رواية اصبحت خادمة لزوجي
الفصل الخامس والسادس والسابع
بقلم هبه الفقي
(( الفصل الخامس ))
<<<<< أتمني لكم قراءة ممتعة >>>>>
---------------------------------------------------------
بالرغم من المحاولات المتكرره لحمزة لتفادي تلك الشاحنه الضخمه المقبله عليه إلا أنها باءت بالفشل فكانت سرعة سيارته عاليه يستحيل إيقافها مباشرةً بالضغط علي الفرامل لذلك سلم بالأمر الواقع وهو الموت المحتوم بعد حدوث ذلك الإصطدام المفجع ......أصبحت الشاحنه علي بعد حوالي متراً واحداً فأغمض عينيه وقرأ الشهادتين ......ظلت الشاحنه تقترب أكثر وأكثر .......كان هو مازال مغمض العينين ومستمر في ترديد الشهادتين منتظراً الإصطدام ولكن إستطاع سائق الشاحنه بمهارته تفادي السياره والعبور من جانبها دون حدوث أي خسائر لكليهما .......بعدما مر بضع دقائق فتح حمزة عينيه ليري ماذا حدث .......ليتفاجأ بأن الشاحنه أصبحت خلفه ومضت في طريقها ولم يحدث شئ .....صف سيارته بجانب الطريق وظل ينظر للطريق بوجوم غير مستوعب ما كان سيحدث منذ قليل .....كان سيصبح جثه هامده .....هذا هو جزاء من يظلم الغير سواء بالفعل أو بالقول ولكنه مع الأسف لم يدرك أن ما كان سيحدث له هو ذنب تلك المسكينه التي يتهمها بالباطل ولا يصدقها .....فقد وصل كرهها فقلبه لأبعد درجه...... إستمر علي هذا الوضع مايقرب من النصف الساعه بعدما قطع وجومه المخيف ذاك إتصال حازم نظر حمزة للهاتف وأمسكه وظل ينظر له لا يعرف ماذا يفعل انتهي الإتصال وهو مازال ممسكاً به .....عاود حازم الإتصال عدة مرات ولكن الأخر لم يتوقف عن التحديق بعدم إستيعاب للهاتف .....وأخيراً وبعد معاناه أفاق من شروده وأجاب بنبره هادئه خفيضه : أيوه ي حازم أثارت نبرة صوته قلق حازم فتحدث بترقب : حمزة إنت كويس .لكن لم يأتيه الرد كرر السؤال ثانية ولكن مازال الأخر صامتاً فتحدث حازم بقلق : حمزة ....حمزة إنت مابتردش ليه...... إنت كويس .......طمني عليكتحدث حمزة بفتور : امممم .....عايز إيه .حازم : إنت فين دلوقتي .حمزة : ليه ؟؟حازم : أنا قلقت عليك لما رجعت البيت ومالقاتكش ....كنت فاكر إنك هتيجي هنا .......حمزة إنت مال صوتك كده .......هوه حصل حاجه .تنهد حمزة بعمق وقال : ماتشغلش بالك مافيش حاجه حصلت .... أنا راجع البيت أهو ..حازم : ماشي ي حمزة......أنا مستنيك .حمزة : ماشي .....سلام .....ولم ينتظر رد الأخر وأغلق الهاتف ووضعه في سترته وعاود قيادة السياره بسرعه متوسطه .......بعد مدة ليست بقليله وصل أخيراً القصر فتح له البواب تلك البوابه الفخمه ودخل وركن سيارته في مكانها المعتاد ثم ترجل منها ومشي بخطي بطيئه إلي أن دخل القصر .....وبمجرد أن دخل هب حازم واقفاً ومشي نحوه بخطاً متلهفه وقال بقلق : حمزة إنت كويس .حمزة بدون مقدمات : أنا كنت هعمل حادثه .برزت عيون حازم وقال بغير إستيعاب : حادثه !! إزاي وإيه اللي حصل ؟؟
حمزة بتعب : سيبني دلوقتي ي حازم أطلع أرتاح .....أصل ماعدتش فيا أعصاب .حازم بلهفه : طب إنت كويس ...... حصلك حاجه ؟؟إبتسم حمزة وقال مطمئناً إياه : لا الحمد لله جت سليمه .....سيبني أطلع أرتاح بقي .حمزة براحه : الحمد لله ....ماشي خلاص .تركه حمزة وصعد غرفته ثم خلع ثيابه بأكملها وإرتدي بنطلوناً قطنياً وإرتمي علي الفراش وبمجرد أن أغمض عينيه حتي غرق في النعاس ....فالموقف الذي حدث له منذ قليل كفيل بتحتطيم أعصابه .أشرقت الشمس بطلتها المبهجه معلنه عن بدأ يوم جديد ليستيقظ كل من في القصر عدا حمزة فظل نائماً لوقت متأخر علي غير عادته مما أثار فضول الجميع فقررت والدته الصعود لإيقاظه فهي والداه الوحيدان المسموح لهما بإيقاظه ......بعدما صعدت ليلي الطابق الذي توجد به غرفته فتحت الباب برفق وقامت بإزاحة الستائر سامحه لتلك الأشعه الذهبيه بالدخول ......تململ حمزة محدثاً صوتاً يُعبر عن ضيقه من ذلك الضوء الذي أفسد نومه .......ليلي : قوم يلا ي حمزة الوقت إتأخر ...... إنت مش رايح المحكمه إنهارده ولا إيه وبمجرد أن سمع أن الوقت قد تأخر حتي هب واقفاً عن الفراش وقال : هي الساعه كام دلوقتي ؟ليلي : الساعه دلوقتي ٩ ونص ......إيه اللي نيمك لحد دلوقتي ؟حمزة : مافيش ي ماما .......رجعت إمبارح متأخر .ليلي : طب سهرت ليه ي حمزة وإنت عارف إنك هتصحي بدري .حمزة : كنت مع صحابي وماحستش بالوقت .ليلي : طب يلا البس بسرعه عشان تلحق تروح الشغلحمزة : لأ خلاص أنا كده مش هلحق ...وأصلاً أنا تعبان وعندي صداع ومش هقدر أروح .ليلي : سلامتك ي حبيبي .......تعالي يلا عشان تفطر وتاخد حاجه للصداع .حمزة : إنتم لسه مافطرتوش .ليلي : لأ لسه ......بنستناك عشان عارفه إنك مابتحبش تاكل لوحدك .حمزة : حاضر ي ماما اتفضلي إنتي وأنا هحصلك .
ليلي : ماشي ي حبيبي ......متتأخرش .
أومأ لها برأسه وانتظر حتي تخرج.......فقام بإخراج ملابس منزليه ودخل الحمام الملحق بغرفته ......بعد فتره ليست بقليله خرج مرتدياً ملابسه وقام بتمشيط شعره ورش عطره المميز ذو الرائحه النفاذه ثم نزل متجهاً إلي غرفة المعيشه .....وعندما دخل وجد حسناء تقوم بوضع بعض الصحون علي الطاوله فرمقها بنظره محتقره وخرج كي لا يراها إلي أن تنتهي .......وبعد دقائق كانت حسناء تخرج متجهه نحو المطبخ لتتجمع العائله حول الطاوله .
عز الدين : إنت لسه مالبستش ليه ي حمزة ؟حمزة : أنا مش رايح إنهارده .......
عز الدين : ليه ؟؟ مش عوايدك يعني .حمزة وهو يلوك الطعام بفمه : صحيت متأخر ...زين هامساً : اممم..... عشان كده ماما أخرت الفطار....دا أنا هموت من الجوع وكله بسبب أبو غضب .
جواد : بس الله يخرب بيتك هتفضحنا ...زين : إيه ي ناس جعان ....وهوه زي الباشا يصحي براحته واحنا نقعد نستناه .جواد : بس بدل ما يسمعك ي فالح ...ويطلعهم عليك وساعتها هتبقي زي الكتكوت المبلول .زين : خلاص ي عم سكت أهو .حمزة بسخريه : إيه ي أستاذ زين شايفك صاحي نفسك مفتوحه ع الكلام يعني .لم ينطق زين بحرف واحد وإنما وضع رأسه في صحنه بإحراج وظل يأكل بهدوء ......فتحدث جواد : تستاهل......أصل إنت مابتعرفش تبدأ يومك غير بجرعة الهزائه بتاعت كل يوم زين بضيق : ما خلاص بقي ي جواد .......دا أنت ما بتصدق .جواد : ما أنا قاعد أقولك اسكت إنت اللي ماسمعتش الكلام .
وهنا تذكر جواد مكالمة هاني بشأن الرجل صاحب الشاليه الذي يريد أن يبتاعه فقال : اه علي فكره السفر إتقدم ولازم نسافر علي بكره كده. ......لأن الراجل صاحب الشاليه هيسافر بعد بكره بالليل .عز الدين : مافيش مشاكل طالما إن مافيش وراك حاجه.....ابقي قول لحازم بقي عشان يعمل حسابه .جواد : أنا قولتيله إمبارح وراح يعمل الأجازه إنهارده .زين وهو ينهض من مكانه بسعاده : دا أنا قوم أجهز الشنطه بقي ..تضايق حمزة من تصرف زين الطفولي وقال بضجر : ماتعقل بقي ي زين ......ماعندك اليوم طويل ....وبلاش تصرفات الأطفال دي إنت مش صغير .جواد : وفيها إيه يعني لما يطلع يجهزها ......وبعدين دي حاجه تضايقك في إيه يعني مش فاهم .حمزة : ماهو دفاعك الأعمي عنه دا وتبريرك لكل تصرفاته هوه اللي مخليه يتمادي ف الأسلوب الطفولي دا .......ف خليك فحالك ي جواد .....ومالكش دعوه بيه .جواد بعصبيه : وإشمعنا إنت يعني بتدي لنفسك الحق إنك تتحكم فيه زي اللعبه ف إيدك .....ومابتدلوش الحق يختار أي حاجه ف حياته ....حمزة بصوت جهوري : اطلع أوضتك ي زين .إنتفض زين إثر صوته المخيف ذاك ثم صعد غرفته بدون نقاش فالوضع أصبح شائكاً لا يحتمل الجدال .
حمزة بحده : قولتيلك ميت مره قبل كده ماتتكلمش قدامه ف حاجه وإنت برضو بتعاندي ......لآخر مره بقولهاك مالكش دعوه بزين وخليك ف حالك ي جواد .
جواد بعصبيه : يعني إيه ماليش دعوه دي .....إنت فاكر نفسك مين يعني عشان تتحكم فينا كده .
حمزة بصوت جهوري : ماتحترم نفسك ي جواد مش عايز أمد إيدي عليك .
جواد بإستنكار : تمد إيدك عليا ....طب والله كويس .
وعند هذا الحد تحدث عز الدين بحده : ماكفايه بقي ....دا أنتم مش عامليني أي إعتبار ..... وبعدين ي أستاذ حمزة مش عشان إنت الكبير دا يديك الحق إنك تمد إيدك علي أخوك ......دا أنت خلاص إتفرعنت ي حمزة ......
حمزة بإحراج : معلش ي بابا بس هوه اللي عصبني ....حضرتك مش شايف الأسلوب اللي بيكلمني بيه .
جواد : مش لما يبقي أسلوبك معايا كويس ....أبقي أكلمك بأحسن من كده .عز الدين بعصبيه : خلاص ي جواد ......دا أخوك الكبير يعني إحترامه من إحترامي بالظبط وماينفعش تكلمه كده .
لم يتكلم أي من جواد وحمزة فإستكمل عز الدين حديثه : اللي حصل إنهارده دا ماعدتش يتكرر .....ويلا كل واحد فيكم يشوف هوه رايح فين .
فإنصرف جواد دون أن يتحدث بكلمه بينما هم حمزة لينصرف لكن إستوقفه والده قائلاً : استني ي حمزة عايزك .
حمزة : نعم ي بابا .
عز الدين : إنت عارف إن جواد ممكن يقبل منك أي حاجه وأي تصرف إلا إنك تعمل حاجه ف زين .....فعشان خاطري خف شويه ي حمزة أنا مش عايز إخواتك يكرهوك بسبب تحكمك الزياده دا فيهم .
حمزة : والله ي بابا ماحد هيبوظ زين غير جواد ....دا مابيشفلوش ولا غلطه .عز الدين : بالعكس والله ..... جواد بيشد عليه وبينصحه بس براحه عشان كده زين بيسمع كلامه علي طول لأنه بيحبه ومش عايز يزعله .....لكن إنت لو جيت تبص هتلاقي إن طاعة زين ليك خوف منك مش أكتر .
حمزة : سيبنا من موضوع زين دلوقتي ....حضرتك عاجبك الأسلوب اللي جواد بقي بيكلمني بيه دا .....أنا والله حايش نفسي عنه بالعافيه عشان خاطر حضرتك ي بابا .عز الدين : حسن أسلوبك إنت معاه الأول .....ولو تلاحظ هتاخد بالك إن جواد مبيحاولش يتكلم معاك خالص وبيتجنب المكان اللي إنت فيه .....ولولا إني مش موافق إنه يقعد ف بيت لوحده كان زمانه سابلك البيت من زمان . حمزة : يعني جواد باشا كان عايز يسيب البيت ....طب والله كويس .عز الدين : يعني إنت سايب الكلام كله ومسكت ف دي .....دا أنت مستفز...حمزة : يعني أعمل إيه ي بابا يعني ؟عز الدين : صاحب إخواتك وقرب منهم ...وإحتويهمحمزة : حاضر ......أي أوامر تانيه ؟نظر له عز الدين نظره ذات مغزي وقال : ما أنت عارفحمزة بضيق : يوه ي بابا ......هنرجع لنفس الموضوع دا تاني .......عز الدين : أيوه هنرجعله تاني وتالت ......أنت كبرت ي حمزة ......قولي كده في واحد عنده ٣٣ سنه ولسه ماتجوزش .....دا اللي قدك دلوقتي مخلفين بدل العيل إتنين وتلاته .....وأنا نفسي أفرح بيك بقي .
حمزة محاولاً إنهاء الحوار : ربنا يسهل ......لما أبقي ألاقي بنت الحلال ....عز الدين : كل مره أجبلك فيها سيرة الموضوع دا تقعد تقفل عليا ومابتبقاش عايز تتكلم فيه ...... حمزة : ما أنا قايل لحضرتك ي بابا قبل كده إن الموضوع دا مش ف دماغي دلوقتي ......بس أوعدك هفكر .
عز الدين بنفاذ صبر : ربنا يهديك ......فإبتسم له ثم قبل يده وذهب .<<<<< في مطبخ القصر >>>>>
---------------------------------------------------------
حسناء : أنا خايفه .....إيه كل الزعيق دا .....ربنا يسترحنان : ي رب ...حسناء : أنا أول مره أسمع جواد بيزعق ......دا علي طول بيبقي هادي .....إظهار كده إنه إتعدي من أبو غضب ....الله يهديه . كان جواد يقف مُتكأً علي بابا المطبخ يستمع لها دون أن يشعر به أحد ثم قال : بتجيبي ف سيرتي ليه بقي دلوقتي .شهقت حسناء ثم إلتفتت له وقالت : حرام عليك خضيتني ي جواد ......جواد : إيه ي بنتي إنتي علي طول قلبك خفيف كده .حسناء : البركه ف أخوك مربيلي الرعب .جواد : مربيلنا الرعب كلنا وحياتك .......المهم لو خلصتي تعالي يلا عشان نروح المول .حسناء بإستفهام : المول ......ليه مش فاهمه ؟جواد : مش إنتي وداده حنان رايحين المول إنهارده .حسناء : أيوه رايحين بس إنت إيه علاقتك مش فاهمه !جواد بمرح : ما تشغلي مخك بقي ي حسناء .......أكيد طبعاً أنا اللي هوديكم .....إنتم يعني ليكم مين غيري .
حسناء : ماشي ي عم .......اه م الحق كنت بتزعق ليه .....أوعي أبو غضب يكون عملك حاجه ...قول ماتخفش وأنا أجبلك حقك .جواد بمشاكسه : تجيبيلي حقي ......ي واد ي جامد ....دا علي أساس إنك مابتبقيش عامله قدامه زي الأرنب .حسناء بتمثيل مسرحي : والله إنت بتشك ف قدراتي ......ماكنتش أتوقع منك كده .....طب يلا امشي من هنا أنا مش هكلمك تاني ....وع العموم الكلام بينا إنتهي ي جواد وكل واحد فينا يشوف حاله ......إحنا مش لبعض ي إبن الناس . وهنا قهقه جواد بشده علي تمثيلها المرح .....حاول إيقاف ضحكاته المسموعه ولكن لم يستطع..... فجاء زين علي صوت تلك الضحكات وقال : ليكم نفس تضحكم من غيري .....طب أنا زعلان ....جواد من بين شهقاته : حرام عليكي ي حسناء بجد مش قادر .حسناء : أنا عملتيلك حاجه ي بني .زين : ماتضحكني معاك ي جواد بدل النكد اللي إحنا فيه دا .حسناء : نكد ....إنتوا إيه حكايتكم إنهارده .زين : جواد وأبيه حمزة كانو بيتخانقم ...حسناء : ليه إيه اللي حصل ؟جواد : ماهو دا العادي .....مافيش جديد .....كل مره نتخانق بسبب أستاذ زين اللي علي طول جايبلنا الكلام .
زين بحزن : والله أستاذ زين قرف ......نفسي مره لما أعمل حاجه ماحدش يعترض عليها وتسيبوني براحتي بقي ونفسي أبيه يبطل يتحكم فيا كده .....بجد أنا زهقت .جواد : والله كلنا زهقانين ......هوه مابيتحكمش فيك لوحدك دا عايز كل حاجه تحت سيطرته .....ربنا يهديه .حسناء بمرح : قولتيلك أروح أجبلك حقك إنت اللي مسمعتش الكلام .زين : دا إحنا بقينا جامدين ......طب روحي بقي ي شبح وورينا هتعملي إيه .حسناء بخضه : إيه ي عم إنت مابتصدق ....دا أنا كنت بضحك معاكم .....ماتبقوش تاخدولي علي كلام .جواد : والله إحنا اللي لازم ناخدلك حقك ي حسناء .....دا إنتي أكتر واحده مأذيه منه .حسناء بحزن : ماعدتش فارقه والله ......أنا بجد بتمني إن ربنا يهديه ويبعد عنه شطانه اللي مسيطر عليه كده .جواد : أنتي قلبك أبيض وطيبه أوي ي حسناء .....بالرغم اللي بيعمله فيكي والبهدله اللي بيبهدلهالك أنا عمري ماسمعتك بتدعي عليه ودا حقك أنا مش هقدر ألومك ودايماً بتدعيله بالهدايه .حسناء بمراره : وبالرغم من دا إلا إنه علي طول شايفني مش كويسه وبيفهم كل تصرفاتي غلط .....دا حتي بيفهم من مسامحتي لكل تصرفاته معايا إن ماعنديش كرامه ....... ثم تحدثت بمرح مصطنع كي تُلطف هذا الجو المليئ بالكآبه : بس تعرف ي جواد ي بني الواحد ماعدتش بيعرف يعدي يومه غير لما ياخد جرعة الهزائه بتاعة كل يوم .جواد بمشاكسه : جواد إبنك ! .....ي شيخه اتقي الله بقي ........ انتي ماعندكيش إخوات .فهي وجواد يكونون هكذا ......دائمي المزح والمرح فقط عندما يجتمعان علي عكس شخصية كل منهم في العادة .جواد : م الحق ي حسناء إحنا قدمنا السفر شويه وبقي بكره .....حسناء : وأبو غضب مش جاي معاكم برضو .زين بمرح : لأ أبو غضب هيفضل قاعد معاك ي جميل عشان يونسك ف غيابنا ....كاد جواد أن يتحدث ولكن إبتلع كلامه إثر سماع صوت صياح حمزة العالي وهو يقول : زين .......أنت فين ....تعالي .حسناء بخوف : دا شكله جاي علي هنا ........هنعمل إيه دلوقتي .....دا لو شافنا كده هيقلب الدنيا ...أنا خايفه .جواد : هيعمل إيه يعني ......إحنا مابنعملش حاجه غلط ......اهدي .....الموضوع مش مستاهل الخوف دا كله .زين بتوتر : بينده عليا .....ربنا يستر ....أنا رايح أشوف في إيه ...وهم ليخرج ولكن وجد حمزة يدخل المطبخ بعصبيه .......فإزدرد ريقه بخوف متيقناً من أن هناك كارثه علي وشك الحدوث .....
الفصل السادس
<<<<< أتمني لكم قراءة ممتعة >>>>>
---------------------------------------------------------
دخل حمزة المطبخ ولكن تفاجئ بزين يهم بالخروج فهو لم يكن يتوقع تواجده هناك ......لأنه كان ذاهب لغرض آخر .......فتحدث بعبوس : إنت بتعمل إيه هنا !زين بتلعثم : أ...أ ....أنا كنت .......حمزة بضيق : ماتخلص إنت هتقعد تتأتأ .....انجز ثم وجه بصره إلي الداخل فوجد حسناء تختبأ خلف جواد كعادتها فأثارت ثورة غضبه وتحدث بصوت جهوري وهو ينظر لزين : إنتم بتعملو إيه ؟لم يرد زين وإنما نكس رأسه فإغتاظ حمزة وقال : ماترد ي متخلف ....وهنا تحدث جواد : دا شئ يخصك ف إيه .....حمزة بسخريه : خليك ف حالك ي شيخ جواد .....ثم وجه كلامه لحسناء وقال : إنتي مش مكفيكي واحد فقولتي تضمني الإتنين ...جواد بضيق : ما كفاية بقي ي حمزة .....إنت عايز منها ايه دلوقتي سيبها ف حالها بقي ....ثم وجه كلامه لحسناء : روحي اجهزي انتي دلوقتي ي حسناء وقولي لداده حنان تجهز هي كمان عشان منتأخرش .وهنا اشتعل حمزة من الغضب وقال بصوت غليظ وهو يمسكها من ثغرها : انتي اخدتي عليها بقي كل يوم والتاني تخرجي مع البيه جواد ......والله ما انتي عدتي قاعدة ف البيت دا طول ما انا موجود ....ثم سحبها بقسوة متجهاً بها نحو الباب المؤدي للحديقة .....تحت نحيب تلك البائسه التي بُعثرت كرامتها ......إلي متي ستظل هكذا ضعيفة ومُهانه دائما ؟ إلي متي سيستمر ذلك القاسي بمعاملتها هكذا ؟ متي ستنتهي من هذا العذاب ؟أسرع جواد خلفهم ليمنع اخيه من طردها ولكن هيهات فعندما يتخذ ذاك القاسي قراراً فلا مجال للنقاش ولا للمجادلة لأن بكل بساطه لن يستطيع احد ايقافه...... ظل يلحقهم وهو يقول بصوت مرتفع : استني ي حمزة إنت بتعمل ......استني ....ولكن الاخر غير مبالي يسير بخطي سريعة مما جعل حسناء تتعثر في السير وتسقط علي الارض لأكثر من مره .....وكلما حاول جواد مساعدتها ينتشلها حمزة من زراعها كما لو كانت حشرة ليس لها قيمة.....ظل يمشي بها هكذا الي ان اصبح امام البوابه .....فتحدث الي الحارس بلهجه آمره : افتح البوابة بسرعه ......وعند اللحظه التي فُتحت فيها البوابة وكاد حمزة ان يخرجها آتي والده عز الدين وتحدث بغضب : استني عندك....إنت موديها علي فين .....فرد عليه حمزة بحده طفيفه : أنا بعمل اللي كان لازم يحصل من زمان ......البت دي ماعدتش قاعدة هنا ثانيه واحده بعد كده .......ثم قام بدفعها بكل جمود وقسوة الي الخارج مما تسبب في سقوطها ....ومن شدة دفعته عندما ارتطمت بالارض جُرحت ركبتيها حتي ان تنورتها شُقت وظهر جرحها ......فعلي صوت نحيبها المقهور ...لم تكن تعرف تلك المسكينة ان كان كل هذا النحيب لأجل توجع ركبتيها ام لأجل كرامتها الجريحه ....أسرع جواد وزين نحوها لمساعدتها في النهوض ولكنها رفضت بشده واصرت علي محاولة النهوض بنفسها .......وبالفعل وقفت علي قدميها وهمت بالسير فأوقفها جواد : انتي رايحه فين ي حسناء ....ثم سار خلفها وهو يقول : حسناء استني .......تعالي معايا اوديكي للدكتور ......ولكن الآخري لا تجيب وكأنها لم تسمعه مواصله السير غير عابٍئه بأنها حافية القدمين ولا بملابسها المتسخه المقطعه ........واخيراًّ امسكها جواد من زراعها وقال بعصبيه : انتي بتعملي ايه .....انتي مش شايفه هدومك عامله ازاي ....ارجعي ي حسناء معايا يلا ......وبمجرد ان سمعت كلمة الرجوع حتي صرخت في وجهه : ابعد عني بقي انا مش هرجع مع حد ....سيبني امشي من هنا......انتم عايزين مني ايه .....كفايه بقي اللي بيتعمل فيا دا ......انا بجد تعبت .....حرام عليكم .......ثم انفجرت في البكاء وسقطت علي ركبتيها وهي تقول بصوت منتحب : عشان خاطري ي جواد مشيني من هنا .....لو فعلا بتخاف عليا سيبني.......كان جواد يقف كالصنم لا ينطق بكلمه واحده فرؤيته لها بهذا الانهيار جعله مشلول الحركه ......فكان منظرها في حالة البكاء الهيستيريه هذه يُبكي الحجر لدرجة انه احس بأن قلبه يعتصر ألماً ......حاول تهديئتها بشتي الطرق ولكن دون جدوي فلا زالت علي حالتها تلك إلي ان فقدت الوعي .....ففزع جواد وهرع اليها حتي لا يصطدم رأسها بالأرض ....ثم نزل علي ركبتيه وحملها متجهاً بها الي القصر ......وعند مدخل البوابة وجد كل من في القصر يقف مترقباً عودتها ......وبمجرد ان وجدوا جواد يدخل حاملاً اياها حتي هرعوا صوبه ..فتحدث عز الدين بقلق : مالها ي جواد حصلها ايه ؟جواد بحزن : اغمي عليها من كتر العياط .......معلش ي بابا كلم الدكتور يجي يشوفها ......عز الدين : ماشي ي ابني ....بس دخلها جوه الاول وخلي حنان تغيرلها هدومها .حنان ببكاء شديد ولهفه : دخلها اوضتي بسرعه ي جواد ....كان حمزة يتابع ذلك المشهد المؤثر بعين بارده وقلبٍ جامد ظناً منه بأن ذلك ليس الا خدعه رخيصه منها لكي تكسب بها عطف الجميع ......حقاً لقد اثرت غيظي ايها القاسي المتعجرف .......كيف لك ان تكون بمثل هذة القسوة ؟ ماذا فعلت لك تلك المسكينه لتنال كل ذلك الكره والنفور ؟ حسناً....لابد من ان أقولها لك.......سيأتي اليوم الذي تبكي فيه ندماً وشوقاً لها وأملاً في الرجوع اليها .....ماذا؟ أيمكن لذلك أن يحدث ؟......نعم نعم سيحدث ولكن صبراً لنتركه يتجبر حتي ينكسر منخاره ويصبح السبيل الي وصالها شبه مستحيل .
---------------------------------------------------------
بعدما وضعها جواد علي الفراش وذهب جاءت حنان وليلي لكي يبدلا لها ملابسها إلي أن يأتي الطبيب وفي هذه الأثناء كان صوت عز الدين يملأ الأرجاء ف لأول مره تصل عصبيته لهذه الدرجه فذلك كله كان توبيخاً لذلك القاسي الذي لا يلين......وعندما نقترب أكثر وأكثر حتي نصل لغرفة الجلوس نسمع بوضوح ذلك النقاش المحتد بين الأب وابنه .......عزالدين بعصبيه : مليون مره اقولك مالكش دعوه بحسناء وانت برضو بتعاند....والله ي حمزة لو حسناء
جرالها حاجه إنت اللي مش هتقعد ف البيت .....فاهم ..... حمزة بحده : لأ مش فاهم ي بابا.....والبت اللي
جوه دي لما تبقي تخلص تمثيل تمشي من هنا ......ويا أنا ي هي ف البيت دا ....عزالدين بغضب : ابقي احترم نفسك بعد كده وإنت بتكلمني ......إنت خلاص ماعدتش بتفرق بين كبير وصغير ؟!.......ثم تحدث بخيبة أمل : للأسف كنت فاكرك الكبير العاقل اللي هيبقي قدوه لإخواته ....لكن إنت تصرفاتك بقت أسوأ من تصرفاتهم ....إنت مش واخد بالك من سنك ولا إيه .....حسناء اللي مش طايقها دي أصغر من أخوك زين .....يعني مش عيب عليك لما يبقي عقلك أصغر من عقلها وتعاملها بالطريقه البايخه دي .حمزة بصوت مرتفع : برضو سنك .......هو أنا كل أما أتكلم مع حضرتك هتقعد تقولي سنك ..سنك....وإنت مش صغير ع اللي إنت بتعمله دا ......عزالدين بغضب : لآخر مره بقولك ماتعليش صوتك عليا واحترم نفسك ......كاد حمزة أن يتحدث ولكن قاطعه دخول جواد فتحدث عزالدين بحده : إيه ي جواد .....عايز إيه ؟تحدث جواد : الدكتور بره وعايز حضرتك ...عزالدين : طيب ي جواد روح إنت وأنا جاي وراك......وبمجرد أن خرج جواد حتي وجه كلامه لحمزة قائلاً : كلامنا لسه ماخلصش ي حمزة .حمزة بضيق : لو ع اللي اسمها حسناء أنا كلامي إنتهي خلاص .....لو سمحت أنا مش عايز أسمع سيرة البني أدمه دي تاني ....ولو ع القعاد ف البيت أنا أصلا مش عايز أقعد ف مكان هي فيه .....أنا همشي ومش هرجع غير لما تمشوها من البيت . عز الدين بغضب : إنت إيه اللي بتقوله دا تمشي إيه ....إنت واعي للكلام اللي بتقوله ....إنت عايز تسيب البيت عشان موضوع مش مستاهل ....إعقل ي حمزة .....وارجع عن اللي ف دماغك .
حمزة : أنا عارف أنا بقول إيه كويس أوي ......أنا همشي دلوقتي وعايز لما ارجع مالقيهاش والا والله العظيم همشي وما حد هيعرفلي طريق .عزالدين بصدمه : أنا مش مصدق والله اللي إنت بتقوله ......إنت بتعمل ليه كده ......أنا عايز أعرف إيه اللي مخليك تكره البنت دي للدرجادي ؟حمزة بتحدي : مالوش لازمه الكلام دا ويا أنا ي البت دي ف البيت .....ولم يمهل والده فرصه للحديث وخرج مسرعاً تاركاً والده في حاله من الصدمه والزهول .....وهنا يأتي جواد مرة آخري لوالده ليقول : حضرتك إتأخرت ليه .....الدكتور مستعجل ...
عزالدين : خلاص جيت أهو .....ومشيا سوياً وصولاً إلي الطبيب وبعد تبادل السلام والترحيب ......أخبر الطبيب عزالدين أن حسناء تعاني من إنهيار عصبي نتيجة ضغط نفسي إلي جانب علتها القديمة وهي فقر الدم ولكن حالتها ساءت عن المره السابقه ويجب أن تذهب إلي المستشفي لتباشر علاجها الصحيح هناك فهي بحاجه لنقل دم سريع وأخذ بعض أجهزة الحديد وبعدما ذهب الطبيب تحدث جواد إلي والده : هنعمل إيه ي بابا دلوقتي........ماينعفش نعمل حاجه زي دي وأهلها مش عارفين . عزالدين : مش دي المشكله لو علي أهلها أنا هقول لحنان تكلمهم ......المشكله ان أخوك حمزة مش عايز حسناء تقعد هنا .....لو مامشيتش هيسيب البيت ويمشي .جواد : حمزة كده ي بابا غلطان ومالوش حق ف إنه يدخل ف قاعدها هنا ......البنت دي غلبانه خالص والله ومالهاش ف المشاكل ......وهي أصلا اللي هتصمم تمشي بعد اللي عمله فيها .عزالدين : عارف ي بني والله بس هعمل إيه لأخوك ...أنا عارفه عنيد ومش هيرجع عن اللي ف دماغه .....ربنا يعدي الموضوع دا علي خير .<<<<< في غرفة حسناء بالقصر >>>>>
---------------------------------------------------------
نجد تلك المسكينه تنام وهي منكمشه علي نفسها كما لو كانت طفلاً تلبس منامه منزليه رقيقه وشعرها يغطي وجهها فمنظرها الطفولي هذا كفيل بأن يسلب عقل كل من يراها .......ظلت حنان جالسه بجانبها إلي أن تحين موعد العشاء فذهبت لتعده وبعد ساعه تقريباً أتي حمزة وهو لا ينتوي الخير ليجد زين أمامه فيقول بصوت مرتفع : البت اللي جوه دي مشيت ...زين بتلعثم : ح ...ح ..حسناء ....لأ نايمه جوه ....لم يرد عليه حمزة وإنما مشي بخطي سريعه إلي الداخل متجهاً نحو غرفتها ليفتح الباب بطريقه هوجاء فتفزع تلك النائمه وكادت أن تتحدث ولكن إبتلعت كلامها عند رؤيتها لذلك الثور الهائج فإرتبكت ماذا ستفعل الآن ؟ كيف له أن يدخل بهذه الطريقة والادهي من ذلك أنها لا ترتدي سوي تلك المنامه التي تظهر منها رقبتها وأزرعها بالكامل بالإضافة إلي شعرها ؟ظل حمزة واجماً للحظات في مظهرها الذي يفتن البصر ويسلب العقل ذاك .....كان واجماً في شعرها الأسود الطويل المنسدل الذي يصل إلي ما بعد خصرها وتلك المنامه الطفوليه.....ولكن سرعان ما أفاق من وجومه علي صوت جواد وهو يقول بغضب : إنت واقف عندك بتعمل إيه .....لنجده يدخل الغرفه ويسحبها من شعرها بقوة ويقول وهو يجز علي أسنانه : أنا قولت مش عايز أرجع ألاقيقي هنا ....إنتي ي بت ماعندكيش كرامه ......واحده غيرك بعد البهدله اللي شافتها كانت مشيت .....لكن هقول إيه ...ما إنتي واحده و*** مالكيش أهل يربوكي ولا يسألوا عليكي ....أنا عارف أشكالك دي وبعرف أتعامل معاهم كويس ......ثم سحبها خلفه وهو مازال ممسكاً بشعرها إلي الخارج وهي تبكي وتحاول تخليص شعرها من قبضته ... إنه نفس المشهد الذي حدث منذ بضع ساعات ...ي إلهي لما كل هذا الظلم ...لما كل هذه الإهانه ....وعند هذه اللحظه أمسك جواد بيد حمزة وقام بإنتزاع شعرها منه وقال : روحي إنتي ي حسناء إلبسي هدومك وإقفلي علي نفسك الاوضه .بعد فعلة جواد تلك أصبح حمزة كالوحش الغاضب وإنقض عليه يضربه إلي أن أفرغ شحنة غضبه وتركه وصعد غرفته ....تجمع كل من في القصر حول جواد الذي كاد أن يفقد وعيه من شدة اللكمات ....وعندما رأت ليلي جواد بهذه الحاله تحدثت بحده : البنت دي من ساعت ما دخلت البيت دا وأنتم مابطبتلوش خناق .....حسناء ماعدلهاش قعاد هنا بعد انهارده .
جواد بألم : وهي ذنبها إيه ......حمزة هو اللي غاوي مشاكل ...ليلي : لسه برضو بدافع عنها بعد اللي حصلك بسببها .عزالدين : روحي قوليلها ي حنان تلم هدومها وتمشي من هنا . جواد : بابا هو حضرتك نسيت إنها لازم تروح المستشفي .عزالدين : أنا هتصرف لكن قعاد هنا ماعدتش هتقعد ....روحي يلا ي حنان قوليلها .كانت حنان تتألم لتلك المسكينه فهي لا تعرف أين ستذهب فليس لهي مأوي سوي عند القاسي الذي يُدعي أخيها ....لكي الله ي إبنتي ....ولكن ماذا ستفعل فليس أمامها خيار .....ذهبت إلي غرفتها ولكن وجدتها مغلقه فطرقتها عدة طرقات لتفتح لها حسناء وهي ترتدي ملابسها ومن ثم حجابها حاملة حقيبتها وقالت : أنا أصلا كنت همشي من غير ماحد يقول .حنان بدموع : خلي بالك من نفسك ي حبيبتي ...ثم إحتضنتها وحاولت أن تعطيها بعض النقود ولكن الأخري رفضت بشده وقالت : شكراً بس أنا مش محتاجه .....بعد أذنك أنا لازم أمشي عشان إتأخرت ...وتركتها وذهبت .....وأثناء سيرها وجدت العائله متجمعه لم تكلف نفسها بالنظر لهم حتي......لا بل أكملت سيرها وكأنها لم تراهم فالكل أصبح ضدها الآن ماذا فعلت في حياتها لتتعرض لكل ذلك الظلم ....ولكن لا يهم فهي مؤمنه بأن الله سيعوضها ويخبئ لها الأفضل ....وعندما رآها جواد حاول القيام من مقعده ليستوقفها ولكن والدته منعته ...لماذا أصبحت هي الاخري قاسيه هكذا ....فتحدث زين وهو يسير خلفها : إستني ي حسناء عشان أوصلك .فردت عليه حسناء : لأ شكراً أنا بعرف أروح لوحدي .
وتركته لتكمل سيرها إلي أن أصبحت خارج القصر بأكمله تحت نظرات ذلك الذي يقف كالصقر في نافذة غرفته ......ظل يتتبعها بنظراته حتي إختفت .....
(( الفصل السابع ))
<<<<< أتمني لكم قراءة ممتعة >>>>>
---------------------------------------------------------
يا الله أنا خائفة .....فأنا أخاف من الظلام .....ماذا إن وجدت كلباً في الطريق؟!.....فإنه مصدر رعبي ....ماذا إن قابلت شخصاً لئيماً وأراد بي السوء؟!....يا الله ردني إلي بيتي سالمة ....ماذا أقلت بيتي ؟!...يالني من حمقاء .....وأي بيت ذاك ....أليس هو ذاك المكان الذي من المفترض أن أشعر فيه بالراحه والأمان ...يكفيكي كلاماً ي حسناء لا فائدة له .....فبماذا يفيد الكلام في هذا الموقف .....يا إلهي أنت تعلم عجزي وقلة حيلتي فيا الله نجني مما أنا فيه واجعل هذا المأذق يمر سريعاً .....فليس لي غيرك حافظاً ولا منجياً ....كان كل كذلك يدور بخاطر تلك التي تمشي وكل مابها يرتجف من شدة الخوف ودموعها تسيل دون توقف حتي أن صوت شهقاتها أصبح مسموعاً وكأنها طفلة تائهه ضلت مكان والدتها ...ولكن ما السبيل فليس أمامها سوي السير إلي أن تجد سياره تُقلها إلي منزلها .<<<<< في غرفة حمزة بالقصر >>>>>
---------------------------------------------------------
كان حمزة لا يزال واقفاً أمام النافذة يفكر في ذات الشعر الأسود التي قلبت حياته رأساً علي عقب فهو لا يستطيع أن يحبها ولا أن يتركها وشأنها.....فقد أصبحت إهانتها ورؤية ضعفها وخوفها أمامه شيئاً ممتعاً بالنسبة له.....يالك من شخص مريض ....كيف لك أن تستمتع بمثل هذا الشئ .....الآن فقط تأكدت بأنك شخص معقد بحاجه للعلاج......ولكن دعونا من هذا ...ولنستكمل حديثنا......كان يسترجع مشهد سحبه لها من شعرها ....وكيف كان جميلاً لدرجه جعلته غير قادر علي الوقوف دون لمسه .....لنجده ينظر فجأة ليده التي أمسكت به فيلاحظ وجود بعض الشعرات متشابكه بين أصابعه ثم يحاول إنتزاعها فيشتم رائحة عطر الفراولة....يا إلهي ياله من عطر جميل ....فيرفع يده إلي أنفه ليستشق بعمق ذلك العبير ....إنه نفس العطر الذي يفضله ...حتي أنه دائماً ما يشتري معطر سيارته بنفس هذه الرائحه ....وعند هذه اللحظه يتذكر أن صاحبة ذلك العطر تسير بمفردها في هذا الوقت المتأخر ......حاول أن يشغل نفسه لكي يتناسي الأمر ولكن شهامته لم تدعه وشأنه .....ظل يفكر كثيراً أيذهب لتفقدها أم لا ....وبعد صراع طويل بين أفكاره قرر أخيراً أن يذهب ليطمأن عليها ....ماذا ؟؟!!....أنا غير مصدقه ....أقرر ذلك المتعجرف أن يتنازل عن كبريائه. تمهلي عزيزتي حتي لا تُسيئي الفهم ....فهو لن يفعل ذلك لأجل سواد عيونها بل لأجل شهامته ....فهو لن يلين بهذه السهوله ....إلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته وإرتدي سترته وخرج نزولا إلي الطابق السفلي ليجد كل من جواد وزين يتجادلان مع والديهما لكي يذهبا للإطمئنان علي حسناء ....ولكن الأخريان يرفضان بشده معللين لذلك بأنها من المؤكد أخبرت أحداً من أقاربها بأن يأتي لأخذها للمنزل ....وبمجرد أن رآه جواد حتي نظر له نظرة لوم وعتاب ثم أدار وجهه للجهه الأخري ....ولكن زين لم ينتبه لحضوره وظل يلح علي الذهاب حتي جائه الرد القاطع بنهره جهوريه من حمزة قائلاً : ماتخرص بقي ي زفت ....ماتروح ف داهيه ....وإنت مالك ....واطلع ذاكر .
فإبتلع زين كلامه ثم صعد غرفته دون أن يتفوه بحرف واحد .....فتحدث عزالدين : ياريت تكون إرتحت ي أستاذ حمزة .لم يرد حمزة عليه وإنما أكمل سيره إلي أن خرج من القصر واستقل سيارته .....ظل يسير بها مسافه ليست بكبيره حتي لمحها من بعيد فصف سيارتها جانياً وقرر السير خلفها إلي أن يطمأن بأنها وجدت سياره تُقلها إلي منزلها ......ظل يسير بحذر خلفها حتي لا تشعر به إلي أن أصبحت المسافه بينهما صغيره .....فأحست تلك الخائفه بوجود شخص ما يسير خلفها ....كما أن ظلاله أصبحت واضحه أمامها ....ماذا ستفعل الآن ...فهي أصبحت تشعر بالتعب إلي جانب الدوار الذي بدأت تشعر به كما أن ارتجاف جسدها إزداد إلي حد جعلها غير قادره علي مواصلة السير .....فالأرض أصبحت وكأنها رخوه فكلما سارت أحست بأن قدمها تغوص بها....ولكن عزمت علي مقاومة حالة الإعياء الشديده التي أصابتها والسير قدماً.....وبعد أن سارت مسافه ليست بالكبيرة أحست بأن الأرض تدور بها وأصبحت غير قادرة علي موازنة نفسها ..كان حمزة ملاحظاً لعدم قدرتها علي مواصلة السير .....وعندما فقدت وعيها وكادت أن تسقط هرع نحوها وحملها بين زاعيه وكأنها طفلة ....فجسده ضخم جدا مقارنة بجسدها النحيل .
كان حمزة يشعر بإحساس غريب عاجز عن فهمه وهو يحملها..فدقات قلبه أصبحت متسارعه دون سبب....وما زاد الأمر سوء عندما أسندت رأسها علي صدره بحيث أصبح رأسها ملاصقاً تماماً لقلبه....فشعر بأن قلبه سينقلع من مرقده....ي الله لقد أصبحتي أيتها الحمقاء كاللعنه في حياتي....ظل يسير بها إلي أن أصبح خارج ذلك المجمع السكني....ولحسن حظه بمجرد خروجه وجد سيارة أجره يقودها رجل تظهر عليه ملامح الشيب والوقار ....وعندما أوقفه وأدخل حسناء بها تحدث حمزة : البنت دي أنا لقيتها مغمي عليها ف الطريق ...فمعلش ممكن حضرتك بعد ماتفوق توصلها لبيتها . نظر له السائق بنظرات محتقره فهو يظن بأنه يكذب ومن المحتمل أنه فعل بها شيئاً ما ويريد أن يورطه بها ....ففهم حمزة تلك النظرات جيداً فلو تبادلت الأدوار وأصبح حمزة هو السائق لما كان صدقه مهما فعل محاولةً للتبرير ....وقال : أنا علي فكرة ماكذبش ومش مضطر أعمل كده أصلاً ....ثم أخرج له بطاقته وأكمل كلامه : دي بطاقتي حضرتك ممكن تاخدها وتبقي تجبهالي بعد كده المحمكه .
وعند إطلاع السائق عليها ومعرفة وظيفته تحدث بإرتباك : معلش ي بيه ما تآخذنيش....أنا راجل كبير ومش حمل مشاكل وبهدله...وزي ماحضرتك عارف ماعدتش أمان وولاد الحرام كٍترو....خلاص ي بيه أنا هوصلها وماتشتلش هم....دي زي بنتي ومش هسيبها غير لما أسلمها لأهلها .
حاول حمزة أن يعطيه بعض النقود ولكنه رفض بشدة معللاً بأنه سيفعل ذلك لوجه الله ولا ينتظر مقابل.
وعندما هم بالذهاب تحدث السائق : طب أقولها إيه ي بيه لما تفوق وتسألني هي ركبت إزاي .....فرد عليه قائلاً : قولها إنك لقيتها واقعه ع الطريق وأخدتها توصلها...لكن ماتجبلهاش سيرتي...مفهموم .
السائق بإنصياع : مفهموم ي بيه....ثم أدار محرك سيارته وإنطلق بها إلي أن وصل إلي أقرب بقالة وإشتري لها الماء وبعض العصائر ثم قام برش الماء عليها إلي أن إستعادت وعيها....ولكن بمجرد أن أفاقت ورأت ذلك الرجل الغريب حتي فزعت وهمت بالخروج وهنا يتدخل السائق قائلا : ماتخافيش ي بنتي....أنا مش خاطفك....خدي إشربي دا....لكنها رفضت بشده ثم قالت بخوف : إنت مين....وجيت معاك إزاي.
فأجابها : أنا ي ستي لقيتك مغمي عليكي ع الطريق فركبتك معايا لحد هنا....ودلوقتي أنا عايزك تقوليلي إنتي ساكنه فين عشان أوصلك .ولأن حسناء ساذجه وتثق بالناس سريعاً صدقته..فهي هكذا دائماً تعطي الثقة والأمان لمن هو جدير بذلك ومن لايستحق....فقالت : شكراً ي عمو بس أنا بيتي بعيد وكده هأخرك ....وأنا مش عايزه أتعبك .
إبتسم لها ثم قال : مافيش لا تعب ولا حاجه....وبعدين أنا بيتي كمان بعيد ويمكن نطلع ف طريق واحد ....ها قولي يلا العنوان .
وعندما أخبرته العنوان قال بتفاجأ : دا احنا طلعنا جيران....وف نفس الشارع كمان.....بس أنا أول مره أشوفك ....وكاد أن يكمل كلامه ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه....وإنشغل بالرد ليترك تلك البائسه تفكر في مصيرها....فبماذا ستخبر أخيها عن سبب تأخيرها؟....بماذا ستعلل له عدم روجعها العمل مرة أخري؟ هل سيصدقها...أم سيكون مصيرها الضرب والإهانه كالعادة؟...ماذا ضرب؟....لقد ضُربت كثيراً...أما يكفيني ذلك....فأنا تعبت....ليس لي أحداً في هذه الدنيا....ليس لي سنداً....أين من كان درع حمايتي...تباً لك أيها التراب....فأنت تحتجز قطعه من قلبي....أصبحت روحي بعدها مهشمه جريحه لم تجد من يداويها....كنت كالعصفورة في قفصها الذهبي...جاهله لكل تلك القسوة التي أصبحت محاطه بها الآن....لماذا الكل يعاملني بقسوة....لماذا يستمتعون بإهانتي....لما أصبحت كالمنبوذه....هل أستحق كل ذلك الكره والنفور....لماذا دائماً أنا المدانه وهم أصحاب الحق....متي سأنتهي من هذا كله وأحيا حياة مثلي كباقي الفتيات....أمن المعقول أن يأتي يوماً وأجد من يحبني وأعيش معه الحياة السعيده التي لطالما حلمت بها....ولكن تمهلي ي حسناء لا تتخيلي كثيراً فهذا ليس من حقك....فأنتي لن تقعين في الحب بل تقعين في المشاكل والمصائب فقط....فهذا ملائماً لكي أكثر....ماهذا الكلام ي حسناء كيف لكي أن تقولي هكذا....أليس لكي رباً كريماً أعلم بما هو لكي أفضل....فلتصبري...وإن فرجه لقريب .
أفاقت من شرودها علي صوت السائق وهو يقول : لأ ي حبيبتي نامي إنتي لأن أنا هتأخر .....خلي بالك من نفسك واقفلي الباب كويس....محمد رسول الله .
وهنا تذكرت حسناء والدها وكيف كان يخاف عليها من كل شئ....وكيف كان دائم النصح والتوجيه لها ....افعلي هذا ولا تفعلي ذاك...احترسي...هل أكلتي...نامي باكراً...أين أنت ي أبي الآن لتري كيف أصبح حالي....لتري حياتي البائسه العاتمه....كنت لي كالنور ينير ظلمتي....رحمك الله ي أبي وأسكنك الفردوس الأعلي.
وعندما إنتهت من تذكر شريط أحزانها ذاك...لمحت صورة لفتاه تقريباً في نفس عمرها ملتصقه بالزجاج فتحدثت إلي السائق وهي تشير إليها : هي دي بنتك.....فأومأ لها برأسه وقال : أيوه...دي بنتي...دي الحاجه الوحيده اللي طلعت بيها من الدنيا .
حسناء : ربنا يخليهالك.....هي إسمها إيه ؟السائق : إسمها مني....وإنتي إسمك إيه بقي ؟
حسناء : أنا إسمي حسناء....ومن هنا دار بينهما حوار طويل إلي أن وصلا مقصدهما وعرفت حسناء مكان سكنه ووعدته بزياره قريبه للتعرف علي إبنته..وبعدها
إنصرفت لتذهب لمنزلها....وعندما أصبحت أمام باب الشقه مباشرة نظرت في ساعتها فوجدت أنا الساعه تجاوزت الواحدة مما زاد من خوفها ولكن ماذا ستفعل فهي حتماً ستدخل فإن لم يكن الآن متي سيكون
ظلت واقفه بضع ثوانٍ حتي إستجمعت شجاعتها ثم دقت الباب ويديها ترتجف من الخوف وبمجرد أن فُتح الباب حتي سحبها أخيها من حجابها يبدو أنه كان ينتظرها وقال : كنتي فين ي **** ي ****** لحد دلوقتي ثم صفها صفعه مدوية وأكمل كلامه : ها ماتردي ي ****....ولكن الآخري تنتحب فقط والأخر سيُجن من عدم ردها وتلتها عدة صفعات وهي مازالت لا تجيب فتحدث بصوت جهوري : ماتردي ي بت إنتي مابتحسيش.
وهنا تدخلت خليفة إبليس لتقول : عايزها ترد عليك تقولك إيه يعني أكيد عامله عامله وخايفه تقول....إنت اللي سيبتلها...أهي بقت *****وهتحط راسك ف الطين....شوفلك حل مع البت دي....ي تقتلها وتحافظ علي شرفك ي تجوزها وتريحنا من مصايبها....الله أعلم هببت إيه ومش عايزه تقول .وكان كلامها ذاك كالبنزين الذي سُكب علي النار وزادها إشتعالاً فإزداد مازن من ضربه لحسناء...ولعل لذلك الضرب كان مقتصراً علي يده ولكن ذلك القاسي المجرد من الإنسانية خلع حزامه وظل يضربها به حتي فقدت وعيها.....ولم تقتصر القسوة علي ذلك فقط بل والأدهي أنهم تركوها في مكانها وكأنها جماداً مجرد من الإحساس ليس له قيمة.
وبعدما حل الصباح وطلعت الشمس بنورها الذهبي إستيقظت نعمه وسارت خارج غرفتها وصولاً إلي حسناء فتحدثت بصوت مرتفع : قومي يلا ي سنيوره...إنتي هتفضلي نايمه كده كتير....ولكن حسناء من كثرة تعبها كنت تغط في نومٍ عميق ولم تستيقظ ولكي توقظها سكبت عليها الماء البارد....لتفزع تلك المسكينه وتقول : حاضر حاضر ....خلاص صحيت أهو
فتحدثت نعمه : قومي يلا ي هانم إعملي الفطار وروقي البيت....قبل ما أخوكي يصحي.حاولت حسناء النهوض ولكن آلام جسدها منعتها وظلت هكذا لدقائق عاجزة عن الحركه فتتحدث تلك القاسيه بحده وهي تشدها من زراعها : بطلي مياعه ي ختي....ماكنتش علقه يعني....ماانتي متعوده علي كده....ويارته بيأثر فيكي....دا انتي عايزه كسر دماغك.
سارت حسناء وهي تبكي إلي أن دخلت المطبخ....وبعدما إنتهت من إعداد طعام الإفطار خرجت ووضعته علي الطاوله ثم ذهبت لتوقظ أخيها
جلست معهم وأكلت بعض اللقيمات وعندما همت بالنهوض تحدث مازن بعبوس : ماتفكريش إن تأخيرك كل يوم والتاني دا عدي عليا....واللي عملته فيكي امبارح دا مايجيش ذره ف اللي هعمله فيكي لو عرفت إنك عامله حاجه من ورايا....وعشان كده انتي لازم تروحي مع أمي عند الداية حميده إنهارده بالليل .
كانت حسناء تسمع ودموعها تنساب دون توقف فهذا أقصي ما تستطيع فعله....حاولت أن تتكلم ولكن مازن قاطعها قائلاً : مالوش لازمه أي كلام هتقوليه....لأن مش هصدقك....ويلا قومي شوفي وراكي ايه عشان مش فاضي لعييطك دا.ماهذا الأخ الغبي....كيف له أن يظن بإخته هكذا..أليس هو من المفترض أن يكون سندها بعد والدها....همت حسناء بالدخول لغرفتها ولكن استوقفتها نعمه قائلة بفظاظه : استني ي هانم رايحه فين....روقي البيت الأول وبعد كده روحي ف الداهيه اللي تعجبك...لم تناقشها الأخري وإنما أحضرت المكنسه اليدويه وبدأت في التنظيف
<< في بيت محمود السائق >>>>>
---------------------------------------------------------
نجد العم محمود يسير بصينية موضوع عليها بعض الأطعمه وكأس من الحليب وبعض الحبوب العلاجيه متجهاً بها نحو غرفة صغيره نسبياً تقع مباشرة أمام المطبخ ثم يدق الباب برفق ليأتيه الرد سريعاً فيفتح الباب ويضع ما بيده أمام تلك القصيره صاحبة البطن الكبير المنتفخ المستلقيه على ظهرها فتقول بعتاب : ليه تعبت نفسك ي بابا...أنا كنت هعمل الفطار بس كنت مستنيه حضرتك تصحي....وبعدين ايه اللي مصحيك بدري كده . ليتحدث محمود : ي ستي ولا يهمك....أنا أطول أعمل الفطار لحفيدتي العسوله اللي جايه ف الطريق .
مني بغيرة : اه قول كده بقي....طب ايه رأيك بقي إني مش ناويه أفطرها إنهارده .فقهقه محمود ثم قال : خلاص ي مني ماتزعليش....وبطلي غلبه بقي وخدي العلاج وإفطري عشان عايز أسألك علي حاجه مهمه .مني بفضول : عايز تسأل في إيه ها....قول قول ي بابا.محمود : ياريتني ماقولتيلك....أنا عارف إنك زنانه ومش هتصبري لما تفطري .مني بدلع : يعني أنا زنانه ي بابا....دا أنا حتي عسل وكيوت ومش زنانه خالص .محمود : أيوه ما أنا عارف إنتي هتقوليلي .....المهم بقولك تعرفي واحده إسمها حسناء سامي جارتنا هنا ف الشارع . مني بإستغراب : أيوه....بس حضرتك بتسأل ليه .
محمود : هقولك بعدين....طب والبنت دي إيه رأيك فيها.....أخلاقها كويسه .مني بجديه : أنا ماعرفهاش أوي....هي كانت زميلتي اه بس ماكنتش بشوفها كتير لأنها ماكنتش بتيجي غير ف الامتحانات....بس هي بنت طيبه وف حالها .محمود : طب إيه رأيك فيها لمحمد إبن عمك . مني : مناسبه جداً....حتي شبه بعض....طب حضرتك قولتيله ولا لسه .محمود : ودا فعلا نفس رأيي....لأ لسه هقوله....كنت قايله يقابلني ع القهوه إنهارده قبل ما أروح الشغل....ثم قام من مقعده وقال : أنا همشي دلوقتي عشان ما أتأخرش عليه....كُلي كويس وخلي بالك من نفسك...ثم هم بالحديث ولكن قاطعته مني قائله : واقفلي الباب كويس....وماتتعبيش نفسك ف مصالح البيت عشان البت....كده تمام ولا فيه أي أوامر تانيه....ابتسم محمود ثم قال وهو يقبلها من جبهتها : لأ مافيش ي لمضه....وبعدما ودعها ودثرها بالغطاء جيداً خرج من المنزل متجهاً نحو القهوة القابعه في رأس الشارع .
<<<<< في غرفة حمزة بالقصر >>>>>
---------------------------------------------------------
نجد الغرفة مقلوبة رأساً علي عقب وكل ماهو مُّعلق....ملقي علي الأرض وفي غير موضعه وكذلك مصير كل مايوجد في الأدراج وكل ماهو مُرتب...ثم يأتي حمزة من الأسفل وهو غاضب ويقول : أكيد هي بنت***** اللي أخدت الساعه....والله لو طلعت معاكي لموديكي الحجز يروقكي هناك....ثم بدأ بالبحث مرة أخري ولكن بلا جدوي فلا زالت تلك الساعه مختفيه....تُري أين هي....ثم قال بصوت جهوري وهو يتجه إلي الخارج : الساعه دي لو ما ظهرتش والله العظيم ماهرحم اللي أخدها....كان كل من في القصر يبحث عنها فهذه الساعه هي المفضله له من ضمن عشرات الساعات التي يمتلكها بالإضافه إلي كونها باهظة الثمن....فما لا تعرفوه عن حمزة أنه مولع بشراء الساعات الباهظه....ثم بعد ذلك خرج من القصر بأكمله وهو يكاد ينفجر من شدة غضبه .
