
روايةزواج اضطراريالفصل الأول : والثاني
بقلم ضحي حجازي
الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، في تلك المدينة الساحرة التي كانت تعد احدي اجمل مدن العالم في يوم من الايام ؛ولكنها ستظل كذلك دوما عند ابنائها .
كان في سيارته بعد ان اتصل به رئيسه في العمل وطلب منه ان يحضر بصورة ضرورية ؛ لكم كره ذلك العمل بعدما كان حلم طفولته "قوات الحراسات الخاصة " صار منهم الان وحقق حلمه ، ولديه مكانة مميزة بينهم ولكن علي حساب عدم قدرته علي النوم وحياته التي اصبحت مسرحا غريبا ممتلئا بالجرائم .
توقف عن الهراء الذي كان يفكر فيه وأخذ يفكر في تلك القضية الغريبة والمعقدة التي وكل بها "حماية فتاة لا يعلم لما بالأصل "هم بالأصل لا يعلمون اين هي ؟فكيف يوكلوه علي حمايتها ؟؟!!حتما سيجن بسببهم في يوم من الايام .اخذ نظرة عابرة للسماء ولمح الظهور الدامي للقمر واه من مثل ذلك اليوم ؛ حتما ما يصادف مختلين عقليا فيه ولكنه بالفعل ليس لديه طاقة اليوم للتعامل مع احدهم .أخذ يدعو ربه ان يمرر هذا اليوم بلا مشاكل ويعود لبيته كي يرتاح من عناء تلك المهنة الكريهة ،ولكن للقدر رأي اخر يا عزيزي ....
ظل ساعة كاملة في مقعده بسيارته امام منزل تلك الفتاة التي من المفترض انه يحميها يحاول ان يبعد النوم عن عينيه قدر المستطاع ؛لكن لفت انتباهه وجود حركة غريبة في تلك "الفيلا " وخيل له انه رأي احداً يركض ؛وفجأة رأي فتاة ملثمة تقبل نحوه وتركب في سيارته بسرعة
أكمل بتعجب : نعم يا أخت ...أنتي مجنونة ؟؟!! اتفضلي انزلي من العربية حالا ..مهي بلاوي وبتتحدف علينا انا عارف
الفتاة وهي تنظر ورائها بذعر : أمشي بسرعة بسرعة يلاااا
أكمل : هو أيه الي أمشي بسرعة انتي مجنونة بقولك ايه الله لا يسيئك انزلي الواحد مش ناقص ...انا عندي شغل هناا
الفتاة : يا بني ادم امشي هنمووت ....وأنا هفهمك كل حاجة
أكمل وهو يسير علي مضض : اما نشوف اخرتها شكلي هترفد بسببك
بعد ان ابتعد عن الفيلا ببضعة كيلو مترات ؛ ثم اوقف السيارة ونظر لها بغضب قائلا :انا ممكن افهم في ايه بقي ...سارقالك سريقة ولا قتلالك حد تبقي اختارتي الشخص الغلط ..انا ظابط يا حيلتها
الفتاة بهدوء : اه منا عارفه الظابط اكمل فؤاد مش كده ؟! قالتها ثم ازاحت الغطاء الذي كانت تغطي به وجهها ثم اكملت ....انا حور الدريني الي انت موكل بحمايتي
نظر الي وجهها بدهشة وكأنما توقف الزمان حنما رأها ....أهي بالفعل بشر أم حورية هبطت من السماء ؟؟!!
الجمت حينما نظرت اليه وشعرت ببعض الضيق في صدرها حينما داهمتها الذكري ولكن قطع تفكيرها صوته وهو يقول
ـ هو حور فعلا جداااا ......حور خاالص
ـ هااه ؟؟؟!!!بتقول حاجة
ـ لالا مبقولش .....قصدي يعني انتي ايه الي خلاكي تخرجي كده في نص اليل وايه الي حصل ومين الناس الي هيموتوكي
ـ هو انت مش المفروض الظابط الي هيحميني بقي وكده وعارف كل حاجة ولا هو فتي وخلاص
ـ فتي ؟؟؟!!!والله محصليش الشرف اني اعرف قصة سيادتك ..انا واحد متصلين بيه الساعه 2 الفجر يقولوه يتهبب يحميكي
رسمت ابتسامة بريئة علي وجهها ثم اردفت ـ يوووه انت اتقمصت ده انا بهزر معاك ..مش بعرف اشرح خليهم همه يشرحولك
ـ اتقمصت !! انتي باينك مجنونة باين ولا ايه ؟! انتي ازااي بتتكلمي معايا كده اصلا ؟! وبعدين هو ايه الي مبعرفش اشرح ؟؟!! نظر امامه ثم اكمل ..اما نشوف نهايتها معاكي ايه مهو انا عارف ام اليوم ده
.................................................
في مكتب رئيسه بالعمل :
ـ اهلا بيكي يا أنسة حور انتي متعرفيش اول م السيد الوالد كلمني وبلغني بالي حصل معاكي وانا قلقان جداا والله وبعتلك سيادة المقدم عشان يحميكي بس مكنتش اعرف انه هيجيبك معاه .....قالها اللواء عادل ثم ذغر اكمل بنظرة وعيد
ـ لا حضرتك فاهم غلط ..ده انا الي ركبت معاه هو مكانش يعرفني اصلا بس اصل في اتنين دخلوا الفيلا عليا من ورا وكانوا عايزين يقتلوني فانا طلعت اجري واول م لقيته ركبت معاه
نظر لها اللواء عادل بتعجب ثم قال : بس انتي ايه الي عرفك انه مش من الناس الي عايزة تقتلك
قالت ببعض التوتر : مهو انا كنت خايفة بقي فمفكرتش وتوقعت انه يكون الظابط الي كلمتوني عنه
ـ طاب ممكن حد يفهمني ايه الموضوع بدل م انا زي الاطرش في الزفة كده ..وقال ايه المفروض احميها من ايه وليه معرفش ..قال ايه مبتعرفش تشرح
ـ انا هفهمك .. باباها رجل الاعمال المعروف "يحيي الدريني" وكان في شريك ليه اسمه "منصور الشرقاوي" ريان ده راجل شغله كله مشبوه بس محدش كان يعرف وعايش في الدرا ..لحد م يحيي كشفه وعرف بلاويه السودة وقاله انه هيفضحه ..بس ريان هدده بحياة بنته فهو سكت بس كان ناوي انه يحكي لباباك لانه زي م انت عارف صديقه ..بس بالصدفة ان يوها كان يوم حفلة معمولة في بيت يحيي عشان صفقة جديدة وكده وكانت حور معدية ووقفت سمعتهم بس محدش خد باله ..ثم نظر لها بعتاب واكمل : وهي قعدت تدعبس ورا الموضوع بحكم مهنتها طبعا " صحفية " ووصلت لورق يدين ناس كبيرة اووي في مصر ومنهم ناس في الداخلية هنا ..يعني موضوع حمايتها ده محدش في الداخلية يعرف عنه حاجة غير انا وابوك لاننا علي معرفة شخصية بيحيي فاستنجد بينا لما هي كلمته وقالتله علي موضوع محاولة قتلها لانه مسافر في تركيا عنده شغل ولو رجع دلوقتي الموضوع هيتشك فيه وممكن يخلصوا عليها ..فطبعا مكانش في غيرك قدامنا نثق فيه لان الموضوع كبر جداا
ـ طاب ودلوقتي المفروض اننا نعمل ايه ؟؟لو زي م انت بتقول والموضوع كبير كده هي اكيد متراقبة وكل تحركاتها مرصودة ..يعني لو راحت اي حته هيتعرف وممكن تتقتل!
نظرت لهم كمن اكتشف اختراع عظيم وهي تقول : انا اقولكم الحل
ـ هو احنا بنفسحك بيقولك هتتقتلي !! قولي يا ختي الحل
قالت بعدما نظرت له بعمق :تتجوزني
بدت ملامح الصدمة جلية علي وجهه وهو يقول : نعم !!!
ـ ايوه مهو المكان الوحيد الي مش هيدوروا فيه بيتك لانهم عمرهم م هيتوقعوا اني عندك ..وانا مينفعش اقعد في بيتك غير واحنا متجوزين ثم ..اكملت بثقة : وكمان همه اصلا مخدوش بالهم مني خرجت رحت فين لاني رشيت علي عنيهم ميه بفلفل
ـ ميه بفلفل ؟!! مين دي ؟؟
بدا علي وجه اللواء الذهول ثم قال : معرفش ! ا اقصد فكرة عظيمة جداا والله ازاي مجاتش علي بالنا ؟! احنا نتصل بالمأذون بقي ..
نظر اليهما بصدمة ..حتما سيقوداه الي الجنون الان ..
ـ مأذون مين يا عم انت وهي ؟؟!! انتو مجانين !! انا مالي م تولع
نظر له اللواء بغضب ثم قال بنبرة مرتفعة : جرا ايه يا سيادة المقدم ..ده شغل وانت مكلف بحمايتها وموضوع الجواز ده حاليا الحل الوحيد ..وبعد م تخلص المهمة ونتطمن انها في امان تتطلقوا
ـ مش القصد يا باشا بس اقولهم ايه في البيت يعني خرجت الساعة 2 الفجر اتجوزت ورجعت !!
ـ تعالي طيب نتكلم سوا بره شويه
................................
خرج كلاهما من المكتب تاركينها وحيدة بداخله ..نظر له اللواء بغضب ثم قال : انت هتصيع عليا يلا ان مكنتش عارف الي فيها وانك سايبلهم البيت وقال ايه بتستقر وكبرت وهتعيش لوحدك عامل نمرة ع البت !! وبعدين انت تطول اصلا انت مش شايفها عاملة ازاي
ـ ايه تطول دي وليه الغلط يا عم عادل !!هي اه حلوة شويتين تلاتة كده بس المبدأ برضه
ـ مبدأ !! بقولك ايه هو ده الي هيحصل وهتتجوزها عشان تحميها غصبا عنك ..تحميها بس هه شيطان يصورلك ويقولك حاجة تانية رقبتك تروح فيها البت ترجع صاغ سليم ..وبطل عم عادل دي انا هنا اللوا مش بلعب معاك طاولة ع القهوة ..
ـ يعني حتي ام الليلة دي مش هطلع منها بمصلحة ..
ـ بتقول ايه يا حيواان انت !!
ـ يا عم مبقولش مبقولش ..شغلانة هم ..
ـ اتفضل قدامي اما ندخل نشوف البلوة الي جواا دي
...................................
دلفا الي غرفة المكتب الخاصة باللواء ..وما ان خطت قدمه بداخلها حتي صعق من هول ما رأي
وجدها جالسة علي كرسي اللواء خلف المكتب ونائمة متوسدة يديها علي سطحه ..يا الله كم هي فاتنة !! أ كلمة فاتنة تصفها ..بشرتها الحليبية الصافية كبشرة الاطفال مع خديها المتوردين بالحمرة دائما والعينين اللاتي يضاهين زرقة السماء جمالا ولكنهما اللان مختبئين اسفل جفنيها وتغطيهم تلك الاهداب الرائعة الطويلة ..وشعرها الذي يغطيه ذاك الوشاح الابيض ويحجبه عن الناظرين ..اية من الجمال تجسدت في بشر ..
ـ يالهووي ياماااا
ـ في ايه ياض م تجمد !!
ـ بقولك ايه يا عم اتصل بالمأذون دلوقتي دلوقتي
ـ لعب عيال هو يلا متهمد ..قالها بنبرة مرتفعة ادت الي استيقاظها ..
ـ في ايه ؟! م تهدوا في ناس نايمة هناا قالتها بصوت ناعس ..
ـ انتي نايمة في بيتكو انتي التانية م تقومي ...
.............................
وبعد ساعة كان المأذون قد وصل وكان اللواء عادل وكيل لها وانهي المأذون الامر بجملته المعتادة ..
ـ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في الخير !!
وقضي الله امرا كان مفعولا...وصارت زوجته علي سنة الله ورسوله !!!
رواية زواج اضطراري
الفصل الثاني :
بقلم ضحي حجازب
استيقظ في بعدما ازعجته اشعة الشمس الحارقة ....نظر الي
ساعته فوجدها الثانية عشر ظهرا ...حاول تحريك راسه مرار
وتكرار كي يستفيق ثم دخل الي المطبخ واعد لنفسه قدحا
من القهوة الساخنة وشطيرة جبن ثم تناولهم علي عجلة كما هي عادته ...صعد الي الطابق العلوي من شقته العصرية ذات الطابع الحديث من خلال ذلك الدرج الداخلي ...
دلف الي غرفته ثم خلع عنه قميصه الذي كان يرتديه من الليلة السابقة ثم دلف الي دورة المياه ...وما ان خطت قدماه عتبتها حتي صدم مما وجده ...رأها تغسل اسنانها ....صرخ مذعورا..وبادلت هي بدورها بالصراخ ...
بدت معالم الذعر حفية علي وجهه وهو يقول : الله يخربيتك يا شيخة فزعتيني ...ده انا كنت نسيتك
نظرت له بخوف وصدمة وهي تقول : انا الي فزعتك !!انت مجنون بتدخل عليا الحمام ؟!!انت قالع لييه هه انت ناوي تعمل ايه ؟؟!! لا ميغركش ان شكلي هبلة انا ممكن اموتك هناا لو جيت جنبي .
وقامت برفع زجاجة وجدتها علي الرف في وجهه ثم قالت بنبرة مرتعدة : انت عايز ايه ؟؟!ابعد عني بقولك هه ....وهمت ان تضربه بها علي راسه حتي امسكها من شعرها قائلا : الله يخربيتك يا بنت المجنونة انتي .. انتي متخلفة..وبعدين منا جوزك يا ختي اعمل الي انا عاوزه ..بشوقي
ـ اه ...سيب شعري يا حيوان انت ...والله اتصل باللواء واقوله علي الي بتعمله اخليه يربيك
ـ انت هبلة يابت ؟؟!!هو انتي شكلك هبلة من يوم م شوفتك هيربي مين هو عيل في الحضانة يانونو وبيضايقك ..ده انا ظابط يا روح امك ..وبعدين هو مش امبارح اتجوزني ؟!! النهارده قلبتي فيها الشريفة العفيفة ليه ؟؟!!
المتها كلماته اكثر من قبضته المحكمة علي شعرها حتي ترقرقت الدموع في عينيها ثم قالت باسي : علي فكرة انا شريفة غصبا عنك انا قولت كده عشان كنت خايفه منهم ..وانت كنت تقدر تقول لا بدل م تيجي تذلني عشان بتعمل واجبك الي شغلك بيقوله وهو انك تحميني ..
شعر بالحزن لرؤية تلك الدموع في عينيها ..يا الهي من له القدرة علي ابكاء ذلك الملاك البرئ ..حاول اصلاح ما هدمه بغبائه فقال لها باسف : انا مكنتش اقصد انا بس كلامك عصبني ..انا كنت نسيتك خالص وداخل الحمام علي انه فاضي معرفش انك جوه ولما رفعتي الازازة استفزيتني جدا....
ـ طاب سيب شعري طيب
ـ اه انا اسف نسيت
نظرت له ولم تعقب ثم تركته وانصرفت ...وما ان مشت بعض خطوات حتي انفلت شعرها من قوقعته علي اثر قضبته عليه ..يا الهي ما هذه بالفعل ..ستقوده للجنون بالفعل ..لم يدري بنفسه سوي وهو يقول بنبرة الهائم بصوت مرتفع
ـ روبانزيل !!
التفت ونظرت له وابتسمت ابتسامة بلهاء وهي تقول : الله فين بحبها اووي
نظر لها بذهول قائلا : فين ايه ؟؟!! لا يعني قصدي شعرك حلوو اووي شبهها ...ثم نهر نفسه بصوت منخفض لم يصل لها : ايه الهطل الي انت بتقوله ده م تكبر شوية
نظرت له بصدمة وهي ترفع حاجبيها : وانت شوفت شعري ازااي ؟؟!!
ـ انتي هبلة ... انتي مش واخده بالك خالص انك قالعة الحجاب مثلا !!وبعدين انا المفروض جوزك علي فكرة !!
ارتاحت قسمات وجهها وهي تقول : اه صج نسيت تاني ...ثم اكملت كالاطفال بابتسامتها البلهاء: بس ايه رأيك حلوو صح؟!
تعجب من تغير حالها بين الفنية ثم اردف وهو ينظر لها باستغراب: اه اه حلوو
نظرت لشعرها الذي يصل الي قبل قدميها بقليل وهي تقول بفخر وابتسامة واثقة علي وجهها : ورثاه عن جدة جدة جدتي
ـ نعم !!!
ضحكت ثم قالت : اه دي جينات في عليتنا بنتوارثها ..بس انا اطول فرع في العيلة بقي وبنات العيلة كلهم كانوا بيغيروا مني بس جدتي الله يرحمها وصت ماما متجيش جنبه ولا تقصه ..اصل ده سلو العيلة بس اوحش حاجة فيه بقي انه بيضايقني تحت الطرحة والله بيطلع عيني ..
تعجب من كثرة ثرثرتها ..هو كان يعلم انها مجنونة ولكن ليس بتلك الدرجة وقبل ان يفتح فمه ليغلق ذلك الحديث المميت اكملت قائلة : ماما الله يرحمها كانت كل يوم بتحطلي زيت عليه وتعملهولي ضفيرة عشان يبقي شكله حلوو ..قالتها بنبرة متقطعة والدموع تملأ عينيها ..
تأثر بحالها ثم قال بأسي : الله يرحمها
ـ ماتت من وانا عندي 13 سنة وانا كنت بحبها اووي ....ثم تبدل حالها في لحظة وهي تقول : بس بحب بابا اووي اووي اكتر حد في الدنيا عشان بيجيبلي شوكولاته كل يوم ..تصدق وحشني هو هيرجع امته ؟؟!!
لا لا لقد تأكد انها بالفعل مجنونة ..بعيدا عن قصة حياتها التي حكتها في دقيقتين امامه الا ان تبدل حالها من الحزن الي السعادة ادهشه بالفعل ..
دلف للحمام حتي يجهز نفسه ولكنه ما ان امسك فرشاة الاسنان حتي خرج وهو يصرخ بهاا : انتي يا حيواانه انتي ... غسلتي سنان بالفرشاة بتاعتي انتي مجنونة؟؟!
ـ منا اعمل ايه ملقتش غيرها ..ثم وضعت يديها بخصرها وهي تقول بحركة مستفزة : مأغسلش سناني يعني ؟؟!!
ـ لا طبعـــــاا ازااي ؟؟!! قالها متهكما ..ثم اكمل بغضب : تغسلي بالفرشة بتاعتي !!
قطع اخيرا ذلك الحديث المقزز صوت جرس الباب ..فتعلل بوجوب فتحه وهبط الي الاسفل ليري من الطارق ....وها هي المفاجأة الاخري بأنتظارك عزيزي ..
فتح الباب فصعق حينما رأي والدته هي الطارقة ...ان لم تكن حياته هي الاسوأ فما هو الاسوأ اذا
نظرت له بغضب ولم تنتظر منه حديثا حتي دلفت الي الداخل مكملة توبيخها المعتاد منذ ان انتقل لتلك الشقة ...ثم قالت : واخيرا فتحت يا ديك البراري ..مبتتهببش ترد علي الزفت تليفونك لييه ؟؟!! مانت طبعا نسيت ان ليك اهل وعامل زي الخوجات وقاعدلي لوحدك والله العالم بتعمل فيها ايه ..اسمع يا حيوان انت يا اما تهبب تتجوز وتعيش هنا مع مراتك يا ما ترجع تعيش معانا ..انا زهقت منك انت وابوك هنقطوني ..مع اني شايفة انك تهبب تتجوز بدل م انت طول بعرض بفلوس ومرمي لوحدك هنا ده انت عديت ال30 يا سبع البرومبة ...
كالعادة لم يقاطعها فهو حفظ تلك الاسطوانة عن ظهر قلب منذ ان انتقل للعيش بمفرده منذ عام ..ولكن ما لم يكن بالحسبان ظهورها بمثل ذلك الوقت ..وما ان هم ان يبدا الحديث معها حتي ينقظ ما يمكن انقاذه من تلك المذبحة الدموية وشيكة الحدوث حتي سمع اخر صوت تمني سماعه الان !!!
ـ يا اخ ... انت فين انا عايزاك تجيبلي حاجة وانت راجع ..انت مش رايح الشغل دلوقتي برضه ..قالتها بنبرة مرتفعة وهي تهبط الدرج الدلخلي للاسفل ..
ـ الله يخربتيك يا شيخة ضيعتي اهلي ..انا كان مالي بس يا ربي ..
نظر نحو والدته بصدمة وكاد ان يوضح لها حتي وجدها تصرخ به قائلة : اه يا حيوان يا سافل يا زبالة جايب واحدة في بيتك يا ابن بطني انت وصلت للدرجادي ...واكملت بحركة درامية وهي تقول : يا خسارة تعبي وسنين عمري الي ضاعوا في تربيتك عشان تطلع في الاخر عدل ..بس الاصل دايما بيحن
ثم ذهبت في اتجاه حور التي كانت قد هبطت الدرج بالفعل ووقفت مذهولة وهي تسمع كلماتها ...قامت بجرها من شعرها وهي تقول : رايح تجيب واحدة زبالة بيتك ..تعالي يا ختي يا عديمة الحيا ...هو ايه الي جرا في الدنيا
صرخت بذعر ثم قالت : اه شعري شعري ابعدي ايدك عني يا طنط لوسمحتي ..
ـ يا ماما والله هفهمك سيبيها بس دي مراتي والله العظيم !!
نظرت نحوه بصدمة اكبر ثم قالت باسي : اتجوزت من غير م تقول لامك دي اخرة سهري عليك ..وطبعا متجوزها عرفي
ـ يا ماما اقسم بالله الموضوع مش زي م انتي فاهمة انا متجوزها علي سنة الله ورسوله والله بس في ظروف هي الي اجبرتني علي ده ..
ـ ابوس ايديكوا حلوا الخلافات العائلية دي بعيد عن شعري ...هي جينات في عيلتكوا
تركت شعرها علي مضض .. ثم اسرع هو بسرد الظروف التي وضعت بها وحتمت عليه الزواج بها حتي يحميها ..فاقتنعت والدته بكلامه بعدما صدق عليه زوجها الذي كان علي دراية بالواقعة عبر محادثة هاتفية ..وايضا لما راته من حور من ادب يدل علي اصلها الطيب علي ماتظن !!
قالت بشئ من الحنو : لا ملكش حق متحكيليش وتحط العسل دي في موقف بايخ زي ده ..وبعدين برضه م انت هتبقي في الشغل وهي لوحدها ..لازم برضه نيجي انا واختك نقعد معاها نونسها ..
حسنا بالفعل القاسم المشترك بين كل النساء الجنون والثرثرة اسلم بهذه الحقيقة مؤخرا ...
ـ بقولك ايه انت مش وراك شغل دلوقتي روح يلا وسيبني مع الامورة دي شويه ..
نظر لهما بتعجب ثم قام وذهب لعمله فبالفعل بقائه هنا لن يزيده الا صداعا : طيب يا جماعة انا فعلا اتاخرت جداا ولازم امشي ..عايزين حاجة ؟؟
ابتسمت كالاطفال وهي تقول : اه عايزة شوكولاته كبيرة بالبندق و كيلو درة فشار
نظرا كلاهما لها بتعجب حتي قالت امه : لييه يا حبيبتي عاملة سبوع !!
ضحكت وهي تقول : لا اصلي بحبه اووي
ـ هي سنة سودة علي سنين الي خلفوني ..تمتم بصوت منخفض ثم استأذن منهما وانصرف بعدما قارب علي الجنون !!
لا يعلم كيف تركهما سويا ولكن لن يكون شئ اسوأ مما كان ......
................................................
عاد في الليل متاخرا بعدما انهي عمله المهلك ..ودلف الي الشقة فوجدها مستلقية امام التلفاز ونائمة ..نظر لها عن كثب وتأمل ملامحها ..لكم يوجد جنون وطفولية اسفل تلك الملامح التي ابدع الخالق في رسمها..نفض تلك الافكار عن رأسه من التعب ثم قام بتغطيتها بغطاء خفيف يناسب ذلك الوقت من العام ...وصعد للاعلي ....لغرفته .....
لكم اسدت له معروفا بنومها في الاسفل ..فهو بحاجة قوية للاستراحة بعد تلك الايام العصيبة ولو لليوم فقط .....شقته لم يفرش بها سوي غرفة واحدة من غرف النوم فهو لن يحتاج لغيرها ..وباقي الغرف لا تصلح للاستخدام الادمي ..فهو انتقل لذلك البيت بعدما سأم تحكمات والداه وايضا لكبر عمره فاراد الاستقرار بعيدا في هدوء ...
نام بعمق لما به من تعب وارهاق شديد ...ولم يكد ان يكمل ساعتين من النوم ...حتي صعق من قطرات الماء البارد الي سقطت عليه وادت الي استيقاظه فزعا ....
ـ ايه؟! في ايه؟! في ايه ؟!