك .

نظرت له بحدة ليتابع : هيقولوا عليكى ايه وانت بتفطرى لوحدك فى شهر العسل ؟؟

انتفضت وهى تهز رأسها بتوتر ، لقد أفقدها هذا السفيق تفكيرها المنطقى المنظم . اتجهت نحو المطبخ فورا لتعيد الطعام للبراد دون أن تتناول منه شيئا بينما تبعها ليضع كيسه بسلة النفايات ويتعمد التباطؤ فى فتح الباب .

اخيرا فتح الباب بحذر ليطل منه برأس أشعث مبتسما بحرج وتكلف : صباح الخير .. معلش اتأخرت عليكم .

فتح الباب على مصرعيه مرحبا : اتفضلى يا ماما ..اتفضلى يا طنط ناهد

نظرتا أرضا بحرج وهما تدخلان بصمت لتضعا ما تحملان فوق الطاولة وتجلسا بينما عاد للداخل .

وجدها تقف تنظر له بغيظ ليبتسم بسماجة ويعود للغرفة وقبل أن يغلق الباب اقتحمت الغرفة.

حاولت التصرف بطبيعية وتجميع ما تحتاج من ملابس وادوات فقد عاد يحتل الفراش ويطالعها ببرود .

غادرت المكان وهى تزفر براحة لتخلصها من مراقبته التى توترها بشدة .حاولت قدر الاستطاعة أن تنهى تبديل ملابسها في اسرع وقت .






خرجت بعد مدة بحرج لتجد امها وأمه تتهامسان بينما لم يخرج كما توقعت ، أسرعت ترحب بهما لتخبرها فاطمة أن أقارب فارس سيحضرون لمباركة زواجهما بعد قليل .

اضطرت أن تدخل الغرفة مرة أخرى لاخباره فعليه أن يستعد لاستقبال أقاربه .

دخلت لتجده على نفس الوضع فتزفر بضيق : يوووه ما تقوم تلبس لك حاجة ..عاجبك منظرك كده !؟

هز كتفيه بلا مبالاة : مش عاجبك بتدخلى عندى ليه ؟ 

عقدت ساعديها ونظرت له بغيظ : طيب اتفضل قوم اجهز قرايبك جايين يباركوا لنا 

قطب جبينه مدعيا عدم الفهم : يباركوا لنا على ايه ؟ 

ضربت الأرض بقدمها غيظا من بروده : اقولك خليك يبقى احسن محدش يشوفك .

وغادرت بغضب لينهض فورا ويستعد لمقابلة الضيوف .مرت عدة ساعات رأت منه فيها مرحا وانطلاقا لم ترهما قبلا لتزداد هواجسها ومخاوفها .

غادر الضيوف وبدأ الاستعداد للغداء فوالدته ووالدتها لن تغادرا قبل أن تنظفا المطبخ كالعادة .

عاد لهدوئه مرة أخرى ليتناول طعامه ويسرع فيبدل ملابسه ويستعد للمغادرة .






فتح باب الغرفة بالتزامن مع خروجهن من المطبخ لينظرن له جميعا بتساؤل فيقول : انا هاجى اوصلكم واتمشى شوية .

أصر على صحبتهما لتشعر بالراحة للتخلص منه أو مما يعرضها له من توتر .

فى طريق العودة غير مساره ليبتعد قليلا عن الحى ويمر  على متجر لبيع الحيوانات الأليفة .وقف أمام المتجر متحيرا ليسرع نحوه البائع : اهلا يا فندم ..حضرتك اول مرة هتربى حيوان أليف ؟

نظر له مبتسما : لا انا عاوز هدية 

اتسعت ابتسامة البائع : هدية يبقى قطة أو هامستر.

هز رأسه نفيا وهو يقول بحماس : لا انا عاوز حاجة مميزة 

توجس الرجل من حماسه الزائد وتساءل : حضرتك بتفكر في حاجة معينة ؟ 

زادت ابتسامته اتساعا : ايوه .عاوز حاجة جديدة

تظاهر بالتفكير ثم قال : حرباية مثلا.. أو سحلية  ..

نظر له البائع بتعجب ليزداد حماسا : يا سلام لو تعبااان .

زاد عجب البائع وبدأ يتوجس من نواياه ليقول بجدية : هدفع أعلى سعر ..بس تجبهولى النهاردة .

تساءل البائع بقلق : هو ايه حضرتك ؟؟

بعد حوار طويل مع ذلك البائع أخبره أن بإمكانه الحصول على حرباء أو سحلية خلال اليوم ليتحمس بشدة ويترك له بعض المال ويخبره أنه سيعود له ليلا .







عاد للمنزل ليجده هادئا وهى تجلس بهدوء تطالع هاتفها ، لم يلتفت لها وتوجه للغرفة وبدل ملابسه ليعود فيجلس بالقرب منها متسائلا : بتعملى ايه ؟ قاعدة على الفيس طبعا 

قالها بسخرية لترفع عينيها بسخرية اكبر : هو فى عروسة تبقى اونلاين تالت يوم جواز .

عادت بعينيها للشاشة : دى تبقى عيبة فى حقك !!

زفر بضيق وأمسك جهاز التحكم ليشاهد التلفاز لترفع كفها : هشششش وطى علشان اركز .

تركزى !!!

نظرت له بحدة ليتابع : بتعملى ايه اصلا ؟

ابتسمت ببرود : بقرأ رواية رعب عن قاتل متسلسل .

أخفض الصوت فورا بتوتر بينما عادت بعينيها للشاشة ليترك هو متابعة التلفاز ويتابع ردود أفعالها أثناء القراءة بترقب .

مر ثلاث ساعات قبل أن تصرخ بحماس انتفض له وتساءل بتسرع : مات مقتول طبعا 😂

تنهدت براحة اخافته و زادت توتره : لا قتلت اخر واحد في البلد وهربت .

رفع حاجبيه بدهشة : قتلت !!

نهضت تتمطئ وتمسد ظهرها بتكاسل : اخد شاور بقا علشان انام .







نظر أرضا بغضب : يارب اللى اتقتلوا كلهم يطلعوا لك فى الحلم .

اتجهت نحو المرحاض دون أن تلتفت له وهو ينتظر عودتها إليه صارخة كالعادة 

دقائق بعد حتى خرجت إليه برداء الاستحمام تتساءل بإتهام واضح : انت قللت حرارة السخان ؟؟

ضرب جبهته بكفه متصنعا التفاجؤ : يا خبر غيرتها وانا باخد دش الصبح ونسيت اعليها . 

نهض من فوره : معلش حبيبتي

تجمدت مكانها بينما لم يلتفت إليها ودخل للمرحاض .

دق قلبها بقوة ونظرت فى أثره بتوتر .

عاد إليها بعد قليل مبتسما بود زائد : انا عليت الحرارة وفتحت لك المية وكله تمام .. خدى راحتك خااالص .

نظرت له بإرتياب وقد عاد قلبها لمعدل ضرباته الطبيعى قبل أن تتجه للداخل وتغلق الباب ، وقفت تنظر حولها بريبة لدقائق قبل أن تقتنع أن كل شيء على ما يرام وتخلع ردائها وتستلقى فى المغطس براحة .

اسرع فارس يبدل ملابسه ويهرول نزولا بعد أن أغلق الباب بهدوء شديد .توجه من فوره للمتجر ليستقبله البائع ويقدم له صندوقا زجاجيا به سحلية خضراء اللون و مخيفة الشكل نظر لها فارس بتقزز واضح لينظر له البائع بتعجب : مش حضرتك كنت عاوز سحلية ؟؟






اسرع يتمالك نفسه ويظهر سعادة زائفة : ايوه تمام ..دى حلوة اوى .. زى القمر 😂😂

رفع الرجل حاجبيه بدهشة قبل أن يدفع له فارس ماله ويغادر بصحبة السحلية 😂😂




نظر للصندوق لتقابله أعين الحيوان المتحفز فيقول : هكون سعيد جدا وانا بقتلك . ماتبصليش كده 😳

نهرها ليلتفت المارة نحوه ويبدأ البعض يبتعد عن طريقه فورا .

وصل للمنزل وهو على ثقة أنها لم تنهى حمامها المسائى اللعين ليتوجه 




إلى الغرفة التى تبيت فيها ويفتح الصندوق مطلقا تلك السحلية التى أسرعت تختبأ تحت الوسادة




 ليضحك فارس بخبث وهو يغلق باب الغرفة ويسرع ليتخلص من الصندوق ثم يبدل ملابسه ويحتل فراشه ببراءة وكأنه لم يبرح مكانه مطلقا 


               الفصل الرابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close