CMP: AIE: رواية احببت خديجه الفصل الخامس والسادس بقلم ريحانة الجنة
أخر الاخبار

رواية احببت خديجه الفصل الخامس والسادس بقلم ريحانة الجنة


 (((أحببتُ خديجه)))

(((الفصل الخامس والسادس  


بعد طلب فاطمة خطبة خديچة لمروان . احتل الصمت والدهشة ملامح الجميع . 



ولكن فيما يتعلق بزين وخديچة لم تكن دهشة فقط. بل نصل حاد غرس في قلب كلايهما. واخذ القلبان ينزفان في صمت. ولكن خديچة كانت تموت حزنا.


الهذا السبب كنت تريدني يا زين. الهذا السبب كنت تطلب مني الحديث عن امراا هام .

كنت تريدني زوجة لاخيك !!

كيف ؟!!! كيف ؟

استطعت ان تفعل بي هذا. ؟؟!!!!

الهذا السبب كنت انت ووالدتك تودان زيارتنا!!!.اااااه منك ومن جرحك لي


واااه من غبائي وانا التي ظننت انك تريدني لنفسك

توهمت حبك لي!!! !توهمت اعجابك بي!!!


ايعني هذا ان اهتمامك بي كان كأخت صغيرة فقط.!!! فقط يا زين.!!!؟


زين كان يتقطع من الندم بداخله لتأخره في اخبار الجميع عن رغبته في خديجة. واولهم هي. هي من احبها . هي من عشقها .

كيف اخيه يريدها؟!!

اين رئها؟!!!

اين اعجبته؟!!

من اخبره عنها؟!!

لماذا هي ؟!!

لماذا!!؟ لماذا؟!!!


قطعت هذا الصمت فاطمة. بدهشة من صمت عثمان ومريم.


فاطمة بريبة :ايه يا جماعة ماسمعش ردكم يعني خير


انتفضت خديچة عند سماع فاطمة كانها كانت مغيبة في عالم آخر. وقامت مهرولة الي غرفتها ودموعها تنساق علي وجنتيها. ولكن لم يلاحظها احد. لإرتدائها نقابها الذي يحجب وجهها عن الجميع حتي زين لم يستطيع ان يري مدي تأثرها بهذا الحديث او يستشف منه ردة فعلها اكانت حزينة ام خجلة!!!


مريم بإحراج و بتردد:اااسفة يا جماعة . هي تلاقي خديچة بس انكسفت.


فاطمة: اه طبعا اكيد. هي اصلا بسكوتة وبتتكسف من خيالها. المهم انتم رئيكم ايه. ماسمعتش رئيك يا حاج عثمان


عثمان بحيرة: والله يا حاجة انتي والاستاذ مروان وزين علي راسي بس يعني. حضرتك مش شايفة ان الاستاذ مروان يعني احممم. اكبر من خديچة بكتير. دي يا دوب 20 سنة .


تچهم وجه مروان واغتاظ فهذا الذي حظر امه منه وهي طلبت منه تولي الامر. نظر الي والدته التي غمزت له ان يصمت


فاطمة بتأكيد وثقة : اولا بقي مافيش استاذ دي. مروان علي طول ده زي ابنك

ثاني حاجة بقي ما تأخذنيش. احنا طول عمرنا نعرف ان الراجل ما يعيبوش الا جيبه. ومروان ماشاء الله مقتدر ربنا يزيده.

ده غير بقي انه لا حرم ولا عيب. النبي (ص). كان اكبر من السيدة عائشة بكتيير. وصحابة كتير كانوا اكبر من زوجاتهم.

وانا الحاج غندور الله يرحمه كان اكبر مني ب 12 سنة. فين بقي المشكلة.

ده غير ان مروان اللهم بارك شاب وصحته زي الفل زي ما انت شايف. يعني الفرق اللي بينهم مش هيبان.


عثمان بإقتناع: والله يا حاجة معاكي حق. انا نفسي الفرق بيني وبين مريم 10 سنين. وطبعا مروان مايتعيبش. وده شرف لينا المهم في ده كله وقبل كل حاجة رأي ديچة. انا مش ممكن اغصبها.


مروان بثبات ومكر : لا طبعا غصب ايه حضرتك.حضرتك اسألها لو رفضت مفيش مشكلة ده جواز لازم يكون بالتراضي. انا لما والدتي فاتحتني في موضوع   خديچة اتحمست طبعا لسمعتكم واخلاق عمار وخديچة اللي والدتي وزين. ياما اتكلموا عنهم. شجعني اني اوافق واتقدم لخديچة. وايا كان الرد ده مش هيغير شئ من الاحترام والود اللي بينا. وكفاية اني اتشرفت بحضرتك


عثمان بإعجاب برد مروان المهذب: الله يبارك فيك يا ابني ربنا يجمع بينكم علي خير لو ليكم نصيب مع بعض.


طيب عموما قبل اي شئ انتم عارفين لازم نستخير كلنا وكمان خديچة. واللي ربنا ريده هو اللي يكون. ولا ايه


فاطمة بفرحة :اه ايوة اومال ايه لازم الاستخارة طبعا. بس يعني عايزين نعرف مبدايا كدة رأي خديچة موافقة ولا مافيش نصيب.


عثمان: طيب ادخلي يا مريم اسألي خديچة عن رئيها المبدئي. وبلغينا.


مريم: حاضر عن اذنكم.


كل هذا الحديث وزين لم يعي نصفه او تقريبا كله. هو مغيب تائه لا يدري ماذا يحدث. احقا هو في علم!!! احقا كل هذا يحدث!!!!

احقا من يتكلمون عنهم. هما اخي وحبيبتي!! . لا لا بالتأكيد انا احلم لالا ليس حلم بل كابوس بغيض يقتلني غيرة وغضب.

ياااالله. انا لا اتحمل كل هذا الآلم....فرج يارب عني ما انا فيه. يارب لا تضعني في هذا الامتحان الصعب...


دخلت مريم لخديچة ودقت باب غرفتها واستأذنت


مسحت خديجة دموعها بحزن واذنت لوالدتها ودلفت اليها.


مريم : ديچة حبيبتي قوليلي انتي. ايه رئيك في اللي سمعتيه. موافقة علي مروان. نديهم كلمة ونستخير ولا ايه.


صمتت خديچة وهي تفكر في زين. الذي تظن انه خدعها واوهمها بحبه. والان ياتي ليخطبها لاخيه الاكبر. اذا

هو طعنني وجرحني. وانا قبلت اعدك يا زين اني سأنتقم . واريك انني لست خديچة الصغيرة. التي لم تروق لك. ولم تراها حبيبة وزوجة. وقدمتها لاخيك. سأريك انني انثي بحق ولست طفلة.


خديچة بتحدي الوجع والكبرياء: انا موافقة يا امي. وان شاء الله هستخير


مريم بحيرة: حقيقي يا ديچة. بس لازم تحطي في اعتبارك فرق السن. تقريبا كدة هيكون 15 سنة. دول مش قليلين.


خديچة بعدم اهتمام: عادي يا امي مش هتفرق. ابي نفسه اكبر منك ب 10 سنين وطول عمركم متافهمين.


مريم: ايوة حبيبتي. بس ما تنسيش انا وابوكي ولاد عم. وتقريبا مربيني علي ايده . وطول عمره بيفهمني . وعمره ما زعلني ودايما بيفهم دماغي .


تنهدت خديچة بمرار. فهي بعد زين لا يفرق الامر بالنسبة لها. فبعده يتساوي رجال الدنيا لا فرق بينهم


خديچة بزهن شارد وتيه: ماتقلقيش يا امي ربنا كريم. اتفضلي بلغيهم اني موافقة


مريم بفرحة : والله وهتبقي عروسة يا ديچة. واحلي عرسة كمان. يالا انا رايحة ابلغهم.


خرجت مريم. وارتمت خديچة علي وسادتها تبكي بالم ومرار..


خرجت مريم وابلغتهم بموافقة خديچة المبدئية.


سعد الجميع. عدا زين الذي صدم. احقا وافقت كيف؟!

والحب الذي رئيته في عينيها.!!!! والهفة التي كانت تكسوا صوتها وهي تحدثني!!!!. كل هذا كذب ؟! هراء؟! اوهام؟!

لا لا كيف تفعلي بيه هذا يا خديچة كيف ؟انا احبك ...اقسم اني احبك.


تهلل وجه كلا من فاطمة ومروان. وتنفس مروان الصعداء. فهو كان يخاف ان ترفضه ويحرج هو وتهان رجولته امام الجميع.


فاطمة بسعادة: طيب بقول ايه بقي ما تأخذونيش يعني. مروان جاء معايا علي مدحي ووصفي لخديچة. لكن يعني هو من حقه يشوفها المرة دي ولا ايه. مش باين بيسموها رؤية


عمار: هههههه ايوة يا طنط اسمهارؤية طبعا من حق مروان يشوفها


عثمان: ادخلي يا مريم اندهي خديچة علشان مروان يشوفها. وماتنسبش خليها تخرج من غير النقاب.


انتفض زين كأن لدغه عقرب من شدة الغضب.

ماذا؟!!تخرج ليراها اخي !!!! وانا!!!؟ انها ملكي انا انها تخصني انا كيف ؟ !!!كيف تخرج اليه ويري وجهها كيف!!!!

اهدأ يا قلب اهدأ. فإنك ان لم تهدأ الان سوف تهشم رأس اخيك . الغبي الذي ترك كل نساء وبنات حواء. ولم يجد غير حبيبتي صغيرتي انا. اااه منك ايها المعتوه. فأنت كنت لا تريد الزواج. والان تريد من حبيبتي انا. !!!تريد خديچة!!!؟


اغمض عينيه بالم وهو يعتصر قبضة يده. حتي ان الدماء توقفت عن الدخ فيها وكانت شديدة البياض من شدة غضبه.


عمار: احممم . طيب تعالي معايا يا زين نقعد احنا برا لحد ما يخلصوا الرؤية.


غضب زين اكثر وتبدل لون البحر الازرق في عينيه الي الحمار المدمر فهذا ما كان ينقصني. اخرج انا لاترك حبيبتي ليرها اخي.!!! اهو حلال له وحرم علي كيف يعقل هذا؟!!!

ما هذا اليوم الشديد الجنون الذي امر به.

فلم يستطيع ان يتحمل اكثر من ذالك. قام وخرج واتجه الي الباب الخارجي.

لحقه عمار في دهشة من ردة فعله. وناداه


عمار: زين.... زين.. استني رايح فين بس انا مقصدش اضايقك انت عارف مش هينفع خديچة ترفع النقاب قصادك.


اغمض زين عينيه بوجع.

زين بقلب محطم : عارف يا عمار عارف.


عمار: طيب رايح فين دلوقتي.


زين وهو يلچم دمع القلب قبل العين: انا عندي شغل مهم ولازم انزل معلش اعتزر لهم . عن اذنك


تعجب عمار من تصرف زين فهو لا يدري ماذا حل به ولما كل هذا الحزن الذي يراه في عينيه.


دخلت خديچة من دون نقابها وجلست وما ان رئها مروان الا وكأن نار الدنيا اشتعلت بجسده. يااالله. ما هذا الجمال. حقا انني ان لم اتزوجك انتي فمن تستحق الفوز بمروان الغندور. غيرك يا فاتنة. اعدك يا احلي خديچة ان تكوني ملكي. ملك مروان الغندور. ولا احد غيري سيفوز بكي.


خجلت خديچة من نظرات مروان الجريئة التي تتفرسها بوقاحة واخفضت رئسها خجلا منه.


فاطمة بثقة: شفت يا مروان الجمال علشان تبقي تسمع كلامي. عمرك شوفت جمال كدة . قمر ماشاء الله.


مروان ابتسم بإعجاب: طبعا يا امي مفيش جمال كدة. خديچة اكنها حورية من الجنة.


كانت خديچة خجلة ومتوترة من نظراته وايضا حديثهم. وتوترها ظهر وهي تفرك كفيها ببعض في ارتباك.


عثمان: الله يخليكم يا جماعة. ده من زوقكم.


فاطمة: ازاي بقي. دي احلي ما شفت عيني. تعالي يا ديچة اقعدي جنبي يا حبيبتي


قامت خديچة وجلست بجوار فاطمة وهي تتهرب من نظرات مروان لها.


مروان: قوليلي يا خديچة. انتي ليه اختارتي تدخلي حقوق.


خديچة : اصلي طول عمري نفسي اكون محامية


مروان بخبث: امممم. وانتي ناوية تشتغلي بعد ما تخلصي


خديچة نظرت له بشراسة: ايوة طبعا اومال هقعد في البيت


مروان ابتسم فهو اعجب بنظرة التحدي التي رئها في عيون هذه القطة الشرسة. وقابلها بنظرة تحدي اعمق منها . انها لن تخطوا بقدمها باب بيته بعد انهاء دراستها . ستكون سجينته. فهو لن يسمح لاحدا غيره ان يستمع حتي لصوتها الجذاب الذي يرن في الاذان يهلك القلب


عثمان: قولي يا مروان انت عندك مشكلة في شغل خديچة بعد التخرج


مروان بمكر الثعالب : احممم. لا طبعا. هي بس تخلص علي خير وانا بنفسي هفتحلها اكبر واحسن مكتب محاماه . دي هتكون مراتي


وقعت الكلمة مثل الصاعقة علي آذن خديچة. احقا انا سأتزوج غير زين احقا سأكون لرجلا اخر . سامحك الله يا زين. وهنا ارادت ان تسأل عنه فهي عند دخولها لم تراه ولا حتي بالخارج. فأين ذهب!!!؟


فاطمة : طيب بقول ايه يا حاج ما نسيب العرسان شوية لوحدهم يتكلموا ايه رئيك.


قامت خديچة غاضبة: لا لا طبعا ما ينفعش. عن اذنكم.


وخرجت خديجة واتجهت لغرفتها .


عمار: معلش يا جماعة خديچة بتتكسف. ده غير انه ماينفعش يقعدوا لوحدهم. ياريت ما تزعلوش


مروان صك علي اسنانه بغضب ولكن لم يظهر هذا لهم. ولكن اخذ عهدا علي نفسه انه لن يتركها وسيتزوجها مهما كلفه الامر.


فاطمة: لا ابدا مفيش حاجة بكرة بإذن الله يقعدوا ويتكلموا زي ما يعجبهم.


مريم: ربنا يجمع بينهم علي خير.


فاطمة: اللهم امين. طيب نستأذن احنا بقي . وان شاء الله في انتظار ردكم النهائي وانا متأكدة ان خديچة ان شاء الله هتكون زوجة ابني


مريم: ان شاء الله. بس ليه تمشي دلوقتي. لسة بدري


مروان: لا معلش انا كمان عندي شغل . فرصة سعيدة اني اتعرفت عليكم.


عثمان: احنا اسعد يا ابني نورتونا.


مروان: انا مبسوط اني قعدت معاك يا عمار. انا كدة عرفت ليه زين بيحبك اوي .


عمار: هههههههه. زين ده حبيبي واعز صاحب ليا.


مريم: الا هو فين صحيح.


عمار: نزل . بيقول عنده شغل ومستعجل


فاطمة تنهدت: هو الشغل ده ما بيخلصش . ربنا يقويك يا ابني . يلا سلام عليكم.


الجميع : وعليكم السلام

................................................


يجلس امام شاطئ النيل ويلقي بالحجارة في الماء . ويطلق الزفير الحار الذي يخرج معه غضبه وحزنه والمه.


احببتك يا صغيرة

احببتك يا خديچة

عشقتك يا معذبتي

رضيت بكتمان حبي وعشقي في صدري.

رضيت ان احبك من بعيد

همستي لي بود. نظرتي لي بشوق

اچچتي نار قلبي وايقظتي مارد حبي

اقتربت منك ارتشف من عطرك ولون البندق في عينيكي.

وياليتني لم افعل

تاهت مني روحي. هدمت حصوني امام عينيك.

اااه من عينيك....وعدتني ...بنت لي امال واحلام.

واخيرا ايقظتني من احلامي علي كابوس البعد والفراق.

اااااه يا خديچة ااااه. من نار قلبي

كيف لي الحياه من دونك. كيف ؟!!!


صدع رنين هاتفه مرات ومرات.. وهو لا يجيب لا يريد ان يحدث احد. لا يريد ان يري احد. فيكفيه ما حل به من حزن وهم. وفرت دمعة هاربة.


ده انا عمر عيني . عيني يا عيني . عمر عيني ما دمعت الا علي كل شئ غالي .


وانتي يا عمري ضحكة عمري . انتي ياعمري ضحكة عمري. وانتي اللي بقيالي.


انا اتعودت لو حبيت امان اشتري اوفي.

وعمري في لحظة ما اتمنيت. يطيب دمعي غير كفي.


انا اخترت ان اعيش ليكي . وسيبت حياتي في ايديكي.


انا عمري عيني ما دمعت الا علي كل شئ غالي.


حبيبتي الحب مش احلام ولا قصة ولا حكاية.

وشاهدة الدنيا والايام علي كل اللي جوايا.


يا اول قلب حبيته . واكتر حب حسيته.


يا احلي بداية ونهاية.

انا عمر عيني . عيني يا عيني . عمر عيني ما دمعت الا علي علي كل شئ غالي.


تنهد بألم ومرار. ولا يعلم ماذا حدث. ولا ما سوف يحدث.

هل حقا صغيرته ضاعت منه!

هل حقا لم تكن تحبه ولا تكن له اي اعجاب؟

هل حقا سوف تتزوج من اخيه؟!


استند برأسه للخلف وهو مغمض العينين. وقلبه ينزف دما...

واخرج زفيرااا محملااااا بإسمها

ااااااااااه يا خدييچچة.

................................................


جالسة في فراشها متكومة تضم ساقيها وتدفن وجهها بين ركبتيها وتبكي. تبكي بحرقة والم وجرح.

جرح كرامتها التي هدرت وهي التي كانت تتنازل عن حيائها وتنظر له.

هي التي تنازلت عن اخلاقها وحدثته وحدها في الهاتف.

هي التي تنازلت عن دينها وفرحت بوجودها بين زراعيه وبين احضانه. نست او تناست وقتها كل شئ. كل ما كان يشغل تفكيرها هو حبها له. وشغفها له. وراحتها وهي تتنفس عطره. وهي تتدفئ بلهيب احضانه.

وبعد كل هذا لم يعيرها اهتمام. لم يحبها لم تعجبه. فهي بالنسبة له اخت فقط. هو يعتبر نفسه مثل عمار اخيها.

والا لما يأتي ليخطبها لاخيه. لما ؟


اااااه منك يا زين. اااااااه من جرحك.

فمهما جرحت في حياتي لن يأتي جرح يضاهي جرحك الذي سببته لي.

فهو ليس جرح قلب وفؤاد فقط. بل جرح كرمة وكبرياء.

وااااه من جرح الكرمة . صعب . صعب . جداااااا.


ولكن مهلا هل حقا سأتزوج من مروان. هل سأقوي علي ان اكون لرجلا غيره. كيف؟ كيف!


لا لا انا سوف ارفض. نعم سوف ارفض لا استطيع ان اكون لغيره ابدا ابدا.

انا وافقت حينها فقط لأثأر لنفسي. ولكن لا لاتزوج فعليا.

وبكت من جديد وهي تردد اسمه بوجع ودموع.

لا استطيع يا زييين لا استطيع يا زييين

اااااااه يا زين لما فعلت بي هذا لما زين. لما يا حبيبي لما؟!

................................................


دخل المنزل في وقت متأخر وهو مهموم. وعندما دخل وجد اخيه يجلس ويتصفح هاتفهه.

نظر له شظراا وبغضا. شعر بيه اخيه رفع راسه من شاشة هاتفه. وحدثه بعتاب


مروان : زين انت يا ابني سيبتنا هناك ورحت فين. كدة تمشي من غير ما تقول.


زفر زين بحنق من هذا السارق الذي جاء ليسرق احلامي.

زين بوجه عبوث : كان عندي شغل مهم.


مروان: معلش تتعوض في الخطوبة بقي ان شاء الله.


زين بإستفهام: انت ليه روحت تخطب خديچة.


مروان: مش فاهم يعني ايه ليه. عادي


زين بنفاذ صبر : يعني انت ماتعرفهاش. ولا عمرك شوفتها روحتلها ليه. واشمعن هي.


مروان: بصراحة انا مكنتش اعرفها. امك هي اللي لما شافتها في فرح عمار رجعت تحكي ووتحاكي عنها. ومعجبة بيها اوي. وبيني وبينك كلام في سرك. صورتها من غير ما تاخد بالها وورتني الصورة.


وتنهد بحرارة . اااااه يا زين حته بنت حكاية جمال ايه وجسم ايه وشعر ايه.


استشاط غضبا من هذا الغبي الذي يتفنن في وصف صغيرته بهذا الابتذال والاسفاف. ولكن انتي يا امي السبب. سامحكي الله يا امي . سامحكي الله.

زين: بس بس ايه ما تحترم نفسك. دي بنت ناس.

مروان: وانت زعلان ليه واحد بيوصف خطيبته.!!؟


زين: بس هي لسة ما بقتش خطيبتك. انت يادوب اتقدمت. مش يمكن ترفضك.


مروان بتحدي : لا هتوافق انا متأكد


زين بشك: متأكد! متأكد ازاي مش فاهم.


مروان بكذب وافتراء: ابدا اصلها كانت بتبصلي من تحت لتحت كدة ولما غمزتها ضحكت. يبقي عجبتها يا زين ولا ايه.


صك علي اسنانه بغضب چم. فاي كلام يقوله هذا المعتوه. من التي تنظر في الخفاء وتضحك له. خديچة!!!

لا لا مستحيل هو بالتأكيد يكذب.


زين بغيرة وغضب : انت كداب. خديچة بنت محترمة ماتعملش كدة ابدا


مروان بتحدي : كداب. انت بتكدبني ليه . وبعدين مين قال انها مش محترمة عادي. واحدة معجبة بعريسها ايه المشكلة هو انا واحد من الشارع. ايه مشكلتك انت مش فاهم.!!؟


سئله زين بضياع : اشمعن خديچة!!!؟


مروان بإستفهام: مش فاهم يعني ايه اشمعن خديچة.!!!


زين بحيرة : يعني ليه هي بالاخص اللي اتقدمتلها وانت كنت رافض الجواز نهائي. وماتقوليش البوقين السافلين دول. شعرها وجسمها انت فاهم


مروان: انت بتكلمني كدة ليه انت ناسي اني اخوك الكبير


زين: مروان الكبير كبير بأفعاله مش بعمره. وانطق بقي ليه هي


مروان: بصراحة يا زين انا اول ما شوفت صورتها وانا اتخطفت. قلبي دق واتأكدت من ده النهاردة لما شوفتها قدامي حقيقة. انا بجد شكلي ابتديت احبها يا زين


زين اغمض عينيه بغيره: وانت شوفت صورتها فين قبل النهاردة!!!؟


مروان بتردد: احممم..ااصل يوم فرح عمار ماما صورتها وورتني صورتها وعجبتني..


اشتعلت النار بصدره واعتصر قبضته بقوة وغيرة من فعلة امه...مهما كانت مبررراتها ماكان ينبغي لها ان تفعل هذا...وتصورها علي حين غفلة..والاصعب....ان تطلع عليها اخيه....


زين بغضب چم: وازاي امي تعمل كدة!!! ازاي تنتهك خصوصة وعرض البنت بالشكل ده!!!!دي امانه وهي كانت لازم تحافظ عليها...


مروان لوي شفتيه بلامبلاه من غضب اخيه...الذي لايعيره اهتمام...لان ما يتكلم عنه زين....ليس من المهم بالنسبة له...هو مايهمه الفائدة العائدة عليه من وراء اي شئ...مهما كان اي هو من من يري ان الغاية تبرر الوسيلة حتي ان كانت الوسيلة خاطئة لا يهم المهم ان يصل لما يريد...


مروان بضيق: عادي بقي وهي يعني ماما كانت اذتها في ايه....هي عملت كدة علشاني وبس...المهم سيبك من كل ده...المهم اني عجبتها وهي عجبتني وهتجوزها...


زين بمرار وعقل شارد:..ببس....بس مش شايف انها صغيرة عليك


مروان بإحرج:احمم. ايه لا طبعا عادي زي ما ماما قالت الرجل ما يعبوش الا جيبه. وانا الحمد لله انت عارف. ده غير بقي خديچة دي ما ينفعهاش عيل توتو من بتوع اليومين دول. دي عايزة حد خبرة علشان يعرف يدلعها صح


استفز من تلميح اخيه الفچ في حق حبيبته وتقدم نحوه بخفة الفهد في لمح البصر. وامسكه من ملابسه وهدر فيه بقوة.


زين بغيرة ونار: انت اتجننت انت بتقول ايه. ما تحترم نفسك دي خديچة. مش واحدة شاقطها من الشارع.!!؟


غضب مروان وامسك يد زين وازاحها عنه بعنف وصرخ فيه.


مروان بحيرة من غضب اخيه : وانت مالك يخصك ايه. واحد بيتكلم عن خطيبته . انت مالك وايه اللي مزعلك كدة


زين يحاول ان يداري غيرته : علشان ااا. علشان . ديچة تبقي زي اختي وانا زي عمار يعني لو هو مكاني وسمع كلامك عنها بالشكل ده. مش هيسكت. وبعدين قولتلك لسة ما بقتش خطيبتك. اما تبقي توافق. وتتجوزها ابقي قول اللي يعجبك قبل كدة لا


نظر له مروان بغيظ وغضب وتحدي چم.

مروان: هتوافق وهتشوف. وهتجوزها يا زين بالزوق بالعافية هتجوزها . وهتشوف.

وتركه واتجه لغرفته.


امسك زين بخصلته بقوة يكاد ينزعها من جزورها. من شدة غضبه وغيرته. ثم جلس علي اقرب مقعد ودفن وجهه بين راحتيه وهو يتنهد بنار ناااار الغيرة التي تقتله.


ااااااه يا رب يارب ارحمني ارحمني من هذا العذاب

.(((أحببتُ خديجه)))

(((الفصل السادس )))


مر اسبوع... سبعة ايام كأنها الدهر كله علي الجميع.


مراوان ينهار كل يوم ويخشي رفض خديچة له. ويتوعد لها ان رفضت. بالويل والافاعيل....


خديچة تتألم كل ساعة وكل دقيقة. وهي لا تعرف ماذا تفعل. ترفض مروان ولا تتزوج ابدا. غير حبيبها..!!! ولكن كيف!! كيف وهو لم يفكر بها!!؟


كيف و هي شعرت انه لا يبادلها نفس المشاعر.!!! لا يهتم لحبها ولا لعذابها.!!! ولو رفضت مروان اذن سوف تبتعد عنه للابد.


فجأها جائها شيطانها ووسوس لها انها ان تزوجت مروان سوف تكون قريبة من زين تراه وتعرف اخباره تتكلم معه. وهي يكفيها النظر في عينيه.

ولكن عقلها بخبرها انها هكذا تتلاعب بالنار. ومن يتلاعب بالنار تحرقه وحده لا احد غيره.

كانت ضعيفة ممزقة لا تعقل ولا تعي الصواب.

فهي في حرب بين قلبها وشيطانها وبين عقلها وحكمتها.

فياتري ماذا ستفعل من سيكون له الغلبة القلب !! ام العقل؟


اما زين يتقطع حزنا وغيرة ولهفة لمعرفة رأي خديچة. ويجن جنونه كلما تخيل موافقتها الاخيرة

اذن سوف تتزوج اخي

اااااه منك . لا .. لا بالله عليك يا صغيرتي لا تطعنيني بيديك. لا تتزوجي من غيري وبالاخص مروان. لا اخي لا يا خديچة ارجوكي


جلس زين علي فراشه وهو. يتمزق الما. يفكر ماذا يفعل

زين: طيب احاول اكلمها احاول اعترفلها بحبي يمكن ترجع عن قرارها وماتتجوزش مروان.

بس .. بس .. معقول تكون مابتحبنيش. بس .. بس. انا حسيت انها ميالة ليا .. حسيت بنظرة شوق في عنيها.


لا لا يازين . اكيد انت اتوهمت. هي لو زي ما بتقول. ما كنتش وافقت عليه ووافقت علي الرؤية. والوقت ده كله بتستخير.

لو كان كدة ليه وافقت ليه. ليه ماحاولتش ولا مرة تكلمني. اكيد انا مش علي بالها. اكيد عجبها مروان

علشان حرك وبتاع ستات اكيد عجبها اسلوبه وطريقته اكيد انشدتله.


واطلق تنهيدة حارررة. خرجت من القلب واخترقت ما بين الضلوع واغمض عينيه بأسي وارتمي علي فراشه وهو يتعذب وحده. لا يستطيع ان يحدث احد ولا يخرج ما يولچ صدره لاحد. فمن سيفهمه من صيصدقه. الجميع سظن به الظنون. انه هو من ينظر لخطيبة اخيه ويتمناها لنفسه. لا احد سوف يتفهم وجعه والمه.

فأثر الصمت والعذاب والالم وحيد كعادته دائم الصمت والغموض

................................................

رنين هاتفها يرن بلا توقف والمتصل رقم لا تعرفه . وهي كانت غارقة في افكارها واحزانها ولكن. رنين الهاتف المستمر ازعجها فقررت الايجاب.


خديچة: السلام عليكم


المتصل . بصوت حاني ولهفة عاشق: احلي واجمل السلام عليكم سمعتها في حياتي ايه الصوت ده كناريا يا جدعان.


عقدت حاجبيها في تسأل هي تعرف هذا الصوت ولكن ليست متيقنه من صاحبه. فأجبته بغضب


خديچة: مين حضرتك


المتصل. بولع: انا!! انا العاشق اللي داب في عنيكي من اول ما شوفتهم . انا الدايب فيكي وفي كل تفصيلة فيكي من مرة واحدة شوفتك فيها.

عرفتي انا مين.


تيقنت خديچة من صاحب الصوت واغمضت عينيها بوجع. واجابت

مروان!


مروان: ايوة مروان. مروان اللي ابتهدل علي ايدك. يا ست الحسن.


خديچة : ممكن تبطل تتكلم بالطريقة دي لو سامحت


مروان: مش بإيدي غصب عني . انا هتجنن عليكي من يوم الرؤية.

وانتي سايباني النار تاكل فيا وتقتلني. وانا علي اعصابي من ردك عليا.

ارحميني يا ديچة ارحمي قلبي حرام عليكي.


ارتبكت خديچة من طريقته في الحديث فهي ليست معتادة علي سماع كلمات الغزل والحب.

ومروان كان متمرس بها ويتقنها بحرفية شديدة . ويعرف كيف يوقع الفتيات في شباكه. وهذه ليست اي فتاة فهي التي تحدي نفسه واخيه انه سينالها ولابد ان يكسب. التحدي باي طريقة ممكنة.


خديچة : احمممم. ممكن اعرف انت بتتصل ليه. وجبت رقمي منين


مروان: يووووووه لاسباب كتير منها انك وحششتيني.

واني هموت واسمع صوتك

واني خلاص بقيت اسير عنيكي. وابتسامتك اللي لسة ما شوفتهاش لحد دلوقتي. وكمان هموت واعرف ردك . موافقة عليا ولا لا.

اما بقي جبت رقمك منين. فانا اقدر اعمل اي حاجة

اللي يحب بيعمل المستحيل علشان يقرب من اللي بيحبه

وانتي لو كنتي في آخر الدنيا كنت هجيبك واعرف اوصلك


سرحت خديچة في حديثه فهو محق من يحب يفعل الافاعيل ليحصل علي من يحب.

اذن! فزين لم يحبني لم يحاول الوصول لي ! ؟

اما هذا المجنون فبرغم عدم حبي له. ومقابلتي الجافة له يوم الرؤية. الا انه حاول وبحث. واتي برقمي وهاتفني


ااااااااه منك يازين ياليتك انت من استمع منه لهذا الحديث المعسول ياليتك .


مروان: ايه روحتي فين . خديچة ارجوكي ريحي قلبي ووافقي . انا بجد عمري ما في واحدة شدتني كدة. انا حقيقي حاسس اني حبيتك من اول نظرة. دوبت في عنيكي اياكي تكسري قلبي يا ديچة اياكي


خديچة لم تدري بماذا تجيبه وهو يترجاها وهو يغدق عليها بالحب وكلمات الغزل والشوق.


خديچة: ااايوة بس.. بس المفروض انك تتصل بابا. او عمار

مش بيا انا


مروان: وحياتك عندي هكلم ابوكي وامك واخوكي وعيلتك كلها. بس بلي ريقي يا اجمل حورية شوفتها


خديچة بخجل جلي علي صوتها: مروان لو سامحت بلاش الكلام ده


مروان وقد شعر انه اصاب الهدف : بتتكسفي؟!


خديچة: انت رئيك ايه


مروان: وانا بعشق كسوفك.. هاه يا ديچة ردي عليا بقي


خديچة: ارد اقول ايه


مروان: قولي ااه. وريحي قلبي


خديچة كانت متخبطة مابين حبها لزين. وبين رفض مروان وكسر قلبه. خصوصا بعد ماسمعته منه. فهي لا تريد ان تكون سبب في كسر قلب انسان . مثل ماكان زين السبب في كسر قلبها.

وايضاا اتاها شيطانها في هذه اللحظة . ووذكرها بزين وقربها منه عند. زواجها من مروان.


مروان:يااااااااه. للدرجة دي صعبه.

وبحزن مصتنع. شكلي تطفلت عليكي وانتي مش عايزاني. انا اسف. بس كنت اتمني توافقي . وما تكسريش قلبي .


خديچة بتحدي لنفسها وحبها الواهم: مروان انا موافقة.


مروان بفرحة وانتصار: حقيقي يا ديچة يعني خلاص . بقيتي بتاعتي بقيتي. ليا لوحدي.

ااااه ياديچة اوعدك اني اسعدك. مفيش ست في الدنيا الا لما هتحسدك علي السعادة. اللي هتكوني فيها.

واكمل بهدوء وهو يقتع الكلمات. اوعدك ... يا حبيبتي يا احلي حورية اني احبك وادلعك احلي واجمل دلع.


خديچة بخجل: احممم. ابقي كلم بابا.


وعمار وحدد معاهم كل حاجة .


مروان: من عيوني يا حبيبتي. ايوة كدة اكلمهم بقلب جامد .


خديچة: احمم. اانا مضطرة اقفل سلام بقي


مروان: مع اني نفسي افضل اكلمك اطول وقت ممكن. بس خلاص زي ما تحبي. سلام يا قمر.


اغلقت خديچة الهاتف وهي تبكي .

ااااه ماذا فعلت؟!

هل ما فعلته صواب ام خطأ!! ؟

هل حقا من الممكن ان انسي زين بمروان؟

هل يستطيع مروان ان يجعلني انسي وجعي وجرحي من زين؟!


ياارب اريحني. فقد انهارت قوتي ولم اعد اعلم. ماهو الصواب. يارب قدرلي الخير حيثما كان. فأنا تعبت. حقا تعبت.

................................................


دخل المنزل وهو علي حاله منذ ما حدث. حزين وجهه شحب يبدوا عليه التعب والارهاق وقلة النوم والراحة.


دخل ووجد والدته واخيه يتحدثون ويضحكون . القي السلام وجلس


زين بإرهاق : مساء الخير


فاطمة:مساء النور يا حبيبي.

وبقلق مالك يا زين انت يا ابني شكلك مش مريحني بقالك اسبوع تعبان ومابتكلش فيك ايه يا حبيبي.


اغمض عينيه ومسد عظمه انفه بإرهاق وتعب وتنهد بمرار.

زين: مافيش يا امي . ما تشغليش بالك مجرد ارهاق من الشغل وكمان عندي صداع فظيييع دماغي هتتفرتك.

وارح رأسه علي ظهر الكرسي بتعب


فاطمة بقلق وخوف قامت ووقفت بجواره. ومسدت رأسه بحنان. وازاحت خصلات شعره برفق.

فاطمة: مالك يا قلب امك. الف سلامة عليك قولي اجبلك ايه يريحك. منه لله الشغل اللي تعبك وهد حيلك كدة. وبهدلك.


فتح عينينه برفق ونظر لوالدته بعتاب لم يستطع البوح به لها او لمخلوق.

ااااااه يا امي. لو تعلمي من التي جرحتني وغرست السكين بقلبي . ااااااه لو تعلمي من الذي سرقني وسرق احلامي. اااه يا امي.

انها انتي! انه اخي!

عائلتي هي من جرحتني وفعلت بي كل هذا


واغمض عينيه مرة اخري وكادت ان تفر منه. دمعة ولكن ادركها واعادها مكانها تزرف في صمت بداخله.


فاطمة: ااانا هروح اجبلك لقمة تاكلها. واجبلك حاجة للصداع ثواني يا حبيبي مش هتأخر. وذهبت للداخل


مروان: ايه يا عم مالك. بتدلع علي امك ليه. ليك حق ما انت الصغير اللي علي الحجر.


رمقه زين بغضب فماذا يريد هذا المعتوه. ايحسدني علي قلق امي. اولم يكفيه ما اخذه مني. عجبا لك يا غبي.

زين قوس فمه بسخرية : هي ناقصة قرك. ماتكست احسنلك.


مروان: ههههههه. لا يا عم ولا قر ولا بتاع. انا كلها شوية ومراتي تيجي تنور البيت وتدلعني براحتي وانت اشبع بأمك.


استقام زين في جلسته. وانتبه وبتسائل.

زين: مين يا اخويا اللي جاية


مروان: ايه ماسمعتش. مراتي بقولك مراتي . ديچة.


زين صك علي اسنانه بغضب وغيره : وانت لسة عرفت رأيها. اظن بعد التأخير ده كله في الرد عليك خلاص المفروض تنسي وتشوف غيرها.


قام مروان ووضع يديه بجيوب بنطاله القطني واقترب من زين ورمقه بتحدي.


مروان: لا اشوف مين انا قولتلك هتجوزها يعني هتجوزها. وعموما هي وافقت خلاص


صدم زين : وافقت انت متأكد. عمار اللي بلغك.


مروان بثقة وغرور: تؤتؤتؤ. هي بنفسها اللي بلغتني


زين بإندهاش : هي؟! اازاي!


مروان: ابدا كنت بكلمها في الفون وهي اللي قالتلي.


زين بغيرة قاتلة: وانت بتكلمها في الفون من امتي.


مروان بكذب : من يوم الرؤية.بس هي مش عايزة حد يعرف.


زين شعر بدوار يعصف به ولم يعد يستطيع الوقوف وجلس علي المقعد بخيبة أمل.

زين: انت بتتكلم جد


مروان: ايوة طبعا. وكلمت عمي عثمان واتفقت معاه هنروح بكرة ونتفق علي كل حاجة ونحدد معاد كتب الكتاب والدخلة. انا قولتله مش عايز خطوبة ولا كتاب . عايز اتجوز علي طول.


زين كور قبضته بغضب. ماذا ؟! زواج بهذه السرعة. وهي كانت تحدثه في الهاتف؟!

وانا اموت غيرة كل ساعة ااااااه .اهدئ يا قلب اهدئ.

انا لم اعد احتمل ثورتك بين الضلوع. تعبت اقسم اني تعبت.


مروان: ايه ساكت ليه مش هتقولي مبروك.


زين بمرار والم. ولسانه ثقيل لا يساعده في قولها.فلمن سيبارك لسارق قلبه وحبه واحلامه. يبارك له زواجه. من من؟ من حبيبتي وصغيرتي التي اغار عليها من نفسي. ماهذا العقاب الذي اعاقبه منك يا زمن.لما؟فما جرمي!

ماهو ذنبي لأوجع كل هذا الوجع.


تحامل علي نفسه واجبر لسانه علي النطق بصعوبة وخرجت باهتة خاليه من اي فرحة


زين: ممم.... مممبروك


وقام وانطبق وصعد لغرفته بسرعة لانه ما عاد يستطيع حبس دموعه اكثر من ذالك.


خرجت فاطمة من المطبخ. ولم تجد زين فسألت مروان


فاطمة: الله . اومال فين زين علشان ياكل وياخد الدواء


مروان بلا مبالاه. وهو يعبث بهاتفه: ابدا طلع اوضته. حطي الاكل هو دلوقتي ينزل.


وضعت الطعام وجلست بحيرة وتفكير


فاطمة: بقولك ايه يا مروان. اخوك ماله . بقالوا فترة حزين ومتغير ماتعرفش ماله.


اجابها مروان بخبث: غيران


فاطمة بعدم فهم: غيران؟! من مين. ومن ايه.


مروان: مني. علشان هتجوز وهو لا . شكله الموضوع حلي في عينه. اتجدعي بقي وشوفيله عروسة حلوة زي ديچة كدة. علشان انا اتجوز وهو. ورايا علي طول.


فاطمة بفرحة: بس كدة من عنيا. ده يوم المني. اخلص من جوازتك بس وبعد كدة افوقله واجوزه بنت ايه قمر.


مروان: احلي من ديچة؟


فاطمة: وهو فيه في جمال ديچة.

ربنا يا ابني يصلحلكم الحال وتتهنوا يارب.


مروان: يارب يا امي يارب.

................................................


تجلس في غرفتها في حيرة وقلق وتجوب الغرفة ذهابا وايابا.. فمروان ووالدته يجلسون بالخارج مع عائلتها ليحدوون ميعاد الزواج.


وبعد فترة دقت والدتها باب غرفتها. ودخلت اليها


مريم: ايه يا ديچة ما خرجتيش ليه كل ده الحاجة فاطمة بتسأل عنك.. وكمان عايزين ناخد رئيك في حاجة تعالي ورايا بسرعة


اومأت لها بخفة وخرجت ورائها وسلمت وجلست


فاطمة : اهلا اهلا بعروستنا عاملة ايه يا قمر.


خديچة: الحمد لله بخير. نسأل الله العافية


فاطمة : يارب. دائما يا حبيبتي.


عثمان: ديچة . الحاجة ومروان . كانوا عايزين رئيك في حاجة

عايزنكم تتجوزا. في الڤيلا معاها. علشان تونسوها . خصوصا ان مروان مش عايز يبعد عنها. لانها هتكون وحيدة بعد الجواز وزين دائما مسافر


خديچة صدمت . نتجوز فين ازاي بس


مش هينفع. لا لا نقعد في شقة لوحدنا احسن.


عمار: ليه بس يا ديچة . الحاجة فاطمة بتحبك زي بنتها. وهتكونوا مرتحاين مع بعض . فكري تاني


خديچة بعصبية : لا لا قولت لا


فاطمة بصدمة من رد فعل خديچة . وحزن ظاهر في نفس الوقت . فهي حقا تحبها مثل ابنتها ولم يصدر منها اي تصرف يزعجها . اذا لما كل هذا الرفض.


فاطمة بدموع: خلاص يا عمار ما تضغطش عليها هي حرة ده حقها.


مروان بغضب وحيرة: ايوة يا امي بس انا وعدتك اني ما سيبكيش


فاطمة وهي تمسح دموعها : معلش المهم تكونوا مبسوطين انا مش مهم.


حزنت خديچة ورق قلبها لهذه السيدة التي تحبها وتحترمها . فهي لم تؤذيها. هي لا تريد العيش معها من اجل زين وليس هي. هي خافت من قربها منه    لهذه الدرجة. هي ظنت ان تكون قريبة منه تعرف اخباره تراه تتكلم معه من حين لاخر . لكن ليس العيش معه في منزل واحد تحت صقفا واحد اغراب عن بعضهم . هذا كثثير فوق الاحتمال بكت خديچة واقتربت من فاطمة وجلست بجوارها وربتت علي يديها .


خديچة: انا اسفة . والله ماقصدش ازعلك حقك عليا.


فاطمة ابتسمت بحزن: لا يا بنتي ولا يهمك انا مش زعلانة انا بس كان نفسي نعيش في بيت واحد مع بعض. حتي زين لما يتجوز هيعيش معانا هو ومراته. بس انتي لازم تكوني مرتاحة. اعملي اللي يعجبك. بس يا بنتي عايزاكي تفهمي وتعرفي كويس اني مش حماه ولا وحشة . انتي بنتي ووالله بحبك زي بنتي .


خديچة بوجع : ههههو زين هيتجوز


فاطمة: ان شاء الله اخلص من جوازتكم انتي ومروان. وافوق ليه واجوزه.


خديچة بألم اذن انا اتألم واغار عليه وهو يخطط للزواج من اخري يا لغبائي اذن فلك ما تريد .


خديچة بقوة: انا موافقة اننا نتجوز مع حضرتك في للڤيلا.


مروان بفرحة: بجد يا ديچة


فاطمة بسعادة: صحيح يا بنتي من قلبك ولا علشان ماتزعلنيش.


خديچة: لا من قلبي. انا بحب حضرتك جداا. زي ماما وهنكون مرتاحين مع بعض.


عثمان: علي خيرة الله. كدة تمام.


مريم: الف مبروك يا حاجة فاطمة . الف مبروك يا مروان.


مروان: الله يبارك فيكي يا حماتي


فاطمة: مبروك علينا وعليكم. ربنا يحميهالك يا مريم. يا زين ماربيتي . واوعدكم كلكم. ححطها في عنيا الاتنين.


عثمان: احنا متأكدين يا حاجة انتي ست الكل ربنا يبارك فيكي.


مروان: طيب يا عمي ايه رأي حضرتك في اول الشهر نتجوز.


خديچة: لا لا طبعا ده كدة هيكون بعد اسبوعين بدري اوي.


عمار: ايوة كمان امتحانات ديچة بعد شهر خليها بعد الامتحانات احسن .


مروان: ليه بس. هو انا يعني همنعها من الامتحانات. نتجوز وبعد الشهر تمتحن عادي. لكن انا بصراحة مش هقدر اصبر عايزها النهاردة قبل بكرة.


خجلت خديچة من كلامه.


مريم:ايوة يا بني بس ااا


فاطمة: مابسش بقي. خلينا نفرح ولو هي نقصها حاجة انا وانتي من النجمة ننزل ونجيبلها كل حاجة.


مريم: لا ابدا. انا ديچة بجهزها من وهي صغيرة . وماشاء الله جهزها يكفي 4 عرايس. بس انا بتكلم عليها هي. يعني انا شايفة يعقدوا العقد الاول وياخدوا علي بعض وبعد كدة الجواز.


مروان: لا يا حماتي وحياتك. انا هخليها تاخد عليا في يوم واحد ماتقلقيش. بس بجد صعب اوي استني شهر واكتر. خصوصا ان الڤيلا جاهزة مش ناقصها حاجة ابدا. واوضة النوم خديچة ممكن تنزل تختارها في يوم مش مشكلة. هاه قولتوا ايه


عمار:ههههههههه. انت مستعجل اوي يا مروان


مروان: ههههههههه. اظن بقي انت اكتر واحد المفروض يبقي فاهمني وحاسس بيا ولا ايه انت لسة عريس جديد


عمار: ههههههه. فعلا حاسس بيك بس المهم رأي ديچة . هاه يا ديچة قولتي ايه.


خديچة كانت تشعر انها في داخل دوامة لا تدري ماذا تفعل. لقد انقلبت حياتها بين عشية وضحاها. فچأة هدمت احلامها وتحطمت امالها. وانكسر قلبها .   والان يحددون معاد زواجها. ولكن انا لابد ان انسي زين لابد ان اعيش حياتي. مع من احبني واختارني. لا اظل ابكي حصرة علي من اهانني وكسر قلبي.


وبدموع الجرح والالم .... ولكن انا.... انا .... احبه بل اعشقه ماذا افعل ؟


وقامت مسرعة الي غرفتها


فاطمة : ههههههه. ديچة انكسفت.


مريم: هههههههه. ايوة طبعا ديچة اصلا كانت لاغية فكرة الجواز دي لحد لما تخلص كليه . بس بقي النصيب . مروان غير كل حاجة.


فاطمة : ربنا يتمم علي خير ويرزقهم بالزرية الصالحة


جميعا: اللهم امين


مروان: طيب يا عمي ايه رأي حضرتك. ارتب كل حاجة علي اول الشهر واحجز القاعات


عثمان: والله ياابني هقول ايه ربنا يتمم بخير


فاطمة بفرحة عارمة: تقول مبروك وتتوكل. علي الله.


واطلقت. سيل من الزغاريد متتالية


مريم: هههههههههه. ربنا يديكي الصحة. يا حاجة. ويفرحنا بيهم


فاطمة: يارب يا حبيبتي. اسمعي بقي انا بكرة بإذن الله هكلمك ونتقابل وديچة تيجي معاكي   نختار فستان الفرح. المكان اللي تقول عليه هنروحه والفستان اللي تختاره هشتريهلها. يارب يكون بكام انا عيوني ليها. ومروان مش هيستخسر فيها حاجة ابدا.


مريم : ان شاء الله . نتقابل بكرة.

................................. ..............

وجاء اليوم التالي . وتقابلوا واشتروا فستان الزفاف. وجهز مروان كل شئ. وحجز قاعات الزفاف.


وجاء اليوم المنتظر. اليوم الذي مر عليهما كأنه دهر. والذي تألما فيه اشد الالم.


                     الفصل السابع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-