رواية ليلة الدخلة الحلقة العاشرة والحادية عشر بقلم الكاتبة المجهولة


 الحلقة العاشرة:والحادية عشر 

ليلة الدخلة 👰


 

----------------------

العاشرة

أتى من الخارج فى ساعة متأخرة نسبياً فوجدها نائمة ، تمنى 


لو يطبع على وجنتها او جبينها قبلة حانية ..

ولكنه تراجع متمتماً فى خفوتً : وصفولى الصبر .

ليس لديه رغبة فى النوم ، تناول كتاباً من كتبه وجلس يقرأه فى الصالة ، حتى نام فيها .

استيقظت فى الصباح فوجدته نائماً ، أيقظته فى رقة : احمد ، احمد اصحى .

فتح عينيه فى صعوبة ، فوجدها امامه وفى عينيها قلق .

_ انت ايه اللى نيمك هنا ؟

نظر حوله ثم اعتدل محركاً رقبته : ها ؟

_ مش انا لوحدى اللى بنام فى الصالة يعنى .

ابتسم قائلاً : صباح الخير .

_ صباح الورد .

ثم اتجهت ناحية المطبخ قائلة : خد دش على ما احضرلك الفطار .

قمع رغبة لديه فى استكمال النوم ولكن تذكر العمل ،

قال وهو يتناول إفطاره : على فكرة انا النهاردة حلمت بيكى .

_ عادى .

_ عادى ؟! عادى ازاى يعنى ؟

_ مانا حلمت بيك قبل كدة برضو .

اتسعت عيناه دهشة وقال والابتسامة تؤلم وجنتيه : حلمتى بايه ، انطقى بسرعة .

نظرت له ولم ترد ، جمعت الاطباق وادخلتها للمطبخ .

ولكنه قال فى إلحاح : لازم تقولى حلمتى بايه ؟

امسكت حقيبته و وضعتها فى يده قائلة : حلمت بأنك مسكت شنطتك ونزلت جرى على شغلك عشان متتأخرش.

ضحك ضحكة عالية ثم قال : ماشى ، بس لما ارجع لازم تحكيلى .

_ لما ترجع يحلها حلال .

خرج من الشقة وأغلقت الباب خلفه مودعة إياه ، ثم دخلت وأمسكت بالكتاب الذى كان يقرأه فإذا به رواية .

قلبت فيه ، فإذا بأول جملة مكتوبة فى الرواية " جبال الكحل تفنيها المراود "


 


لم تفهم الجملة فى البداية ، ولكن بعد تفكر فيها وتمعن . أحست انها مكتوبة لها .


 


اتصلت امها بها .. لتطمأن عليها وطلبت منها أن تعتنى بأحمد .. وأخبرتها بأنه ابن حلال وطيب .

ظلت بعد مكالمة والدتها تردد اسمه ثم تسأل الجدران : لماذا معظم ابطال القصص العاطفية اسمهم " احمد " مع اختلاف اسماء البطلات ؟

دخل فجأة فوجدها واقفة فى منتصف الشقة ، فتعجب مما تفعل .

_ واقفة عندك كدة ليه ؟

_ عادى .

دخل وألقى الحقيبة فى إهمال كعادته .

_ احضرلك الغدا .

استلقى على الأريكة فى إرهاق ، ثم قال : ياريت .

ابتسمت وقالت فى دلال طبيعى :_ طب مش هتيجى تساعدنى ؟

ابتسم وقال : _ انتى هتتعودى ولا ايه ؟

ضحكت ثم قالت :_ انا بهزر معاك على فكرة انا مكنتش هخليك تساعدنى أصلاً .

_ههههههه بتختبرينى يعنى .

_ لأ بهزر ، مش بختبرك لأنى عارفاك لو طلبت منك مساعدة مش هاتأخر .

ثم دخلت للمطبخ .

فقال فى بساطة وهو يتناول الريموت كنترول : والله انتى عسولة .

..

قال وهو يتناول الغداء : هو انتى حلمتى بيا ازاى ؟

_ كـُل وانت ساكت ، مبحبش حد يتكلم على الأكل .

ابتسم قائلاً : امرك ياجلالة الملكه .

ابتسمت ولم تعلق .

انتهيا من الطعام وقال فى إلحاح أيضاً وهو يشرب الشاى : هو انتى حلمتى بيا ازاى ؟

_ يوووه ، هو انت الموضوع ده شاغلك ليه كدة ؟

_ عادى ، بس ده اكيد له دلالة واقعية متهيألى .

_ بص ، والله انا مافاكرة .. بس كان فى غابة وانت كنت لابس ابيض وشعرك متسرح على جنب وعينيك بتلمع وكان فى اشجار لونها غريب جداً

والناس صغيرة وجوة حاجات معرفهاش كدا شفافة .يعنى كان فى لخبطة .

كادت أن تخبره عن أنه كان راكباً حصان ، ولكن شئ ما داخلها اسكتها .

_ وانتى كان دورك ايه ؟

_ مفيش كنت واقفة عادى .

نظر لها نظرة طويلة ثم قال : ممممممممممممم ، طيب .

_ بتبصلى كدة ليه ؟ بقولك مش فاكرة بجد .

_ طيب خلاص مصدقك .

ثم وضعت كوب الشاى الفارغ على المنضدة ثم قالت : وانت حلمت بيا ازاى ؟

قال فى خبث :_ مانا مش فاكر برضو.

قامت لتدخل للمطبخ وفى يدها الأكواب الفارغة على الصينية قائلة : طيب ، لما تفتكر ابقى قولى .

ثم دخلت فقال مبتسماً دون ان تسمعه : اتعلمتى الخبث انتى اليومين دول .


فى المساء ، أتى من صلاة العشاء وجلس أمام التلفزيون فى حين أعدت له الشاى وجلست بجواره بينما كان يشاهد التلفزيون .

صبت له الشاى وناولته اياه ثم قالت : هو مفيش حاجة غير الفيلم دة ؟

_ انتى مبتحبيش الأفلام .

_ لأ بحبها ، بس القديمة أكتر ، إنما الجديد حاجات قليلة .

_ قديمة زى ايه يعنى ؟

_ البوسطجى ، الشموع السوداء ، نهر الحب ، سيدة القصر ، الوسادة الخالية .

_ ذوقك عالى ،استنى ادورلك على واحد فيهم .. على فكرة بحب الأفلام دى انا برضو .

_ فى فيلم برضو اسمه " مع الذكريات " عارفه ؟


_ آه ده بتاع احمد مظهر ونادية لطفى ، لما صلاح منصور يكون طالع أحدب .

_ ايوة هو دة ..

_ ده جميل برضو .

_ يعنى دى من الأفلام اللى بحبها .

ثم القى الريموت وقال لها : طب ماتيجى نسيبك من التلفزيون وننزل نتعشى برة فى اى حتة .

_ مليش نفس والله بجد .

_ طب تعالى نقعد فى أى حتة نشرب أى حاجة نقعد شوية كدة .

_ مبحبش اقعد فى كافيهات والكلام دة معلش .

ثم تهلل وجهه قائلاً : طب ايه رأيك آخدك ونشم شوية هوا على الكورنيش ؟

_ كورنيش ..؟! اوك . مفيش مانع .

ثوانى البس واجيلك .

ارتدت ملابسها ، وخرجت له .. وعندما رآها ترتدى شيئاً محتشما .ً

ابتسم قائلاً : الحمد لله .

ابتسمت بدورها وسألت : على ايه ؟

_ على نعمه .

ثم اضاف فى حب : ومنها انتى .

فاتجهت ناحية الباب فى خجل . وفتحته وخرجت قائلة : طب يلا بينا .

أردف قائلاً وهو يغلق باب الشقة : واهمها انتى ..


الحلقة الحادية عشرة:من ليلة الدخلة 👰

--------------------------


 


ما إن جلسا على المقعد الرخامى المواجه للكورنيش حتى شردت هي تاركة نفسها للنسيم الصافى الآتى من بعيد ..


بينما جلس هو أمامها يتأملها ، ظلا هكذا برهة .. حتى قال : اجيبلك حاجة ساقعة ؟


_ لأ انا عايزة آيس كريم .


ضَحـِك ، ثم قال : ده انتى داخلة على طمع .


ابتسمت فقال هو : ثانية واحدة .


بعد لحظات أتاها بالآيس كريم . وناولها واحدة قائلاً : اتفضلى ياستى .


ثم قال : اشمعنى الآيس كريم يعنى اللى انتى طلبتيه ؟


_ مناسب لجو المكان .


_ مش بقولك ذوقك عالى .


_ تصدق الجو هنا هايل ، انا اول مرة آجى هنا .


ضحك ضحكة قصيرة ثم قال:_ رغم ان بيتكم قريب من هنا جداً ، انا متهيألى لو مامتك بصت من البلكونة هتشوفنا .


_ مانا مكنتش بخرج من البيت أصلاً إلا للضرورة ، مكنتش بتفسح وكدة .


_ ليه ؟


ابتسمت وأطرقت .


فقال هو : انا كنت باجى الكورنيش لوحدى لما ابقى مخنوق .


_ لوحدك ؟


_ آه ، وساعات مع اصحابى بس قليل لما كنت باجى مع اصحابى .


_ ليه ، هو انت عمرك ماحبيت قبل كدة ؟


_ ههههه ولا بعد كدة .


_ليه كدة ؟


_ مكانش فى فرصة ..


_ ولا مكانش فى حد .؟


ضحك بخبث ثم قال : بصراحة الاتنين .. بس اصل انا كنت فى الثانوى كنت بجاهد عشان ادخل هندسة ومكنتش فاضى حتى افكر .. ولما دخلت هندسة فعلاً فقلت لازم اخلص الكلية الأول وبعدين افكر فى الموضوع ده .


وبعد ماخلصت كان اهم حاجة عندى إنى ألاقى فرصة شغل كويسة ، ولما لقيت الفرصة لقيت نفسى اخدنى الشغل ولقيت نفسى كبرت على الحب والكلام ده ، فقلت اتجوز على طول .


وكملت ورحت متقدملى .


_ لأ مش بالسرعة دى .. بصراحة كان فى كذا اقتراح من والدتى وقرايبى للمساعدة ، بس انا بصراحة كنت حاطط عينى عليكى من أيام الكلية ، بس طبعاً مكانش فى فرصة اكلمك اصلاً .. ولما قلت عليكى معظم الناس استريحولك ، فانا قلت خلاص " الخيرة فى مااختاره الله "


_ طب ولو كنت انا رفضت ؟


_ كان عندى احساس انك مش هترفضى .. وكمان كنت بدعى لربنا إنك توافقى وكنت كل ماتجينى فكرة إنك ممكن ترفضى اتضايق ..


ابتسمت ابتسامة عريضة ثم قالت : ياه ، للدرجة دى ؟


_ بصراحة انا عايز اعترفلك اعتراف ، انا بصراحة كنت بقف فى البلكونة بالساعات عشان تبصى عليا وانتى مبتبصيش ، كنت بحاول الفت نظرك بس انتى مكنتيش بتبقى واخدة بالك .


وكنت بصراحة باتكسف اكلمك ، خاصة إنك دايماً سرحانة ومش مركزة مع العالم فمكنتش برضى أخرجك من الحالة اللى انتى فيها .


_ ابتسمت وابتسماتها تنير وجهها : انت كنت بتقف فى البلكونة عشانى أنا ؟


_ يعنى بصراحة انتى قدرتى تجمعى مواصفات فتاة أحلامى ، عشان كدة لو كنتى رفضتى كنت هاستنى فتاة أحلام تانية ومكانتش هتيجى لأن مفيش زيك .


_ انت بتتكلم بجد ؟ انا مش قادرة اصدق ، انا فتاة احلامك .؟


_ على فكرة فى بنات كتير مش بيحسوا ان فى حد فعلاً مهتم بيهم او معجب بيهم .. حتى لو لاحظوها بيكدبوا نفسهم وبيقولوا دى مجرد أوهام .


_ ايوة فعلاً دى حقيقة . بس بصراحة انا عمرى ماتوقعت إن فى حد ممكن يهتم بيا .


_ و اهو حصل ، والحمد لله إن الحد دا جوزك . ولا انتى ليكى رأى تانى ؟


_ الحمد لله طبعاً على أى حال .


_ مش كدة ؟


_ بقولك ايه ؟ انا عايزة آيس كريم تانى ..!


_ هههههه من عينيا .


وبعد ان احضر الآيس كريم جلسوا هادئين .. خاصة هو ..


بينما كانت تنظر له فتجده ناظراً للأفق لاحراك .


فتتركه وتنظر هى بدورها إلى اللاشئ . كانت تواجه رغبة مُـلـِّحة فى إسناد رأسها على صدره ..


شعرت بنسمة هواء خفيفة تخترق ملابسها وتنفذ إلى بشرتها ..


شعرت بالبرد قليلاً ..


وفوجئت به يسألها : بردانة ؟


_شوية .


احاطها وضمها إلى صدره .. اجتاحتها فرحة حقيقية وظلت ساكنة بين أحضانه .


حتى قال لها : اجيبلك آيس كريم تانى ؟


اخرجت نفسها من بين ذراعيه فى بطء قائلة :


_ لا ده كده كويس ، عشان الساعة 30 : 11


_ طب وايه المشكلة ، خلينا قاعدين شوية كمان .


_ انت عندك شغل الصبح والوقت اتأخر ، كويس كدة .. يلا بينا.


_ زى ماتحبى .. يلا .


ثم قال لها بعد ان قاما : استنى اوقف تاكسى .


_ ايه رأيك لو نتمشى .؟


_ اوك ياريت .. بس عشان انتى متتعبيش .!


_ نتمشى احسن متهيألى .


_ اوك اتفضلى .


سارت بجواره وهو صامت لا يتحدث بينما نظرت له كثيراً وشعرت بذلك الشعور الخفى الذى يمد الإنسان بالأمان والراحة فى حضرة شخص ما .. امتد يده لتحتضن يدها .. فاستجابت فى شوق


رنت إليه مبتسمة ، وقد فاجأها شعور داخلها بأنه أمير من الأساطير .


اختفى هذا الشعور فجأة وكأنه ومض ثم انطفأ .


يبدو أن القدر يدفعها دفعاً إليه كما قالت سلمى .. وياله من قـَدَر

                الحلقة الثانية عشر من هنا 

لقراءة باقي الحلقات من هنا



تعليقات



<>