أخر الاخبار

روابة اسقطت مغرورا الفصل الرابع4بقلم قسمة الشبيني


 رواية اسقطت مغرورا 

الفصل الرابع

بقلم قسمة الشبيني



استغرقت وقتا كالعادة حتى أنهت حمامها لتخرج منه بإسترخاء كامل وعلى اتم الاستعداد للغرق فى نوم هانئ .




دخلت الغرفة لتجده محتلا الفراش وقبل أن تهاجمه تحرك بهدوء : انا هسيبك تغيرى براحتك اصل انا بتكسف .

نظرت له بدهشة وهو يغادر الغرفة بالفعل ويغلق الباب بهدوء أسرعت نحو الباب تحكم إغلاقه فهى لا تطمئن لبروده ذا .

استعدت للنوم لتفتح الباب ولم تجده خارجا لتشعر بالراحة واتجهت للغرفة الأخرى بصمت . دخلت وأغلقت الباب ثم فتحت الإضاءة لتفقد الغرفة وبدأت تهئ فرشتها للنوم عدلت وضع الوسادة لتحمل دثارها وتنفضه لتتسع عينيها وهى ترى ما يندفع من طياته ليرتطم بالحائط ساقطا أرضا بصوت اقشعر له بدنها ولم يتوقف المشهد بل تحرك هذا الكائن من فوره لتلقى دثارها وتتعلق عينيها به وقد تجمد بدنها حرفيا.


كان فارس بالخارج ينتظر أن تدخل للغرفة الأخرى فقد بدأ يخشى إكتشاف أمره لذا فضل تجنبها .






سمع صوت إغلاق الباب ليتحرك فورا بحماس كبير نحو غرفته . جلس فوق الفراش بتحفز منتظرا صراخها المستنجد الذى سيثأر لكرامته التى تتفنن تلك الحمقاء فى تجريحها عمدا .

ابتسم بخبث وهو يتخيل مشهد تعلقها برقبته ويتخيل نظراتها المفزوعة  سيحسن استغلال الموقف ليجبرها على احترامه، لن تتجرأ وتهجر فراشه مجددا فرك كفيه بحماس وعينيه متعلقة بباب غرفتها .

طال انتظاره ..مر ربع ساعة ولم تصرخ أو تستنجد به ..

هل اختفت تلك السحلية اللعينة !!

ربما ...

انتفض فزعا يتساءل : تكون ماتت من الخضة ؟؟

معقول !!!





تحركت أصابعه بتوتر : يا وقعتك السودة يا فارس 

حك جبهته بتوتر : اعمل ايه ؟؟ 

تحرك عن الفراش : هخبط عليها .

توقف مرة أخرى : ما ممكن تكون نامت وماشفتهاش وساعتها تشمت فيا وتسوق فيها بقا 

وقف حائرا لا يقوى على إتخاذ قرار سليم لينفتح الباب فتتعلق عينيه به فورا .

نظر بترقب لتخرج من الباب وبين كفيها ترقد تلك السحلية بإستكانة وهى تنظر له بسعادة : فارس شوف لاقيت ايه ؟؟

ارتد للخلف بفزع وعينيه تتفحص السعادة البادية عليها بتقزز ليتساءل بتوتر : ايه ده ؟؟

نظرت له فورا وقالت ببساطة : سحلية 

عاد خطوة أخرى : ما انا عارف إنها سحلية ..بتعملى بيها ايه ؟






لتتسع عينيه فزعا وهى ترفعها نحو صدرها تضمها بحنان غير طبيعي : هربيها .. انا حبيتها أوى 

نظر للسحلية المستكينة فوق كتفها : انت مش خايفة ؟

ابتسمت حين ألقى بسؤاله لتتأكد ظنونها ، هذا الأخرق وضعها عمدا بالغرفة لإخافتها .. مؤكد نسى أن علم الحيوان هو تخصصها . لقد أخبرته مرارا لكنه كان دائما منشغلا بنفسه .

صمتت لحظات زاد فيها توتره لتتسع ابتسامتها : اخاف ليه ؟ انت نسيت انى متخصصة فى علم الحيوان ؟ 

قربت السحلية من وجهها لتقبلها فينتفض هو اشمئزازا بينما لم تنظر له مطلقا ووجهت حديثها للسحلية : انا هعمل لك احلى بيت ازاز .. هخليكى اسعد سحلية فى الدنيا .

ثم نظرت له : عاوزة صندوق ازاز ولمبة بيضا ولمبة سودا وصخور وحشرات تكون حية مش ميتة وفروع شجر طبيعى .لازم اهيأ لها بيئة مشابهة وإلا بعد الشر ممكن تموت .






ظل محدقا بها بصمت وتعجب لتتابع : شكلك مش عاوز تساعدنى . ماشى هطلب بالفوز من محل عارفاه يجيب لي  

دارات على عقبيها وهى تنظر للسحلية وتحدثها : اسميكى ايييه ؟؟

التفت تنظر له ليتزايد توتره : هسميكى فريسة .

نظر لها بفزع حقيقى وهى تعود للغرفة الأخرى ليحمد الله انها أغلقت الباب جيدا . اتجه نحو الفراش ليمسك الوسادة ويضرب وجهه عدة مرات قبل أن يحيطه بها ويصرخ مفرغا شحنة غضبه منها والتى لم يقو على أن يواجهها بها ، لحظات وتذكر أن باب غرفته مفتوحا ليهرول فيغلقه بإحكام.

______

انتفض صباحا حين سمع باب الغرفة الأخرى يفتح ، نظر حوله بفزع ..تبا له .. لقد نسى إغلاق الباب مجددا حين استخدم المرحاض .زادت هواجسه من أمنية بشكل كبير . وجدها تخرج نحو المطبخ فتعود بإناء زجاجى كبير ، أدرك أنها تنوى بالفعل الاحتفاظ بتلك السحلية ، فريسة !!

ترى ايهما سيكون فريستها !!!






عادت تخرج من الغرفة نحو المرحاض وهو يتربع فوق الفراش يراقب روتينها الصباحى بتوجس .

رأها تصلى ليخجل من نفسه ويفكر جديا في الصلاة التى هى بالنسبة إليه الجمعة فقط .

حضرت الفطور وهو لازال يحتفظ بصمته ومراقبته لها لتدعوه للمشاركة : مش هتفطر يا فارس !

رأى لمعة بعينيها أخافته بالفعل بينما لم تتمكن هى من كبح حماسها وهى تراه يراقبها ويعيد كل حساباته .

اتجهت للغرفة لتعود بالسحلية فينظر لها بدهشة : إيه ده !!

أشار لها بتقزز : هى هتقعد معانا على السفرة كمان ؟

ابتسمت وهى تربت على السحلية وتضعها فوق كتفها العارى : طبعا .. مطرح ما اروح هتبقى معايا ..

أشاح بوجهه لتتابع بحماس : دى حتى نامت فى حضنى .




انتفض واقفا ليغادر الطاولة : طيب خليكى مع السحلية بقا افطروا مع بعض .

أوقفته بحزم : فااارس .

نظر لها لتتابع بهدوء : من فضلك اسمها فريسة .

اعتصر قبضته وتوجه للغرفة ليصفع الباب بقوة فترفع كفها تكتم صوت ضحكاتها .

_______

لم يغادر الغرفة حتى وصلت والدته ووالدتها تحملان الغداء كالعادة . خرج ليجدها تجلس معهما وثلاثتهن يضحكن بينما اختفت تلك الفريسة .

رحب بهما لتتابعن الحديث فتقول أمنية : اسمعوا كلامى بقا . حتى ده رأى فارس .

نظرت له : صح يا حبيبي ؟؟

نظر لها بتساؤل لتقول والدته : ازاى بس تقفى فى المطبخ وانت عروسة ماكملتيش اسبوع ؟؟

وتتابع امها : ما احنا بنجيب لكم الاكل جاهز وخلاص .

هز كتفيه بعدم إكتراث ثم فكر إنها فكرة جيدة لإرهاقها ، لم لا تعد هى الطعام !!

اسرع يتدخل في الحوار : انا من رأى أمنية يا ماما .هاتوا لها الأكل وهى هتطبخ .

نظر لها بظفر وتترأى أمام عينيه صورة من فيلم قديم حيث كانت البطلة تعد الطعام للمرة الأولى .

إنها فرصته للنيل منها . تنهدت أمه بقلة حيلة : طيب زى ما انتو عاوزين مادمتوا متفقين .

نظرت ل أمنية : اجيب لك بسلة ؟؟

انتفضت أمنية : لااااا . مش عاوزة اى حاجة شتوى . شوفى اى خضار صيفى .

ليقاطعها بتهكم : وهتجيب لك الصيفى منين واحنا في الشتا ؟؟







نظرت له بإبتسامة مستفزة : من الديب فريزر يا فارس .

قالت أمه دون أن تنتبه لتلك الشحنة التى توشك على الانفجار : اجيب لك بامية ؟ 

تمتمت بالموافقة لتتابع امها : ولحمة ضانى ؟؟

ضربت كفيها بحماس : هو ده .

ظلت طيلة اليوم ترعى تلك الفريسة اللعينة وتتجول بها هنا وهناك .

عزم فارس على التخلص منها وهو يراقبها بحرص : زى ما جبتها اسربها .. أما اشوف انا ولا انت يا وش البومة !!

عزم على تنفيذ مخططه أثناء تحممها ليلا ، هو لن يغادر المنزل سيفتح الشرفة ويطلق تلك الفريسة عبرها وتنتهى معاناته .زفر بضيق وهو يراقبها ..لقد اوصل نفسه لهنا .

رأها تستعد لحمامها الليلى ليتابع التلفاز متظاهرا بالبرود ، لتفشل هى مخططه مجددا وهى تضع أمامه الإناء الزجاجى : فارس خد بالك من فريسة على ما اخد شاور .

نظر لها بحدة : فريسة إيه اللى اخد بالى منها !! شيلى القرف ده من هنا .






عقدت ساعديها بغضب : فريسة مش قرف يا فارس وماتتكلمش عنها كده 

وقف أمامها بتحدى : هتكلم زى ما انا عاوز .. هتعملى إيه !

انقلبت ملامح وجهها للأسى فورا : انت مستكتر عليا حاجة تفرحنى خالص ؟؟

تفاجأ من تبدل عواطفها بينما تابعت بلوم : مش كفاية مافرحتش زى اى عروسة ؟؟ ولا عملت لى شهر عسل ؟

اقترب منها متأثرا بملامحها الحزينة :  طب خلاص ماتزعليش ..اعملك شهر العسل اللى انت عاوزاه 

زاد قربا ليجذب خصرها نحوه : تحبى نبدأ دلوقتى .

رفع كفه يتلمس وجهها برقة وقد ظهر تأثره وفتنته بقربها لكنها أبعدت ذراعه عن خصرها بهدوء : فى حاجات ماينفعش تطلب .. ولما بتطلب مش بتفرح .

حملت إنائها الزجاجى وتوجهت للداخل ليرى انها للمرة الأولى تتخلى عن حمامها الليلى لأجل تلك السحلية فيزداد سخطا منها ومن نفسه أيضا .

ظل ساهرا اغلب الليل يتابع التلفاز ومع بزوغ النهار توجه للنوم . اغلق باب الغرفة جزئيا وتسطح بالفراش .






لم تغب ملامحها الحزينة عن عينيه طيلة الليل . زفر بضيق لقد كانت بدايتهما شديدة السوء .

بدأ يعيد حساباته ، حين تقدم لخطبتها لم يكن يخطب أمنية نفسها ؛ بل مجرد فتاة يكمل بها حياته .

اعتدل جالسا يفرك جبينه بضجر .. لم يفكر بها من الأساس طيلة الوقت !!

عاد يتمدد  وهو يتذكر نظرة السعادة بعينيها حين حصلت على تلك السحلية ..رغم أنه غضب حينها لكنه لم يرها بهذه السعادة مسبقا . 

عاد يعتدل متجهم الوجه ؛ تلك الأمنية !!! إنها لم تبد سعيدة فى اى مرحلة من مراحل ارتباطهما ...

لقد سعدت بتلك السحلية أكثر مما سعدت به .

أمسك الوسادة ليكتم وجهه ويصرخ ..ليس عليه التهاون معها مطلقا . ضرب الهواء بساقيه وذراعيه واستمر على ذلك الحال لدقائق قبل أن يسترخى لاهثا .

عانده النوم طويلا لكنه غرق بين أمواج الهدوء اخيرا حين استسلم جفنيه ليغيب فى دنيا أحلامه الدافئة.


استيقظت أمنية وحاولت إيقاظه ففشلت لذا استمتعت بالصباح دون إزعاج منه أو مشاغبة لا طائل منها .






بدأت تعد الغداء قبل أن تمسك هاتفها وتبدأ محادثة صديقاتها اللائى استغلين الوقت فى المزاح والضحك وعرض صورهن ومنها صور مركز التجميل وأمنية تتلألأ بفستان زفافها .

طالت المحادثة وسط ضحكاتهن ونست أمنية تماما أمر الطعام والموقد ولم تنتبه إلا لرؤية الدخان القادم من إتجاه المطبخ .

شهقت بفزع وركضت للمطبخ لتجد الاوانى تشكو استعارها بنيران الموقد .

أغلقت الغاز وحملت الاوانى للحوض وفتحت المياة لتندفع نحو وجهها سحابة كثيفة من الدخان المحمل ببخار الماء .

ركضت للخارج واحكمت إغلاق باب الغرفة قبل أن تفتح الشبابيك للتخلص من سحابة الدخان المكبوتة داخل الشقة .


زفرت براحة وهى تعيد إغلاق المنافذ بعد ساعة كاملة من التهوية . أرخت الستائر ونظرت نحو المطبخ بقلة حيلة ،اتجهت لغرفتها لتحمل اناء فريسة وتعود للبهو .

وضعته أمامها لتنظر لها : شوفتى اللى حصل يا فريسة ؟ اعمل ايه دلوقتي ؟ اكيد هيشمت فيا ويعملها حكاية .

عبست بمبالغة قبل أن تتابع بحدة : بس انا مش هسكت له ومش هدى له فرصة كمان .

دقائق بعد وضعت فيها خطة كاملة لإحباط هجومه من جهة واختباره من جهة أخرى وقد تتقدم علاقتهما عدة خطوات إن اجتاز هذا الاختبار.

فتح فارس باب الغرفة وخطى للخارج بتكاسل ، رفع أنفه الذى إلتقط رائحة الدخان ليرفع حاجبيه بإعجاب : هى شوت اللحمة ولا إيه ؟؟ الله انا جعان اوى .

اتجه للخارج حيث تجلس تتطلع للاناء الزجاجى الحاوى للسحلية . اقترب منها متعجبا : قاعدة كده ليه ؟ 

نظرت له : الناس تقول صباح الخير 

جلس أمامها : صباح الخير . الأكل خلص انا واقع من الجوع !!





ارتدت للخلف بصدمة ثم قالت : المفروض 

نظر لها بتساؤل : المفروض إيه ؟؟

عبثت بخصلات شعرها : المفروض طفيت عليه من ساعتين .

ابتسم بسعادة : طب كويس ..إلحقينى بيه بقا .

لفت خصلة فوق إصبعها بتوتر : لا أصل اللى حصل غير اللى كان المفروض يحصل 

قطب جبينه بعدم فهم 



: انا مش فاهم حاجة .

صرخت مغمضة العينين : يوووه . اتحرق ..نسيته ..كنت بكلم أصحابى على الشات .


             الفصل الخامس من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close