رواية اصبحة خادمة لزوجي
الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر
بقلم هبه الفقي
(( الفصل السابع عشر ))
-------<<<<< أتمني لكم قراءة ممتعة >>>>>--------
---------------------------------------------------------
مر أسبوع وقد تغير به أحوال البعض أما البعض الآخر فلم يحدث بها أي جديد....فحسناء قد تعافت من تلك الانفلونزا التي اصابتها منذ ان اتت هنا وبدأت مزاولة عملها إضافة إلي تجاهلها لمهاتفات جواد....وحمزة حياته مقتصره علي العمل والتفكير ف عائلته ومتابعة
ذلك الرجل الذي كلفه بإيجاد حسناء....أما جواد فقد أصبحت حالته الصحيه مستقره وسُمح له بالعوده لمنزله ولكن حالته النفسيه هي التي ساءت كثيراً فلم يعد يأكل ولا يتحدث إلا قليلاً فإمتناع محبوبته عنه جعله حزيناً بائساً غير راغب في الحياه....أما عزالدين فقد هاتف حمزة وسمح له بالعوده كما أن ليلي أصبحت أفضل بكثير خصوصاً بعد عودة جواد وعلمها بمجئ حمزة هذا المساء.....وهكذا أكون قد عرضت عليكم نبذه مختصره جداً عما حدث طيلة الأسبوع الماضي فلا داعي للماطله وعرض كل الأحداث بتفاصيلها حتي لا أطيل عليكم .
----------<<<<< في قصر السيوفي >>>>>-----------
---------------------------------------------------------
نجد القصر علي أتم الإستعداد لإستقبال ذلك الغائب....فقد كانت ليلي هي المشرفه علي إعداد كل الأطباق التي يحبها وكذلك تنظيف غرفته وشراء بعض الهدايا....فهذا اليوم كان بمثابة العيد لكل من في القصر عدا ذلك الذي لم يعد يبالي بأحد....وتنقضي ساعات النهار سريعاً ليحل المساء ويجلس الجميع في إنتظاره....وبعد فتره ليست بالكبيره نجد إحدي الخادمات تأتي لتعلمهم بميجئه فتهب ليلي واقفه وتخرج من غرفة الجلوس لتلتقي....ولكم أن تتخيلوا كيف كان ذلك اللقاء....فالإبن غائب منذ زمن ولم يلتقي بها قط منذ خروجه....ظل الإثنان يحتضان بعضهما كما لو كانوا لم يريوا بعضهما أبداً إلي أن تحدث عزالدين : ماكفايه بقي ي ليلي عايزين نسلم عليه إحنا كمان....فينفلت حمزة من أحضان والدته إلي أحضان والده ومن ثم رحب به الباقي وجلسوا سوياً يتسامرون ويضحكون فهذه الجمعه لا تحدث كثيراً....وبعد فتره ذهبوا لتناول العشاء....ولنتركهم هنا وننتقل إلي جزء آخر من الروايه .
ّ
------------<<<<< في دار الأيتام >>>>>-------------
---------------------------------------------------------
في غرفة حسناء تحديداً....نجدها ممده علي سريرها وتقرأ إحدي الكتب التي جلبها جواد ليقاطع إندماجها ذاك صوت رنين هاتفها فتلتقطه من جانبها لتجد أنه العم محمود وسريعاً ما نجدها تضغط علي زر الفتح وتقول : ألو....ازيك ي عمو عامل أي .
محمود : بخير ي بنتي الحمدلله....طمنيني عليكي انتي .
حسناء : انا كويسه الحمدلله....مافيش جديد؟!
محمود : لحد دلوقتي مافيش بس ماخبيش عليكي انا قلبي مش مطمن لأنه أكيد هيلاقيكي ف خلي بالك من نفسك ولو اتصلت عليكي ف أي وقت ابقي ردي عليا .
حسناء : ربنا يستر ويعديها علي خير....
محمود : يارب ي بنتي....وابقي طمنيني عليكي من وقت لتاني .
ومن ثم تبادلا السلامات وإنتهت المكالمه لتشرد الاخري فيما هو آت....فهي أصبحت حائره ماذا سيحدث مستقبلا وخصوصاً بعد سماعها لتلك المحادثه التي دارت بين عايده ودكتور الخاص بالدار .
---------------<<<<< فلاش باك >>>>>---------------
---------------------------------------------------------
كانت حسناء تجلس في حديقة الدار مع الأطفال كعادتها منذ أن تعافت من تلك الانفلونزا التي اصابتها عندما اتت هنا....لنجد إحدي العاملات تأتي وتقول : مدام عايده عايزاكي ف مكتبها ي حسناء....روحيلها انتي وانا هقعد مع الولاد لحد ماتيجي .
أومأت لها الاخري برأسها وإنطلقت سريعاً باتجاه الباب المؤدي للداخل ومن ثم مشت في ممر طويل لتجد غرفة السيده عايده أمامها مباشرة كادت أن تطرق الباب ولكن تراجعت عندما سمعت صوت نقاش محتد يحدث بالداخل .
الدكتور بعصبيه : ازاي يعني ي مدام عايده تقبلي واحده تشتغل هنا واحنا لانعرف اذا كانت مجرمه وهربانه من حاجه....مش فاهم والله حضرتك عملتي كده ليه .
عايده : اهدي ي دكتور شريف عشان نعرف نتكلم .
شريف : لو سمحتي ي مدام قوليلي ايه حكاية البنت دي لأن انا مش مرتاحلها....ماشوفتيش منظرها يوم ماجت كان عامل ازاي....البنت دي مخبيه حاجه علينا....وحاجه كبيره كمان....وعشان كده لازم تمشيها من الملجأ بدل ماتجيبلنا مصيبه .
عايده بإنفعال : أيه اللي حضرتك بتقوله دا....نمشيها ازاي يعني وهي ماعملتش حاجه....مش عارفه البنت دي مضايقاك ف ايه....ماهي قاعده هنا كافيه غيرها شرها ولا بتتكلم ولا بتعمل مشاكل وغير كل دا الولاد بيحبوها....فنمشيها ليه بقي .
شريف بتحذير : البنت دي وراها حاجه ومش عايزه تقول وجايه تستخبي هنا وسيبك من الكلام العبيط اللي قاتهولك....وإنها سابت الشغل وكانت هتعمل حادثه....ونهاية الكلام لو مامشتيهاش من هنا أنا هضطر أبلغ الإداره وهي تيجي بقي تتصرف ونشوف هتمشيها ازاي....ولو فعلاً بتحبيها قوليلها تمشي بالحسنه بدل ما اعملها مشاكل....ولم يمهلها فرصه للحديث وإنما خرج مسرعاً صافعاً الباب خلفه لتنتفض تلك الباكيه التي حرقها ذلك الطبيب المتعجرف بنظراته المحتقره .
كانت ستذهب ولكن وجدت السيده عايده تخرج وتسحبها من يدها إلي الداخل....وبمجرد أن تأكدت من إغلاق الباب تحدثت بشفقه : ماتزعليش ي حبيبتي هوا مش قاصده حاجه وحشه....هوا بس خايف ع الأطفال وكده عشان إحنا مانعرفش عنك معلومات كافيه....وبعدين ماتنسيش المسائله القانونيه وإنك مالكيش ورق هنا....كانت ستكمل ولكن قاطعتها حسناء بفتور : خلاص أنا همشي....مش محتاجه تكملي .
عايده بحنو : انا مش بقول كده عشان تمشي انا بس بعرفك هوا ليه قال كده....بصي ي حبيبتي إنتي عارفه اني بحبك وبعتبرك زي بنتي وأكيد هخاف علي مصلحتك....فعشان كده من الأحسن ليكي انك تسيبي الملجأ لان دكتور شريف دا صعب ولما بيقول انه هيعمل حاجه بيعملها حتي لو ايه اللي حصل ولا بيعمل اعتبار لحد....وانا مش عايزاكي تدخلي ف مشاكل لأنه لو بلغ الاداره فعلاً زي مابيقول كلنا هنتأذي وبالأخص إنتي .
حسناء بدموع : بس انا ماعنديش مكان اروح فيه ؟!
عايده بشفقه : انا شايله همك والله ي بنتي ومش عارفه اقولك ايه ولا اساعدك ازاي....بس كل اللي هقدر اعملهولك اني اقوله يديكي مهله أسبوع علي ماتدبري مكان تقعدي فيه....ودا ي حبيبتي اللي هقدر اساعدك بيه .
لم ترد الاخري وانما نكست رأسها وأدارت وجهها بإتجاه الباب استعداداً للخروج....كادت ان تخرج ولكن اوقفتها عايده قائله : استني ي حسناء انا لسه ماخلصتش كلامي....ثم سارت صوبها وإمسكت بيدها واستكملت قائله : ماتزعليش مني ي بنتي....انا لو عليا مش عايزاكي تمشي بس ما باليد حيله....حاولت كثيراً ان تعدل من موقفها وتتحدث معها في مواضيع أخري ولكن حسناء تحججت بأن الأولاد ينتظروها ويجب أن تذهب .
-------------<<<<< عوده للحاضر >>>>>-------------
---------------------------------------------------------
دار بخاطرها تساؤلات عدة....ماذا سأفعل بعد رحيلها من هنا....هل تطلب المساعده من جواد....ولكن كفاه مساعدات ي حسناء....لقد أقحمتيه في مشاكلك دون حق....وإلي متي ستعتمدي علي غيرك في التغلب عليها....هذه حياتك وهذا مصيرك فإما أن تواجهي وحدك أو تستسلمي....أستسلم ؟!....نعم تستسلمي ولما لا....انظري إلي حالك كيف أصبح....ما الذي نفعتك به المقاومه....فلتذهبي لذلك البلطجي وتتزوجيه....فهذا الحل الأفضل للجميع....ماذا تقولي إنت؟!....أأتزوج من ذاك المجرم....لا....لا....لن يحدث هذا....بالتأكيد هناك حل آخر....إذاً فلتخبريني به ي عزيزتي....قولت لك بأنه يوجد حل ولكن لا اعرفه....لم يتبقي سوي ثلاثة أيام علي رحيلك من هنا إلي أين ستذهبي....لا أعلم وهيا إبتعدي من هنا....لقد حان وقت نومي .
-----------<<<<< في قصر السيوفي >>>>>----------
---------------------------------------------------------
نجد الثلاثه جواد وحازم وزين يجلسوا في غرفة المعيشه وقد كست ملامحهم معالم القلق....تُري ماذا هناك....وبالسير وصولاً أمام غرفة المكتب نسمع صوت عزالدين وبالتدقيق أكثر نسمع بوضوع ما يقوله....عزالدين : بص ي حمزة أنا بصراحه ماكنتش عايز أرجعك البيت دلوقتي بس والدتك هي اللي أصرت....وكنت فاكر إنك ممكن تتغير لو بعدت عندنا بس للأسف ماحصلش اي حاجه وعشان كده أنا قررت إنك لازم تتجوز .
وقعت تلك الكلمه علي مسامعه كما لو كانت حجراً....ماذا؟!....أتريد أن أتزوج؟!....ومن وهي ي تُري صاحبة الحظ العسر....ولكن ما ذنبها تلك المسكينه أن تتزوج من شخص مثلي....وهل ستوافق....وان وافقت أقسم لكم بأنها لن تبقي وستنتهز فرصتها الاولي وستهرب....ظل شارداً لبرهه ومن ثم حاول الحديث ولكن قاطعته والدته قائله برجاء : عشان خاطري ي حمزة ماترفضش....أنا مصدقت باباك يوافق انك ترجع....فلو بجد بتحبني وافق .
قبل حمزة يدها وقال بفتور : وي تري قررتوا مين هتكون سعيدة الحظ .
ليلي : البت اللي هتشاور عليها هنجوزهالك....بس وافق انت بس .
حمزة : مش انتوا اللي قررتوا اني اتجوز....خلاص اختاروها هي كمان....هتيجي علي دي يعني .
عزالدين وقد لمعت عينه من الفرحه : أفهم من كده انك موافق ؟!
حمزة : ايوه بس بشرط....اشار له الاثنان بأرسيهما بمعني تحدث فأكمل قائلاً : هتجوز بس مش هعيش هنا....هروح شقتي وماحدش يجيلي هناك انا اللي هبقي اجيلكوا .
ليلي : لأ ي حمزة أنا ماصدقت انك رجعت....ماتخليك معانا فيها ايه يعني .
حمزة بضيق : انا قولت اللي عندي ولو مش موافقين انا ماعنديش مانع ارجع مكان ماجيت .
عزالدين : خلاص ي ليلي اللي يشوفه وبعدين هوا قالك انه هيبقي يجيلنا....ماتعقديش الموضوع احنا ماصدقنا يوافق .
ليلي وهي تقبل رأسه : خلاص ي حبيبي اللي انت عايزه هنعملهولك....ويبادلها الاخر بقبله علي جبينها وهو يقول : تسلميلي ي ماما....واسمحيلي امشي انا دلوقتي عشان عايز انام .
ليلي : ماشي ي حبيبي....تصبح علي خير .
لم يرد الآخر وإنما خرج سريعاً متجهاً نحو غرفته....ولكن كان وجهه حزينا لدرجة أن جميع من بالخارج لاحظ ذلك....فنجد حازم ينتفض من مقعده ويذهب خلفه عساه أن يلحقه....وبمجرد أن وصل أمام الباب تحدث حازم : مالك ي حمزة زعلان كده ليه ؟!
لم يرد الآخر وإنما فتح الباب ودخل الغرفه وتركه مفتوح ليدخل خلفه حازم وهو يقول : مالك ي ابني ايه اللي حصلك....ما انت كنت كويس .
حمزة بنبره هادئه : مافيش ي حازم....ماتشغلش بالك .
حازم : ماشغلش بالي ازاي يعني....دا انت بقيت واحد تاني خالص....هوا عمي قالك حاجه زعلتك ولا ايه .
حمزة بألم : بابا عايزني اتجوز .
حازم : طيب ودي فيها أيه يعني ما هوا علي طول بيقولك كده وانت دايماً بترفص....ايه بقي اللي مخليك متأثر وزعلان كده .
حمزة : لأ.....ما انا المره دي مارفضتش .
حازم بذهول : يعني وافقت....انا مش مصدق....اخيراً ي ابني....ومين بقي تعيسة الحظ دي....أقصد اللي أمها دعيالها .
حمزة بعصبيه : إنت بتهزر ي حازم....شايفني متعصب ومصصم تضايقني....ابقي اختار الوقت اللي تهزر فيه .
حازم : مالك ي حمزة مش فاهمك....ولما انت متعصب ومضايق اوي كده انك هتتجوز وافقت ليه .
حمزة بحده : وافقت عشان ماما....ماقدرتش اقول غير اني موافق قُدام نظرتها ليا وهي بتترجاني عشان مارفضتش....واما بقي متعصب ليه فدا لأنهم اجبروني اوافق علي حاجه انا مش عايزها....ليه مش عايزين يفهموا ان مافيش واحده هترضي تتجوز واحد زيي .
حازم : زيك ازاي مش فاهم .
حمزة بحزن : واحد قلبه جامد مابيهموش مشاعر حد وعصبي وايده سابق لسانه زي مابتقول....تفتكر في واحده ممكن تقبل ترتبط بواحد فيه كل العيوب دي .
حازم : عادي ي ابني ما احنا كلنا فينا عيوب....وإنت مش وحش اوي كده زي ما انت فاكر....وكاد ان يكمل ولكن قاطعه حمزة قائلاً : انا اوحش مما تتخيل ي حازم....وعشان خاطري بلاش تواسيني بكلام مالوش لازمه....فاكرين انهم لما يجوزوني انا كده هتغير وابقي احسن من الاول....ومش عارفين ان الوحش هيفضل وحش .
حازم : ماحدش بيفضل علي حاله....ويمكن ي حمزة البنت اللي تتجوزها تطلع بت حلال وتستحمل عيوبك وتقدر تغيرك....انت ليه يائس ومستسلم كده .
حمزة : يائس عشان زهقت من حياتي اللي مافيهاش جديد....اسكت ي حازم عشان خاطري انا مش ناقص .
حازم : انت اللي قافل علي نفسك وماعندش استعداد تغير....انت اللي علي طول شاغل نفسك ف الشغل ي اما نايم....وسايب عمرك يضيع ومش حاسس بيه....لو عايز فعلاً يبقي فيه جديد ف حياتك اتجوز ويمكن ي أخي تحبها وتتغير عشانها .
حمزة بإستنكار : أحبها؟!....طب وي تري لو حبيتها هي كمان هتحبني؟!....مافتكرش....وخلاصة الكلام انا هتجوز وخلاص اهو حتي يبقي عملت حاجه واحده تفرحهم....واقفل بقي ع الموضوع دا عشان عايز انام .
حازم : حمزة انت مالك زعلان ومهموم اوي كده ليه....ماتقلقنيش عليك....انا شايف ان الموضوع عادي مافيش فيه حاجه توصلك لكده بس انت واخده علي اعصابك ومضايق....هوا في حاجه تانيه مضيقاك ولا اي لإن استحاله موضوع زي دا يزعلك للدرجه دي....بجد انا مابقيتش فاهمك....من يوم ماسيبت البيت وقعدت لوحدك وانت حالك متشقلب .
حمزة بضيق : سيبني ف حالي ي حازم عشان خاطري انا مش طايق حد ولا طايق نفسي .
حازم : خلاص ي عم براحتك انا ماشي وسيبهالك....دا انت بقيت حاجه صعبه اوي بصراحه....وماعدتش عارف اتعامل معاك ازاي....ثم خرج سريعاً
من الغرفه وأغلق بابها ليترك الآخر شارداً ينظر للاشئ....لما هذا يبدو حزيناً لهذه الدرجه....منذ متي وهو مرهف الحس هكذا....لا أعرف ماذا أصابه ذاك....أمره أصبح محيراً....فإن لم يكن يريد الزواج لما وافق اذاً....أمن المعقول انه وافق لأجل والدته....حقاً لا أعرف....ولكن صبراً....فسيتبن لنا كل شئ عما قريب....لذا فلنتركه ينام ونتحدث في الصباح .
(( أصبحت خادمة لزوجي )) › (( الفصل الثامن عشر ))
-------<<<<< أتمني لكم قراءة ممتعة >>>>>--------
---------------------------------------------------------
--------<<<<< في غرفة حمزة بالقصر >>>>>--------
في تمام الساعه السابعه صباحاً من اليوم التالي نجد هاتفه يضئ معلناً عن مكالمه وارده ولم يطل انتظار المتصل فقد آتاه الرد سريعاً من ذلك الذي استيقظ مباشرة عند سماعه لصوت الهاتف كما لو كان ينتظره....لم يكن يعرف من المتصل وبمجرد ان تحقق من هويته انتفض من فراشه وتحدث بلهفه : أيوه ي خالد عملت ايه .
خالد : كله تمام ي باشا وعرفنا مكانها .
ّ
حمزة وقد لمعت عينه من الفرحه : اخلص وقول بسرعه لقيتوها فين .
خالد : البنت بتشتغل ف ملجأ ( ***** ).....أي أوامر تانيه ي باشا .
حمزة : لأ ي خالد متشكر جداً وماتنساش تبقي تعدي عليا ف المحكمه....وبعدما انتهي من تلك المكالمه تحدث إلي نفسه قائلاً : خلاص ي حلوه كلها كام ساعه وتبقي تحت رحمتي....هتفضلي طول عمرك غبيه....كنتي فاكره إن ماحدش هيعرف يلاقيكي....لأ وكمان عامله فيها البت الشريفه اللي مش عايزه تتجوز واحد بلطجي....لكن تتشكل زي الحربايه وتوقع جواد العبيط ف حبها عشان يتجوزها....بس لأ ي حلوه مش هطولي ضُفره حتي....عشان انتي هتبقي مراتي برضاكي أو غصب عنك....لان انا مش هسمحلك تتجوزيه مهما حصل....انا كنت ناوي اربيكي الاول وبعد كده ارميكي ف السجن عشان ابعدك عنه لكن انتي بت مورزقه وظهرتي دلوقتي....ومن ثم ذهب بإتجاه غرفة الملابس وأخذ منامه شتويه ودخل الحمام .
بالتأكيد الجميع الآن يتسآل....كيف عرف هذا بأن جواد يحب حسناء ويريد الزواج منها....حسناً....سأخبركم بما حدث .
--------------<<<<< فلاش باك >>>>>----------------
بعد ظهر يوم أمس نجد حمزة في غرفته يقوم بتغيير ملابسه أما حازم فكان يضع الطعام الذي جلبه بالصحون إلي أن يأتي الآخر....وبمجرد أن انتهي من تحضير الطاوله تحدث قائلاً : يلا ي حمزة الأكل هيبرد....كل دا بتغير....بني آدم بارد .
فيخرج حمزة من غرفته وهو يقول : ما تلم نفسك بدل ما ازعلك .
حازم : يلا ي عم أنا جعان خلينا ناكل كده بسرعه عشان عايز اقولك حاجه مهمه .
فذهب صوب الطاوله وجلس بجانبه ليتناولوا طعام الغذاء وبعدما إنتهوا تحدث حمزة : هاا ي أستاذ حازم عايز تقول ايه .
حازم : هقولك بس اوعدني انك ماتعملش حاجه ولا تقول اني قولتيلك .
حمزة بنفاذ صبر : اخلص ي حازم وقول .
ازدرد الآخر ريقه وقال : جواد كلم عمي إمبارح وقاله إنه عايز يتجوز .
حمزة : طب ودي فيها ايه....مايتجوز ي عم الله يسهله .
حازم بخوف : ما هي المشكله مش فإنه هيتجوز....المشكله أنه عايز يتجوز حسناء .
وبمجرد أن سمع الآخر إسمها حتي انتفض من مقعده وقال بعصبيه : إنت متأكد من اللي بتقوله دا .
حازم : أيوه متأكد....وكمان جواد اللي قايلي....بس وغلاوة مامتك ي حمزة ماتعمل حاجه وتبوظ فرحة أخوك....جواد بيحبها بجد ومتعلق بيها....فعشان خاطري ماتكسرش قلبه .
حمزة بصوت جهوري : بيحبها ازاي يعني....يعرف ايه عنها دا عشان يحبها....البت دي مش سهله ولو فعلاً اتجوزها يبقي كده وصلت ل اللي هي عايزاه....وانا مستحيل أخلي الجوازه دي تتم .
حازم بخوف : إنت ناوي تعمل أيه....خليك عاقل ي حمزة وماتخدش الموضوع علي أعصابك....احنا ممكن نروح نتفاهم معاها ونقولها تبعد عن طريقه .
حمزة : انا أصلاً كنت ناويلها علي نيه سوده من غير حاجه واللي معطلني اني لسه ماعرفش مكانها....بس هانت والموضوع قرب أوي....وانا بقي هخليها تلعن اليوم اللي دخلت بيتنا فيه .
حازم بإستنكار : ناويلها علي نيه سوده....ليه يعني؟!....كانت عملت فيك ايه....دا انت ي اخي بقالك اكتر من شهر ماشوفتهاش....ايه الجديد اللي حصل يعني .
حمزة بعصبيه : والله؟!...مش شايف ان كل المشاكل اللي حصلتلي مع بابا واخواتي كانت بسببها....لا وكمان جايه تزودها وهتتجوز جواد .
حازم : ما انت اللي حاططها ف دماغك بدون اي داعي....واذا كان ع المشاكل انت اللي خلقتها فماتلومش غيرك بقي ع اللي حصلك....البنت دي عمرها ما أذيتك ولا وجهتلك كلمه تجرحك علي عكس ما انت بتعمل....هي مالهاش ذنب ي حمزة والله ف أي حاجه حصلت....خليك جدع وماتستقواش علي واحده ضعيفه مالهاش ضهر....وحتي ي عم لو وحشه....هي وحشه لنفسها مش لينا....اما بقي لو علي جوازها من جواد فدا شئ يرجعله هوا....ولو الدنيا كلها شايفه انها مش كويسه هوا برضو مش هيقتنع وهيتمسك بيها اكتر .
حمزة بإستخفاف : يعني أفهم من كلامك إنك عايزني اسيبها تتجوزه .
حازم : أيوه....لأن دي حياته وهوا حر فيها....وانت مالكش الحق تدخل فيها....سيبه ي أخي يتجوز البنت اللي حبها....وخلي بالك جواد لو اتحط ف مقارنه يختارك ولا يختارها....هيختارها هي....عارف ليه لأن انت عمرك معاملته علي إنه اخوك ودايماً بتتدخل ف حياته .
حمزة بصوت خفيض : مش هوا عايز يتجوزها؟!....يبقي يقابلني لو عرف يوصلها .
------------<<<<< عوده للحاضر >>>>>--------------
---------------------------------------------------------
بعد فتره ليست بالقصيره نجده يخرج من الحمام ومن ثم يأخذ هاتفه وينزل للطابق السفلي....وعندما أصبح أمام باب غرفة الطعام وجد والدته فقالت : صباح الخير ي حبيبي....كويس انك جيت....كنت لسه جايه اناديلك .
حمزة وهو يقبل يدها : صباح النور ي ماما....هاا قوليلي بقي....عاملين ايه ع الفطار انهارده....أصل انا جعان اوي....ويلا بقي نفطر عشان عايزك انتي وبابا ف موضوع مهم .
ليلي : تعالي يلا ي حبيبي....بس ي تري موضوع ايه دا اللي ع الصبح كده....ربنا يستر .
حمزة : خلينا بس نفطر دلوقتي وهقولك بعدين....وبمجرد دخولهم الغرفه لم تمر إلا ثوانٍ وحضر الجميع....وبعدما انتهوا من تناول تلك الوجبه أخبر حمزة والده بأنه يريد التحدث معه في غرفة المكتب وبالطبع لحقت بهم والدته .
-----------<<<<< في غرفة المكتب >>>>>-----------
---------------------------------------------------------
نجد الثلاثه يجلسوا قبالة بعضهم في هدوء إلي أن يقطع ذلك الصمت عزالدين قائلاً : خير ي حمزة عايز تقول ايه....ربنا يستر وماتكنش رجعت ف كلامك .
حمزة بدون مقدمات : بابا أنا عايز اتجوز حسناء .
عزالدين : دي بالذات ماينفعش تتجوزها .
حمزة بحده طفيفه : اشمعنا يعني لما جواد قالك انه عايز يتجوزها ماقلتلوش حاجه .
عزالدين : قول كده بقي....قول ان انت عايزها هي بالذات عشان تاخدها منه....بلاش حسناء ي حمزة وشوفلك واحده تانيه .
حمزة بتحدي : وانا بقي مش هتجوز غيرها....ي كده ي إماا مش هتجوز وهرجع مكان ماجيت .
عزالدين بعصبيه : انت بتهددني ي سافل....امشي اطلع بره....وماعدتش اشوف وشك هنا تاني .
لم يتفوه حمزة بكلمه واحده وانما انتفض من مقعده وادار وجهه بإتجاه الباب....وعندما هم بفتحه تحدثت والدته برجاء : استني ي حمزة ماتمشيش عشان خاطري....تعالي بس واحنا هنعملك اللي انت عايزه....كان يعرف ذلك اللئيم أنها ستستعطفه ليبقي لذلك طلب منها الحضور....يالك من ماكر .
عزالدين بعصبيه : انتي هتتحايلي عليه....سيبيه يغور من هنا .
ليلي بدموع : لأ ي حمزة خليك....ثم وجهت كلامها لعزالدين : لو هوا مشي أنا كمان هروح معاه .
عزالدين : ايه اللي انتي بتقوليه دا ي ليلي....تمشي ايه؟!
ليلي برجاء : عشان خاطري ي عز خليه يتجوزها .
عزالدين : كده يبقي بنظلم جواد....لان هوا اللي قايل الاول....وبعدين انتوا قاعدين تتخانقوا عليها من ماتعرفوا رأيها .
ليلي : خلاص انا عندي حل....احنا نجيبها هنا ونسألها تتجوز مين....وكده يبقي ماظلمناش حد .
حمزة وقد لمعت عينه : وانا موافق....هروح اجيبها وآجي .
عزالدين وهو يرمقه بنظره ذات مغزي : واشمعنا حسناء يعني ي حمزة....دا انت ماكنتش بطيقها....ايه اللي حصل ف الدنيا يعني .
حمزة ببرود : ما محبه إلا بعد عداوه....انا همشي عشان اروح اجيبها....وعلي ما آجي تكونوا قولتوا لجواد....ثم خرج سريعاً واغلق الباب خلفه ليترك والديه ف حيره من أمره .
عزالدين : مش عارف مش مطمن ليه....حاسس ان حمزة ف دماغه حاجه تانيه....وشكله كده ناوي للبنت دي علي نيه مايعلم بيها الا ربنا .
ليلي : حرام عليك ي عز انت علي طول ظالمه كده....مايمكن يكون بيحبها .
عزالدين بإستنكار : بيحبها؟!....هو ابنك حمزة دا عنده قلب اصلاً عشان يحب....وبعدين هو فاكر إنها هتخاره بعد كل اللي عمله فيها....دا بتترعب منه .
ليلي : هوا فعلاً عمل فيها كتير بس ما محبه الا بعد عداوه زي مابيقول....بس اهم حاجه انه وافق يتجوز....ودي اكتر حاجه مفرحاني....نفسي اشيل عياله قبل ما اموت .
عزالدين وهو يقبل رأسها : بعيد الشر عنك ي حبيبتي....ربنا يديكي طولت العمر .
--------------<<<<< عند حمزة >>>>>----------------
---------------------------------------------------------
نجده يسير بسرعه هوجاء كما لو كان أحد يطارده....إضافة إلي تلك الابتسامه غير المبرره التي لم تفارقه منذ ان خرج من القصر....ألهذه الدرجه سعيد بأنه سيمتلكها....هل حقاً يحبها....ام هذا فقط لأنه سينتقم لكبريائه المريض....حقيقةً لا اعرف....ظل يسير بسيارته هكذا لفتره ليست بالكبيره وسريعاً ما أصبح أمام البوابه الخاصه بذلك الدار....فنجده ينزل من سيارته ويغلق بابها ويسير بخطوات سريعه إلي ان أصبح في الداخل ومن ثم سأل إحدي العاملات عن مكتب المديره وبعدها ذهب مباشرة بإتجاه ذلك الممر الذي ينتهي بغرفتها....وبمجرد أن أصبح أمام الباب طرقه عدة طرقات وما هي ثوانٍ وآتاه إذن الدخول....فنجده يدخل ويغلق الباب خلفه ومن ثم تشير له السيده عايده بالجلوس....وبعد تبادل السلامات والترحيب تحدث حمزة قائلاً : كنت عايز اعرف لو حسناء سامي بتشتغل هنا .
عايده : ايوه بتشتغل هنا....بس حضرتك بتسأل ليه .
حمزة : أصل انا خطيبها....فممكن بعد اذنك تخليها تيجي عشان اتكلم معاها .
عايده بحيره : بس هي ماقالتليش انها مخطوبه قبل كده .
حمزة : ما احنا كنا انفصلنا وبعد كده انا سافرت وجاي دلوقتي ارجع كل حاجه زي ما كانت .
عايده بفرح : اذا كان الموضوع كده هقوم اناديها بنفسي .
حمزة : بس ممكن ماتقوليلهاش انا مين....اصل عايز اعملهلها مفاجأه .
أومأت له الأخري برأسها ومن ثم خرجت سريعاً كي تخبر تلك التي كادت أن تموت فرحاً عندما اخبرتها بأن هناك من ينتظرها في مكتبها....وبالطبع اعتقدت تلك المسكينه أنه جواد....لذلك تجدها تترك مابيدها وتمشي بخطوات سريعه أشبه إلي الركض....وبمجرد أن اصبحت أمام الغرفة فتحتها بلهفه وقالت : كنت عارفه إنك هتيجي....ولكن تجهمت ملامحها عندما أدار ذلك الجالس وجهه وعرفت أنه الشخص الذي لطالما ترتعب منه....فنجد حمزة يقول بإبتسامه خبيثه : طب كويس انك عارفه .
أما الاخري فقد تجمدت مكانها....فأصبحت غير قادره علي الحركه وأحست بأن الهواء قد نفذ من حولها وتكاد تختنق....وعندما شاهد حمزة منظرها ذاك سار بإتجاهها وهو يقول : أيه ي حلوه كنتي فاكره ان جواد هوا اللي هيجي....ثم أمسكها من رسغها بيد واليد الاخري اغلق بها الباب .
كان ذلك القاسي يضغط علي معصمها لدرجه جعلتها تشعر بأن أصابعه إخترقت جسدها....وكانت ردة فعلها البكاء المكتوم كما تفعل دائماً....فيتحدث الآخر وهو يجز علي اسنانه ويزيد من الضغط عليها : هاا.....ماتردي....دلوقتي القطه كلت لسانك....اما الاخري فلازالت تبكي ولا تبدي اي ردة فعل....ولذلك يقوم بنفض زراعها من يده ويقول بلهجه قاسيه : ماتستعجليش ع العييط....بكره تعيطي بدل الدموع دم .
ومن ثم جلس علي مقعده ثانية وقال : تعالي اقعدي عشان عايز أتكلم معاكي .
ّّ
ولكن الاخري لم تتحرك وكأنها لم تسمعه فيقول بعصبيه : مش انا قولت تعالي....انتي مابتفهميش....يلا تعالي....فتنصاع الاخري لكلامه وتجلس امامه وهي منكسة الرأس .
حمزة : انا عايزك تنفذي كل اللي هقولك بالحرف الواحد وإلا والله العظيم هلفقلك تهمه وارميكي ف السجن مع الاشكال الزباله اللي شبهك وماحدش هيعرف يطلعك....وصدقيني انا بتكلم بجد مش بهدد....فأحسنلك تكوني عاقله كده وتسمعي الكلام....انتي دلوقتي هتروحي تلمي هدومك وهتيجي معايا القصر وهناك بابا هيقولك تختاري تتجوزي مين انا ولا جواد....واكيد طبعاً مش هتختاري جواد....واياكي ي حسناء تقولي لحد كلمه واحده من اللي قولتهولك .
استجمعت الاخري شجاعتها وقالت بصوت مهزوز : ب...ب...بس انا مش عايزه اتجوزك .
حمزة : ما انا عارف وعشان كده انا عايزك....وبرضاكي او غصب عنك هتتجوزيني....فأحسنلك وبالذوق كده تسمعي الكلام وتعملي اللي قولتيلك عليه....ثم أمسكها من رسغرها وضغط عليه بكل قوته وقال وهو يجز علي اسنانه : مفهوم....فأومأت له براسها ودموعها تنزل دون توقف....ليتحدث الآخر بجمود : يلا روحي هاتي شنطتك وامسحي الدموع اللي مالهاش لازمه دي .
انصاعت حسناء لكلامه وخرجت لإحضار أغراضها....وبعد فتره ليست بالكبيره عادت وهي تحمل حقيبتها لتجده يقف بإنتظارها....وبمجرد أن رآها حتي امسك الحقيبه بيد وأمسكها من وسغرها بيده الاخري وسار بخطوات سريعه وصولاً إلي السياره غير مراعياً تعثرها المستمر في السير بسبب سرعته....ليقوم بوضع حقيبتها ثم يركبها وينتظر الآخري تصعد....وبمجرد أن صعدت حتي إنطلق بسرعه هوجاء عائداً حيث أتي .
ّلم تكف تلك البائسه عن البكاء طيلة الطريق إلي أن أصبحا داخل القصر....فيوقف حمزة سيارته ويقول : بطلي تمثيل بقي وامسحي الدموع دي واوعي تنسي اللي قولتهولك او اشوفك بتعيطي....مفهوم....أومأت الاخري برأسها كعادتها ومن ثم لحقته إلي الداخل بعدما كفكفت دموعها .
--------------<<<<< داخل القصر >>>>>-------------
---------------------------------------------------------
نجد الجميع يجلس في ترقب بغرفة الجلوس في إنتظار حضورهم....وما هي إلا ثوانٍ ووجدوا ذلك الثنائي مقبل عليهم....وبالطبع رحبوا جميعاً بتلك الغائبه منذ فتره....ولأن جواد يعرفها جيداً بمجرد أن رآها عرف أنها كانت تبكي....وهنا تنبأ بأنها بالتأكيد لن تختاره فالأمر واضحاً كعين الشمس....تُري بما هددها ذلك اللئيم كي تأتي معه....وبعد مرور بضع دقائق تحدث عزالدين بصوت عالٍ يسمعه الجميع : طبعاً انا حكيتلكم ع الموضوع ف مافيش داعي اتكلم....ثم وجه كلامه لحسناء وقال : بصي ي حسناء ي بنتي أنا اكتشفت ان ولادي الاتنين جواد وحمزة عايزين يتجوزوكي....وعشان ماظلمش حد فيهم انا دلوقتي بخيرك بينهم....هاا ي حسناء تقبلي تتجوزي حمزة ولا جواد....انا مش هضغط عليكي لو مش عايزه تقولي دلوقتي عادي خدي وقتك .
كانت الاخري توزع نظراتها بين حمزة وجواد فهي في حيرة من أمرها....أتختار من سيكون خير زوج وسند لها....ام تختار سجانها الذي يهددها....بالطبع السؤال معروفه اجابته....فهي حتماً ستختار ذلك القاسي لأنها تعرفه جيداً إن توعد بشئ فسيفعله مهما حدث وهي منكسره ليس لها من يحميها من طغيانه....وبعد لحظات من التفكير نطقت بالإجابه التي خالفت بها توقعات الجميع عدا فقط ذلك تنبأ بها منذ رآها فقالت بصوت مهزوز : ح...ح...حمزة .
---الفصل التاسع عشر
-----<<<<< أتمني لكم قراءة ممتعة >>>>>-------
---------------------------------------------------------
أحس الجميع بوجود خطب ما....فهم كانوا يتوقعون أنه بالتأكيد سيقع اختيارها علي جواد....فمن تلك التي تقبل الزواج بشخص أهانها ويتهمها بما ليس بها....ولكن ماذا سيفعلون....فليس أمامهم سوي تقبل الامر الواقع....وهنا يتحدث عزالدين : خلاص ي بنتي علي بركة الله....عايزين بقي نحدد ميعاد الفرح وكتب الكتاب .
حمزة : فرح أيه؟!....أنا مش هعمل فرح....أنا هكتب الكتاب وخلاص .
ليلي : إزاي الكلام دا....انت عايز تتجوز من غير فرح....كده ماحدش هيعرف انك اتجوزت .
حمزة بلامبالاه : وايه يعني؟!....ما كفايه انكوا عارفين .
عزالدين : والله براحتك بس ناخد رأي حسناء برضو .
حمزة : هي برضو رأيها من رأيي....مافيش داعي تسألها .
ليلي : طب هتكتبوا الكتاب امتي .
كاد عزالدين أن يتحدث ولكن قاطعه حمزة قائلاً : انهارده بالليل .
عزالدين بحده : ازاي يعني هوا سلق بيض وخلاص....وبعدين انت قاعد تتكلم وتحدد علي مزاجك ومحسسني انك هتتجوز لوحدك....مش تاخد راي البني آدمه اللي هتتجوزها الاول .
حمزة ببرود : حسناء مالهاش رأي بعد رأيي .
عزالدين بعصبيه : دا انت مستفز....اعملوا اللي تعموله....اهم حاجه انك تتجوز وتريحنا....ثم انتفض من مقعده وخرج من الغرفة وهو في قمة عصبيته .
ليلي بتوبيخ : استريحت انت دلوقتي لما عصبته....كان ممكن تقوله بطريقه احسن من طريقتك المستفزه دي....قوم انت بقي روح شوف وراك ايه وسيب حسناء قاعده معانا .
وبمجرد أن لفظت إسمها حتي وجه بصره ناحيتها ورمقها بنظره مهدده....وكانت حقاً كفيله بإرعابها وإخبارها بما يريد....ومن ثم تحدث وهو يقوم من مقعده : انا اصلاً كنت ماشي ومش هرجع غير بالليل .
ليلي : طيب ي حبيبي بس متتأخرش وابقي جيب المأذون وانت جاي .
أومأ لها الاخر وخرج من الغرفه....كان جواد يجلس متابعاً لكل مايحدث دون التفوه بكلمه....فهو تيقن أن حمزة هو من أجبرها علي الموافقه....لن ألومك ي قارورتي علي ما حدث....فهذا ليس ذنبك....لأنني علي ثقه من ان ذلك اللئيم يهددك بشئ ما....ويا ليتني أقدر علي المساعده.... أشعر بأن قلبي يعتصره الألم...ولست بقادر علي معرفة السبب....أهذا لأنك لن تكوني لي....أم خوفاً عليكي من ذلك القاسي....كم أتمني أن تخبريني بما حدث وكيف وجدك هذا ولما يريدك أنت تحديداً ؟؟
وتنقضي ساعات النهار سريعاً ليأتي الليل الذي لطالما تمنت تلك الحسناء ألا يأتي....ونجد حمزة يدخل القصر وعلي يمينه المأذون ومن ثم يدخلا غرفة الجلوس ويحضر الجميع....وسريعاً مع تم عقد قرانهما وأصبحت حقاً زوجته....وبعد ما يقرب من الساعه إستأذن حمزة أن يأخذ زوجته ويذهبا إلي بيتهما....اعترض والديه في البدايه ولكن استسلما تحت إلحاحه الشديد....وبالفعل وضع حقائبهم بالسياره ومن ثم ركبا هما الاثنان ذاهبين إلي ذلك البيت الذي من المقرر أن يكون عش الزوجيه كما يقولون....ولكن يبدو أن الامر لن يكون كذلك .
لم تكف حسناء عن بكاء منذ أن تحركت السياره....فهي لا تشعر أنه زوجها بل يبدو لها وكأنه سجانها الذي سيأخذها الآن ليحبسها في زنزانتها....ولكم أن تتخيلوا كم العصبيه التي تثيرها دموع تلك المسكينه لهذا القاسي اعتقاداً منه بأنها دموع ذائفه....لهذا نجده يتحدث بسخريه قائلاً : بطلي تمثيل بقي....مش كل دا تأثر يعني .
لم ترد عليه الاخري وانما حاولت أن توقف دموعها ولكن لا فائده....فدموعها هي الاخري تعاندها وترفض الاستسلام....لذلك ادارت وجهها للجهه الاخري واسندت رأسها علي الزجاج وتركت دموعها تنزل بحريه....وبعد فتره ليست بالكبيره تقف السياره وينزل هو اولاً ويطلب من حارس البنايه مساعدته في اخراج الاغراض ومن ثم يمسك يدها بقوه ويجرها خلفه صعوداً بها إلي شقته....لم تمر سوي ثوانٍ إلا ووصل الاثنان وأصبحا في الداخل .
وبمجرد أن أدخل الاغراض وأغلق الباب تحدث بلهجه قاسيه : بصي بقي ي حلوه....انا ماتجوزتكيش عشان احبك فيكي أنا اتجوزتك عشان اوريكي أسود ايام حياتك....انا لو عليا مايشرفنيش اني اتجوز واحده ماعندهاش شرف زيك كده....انتي هنا مش هتكوني اكتر من خدامه وبيتهيقلي دي مش هتبقي حاجه جديده عليكي ما انتي واخده علي كده....واياكي ي حسناء حد هنا يعرف انك مراتي....انتي بتشتغلي هنا وبس....وعارفه لو أي حاجه حصلت هنا ف الشقه دي وطلعت بره انا هعمل فيكي ايه....ثم سار بإتجاهها وأمسكها من حجابها وشدد قبضته وأكمل قائلاً : دا هيبقي أسود يوم ف حياتك لأن انا مش ضامن ساعتها هعمل فيكي ايه....واحسنك تتقي شري وتعملي كل اللي اقولك عليه....ثم شدد قبضته أكثر وقال وهو يجز علي أسنانه : مفهوم ولا اقول تاني....أومأت له برأسها وهي تكاد تموت من الالم فهذا القاسي قد شدد قبضته علي شعرها .
وهنا تتحدث الأخري بدموع : حاضر بس سيب شعري....انت كده بتوجعني....فيقوم حمزة بفك حجابها وجذبها من شعرها بقسوه حتي أصبحت أذنها ملاصقه لفمه فيقول بصوت يشبه فحيح الافعي : بيوجعك؟!...انتي لسه ماشوفتيش حاجه....وشعرك الحلو دا ي حرام لو ماتظبتيش وعملتي اللي بقولك عليه هيتقص....فأحسنك تسمعي الكلام وتبقي مطيعه معايا كده عشان ابقي جدع معاكي .
لم ترد الاخري وانما علي صوت نحيبها المقهور ليقوم ذلك القاسي بدفعها علي الأرض وهو يقول : أنا همشي دلوقتي....وعايز لما ارجع ألاقي البيت متنضف وهدومي متعلقه مكانها....ثم خرج صافعاً الباب خلفه لتنتفض تلك الملقاه علي الارض....ومن شدة دفعته اصطدمت احدي ركبتيها بالارض وآلمتها لدرجه جعلتها غير قادره علي الحركه لبضع ثوانٍ....واخيراً وبعد محاولات عدة للنهوض....نهضت وبدأت تستكشف المكان اولا....فالشقه حقاً كبيره ومليئه بالاثاث الراقي الذي تبدو عليه الفخامه .
الشقه مكونه من أربعة غرف....ثلاثه منهم ملاصقين لبعضهم أما الاخيره فبعيده عنهم وأقرب إلي المطبخ....ومجرد ان دخلت الغرفة الأولي عرفت أنها غرفته فجميع أثاثها يحمل اللون الاسود إضافة إلي الستائر فهكذه هي غرفته أيضاً في القصر....وعندما دخلت الغرفه التاليه وجدت بها مكتبه كبيره إضافة إلي ذلك المكتب الذي يأخذ جزء كبير من الحجره....حاولت فتح تلك الغرفه الثالثه ولكن بابها مقفل....فتراجعت عن فتحها وذهبت بإتجاه الغرفه الاخيره....فبالتأكيد هذه غرفتها وحمداً لله انها بعيده ولن تكون بجانبه....وبعد جوله سريعه في هذا البيت المخيف....نعم مخيف....فالبيت حقاً واسع إضافة إلي أن اللون الأسود له النصيب الاكبر منه....بدأت بالتنظيف والترتيب ووضع الأغراض بأمكانها .
وبعد مرور أكثر من ثلاثة ساعات إنتهت أخيراً ولكن إشددت آلام ركبتها إضافة إلي الدوار الذي أصبح لا يُطاق....فهي لم تأكل شئ منذ الصباح....لذلك تجدها تذهب مباشرة بإتجاه غرفتها وترتمي علي فراشها ومن ثم تذهب في ثبات عميق....وبعد مرور ساعه أخري يأتي ذلك القاسي ثم يذهب بإتجاه غرفتها ويفتح بابها ويسير نحوها ويقوم بجذبها من شعرها لتفيق تلك المسكين مذعوره وتقول بخوف : في أيه ؟!
حمزة : قومي يلا اعمليلي الاكل....واياكي بعد كده تنامي قبل ما آجي .
لم ترد الأخري وإنما أفلتت شعرها من قبضته وسارت إلي الخارج وصولاً إلي المطبخ....وبالطبع لحقها وتحدث قائلاً : عشر دقايق ويكون الاكل جاهز....ولما يخلص هاتيهولي ف أوضتي....ثم ذهب لغرفته....لم تسمع حسناء جيداً ما قاله ذاك إضافة إلي تشوش الرؤيه لديها وشعورها بذلك الدوار مجدداً....حاولت جاهده ان تتغلب علي حالة الاعياء تلك ولكن لم تستطع....وكما هو المعتاد فقدت وعيها....مر الوقت الذي حدده حمزة وهي لم تأتي بعد....انتظر كثيراً وعندما نفذ صبره....خرج من غرفته وهو يقول بعصبيه : انتي ي زفته كل دا بتعملي إيه....وعندما دخل المطبخ تفاجأ بها مُلقاه علي الارض فهرع إليها وحاول إفاقتها ولكن لا فائده....فقام بحملها ونزل بها سريعاً ومن ثم ركب سيارته وإنطلق بأقصي سرعه....وبعد فتره ليست بالكبيره وصل بها إلي أقرب مستشفي....وقام بحملها ثانية وإدخالها غرفة الطوارئ كان يريد أن يرافقها ولكن الطبيب لم يسمح له بذلك وأخرجه من الغرفة .
أما هو بالخارج فكان قلقاً عليها كثيراً لدرجة جعلته يشعر بأن قلبه سيخرج من مرقده....وبعد مرور بضع دقائق خرج الطبيب وقال : عندها أنيميا حاده ولازم تفضل هنا كام يوم عشان نبقي متابعينها .
حمزة بقلق : طب هي كويسه دلوقتي .
الطبيب : إحنا ركبنلها محاليل لإن ضغطها واطي جداً ولما يخلصوا هنركبلها أكياس دم....هي هتحتاج تقريباً كيسين بس للأسف مش متوفر دلوقتي غير واحد .
حمزة : هي فصيلتها نوعها اي .
الطبيب : أو سالب....لو تعرف حد نفس الفصيله خليه يجي يتبرعلها .
حمزة : طب عايزينه إمتي .
الطبيب : لازم انهارده .
حاول حمزة جاهداً أن يتذكر ما اذا كان أحد من العائله فصيلته مشابهه لها....ولكن لا فائده فمن فرط توتره لم يستطع....لذلك نجده يهاتف حازم ليسأله عن نوع فصيلته ومن حسن حظه عرف أنها مطابقه....لذلك طلب منه الحضور علي عجاله من أمره....ولم يمر سوي مايقرب من نصف الساعه وحضر ذاك المتبرع....كان حازم يمشي بخطوات سريعه اقرب الي الركض....وبمجرد ان رأي حمزة قال بصوت متقطع : أي ي بني خضتني عليك وجبتني علي عمايا....انت كويس اهو امال في اي .
حمزة بحزن : حسناء جوه ومحتاجه نقل دم .
حازم بعصبيه : ليه؟!....انت عملت فيها اي ي حمزة....كنت عارف انك مش ناوي علي خير بس ماتوقعتش انك تسوق الغباء من دلوقتي .
حمزة بحده : بقولك ايه ماتكبرش الموضوع....انا ماعملتش فيها حاجه....انا كنت ف اوضتي وطلعت اشوفها لقيتها واقعه ع الارض .
حازم بعصبيه : يا سلام ؟!....يعني دا الحصل امال عايزه نقل دم ليه....ماتخلص كده وقول ايه اللي حصل .
حمزة بعصبيه : ما انا قولتيلك انت مابتفهمش....الدكتور لما كشف عليها قال ان عندها انيميا حاده ولازم تفضل هنا....ويلا اتفضل عشان لو هتتزفت تتبرع .
ومن ثم سار الاثنان إلي إحدي الغرف التي أشار لهما الطبيب عليها....وبعد فتره ليست بالكبيره نجدهم يخرجوا ثانية ويتجهون إلي غرفة حسناء....وبمجرد أن دخلا تفاجأ حمزة بأنها بدون حجاب فيقوم بإخراج حازم سريعاً دون أن يلاحظ ويقول مبرراً : تعالي نقعد بره احسن .
حازم : لا بره ولا جوه....انا ماشي وسايبهالك....ومن ثم تركه ورحل....ليقوم الاخر بالدخول ثانية والجلوس بجانبها....كان يتأملها كما لو كان يراها لأول مره....كم هي بريئه حقاً....لا أعرف لما فعلت بنفسها هكذا....أهي حقاً سيئه أم أنا فقط من أقنعت نفسي بذلك....وإن كنت هكذا....اذاً لما تم القبض عليها في قضيه مثل هذه....أهي من تتصنع دور البرائه أم هذه هي شخصيتها....أدموعها تلك ذائفه؟!....أم أنني أبالغ في إتهامها....ليس لدي أجابه علي كل تلك الاسئله....ولكن أتمني أن تكون ظنوني عنك خاطئه .
وبعد فتره ليست بالقصيره نجد إحدي الممرضات تتدخل لتقوم بالإطمئنان عليها وعندما همت بالخروج طلب منها أن تحضر لها حجاباً....وبالطبع وافقت وأحضرته علي الفور....ومن ثم ألبسه لها بنفسه....يبدو أنه غيور....وكيف لا يغار وهي زوجته....هل هذا فقط لأنها زوجته أم لأنه يُحبها....يُحبها؟!....آمل ألا يكون قلقه عليها ذاك خدعك بأنه يحبها....فالقلق في هذا الموقف أمر طبيعي....لذلك لا تتعشمي كثيراً ي عزيزتي .
ظل جالساً بجانبها هكذا إلي أن غلبه النعاس....وبعد عدة ساعات يستيقظ علي صوت منبه هاتفه....فيقوم بغلقه وأخذ مفاتيحه ومحفظته ويذهب سريعاً خيفة أن يتأخر علي العمل....وبعد مرور أكثر من ساعتان تستقيظ حسناء أخيراً لتجد نفسها في غرفه كبيره لا أحد بها سواها ومن ثم نظرت ليدها فوجدت إبرتان لا تزالا معلقتان بيدها....حاولت كثيراً ان تتذكر ما حدث ليلة الامس ولكن خذلتها ذاكرتها اللعينه....قررت أن تنتظر إذ ربما يأتي أحد من طاقم التمريض....ظلت تنتظر وقد طال انتظارها إلي أن أتت إحدي الممرضات وعرفت منها وضع حالتها جيداً وأنها تستبقي هنا إلي يوم غد....وبعدما قامت بالإطمئنان عليها جلبت لها وجبة فطور صحية وأعطتها بعض الادويه الازم أخذها بعد تلك الوجبه....وتنتهي حسناء من كل ذاك لتجلس في انتظار مجئ ذلك الذي يُدعي زوجها فقد اخبرتها تلك الممرضه أن زوجها قام بتسديد الحساب للمشفي ورحل في الصباح الباكر .
وعندما حل المساء ولم يأتي بعد....أحست بالخوف الشديد....وبدأت بالبكاء كالطفله التي ضلت الطريق ولا تعرف أين والدها....فهي حقاً لا تزال طفله بإنعدام خبرتها وقلة تجاربها....أين ذهب ذاك وتركني هنا وحيده....لقد حل المساء ولم يأتي إلي الآن....هل سيتركني هنا أم أنه قد نسي أمري من الأساس....ألا يعرف ذلك الاحق اني شديدة الخوف من الأطباء وخاصة من إبرهم تلك....ألا يعرف انني أمقت راحة المستشفيات....فكم أكره راحة التعقيم التي استنشها متي وجدت في إحدآها....لا أريد المكوث هنا اكثر من ذلك....أريد ان ارحل....ولكن إلي أين؟!....فأنا حتي لا أعرف أين انا....وإن عرفت....فهذا لن يفيد أيضاً....لأنني لست بمهاره في دراسة الطرق ومعرفة الأماكن....ليس أمامي خيار سوي إنتظاره....ولكن يا تُري أين هو الآن....آمل أن يأتي سريعاً ويأخذني من هنا....ظلت هكذا تبكي إلي أن نامت حزينه مقهوره .
