أخر الاخبار

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الثامن والعشرون28الاخير بقلم دهب عطيه


رواية ملاذي وقسوتي

الفصل الثامن والعشرون الاخير  الخاتمة


صعدت على السلالم المؤدية لغرف نوم البيت 

بأكمله و كانت عيناها بركتين من النار الحارقة 

وشفتيها تبتسم بطريقة بشعة فقد اقتربت من 

تنفيذ مخطط اخذ وقتٍ كبير في الإعداد له.... 


وقفت امام غرفة حياة ووضعت يدها على مقبض

الباب لتدخل إليها وتغلق الباب خلفها بقوة

بالمفتاح....


في ذات الوقت انتفضت حياة من نومها بفزع وهي ترى ريهام أمامها تنظر إليها بغل شيطاني.. 


"ريهام..... بتعملي إيه هنا.... "


تحولت أنظار حياة الى المفتاح المتعلق في الباب 

"انتي بتعملي إيه.. وبتقفلي ألباب ليه... "


نهضت حياة بوجه يشوبه الانفعال.....سارت نحو  باب غرفتها لفتحه واخراج تلك الوقحة منه ....


حين مرت حياة من امام ريهام بعصبية مسكتها  ريهام من ذرعها بقوة وحقد.... 

"راحه فين يامرات حسن..... يووه نسيت يامرات سالم معلشي العتب على النظر.... "


اكفهر وجه حياة واحتدت عينيها من تلميحات ريهام لترد عليها بعصبية.... 

"اخرجي بــره ياريهام انا مليش حيل اتكلم معاكي ..وبعدين ازاي تدخلي البيت هنا بعد اللي حصل إيه لدرجه دي معندكيش دم ... "


نظرت لها ريهام بشر و وجهاً لوجه قالت 

"جايا اصفي حسابي وحساب ابويه واخويه ولحساب مش هيتصفى غير عن طريقك انتي 

ماهو انا بتلقك عشان ارد كرامتي الى دهس

عليها جوزك عشان بيحبك... "


ضحكت ريهام ببرود قائلة باهانة لإذاعة...

"مش عارفه بيحب فيكي إيه... لا جمال ولا مال ولا عيله ولا فصل ولا اصل ولا آي حاجه تملكيها عشان يتمسك فيكي لدرجه دي ويرفضني انااا... "


بلعت حياة المهنة بصعوبة وهي ترد عليها باجمل

أبتسامة تمتلكها فقط لاستفزازها  قائلة... 

"يمكن يكون عندك حق انا مش بمتلك كل الصفات 

اللي ذكرتيها..... لكن انا بمتلك قلب مقدرتيش تُملكيه ياريهام.... سالم شاهين.... ولي بيني وبين سالم  هو شيء صعب يستقبله ويفهمه قلبك 

وعقلك  الأسود.....بجد تستحقي الشفقه.... "


------------------------------------------------------

اوقف سالم السيارة فجأه في نصف الطريق وهو 

يمرر يداه على وجهه بضجر.... 

"مش معقول هرجع كل ده.... "

نظر الى ساعة يده بضيق.... فالملف الذي ظل أسبوع يحضر فيه ملاحظات تطور المصنع الجديد وعرضها على الموظفين في الإدارة لسير العمل بعدها على هذا المنهج الجديد الذي أضافه في ذاك الملف الموضوع الآن على المنضدة في قلب صالون البيت!.


فتح الهاتف على كاميرات المراقبة آلموضوع في بيته منذ فترة ولم يحاول تغيرها قط.... 

كان يحاول ان يتأكد من وجود آلملف في المكان الذي قد وضعه به..... ولكن لا يعرف لم قلبه قاده

الى غرفة نوم حياة للاطمئنان عليها فباله كان 

مشغول عليها من وقت خروجه من المنزل.... 


دقق النظر قليلاً لتحتد عيني سالم 

وهو يرى ريهام تقف وجهاً لوجه أمام حياة ويبدو ان هناك شجار انثوي حاد على وشك البدء..... هذا ما ظنه ... ولكن دوماً العين تجفل عن كشف ستار الشر من حولها... 


اشعل محرك السيارة للعودة الى البيت باقصى سرعه.....


-------------------------------------------------------

"انا عارفه انك امتلكتي قلب سالم وده  

سوء حظك وعشان وقعك في سكتي.... ولاجمل ان الإنتقام  عن طريقك انتي متعه تانيه يابنت الحرام... "


صدمتها ريهام بقوة في رأسها في لحظة كانت حياة مزالت تقف أمامها تترجم حديث ريهام المريب.... 


وقعت حياة أرضٍ وهي تنظر الى ريهام بصدمة لتسيل الدماء من رأس حياة سريعاً ولكن ببطء 

ان صح التعبير كان الجرح كان بسيطٍ بعد الشيء.... 


"انتي اجننتي.... آآآآآه... "


وجدت ريهام تنقض عليها كانمرة الشرسة وهي تحاول ضرب بطن حياة بقبضتها القوية....وهي 

تصيح بجنون شيطاني اعمى... 

"لازم أحرقك يابنت الحرام مش لازم تعيشي هحرق قلبه عليكي... وقبل ده كله هحرق قلبك على اللي  في بطنك هحرق قلبك قبل محرقك بنار.... "


صرخة حياة وهي تحاول النهوض باتجاه الباب.. 

"لاااااا... لااااااا... ابعدي عني "


ركضت نحو الباب لتحرك المفتاح بداخل مزلاج الباب ولكن انقضت عليها ريهام مره آخره...ليقع المفتاح في لأرض بعيداً عن مرمى الأعين..... 


"تعالي هنا راحه فين.... "

سحبتها  ريهام عنوة ،  وهي تهدر بها بغل... كانت ريهام اقوى من حياة في الجسد وفي الحركة كذلك فكان من السهل الانقضاض على حياة جسدياً وهذا سهل الأمر على ريهام بسبب تعب حياة وشحوب وجهها بسبب ضعفها  من آثار الحمل..... 


نزلت دموع حياة وهي تتوسلها بضعف وتعب.. 

"ابعدي عني ياريهام حرام عليكي ابني هيموت.. ابوس اديكي ارحميه "


مزالت تُلكمها ببطنها بقوة تارة تصيبها بقبضة يدها وتارةٍ تتجاوز قبضتها حياة دفاعاً عن نفسها وعن ابنها.... 


سمعت ريهام  سرينة سيارة سالم معلنةً عن وصول سالم الى هنا  وفي هذا الوقت !!!.. 


نهضت ريهام بسرعة وبهلع وهي تحاول تذكر شيئاً

مهم... 

"الباب مقفول انا قفلته قبل مدخل اكيد هياخد وقت على مايفتحه..... "


ترجم شيطانها سريعاً ان عليها انتهاء ما اتت إليه 

وتذهب سريعاً من باب المطبخ في الخفئ.... 


زحفت حياة على قدميها بتعب وهي تمسك معدتها 

بأعياء زحفت بقدميها  الى اخر الغرفة سندت ظهرها على حائط غرفتها وبجوارها  باب المرحاض المغلق !.... 


بدأت ريهام بسرعة وبدون ان تركز على موقع جلوس حياة التي فقدت القوة الجسدية على النهوض او الحديث وهي ترى أمامها ريهام تفرغ البنزين من تلك الانينة أمام باب الغرفة وبجانب الفرش.. انتهت من افراغ محتواها في كامل  الغرفة بإستثناء الموقع  الجالسة به حياة !....


سمعت صياح سالم الحاد  بالاسفل وهو يلفظ اسمها   بقوة .... 

"ريهاااااااااااااام..... ريهااااااااااام... افتحي الباب 

افتحي ياريهااااااااام"


بدون تركيز وبهلع اشعلت النار لترمي عود الكبريت

في قلب البنزين لتشتعل النار سريعاً... 


واستدارت ونظرت  الى حياة الجالسة بصدمة تنظر الى نيران المشتعلة في غرفتها.... 


وضعت يدها على مقبض ألباب لتجد ألباب مغلق 

ولمفتاح ليس به..... بهت وجهها وهي تنظر الى النار المشتعلة بقوة وراها وتشعر بحرارتها تذيد بكثرة بسبب اقماشمة الغرفة والستار  التي اكلتها النيران.... 


حاولت آلبحث عن المفتاح ولكن بدون جدوى مختفي عن مرمى البصر.... 


في أثناء انشغال ريهام بالبحث عن مفتاح الغرفة

نظرت حياة حولها وهي تسعل من آثار الدخان المنبعث سوادٍ والنار الذي يذيد لهيب اشتعالها

كلما أكل الحريق غرضاً من الغرفة.... 

تحركت عينيها وهي تسعل بضياع لتتشبث عيناها 

على باب مرحاض غرفتها المغلق... زحفت اليه بدون تفكير وبسرعة وتعب دخلت إليه واغلقته... لتاكل النار مكان حياة بعدها بدون رحمة ! ...


سعلت ريهام بقوة بعد ان فقدت الأمل في إيجاد 

مفتاح الغرفة خبطت على الباب بقوة وهي تسعل 

"الحقني ياسالم .....النار..... اااااه.... "


وجدت النار تمسك في ملابسها من الخلف اي عند ظهرها مباشرةٍ.......


ركضت في الغرفة كالمجنونة بهلع لتذيد اشتعال 

النار اكثر بها وتمسك بجسدها بأكمله ، اختفت  الرؤية عن عينيها ولم تشعر بشيء سوى الاحتراق الجسدي في كآمل جسدها.... 


(من حفر حُفرةٍ لأخيه وقع بها... وتذوق آلامها 

اضعاف تتضاعف بقدر اعمالك السيئة في 

الحياة !!.....)


ظلت تصرخ ريهام بعويل بشع.... 


لتضع حياة يديها الإثنين على اذنيها وهي تبكي 

بصمت وجسد يرتجف رعباً..... 


في لأسفل مسك سالم حجر ثقيل متوسط الحجم 

وبدأ في ضرب زجاج  باب المنزل ، تحطم الزجاج  بعد عدت ضربات قوية رمى سالم مابيده.... ومد يده داخل فتحة الباب ، فتح بعدها الباب من الداخل.... وصعد بسرعة للداخل وقلبه يعتصره الآلمٍ من رائحة الدخان المنبعثة من غرفتهم...... 


وصل امام باب الغرفة في وقت يكاد لا يُحتسب..

حاول فتح الباب ولكن كان مغلقاً....


ابتعد عنه ليركض عليه بقوة جسده مره اثنين 

ثلاثه الاربعة انفتح الباب واقعاً....


نظر حوله منادياً على أسمها بكل ماوتي من قوة

حياااااااااااة....... حياااااااااااة...."


ردت عليه من وراء باب المرحاض بتعب وهلع.. 

"سالم انا هنا... متقلقش عليه.... بس خد بالك 

عشان النار..... "


ركض خارج الغرفة لغرفة اخره ممسك غطاء

ثقيل..... و وضعه على راسه وحول جسده وكتفه

ودلف بسرعة وسط النيران المحيطة بالغرفة بأكملها وتكاد تكون اكثر تناثراً امام باب المرحاض ....


فتح الباب وهو ينظر لها بهلع وجدها تجلس على 

الأرض والدماء تسيل ببطء من تحت قدميها.... 


اتسعت عيناه على ملامحها وشكلها... ولكن ليس وقت الاندهاش عليه ان يسرع النيران تتزايد 

في الغرفة من حولهم..... 


حملها على ذراعه وكان الغطاء الثقيل مزال على راسه وكتفه وظهره... ليهتف بأمر وصوت متحشرج من منظرها المشفق عليه..... 

"امسكي في البطنيه كويس ياحياة غطي جسمك وراسك بيها...... بسرعه ياحياة عشان النار 

متئذكيش...."


أومأت له بتعب وفعلت مثلما أمر..... 


دلف وسط النار كما فعل اصطدمت عيني سالم  على جسد ريهام المتفحم أرضٍ...تمتم بغضب.. 

"كان نفسي اشرب من دمك بايدي.. بس ربنا خد حقها منك وحفظها ليه.... وده في حد ذاته رحمه 

ليها وليه..."


خرج بها من الغرفة بسرعة لخارج المنزل 

وضعها في سيارة بجانبه ليدلف بجوارها من الناحية الاخرة....


نظر لها ثواني معدودة وبدلته النظرة بوجه مبلل بدموع واحمر رعباً وزهول من ما مرت به...... 


مسك ذرعها بقهر عليها واعتصر جسدها في أحضانه


تعالت شهقات بكاء حياة اكثر داخل أحضانه 


همس سالم لها وهو يحارب دموعه من الهبوط أمامها 

"انا اسف ياحياة.... سامحيني.... "


شدت جسدها اكثر في أحضانه ومزالت تبكي بصوت عالٍ اردفت  بصوتٍ مبحوحاً....

" انت ملكش ذنب ياسالم.....هي اللي... "


صمتت ولم تكمل حديثها... 

ابعدها عن أحضانه بقلق وجدها فقدت الوعي و وجهها شاحب شحوب الأموات..... 


ارجع المقعد الجالسة عليه حياة للخلف كاسرير صغير وانطلق بسيارة سريعاً...... 


الخوف عليها هو إحساسه في ذاك الوقت !!.


ولا يفكر عقله الآن إلا بها !...


يقف أمام غرفة العمليات منذ ساعات معدودة... 

القلق يتزايد عليها وعلى من كان سبب رابط 

حبهم ببعض...... 


خرجت الطبيبة من غرفة العمليات ليذهب إليها 

قائلاً بلهفة.... 

"حياه عامله إيه دلوقتي يادكتوره..... "


ابتسمت الطبيبة بوجهها البشوش وإجابته بــ.... 

"متقلقش يادكتور سالم.... حياة بخير والحمدلله 

قدرنا نوقف نزيف الدم.. والجنين الحمدلله 

محصلش ليه حاجه لان النزيف كان بسيط 

وسبب كان ضغط نفسي او اتعرضت لحاجه 

مقدرتش تستحملها..... كمان وقعت السلم 

الى سببت ليها الجرح الى في دماغها 

عقمت الجرح وخيطه ليها...."


قاطعها سالم بعدم فهم.... 

"ثواني يادكتوره ...انتي لسه قايله وقعت سلم 

سلم إيه مش فاهم حضرتك....."


تكلمت الطبيبة بشك...

"حياة قبل متدخل العمليات سالتها مين عمل فيكي كده ..ردت عليه  ان اللي حصلها ده وقعت سلم ."


جفل سالم عن تفحص الطبيبة له التي تسائل بعينيها بشك.... 


"طب ممكن ادخلها ...." 


ردت الطبيبة عليه بهدوء...

"ااه اتفضل هي ساعة كده وهتفوق من البنج ..."


--------------------------------------------------

دلف الى غرفة المشفى التي تستلقي بها حياة 

بتعب مغمضت العين في مكان بعيده عنه...

يلتف حول راسها شاش طبي...


ملامحها فقدت الكثير بسبب إنتقام شياطين الانس  منهم وسبب أنهم أرادو الحب والاستقرار معاً ليس إلا ! ...


جلس أمام الفراش النائمة عليه.... مشط شعرها 

بأصابعه ببطء... ومن ثم مرر يده على ملامحها 

بتروي عاشق كان من الممكن ان يفقد معشوقته 

للأبد..... 


"الحمدلله...... "


همس بها وهو يتطلع عليها بحزن... 


.........................................

فتحت عيناها ببطء وهي تنظر الى سقف الغرفة 

لتجد نفسها في مكان غريب عليها تحركت

بعينيها يمين ويسار بتعب.... 


وجدت سالم يُصلي في ركن من الغرفة ساجد الى لله يبكي لم تسمع بكاءه ولكن شعرت بذلك... 


انتهى من صلاته ونهض ناظراً لها.... أبتسم وهو 

يقترب منها....بوجه باهت وعيون حمراء !!! ...


قبلها من قمة راسها قائلاً بحنان... 

"حمدال على سلامتك ياحبيبتي.... "


بهت وجهها وهي ترى ملامحه هكذا سألته بشك.. 

"سالم.... هو حمزه ا.... "


قاطعها وهو يضع اطرف أصابعه على فمها قائلاً

"بلاش تكملي.... أبننا بخير..... "


"بجد ياسالم.... حمزه لسه جوايا"


أبتسم سالم بهدوء وهو يمرر يده على شعرها بحنان قال بهمس....

"ااه ياحبيبتي....النزيف كان بسيط والدكتوره قدرت توقفه...... الحمدلله.... "


زفرت حياة بتعب وهي تضع يدها على بطنها 

"الحمدلله..... "


مرر يده على شعرها وهو يهمس لها بباحته الحنونة

"حولي تنامي ياحياة.... ارتاحي شويه..... "


اغمضت عينيها وهي تتحدث  بتردد.. 

"سالم انا مش عايزه أروح البيت انا خايفه و.... "


"هششش..... نامي ياحياة نامي ونسي.... وكل اللي انتي عايزاه هعمله..... "


مر أسبوعياً على وجودها في المشفى... كل لليلة

ينام بجانبها وكل لليلة تصرخ بكابوس جديد 

لتجد احضان سالم الدافئة تمحي مخاوفها

التي باتت تظهر بعد هذا الحادث المشئوم


دُفنت ريهام بعد ان علم النجع بأكمله بقصة 

موتها الحقيقة لتكن عبرة لمن يسير خلف هواه

وشيطانه..... لتسافر خيرية الى سويس 

على مقعد متحرك بعد ان أصيبت بشلل

بسبب صدمتها في موت ابنتها التي كانت المتبقية لها من الدنيا ! .... 


بعد عدت أيام.... 


اوقف سالم السيارة امام فيلة صغيرة...


نظر لها وهي تراقب المكان من حولها بعدم فهم... 


"سالم... إيه ده.... "


قالت حياة عبارتها وهي تنظر إليه..... 


أبتسم سالم لها وهو يرد عليه بعبث... 

"طب تعالي نخرج من العربيه وهقولك.... "


"لاء قولي دلوقتي.... ده بيتنا الجديد.... "


رفع عيناه لسقف سيارته وهو يفكر بمزاح... 

ثم قال بلؤم... 

"بصراحه هو بيت جديد ...بس مش ليكي ده  

للمدام الجديده.... "


ضربته على ذراعه بتزمر طفولي قائلة... 

"اي الغلاسة ديه ياسالم.... "


ضاحكا سالم وهو يرد عليها بقنوط .. 

"طب اعملك إيه.... الموضوع مش محتاج أسئله 

وانتي مصممه تسألي.... "


"مش بتأكد..... "


غمز لها قبل ان يخرج قال

"وتأكدت ياوحش.... انُ بيتك.... "


خرجت معه من السيارة.... ليقف أمامها ويمسك 

بيدها قال بصوتٍ أجش... 

"يلا بينا.... "


اومات له بحب وابتسامة رقيقة تزين ثغرها... 


دخلت من بوابة الفيلا  الصغيرة.. وجدت حديقة 

ذات مساحة خضراء واشجار وازهار مختلفة   الألوان مكان مريح لنظر ولنفس كذلك.... 


دخلت معه الى داخل الفيلة......

انبهرت بكل مافيها من أثاث و ديكورات باهظة 

رقيقة الذوق والفرش ألوانها مريحة للاعين كذلك...... 


"معقول.... دي مش نقصها غير آلناس..... "


أبتسم سالم على ملامحها وانبهارها بالمكان 

ليرد عليها بصدق وخفوت... 

"هو مش نقصها من الناس  غيرك.... مبروك ياحياة عليكي بيتك الجديد.... "


استدارت له ونظرت له بعدم فهم.... 

"بيتي.... بيتي ازاي.... "


أقترب منها و وقف أمامها قال بحب... 

"بيتك يعني..... انا كتبتُه باسمك..... "


"بمناسبة إيه وليه تعمل كده.... "


وضع يده في جيب بنطاله قال بفتور... 

"بمناسبة انك مراتي.... وليه عملت كده لاني بحبك 

ثانياً كمان لاننا من ساعة متجوزنا لطلبتي شبكه

ولا مهر ولا قدمت ليكي اي حاجه زي كل

المتجوزين ....."


نظرت الى عمق عيناه قائلة بصدق...

"بالعكس ياسالم انت اهدتني اجمل تلات

هدايه... "


نظر لها سالم بعدم فهم.... اخبرته حياة بنعومة...

"اول هدية... حُبك لورد بنتي وحنانك عليها... 

تاني هدية حبك ليه وحنانك اهتمامك وخوفك 

وصدق مشاعرك ليه اللى خلتني اشوفك سندي 

و راجلي في دنيا ولاخره ان شاء الله.... 

تالت هدية.... "


وضعت يدها على بطنها واسطردت حديثها بحب

وابتسامة رقيقة... 

"اني شيله جوايه حته منك..... ياحبيبي....ودول عندي اكبر واجمل واغلى هدايا "


سحبها الى أحضانه فور انتهائه من حديث ذاد 

حبها في قلبه اكثر واكثر .... 

"انتي الى اجمل وأنقى هدية دخلت حياتي ... "


ابتسمت حياة وسط عناقه بحب... 

"ربنا يديمك نعمه في حياتي.... يارب... "


بعد عدت دقائق أبتعد عنها وهو ينظر الى عينيها وشفتيها بعبث...

"انا من رأيي نكمل كلامنا في اوضة النوم... اهوه حتى تقولي اي رايك في سرير.... "


نظرت له ببراءة...وثم تحدثت بلهفه وحماس 

"سرير آي دلوقت ياسالم مش مهم نشوفُه بعدين 

انا اهم حاجه عندي المطبخ... انا هروح اتفرج على

المطبخ....."


ذهبت للبحث عن المطبخ بحماس..... 


ابتسم سالم بخبث... قال بخفوت... 

"وماله مطبخ مطبخ.... الرخامه كبير وتساع من الحبايب اتنين... "


دخل خلفها الى المطبخ .....


تفحصت حياة المكان بانبهار.... 

"ألله المطبخ واسع وكبير اوي ياسالم... "


نظر الى رخامة المطبخ ذات الشكل المستطيل... 

"ااه ولرخامه مناسبه اوي.... "


نظرت حياة الى الرخام بفتور....

"ااه الرخامة حلوة... بس ممكن نغير مكان التلاجة من هنا عشان شكلها هنا مش مظبوط.... "


نظر سالم الى رخامة مرة اخرة وهو يرسم عليها 

بعد التخيلات.... 

"تصدقي الرخامه دي هتنفع في لأيام الجايا... 

هيبقى عليها استعمال رهيب.... "


نظرت له حياة بعدم فهم متسائلة...

"انت اي حكايتك مع رخامة المطبخ..... "


حك في شعره بمكر وهو يرد عليها ......

"الموضوع محتاج شرح وانا بفضل عملي

افضل .. "


حملها بعد ان انتهى من حديثه.... وضعها على 

رخام المطبخ..... انفجرة حياة ضاحكة وهي ترد

عليه بدلال.... 

"سالم نزلني الرخامة ساقعه ..... "


مالى عليها بجسده وهو يهمس لها بحنان.... 

"مش مهم هدفيكي ياملاذي.... بس المهم كنت عايز

أقولك حاجه مهمه.... "


همهمت بدلال اكمل حديثه قائلاً بغزل .... 

"اي سر حلوتك النهاردة.... "


انغمست معه في قبلاته المشتعلة اشوق لحظة

لحظات مرت وهي لا تشعر بشيء من حولها فقد 

سُحرت بسحر قُربه وانفاسه ...


أدمنت حبه وأدمنت اشوقه وإدمان العشق

صعب علاجه !! ....


--------------------------------------------------

بعد مرور خمسة شهور..... 


يقف الجميع حول حياة الجالسة على سرير المشفى بعد ان وضعت حامل اسم عائلة شاهين 

(حمزه سالم رافت شاهين....) قد اتى الى الدنيا منذ عدت ساعات فقط.... يُشبه والده اكثر آو كذلك رأت حياة.....


"اي رأيك في سالم الصغير.... "


همست حياة لسالم الجالس بجانبها  ويحمل حمزه على يده ويتطلع عليه بسعادة أب ... 


رد عليها سالم بابتسامة جذابة... 

"قمر زي امه..... "


"زي أمه ازاي ده شبهك اوي ياسالم.... "


حدجه بطفل قليلاً وثبت على قراره قال.. 

"لاء ده شبهك أنتي ..... "


احتدت عينا حياة بإصرار قائلة بصوت عالٍ قليلاً 

وصل الى مسامع الجميع... 

"طب والله العظيم نسخه منك.... ياسالم"


ضحك الجميع عليها... لتكركر ريم وهي تتقدم منهم قائلة.... 

"ولا تزعلي ياحياة هو ولا شبهك ولا شبه سالم 

هو شبه خالتو.... مش كده ياموزه أنت طالع شبهي...موزه انت صغنون كده ليه .. "


حملته ريم من يد سالم وهي تحاول ألعب معه ولكن كان الصغير ينظر الى سماء شارد في عالمه الخاص ! ....


ابتسمت حياة وهي تنظر الى سالم وتنهدت بحزن 

على حيات ريم و وحدتها والأحداث الذي مرت بها 

في تلك الفترة القصيرة..... 


ربت سالم على كف حياة وهو يتمتم بخفوت... 

"ربنا هيعوضها ياحياة..... ربنا كبير وبتمنى ليها 

كل خير..... "


ترقرقت الدموع في عيون حياة وهي ترد عليه بنفس الخفوت.... 

"يارب ياسالم ريم بنت حلال.... وتستاهل كل 

خير  "


طرق على الباب ودلف آخر شخص ممكن ان ياتي 

في مخيلة الجميع...... 

"سلام عليكم ياهل الدار.... "


"عمو فارس.... عمو فارس.... "

ركضت ورد سريعاً بعد ان دلف فارس الى الغرفة 

المتواجدون بها...... 


حملها فارس في أحضانه وهو يقول بمزاح... 

"قلب عمو.... خطيبتي القمر وحشتني.... "


ردت ورد ببراءة وهي تبتعد عنه ...

"وأنت كمان وحشتني اوي... بس كمان اتاخرت

اوي... "


"معلشي شُغل بقه يا ورد الجوري..... "


اقترب فارس من سالم وهو يسلم عليه قال.. 

"الف مبروك ياصاحبي يتربى في عزك... اول موصلت النجع وسألت عليك مريم الشغاله قالت ان حياه بتولد وخدت منها عنوان المستشفى.... "


رد عليه سالم بخفوت... 

نورت يافارس.... وعقبال مفرح بيك وتبطل 

سرمحا....."


رد عليه فارس بنفس الخفوت... 

"أدعي ليه من قلبك الاقي اللي تلمني.... "


نظر فارس الى حياة قال بإحترام... 

"مبروك يامرات اخويه يتربى في عزكم.... "


ابتسمت حياة بحرج وهي ترد عليه... 

"ألله يبارك فيك عقبال منفرح بيك.... "


اكتفى فارس بابتسامة بسيطة.... لينظر الى رافت 

والجدة راضية ويذهب ليسلم عليهم قال... 

"أقسم بالله بركة البيت...... عم رافت والحجه راضيه الى كل يوم بتزيد حلاوه...."


حاولت ريم كبح ضحكتها وهي تهمس داخلها بيقين

"واضح انك مش سهل يافسدق خالص..."


ردت راضية عليه وهي تضحك...

"ااه ياواد يابكاش.....بس بجد وحشني بكاشك..."


ضحك رافت وهو يكمل حديث امه قال..

"ولله العظيم يامي في دي عندك حق....هو بكاش بس بيوحشنا ....."


سلم فارس عليهم جميعاً.......


لم يلاحظ فارس وجود ريم الجالسة بعيداً عن مرمى عيناه على اريكةٍ ما فالغرفة.....


نظر فارس الى سالم سائلاً بحماس...

"المهم النون فين وسمتوه إيه ...."


رد عليه سالم بابتسامة فخر ...

"حمزه....حمزه سالم رافت شاهين...."


"سيدي ياسيدي.....طب فين الاخ موزه عشان

اشوفُه تنح زي ابوه ولا فرفوش زي عمه ...."

انهى فارس حديثه وهو يشير على نفسه


ضاحكة راضية وهي تتحدث بعفوية...

"انت وريم دلعكم لي حمزه واحد .....بس على العموم حمزاوي على ايد ريم اهوه....."


نظر فارس بعينيه نحو ريم ...


شاردا   في هذهِ الفتاة...ذات الوجه الطفولي والملامح الرقيقة التي وللعلم تحكي عن شقوة 

روحها وخفة دمها في انٍ واحد عينيها سوداء وجذابة بهم شيئاً يميزهم عن غيرهم .......


كل هذا الوصف في نظره واحدة ياللهي !!...


اقترب منها وجلس بجانبها وعيناه لا تفارق وجهها


حاولت ريم الحديث بسبب نظارته الجريئة والثاقبة  عليها ..فقالت بتردد


"حمدال على سلامه يافسدق احم...قصدي يادكتور فارس...."


رد عليها وهو مزال شارد في ملامحها...

"الله يسلمك يا ريم مش ريم برده..."


"ااه ريم بنت عم سالم و ...."


سالها بسرعة....

"انتي مرتبطه....."


رفعت عينيها اليه بصدمة ...وجدت على ملامحه الرجولية علامات الجدية.....

"لاء مش مرتبطه بس بتسال ليه....."


ابتسم وهو يحمل حمزة من يدها قال بهدوء...

"بعدين هتعرفي يابونبونية العرب ...."


نهض من جانبها لتردد جملته بعدم فهم....

"بونبونية العرب ......يعني إيه....."


في خارج الغرفة....

مال فارس على اذن سالم قال بابحة جادة 

"انا قرارت اتجوز وتلم ولقيت اللي هتوب على 

ايدها ....."


نظر له سالم بعدم فهم.....


"انا عايز اتجوز بنت عمك....ريم ..."


لم يستوعب سالم حديث فارس الى بعد عدة دقائق ابتسما سالم له بفظاظة  قال....

"عايز تجوز بنت عمي ليه...."


فغر فارس شفتيه بصدمه قال ....

"هكون عايز اتجوزها ليه عجباني...مش محتاجه سؤال ياعم التنح ....."


ابتسم سالم بسخرية قائلاً....

"بقولك يافارس معنديش بنات لجواز... "


هدر فارس بجنون.....

"لاء بقولك إيه فكك من التناحه دي..... ريم تلزمني ومات الكلام......هي خلاص دخلت هنا ومش هتخرج غير على هنا "

اشارا فارس على عقله ومن ثم على موضع قلبه... 


زفر سالم بستياء...وهو يحرك راسه بصدمه..

"وللهِ العظيم ليقين على بعض.....حلَه ولقت غطاها..طيب انا ممكن اوافق بس لو هي وفقت عليك..."


نظر فارس بإعجاب ناحية ريم الواقفة في ردهة المشفى ....ليعدل لياقة قميصُه ورد على سالم 

قال بإصرار...

"سيب موفقت ريم  عليه انا هقنعها ...." 


ابتسم سالم وهو يربت على كتفه...

"وريني شطارتك.....ومبروك مقدماً "

-------------------------------------------------

بعد مرورو ست شهور على ولادة حياة 

و وجد حمزه الصغير في البيت والذي 

لا يتوقف عن إرهاق أمه ببكاءه المتواصل 

واستيقظه ليلاً خلال تلك الأشهر التي 

مرت عليهم...... 


في غرفة حياة وسالم.... 


كانت تستلقي على الفراش نائمة بتعب و إرهاق 

بسبب هذا المشاغب المستلقي بجانبها يضرب

بقدميها الصغيرة على الفراش ويخرج بعض الاصوات المرحة ، للغة عجز البشر عن ترجمتها !......


دلف سالم الى الغرفة للاطمئنان عليهم فهذهِ الفترة يقطن سالم في غرفة آخره بسبب استيقاظ

( حمزة) طوال آلليل..... 


خطى عدة خطوات ببطء ليستلقي بجوار حمزه 

أبنه وعيناه على (حياة) التي تغرق في نوم بطريقه جعلته يشفق عليها..... نظر الى حمزه وهو يمرر يده على وجهه بحب أبوي قائلاً بعتاب طفيف.... 

"منور ياعم اصايع.... ينفع كده ست شهور مش عارف اتلم على البت بتاعتي ينفع برده هي دي الرجوله يابن الكلب..... "


ضحك حمزه الى والده وحاول انظاره الى أمه ليميل على جانبه محاول إمساك شعرها لايقظها ...


عدل وضعيته سالم وهو يهمس بخفوت... 

"يابني حد قالك اني عايزك تصاحيها انا هصاحيها

بنفسي مش عايز اتعبك معايا... بس خليك جدع 

ونام في سريرك..... "


اثناء حديثه كان يحمل حمزه على يده بخفة ويضعه على سريره الصغير بجانب سريرهم ليُقبله 

سالم في وجنته قال بحنان.... 

"نام ياحمزاوي.... "


مزال الصغير يلعب بهدوء على سريره الصغير ويتطلع على السقف بانبهار !.... 


استلقى سالم بجانب حياة ليمرر يده على شعرها و وجهها ويقبل شفتيها قبلة سطحية ولكن مزعجة 

قليلاً فهو يثبت شفتيه على شفتيها ليمزج أنفاسه 

بانفاسها..... 


فتحت عينيها ببطء وهي تنظر الى سالم قائلة 

بصوتٍ ناعس قليلاً..

"سالم..... انت صحيت امته...... وبعدين فين 

حمزه..... "


مرر أصابعه على وجهها وهو يقول بصوت أجش... 

"لسه صاحي من شويه..... وحمزه نايم على السرير بتاعه..... "


هتفت حياة بعتاب... 

"اخص عليك ياسالم حمزه مش بيعرف ينام غير 

في حضني..... "


عض سالم على شفتيه السفلى بضيق قال بانزعاج... 

"ورحمة امي ياحياة لو ملميتي نفسك انتي ولواد 

ده هافصلكم عن بعض وكل وأحد في اوضه... "


للحظة كانت مصدومة من جملته ولكن انفجرت 

ضاحكة حين رأت تزمره عليها كالأطفال... 

"مش مصدقه أنت بتغير من ابنك.... "


رد عليها بتهكم جاد .....

"انا بغير من الهدوم الى بتلبسيها يعني طبيعي اغير من الأستاذ الى مش بيعرف ينام غير في حضنك"


نظرت الى عينيه قائلة بحب... 

"سيبك من كل ده.... انت أصلا وحشتني.... "


زم سالم شفتيه بتبرم قال....

"واضح.....اني بوحشك"


هتفت حياة بتبرير... 

"اقسم بالله دايما وحشني... بس أنت شايف حمزه 

ونظامه.... "


مرر يده على شعرها بحنان... 

"عارف ياحبيبتي ان تعبك معلشي بكره يكبر 

ويريحك... "


ابتسمت وهي تمتم بحب ....

"إن شاء الله ياحبيبي...."


أقترب سالم من وجهها أكثر قال بعبث.... وهو يتطلع على ماترتديه.... 

"حياة....انتي مش ملاحظه ان الجو حـر اوي 

هنا.. "


ردت ببراءة... 

"بس الجو حلو و.... "


" لا  حــر أسمعي الكلام وقلعي.... "


شهقت بعد ان فهمت حديثه... 

"سالم ممكن تبطل قلة أدب.... "


فتح ساحبة البجامة من الإمام قال بخبث... 

"بالعكس ده الى هيحصل كمان ثواني... هيظلم 

قلة الأدب معانا..... "


نظرت له بغباء وقالت.. 

"ليه هو إيه الى هيحصل..... "


طل عليها بهيئته الرجولية فوقها وهي اسفله ليقول 

بخبث.... 

"لازم تعرفي ان الإجابه هتكون....  سالم شاهين 

رجل أفعال لا أقوال..... "


مالى عليها واعتصر شفتيها بجنون واشتياق مشتعل  بالعشق الخالص.... فقد وجد ملاذ الحياة و أرتاح  في حياته بجانبها ومعها....تارك قسوته خارج حياتهم وتارك قناع قاضي نجع العرب 

تارك  ماضيه ومستقبله ليكون معها بحاضره فقط 

حاضره وعشقه لها..... اكتملت قصة حبهم

اكتمل عشق سالم و حياة لبعضهم ..... 

                         تمت بحمدالله

لقراءة باقي الفصول من هنا

                         

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-