وصل عمر بكامل أناقته ورجولته اللي فتنت البنات اللي شغالين في الدور الأول من البرج.. مكتب باسم كان في برج أطول من العماره وأفخم وأرقى، الدور الأول كان فيه عياده أسنان
وشقه للتحاليل الطبيه.. كل دور موجود فيه شقتين كبار وواسعين عشان الحركه وعشان النظام... أول ماعمر دخل بهيبته ووسامته.. لفت إنتباه اللي قاعدين سواء بنات او رجاله او ستات كبيره.. اللي يبصله أكنه بيشبه عليه، لأن طبعاً عمر وشه معروف لناس كتير أوي، وده لأنه طلع في التلفزيون أكثر من مره في برنامج بيناقش أوضاع البترول والإستثمارات والمشاريع اللي داخل فيها مع كبارات البلد والبلدان التانيه.. واللي بتبص وتتخيل إنه فارس أحلامها لوسامته وعضلاته اللي بارزه من القميص ومرسومه بمهاره، واللي خدت بالها من الدبله اللي في إيده وبتحسد اللي إتجوزته عليه.. واللي بيقول في سره يبخته ده معاه فلوس بالهبل... كان كل واحد من اللي قاعدين في العياده او معمل التحاليل عينهم مثبته على عمر.. اللي كان مستني الأسانسير ينزل ويركبه. لأنه مرهق ليه أو لأي حد إن يطلع الدور التاسع عالسلالم... والسبب اللي خلى عيون الناس هتاكل عمر من النظرات، إن الأسانسير كان في وش المعمل والعياده..
أخيراً الأسانسير نزل وطلع منه واحد عجوز وبنت صغيره في إيده.. عمر ألقى عليهم السلام وركب...
وصل لمكتب اخوه اللي كان واخد دور لوحده.. المكتب واسع جداً.. ومنظم والأثاث بتاعه راقي وفخم بطريقه مريحه للقلب والنظر.. والحقيقه إن المكتب مكنش فيه مكاتب تانيه لمحاميين معاه، بس كان موجود صالون باللون الإسود كبير محطوط بشكل منظم في دخلة المكتب وعلى يمين وشمال الباب ورد بلاستيك زينه.. وقصاد الصالون (ريسبيشن) كان فيه حوض سمك زينه جميل وكبير...
والمكتب بتاع باسم كان جوا الأوضه.. اوضه واسعه جدا فيها مكتب ضخم من الأثاث الراقي وحوالي ثلاث كراسي جلد بعجل من اللي بتدور.. غير كرسي المكتب بتاعه.. وقصاد المكتب.. موجود دولاب كبير للملفات والقضايا.. وزي ماقلنا باسم محامي شاطر ومعروف بضميره في المرافعات الجنائيه، فمكتب بالفخامه دي مش كتير عليه..
عمر خبط عالباب بخفه... سمع صوت باسم بيسمحله بالدخول... هما إخوات اه وعمر الكبير لكن يبقى أداب الإسئذان واجب في كل شئ. مش في الشغل بس..
أول ماشافها، رجع لورا وهو بيشهق من المفاجأه الغير متوقعه
—نوور!!!!
باسم بسعاده: ايووه ياعمر نور.. نور رجعتلي ياعمر
فاق من صدمته.. تنحنح وهو بيبتسم لها ولسه علامات المفاجأه والصدمه على وشه: ازيك يانور.
نور بإبتسامه خجوله: الحمدلله... ألف مبروك
—على إيه!؟
—على جوازك.. أنا اسفه إن معرفتش أحضر الفرح بس إنت عارف الظروف
—ااه.. الله يبارك فيكي.. مبروك ليكي إنتي كمان
—على إيه!؟
عمر بإبتسامه: على جوازك
حست بخدودها هتنفجر من الخجل.. بصت للأرض وهي بتفرك إيدها من التوتر.... أما باسم بص لعمر بغيظ وغضب وشد من دراعه.. وهو بيطلع بيه برا بص لنور يستأذنها إنه محتاج يكلم مع عمر شويه في الريسيبشن... هزت راسها بالموافقه وهي لسه متوتره ومكسوفه..
قفل باب أوضة المكتب بهدوء وقعد هو وعمر..
باسم لسه هيتكلم.. عمر أخرسه بإشاره من إيده وهو بيبصله بغضب
عمر: إنت معندكش دم!!!
باسم بإستغراب: أنا عملت إيه!!
—عملت إييه!! عملك إسود.. بقاا رايح مهرب واحده وهي على زمة راجل تااني
باسم: بس...
عمر بزعيق: مبسش... مهما كنتم بتحبوا بعض.. بص خلاص هي مش من نصيبك.. تقوم رايح واخدها من جوزها!! إنت إتهبلت في عقلك يالااااه.... هو ده اللي إتربينا عليه!! تخطف واحده من جوزها يابااسم!! وهي الهاانم اللي جوا دي.. تيجي معاك عاادي كده.. مش عارفه اللي بتعمله ده غلط!!
ثواني وبصوا الإتنين لصوت تكة الباب وهو بيتفتح... خرجت نور وهي بصه في الأرض وباين على وشها إنها بتعيط...
—أنا همشي ياباسم... شدها من إيدها وقفل الباب.... بص لأخوها وهو ماسك نور في إيده...بصلها بطرف عينه يطمنها
—مش هتمشي يانور...دي فرصه وجاتلنا نصلح غلطنا...إنتي إستسلمتي لتهديد امي ومجتيش قلتيلي..وأنا مفكرتش أدور عليكي بعدها..كنت فاكر إنك بعدتي برضاكي...كنت فاكر إن أمي موصلش بيها تهدد أبوكي بالقتل..
عمر ردد الكلمه بصدمه:قتل!!!...ماما بتهدد بالقتل!!!
باسم بيهزر راسه بحزن..وهو بيكمل كلامه: شهرين...شهرين وانتي بعيده عني..لاعارف انام ولااشتغل ولااكل ولااشرب..كنت حاسس ان أنا المذنب...وأن مقدرتش أحميكي رغم معرفتي بأن امي ليها ايد في بعدنا...لكن مكنتش اتوقع انها السبب في كل اللي حصل...
شدّ نور من ايدها معاه برفق وهو بيتجه يقعد على الكنبه قصاد أخوه..اللي من صدمته هو كمان قعد عالكرسي وهو بيبص للفراغ قدامه بذهول..وبيردد يمنى...يمنى...يمنى..!!
طلع تلفونه بيتصل على يمنى....
جرس(مشغول)جرس(مشغول)جرس(مشغول)!!
حط ايده في شعره بجنون...رجع يتصل تاني (مشغول)....ردي يايمنى...ردي بقااا
وفجأه بطارية موبايله بدأت تفصل..لحظه وبالفعل الموبايل فصل
عمر بتوتر وعصبيه: الزفت فصل ونسيت أجيب البور باك..
...أديني تليفونك بسرعه يابااسم
باسم بتوتر هو الأخر من توتر أخوه وعصبيته:في إيه ياعمر
مردش عليه وإتصل بتليفون الڤيلا
فاديه ردت:ايوه ياعمر
عمر بلهفه: في حاجه ياماما!!...يمنى فين!!...إنتي بتعملي إيه!!!
فاديه بإستغراب: هو فيه إيه..مالك كده!!
بدأ يهدى: مفيش..بتصل أطمن عليكم..أصل يمنى....
قاطعته بسخريه
متقلقش مراتك زي الحصان أهي..بقالها ساعه بتكلم في التليفون
عمر بصوت خافت: ساعه!!...طيب سلام
...
باسم:انت مالك زي مايكون ميتلك ميت كده ليه..في إيه!!
بياخد نفسه: إنت عارف إن أمك مكنتش موافقه على جوازي من يمنى...بس عشان أنا كلمتي اللي بتمشي أمك مقدرتش تعمل حاجه وخافت مني...بس لما يمنى سقطت..شفت الحقد والغل في عين ماما لمراتي..من ساعتها وأنا حاسس إنها هتعملها حاجه..ودلوقت لما قلت إنها هددت نور بالقتل..أنا إجسمي إتنفض وخفت خصوصاً إن سايب يمنى لوحدها
باسم بسخريه:هههه لاا متخافش..عارف ياعمر..إحنا شبه بعض في كل حاجه إلا حاجه واحده اللي بتميزنا من صغرنا...وهي إن شخصيتك وجبروتك لما حد بيزعلك بتبقا واحد تاني خالص انا ذات نفسي معرفوش وبخاف وقتها أكلمك وإنت مضايق من حاجه...بس دي ميزه حلوه...على الأقل جبروتك ده بيرعب أكتر واحد عامل نفسه دكر في البلد دي..عشان كده أبويا الله يرحمه سلمك الشركه والأملاك تديرها بنفسك..وحقيقي أنا معترضتش..بالعكس أنا فخور بيك..عشان بفضل دماغك وعبقريت تفكيرك الشركه بقت أقوى واكبر شركه في الشرق الأوسط...وده اللي خلاني ألجألك في المشكله دي..وعارف إنك هتطلعنا منها زي الشعره من العجينه من غير شوشره..
إتنهد بصعوبه...كلمة فاديه لسه بتتردد في دماغه
(بقالها ساعه بتكلم في التليفون!!)...ساعه!! ده مبتكملش عشر دقايق مع أمها في التليفون!!...أووف إهدى ياعمر وإغزى الشيطان..إييه هتخون يمنتك!! اللي كانت بتموت عشانك وقت الحادثه! بطل غباء..ده شيطان مش أكتر!!
فاق من شروده على إيد باسم وهو بيلوح بيها في الهوا قدام عينيه: إييييه!! رحت فييين!!
عمر:هااه!! لااا أنا معااك...إتعدل في قعدته..إحكيلي بقاا نور جات هنا إزااي!
باسم: بعد ما ماما هددت نور بقتل أبوها إنها لو مبعدتش عني..هتقتله...نور مكنش قدامها حل غير إنها توافق على جوازها من الكويتي العجوز (حسين خويلد) واللي أمك عرفت من معارف ليه إنه بيدور على بنت صغيره يجوزها ومتفرقش معاه الدوله..هو هيتكفل بكل حاجه..طبعاً أمك إنتهزت الفرصه دي وتضرب عصفورين بحجر..تبعد نور عني بطريقه تخلي مستحيل الرجوع بينا وهي إنها تجوزها وتسفرها...الكلام ده حصل بقاله شهرين..من قبل جوازك من يمنى بأسبوع...نور هربت ليلة الدخله بعد محطتله منوم في العصير وأخدت فلوس من وراه والدهب اللي كان جايبهولها بالكيلو..باعته وسكنت في شقه في الكويت..لحد مالأمور تهدا... نور إتصرفت بذكاء في النقطه دي.. وهي إنها منزلتش مصر علطول.. لسببين.. الأول عشان ماما لو عرفت هتخلي حد يقتل أبوها والتاني إن أكيد مليون في الميه الراجل ده هيكلمها يسألها إذا كانت نور موجوده في مصر ولالأ.. وطبعاً أمك مسبتش مكان في مصر غير إما خلت معارفها يدوروا عليها خلال الشهرين دول... ولما ملقتلهاش اثر شالت إيدها من الموضوع... اللي خايفين منه دلوقت أمك ترجع تدور تاني وتعرف مكانها... ساعتها مش عارف هعمل إيه..
(بص للفراغ قدامه وعيونه دمعت) هبقا واقف في النص مش عارف أتحرك زي المشلول... هقف قصاد أمي اللي مهما حصل في الأخر هي أمي.. ولاهتخلى عن نور اللى ملهاش حد في الدنيا.. حتى أبوها اللي كان ليها.. مات!!
قولي إنت أعمل إيه!!
عمر وهو بيمد إيده ياخد تليفون باسم من قدامه عالتربيزه مكان ماحطه أخر مره لما كلم فاديه يطمن على يمنى...
بص لباسم بثقه وهو بيقول:
—مش هتعمل حاجه... أنا اللي هعمل...
طلب رقم... اتصل.. الشخص اللي بيتصل بيه رد من اول جرس وكأنه كان قاعد مستني مكالمه من رئيسه ومديره!!
أيوه مديره في الشركه... ده عصام اللي يعتبر الدراع اليمين لعمر في كل حاجه..
عمر بثقه: حسين خويلد..ده رجل أعمال كويتي..في خلال خمس دقايق تكون جايبلي كل المعلومات عنه...
عصام:تحت أمرك ياباشا
...لحظات واتصل عصام وبالفعل أملاه كل المعلومات اللي تخص حسين خويلد..
عمر: قوم ياباسم خد نور وشوفلها مكان تقعد فيه على ماألوي دراع الراجل ده وأخليه يبعت ورقة الطلاق لحد مصر
باسم بلهفه: طب رسيني عالحوار عشان أبقى فاهم
عمر: بص ياسيدي.. الراجل ده واضح إنه بيحب الفلوس اكتر من الحريم.. فهنضرب عصفورين بحجر، أعمله تعاقد مع أكبر شركات السيارات بمعرفتي لأنه طلع شركته بتشتغل في قطع غيار وتركيب عربيات.. التعاقد ده هينجحله الشركه خصوصاً إنه داخل على إفلاس دلوقت وفوق ده كله أشوفله اي بت تجوزه مقابل مبلغ مادي حلو وبكده يوافق وهو مغمض عينه ويطلق فوري كمان..
باسم بدهشه من تفكير أخوه الذكي: داانت دماغك دي توزن بلد بصحيح
عمر:هههه طبعاً يابني هو أخوك ده قليل...أنا هروح اناا بقاا أحتفل مع مراتي براس السنه ولو إني مبحبش التفاهات دي بس كفايا اشوفها مبسوطه زي مانفسي أشوفكم في بيت واحد ومبسوطين كده
باسم وهو بيبص لنور اللي وشها إحمر: يااارب
********
فاديه جرت تقعد في الريسيبشن تاني قبل مايمنى تطلع من المطبخ وتشوفها...
أما يمنى فضلت تزفر بضيق وهي بتقول: اوووف إيه البلاوي اللي بتتحدف عليا دي يارب....أخدت موبايلها وطلعت من المطبخ متجها للسلم اللي بيطلع للدور التاني...إتفاجأت بفاديه بتنادي عليها..
فاديه بصوت هادي ورقيق على غير عادتها:
—خير يايمنى...كنتي بتعملي حاجه..أصل شميت ريحه حلو كده جايه من المطبخ
يمنى إستغربت من لهجتها المتغيره ردت عليها:
—ايوه جبت لحضرتك كيكة الشوكولا
فاديه بغضب مصطنع: ايه حضرتك دي..هو انا مش زي ماما برضه
يمنى وهي لسه مستغربه: ماشي ياماما..عن إذنك هطلع بقا مش عاوزه حاجه
فاديه بتمسك ضهرها (بتتمسكن يعني):بصراحه كنت عاوزاكي تعمليلي حاجه اصل ضهري بيوجعني والخدم ادتلهم اجازه انهارده عشان راس السنه كل سنه وانتي طيبه
يمنى:وانتي طيبه ياماما..حاجه ايه!؟
فاديه:كنت جايبه شوية كريمات وبرفانات كده بس مرصتهمش على التسريحه ممكن تعملهملي!؟
يمنى بإبتسامه: ااه طبعاً..ولسوء حظها ونيتها السليمه حطت موبايلها على التربيزه اللي كانت جنبها ودخلت أوضة فاديه تنفذ طلبها..والحقيقه ده كان ملعوب من فاديه عشان تعمل اللي في دماغها..
يمنى دخلت الأوضه،فاديه اخدت الموبايل بس جات تفتحه لقيته معمول بالبصمه...فضلت تتأفف وتزفر بزهق لحظه والموبايل رن تاني برقم مجهول...
فاديه مستنتش لحظه وفتحت علطول،حطت التليفون على ودنها تسمع بيقول ايه
المتصل: اييه لحقتي تنسيني بالسرعه دي..ده احنا حب كليه وعشرة اول سنتين حتى..
فاديه قفلت في وشه وطلعت موبايلها اخدت اسكرين للرقم.وحطت موبايل يمنى مكانه تاني....لحظات ويمنى طلعت بعد مخلصت شكرتها فاديه وإستأذنت يمنى وطلعت
.....
اتصلت فاديه بالرقم وعينها كلها خبث وشر...رد عليها
—الووو
فاديه: الوو..انا حماة يمنى...استنى استنى متقفلش..متخافش انا عاوزاك في خدمه
—خدمة ايه؟!
فاديه:انت تعرف يمنى منين
—وانتي ماالك..وبعدين انا ايه يضمنلي انك مش بتحوري عليا
فاديه: عشان انا عاوزه ابني يسيب البت دي وانت جتلي في الوقت المناسب..وهديك اللي انت عاوزه..بس فهمني انت مين
—بصي ياست الكل..انا ياسين..حبينا بعض انا ويمنى واحنا في اولى كليه وفضلنا مع بعض لحد تانيه..وجيت انا سيبتها..بصراحه كنت واخدها تسليه بس...ولما عرفت انها اتجوزت من راجل اعمال فلوسه مغرقاه..قلت العب لعبه واطلعلي بقرشين..هي دي كل القصه
فاديه بخبث: وكنت عاوز كام!؟
ياسين: لااا ياستناا انا مش طمااعه..هما عشر الاف بس
فاديه بضحك: وان قلتلك هديك مية الف!!
ياسين بصدمه:ايييه!! خدااامك..خداامك ياست الكل
فاديه:اسمع اللي هقولهولك ده كويس وتنفذه بالحرف...عمر ابني اول مايجي من برا ويطلعلها فوق.بعد نص ساعه هرن عليك ترن على تليفونها...وتعمل الشويتين بتوعك..فاهم...مش عاوزه غلطه..
ياسين: بس كده...اعتبريه حصل
فاديه: تماام......وقفلت السكه...بتكلم نفسها
—اخيراا هخلص منك زي مخلصت من نور...عيال الرفاعي ميتجوزوش غير بنات ناس زيهم...
*****
أما عند يمنى...فضلت حاسه بنغزه في قلبها..أخدت الأوضه رايحه جايه تفكر بتوتر....وأخيراً قررت تتصل بالرقم تشوف مين..
(جرس)...رد.
يمنى بتوتر: ممكن اعرف انت مين!! وعاوز مني ايه!!
ياسين: ههههه لااأ كده ازعل..بقا لحقتي تنسي ياسين بالسرعه دي..لا..لاا..زعلتيني والله
يمنى بغضب: هو انت ياحيوواااان...اياااك تتصل تااني..يازبااله
ياسين: تؤتؤتؤ...ليه الغلط..وبعدين انتي اللي اتصلتي دلوقت...ولا ايه ياسكرر
قبل ماترد عليه سمعت صوت الباب بيتفتح...قفلت التليفون بسرعه..وقبل ماتطلع..رجعت تاني عملت بلوك للرقم وسابته وطلعت بس نست تمسح المكالمات من التوتر والخوف...
لقت عمر جاي ومخبي ورا ضهره حاجه..
يمنى طلعت تجري عليه وحضنته كأنها مشفتوش بقالها سنين
شالها حضنها بإيد واحده ولسه ماسك بإيده التانيه حاجه ورا ضهره...
نزلها وباس راسها..رجعلها شعرها ورا اللي جه على وشها لما جرت عليه..
عمر وهو بيطلع علبه صغيره من القطيفه لونها ازرق غامق
—كل سنه وانتي معايا وفي قلبي ياقلبي...افتحي العلبه
يمنى بتفتح العلبه كان فيها خاتم فضه من أغلى وارقى الخواتم في العالم... عينها اتسعت من الذهول وهي ماسكه الخاتم في ايدها وبتبص لشدة بريقه ولمعانه وعمر كان بيبصلها وبيبتسم كأنه مستعد يعمل اي حاجه بس يشوف غمازتها وهي بتضحك ومبسوطه..
عمر: عجبك ياروحي.. انا عارف انك بتحبي الفضه
يمنى بتبصله وعينها دمعت: دا... دا.. داا كانو بيعرضوا عنوا عالتلفزيون والنت انه احسن موديل للفضه و.. و.. وأول عرض ليه في سنة 2021!!.. يعني.. يعني لسه منزلش مصر
عمر لبسها الخاتم وباسها في باطن كفها بكل رقه..وطى شالها وهي لفت إيدها على رقبته وعيونها لسه مدمعه..بتتأمل ملامحه الرجوليه الوسيمه وهو شايلها....حطها عالسرير ولسه عيونه متعلقه بيه...قرب من وشها لدرجة إن نفسهم كان واحد
عمر:بحبك..بحبك..بحبك اووي
يمنى: عمر..ربنا ميحرمنيش منك..انت الحاجه الحلوه اللي طلعت بيها من ٢٠٢٠
عمر: اوعديني انك تفضلي معايا لأخر نفس
يمنى:أوعدك....لحظه وبعدت عنه كأنها افتكرت حاجه..نطت من السرير بسرعه وهي بتقول: عملالك حااجه حلووه تعال معايا....شديته من ايده..مشى وراها وهو بيضحك على جنانها..
دخلت أوضه تانيه كبيره وقفت على طراطيف صوابعها تغمي عين عمر ويدوب طالته بالعافيه....لحظه وشالت ايدها كانت منوره الأوضه بشمع كتير....وفي النص كان فيه سفره صغيوره على قدهم وعليها تورتايه متوسطه عليها صورتهم وهو شايلها على ضهره....والجدران كانت مزينه بأشكال لبابا نويل وزينه تانيه رقيقه وفي يسار الاوضه كان فيه شجرة كريسماس متعلق عليها صورهم وهما زي المجانين..
عمر بإنبهار: انتي عملتي كل ده!!!
يمنى بتكبر وضحك: ياشيخ قل اعوذ برب الفلق ههههه
عمر وهو بيقرب منها ويبص لجسمها بتلذذ وإشتياق: طب الزينه واصدق انك تعمليها لكن التورته صعب...انتي مبتعرفيش تعملي حلويات اصلاا يايمنتي هههه
ضربته في صدره بغضب مصطنع:علفكره انا فضلت تلت ساعات اعمل فيها..كنت جبت طريقتها من اليوتيوب...تعالى أدوقهالك...
أكلته حته صغيره...أكلها بتلذذ وهو بيقول: لاا صدقي حلوه..بتأكله حته كمان...أخدها منها بيأكلهالها قرب منها ياكل من على شفايفها المتناثر حولها بتلذذ ونهم....
*****
ياسين اتصل بفاديه يقولها انه اتصل على يمنى لقاها حطاه عالحظر...فاديه اديته الرقم الأرضي بتاعهم وقالتله يتصل عليه..وبالفعل اتصل
***
عمر كان قاعد على كرسي السفره ومقعد يمنى على رجله قدامه ومثبت راسها بإيد والإيد التانيه كانت حضناها من ضهرها..ومستمر في تقبيلها....قطع لحظتهم رنة التليفون الارضي لأكتر من مره....بعد عنها وهو بياخد نفسه بصعوبه
—هشوف مين الرخم ده واجيلك..
هزت راسها بخجل وقامت من على رجله،، أما عمر راح يشوف مين
رفع السماعه: ألوو
ياسين: الوو..يمنى موجوده!!
عمر: نعمم!! انت مين
ياسين: انت اللي مين!! انا عاوز يمنى..بصراحه وحشتني اووي فضلنا نتكلم كتير انهارده بس لسه مشبعتش منها
عمر بزعيق: انت ميييييين يااووسسسخ
ياسين: اييه ياعم مابراحه على نفسك..اسألها مين ياسين وهي تقولك حتي هتلاقي رقمي عندها
عمر فقد السيطره على نفسها.زعق بصوت ارعب يمنى اللي طلعت على صوته جري وهي بتدعي ربنا ان ميكونش ده ياسين
عمر: وحياااات امممك لأعررف انت مييين يازبااااله وسااعتها مش هرحممم اللي جاايبييينك.....شد التليفون طوحه بعيد فاإتخبط في الحيطه وقع اتنكسر..
بص ليمنى بعينيه اللي اتحولت زي عيون الصقر...خافت من بصته..فضلت ترجع وراا بضهرها وهو يقرب منها لحد مااتكعبلت وقعت على ضهرها...وقف قدامها بطوله وهو مثبت عينه عليها برعب..سمع صوت دقات قلبها كانت هتصم ودانه
عمر بصوت زي فحيح الأفعى: رنيت عليكي كام مره انهارده كان بيدي مشغول..كنتي بتكلمي مين
يمنى بإرتباك وخوف: ص..صاا..صااحبتي..
عمر بسخريه: هههه وصاحبتك اسمها ياسين.......تعرفي الواااد ده!!!................انطقييييييي....تعرفيييييه
يمنى بعياط وخوف: اسمعني..و. وهفهمك...
عمر بزعيق: رديييي علياااا يااااااه يااالاااااأ.....تعرفيييييييه
يمنى جسمها بقا ينتفض من الخوف والعياط: اا..ااايووه
وطى عليها وقفها من شعرهاا وهي بتعيط وتترجاه انه يسمعها...
عمر: اناا كنت وااعدك ان ممدش ايدي عليكي..بس توصل بيكي تخونيني..فاانا هدفنك بالحياا يايمنى.....شدها من شعرهاا جرجرها عالأرض ورااه وهي تصررخ......وقف مره واحده ووقفها معاه من شعرها....خنقها من رقبتها وهو بيهمس جنب ودنها بصوت ارعبها: مش عمر الرفاعي تيجي واحده زيك تخونه...ياازبااااله مامااا كاانت عندهاا حق...ورحمة ابووياااا ياايمنى لأخليييكي تتمني المووت بنفسسك....شدهاا من شعرهاا سحبهاا ورااه وهي مبقتش قادره تتنفس من الوجع..وجع قلبها مش جسدها..وجع القلب اصعب بكتير 💔
نزل بيها عالسلم جرجره من شعرهاا...فاديه اول ماشاافتهم طلعت تجرري عليه تسلك يمنى من ايده وهي من جواها طايره من الفرحه...عمر صرخ فيهااا: مااااماااا اطلعييي منهااا انتيي....فاديه بعدت بسرعه
عمرر دخل اوضه تانيه بتاعت الخدم...رمااهاا عالأرض..وطلع جااب حبل عريض....كل ده ويمنى دموعها نازله من غير ماتنطق وكأنها لسه بتستوعب اللي بيحصل..
ربطها من رجليهاا كذاا مره وايدهاا ووصل الحبل لرجل السرير بطريقه متخليهاش تعرف تتحرك ولو حركه بسيطه...بصتله وهو بيربطها..نطقت اخيرا بصوت كله كسره وألم: مش هساامحك ياعمر..ممكن اسامحك على ضربك ليا بس مش هسامحك على شكك فياا ابداا..ابداا ياعمر
..مردش عليها وقبل مايطلع ويطفي النور عليه..لفلها وهو بيقول بصوت كله قسوه وجبروت كأن ده واحد تاني: مش هطلقك ولا هموتك...انا هعذبك الأول هخليكي تتمني الموت......خسااره فيكي الحب اللي حبتهولك......طفاا النور عليها وقفل الباب بالمفتاح وطلع ركب عربيته وساق بأقصى سرعه لمكان هو مش عارف هو رايح فين أصلاً..
****
عند باسم ونور
باسم: ودلوقتي ياقمري هنروح نجبلك لبس وكل اللي تحتاجيه
نور بخجل: باسم مفيش دااعي..انا هشوف شغل لحد مربنا يسهلنا
باسم بعصبيه: لماا ابقى اموت ابقي اشتغلي
نور: انا اسفه والله مقصدش..بعيد الشر عليك ياحبيبي
بصلها بحب يتأمل ملامحها الخجوله الرقيقه: مش مصدق ان احنا مع بعض...ربنا ميحرمنيش منك يانوري
نور وشها احمر: ولامنك........نور بتختلف عن يمنى..يمنى من النوع الشقي المجنون اما نور بتنكسف من اقل حاجه...بس الاتنين يستاهلوا الحب...بل العشق...
حلقه ٢٦
.....
باسم مروحش نور في اليوم ده.. أخدها لأحسن المولات في إسكندريه إشترت كل اللي محتجاه من لبس وعطور وكل حاجه.. ولأن باسم زوقه حلو فكان هو اللي بيخترلها كل لبسها ونور كالعاده بتوافقه على أي حاجه بخجل... وكمان عشان باسم كان بيجبلها فساتين هي نفسها بتنبهر بجمالها...
حط كل الحاجه اللي اشتراها في العربيه.. وأخدها وإتمشوا عالكورنيش.. نور كان نفسها تتصور على كوبري ستنالي.. الفتره اللي قضتها بره مصر خلت بلدها توحشها جداا خصوصا بلدها الأصليه عروس البحر المتوسط.. بس لأن باسم كان عنده وعي ومدرك للأوضاع اللي بتمر بيها مصر.. فرفض إنهم يروحوا كوبري ستنالي خصوصاً إنه كان زحمه بطريقه بشعه بسبب الكريسماس... فأخدها ودخلوا مطعم من أنضف وأشهر المطاعم في إسكندريه.. مطعم مخصص للبيتزا
.....
قعدوا على تربيزه شيك وطلب المنيو..
بيبص لعيونها بهُيام: عارف إن أكلتك المفضله البيتزا.. تحبي تاكليها مارجريت برضه ولا تغيري؟
نور بخجل: اللي إنت عاوزه
باسم: ياالله يانوري..أنا هاكل زيك..هاا..تحبي إيه
نور: اممم..ماشي مارجريت
بينادي على الجرسون..طلب النوع اللي نور قالته...
بيبصلها..لاحظ إنها بتفرك إيدها بتوتر..مد إيده يحتوي كفوفها
باسم: ايدك تلج ليه كده...في إيه..إنتي خايفه من حاجه!!
نور:.......
باسم: ردي عليا..في إيه!!
نور: خايفه..قلقانه...متوتره اووي ياباسم......
ضغط على كفوف ايدها براحه يطمنها..وهو بيقول: مفيش حد هيقدر يعملك حاجه...متخافيش..أنا غلطت مره ومش هغلط تاني..صدقيني يانوري...هفضل أحميكي لأخر يوم في عمري.......رفع ذقنها..تلاقت عيونهم وهو بيبتسملها..ابتسمت بخجل وهي بتقول: الناس بتبص علينا
باسم بضحك: متغاظين بس...مش لاقين حد يقضوا معاه الكريسماس هههه
....لحظه والبيتزا جات....بدأ هو يقطع بالسكينه وياكل بتلذذ..لاحظ إنها قاعده مبتاكلش
باسم: مبتاكليش ليه ياحبيبي...إنتي من الصبح مكلتيش حاجه
نور بخجل: هاكل اهو...
باسم وهو بيضرب بإيده على راسه كأنه إفتكر حاجه: أااه..صح افتكرت..انتي بتنكسفي تاكلي قدام حد...أخد البيتزا خلى بتاع المطعم يغلفهاله...وأخدها وأخد نور في إيده وقعدوا على حجر قريب من شط البحر...وحط البيتزا في النص وبدأ يأكلها...وهي بتفتح بقها تاكل من إيده بكسوف
نور: حبي ليك زاد لدرجه متتخيلهاش... لما جيتلك المكتب وسمحتلي احكيلك رغم إنك إتعصبت في الاول وده طبيعي بس كنت عارفه انك هتفهم مني وتسمعلي.. وده اللي خلاني اجيلك من غير ماأتردد ثانيه...أكتر حاجه حببتني فيك إنك بتدي فرصه للي أدامك يتكلم وبتسمع منه قبل متحكم عليه...وأنا غلطانه بإن مجتلكش أول ما مامتك هددتني بقتل بابا...
إحتوى وشها بإيده..قرب منها يبوس راسها
باسم بعيون كلها حب: نور..أنا عارفك كويس..فاهمك أكتر من اي حد..تتوقعي مكنتش هسامحك!..الخيانه لاتغفر...بس إنتي أنقى واجمل من إنك تخوني يانور...اناا اللي زعلني منك..إنك مشيتي ورا كلام أمي من غير متجيلي..لكن وأقسم بالله مشكيت ثانيه ولاعمري هشك فيكي...الشك ياحبببتي لو دخل أي علاقه بيبدأ ياكل فيها لحد متدمر خالص..زي بالظبط لما تجيبي حديد وتحطيه في الشمس..رغم صلابته بس بيفضل يتأكل لحد ميعمل صدأ..لأنه دخله حاجه غلط...وحبنا مش هيسمح بأي غلط يدخل علاقتنا نهائي..
نور عيونها دمعت وغصب عنها نزلت على خدها..مسحلها دموعها برقه.....حطت إيدها علي إيده اللي محاوطها وشها
إتكلمت بصوت مهزوز من بين عياطها
— كان..نفسي أشوف بابا قبل مايموت...بابا إتعذب اوي بسببي...وحشني اووي ياباسم..
حاول يتحكم في دموعه هو كمان عشان ميضعفش قدامها وهي في أشد الإحتياج ليه.. خصوصاً إنها بقت وحيده في الدنيا وملهاش أهل.. حتي أقارب ابوها وامها مبيسألوش عليها
..... مالت براسها على كتفه. أما هو حاوطها بدراعه... مرت دقايق عليهم وهما بيتأملوا موج البحر وهو بيرتفع ويرجع تاني. ونسمات الهوا اللي بتضرب وشهم بلطف..
باسم: عاارفه يانوري.. أنا كمان بابا واحشني اووي... هههه عارفه معظم الناس تقولك ده شاب كبير محتاج أبوه في إيه.. مايعتمد على نفسه بقا... عاوز أقولك إن عندي تمانيه وعشرين سنه اهو.. بس في أشد الإحتياج لأبويا الله يرحمه.. لما كنا انا وعمر أخويا او ريناد. حد فينا تحصله مشكله او موقف وحش ومنعرفش نتصرف.. كنا أول حد نجري عليه بابا.. مكنش يضربنا عشان عملنا غلط.. لأ... كان يفهمنا ويعرفنا ازاي نواجه الغلط ده ومنكررهوش... بابا كان قدوتي.. اتعلمت منه حجات كتير اووي..... اااه لو يرجع الزمن أحضنه مره واحده بس..... بس دي سنة الحياه.. كلنا لله راجعون
إتنهد بصعوبه...كمل كلامه وهو بيشدد من ضمها ليه
—مش هقدر أقولك هعوضك عن ابوكي..لأن الأب مبيتعوض..بس هحاول على قد ماأقدر إنك تفتخري بيا أكون جوزك وأب لعيالك..
المره دي نست خجلها ونست الدنيا باللي فيها..خلاص هي مع حبيبها..هتعوز ايه تاني..كفايه انها مطمنه وهي معاه...والإطمئان أعلى مراحل الحب ♥
لفت إيدها عليه تحضنه...طلع تليفونه وهو بيبوس راسها
باسم: هكلم عمر أشوف وصل لإيه
بيتصل عليه..بيدي مغلق..اتصل كذا مره..بيدي مغلق
باسم بتأفف: اووف قافل تليفونك ليه ياعمر...اه صح زمانه مقضيها احتفالات مع مراته هههههه
نور وشها إحمر وضربته في صدره وهو بيضحك على أخره
باسم وهو بيغمزلها: عقبالنا
نور بخجل: يلاا روحني..الجو سقعه وعاوزه أنام
باسم وهو لسه بيضحك: طيب ههههه ماشي يلاا بينا
********
فاديه كانت رايحه جاي قدام أوضة الخدم وسامعه صوت عياط يمنى من جوا الأوضه
بتكلم نفسها بإرتباك: طب أعمل إيه... أنا مكنتش عارفه إنها ممكن توصل أنه يحبسها كده... أنا كنت فاكراه هيطلقها وخلاص... أووف.. البت دي لو ماتت جوا هنروح في داهيه كلنا.... أنا هطلعها... هطلعها واللي يحصل يحصل..... راحت تدور على حاجه تكسر بيها الكالون لأن عمر قفله بالمفتاح وأخده معاه... لحظه والتليفون رن..
—ده ريناد.....إزيك يارورو..وحشتيني
—ريناد بعيااط: إلحقيني ياماما
فاديه: في إييه!! بتعيطي ليه!!
ريناد: حمزه ياماما..حمزه ضربني ومصمم إن لو محدش جه اخدني...هيرميني من غير هدوم في الشارع...هيطلقني..حد يجي ياخدني ياماما بسرعه
فاديه: طب..طب ايه اللي حصل
ريناد بعياط: لقى..لقى..على تليفوني رقم واحد صاحبي من ايام الجامعه..حلفتله كذا مره انه مجرد صديق بس هو مدنيش فرصه اتلكم وضربني وعاوز يطلقني
فاديه بدون متنتبه للي بتقوله وهي مصدومه: اتعمل فيكي زي ماعملت فيها
ريناد:علي صوتك ياماما مش سامعه
فاديه: اقفلي على نفسك الاوضه وأنا مسافة السكه واكون عندك.....قفلت معاها وهي مش مستوعبه اللي بيحصل..نست يمنى خالص وركبت عربيتها وراحت لبنتها..
.........
جوا في الأوضه الضلمه اللي فيها يمنى..
عينها ورمت ووشها بقا عباره عن كتلة دم حمره من العياط..وراسها ورمت من شدت عمر لشعرها وجرجرتها عالسلالم...
عياطها إتحول لشهقات..لدرجه مبقتش قادره تاخد نفسها...مش خايفه من الضلمه..مش حاسه بوجع راسها ولاجسمها...كل اللي واجعها..قلبها..قلبها إلا محبش غيره.
...إيدها ورجليها كانو بيوجعوها بطريقه لاتطاق بسبب الحبل اللي مربوطه بيه..
مالت براسها على حرف السرير اللي مربوطه فيه..
غمضت عينيها بألم وهي بتفتكر كل اللحظات الحلوه اللي قضوها سوا
—لييه ياعمر...ليه توصلنا لمرحلة ان مش عارفه اكرهك ومش قادره استمر في حبك...ليه مسمعتنيش الأول...ااااه....اااه ياارب...مش هقدر أكره ولا هقدر أدعي عليه....ياارب خدني اناا...انا مبقتش عاوزه أعيش..حاسه إن روحي بتطلع بالبطئ..ياااارب خدني يااارب
******في نفس الوقت..في مكاان على شط إسكندريه..كان قاعد باصص للموج قدامه وعينيه فيها لمحة حزن
...
إتنهد بصعوبه وهو بيكلم البحر: أكتر مكان بكره..المكان الوحيد اللي لسه بخاف منه...بس جيتلك لوحدي..جيتلك لوحدي من غير ميكون حد معايا..عشان مبقتش أخاف..معدتش حاجه فارقه معايا..هههه...حتى الخوف من أكتر مكان بكره معتش بخاف منه........ ااااه... وحشتني أووي ياعدي
ياريت الموج سحبني معااك...
يمنى...يمنتي...هههه يمنتك اييه بقاا..مخلااص..خلااص ياعمر...أكتر إتنين كنت متعلق بيهم في حياتك راحوا منك..توأمك اللي أمك كانت السبب في موته..وحبيبتك......ماما!!!......لا.لاا مستحيل ماما يكون ليها إيد في اللي حصل...يمنى قالت بلسانها إنها تعرفه!!! ااااه يايمنى...ليه ياحبيبتي..ليه كده!! ليه تضطريني أعمل فيكي كده....مفكره انه كان سهل عليا نظرتك وأنا بربطك...أسف بس عشقي ليكي مش مبرر أرحمك من خيانتك...
*****
عند يمنى...
أم حسن الشغاله جات..وهي دخله من بوابة الڤيلا..البواب عم عطيه وقفها
عم عطيه: إييه ياأم حسن....إيه اللي جابك دلوقت
أم حسن: معلش ياعم عطيه..البنت بنتي بتولد وكنت شايله قرشين كده في الأوضه لوقت عوزه بدل مااخدهم معايا وينصرفوا..بس البت الطلق جالها وانت عارف حال جوزها
عم عطيه: ربنا يقومهالك بالسلامه..مش محتاجه أي فلوس
أم حسن: إن شاالله تسلم ياخويا..
عم عطيه: بس ست هانم وعمر وباسم بيه محدش منهم هنا مفيش غير ست يمنى
أم حسن: انا هاخد الفلوس وامشي علطول عالمستشفى
عم عطيه: ماشي ياام حسن ربنا معاكم...
......
دخلت أم حسن ووصلت لأوضة الخدم..اللي هي أصلا أوضتها بس الأوضه نادراً لما بتنام فيها..فمعظم الوقت الاوضه دي مقفوله لأن ملهاش أهميه أد كده....
لسه بتفتح الباب لقيته مقفول بالقفل...فكرت إن فاديه هي اللي قفلاها...لسه هتمشي سمعت صوت حد بيعيط من جوا
أم حسن: بسم الله الرحمن الرحيم....أنا سامعه صوت حد جوا.....أنا بيتهيألي ولاإيه...حطت ودنها عالباب تسمع..صوت العياط كان واضح....إتخضت ورجعت لورا وهي بتسمي الله...طلعت تجري على عم عطيه.....
أم حسن:عم عطيه..عم عطيه....الأوضه بتاعتي سمعه صوت حد بيعيط فيها
عم عطيه بإستغراب: حد بيعيط!! ازاي الكلام ده....تعالي نشوف في إيه...أكيد بيتهيألك......راحوا الأتنين نحية الأوضه تاني..عم عطيه بيحط ودنه عالباب يصتنت...سمع صوت عياط فعلاا..فضل يسمي الله هو وأم حسن
بيخبط عالباب وهو بيقول بصوت عالي: في حد جوااا
....بعد لحظه جاله صوت يمنى وهي بتعيط: أناا يمنى ياعم عطيه..إفتحوولي الله يخليكوا
الإتنين بصوا لبعض بذهول...عم عطيه راح يجيب أله حاده يكسر بيها الكالون...بعد محاولات فاشله...نجح أخيراً إنه يكسر الكالون ويفتح الباب.....
أم حسن أول ماشافت يمنى مربوطه في السرير..شهقت بفزع..من منظرها اللي يوجع القلب.....
أم حسن بخوف: ست يمنى...مين اللي عمل فيكي كده
عم عطيه وهو بيحاول يفك الحبل المربوط جامد: لاإله إلا الله مين اللي عمل فيكي كده يابنتي......فكوا الحبل من عليها وقوموها بالعافيه وهي بتتسند عليهم وبتعيط
يمنى بعياط: هااتولي أشرب..حااسه..حااسه..إن هموت...من العطش......جرت أم حسن تجبلها ميه.....يمنى شربت......فضلت تعيط..أم حسن خدتها في حضنها وفضلت تطبطب عليها..لحد ماهدت شويه..
أم حسن: جوزك اللي عمل فيكي كده!
يمنى هزت راسها ورجعت تعيط تاني....هااتلي التليفون يااعم عطيه أكلم أخوياا.......جابلها التليفون.....
بتتصل بوائل ولسه بتعيط: وااائل...تعاالاا بسرعه خدني من هناا
وائل: يمنى...بتعيطي ليه....انتي فين
يمنى:أنا في الڤيلاا..تعالا حالاااً...
وائل: حااضر..حاضر..جااي أهوو....
.....عدى نص ساعه وأم حسن لسه قاعده جنب يمنى تهديها....وائل وصل....أول مادخل نادى على يمنى...طلعتله في الأوضه وهي بتعرج على رجلها...جرت عليه حضنته وهي بتعيط..ووائل مصدوم من شكلها
يمنى بعيااط: خدني من هناا ياواائل...مش عااوزه أقعد هناا تاني..
وائل بخوف على أخته: يمنى...مين اللي عمل فيكي كده....انطقي مين....عمرر...انطقييي
يمنى هزت راسها وهي لسه حضناه وبتعيط....
وائل بغضب: والله العظيم ياعمر لأقطعلك إيدك اللي إتمدت على أختي......إيه اللي حصل عشان يعمل فيكي كده؟!
يمنى حكتله اللي حصل بالتفصيل
وائل: ياابن الكااالببب يا يااسيين...والله لأجيب أجلك ياكلببب
يمنى: هنعمل إيه دلوقت...أنا مش عاوزه أقعد هنا دقيقه واحده
وائل: ومين قالك إن هسيبك هنا ثانيه أصلاا
يمنى بخوف: وائل...بابا مش لازم يعرف...ابوك عنده القلب..لو عرف هيجراله حاجه..
وائل: محدش هيعرف حاجه..حقك أجبهولك من أي كلب كان سبب في إنه ينزل دمعه من عينك..
يمنى بتوتر: هاا..هاااتعمل اييه مع عمرر!!
وائل: اييه مالك...صوتك بيقول انك خايفه عليه
يمنى: لااا أناا خايفه عليك إنت
وائل: متخافيش...وعمر مش هيشوفك تاني غير إما يتربى كويس ويقول حقي برقبتي...مهو بنات الناس مش لعبه...
يمنى: طب...طب هروح فين دلوقت..
وائل وهو بيطلع تليفونه: متقلقيش..أنا هتصرف...
—ألوو...أيوه ياشادي
—إزيك يااوائل..
—شاادي أنا محتاجك ضروري..هبعتلك عنوان تجيلي عليه
—تمام ياصاحبي..ماشي..
.......
يمنى: مين ده وهيجي ليه
وائل: بصي..شادي ده صحبي وأكتر حد بثق فيه...عنده شقه بيأجرها في الصيف للي بيجي يصيفوا وكده...هتقعدي إنتي في الشقه دي...
يمنى: وبعدين....طب هقعد لوحدي
وائل: لاا طبعاً..متخافيش هبقا معاكي..بس في حوار لازم يخلص الأول
يمنى: وائل..أرجوك فهمني هتعمل إيه!
وائل بعصبيه: ممكن تكبري دماغك وتسيبيني اتصرف..وأوعدك إن كرامتك هتترد وإنتي حاطه رجل على رجل.....ولاا إنتي عاوزه ترجعيلي
يمنى بغضب: أرجعله....لاازم أعلمه الأدب الأول وأعرفه إزاي يشك فياا
وائل: وبعدين!!
يمنى بإرتباك: وبعدين إيه!!
وائل: هترجعيله!!
يمنى مردتش وفضلت ساكته.....شادي صاحب وائل وصل...وائل إتفق مع أم حسن وعم عطيه إنهم ميجيبوش سيرة إن وائل هو اللي أخد يمنى..ولو حد سالهم يقولوا إنهم فتحولها وقالت إنها هتروح بيت أبوها....
......وائل أخد مفتاح الشقه من شادي ودخل يمنى بعد مأطمن عليها وهي قفلت على نفسها من جوا...وقعدت تعيط وتفتكر في لحظاتهم الحلوه...
..........
عمر كان لسه قاعد عالبحر..طلع تليفونه..فتحه لأن كان قافله عشان محدش يتصل عليه....كان لسه هيجيب صورهم لقى باسم بيتصل....
عمر: ايوه ياباسم
باسم: اييه يابني أنا بتصل عليك من ساعتها...يابختك ياعم..مجوز بقاا..حد أدك
عمر بيضحك بسخريه: ههههه فعلاً محدش قدي....
باسم: عملت إيه صحيح في الموضوع بتاع نور
عمر: إطمن..زبطت كل حاجه وورقة الطلاق هتوصل بكره..إبقى روح خدها من عاصم في الشركه..
باسم بفرحه: بجااد...حبيب أخووك والله...ربنا ميحرمنيش منك ياكبيير......أنا داخل عالڤيلاا أهوو....هتعوز حاجه أجبهالك معايا!!
...
عمر قفل في وشه السكه وهو بيقول: أنا لازم أوصل قبله..مش لازم باسم يعرف حاجه..مش ناقصه فضايح...
...ركب عربيته وساق بأقصى سرعه.للڤيلاا...
*****
أماا وائل أخد شاادي وراحو على بيت ياسين
......
وائل نزل من العربيه قصاد البيت...زق الباب برجله ودخل دخلة المخبرين ومعاه شادي...
كان ياسين قاعد بيحشش هو وتلاته صحابه..
وائل مدهوش فرصه يتكلم ونزل فيه ضرب لما عدمه العافيه...
وائل بزعيق بعد مكسر الطبليه اللي كان عليها الحشيش: مااالك ومااال يمناااا ياحشااااش ياوسسسسخ
ياسين وهو بيمسح الدم اللي نزل من مناخيره: حمااتهاا....حمااتهاا اللي اتفقت معاايا اعمل كده...والله..والله..أنا مكنتش ناوي أعرف جوزها حااجه...
وائل ضربه بالرجل كذا مره وهو بيصرخ فيه: متجبش اسم ربناا على لساانك يااوسسخ...قووم.قوووم تعاالااا...
شده من لياقة التشيرت جرجره ورااه ركبه العربيه..وطلعوا عالڤيلاا
***
وصل بااسم..وبيركن عربيته استغرب إن عربية عمر مش موجوده...لسه بيسأل عم عطيه...لقى عمر داخل بعربيته
باسم بإستغراب: عمرر!!! إنت كنت فيين
عمر بإرتباك: مفييش..كنت بجيب حاجه عالسريع كده
....فضل باسم يتكلم مع عمر شويه اللي كان واقف مش على بعضه..
لحظه وسمعوا صوت البوابه بتتفتح وعربيه داخله ونازل منها وائل وشادي ومعاهم ياسين وشه متدمر من الضرب
....
باسم بصدمه: وائل!!! اييه ده!! في إيه!!
وائل بزعيق وهو بيبص لعمر..بيشد ياسين من لياقه التشيرت يرميه تحت رجل عمر.
—ده اللي إنت شكيييت في أختيي معااه...ده يااسين يااعمر بيييه...وجااي يقلك إن الست اممك المحترمه هي السبب في كل ده
عمر بصدمه وهو بيبص لياسين اللي غرقان في دمه: ماما!!...أناا مش فااهم حااجه
وائل وهو بيطلع تليفون ياسين من جيبه: اسمع ياباشمهندس المكالمه بتاعت أمك والزباله اللي قدامك ده
شغل الصوت: وكل اللي واقف كان بيسمع وهو مصدوم،،بااسم ووائل وعم عطيه..
عمر بصدمه وخوف دب في جسمه: يمنى!!..لا لاا ياارب..ياارب ميكنش جرالها حاجه..لسه هيلف ويروح للاوضه اللي كان حبسها فيها..وائل وقفه وهو بيقول:
— راايح فيين يابااشمهندس....عشاان تبقاا عارف بس..يااسين ده كان بيلعب بيمنى وهي لسه في اولى كليه..كانت فكراه انه بيحبها..لكن الوسخ اللي قدامك ده كان بيتسلى بس
عمر لسى بيوطي عشان يضربه...
وائل وقفه وهو بيقول بسخريه: هههه الحقيقه انت عملت اوسخ ما ياسين عمل....يمنى محبتش حد ادك ياباشمهندس..يمكن تكون بتحبك اكتر من ابوها وامها..وللاسف انت شكيت فيها ومسمعتلهاش وكان كسرك ليها اكتر ماياسين عمل.....دلوقت انا عااوز اعرف يمنااه هرربت رااحت فيييين
عمر بصدمه: اييه!! هررببت!!!
عم عطيه إدخل في الكلام: بصراحه يابيه انا سمعت صوت عياطها في الأوضه وكسرت الباب وفتحتلها..وهي كلمت الدكتور وائل يجي ياخدها..وقالت انها هتستناه براا....وكنت انا بسقي الزرع وقتها..وطلعت ملقتهاش..حتى الدكتور وائل جه هنا يدور عليها محدش لقاها
وائل بغيظ وهو بيقرب على عمر ويمسكه من ياقة قميصه: دلوقتيي اختيي احناا مش لقيينهااا...واقسم باالله يااعمرر لو يمنى جراالها حاجه مهيكفيني مووتك
عمر كان تايه خالص قلبه وعقله مع يمنى مكنش حتي قادر يبعد وائل عنه...
باسم ادخل يبعد وائل عن اخوه..بس وائل فضل ماسكه جامد ويصرخ فييه: انتتت السببب...عاارف معني انهااا تهرررب في نص الليل ده ايييه!!....ممكن يحصلها اييه حااجه....ساب ايده من على عمر وهو بيبعد عنه وبيزعق:
— هلاقيهاا يااعمرر: وسااعتهاا مش هتلمس شعره منهاا وهتطلقهاا....انت متستاهلش ضوفر يمنى ياعمرر
عمرر نزل على الأرض بركبته وكأن قوته وصوته مبقوش موجودين..عااوز ينطق يصررخ بإسمهاا مش قاادر...
غصب عنه دموعه نزلت قدامهم كلهم...عيط..عيط بصووت زي الأطفاال...صوت عيااطه بقاا عاالي..لدرجه ان باسم نفسه استغرب ضعف اخوه..اول مره يشوفه ضعيف بالشكل ده....وأخيرااً صوته طلع...صررخ بأعلى صووته بإسمهاا....حااسس إن قلبه هيتخلع لو ملقهااش....
حلقه ٢٧
....
فاديه وصلت عند ريناد... وهي بدأت تحس بغلطها تدريجياً لما حست بوجع بنتها...ريناد كانت قافله على نفسها الأوضه وبتعيط. أما حمزه كان قاعد في البلكونه بيحرق في سجاير لحد مخلص علبه ودخل في التانيه وهو مش حاسس.. وكأن تفكيره إنشل... هو تعب.. تعب كتير عشان يوصل لريناد.. رغم إن فاديه كانت مبسوطه إن حمزه هيجوز بنتها عشان مستواه المادي زيهم.. بس ريناد كانت رافضه فكرة الجواز ودخلت في مرحلة تعب نفسي لما باباها إتوفى.. وبوقوف حمزه جنبها رغم إنها صديته أكتر من مره.. بس معاملته وحنيته عليها اللي عوضتها عن فقدان ابوها.. إستسلمت في الأخر لقلبها وحبيته... مكنش متخيل إن البنت اللي حبها توافق إن يبقى لها صحاب شباب عادي.. برغم إتفاقهم إنها تلغي الصحوبيه دي خالص... بس الغلط مش عليها.. الغلط عاللي ربتها على تكوين صداقات مع الشباب...
....
خبطت على باب الأوضه
ريناد بعياط: مش هفتحلك ياحمزه
فاديه: أنا ماما ياريناد
فتحتلها الباب وإترمت في حضنها وهي بتعيط وفاديه بتطبطب عليها بحرقة قلب على بنتها.... حمزه دخل عليهم وهو بيزعق لفاديه: خدي بنتك ومشوفش وشهاا تااني
فاديه بزعيق هي كمان: إنت بتزعق ليييه.. هي عملت جرييمه يعني.. بتقلك صاحبها عادي
حمزه بسخريه وهو بيصقف بإيده: هههه لااا براافو.. اممم صاحبهاا... وأنا ميلزمنيش واحده بتصاحب رجاله.. خدي بنتك وغووري من هناا.. يلاااا... مهو لو الأم محترمه البنت هتطلع محترمه... لكن لما إنتي اللي تربيها على كده.. عاوزاه تطلع إييه!! خديهاا وإمشييي.. مشفش وشهاا تااني
فاديه بصراخ عليه: إحترررم نفسسسك يااحمززه وإعررف إنت بتكلم ميين
حمزه بسخريه: مش إما تحترميها إنتي الأول يادكتوره يافاضله
ريناد بعدت عن حضن فاديه وجرت على حمزه حضنته بكامل قوتها وهي بتعيط: اناا اسفه يابابا.. مش هعمل كده تاني.. ارجوك متبعدتش عني
فااديه بصدمه: انتي بتقوليله بااباا!! يعني بيطردك من حياته وبتنااديله بااباااا!!
حمزه كان واقف يبص لفاديه بكل غل.. نظراته لوحدها كانت بتقول إنه شويه وكان هيطلع روحها في إيده... أماا ريناد كانت لسه في حضن حمزه وحاطه راسها على صدره وبتعيط وهي بتوجه كلامها لفاديه:
—أيوه بابا... هو الوحيد اللي وقف جنبي.. كل واحد كان مشغول بحياته.. حمزه اللي كان بيهون عليا كل حاجه... مكنش بيسبني أنام معيطه... حمزه.. حمزه بيتمنالي الرضا أرضى ياماما.. هو الوحيد اللي كان بيموت لو شاف دمعه نازله من عيني... وحقه.. حقه يكسرلي ضلع لما يلاقيني بكلم راجل تاني حتي لو في نيتي إنه مجرد زميل ليا في الجامعه.. بس الراجل اللي بيحب بيغير على حبيبته... وحمزه بيعشقني.. وانتي... وانتي اللي مفهمتنيش الغلط من الصح ياماما... كنتي دايماً تقوليلي مش عيب البنت يكون لها صحاب ولاد.. بس ده دمرلي جوازي... اناا... اناا بدمر بسببك ياماما........... بصت في عين حمزه وهي بتعيط وبتترجاه: ارجووك متسبنيش... ارجووك ياحمزه... أنا مليش غيرك.. والله مهزعلك تاني.. انا اسفه...
غصب عنه حبس دموعه.. مسحلها دموعها.. وطى عليها يبوس راسها وهو بيبص لفاديه ويقول: مش هسيبك... إنتي خلتيني في مقام أبوكي.. نادتيني بابا... والأب مبيهونش عليه ضناه... مش هسمح لحد أياً كان مين يفرق مابينا...... لف إيده عليها يشدد من إحتضانه ليها وهو بيمسح على شعرها عشان تهدا تحت نظرات فاديه الندمانه للمرحله اللي عيالها وصلولها بسببها....
رفعلها دقنها وهو بيأكد على كل حرف بيقوله: مش هسيبك... مش هسيبك أبداً... بس.. بس محتاج ابقى لوحدي شويه.... لسه هتنطق... حط إيده على شفايفها يسكتها وهو بيكمل كلامه: روحي بيتكم دلوقت.. يومين وهاجي أخدك... بس محتاج اهدا شويه
ريناد بضعف وتوسل: مش هتسبني!
حمزه بإبتسامة حب يطمنها: مستحيل.......
بالفعل ريناد مشت بالعافيه مع فاديه.. خدت طول الطريق للڤيلا عياط.. مكنتش تتخيل إن الشخص اللي مكنش شاغل بالها دلوقت بقت مش طايقه البُعد عنه لحظه.... أما فاديه كانت طول الطريق بتندم على كل كبيره وصغيره عملتها في حق ولادها.... وأخيراً الظالم وقع وإعترف بجبروته..
***********
أما وائل قبل مايمشي في خطته اللي هيجيب بيها حق أخته وكرامتها....كان لازم يعمل مشوار صغنن الأول
...
راح البيت وأول مادخل... سناء طلعت تجري عليه بخوف
سناء وهي بتمسك وش وائل تبص فيه شمال ويمين بخوف
—إنت كويس يابني...فيك حاجه ياضنايا....كنت فين إمبارح ياحبيبي...قلقتني اووي..ابووك غاب يتصل عليك..محدش فينا جاله نوم
وائل وهو بيوطى على إيد أمه يبوسها: متقلقيش ياست الكل...في واحد صاحبي كان عامل حادثه وإضطريت ابات معاه والموبايل فصل شحن...أنا اسف إن قلقتكم علياا
سناء: ياحبيبي...الف سلامه عليه...وهو عامل إيه دلوقت!؟
وائل: اهو الحمدلله.
سناء بحب وحنان: الحمدلله إنك بخير...يلاا ياحبيبي غير هدومك على ماأعملك لقمه تاكلها
وائل: معلش ياماما مش هاكل هناا...انا جاي أخد شوية هدوم ليا عشان هخليني مع صاحبي ده..أهله مسافرين ومفيش حد معاه..
سناء: طيب يابني...مش عاوز فلوس....ابوك قبل مايطلع على شغله سابلك قرشين هنا
وائل: ربنا ميحرمنيش منكم..انا فعلاً محتاج فلوس معاياا....معلش ياماما أنا عارف إن تقلت عليكم في المصاريف بس اوعدكم إن هفرحكم بتقديري السنادي
سناء: متقلش كده ياوائل...لو متعبناش عشانكم هنتعب عشان مين...كفايا عليا يابني اشوفك إنت وأختك مبسوطين
وائل: ااه صحيح...عديت على يمنى قعدت معاها شويه...بتسلم عليكي...وعمر بقا بيروح الشركه...فبتقول لما يفضى هيجوا يقضوا معانا يوم
سناء: إحنا كنا هنروحلها بس طالما جوزها رجع شغله يبقا وقت مايفضوا بقاا... ربنا يصلحلها الحال
وائل: ياارب ياماما..... يلاا أنا ياست الكل بقاا هاخد هدومي وأمشي انا عشان سايبه لوحده
سناء: ماشي يابني... خليك بالك من نفسك ياحبيبي... ربنا يسترها معاكم يارب
*********
في الشقه اللي يمنى قاعده فيها...
كانت قاعده على السرير مكوره نفسها ومغطيه وشها بإيدها وهي بتعيط بشهقات: لييه....ليييه ياعمر....طب أعمل إيه...قولي ياارب أعمل إيه....أسيبـه!!...لاا..أرجعله...برضه مش عارفه...أناا..أناا لو رجعتله هيبقا معنديش كرامه...ومش..ومش هيحس أنه كسرني....بس وحشني...برغم إنه معداش يوم على بعده عني...بس وحشني أووي...يااارب إديني القوه والصبر إن أقدر أتحمل بعده...ياارب هو لازم يحس بالوجع اللي جوايا....سااعدني ياارب..أنا مليش غيرك..ساعدني....
عدت عليها دقايق وهي مش قادره تبطل عياط...شويه وسمعت الجرس بيرن...قامت تتسند عالحيطه بتعب وضعف وكسره قلب...
يمنى: ميين!
وائل: أنا يايمنى إفتحي..
....فتحتله ودخل كان جايب شنطة هدومه وجايبلها الأكل اللي بتحبه.......خدها من إيدها غسلها وشها وسرحلها شعرها اللي لسه متبهدل من شدة عمر ليه.....طلعلها غيار من اللي جبهولها قبل ميهربها إمبارح من الڤيلااا
وائل: غيري هدومك وتعالي يلاا ناكل..أنا جايبلك الأكل اللي بتحبيه..
مردتش عليه..هو طلع...وهي غيرت هدومها وتفكيرها وعقلها مع عمر..مش حاسه بأي حاجه حواليها.....طلعت قعدت عالكنبه اللي في صالة الشقه وهي بصه قدامها ودموعها عماله تنزل من غير متنطق...
وائل بيحاول يخفف عنها: فااكره لماا كان بابا يجبلنا الجبنه التركي وكنتي تاخديها وتستخبي في أي مكان وتاكليها كلها ههههه كنت ببقا عارف إنك اللي كلتيها بس مبرضاش أتكلم عشان إنتي بتحبيها...وأنا مكنتش بحب ازعلك........يلاا متزعلنيش إنتي بقاا وكلي من إيدي الحته دي.....يمنى!!....إنتي فاكره لما تمتنعي عن الأكل كده هيحل حاجه!!..
يمنى: مليش نفس لحاجه
وائل وهو بيأكلها غصب عنها: الأكل ملوش ذنب..كلي....يلاا...إفتحي بقك.........بقت تفتح بقها بصعوبه تاكل وعيونها بتنزل دموع...
وائل: عاوزه تطلقي!!
يمنى:..........
وائل: ردي
يمنى: فكرة إني أعيش من غيره بتوجعني...مابالك لما حياتي تنتهي معاه ويطلع منها....لا ياوائل..أنا مش هسامحه بسهوله..أنا بابا منكسرش ضهره عشان يربيني أحسن تربيه ويجي هوا يشك فيا بسهوله...يشك إن بخونه وبكلم واحد عليه!!...مش سهل...مش سهل عليا أنسى اللي عمله..وفي نفس الوقت صعب أووي أبعد..........مش بإيدي ياوائل....صدقني مش بإيدي...الحب لما يتملك من القلب صعب نمحيه..مابالك لو وصل لمرحلة العشق-الإدمان!!!
لااا..لااا..أنا مش هطلق..مش هبعد..أنا هعرفه بس قيمة يمنى
وائل: تربية راجل فعلاً...ربنا يهديهولك...عاوزه رأي...عمر رغم اللي عمله معاكي..بس شايف في عينه صورتك...عمر بيموت دلوقت من الندم...متتصوريش لما سمع المكالمه بتاعت أمه الحربايه دي وياسين...كان منهار إزااي
يمنى بصدمه: طنط فاديه!!!
وائل: الحربايه دي هي السبب...هي اللي إتفقت مع ياسين الوسخ إنها توقع مابينكم
يمنى بصدمه وإنهيار أكتر: طب ليييه!! لييييه...أنا كنت بعتبرها زي ماما...لييه تعمل كده!!....أنا..اناا مش مستوعبه إزااي أم تخرب على إبنهااا...لييه كده
وائل: يمنى إهدي...علفكره عمر هيقلب الدنيا عليكي..عمر حاسس بالذنب جاامد
بتزعق وتعيط بصوت عالي وهي بتقول: وأنااا لماا كنت بموووت قداامه محسش بيااا لييه...كنت بترجااه يسمعني..لكن..لكن هو مسمعش غير لنفسه بس...يستااهل..يستااهل اللي يجرااله......بدأت تهدا وهي لسه بتعيط..غبي...غبي ومتسرع..غبـــــييي...بس...بس روحي فيه
....
وائل: إهدي طيب عشان خاطري....صدقيني والله كل حاجه هترجع أحسن من الاول..وربك مابيسبش حد.....إهدي كده عشان عاوزك في موضوع مهم
يمنى بدأت تهدا وهي بتبص لوائل بخوف: عمر...عمرر حصله حااجه!!
وائل بسخريه وضحك: بتخافي عليه برغم اللي عمله فيكي
يمنى بغضب: إنطق..عمرر حصله حاااجه
وائل: لاا إطمني هو زعلان بس...وإنتي اللي هيحصلك حاجه بسبب قلبك الغبي ده
يمنى وهي بتبص بعينها يمين وشمال..بتكلم بصوت واطي عشان أخوها ميسمعهاش: ياارب يكون كويس..
بيلوح بإيده قدام عينيها: إيييه سرحتي فيين!!
بتمسح دموعها وتعتدل في قعدتها: هاا..لاا مفيش...إحكيلي يلاا موضوع إيه!
وائل بتنحنح: إحممم..هو..هو ينفع واحد يحب واحده أكبر منه!؟
يمنى بإستغراب: إنت بتحب واحده أكبر منك!!
وائل: جااوبي بس وهفهمك
يمنى: ااه عاادي..ليه لأ..السن عمره مكان عقبه قدام الحب...دايماً القلب هو اللي بيكسب..بس مجتمعنا المتخلف هو اللي بيستهزأ بده
وائل: اهوو أناا خايف من مجتمعناا المتخلف ده
يمنى: هو في إيه بالظبط!!
وائل بإرتباك شويه: بصرااحه أنا بحب المعيده بتاعتي
يمنى بضحك غصب عنها: هههههههه هههههه ههههههه
وائل بغيظ: علفكرره أنا مبقلش حاجه تضحك ياررخممه
يمنى وهي بتترمي على الارض من الضحك: ههههه همووت مش قاادره ههههه بطنيي ههههه
وائل بعصبيه وغيظ وهو بيجيب مخده يضربها بيها: علفكره والله أناا مهززق إن حكتلك حااجه...عييله مستفززه
بطلت ضحك وهي بتشاور على شعره الكبير: بالله عليك كيف للفروه دي تحب...ده إنت شبه القنفد يبني...هههعهه لا لاا أناا ظلمتك كده...شعرك أحلاا من حيااتي..بس هههه بس إزاي بصتلك كده...يعني إحنا كبنات مبنحبش الراجل يكون شعره طويل كده
وائل: قومي يابت من هناا...دانتي مهزقه والله....شعري ماله ومال اللي بقوله ده...وبعدين...وبعدين هي متعرفش إن بحبها أصلاً
يمنى وهي بتقوم من الأرض تقعد جنبه عالكنبه: طب إحكيلي..عندها كام سنه وإسمها إيه وكده يعني
وائل بجديه: اسمها دنيا وعندها خمسه وعشرين..هي اتخرجت من كليتي كلية صيدله وإتعينت معيده علطول
يمنى بشهقه: يعني أكبر منك بسنه وااحده بس!!...ده ميعتبرش فرق سن...طب وإنت مستني إيه؟!
وائل: مستني أتخرج السنادي وأتقدملها
يمنى وهي بتضربه على كتفه: غبي..تصرف غبي..
وائل: إمال أتصرف إزاي ياذكيه!؟؟
يمنى: هقلك أناا...إنت تروح وتعترفلها بحبك...إفرض حد سبقك ليها قبل متتخرج...لأ إنت تروح تقلها إنك بتحبها وهتستنى لما تتخرج وتتقدملها..وهي لو قابله الموضوع هتيجي تقلك إنها موافقه...بس لو بتحبها فعلاً متسيبهاش من إيدك...وفي الأول والأخر النصيب بتاع ربنا..بس إعمل اللي تقدر عليه
وائل وهو بيهز راسه يأكد على كلامها: عندك حق...لازم أقولها
يمنى بمزاح: ومتبقاش تنسى أختك بقا بعلبة شوكولاته
بيقرب منها يحضنها وهو بيطبطب على ضهرها: شكراً إنك سمعتيني في عز وجعك
عينها دمعت تاني وهي بضم نفسها ليه أكتر: متقلش كده..الأخوات ملهمش إلاا بعض
*********
عند باسم وعمر في الڤيلاا...فضل في مكانه من إمبارح في جنينة الڤيلاا يعيط بندم على تسرعه وضربه لحبيبته وطفلته
باسم مسبهوش لوحده وفضل قاعد جنبه بيستوعب اللي أمه بتعمله فيهم...
عمر بيأس وتعب: قووم ياباسم.... رووح خد ورقة طلاق نور من الشركه وروحلها أخطبها رسمي... رووح ياباسم.. متضيعهاش من إيدك تاني
باسم بإصرار وخوف على أخوه: أنا مش متحرك من هنا.. مش هسيبك أنا لوحدك كده... قوم ندور على يمنى
عمر بعصبيه: ملكش دعوه باللي أنا فيه... روح شووف مصلحتك يابااسم.... متعملش زي أخوك وتضيع واحده بتحبها من إيدك.... إمشي يابااسم... إمشي رووح لنور وسيبني في حالي... إمشي يابااسم مضيعشي الفرصه من إيدك تاني.......... سكت شويه وهو بيضحك من الوجع بسخريه: إلحق نور قبل ماأمك توصلها وتعمل فيها حاجه
باسم بحزن: بس أنا مش هسيبك ياعمر... عمرنا مسيبنا بعض في ضيقه ياخويا.... أناا هفضل معااك لحد متلاقي مراتك
عمر وهو بيقوم من مكان ويزعق بصوت عالي... صوته كان كله ألم وتعب وحزن: أنااااا مش عااااوز حد معااايااا.... سااامع.... مش عاااوز حد معاايااا... كل اللي كنت عااوزهم معااياا راااحواا.... كلهممم راااحواا... أبوووك... وعدي اخووك... توأمي كاان بيغرق قداامي معرفتش أعمله حاااجه... ومرااتي... البنت الوحيده اللي حبيتهااا... راااحت بسببي..... كلهمم راااحواا ياباااسم.... سكت شويه ياخد نفسه بتعب... كمل كلامه المره دي بعياط وحسره: إمشي ياباااسم... إمشي رووح لحبيبتك.... هي لوحدها ومحتجالك أكترر.... إسمع كلامي وإمشيي......... كاان بااسم لسه هيقرب من عمر يهديه.. سمعوا صوت البوابه بتتفتح وعربيه داخله منهاا..
نزلت ريناد من العربيه وجنبها فاديه.... رينااد كان باين على وشها أثر الدموع... لما شافت إخوتها بالحاله دي.. جرت عليهم وخصوصاً عمر اللي كان لبسه متبهدل وشعره منكوش من كتر التفكير وقلة النوم
ريناد بخوف وهي بتبص لباسم وعمر: مم.... ماالكم... في إيه.... باااسم في إيه!! عمرر ماالك!.....
إنتوو مبتردووش علياا لييه!! في إيييه يابااسم عمر مااله!!
باسم: إنتي اللي مالك!! وشك باين عليه إنك معيطه
ريناد وإفتكرت اللي حصل وبدأت في العياط وهي بتقول:
— حمزه زعلاان مني.... وقاالي روحي عندكم ولما يهدا هيجي ياخدني... بس دي اول مره نزعل مع بعض فيها... اناا... اناا اللي غبيه
باسم بخوف وهو حاسس إن عيلته بتدمر فرد ورا التاني:
—في إيه يارينااد... إيه اللي حصل!!
ريناد بعياط: لقاا على موبايلي ارقاام شباب.. حلفتله إنهم مجرد زمايل كليه بس هو حاسس إن أهنت كرامته
عمر إتصدم من اللي سمعه...بص لأمه اللي واقفه بعيد وحطه وشها في الأرض من الندم... فضل يضحك بصوت عالي زي المجنون... ضحكه إتحول لعياط وهو بيوجه كلامه لفاديه
—حتي بنتـــك... حتى بنتك إتلسعت من عماايلك... مش إنتي اللي ربتيهاا على كده.... ربتيهاا تصاحب شباب عادي.... عشاان إيه تبقاا منفتحه ومثقفه... سكت شويه وهو بيبصلها بحسره... كمل كلامه بصراخ وزعيق
—ثقااافة إيييه اللي تدمري بيهاا جوااز بنتك.... لااا ومش بنتك وبس اللي إتأذت بسببك يادكتوره
فاديه بندم: أناا اسفه ياعمر..ساامحني
عمر بزعيق وحسره: بسسس... هتتاسفي على إيه ولاإيه
علـى ابويياا اللي ماات بحسرتــه بسببــك... بسبب الصفقاات الززففت اللي قعدتى تزني على رااسه ياخدهاا،، لحدد مخسرته كتيير وكل اللي عمله في سنيين رااح في سااعه... بسببك..وكل همك الفلوووس والمنصب.......أناا قدرت أرجع الشركه مكانها تااني... عاارفه ليه ياامامااا... عشاان مدخلتش صفقاات وكسبتها بالغش زي ماحضرتك كنتي بتحررضي بابااا......... تفتكري ماات وهو مسامحك!!
طب وعدي... فااكره عدي ولانسيتيه ياماما... عدي توأمي اللي كان بيخاف من البحر وكنتي بتزليه دايماا وتقوليله يااجباان.... عدي عشاان يثبتلك أنه مش جباان نزل البحر والموج سحبه.... أخوياااا كااان بيمووت قداامي ومعرفتش أعمله حااجه.... تفتكري هيساامحك!!
وزينه... وزينه يااماماا.. زينه بنت خاالي اللي كنا بنعتبر بعض إخواات وأكترر... بسبب زنك إننا نتجوز... هي كرهتني وانا كرهتهاا... تفتكري هتسامحك!!
ولاا نور.... نور البنت المسكينه اللي هددتي ابوها بالقتل لمجرد إنهاا حبت إبنك... جوزتيها لواحد داخل عالسبعين وسفرتيها بالإجباار... كل ده لييه...
فااديه بزعيق: أناا بحافظ على فلوسكم... مش أي بنات...
عمر قطع كلامها وهو بيزعق: فلوووس... فلوووس.. فلوووس.... كل اللي هاااامك الفلوووس.... وعياالك... عياالك اللي حيااتهم إدمررت بسببك... الفلوووس هتنفعهمم
بيعيط بصوت عالي: ويمنى... يمنى عملت فيكي إيه!! البنت الوحيده اللي عوضتني عن موت أبويا واخوياا. زنبها إييه... بس عاارفه الغلط مش عليكي... الغلط عليا... اناا اللي حكمت عليها قبل مسمع منهاا.... ودلوققتت... دلوقت.. يمناااااه رااااحت..... يمنااااه مششتت ياماامااا... بسبببـك.... إنتي السبب في كل اللي بيحصلنااا ده..... طيب... طيب.. إفرضي عياالك سامحوكي... هل كل اللي ظلمتيهم دول هيسامحوكي
ريناد وباسم دموعهم كانت بتنزل من غير كلام... عينهم كلهاا نظرات الم وحسره تجاه فاديه...
ريناد وهي بتعيط: أناا... اناا عمرري ماشفت أم بتعمل في ولادها كده... أناا. اناا دلوقت ابوياا اللي كان بيحبني بجد مات... وجوزي احن واحد عليا مش معايا دلوقت... وإنتي... وإنتي المفروض الحضن اللي يضمنا.. لييه تعملي فينا كده ياماما.... بتعيط بصوت عالي قبل ماتدخل أوضه من اوض الڤيلا الواسعه وتقفل على نفسها: كل الفلووس اللي عندنا دي مش هتشترلنا أم.... اناا... أناا معنديش مامااا
....
باسم بوجع وحزن: أناا لقيت نور... لقيتها وهنجوز
فاديه بصدمه: انت... انت بتقول إييه
باسم وهو بيركب عربيته ويطلع من الڤيلا: أناا مش داخل هنا تااني.. انا هتجوز البنت اللي بحبها إنشاالله نشحت أنا وهي في الشوارع بس مش راجع هنا تاني... وخلي الفلوس تغنيكي عن عيالك
فاديه بتوسل: بااسم.. بااسم استني...... مردش عليها وهو بيمسح دموعه ويطلع بالعربيه بأقصى سرعه تجاه شركتهم يستلم ورقة طلاق نور
اماا عمر ساب فاديه واقفه بتولول على حظها واللي بيحصل لحياة عيالها من تحت راسها.. وطلع الدور التاني بتاعه هو ويمنى..
فتح الباب وهو صوت عياطه عمال يعلى زي الأطفال... دخل وهو بينادي بصوت عالي: يمنااااه... أناا جييت ياحبيبتي.... سكت شويه وبدأ يضحك: ههههه بتنادي على مين ياعمر... إنت إتجننت ولاإيه ههههه خلااص معتش فيه يمنى... ثواني ونزل على ركبته ورجع يعيط تااني: وحشتيناااااي.... وحشتييني... وحشتينيي اووي يانبض الفؤااد... ياترى إنتي فين دلوقت يانور عيني.... ااه ياحبيبتي.. لو تعرفي أد إيه راجلك متعذب بغيابك دلوقت..... اااااه.... بيصرخ بصوت عالي لدرجه إن الصوت وصل لفاديه اللي عيطت على عياط عيالها الرجاله... أما ريناد حطت إيدها على ودنها وهي بتعيط.. مفيش حد شاف عمر قبل كده ضعيف بالشكل ده... صوت صراخه كان بيقطع فيهم.. حتى الخدم عيطوا على صرخته اللي تبكي الحجر
عمر بصراااخ: اااااااااااه... ااااااااه..... إنتييي فييييين...... يمنااااااه....يمناااااااه . ااه يايمنتي... رجعهالي يارب.. إعمل فيا إللي إنت عاوزه بس هي تكون كويسه... إنتي فين ياطفلتي...
*******
يمنى دخلت نامت جو عالسرير من التعب.. ووائل نام عالكنبه برا في الصاله... ثوااني وقام إنفزع على صراخها
يمنى بعياط وصراخ زي الأطفال وهي نايمه: عمرررررررررر..... لاااا.. لاااا.... متمووتش يااعمرر..... عمررررر
وائل دخل جري.. لقاها نايمه وبتتقلب في السرير أكنها شايفه أبشع كابوس..... قومها وخدها في حضنه وهو بيطبطب عليها عشان تهدا
يمنى بتشدد على حضنه جامد وهي بتعيط: وحشتني اووي ياعمررر... معتش تعمل في يمنتك كده تااني... أناا بحبك اووي... بس متمووتش.. متمووتش يااعمر
وائل دموعه نزلت غصب عنه: أناا وائل اخوكي يايمنى
يمنى رفعت راسها تتأكد بصدمه ثانيه ورجعت تعيط تااني وهو يهدي فيها
يمنى بشهقه وعياط: اناا.. اناا حلمت حلم وحش اووي... اناا.. اناا خايفه على عمرر ياوائل... خاايفه... خاايفه اووي
وائل بحزن على حالة أخته ومن جواه بيلعن فاديه ميت مره
—عمرر مش هيحصله أي حاجه... صدقيني عمر قوي.. عمر راجل جبل يايمنى... مبتهدش بسهوله... متخافيش عليه.. سيبيه يتعذب في بعدك شويه عشان يعرف قيمتك كويس
مردتش عليه وفضلت تعيط....بعد دقايق إتكلمت بوجع وحزن واضح في صوتها: كنت هحكيله..والله كنت هقوله على أي حاجه حصلت في حياتي...بس..بس..كنت مستنيه الوقت المناسب...أنا محبتش اده..والله مافي راجل إتملك من قلبي زيه...بس ده مااضي..ليه أفتح فيه وأنا عارفه إنه هيسببلي وجع....أناا تعباانه اووي ياواائل....
*********
عند بااسم... وصل الشركه أخد الورقه من عاصم وركب وراح للشقه اللي هيجوز فيها هو ونور.. شقة ميامي الفخمه
وشه كان باين عليه التعب والإرهاق... فتح الباب ودخل... نور كانت غرقانه في الكرسي الواسع اللي كان بالع جسمهاا.. كانت بتتفرج على التلفزيون وبتاكل فشار.... أول ماشافته سابت الفشار من إيدها وجرت عليه بلهفه
نور: غبت كده ليه... وحشتني اووي
باسم بإبتسامه مصطنعه بيحاول يداري حزنه: وإنتي كمان وحشتيني... خدي ورقة طلاقك...
نور بفرح وهي بتاخد الورقه منه تبص فيها: شكرااا.. شكراا اووي... ربنا ميحرمنيش منك
باسم وهو بيقعد على الكنبه بتعب: متشكرنيش... اشكري عمر.. وإدعيله..
نور بإرتباك وخوف: هوو... هوو فيه إيه... صوتك عامل كده ليه.... عيونها دمعت....
—إنت... إنت معتش عاوزني!!
باسم فضل باصصلها شويه... دموعه نزلت على وشه بدون وعي منه... صوته كان كله وجع وحزن وهو بيقول
—محلتيش غيرك.... معتش ليا غيرك يانوري
سابت الورقه من إيدها... قعدت جنبه وهي بتلمس دقنه بخجل
—مالك ياباسم
حط إيده علي إيدها برقه وهو بيبص في عيونها
—متخافيش.. حبيبك كويس... أنا هقوم انام شويه.. ولما اصحى هحكيلك على كل حاجه... بس دلوقت محتاج اناام... منمتش بقالي يومين.... لحظه ومال على صدرها ينام عليه... بغض النظر عن خدودها اللي إتوردت من الخجل كعادتها
... بدون وعي منها وطت على راسه تبوسها وهي بطبطب عليه لحد ماغطى في النوم وهو على صدرها جوا حضنها
*******
أماا عمرر مبقااش حاسس باللي بيعمله ولاشاايف قدامه..قفل الباب اللي يخص الدور بتاعه هو ويمنى وأخد المفتاح معاه.....قبل ماينزل لف للباب وهو بيقول
اليوم اللي هفتحك فيه هتكون مراتي معايا
..نزل قدام فاديه اللي لسه هتنطق.قاطعها وهو بيقول....
بس.ولاكلمه...أناا مااشي..ماشي ومش راجعها تااني...أناا مستغني عن الفلوس والشركه والڤيلاا وكل حااجه خديهاا....بس ياريت تعتبري إن عمر ماات...أناا لو ملقتش مرااتي..يبقاا تربة اخويا وابوياا أولى بياااا..سلاام يادكتوره
ركب عربيته وساق بأقصى سرعه لمكان بيجمع أحبابه...المقابر...
نزل وهو بيجر رجليه وراه..حاسس إن طاقته بتستنفذ..أول ماشاف المقابر..دبت رعشه في جسمه...غصب عنه نزل على الارض بركبته قدام قبر زي الاوضه عليه رخامه كبيره مكتوب عليها بالأسود العريض..(مقابر عائلة الرفاعي)
عيط..جسمه بيهتز مع عياطه...صوت عيااطه بيعلى وهو بيحط إيده على باب القبر..
—عدي....وحشتنيي اووي ياخوياا....إنت أكتر واحد كنت حاسس بيا وفاهمني...إنت عارف كويس إن اخوك مش وحش ولاجبرووت...إنت أكترر وااحد كنت عاارف إن أخوك بيمثل القوه وهو اضعف خلق الله ياعدي....فااكر لما جتلك قبل مااروح اخطب...فااكر قلتلك إييه....قلتلك اخوك بعد مكان رافض يحب عشان خايف يتعلق بحد ويروح منه زي ماإنت رحت قدام عيني....حب..حب وأدمن وعشق ياعدي...ورااحت...وأناا اللي ضيعتهاا بإيدي...أناا اللي ضيعتها بإيدي ياخويااا....طب قولي اعمل إيه ياعدي...أنزل صورتها في الجرايد...لاا..مستحيل اعمل كده..الناس تفكيرها وحش اووي ياعدي..ومصدقوا يجيبوا في سيرة حد ويقولوا هربت مع وااحدد..وهي هربت بسببي...بسبب غباائي....اااه...ااه ياعدي لو تعرف أخووك بقاا عاامل إزاي من بعدهاا....أخوك صااحب التلاتين سنه اللي الكبير والصغير بيعمله الف حساب..بقاا أضعف خلق الله...عاارف..لما يمنى دخلت حياتي كنت حاسس إن اسعد راجل في الدنيااا...وإتأكدت من إحساسي ده لما سابتني...بقيت أتعس واحد في الدنيااا...ااه والله ياعدي......سكت شويه ياخد نفسه وهو لسه بيعيط....بص للقبر تاني وهو بيقول
وإنت كمان يابابا...وحشتني اووي...ضهري إنكسر من بعدك....إنت الوحيد اللي كنت تحذرني من تسرعي...واديني إتسرعت بالحكم على نبضي وروحي وظلمتهاا..وبسببي ضااعت.....أناا...اناا حااسس إني عااجز اوووي...مش...مش عارف أعمل إيه...مش عارف اتصرف إزااي......ااااااااه يااارب
......رفع راسه وهو بيدعي بتوسل يستنجد بربنا يساعده
ساااعدني يااارب...ساااعدني الااقيهاا...لو....لو يمنى مش بخير...أقبض روحي وخليني الحق بأبوياا واخوياا...لكن...لكن متسبنيش لوحدي ياارب....متسبنيش لوحددي....ياارب...ياارب محتااجلك اووي...عااقبني بأي حاجه إلاا بيهاا...متعاقبنيش بيهاا ياارب.....
فضل يردد كلمة ياارب لحد محس إن جفونه بتتقل وعينه بتغمض غصب عنه..ثواني وكور نفسه ونام جنب قبر ابوه وأخوه....
على دخول اذاان المغرب والليل بدا يغطى بسواده عالمقابر وهو لسه نايم اكنه في دنيا تانيه........التُربي اللي بيلف في المقابر لمح حد نايم جنب تُرب...راح يصحيه
التُربي بيهزه عشان يصحا: يأاستااذ....يااستااذ رووح ناام في بيتكم...إنت ياأستااذ
عمر قام مخضوض وهو بيقول: يمناااه
التُربي باإستغراب: يمنى مين يااستاذ..لاحول ولاقوة إلاا بالله....محتااج مساعده طيب
عمر وهو بيقوم ينفض التراب اللي عليه: لاا اسف..اناا اسف
...طلع من المقابر ركب عربيته....طلع تليفونه يرن عليهاا..مفيش رد..التليفون مغلق.....فتح على صورتها وهو بيعيط ويقول: هلاقيكي...هلاقيكي يايمنتي وهترجعي لحضن عمر...ساعتهاا..سااعتهاا هكسر ضلوعك جوا حضني...مش هرحمك...مش هطلعك من حضني....النفس اللي بتتنفسيه وحشني...حركاتك المجنونه وحشتني....بيعيط بحسره وبيضحك في نفس الوقت...عارفه يايمنتي..حتى النيهااع بتاعتك العبيطه وحشتني.....هلاقيكي يانور عيني...هلاقيكي
