أخر الاخبار

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الثاني عشر12بقلم دهب عطيه


 رواية ملاذي وقسوتي 

💗الفصل الثاني عشر  💗

بقلم دهب عطية

تطلعت على نفسها عبر المرآة تتفحص هذه سلسلة الذهبية 


باعجاب.... الذي وضعها سالم حول عنقها 

منذ دقائق فقط ...


خرجت من المرحاض وهي تلف حول جسدها منشفةٍ كبيرة تصل إلى نصف ساقيها..... اشتعلت وجنتيها وهي توبخ نفسها على هذا النسيان الذي أصابها فقد غفلت على أخذ ملابسها معها قبل ان تدخل الى الحمام........ وها هي تخرج امامه بهذا الشكل تخفي جسدها بامنشفةٍ قصيرة وشعرها المبلل يتساقط قطرات الماء على كتفيها لإكمال  صورتها  المثيرة في عينا سالم الذي يستلقي على الفراش عاري الصدر ، يضع سجارته في فمه وحدق بها بتراقب واهتمام شديد....... هي ملاذ الحياة الخاص به الوحيدة القادرة على أن يلين حجر 

قسوتة وأخفى برودة شخصيته امام عينيها وسحرهم الدفء .... 


كانت تقف امام خزانة ملابسها تبحث عن شيءٍ  ترتديه مدت يدها لتاخذ ما سترتديه لتجد يد 

سالم تطبق على يدها..... شعرت بحرارة جسده 

وراها ........ بلعت ريقها وهمست بخفوت 

"سالم........ في حاجه......... عايز حاجه 

اعملها ليك .. "


وضع كف يده على خصرها وقرب ظهرها من صدره هامس بعبث 

"بتعملي ايه ياحياة..... "


تسارع نبض قلبها وبدأت تشعر بحرارة جسدها ترتفع والأكثر حرارة هو وجهها لا تعرف خجل ام 

حرج صارخ وهي تقف امامه بهذا الشكل المخجل 

لمست يده عليها دوماً  تثير الرجفة في قلبها ويقلب كيانها كله... ردت بصعوبة

"هكون بعمل إيه..... بجيب هدوم عشان البسها... "


انحنى قليلاً على اذنيها قال بمكر 

"تحبي اساعدك...... "


"لاء شكراً..... "ابتعدت عنه بقلب يخفق بشدة لتجد يده تمسك معصمها هامس بحنان 

"حاسبي يامجنونه هتُقعي...... "


نظرت له بخجل ثم هتفت بحدة

"سالم لو سمحت سبني ادخل البس عشان... "


"عشان اي .....انتِ مش ملاحظه انك محمله الموضوع فوق طاقتك ودايما وشك بيجيب ألوان لو بس ايدي  جت على جسمك.... دا غير حكاية طفي النور دي أنتِ  مش واخده بالك اني جوزك

ولا إيه.... "


"انا بحاول بس الموضوع محتاج وقت

وصبر.. "


زفر بتعب من هذهي الهلكةَ لقلبه قبل روحه 

ثم قال بصدقٍ... 

"عارف ان كل حاجه محتاجه صبر.... وانا عمري ماعرفت الصبر غير معاكِ  ياحياة...... "


تعلقت عيناهم ببعضها كالمغناطيس ....تنظر له بزهول من جملته التي لاتحمل غير الصدق فقط 

الحروف تلامست روحها قبل قلبها.....بينما هو لم 

تتوقف عيناه عن السفر فوق ملامح وجهها 

الفاتن وقوام جسدها الهالك لرجولته.. 


حاولت الفرار من امامه لتحاول السيطرة على تلك الرجفة التي تهدده بالاستمرار امام لمسات سالم لها قالت بصعوبة

"سالم..... انا لازم ادخل اكمل لبسي عشان احنا اتاخرنا وانت اتاخرت عليهم تحت..... "


نظر لها بهدوء ومن ثم مسك كف يدها بين يده ليسير بها الى الفراش ...جلس سالم على حافة الفراش وهي على قدميه يستقبلها صدره الرحب.....لتجلس 


في احضانه كاطفلة الصغيرة انصدمت من فعلته وكادت ان تعترض لتعتليها 

ََالدهشةَ من عناقه الدفء ليدفن راسه في عنقها 

المرمري...سارت الرجفة داخلها اقوى من افعاله 

المدمرة لكيانها..... همس سالم لها بحنان 

"حضنك حلو اوي ياحياة..... "

اغمضت عيناها وهي تعاني من حلاوة كلماته المخدرة لعقلها والقادرة على نسي هوايتها امام غزله !..

همس سالم مره أخره سائلاً بحنان 

"ساكته ليه ياحياة...... "

اغمضت عينيها وهو في احضانها انفاسه ساخنة تداعب عنقها ماذا تقول هي بين لمسته تحلق في سماء ضائعة..... 

ردت بصوتٍ خرج من الأعماق 

"مش عارفه اقول إيه..... "


همس لها بنفس الصوت الساحر

"بتحسي معايا بي إي ياحياة... "


اغمضت عينيها مره أخره ماذا تقول ماهي الإجابة المناسبة له... هي تشعر بكل شيء واي شيء بجانبه الشوق...... الضعف..... الغيرة......الخوف.... وتعشق شخصيته وامتلاكه..... تعشق سواد عيناه المشتعلة باللامعة الغريبة الصعب ترجمتها هو يثير 

أجمل المشاعر داخلها ويهدم كيانها بالمسةٍ واحدة... ماذا تقول الإجابات كثيرة ولكن هي لا تحمل الصراحة ولجرأة الكافية لأخباره عن

ماتشعر به إتجاهه!.. 


شعر بنغزةٍ في قلبه من صمتها الذي طال وهو مزال ينتظر إجابةٍ تريح قلبه .....لم يكن من النوع العاطفي الذي يسعى لسماع كلمة عاطفية تثير 

اهتمامه ! ...وبخ نفسه على ما يفعل ...اصبح 

يشبه المراهقين بأفعاله معها..... ابتعد عنها ببطء ولكنها مزالت تجلس في احضانه... مسك هذه العلبة الحمراء ....وقدمها لها قال بحنان 

"كل سنه وأنتِ  طيبه...... "


اخذت منه العلبة بحرج وهي تسأله بهدوء 

"دي بمناسبة اي ياسالم..... "


من غير مناسبة عجبتني فاجبتها ليكِ ... 

اي رايك حلوه........ عجبتك"


فتحت العلبة لتطلع عليها..... بإعجاب يصرخ من عينيها.... كانت سلسلة من الذهب الخالص تعتليها 

فصوص رقيقة تشبه الالماظ او بالاصح هي صنعت من الالماظ الخالص.... لكن انتبهت لهذا القلب الصغير الذي عبارة عن كتاب بداخلها تُضع به  صورتان .....

كان فارغاً بطبع ولكن كان يكتب على القلب 

من الخارخ (ملاذ الحياة) انكامشة ملامحها باستغراب من هذا الإسم.... الذي دوماً كان يهمس به سالم لها أثناء ابحارهم في عالمهم الخاص... كان الاسم ناعم راقي يحمل الكثير ولان معنى ملاذ هو ملجأ من السكون    وراحةَ ..... اصبحت تيقن ان لقب سالم يعني الكثير اي   انها اصبحت ملاذ الحياة خاصته راحته وسكونه وملجأه الوحيد يتذوقه فقط بجوارها وفي احضانها هي فقط ! فى هذا   الاسم يحمل الكثير ... ولكن العقد الذهبي يحمل أيضاً الأكثر من اهتمام سالم لها... وعمل شيء خاص كهذا لها يذيب الجليد المحاصر عقلها قبل قلبها.... 


" عجبتك..... "همس لها وهو يراقب تغيُرات وجهها وهي تطلع على العقد الذهبي.... 


اومأت بايجاب وهي تقول بحرج...

"حلو اوي...... مكنش لي لزوم تكلف نفسك شكله غالي ... "


اخذ منها العقد بهدوء وانحنى عليها قليلاً والبسها العقد بحنان ..ليقول بهمس أجش 

"هو فعلاً بقه غالي......بس لم لبستيه...... "

انحنى اكثر عليها ليقبل عنقها بحنان قال بهمس 

"مبروك عليكِ........ياملاذ الحياة..... "


اغمضت عينيها وهي تعاني من رجفة جسدها مزال 

قلبها يخفق بشدة... مع طيف ذكره لم يمر عليها ساعة واحدة....... هذا هو سالم الخبير في ارهاق قلبها دوماً ........


"قلبي ودقاته بتعملي طقوس جديده من ورايا.. "

هتفت ريم وهي تدلف الى غرفة حياة التي وجدتها مغمضت العينان وشاردة بنعومةٍ غريبة.... 


فتحت حياة عيناها وهتفت وهي تنهض بسعادة 

"أنتِ  جيتي ياريم اتاخرتي ليه..... "


نظرت لها ريم بشك قائلة بمكر ...

"بت مالك وشك احمر وعنيكِ بتلمع كده ليه ..."

اقتربت ريم منها اكثر قائلة بصياح 

"لا وبشرتك بتلمع كمان..... دا نوع كريم جديد... 

ولا هرمونات السعاده اشتغلت.. وابن عمي لي يد في  الى بيحصلك ده..... "


ابتعدت عنها بخجل وهتفت بتوبيخ ...

"ماتحترمي نفسك ياريم.... سالم ماله ومال 

وشي.. "


حركة ريم شفتيها في زوايةٍ واحده قائلة بمكر 

"طب اللهي ماشوف صاحب سالم الفسدق ده تاني

ان ماكان الى في وشك ده هرمونات الحب...."


"يابت اتلمي.... وخلينا في المهم ابوكي جه معاكِ فعلاً.... "

ردت ريم عليها بتبرم ...

"لا جيين كمان ساعتين... المهم متوهيش وقولي

بقه نوع الكريم ياحياة..... "


ضاحكة حياة قائلة بخبث ...

"نوع الكريم صعب تلاقيه ياريم..... اصبري يمكن الفسدق بتاعك يرجع ويديكِ هو التركيبة بنفسه ..... "


ركضت ريم وراها في زوايا الغرفة وصاحت بغضب  زائفاً....  

"أنتِ  بتتريقي عشان انا مزلت سنجل بائس ياحياه بتتريقي..... "


ركضت حياة قائلة وسط ضحكَتها 

"عيب عليكِ...... ياريم دا انا بحسدك..... "


انزعجة ريم من جملتها هاتفة بها بصياح ..

على إي على النحس والبأس... بتحسدوني على ايه.. "


                                 *****


وقفت في شرفة غرفتها ترتدي عباءةٍ فضفاضة وتلف حجابها بأتقان كانت جميلةٍ في عيناه الذي 

تفترس ملامحها في الخفى بدون رحمة..... 


كان مسترخي مُستنداً على جذع شجرةٍ قديمة.. في حوش المنزل...... وكان يراقب تطلعها وشرودها في ساحة الخضراء التي تحيط البيت الكبير 

تتامل الجو بعينان غامت معهم في شرود واضح... 


لم تحيد عينا سالم عنها ظل يفترس جمال طلتها ونظرتها الشاردة...... حركت هي عيناها بلا اهداف لتتقابل  بعينيه ......أزداد بريق عينيه وابتسمت شفتاه القويتين العابثتان بالفطرة... بينما تزايد تسارع انفاسه ......وقفت حياة مرتبكة محمرة الوجه تقبض بيدها على حاجز الشرفة الصلب بتوتر ازاء نظراته القوية المتفجرة...... التي تفترسها بدون حياء منه... 


مسك الهاتف  وعبث به وهو يختلس النظر له 


نظرت حياة خلفها حيثُ الغرفة لتجد اهتزاز هاتفها على المنضدة الصغيرة اخذت الهاتف وفتحت الخط بصوتٍ يخرج بصعوبة 

من حلقها الذي جف من تقابل عينيها بهذا المدمر لروحها...... "الو....... "


رد عليها بكل سهولة ومزال في حوش البيت مستند على جذع الشجرة....... 

"حياة..... اقفي في البلكونه عايزك..... "


توترت قليلاً ثم خرجت تسأله بحرج

"في حاجه ياسالم....... "


نظر اليها مره أخرى وهي تمسك الهاتف وتتحدث 

معه بحرج جالي على وجهها الفاتن... رد بفتور غريبلا يناسب كلماته.... 

"كنت عايز املي عيني منك.......قبل مانشغل عنك انهارده.. "


فغرت شفتيها بصدمة من كلماته البسيطة لاء... ليست بسيطه......... هل ينوي قول شيء اقوى من هذا.........هو يشتاق لي...... هل هذا الحديث نطق على لسان سالم شاهين........... انا لا اصدق......... 


ظل ناظرا لها بإهتمام وهو يرى تقسمات وجهها المشدودة بصدمة .....همس بهدوء 

"حياة....... مالك أنتِ كويسه........ "


نظرت له بحرج وساد الصمت بينهم.... ثم همست 

لها بعد برهة من آلصمت الثقيل جمعت ماتبقى من ثبات داخلها وقالت متسائلا

"سالم........ انت ........متاكد ان غيابي عن عينك بيفرق معاك...... "


"اكيد بيفرق.......... مش مراتي...... "رد عليه بنفس الفتور المعتاد ولكن كلماته كاسهام تهدم انوثتها 

الى شظايا صغيرة..... 


مزالت تنظر الى عينيه بحرج وهو ينهال من ملامحها بوقاحةٍ اعتادت عليها منه...... 


ردت بصدق.. 

"أنت صعب ياسالم صعب اوي....... "كانت تتمنى ان تهمس بها داخلها ولكن خرج صوتها اليه عبر الهاتف.. 


رد وهو ومزال يحدق بها  بهدوء لا يناسب النيران المشتعلة داخله فقط من لهجة صوتها الحائر ..... 

"وأنتِ اصعب بذاته ياملاذي....... "تنهد بتعب واغلق  الهاتف سريعاً....... ورحل من الحوش الكبير الى سيارته حيثُ المصنع....

أسرع إليه عمرو وصعد بجانبه انطلقت سيارته بعد إرتفاع صوت وقودها عالياً اختفي عن مرمى ابصارها....... تنهدت بتعب حقيقي لتهمس بصدق ضائعة 


"ناوي تعمل معايا إيه اكتر من كده..... ياسالم "


دلفت الى داخل الغرفة متوجه الى الأسفل حيث 

الجدة راضية وريم وورد ابنتها الغالية .....

وللاسف سترى الحاقدة ثقيلة الدم عديمة الإحساس ( ريهام بكر شاهين) والتي لا تختلف عن شقيقها (وليد) الدنيء .......و والدها ذات القناعات الكثيرة (بكر شاهين)  فهم على الأغلب يشبهون بعضهم كثيراً في المصالح المشتركة !.....


                                ******


"انت لسه مصمم على روحتك عند بيت رافت

شاهين وسالم ابنه..... "هتف وليد بإمتعاض وهو يرتشف الشاي مع والده ..


رد بكر بخشونة 

"المصالح فوق كل شيء ياوليد ومش هنعيدو الموضوع ده تاني..... لازم ارجع الود مابين سالم من جديد اذا كان على رافت اخويه فا انا عارف ان مش شايل مني مهما عملت... لكن سالم هو الى رضاه مهم"


قال وليد باستحقار ... 

بتقول رضاه ومن امته وإحنا بيفرق معانا رضا ابن زهيره....... "


هتف لابنه بجشع.. 

"من يوم مابقى قاضي نجع العرب.... من يوم مابقى اغنى واحد في النجع واكتر واحد لي هيبه والعائلات الكبيرة الي بينا لم بيعرفُه اسم عايلتنا بيتهز    ليهم اكبر شنب..... بس عشان سالم ابن عمك وهيبته في نجع ......واحنا لازم نمشي مع طيار الهواء ياوليد تحت ضَل الكبير نستخبى ........ ونلبس الف وش عشان نوصل لاسمه وهيبته واملاكه....... لازم سالم يثق فيه وفيك ياوليد .....رجع الود وخفي السواد الي جواك من ناحيته لحد ما تخلص مصالحنا....... "


اتت خيرية عليهم التي سمعت معظم حديث زوجها وضعت المخبوذات الساخنة بالقرب منهم قائلة بتاكيد ...

"اسمع كلام ابوك ياوليد..... مصالح ابوك هتمشي اكتر لم الناس تعرف ان سالم زين معاكم..... وكمان محصول ارض الفاكهة بتاع ابوك بيخسر بسبب البيع    بالخسارة لكن لم الود يرجع مع ابن زهيره... ابوك هيعمل صفقه مع سالم ان يموله محصول الارض كلها عنده على مصنعه وشغل مابينهم يمشي ويمكن فيم بعض ابوك يضغط عليه ويشاركه في المصنع الجديد الى لسه هيعمله ... "


راقب وليد حديث خيرية قال سائلاً بتوجس 

"مصنع آيه الى هيعمله ابن زهيره تاني..... "


رد والده هذه المره مجيبه ....... 

"مصنع كبير ناوي يبدأ بنا فيه على الارض الى اشتراها جنب مصنعه .......وهتكون مواد غذائيه يعني هيوسع مجاله اكتر وارضه لوحدها مش هتكون   كفايه للخضار والفاكهة الى هيحتاجهم..... عشان كده  بقولك نرجع الود بين سالم...... لان بيكبر وهيكبر ولو مش هنبقى معاه دلوقت هيبقى صعب نبقى معاه  بعدين........ "


نظر وليد الى شيء وهمي.... وعيناه غامت بحقد شيطاني...... تسأل بالامبالاة

"ومين بقه هيتكلف بي دراسة مشروع المصنع ومقولته....... "


رد بكر عليه قال بغل من مايصل له سالم قبله هو وابنه حتى في تفكير.... 

"مش هتصدق مين الى هيتكلف بمقولته... اكبر شركه بيدرها  اكبر عيلة في مصر كلها...عيلة العطار"


ابتسم وليد بسخرية قال بصوتٍ خافضٍ ... 

"واضح ان مش بيضيع وقت... وعايز يشتغل على نضيف......... بس انا لازم احط لمستي معاه ومع الى هيمسك مقولة المصنع الجديد..... "


                              ******

اصبح البيت الكبير مزدحم جداً ببعض الناس ام في حوش البيت الكبير الازدحام اكبر......فهناك بعضٍ من البسطاء يجلسون في ساحة الخضراء يتناولون أشهى الطعام الذي أساسه يحتوي على اللحم اضحية العيد الذي يتكلف بها (سالم شاهين) كل سنه في هذا اليوم...... يطعم من يحتاج ويعطي أيضاً من الاضحية الكبيرة بعد هذه الوليمة ......فهناك من يفعل هذا أفتخرٍ بنفسه امام الجميع... وهناك من يفعل هذا تجارةٍ رابحةَ مع الله !.....


"شايف سالم بيعمل ايه عشان اموره تمشي... "

قال بكر حديثه وهو يقلب عيناه بين أعداد البشر المتواجدة  في حديقة القصر..... 


رد وليد بحقد... 

"شايف..... واضح ان بيحب الهيصه حوليه وبيضحك على الغلابه بكيلو لحمه وعشاء جاهز... "


رد بكر بتاكيد ....

"امال هو بقه قاضي النجع ازاي ماهو من عميله دي نفسي تفكر زي ما بيفكر ولو مره واحدة ..... اكيد مش هيبقى ده حالنا دلوقت..... "


رد وليد بتهكم وغل.... 

"مخلاص بقه يابااا مش كل مره تقطمني بكلام.. ماانت عارف ابن زهيره مسوس وعامل زي التعبان 

بيغير جلده على حسب المكان.... هو انا الى

هقولك "


نظر له بكر شذرا قال بتبرم..

"مش تبرير ياوليد انا عايزك تشغل مخك وتبقى احسن منه مليون مره..... "


تطلع وليد امامه قال 

ان شاء الله..... يلا بينا لحسان ابن زهيره واقف بيخدم  على الناس هناك......"


كان يقف سالم امام مادة كبير تحتوي على أشهى الطعام واشهى الإصناف تُقدم  بطريقةٍ تبهج العين 

ياكل الجميع بعيون تدعي وتتمنى لسالم الخير.... 


وضع سالم امام رجل كبير في عمر جده بعد اللحم الطازج شهي الرائحة ... قال بود 

"كل ياعم عرابي انت مش بتاكل ليه.. كل ياراجل ياطيب البيت بيتك انت مش ضيف.... "


رد الرجل ذات التجعيد الواضحة على وجهه الذي يظهر عليه شقاء آلزمن..... 

"كتر خيرك ياسالم ياولدي ربنا يقويك ويزيدك على فعل الخير......... وربنا يعطيك الذرية الصالحة باذن الله وميطولش عليك يارب..... "


نظر له سالم بحزن.... ومن ثم ابتسم بأمل وهو يتمنى وجود طفل من صلبه يحمل أسمه يكون صديقه وأخوه يعوضه عن فراق حسن شقيقه الذي فراقه   اثر  على ماتبقى منه ومزال يحيا على امل وجود ورد ابنة اخيه بجانبه.... وحين اصبحت حياة زوجته تمنى بصدق ان تحمل له قطعةٍ منه ومنها ....نطق بامل وهو ينظر الى الرجل 

"يارب يارجل ياطيب دعواتك...... "


لمح وهو يرفع عينيه وجود بكر ووليد في حوش البيت اي بالقرب منه........ ذهب لهم وهو يتمتم بحنق


"سلام عليكم كيف حالك ياعمي....نورت المكان

ياوليد......"هتف سالم وهو يقف امامهم كان سالم يرتدي جلباب رمادي ناصع....... ويصفف شعره الغزير للخلف..... 


رد بكر بطيبه زائفة.... 

"أهلاً ياسالم ياابن اخويه شااخبارك وكيف اخويه مش شايفه يعني...... "


نظر له سالم قال بهدوء 

"الحج رافت شاهين جو في شادر مع باقية كبرات عائلات النجع ......"

اشاره له سالم على هذه الخيمة الكبيرة...

قال بجفاء....

"وصل ابوك يااولد العم..... "


نظر وليد الى بكر بزهول..... تنحنح بكر بحرج قال بثبات "خليك أنت ياوليد مع سالم ابن عمك.. وانا 

هدخل لعمك رافت...... انا مش غريب يعني.... "


دلف بكر الى الخيمة الكبيرة...... 


نظر سالم الى وليد قال بسرعة.. 

"معلش يابن عمي اسيبك انا عشان اشوف ضيوفي وخدم عليهم......"


ابتعد عنه بهدوء.... نظر وليد الى سالم ظناً منه ان من يتحدث عنهم سالم هم كبرات عائلات النجع.. ولكن إصابته الدهشة حين راه يخدم على البسطاء الذين يجلسون على مادة الطعام الكبيرة... الزهول أصابه وهو يرى سالم يتعامل معهم وكان هناك مصالح كبيرة  بينهم لم تمر الى بعد هذه أضيافةَ كم تسمى في البدو .....


                             ******

بعد ساعة.....


تجلس في غرفتها بملل الجميع في لأسفل يخدم ويساعد حتى تنتهي هذه العزومة الكبيرة... 

إلا هي انجبرت على الجلوس هنا بأومر منه .منه هو فقط خوفٍ عليها من ان تصاب او يحدث لها شيء بسبب إجهاد اليوم...... تنهدت بتعب لتجد هاتفها يصدح تناولته من على الفراش بين يديها... وفتحت الخط وهي تبتسم بخجل من النظر الى اسمه المضيء 

"الو..... "


رد عليها وهو يقف تحت ركنن ما في ساحة الخضراء 

"بتعمل إيه ياحياة من غيري..... "


ابتسمت و ردت بملل 

"زهقنا اوي......... سالم هو ينفع انزل اساعد ريم وباقية الخدم بدل مانا قاعده زهقنا كده.... "


حك في لحيته قال بمكر 

"ينفع طبعاً ....."


اتسعت ابتسامتها وهاتفة بزهول 

"بجد ينفع..... "


"ااه بجد......بس لم تخفي...... وبعدين انا عايز افهم حاجه انتِ  بتحبي تتعبي نفسك دايما كده... "


ردت بعفوية 

"ايوا انا بحب اتعب نفسي..... سابني بقه"


قلب عينيه بملل قال 

"اسمع الكلام ياحياه..... وبلاش الجدال الكتير معايا ...."


"عشان خاطري ياسالم سبني انزل انا اتخنقت من الحبسه وبلاش تخاف عليه انا ا..."


رد عليها ببرود ليعود سالم شاهين المعروف امام عينيها.... 

"ومين قالك اني بعمل كده خوف عليكِ ... لا

طبعاً .....كل الموضوع اني مش بحب حوارات المستشفى دي ومش بحب ادخلها اصلن.... فياريت تعاقلي كده وتفضلي قاعده مكانك..... وااه انا كنت 

متصل بيكِ  عشان اقولك طلعي ليه غيار (ملابس) ......لاني طالع دلوقتي اغير هدومي ونازل تاني .........سلام "


نظرت الى الهاتف بحزن من جنون الانفصام الذي يعانيه ويجعلها تفقد القدرة على اكمال حياتها بهذا الشكل..... مزالت تيقن ان هذه الاقرص  تناولها

افضل من التوقف عنها فسالم يفقدها الأمان بهذا الانفصام القوي..... اوقات تشعر انها تلامس النجوم  بيدها مع حنانه واهتمامه ...وبعد الاوقات 

َالكثيرةَ قسوته تجعلها تصطدم في ارض صلبه جافة قاسيةٍ  باردة عليها..... ليموت تأنيب الضمير داخلها ويبقى الإصرار على إلا يكون بينهم رابط قوي... فيجب الشعور بالأمان اولا قبل التفكير في رابط قوي يجمعهم!.....


فتح الباب سريعاً وأغلق بهدوء رفعت عينيها ظناً 

منها آنه سالم..... لتجد ما لم تتوقع امامها في غرفة 

نومها (وليد) ابن عم سالم 


نهضت وهي ترتدي عبإتها المعلقة على شكل معطف مفتوح ارتدتها سريعا وهي تتناول حجابها بطريقة 

عشوائيه وضعته عليها... وهي تهدر به بحادة

"انتَ ايه الى دخلك هنا اخرج بره يزباله.. 

وصلت بيك انك تدخل اوضة نومي انت لدرجادي حقير... "


ابتسم بعبث ماكر قال 

"معلشي ياام ورد اصل الموضوع الى انا جايلك فيه ده مش هيتم غير في اوضة النوم.... "


مع كل حرف كان يقترب منها وهي تعود للخلف قالت بخوف من نظراته الوقاحة لها... 

"ابعد عني..... هصوت ولم الناس عليك.... "


نظر لها بشهوة قال بمكر وهو يقترب 

"صوتي ......هكدبك وقول انك انتِ الى مغفله جوزك  وجيباني على اوضتك بمزاجك.... ها اي رايك فضحتك هتبقى بجلاجل وبذات ادام سالم جوزك ياحياة يابنت...."

صمت برهة ثم همس بإهانة... 

"اللى صحيح ياحياة أبوكِ اسمه إيه.... "


نظرت له بحزن وقهر من إهانته لها وتلميح هذا الدنيء عن من تكون !....... 


"ااه نسيت انك لقيطه ملكيش أهل يعني .....عشان كده هيبقى سهل الناس تصدق حكايتي وتكدبك. "


كادا ان يقترب اكثر منها ....نظرت حياة بجانبها لتجد ٍزهريةٍ صغيرة الحجم على سطح


 المنضدة بجانبها ... مسكتها سريعاً وبدون تفكير نزلت على وليد بها على راسه...... في هذا الوقت انفتح الباب عليهم و .....


              الفصل الثالث عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-