CMP: AIE: رواية احببت خديجه الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم ريحانة الجنة
أخر الاخبار

رواية احببت خديجه الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم ريحانة الجنة


 (((رواية أحببتُ خديجه)))

((((الفصل الحادي عشر والثاني عشر


حسمت امرها واستجمعت شتاتها وتوكلت علي ربها واستعانت به واجابته بثقة..


خديچة ربتت علي يديه بحنان وابتسمت: انا جنبك يا مروان ومش هسيبك هفضل معاك وهساعدك لحد لما تخف وتبعد عن كل الحاجات دي. ماتحملش هم..


مروان بسعادة وخوف في آن واحد: بجد يا ديچة!!! يعني مش هتسيبيني!!!. ببببس انا خايف ااذيكي وانا مش في وعيي. هتتحمليني.!!!! انا.اانا ببقي واحد تاني وقتها..!!؟


خديچة مطمأنة له..وربها وحده يعلم خوفها وارتعابها مما هو آت: ماتخفش هتحمل ومش هسيبك. انا مراتك وده واجبي اني اقف جنبك

وماتقلقش مافيش مخلوق هيعرف حاجة. ده سر بيني وبينك. لحد لما ربنا يزيح الغمة دي....بس المهم تكون صادق معايا وتحسم امرك واياك ترجع تاني السموم دي...


مروان بحب : بحبك.... بحبك يا احلي حاجة في حياتي. انا للأسف مش مقدر النعمة اللي ربنا من عليا بيها . بإنه بعتك ليا. واوعدك هتغير علشانك انتي وعلشان لما ربنا يرزقنا بأولاد اكون جدير بيهم واقدر اربيهم كويس. انا بعتذرلك عن اي حاجة عملتها او قولتها زعلتك في اي وقت...واوعدك والله هتعالج ومش هرجع تاني...اوعدك اكون جدير بجوهرة زيك..


خديچة تبسمت بأمل : وانا بعد كلامك ده. عمري ما هتخلي عنك. حتي لو انت طلبت مني كدة. بردوا مش هسيبك..وربنا معانا ومادامت نيتنا خير..يبقي اكيد ربنا هيكون معانا دايما ويقوينا...


مروان بمشاكسة: طيب ايه رئيك بعد ما نتعشي. نروح بسرعة علشان انا من النهاردة هنام معاكي في اوضتك.!!


واكمل بوقاحة وهو يغمز لها بعينيها... وهتكون ليلة جنان هطيرك بس من النهاردة بجد هكون انسان جديد..


خديچة بخجل: مروان بس بلاش كلامك ده... احممم. وبعدين ما انت كنت سايني اشمعن دلوقتي.!!!


مروان ابتسم بخجل من حاله وقبل يدها بحنان: خلاص بقي ما بقاش عندي حاجة اخبيها عليكي. هترجع اوضتنا سوا. مش اوضتك لوحدك. يالا بقي قوليلي تحبي تاكلي ايه....... انا جعاااان مووووت من فرحتي..


اكملا سهرتهما وتناولا عشائهم وقضيا وقتا مختلف عن زي قبل..ثم عادا المنزل..

................................................


كان يجلس في حديقة المنزل يقتله القلق عليها . خصوصا بعد ما جعل والدته تتصل بمنزل والديها ليطمأن عليها. واخبرتها والدتها انها ذهبت مع مروان من وقت طويل.

زين: تري اين انتي ! ماذا فعل بكي؟

ياربي اني قلق عليها اخشي ان يؤذيها وهي معه ولما تأخرا هكذا.


وهو في داومة قلقه وحيرته جاءت سيارة اخيه فإلتفت اليهم في لهفة. فوجدهم يترجلون منها ويظهر عليهم السعادة ويضحكان.


شعر بغيرة تقتله فإقترب منهم بخفة وهو يجاهد نفسه ليداري غيرته


مروان: مساء الخير


زين بوجه عابث: مساء النور. حمد لله علي السلامة


مروان: الله يسلمك هي ماما نامت؟!


زين وهو يرمق خديچة ليستشف حالتها: ايوة استنتكم كتير علشان نتعشي سوا. ولما اتأخرتم اتصلت بطنط مريم وقالتلها انكم مشيتم من بدري. وتليفونتكم مقفولة.


مروان وهو ينظر لخديچة بسعادة: اصلنا سهرنا واتعشينا برا. كنت بصالح حبيبتي علشان كنت مزعلها. بس خلاص هي سامحتني مش كدة يا حبيبتي.


خديچة بحنان: كدة طبعا احنا مالناش غير بعض. ربنا يخليك ليا


مروان اقترب منها وقبل رأسها بود: ويخليكي ليا يا اجمل ما في حياتي . يالا بينا علشان ننام

والفت لاخيه تصبح علي خير يازين .


واحتضن ذراعيها وذهبا للداخل . وسط ذهول وغيرة اخيه يكاد يقتله الالم وهو يراهم هكذا....وهو هنا غريب وحيد..


هو لا يتمني لهم السوء ولكن الحب والغيرة والوجع اشياء واحاسيس يشعر بها رغما عنه. ليس بيده فهو يحبها. وياليته لم يحبها من البداية لكان الان في راحة. ولكن هو القدر!! وااااه من القدر ومشيئته! تفرض علينا اشياء ليس بيدنا شئ سوا ان نتعايش معها بالرضا او الغصب .

كتم غيرته والمه وصعد غرفته وحاول ان يغفو ولكن هيهات من اين يأتي النوم والراحة من اين!!


اكمل ليلته كباقي لياليه الحزينة القاتلة....ليلة سوداء تضاف الي عمره..ورصيده من الآسي والعذاب..


................................................


اتفق مروان وخديچة ان يلجأ مروان لاحد الاطباء المتخصصة في حالات التعافي من الادمان طلب منه الطبيب ان يدخل المصحة . وبالطبع لم يوافق مروان بسبب خوفه من انتشار الخبر وهذا بالطبع يؤثر بالسلب علي سمعته وسمعة اخيه وعائلته وعائلة خديچة ايضا بالاضافة لتأثير هذا علي عمله وشركته وسمعته وسط الناس.

فإقترح عليه الطبيب ان يذهب لمكان نائي وهادي ويرافقه احد المساعدين له ومعه بالطبع خديچة ووضح له صعوبة الامر وانه يحتاج لارادة واصرار وعزيمة. والاهم هدف. نعم هدف قوي يدفعه ليتخلص من هذه السموم.

وهدف مروان كان موجود كانو....خديچة ...فعزم امره وترك الشركة لمساعده يتولي ادارتها خلال فترة غيابه واخذ خديچة والممرض المختص الذي ارسله معه الطبيب. وسافر الي الشاليه الخاص به بالساحل الشمالي....


مرت الايام ومروان يحاول الصمود يحاول التماسك يتظاهر بالقوة . ولكن بدأت تظهر عليه اعراض التعب..والتعافي . عرق دائم وانفاس عالية دقات قلب توقظ القتيل. ثائر ثورة الثيران الهمجية في حلبة الثيران. دائما شاحب....مجهد...عصبي غاااضب....


وفي هذا اليوم كان في اصعب حالته ثائر غاضب يحطم كل شئ امامه كسر كل ما طالته يداه.


حاولت خديچة تهدئته باللين هي والمساعد المرافق لهم.


حاول المساعد تكتيفه والسيطرة عليه.

المساعد حسن: اهدي .. اهدي يا مروان باشا كدة انت ممكن تأذي نفسك...انت ايه حصلك كنت بقيت كويس..


مروان بأنفاس متقطعة ووجه شاحب وعيون زائغة وهيئة شعثة مجنونة. : ابعد عني .. ابعد بقولك .. ططيب بص. اديني اي حاجة وانا هديك اللي انت عايزه ..اااالمبلغ اللي تطلبه..بببص الفلوس هنا خد اللي يكفيك...بببس. بببس... ابوس ايدك هموت مش قادر..


حسن : صدقني مش هينفع . انت خلاص بدأت تتحسن والسموم دي بدأت تخرج من جسمك . جسمك بدأ يتخلص منها . خاليك قوي وكمل . صدقني هتدعيلي..


مروان برجاء: خديچة ارجوكي علشان خاطري . سطر واحد وحياتي ابوس ايدك.... هاين عليكي تشوفيني كدة . ااانا تعبان .. تعبان ....وحياة اغلي حاجة عندك ريحيني....


خديچة بقهر ودموع فهي لم تكن تتخيل ان تري في حياتها هذا المشهد . ومن هو البطل زوجها. كانت تتقطع الما وحزنا وهي تراه بهذا الضعف والذل....


خديچة بضياع : غصب عني يا مروان والله مش بإيدي. انت لازم تخف لازم. مش انت وعدتني انك هتقاوم علشاني مش كدة.


دفع حسن واوقعه ارضا واندفع ناحيتها وامسكها من معصمها بقوة وهو يهزها بعنف. انا مش عايز اتعالج انا محتاج هيروين دلوقتي فاهمة دلوقتي . والا هقتلك يا خديچة هقتلك. سامعة


حاول حسن تخليصها منه فمنعته خديچة.


خديچة بدموع: حسن سيبه اخرج ارجوك انا هتصرف معاه


حسن بقلق عليها من حالة الهياج التي تعتريه: ماينفعش يا مدام كدة ممكن يأذيكي مش هتقدري عليه لوحدك.


مروان بغضب: قالتلك اطلع برا ايه مابتسمعش. سيبنا لوحدنا


خديچة: ارجوك يا حسن اخرج دلوقتي انا هتصرف معاه. اخرج


خرج حسن وذهب مروان خلفه واغلق باب الغرفة بإحكام. واقترب منها وهو في شدة غضبه. وامسكها من ذراعيها بقوة هتديني اللي الهروين ولا


لا ماتخلنيش أأذيكي . اقسم بالله هموتك انتي فاهمة.


خديچة بخوف وضعف ودموع تتراجع خطواط في رعب من حالته.


خديچة: اهدي .. اهدي .. يا مروان انا ديچة مراتك مش انت بتحبني . مش قولت انك هتخف علشاني حاول


كان الغضب يظهر عليه بشدة وانفاسه قوية متسارعة تتنافس للصعود زفيره كزفير اسد جائع واخذ يتقدم منها خطوة وهي ترجع خطوة.


مروان: لو خايفة علي نفسك اديني اللي انا عايزه . والا مش هرحمك


خديچة: لا لا مش هتاخد حاجة انت خلاص عديت مرحلة كبيرة وقربت تخف. وحياتي بالله عليك خاليك قوي وقاوم . قاوم علشاني . واستعين بالله ربنا هيعينك وهيخليك اقوي ارجوك.


مروان لم يحتمل كلامها ولا نصحها فقد كان غائب عن الوعي . اقترب منها بشدة واخذ يضربها ضربات قوية لم يسلم شبرا واحدا من جسدها من بطشه ضربها بعنف حتي كانت بين يديه مثل الجثة لا تتحرك كانت تنزف من فمها وانحاء من جسدها . لم يكتفي فمزق ثيابها واخذها قوة وبطريقة وحشية همجية . اخرج فيها كل طاقته وغضبه والم جسده. وبعد انتهائه كانت قد خارت قواه والرتمي علي الفراش في ثقل وتعب وغط في نوم عميق لم يدري بشئ من حوله.


اما هي فكانت في حالة يرثي لها . متعبة وموچوعة . موچوعة الجسد والروح والقلب. تتمزق بين واجبها للوقوف مع زوجها . وما تتلاقاه ثمن لذالك . وبين الم قلبها من اشتياقها لحبيبها من فقدانها لوجوده بجوارها لحمايته لها . اااااه لو كنت معي الان ما كان حدث لي ذالك. كنت دافعت عني . انت الوحيد الذي يستطيع السيطرة علي مروان وهو في هذه الحالة لكنه الوعد وانا وعدته اناحفظ سره حتي عنك انت. ولكني تعبت اقسم تعبت .

ورفعت رأسها للسماء تدعوا ربها .

ياااارب اعيني علي ما إبتليتني . اعني علي مساعدته . يارب هون هذه الايام . ياااارب.


قامت من الفراش وهي تجر اقدامها لا تقوي علي السير كانت تترنح بتعب. سحبت شرشف الفراش عليها تداريها جسدها المنتهك الذي ينزف ودخلت الي المرحاض لتغتسل وقفت تحت المياه وفتحت الصنبور وانهمرت عليها الماء واختلطت بدمائها جلست في المغطس وهي تبكي وتنحب وضمت جسدها بذراعيها تلتمس الامان تلتمس الراحة. الحنان.

ولكن اين تحصل عليهم في هذه الايام الصعبة. ظلت علي حالها ولم تدري كم مر عليها من الوقت وهي هكذا. ثم قامت واغتسلت ولفت جسدها بالمنشفة خاصتها وخرجت وقفت امام المرآه تنظر جروحها وكدمات وجهها وجسدها ولونها الازرق تنهدت بألم واخذت دهان لمثل هذه الكدمات ودهنت به جسدها وارتدت ملابسها . ثم نظفت الغرفة من اثار اعتدائه عليها منذ ساعات. وبعد ذالك توضأت وصلت وقفت تتضرع لربها ينهي عذابها وبلائها. وبكت .. بكت كثيرااا.وبعد ان انهت صلاتها .قامت وذهبت ونامت علي الاريكة الموجودة بالغرفة فهي لا تريد ان تشاركه الفراش بعد ما حدث لا تريد ان توقظه تريده ان ينام اطول وقت لكي يشفي سريعا .

ضمت نفسها بذراعيها ووضعت رأسها وبعد دقائق كانت قد غفت في ثبات عميق .


مرت الساعات وجاء ضوء الشمس يشق ظلام الليل الحالك. وتسربت اشعتها للداخل وايقظت هذا النائم المتهاالكٌ..تململ في نومته بإرهاق فهو ايضا يتألم جسده متعب يجاهد للتخلص من سموم قذرة زرعها هو فيه ولابد ان يتحمل ما زرع ويجني الالم والندم. حتي يخرجه ويتم شفاءه..


امسك رأسه بألم وجلس نصف جلسة ونظر بجواره لم يجدها جاب بنظره الغرفة فوجدها متكومة علي نفسها تنام علي الاريكة عقد حاچبيه بتسائل لما تنام بعيدا عنه. وفي لحظة تذكر ما حدث ليلة امس وما فعله معها صك علي اسنانه وكور قبضته وضرب بها الفراش بغضب من نفسه وضعفه بسبب هذه المخدرات الملعونة.....التي جعلته يفعل هذا بحبيبته وزوجته . سحب بنطاله الملقي علي الارض وارتداه وذهب بهدوء وجلس علي ركبتيه امامها الاريكة علي الارض ونظر لها بعطف وحب. ولفت نظره كدمات وجهها ورقبتها اغمض عينيه بمرار وتأنيب لإذائه لها بهذا الشكل . ازاح خصلاتها برفق واقترب منها وقبلها بحنان يريد ان يعتذر لها عن ما بدا منه.

شعرت به هي وفتحت عينيها وعندما رأته بصدره العاري وقربه منها انتفضت بفزع وابتعدت عنه بخوف ان يكمل ما فعله امس.

رأي هو خوفها منه وفزعها فحاول تهدأتها. وامسك يدها فخافت اكثر . فلم يحتمل هذا الخوف والرعب الظاهر في عينيها . فقربها اليه وضمها بحنان واسف واعتذار. ضمها بقوة. وهو يبكي بجزع وندم و يعتذر لها.مراااارا..


مروان بعيون باكية: اسف .. اسف يا حبيبتي . والله ماكنت اتمني اعمل فيكي كدة . حقك عليا يا ديچة اسف.سامحيني ارجوكي . وزرف دموع الندم والالم والاعتذار....بغزااارة


شعرت به وبضعفه واعتذاره ونداوة دموعه علي رقبتها. فأشفقت عليه وعلي حاله.

فلفت ذراعيها حول رقبته وضمته برفق وانهمرت دموعها حزنا علي حاله وحالها هي الاخري...


خديچة ببكاء: عارفة .. عارفة انه غصب عنك. ومسمحاك والله....ده قضاء ربنا ولازم نصبر عليه..


خرج من احضانها برفق وقبل يديها بحب وعرفااان بجميلها معه..


مروان: انا مهما اعتذرتلك عمري ما هوفيكي حقك . ومهما شكرتك عمري ما هشكرك الشكر اللي تستحقيه . انتي حفظتي عليا وعلي سري مافضحتنيش مش بس كدة. وقفتي جنبي واتحملتيني . متحملة مني كل البهدلة والارف ده. علشان اخف وارجع كويس. وانتي مالكيش ذنب في اي حاجة ...انتي ذنبك ايه تتجوزي واحد زيي مقرف وحياته بايظة وفاسدة...وكمان تتحملي معاااه قسوة الرجوع والتصليح للي انكسر وفااات..


وضم يديها بحنو وقربها من فمه ولثمهما بقبلة حارة اخرچ معها حبه واعتذاره لها. ونظر لها ببرائة. وضعف وحب صاادق حقيقي ليس مخادع ولا مزيف..


مروان: انا ضربتك جامد مش كدة اتوجعتي. ياريتني تتقطع ايدي قبل ما كانت تتمد عليكي....يارتني امووت ولا اذيكي كدة... اسف...اسف حبيبتي..


خديچة: وضعت اناملها علي شفتيه تمنعه من اتمام جملته. بعد الشر عليك . انت ان شاء الله هتخف وتبقي كويس. وخلاص فات الكتير ومابقي الا القليل. انت قربت تخف تماما. وانا معاك زي ما وعدتك

واغمضت عينيها بمرار. وهتحملك لحد ما تخف حتي لو فضلت تضربني وتعمل اللي عملته امبارح . انا راضية بس المهم تخف...


مروان ابتسم : انا بجد مش عارف انا عملت ايه في دنيتي كويس علشان ربنا يرزقني بيكي . انتي هدية . وهدية غالية اوي اوي كمان. بحبك يا ديچة بحبك .

.


خديچة ابتسمت: طيب مش تقوم تغتسل وتتوضا وتيجي نصلي سوا وتشكر ربنا بقي علي الهدية دي. وكمان ندعي ربنا يقف جنبنا في المحنة دي ويمن علينا بفضله...


مروان ابتسم بسعادة:حاضر هدخل اخد حمام واتوضا ومش هتأخر

وقبل ثغرها قبلة رقيقة ودلف الي المرحاض واغلق الباب...


اغلقت عينيها وهي تبكي فماذا عساها تفعل..


لابد ان تتحمل وتحكمل مشوارها للنهاية . لابد ان تقوم بواجبها وتنفذ وعدها . ولكن وهي تفكر ظهر لها طيف حبيبها وتذكرته بهدوئه ورزانته وعيونه الزرقاء الصافية التي تضاهي البحر سحرااا وجمالا. ابتسمت من بين دموعها وهي تتذكر ابتسامته الجانبية الجذابة فلها تأثير قوي عليها يقتلها شوقا وعشقا. عطره الذي لم تشم مثله ابدا كأنه صنع له خصيصا . اغمضت عينيها بشوق وهي تتمني ان تراه تأنس بوجوده. ولكن سرعان ما أنبت نفسها ووبخت قلبها علي اصراره علي حب وعشق وتذكر من لم يشعر بها من كان سبب عذابها وشقائها.....


كفاااك يا قلب...كفاااك ومازلت علي عهدك....اهدئ وتناسي ارجوووك...فأنا ما عدت استطيع التحمل.....ااااااااه من شوقي لك زيني....اااااه منك يا زين...ولكن مهما فعلت ومهما تألمت بسببك....ستظل زين الرجال في عيني وسيدهم...انت....انت فقط....


خرج مروان من المرحاض وهو يجفف خصلاته بالمنشفة وقع نظره عليها وهي شاردة الذهن لم تشعر به حتي ولا بخروجه من المرحاض. اقترب منها وجلس بجوارها ومد اناملها تتحسس وجنتيها بدفئ وهو ينظر لها بحب.


مروان ابتسم: حبيبتي سراحانة في ايه. وليه بتبكي..


نظرت له هي ولم تعرف بما تجيبه ابتسمت برقة وهزت رأسها بخفة.


خديچة: مافيش حاجة انا كويسة...ماتقلقش..


مروان وقد شعر انها ربما تبكي بسببه وتأنب نفسها علي زواجها منه وتشعر بالندم...


مروان بتساؤل: ديچة انتي ندمانة انك اتجوزتيني مش كدة. ااانا عارف وصدقيني مش بلومك..انتي معاكي حق في ندمك....


نظرت له بضياع لا تعرف بماذا تجيب . فهي حقا ندمة علي زواجها منه ولكن ليس بما عرفته عنه واكتشفته من ادمان وماضي حافل بالمنكرات. فهو ندم وتاب ولو كانت احبته لم تكن لتندم بل كانت ستظل بجانبه ولن تتخلي عنه.

ولكن ندمها الان لانها طاوعت قلبها وتزوجت رجل لم تحبه تزوجت رجل وقلبها ملك رجل غيره ومن هو اخاه اخاه الصغير . فهي ندمة لما اقترفت في حق نفسها وقلبها وكرامتها. ولكن لن تستطع البوح بما في صدرها لن تملك الشجاعة لمصارحته بما في قلبها..


تألم هو من طول صمتها وتيقن من ظنه وانها بالفعل ندمة علي زواجها منه. فشعر بنغزة في قلبه.


مروان بألم: ياااه للدرجة دي ندمانة يا ديچة . بس عندك حق اي واحدة مكانك كانت لازم تندم ...


اشفقت عليه لانه ليس له ذنب فيما هي فيه. ليس ذنبه انها تحب غيره ولم تحبه.

فمدت اناملها لذقنه ورفعت وجهه اليها ونظرت له برقة وابتسمت .


خديچة: مين اللي قالك اني ندمانة اني اتجوزتك.

مروان احنا لينا نصيب نعيش مع بعض. قدرنا كدة . وانا مش زعلانة عارف كنت ازعل واندم امتي.!!؟


نظر لها بلهفة لمعرفة السبب.


خديچة: لو كنت كابرت وعاندت ومارضتش تتعالج . وقتها بجد كنت ندمت.

لكن بعد ما قررت قرار صعب زي ده وانت عارف نتيجته ايه. واتحملتها اتحملت الم وتعب واعصابك اللي بتبوظ اول لما حالتك بتسوء.

كل ده عملته لانك توبت بجد وعايز ربنا يسامحك وكمان علشاني علشان تعيش معايا سعيد...

ازاي بعد كل ده اندم. ماينفعش . المهم انك تفضل قوي وتكمل...ماحدش معصوم يا مروان كلنا علي ذنب...وربنا بيقدر لكل واحد معاد لتوبته واقلاعه عن الذنب والمعصية...ربنا كريم ورحيم..


مروان بسعادة شديدة: صحيح يا ديچة يعني هتفضلي معايا ومش هتسبيني ابدا...يعني هنكمل سوااا ونخلف....وتبقي ام وولادي..مش كدة..


خديچة بجرح نااازف غااائر : لا مش هاسيبك... واللي ربنا كتبه لينا هنشوفه..


قربها اليها وطوق خصرها بتملك وقبلها برقة.... قبل شفتيها بحب وشوق فهو حقا كل يوم يحبها اكثر ويتمسك بها اكثر واكثر. ويتمني قربها اكثر واكثر.

كانت قبلاته في تزايد وشدد من احتضانه لها...الان الاحساس مختلف...الشوق ممتع ليس كليلة أمس كانت انتحار وليس بها روح ولا حياة...كان مغيب..


شعرت هي ان الامور من الممكن ان تتطور ولن تستطيع منعه وقتها. وفي نفس الوقت هي غير مستعدة لذالك خصوصا بعد تجربة امس المريرة.


حاولت التملص من بين يديه بخفة وحاولت ان تخرجه من هذه الحالة..


خديچة: مروان كفاية انا لازم اتوضي علشان نصلي وبعد كدة احضرلك الفطار. انت نمت امبارح من غير عشاء


مروان وهو يجد صعوبة في الابتعاد عنها . فقد غلبه شوقه ورغبته بها. ولكن كفاها ما فعله بها البارحة. فإبتعد عنها وهو يداري رغبته بها. وابتسم وقبل چبهتها بحنو.


مروان بهدوء: بس انا مش جعان انا شبعت خلاص وفطرت وغمز لها بخبث.... بوستك دي وجبة تشبع اصلا.انتي اجمل فطااار حبيبتي..


خديچة بخجل وهي تبعد خصلاتها خلف اذنها : لا طبعا انت لازم تتغذي كويس الفترة دي علشان جسمك يقدر يقاوم دي تعليمات الدكتور. وانت لازم تسمع الكلام خاليك تعدي الازمة دي بدون خساير...


مروان تبسم من قلقها وحملها لعبئه وعبئ صحته..: وانا تحت امرك يا احلي دكتورة . والله العظيم انتي اللي دكتورة مش هو...انتي عملتي اللي ماحدش كان ممكن يعمله...


خديچة: ههههههههه. طيب ...يا استاذ بكاااش...وسع بقي خاليني اقوم.


افسح لها وقامت وبالفعل جهزت له الفطور واكلا سويا .

واكملت معه باقي فترة التعافي وكانت تتحمل نوبات غضبه وهياجه . وايضا تهتم بطعامه وغذائه حتي شفي تماما من مرضه . وتعافي كليا وعاد انسان جديد . او بالاحري عاد لطبيعته قبل هذا الفخ...وزاره طبيبه هناك واتطمئن عليه....وسمح له بالرجوع لحياته الطبيعية كما كااان..


.

وقررا العودة الي المنزل وبالفعل عادا معا وكانت والدته واخيه في انتظارهم علي احر من الجمر . فغيبتهم طالت..وارهقت قلب عاااشق متيم منتظر ليروي ظمأ حرمانه وووحشته...


ودخلا المنزل واستقبلتهم فاطمة بفرحة : اهلا اهلا بحابيبي الحلوين وحشتوني اوي يا ولاد كل دي فسحة


مروان بإبتسامة احتضن والدته فقد اشتاق اليها...


مروان: وحشتيني اوي يا امي اوي عاملة ايه.


فاطمة : وانت يا نور عيني وحشتني . قولي مالك شكلك تعبان انت ماكنتش بتنام كويس ولا ايه.


كانت تتحدث هي وولدها اما العاشقان كانا غارقان في بحر العيون....لهفة لم يكن لها مثيل..

غرقت هي بحر عينيه الزرقاء بصفائها كانت تحتضنه بعينيها من شدة شوقها اليه...كانت تتوق لهمسه قبل كلامه...لطلته قبل من بعيد قبل ظهوره امامها بهيئته وحضوره الخاطف...


اما هو فلا ملام عليه....غرق هو في عسل عينيها وذاب في حلاه. فقد اشتاق لها ومزقه الشوق والحنين لها...اشلااااء.. وود لو استطاع ان يجذبها لاحضانه ويضمها ضمه تختلف لها اضلاعها من شدة الشوق...ااااااه يا خديچة كم افتقدتك...وافتقدت نور عيني بغيااابك..كم اتمني استنشاااق عبيرك وهمسك.. ولكن ما باليد حيلة لا يستطيع ان يفعل ذالك...


فاطمة : ايه يا ديچة ماوحشتكيش!!! ماوحشتكيش.. ماما فاطمة واقفة بعيد ليه كدة. تعالي في حضني ده انتي وحشاني يمكن اكتر من مروان..


وضمتها بحب وحنان فهي حقا تحبها وبالفعل افتقدتها جدااا. هي بالنسبة لها ابنتها التي لم يقدر لها انجابها...


خديچة بحنين تبسمت:واحضرتك كمان وحشتيي اوي والله. طمنيني عاملة ايه..


فاطمة :انا زي الفل المهم انتم كويسين. ومبسوطين!!!


خديچة تنهدت بتعب واجهاد: الحمد لله. بخير..


مروان: ازيك يا زين وحشني.


زين احتضنه وقبله..هو يغار منه ولكن لم يكن ليكرهه او يتمني غيابه او ايذائه. هو بالنهاية اخااه: انا زي الفل...وانت كمان عامل ايه...


مروان : بخير تمام الحمد لله. قولي كنت بتعدي علي الشركة زي ما طلبت منك.


زين: ايوة وكل حاجة تمام ماتقلقش. واديك رجعت علشان تتابع كل حاجة بنفسك...


شعرت هي بدوار يعصف بها كأنها تدور في حلقات ولا تستطيع التوقف....


لمحها هو وخفق قلبه لرؤيتها تترنح. عقد ملامحه بإنزعاااج..تري ماذا اصابها!!؟


لم تقوي هي علي الوقوف ولم تستطع حتي الكلام لتستنجد بأحدهم. وغامت عينيها واوشكت علي السقوط..


ولكن هو لم ينتظر استنجادها ولحقها بخفة الفهد وطوق خصرها وضمها بفزع وهو يردد اسمها بقلق..


زين بفزع وجنون: ديچة ........!


تري ما اصابها!!!


احقااا انها....!!؟


ولو حقااا هذااا ماذا سيكون الحااال!!؟


ماذا يخبئ القدر لهاذان العاشقاااان اكثر من هذا!!؟؟


احقااا هناك اكثر!!!!!!؟(((رواية أحببتُ خديجه)))

(((الفصل الثاني عشر)))


ضمها بقوة ليمنعها من السقوط ارضا وهو فزع عليها تري ماذا اصابها لكي تفقد وعيها بهذا الشكل .!!؟


زين بدقااات قلب فزعة: ديچة ... ديچة مالك فيكي ايه. ردي عليا..


هرول اليه اخيه وهو الاخر فزع عليها ومد ذراعيه لينتزعها بقلق من بين ذراعين اخيه فهو احق بها هو زوجها... حملها برفق واتجه الي الاريكة الضخمة ووضعها عليها وهو يقتله القلق والخوف عليها.


ذهبت اليه والدته بلهفة وخوف....لتطمأن عليها..


فاطمة بقلق :بسم الله ....مالها ايه بس اللي جرالها. استر يارب دي كانت داخلة زي الفل.


مروان وقد شعر برعب يدب في اوصاله من شدة خوفه...نعم لقد احبهاا..وندم علي ما فعله معها....والان هي حبيبته وزوجته...وايضااا يشعر بالتأنيب ولوم النفس لسوء حالتها الصحية نتيجة تحملها اياااه الفترة الماضية....تحملت تعب اعصاب وخوف...ورعب...تحملت ضرب وسباب ومهااانة...


مروان وقد لمعت عينيه بدمعة خوف وندم ان يكون قد لصابها مكروه..: مش عارف . مش عارف..يا أمي...حبيبتي. حبيبتي ردي عليا......مالك بس حصلك ايه...


و حاول ان يفيقها ويضربها برفق ضربات متتالية.... علي وجنتيها لتستفيق..... ولكن لم تستجيب فأزاح نقابها عن وجهها لتتنفس بحرية اكثر....


كان هو يقف يطالعهم بقلق وغيرة وهو يري حقه ملك لغيره. فهي حقه هو ...هي حبيبته هو. ولكن الواقع انها احبت اخيه وتزوجته هو ولم تشعر به...هذا ظنه...!!


. تألم لما يشعر به وما يثقل كاهله.....وعند رؤية اخيه يزيح نقابها ازاح وجهه للجهة الاخري فهذا ايضا ليس من حقه ليس من حقه اي شئ. هو غريب عنها هذا الواقع لا مفر منه....


فاطمة : مروان بقولك ايه طلعها اوضتها وحاول تشيلها الهدوم دي علشان تتنفس. وحاول كمان تفوقها شممها اي حاجة. وانا هتصل بالدكتورة وهخليها تيجي تشوفها...


مروان ضمها لصدره بحنان: يعني مش نوديها المستشفي احسن...لتكون فيها حاجة عايز اتطمن عليها....


فاطمة تطمئنه:لا لا ان شاء الله تكون حاجة بسيطة وماتحتجش المستشفي. والدكتورة تيجي تطمنا...


اومأ لها مروان بخفة وحمل زوجته ..برفق وحنان....وصعد بها لغرفتهم...


وقف ينظر لاخيه وهو يحملها بين يديه وهو لا يستطع تحمل نار قلبه التي صعدت لرأسه تفتك به.

تنفس بصعوبة لما يشعر به ويثقل صدره....


ولكنه افاق من شروده علي صوت والدته وهي تحدث الطبيبة صك علي اسنانه فهو منذ فترة يشعر بان والدته تخطط لشئ . فهو يفهمها جيدااا. ..ولا يخفي عليه من حيلهااا....التفت لها وسألها بإهتمام...


زين بترقب: دكتورة مين يا امي اللي انتي كلمتيها دي!!!؟


فاطمة ابتسمت: دي الدكتورة يارا ...


زين بنفاذ صبر وقد ثبت ظنه: يارا .!!! اممممم . مش دي الدكتورة اللي شافت ديچة يوم فرحها وقابلنها من يومين لما تعبتي بالليل ورحنا المستشفي....وفضلته تتكلموا....ورجعتي ولا اكنك كنتي تعبااانة وصحتك اتحسنت...ما شوفتيها. !!!؟


فاطمة بتصنع البرأة: اه هي. اصلها لما قابلنها تاني ادتني رقمها علشان لو احتجناها في حاجة....


زين وقد فهم ما تخطط له وبنظرة ثاقبة: بس يا امي هو ده السبب في انك اخدتي رقمها!!!!؟


فاطمة بإرتباك: ااايوة . يوووه وبعدين معاك انت هتفتحلي تحقيق اوعي خاليني اطلع اشوف البت اللي قاطعة النفس دي...


وذهبت من امامه لانها متأكدة انها ان مكثت اكثر سوف يعرف كل شئ تخطط له...


امسك هو رأسه بغضب وجلس علي المقعد ودفن وجهه بين راحتيه لا يعلم متي يكتب له الراحة من عذاب حبه وعشقه...او بالاحري لعنة عشقه..!!!!!


وبعد مرور الوقت جاءت الطبيبة يارا ودخلت واستقبلها هو لوجود امه واخيه بالاعلي بجانب خديچة..


زين بلباقة: اهلا دكتورة يارا . اسفين لتعبك..


يارا بخجل وهي تحاول ان تداري اعجابها به: اهلا بحضرتك يا حضرة الظابط. وبعدين مافيش تعب ولا حاجة...طنط وخديچة انا حبيتهم اوي..


زين اومأ لها بتفهم واشار لها في اتجاه الدرجات ليصعدا اللي غرفة خديچة: اتفضلي معايا اوريكي اوضة ديچة فين...


اومأت له وسارت معه وهي تختلس النظر اليه فهي لم تعجب في حياتها بأحد مثله . اثرها برجولته ووقاره وثقته بنفسه وهيبته الطاغية . وملامحه الرجولية القوية والتي بنفس الوقت وسيمة للغاااية.... فهو يخطف العين حقا. اغمضت عينيها بإستمتاع لتنفسها رائحة عطره التي طغت علي المكان . فهي رائحة رجوليه قوية تناسبه بشدة...


كانت تسير خلفه هائمة في خيالتها . حتي وصلا امام غرفة اخيه توقف والتفت لها ليجدها تنظر له بهيام وتبتسم ابتسامة بلهاء. فحممم ليخرجها من افكارها التي كشفت له بوضوح. امامه...


زين بحرج: احمممم. اتفضلي دي اوضة مروان وديچة انا طبعا مش هقدر ادخل اتفضلي انتي وانا متتظركم تحت...


خجلت هي واحرجت من غبائها الذي احرجها امامه بهذا الشكل اومأت له بخفة والتفتت لتقابل باب الغرفة وقبل ان تطرق الباب


زين بهدوء: تحبي تشربي ايه!!!؟


يارا بخجل: لا ابدا متشكرة مش عايزة حاجة...


زين تنهد : طيب هخلي ام احمد تبعتلك عصير..


وهبط الدرجات بخفة ورشاقة للهبوط لاسفل. اما هي فقد تعلق نظرهااا به حتي غاب عن نظرها.....و اخذت شهيقا قويا واستجمعت شتاتها الذي تبعثر في وجوده...وحضوره المهلك. . ودقت دقات خفيفة علي باب الغرفة.

وماهي الا لحظات وفتحت لها فاطمة الباب وما ان رئتها الا وتهللت اساريرها وسعدت بشدة لرؤيتها ورحبت بها....


فاطمة بسعدة: اهلا وسهلا نورتي يا حبيبتي تعالي..


دخلت معها وابتسمت وحيت كلا من مروان وخديچة التي كانت قد افاقت ولكن يبدوا عليها الارهاق والاعياء ووجهها شاحب. وعينيها زابلة غائمة...


يارا: مساء الخير ازيك يا خديچة عاملة ايه.!!؟


خديچة بإرهاق. ابتسمت بوهن: الحمد لله ازي حضرتك اسفين تعبناكي...


يارا : لا ابدا . انا اصلا مبسوطة اني شوفتك تاني . بس المهم نطمن عليكي الاول.

ونظرت لمروان. ممكن تسمحلي اكشف عليها.!!!


مروان اومأ لها وافسح لها الطريق وقام من جوار خديچة . وقبل ان يخرج .حاول ان يتأسف لها عن ما بدا منه في لقائهم الاول....


مروان بحرچ واعتذار: دكتورة يارا . انا بتأسفلك علي طريقتي معاكي اول مرة اتقابلنا. انا كنت مخنوق ومش في وعي اسف....لو كنت ضايفتك...


يارا بإبتسامة: لا ابدا مافيش مشكلة انا مقدرة حالتك وقتها كانت ايه....


خرج مروان من الغرفة وهبط لاسفل وجلس مع اخيه


زين عقد حاچبيه بدهشة: ايه اللي نزلك. هي لحقت كشفت عليها.!!!!؟


مروان تنهد بثقل: لا لسة بس انا سبتها تاخد رحتها وكمان ماما معاها هتساعدها..


زين يحاول ان يطمن نفسه واخاه: اطمن ماتقلقش ان شاء الله خير. تلاقيها بس مرهقة من تعب السفر..وواضح انك كنت بتخرجها كتير وارهقتها معاك الفترة اللي فاتت.


مروان تنهد برچاء : يارب ...يارب يازين.....انت ماتعرفش ديچة دي بالنسبة ليا ايه. دي روحي. انا مش هقدر اقولك هي عملت علشاني ايه ووقفت جنبي ازاي. انا خايف عليها. خايف ربنا يعقابني علي ذنوبي فيها. يارب..يارب تكون بخير...لو حصلها حاجة مش هسامح نفسي....انا تعبتها معايا اوي. اوي..


زين وهو لا يعي شئ مما يقول اخاه ولا يعرف ما يرمي اليه. ولكن من الواضح ان هذا ليس اخيه . !!!!


فقد بدا له انسان اخر هادئ. متزن عاقل وخوفه وقلقه علي صغيرته واضح جداااا. فهدأ كثييرااا لانه هكذا سوف يحافظ عليها ولن يزعجها مجداا....ومادام احبها بهذا الشكل سيكرمها ويتقي ربه فيها....


جلسا سويا وهما قلقان عليها. الي ان سمعا زغاريد والدتهم تتعالي . فدهش الاثنان ونظرا لبعضهما بتعجب. الي ان سمعا صياح والدتهم يعلو بإسم مروان...


مروان بدهشة : ده صوت ماما ولا انا بيتهيألي .!!!!


زين بحيرة: لا هي . بس بتزغرد ليه.!!!!


مروان: طيب تعالي نطلع نشوف فيه ايه.


صعد الاثنان وعند بلوغهم غرفة خديچة وجدوا والدتهم واقفة والسعادة تبدوا عليها والابتسامة تعلو وجهها. وعند رؤيتها لمروان جذبته لاحضانها وهي فرحة وتبارك له.


فاطمة: مبروك يا حبيبي الف مبروك. هتبقي اب. ديچة حامل.


مروان بسعادة وعدم تصديق : بجد . !!!!انتي بتتكلمي بجد يا امي ديچة حامل معقول. انا فرحان اوي....مش مصدق..!!!


فاطمة :طبعا بتكلم جد. ادخل معايا وانت تتأكد من الدكتورة بنفسك.


دخل الغرفة وهو لا يتمالك نفسه من الفرحة .


فاطمة نظرت لزين وهي تبتسم: عقبالك يا زين يا ابني لما افرح بيك وبأولادك .


ودخلت خلف اخيه الغرفة.


اما هو كان يقف كالصنم . مصدوم! مدهوش! يشعر بالغيرة! يحسد اخاه لفوزه بها في بادئ الامر والان بحملها منه!...ااااااااه يا چرح غائر مازال ينزف....كلما حاولت لملمتك وتطبيبك...طعنت من جديد.....كل مرة والطعنة اقوي واعنف....كل مرة والچرح يكبر ويعمق.....ااااااه ياقلبي....ااااه..


اهتز كيااانه وهو لايعرف ماذا اصابه!!!!هو مشلول التفكير. كل ما وضح اليه في هذه اللحظة . هو انه كتب عليه حرمانه منها للابد. كل يوم تبتعد عنه خطوة. بعد خطوة. كل يوم الحواجز والعوائق تزيد بينهم.

الان لابد ان افقد الامل لابد. فأنتي لن تكوني ليه . لن احظي بكي...يا صغيرة...لن تصلي لحضني يوم يا خديچة.....انتهي


ستظلين حلم بعيد . نجمة تتلالق في السماء البعيدة . لا اقوي علي لمسها ولا امتلاكها.....حرمتي علي اكثر واكثر.....


اغمض عينيه بألم وفرت دمعة خائنة حزينة من عينيه . اعتصر قبضته وضرب بها الحائط ..عدة مرااات غاضبة ثائرة.....وهو يتمني لو فقد ذاكرته في هذه اللحظة. لكان افضل له. علي الاقل سوف يرتاح من هذا الالم وهذا العذاب....


كلما تذكر كيف جاء هذا الجنين .

كيف كانت حبيبته بين احضان اخيه....كيف كانت سعيدة ومستجيبة...


خرچت ااااااه من صدره مريرة محملة بالوجع والجرح والغيرة .


هبط الدرجات بسرعة وجنون. واستقل سيارته وصار من غير هدي. لا يعرف الي اين يذهب. ولا الي من يشكو.

................................................


كان يحتضنها بقوة ويقبلها بجنون من وجنتيهااا...

وهو لا يصدق ما سمعه لتوه. احقا زوجته حامل يالله . كم انت كريم . كم انت رحيم.

ترزقني بزوجة مثل خديچة وتقف بجانبي وتعينني علي التعافي مما ابتليت. واتعافي بصحة من دون ان يفضح امري. والان ترزقني بطفل . ومن من!!!؟ من خديچة حبيبتي التي لو جوبت الارض لن احظي بمثلها...


يارا: ههههههههه. لا بالراحة عليها يا استاذ مروان. خديچة ضعيفة ومحتاجة الراحة والغذا.


مروان اخيرا تمالك اعصابه وابعدها عن احضانه وقبل جبينها برفق: حاضر .. حاضر..ماتقلقيش... انا بنفسي هخلي بالي منها . بببس هو حضرتك متأكدة . انها حامل مش بيتهيألك...!!؟


يارا: ههههههههههه. لا والله متأكدة هي حامل.فعلا..


مروان حك رأسه بإحراج وابتسم: اصل بصراحة دايما اشوف الحكاية دي في الافلام. الدكتور يكشف ويقول حامل نفسي اعرف كانوا بيعرفوا ازاي.!!؟


يارا وهي تحاول ان تكتم ضحكة قوية علي سؤاله: بصراحة انا معرفش هما كانوا بيعرفوا ازاي. انا هتكلم عن اللي انا متأكدة منه. طبعا انا سألتها شوية اسألة وضحتلي الموضوع والاعراض اللي بتشتكي منها وكمان عملتلها تحليل دايما بيكون معايا بحكم شغلي. ده كله غير اني سمعتها هي ووالدتك صوت نبضات الجنين...


مروان بدهشة: بجد ازاي... طططيب ممنكن اسمعه انا كمان..ارجوكي....!!؟


ابتسمت له واومأت بخفة واخرجت جهاز صغير من حقيبتها. ووضعته علي بطن خديچة وصدع صوت دقات الجنين ينبض بقوة

كانت علامات الدهشة والفرحة تكسوا وجهه. ودمعت عينيه...بفرح وقلب يحلق بين السحاااب...وهو يستمع لنبض ابنه بين احشاء زوجته . كم رائعة هذه اللحظة حقا....لحظة بالدنيا وما فيها...


يارا اطفأت الجهاز ووضعته في حقيبتها. والتفتت اليهم.


يارا: طبعا تمشي علي الدواء ده. والتعليمات كمان كويس . وبعد اسبوع تجيني المستشفي ونعمل 4D. ونعمل التحاليل المطلوبة....

ونطمن علي البيبي...


مروان بتأكيد : طبعا طبعا. ولو عايزاها من بكرة كمان اجبها لحضرتك. انا تحت امر ديچة حبيبتي المهم صحتها....


يارا: لا مالوش لزوم. انا اتطمنت عليها النهاردة الحمد لله. وبعد اسبوع اشوفها تاني....بس المهم تاكل كويس...


فاطمة بمكر امومي: طيب ما نجبهالك العيادة بتاعتك احسن...


يارا تبسمت: والله اللي يعجبكم انا تحت امركم تعالوا مكان ما تحبوا...


فاطمة: خلاص نجبها العيادة الاسبوع اللي جاي


يارا: تمام. عن اذنكم


فاطمة: استني لما انزل اوصلك.


وخرجت معها لتوصلها الي الاسفل. واثناء هبوطهم الدرجات


فاطمة: قوليلي يا يارا. ايه رئيك في زين ابني


خفق قبل يارا لسماعها اسمه فهو مقل حضرته يقلب كيانها ويربكها .


يارا بخجل وارتباك: احمممم. رئي ازاي يعني


فاطمة بمكر: يعني شكله اسلوبه كلامه كدة يعني.


يارا: والله حضرة الظابط انسان محترم وخلوق وانا بحترمه والكام مرة اللي شوفته فيهم بأعجب بشخصيته جداااا. ربنا يخليه لحضرتك هو واخوه


فاطمة بإرتياح: انتي كمان انا ربنا عالم حبيتك ازاي . اكنك بنتي زي ديچة تمام. وان شاء الله قريب تبقي زيها في كل حاجة.


خفق قلبها بسعادة وهي تستمع الي تلميحات فاطمة.


يارا: طيب استأذن انا بقي واشوف حضرتك الاسبوع اللي جاي بإذن الله


فاطمةغمزت لها : ان شاء الله نتقابل قبلها وعندكم في البيت بس قولي يارب


خجلت واحمر وجهها من هذا الموقف التي هي فيه. وهرولت من امامها بسرعة ووجهها يشع احمرار وسخونة.


ضحكت فاطمة ملئ قلبها علي خجل يارا. وتمنتها زوجة لابنها زين


فاطمة: يارب تكون من نصيبك يازين يا ابني يارب. وافرح بيك زي اخوك.

................................................

كانت شاردة الزهن مازالت لا تعرف حقيقة شعورها . اهي سعيدة. بخبر حملها ام حزينة. احقا سوف تصبح ام من غير حبيبها. احقا كتب عليها ان تظل زوجة له وتظل تعيش مع حبيبها في بيت واحد. احقا ستظل تتعذب وهي تراه امامها كل يوم وهو غريب عنها كيف! ؟

احقا ليس هناك اخر ولا نهاية لعذابها !...


احقا ستظل تتعذب وتظل اسيرة العشق المستحيل!

اااااااااه ياربي.

الي متي!!! ؟

الي متي!!!!؟

كانت شاردة لم تسمع حرف من ما قاله مروان وهو يتحدث بحماسة وسعادة كان يثرثر بالكثير من الكلام . الي ان انتبه هو لشرودها وعدم وعيها لحديثه فحثها علي الانتباه له بهزها بخفة..


مروان: ديچة . حبيبتي انتي كويسة مالك. سرحانة في ايه!!!؟


اخيرا انتبهت له وكأنه يأتي بها من بئر عميق معتم: هاه. بتقول حاجة يا مروان


مروان ابتسم: يااااه. بقول حاجة ده انا ريقي نشف يا شيخة وانا بكلمك. بس ولا يهمك. المهم مالك حاسك مش مبسوطة بالحمل!!؟


خديچة بإرتباك: لا طبعا ازاي تقول كدة.

اانا مبسوطة جدااا.


مروان بحيرة: اومال مالك مش بتتكلمي ولا حتي باين عليكي الفرحة.!!؟


خديچة اغمضت عينيها وهي تلعن نفسها انها اوصلت له هذا الشعور...


ااااه من غبائك يا ساذجة....كيف لم تنتبهي....لما تچرحيه هكذا....الم تري عينيك فرحته بك وبچنينك....ملعون عشقك المستحيل الذي غفلكي بهذا الشكل...


خديچة: لا ابدا. اصلي بصراحة خايفة مش عارفة افهم احساسي احنا اتجوزنا بسرعة . ودلوقتي حامل . ودراستي مش عارفة انا حاسة اني متلخبطة...


مروان ابتسم وربط علي يدها يطمئنها: حبيبتي لو علي الحمل.. احنا كلنا جنبك. انا وماما وكمان مامتك مش هنسيبك. والمذاكرة. انا هوصلك دايما زي ما كنت بعمل واليوم اللي ماتقدريش تروحي الجامعة. اقعدي في البيت وانا اجبلك المحاضرات لحد هنا. واخلي زين يشرحهالك ايه ريئك...


خفق قلبها لذكره. وخافت ان تجلس معه ايضا ويشرح لها لا لا لن تتحمل هي لابد لها ان تتجنبه قدر الامكان لابد ان تقاوم شعورها نحوه . لابد ان تدفن عشقها له فهي اصبحت زوجة وام في المستقبل القريب. لابد ان تتحكم في قلبها الملعون بأي شكل...


خديچة بشئ من الغضب: لا لا. شكرا انا مش عايزة حد يشرحلي حاجة انا ان شاء الله هبقي كويسة واقدر اروح الجامعة. ربنا يسهل...


مروان جذبها لاحضانه وهو يتنفس راحة.


مروان: ااااااه يا ديچة انا مش قادر اوصفلك فرحتي بحملك ازاي. انا بجد محظوظ بيكي. انتي نورتي حياتي غيرتيني بجد ....انتي حياة ودنيا جديدة...اجمل دنيا.... انا بحبك بحبك.


خديچة: زرفت دمعة ندم والم من عينيها وهي تستمع لحديثه. فهو اصبح يستحق حبها ووفائها له. ولكن لعنة الله علي القلب الخائن. الذي لا نستطيع التحكم به ليتنا تستطيع وهبه لمن يحبنا وليس لمن احببناه ولم يشعر بنا. اااااه منك يا قلب فأنت لك قانون خاص بك تفعل ما يحلو لك.

وصدق من قال القلب ليس له سلطان هو سلطان نفسه...هو سيد مملكته يتملك ويأمر والچوارح تطيع في صمت وزل....


شعر بدموعها وصمتها مد انامله ورفع وجهها ليقابل عسليتها الحزينة..


مروان بحب والم في آن واحد: انا عارف انك مش بتحبيني زي ما بحبك. ولحد النهاردة مش عارف السبب اللي خلاكي تتجوزيني وانتي مش بتحبيني. بس كل اللي عايزك تفهميه. اني يمكن ماحبتكيش في الاول كنت معجب بيكي وبس. بس والله العظيم حبيتك من كل قلبي. وعايزك تديني فرصة اخليكي تحبيني او علي الاقل تحبي عشرتي واكون ليكي الزوج والسند وعمري ما هطلب منك فوق طاقتك. ومش هطلب اسمع منك كلمة بحبك. عايزك يوم ماتقوليها تكوني حساها. ولو ماحستيهاش ماتقوليهاش. كفاية انك تبتسمي في وشي. واوعدك اكون اب تفتخري بيه لابنك اوبنتك اللي جاي. بس انتي كمان توعديني تحاولي تحبيني ممكن.وانا هساعدك.. بس حاااولي علشان خاطر ابننا اللي جاي...


كانت تسمعه وهي تتقطع الما عليه احقا بداخله كل هذه المشاعر والحنان. احقا هي عمياء لا تري كل هذا الحب. احقا هو يحبها لهذه الدرجة.

عذرا يا زوجي ولكن اعدك اني سوف اتغير واشعرك بالسعادة وسأعمل جاهدة لانتزع حبه من قلبي وازرع حبك انت. اعدك...


خديچة بدموع: اوعدك ... اوعدك يا مروان. بس ارجوك خاليك جنبي. واوعي تتغير خاليك كدة حبني يا مروان بصدق وانا اوعدك ححاول والله ههحاول.


ابتسم وضمها بقوة وهو سعيد فأمله في طريق التحقيق. وقريب جداااا سوف يمتلك قلبها مثل ما امتلك جسدها...


مروان: انا جنبك وتحت رجلك بس انتي خاليكي جنبي...

................................................


عاد المنزل وهو حزين يحتل ملامحه العبوث والحزن .

جلس علي اقرب مقعد واراح رأسه عليه واغمض عينيه وهو يشعر انه مازال مشلول التفكير لا يستطيع اتخاذ قرار...


شاهدته والدته واقتربت منه ومسدت رأسه بدفئ وهي تخلل اصابعها في خصلاته السوداء الغزيرة.


فاطمة: مالك يا ابني فيك ايه حساك مش مبسوط ليه دايما ساكت ومهموم كدة. فضفضلي ده انا امك حبيبتك.!!؟


ابتسم وفتح عيناه ورمقها بألم واخرج تنهيدة مريرة


زين:ولا حاجة يا ست الكل انا بخير بس مشغول شوية...


فاطمة بخبث: بس انا عارفة مالك. انا فاهمة كل حاجة...


رمقها بدهشة : عارفة؟! عارفة ايه!!


فاطمة بإبتسامة: انت شكلك كدة غيران من اخوك. عايز تتجوز وتخلف زيه. مش كدة...


تنهد براحة وابتسم بسخرية : ومين بقي اللي قالك كدة. انا مش عايز اتجوز. كدة اريح...


فاطمة بعبوث: ليه كدة يا ابني ده انا هتجنن علي اليوم ده. نفسي افرح بيك زي اخوك كدة ليه عايز تحرمني من اليوم ده...


وبكت والدته بحزن فرق لها قلبه وقام من مقعده وجثي علي ركبتيه بجوارها ولثم كفيها بقبلة حنونة. ومد انامله ليزيل دمعها.


زين: ليه بس الدموع يا حبيبتي.

ثم تنهد بتعب. هو مش انت فرحانة بمروان وديچة والبيبي اللي جاي. انشغلي بيهم وسبيني بقي مع نفسي. انا مش بفكر في الجواز دلوقتي...


فاطمة وبكائها يزداد: انت بتقول ايه . فرحتي باخوك عمرها ماتنسيني فرحتي بيك. انتم الاتنين ولادي. وعايزة اتطمن عليك زي ما اتطمنت علي مروان.

واكملت بلين ورجاء.

وبعدين صدقني الجواز بيريح البال ويغير البني آدم. اهو تبقي فيه في حياتك واحدة تحبها وتحبك وتخاف عليك. تستناك بالليل وانت راجع من شغلك تعبان تفضفض معاها تتكلم تكون سكن ليك زي ربنا مابيقول.

طيب بذمتك انت مش ملاحظ التغير اللي حصل لمروان.

هو ده مروان. بتاع زمان . شوف بقي هادي وحنين ازاي.

وحياتي عندك وافق وخاليني افرح بيك...


اغمض عينيه وتنهد بقلة حيلة فماذا يفعل او يقول امام كل هذا الكم من الرجاء منها ..


زين بقلة ذات يد: حاضر يا امي حاضر . ادعيلي الاقي بنت الحلال اللي تكون من نصيبي...


ابتسمت وازالت دموعها بفرحة: ولا تقلق انا خلاص لاقيتها.


عقد حاجبيه بتعجب: لاقتيها؟! ازاي مش فاهم!!؟


فاطمة: يارا.


زين صك علي اسنانه هو كان يعلم منذ البداية: يارا مين؟!


فاطمة: الدكتورة يارا اللي جات كشفت علي خديچة.


تنهد بنفاذ صبر اذن كل هذا مدبر اااه منك يا فاطمة تخططين ولا تهنئي الا بتنفيذ خطتك...


زين بتعب: انا قلبي كان حاسس. انك مش هتجبيها لبر. كنت فاهم انك بنمري علي كدة...


فاطمة: والله بنت زي الفل.جمال و ادب واخلاق وتعليم عالي. وكمان واضح ان اهلها ناس طيبين...


زين بسخرية: والله كل ده. وايه كمان!!؟


فاطمة: بص انا بفكر نروح نتعرف عليها هي واهلها ونشوف. واللي في الخير ربنا يعمله..


.


زين مسح وجهه بكفيه ليهدأ من تسرع والدته : يا امي ليه الصربعة دي بس مش لما ابقي اوافق انا الاول..


فاطمة بحزن: كدة يبقي انت رجعت في كلامك ومش عايز تريح قلبي


انت ليه يا ابني مش عايز تفرح قلبي . هو انت من امتي قاسي كدة.


تنهد بإرهاق فمناقشة والدته في هذا الامر لن تجدي نفع. خصوصا انه لن يستطع البوح بالسبب الحقيقي لرفضه للزواج.


زين : حاضر يا امي حددي معاد مع اهلها ونروح نتقدم لها. واللي ربنا ريده هو اللي هيكون


تهللت اساريرها وفرحت بشدة لموافقته.


فاطمة بإبتسامة: روح يا زين يا ابن بطني ربنا يفرح قلبك ويسعدك ويريح بالك. ويجعلك في خطوة خير ورزق...


زين ابتسم بحزن فمن أين يأتي الخير و راحة البال والقلب. وانا لن احظي بحبيبتي. فهي قد ضاعت مني وللابد..


زين بوجه يكثوه الحزن: ان شاء الله يا امي. المهم انتي تفضلي تدعيلي وتكوني راضية عني.وبحزن

امي هو انتي عمرك غضبتي عليا او دعتيلي بقلة الراحة ووجع القلب قبل كدة.!!!؟


عبثت فاطمة وتلاشت ابتسامتها ومدت يديها واحاطت وجهه بين راحتيها ودمعت عيناها.


فاطمة: ليه يا حبيبي بتقول كدة. انا؟!

انا يا زين ادعي عليك ولا علي اخوك. ده انتم نور عيني اللي بشوف بيه. هو انا ليا غيركم.

وانت بالاخص طول عمرك حنين وطبعك هادي عمرك ما تعبتني ولا زعلتني. ليه يا ابني بتقول كدة. انت كأنك شايل هموم الدنيا علي راسك.


زين دمعت عيناه والقي بنفسه في حضن والدته. حضن الام الذي يزيل التعب والالم. وبكي و لم يستطع منع نفسه من البكاء. لم يعد قادر علي



                   الفصل الثالث عشر من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-