الحلقة الأولى والثاني
بقلم سلمي محمد
ضاق صدره عندما تذكر ماضيه المؤلم فاخذ عدة أنفاس متتاليه... لعلى وعسى يتخلص من ألمه... لكن شعوره بالاختناق آخذ في التزايد.... قام بفك رابطة العنق بأصابع ترتجف... فك اول زرار وثاني زرار من قميصه بعنف... أخذ يزفر بعنف ونظر للشخص الجالس بجواره بضيق
يوسف: خليك هادى ياصحبى
قاسم : أنت السبب أنا مش عارف سمعت كلامك أزاى وطوعتك أنزل مصر
يوسف : كان لازم تنزل مكنش ينفع تفضل برا وانت عارف أن ابوك بين الحياه والموت ولو مات كنت هتحس بذنب كبير ومكنتش هتقدر تسامح نفسك
قاسم بغضب : ومين قالك أنى كنت هحس بالذنب
يوسف قام بالتربيت على كتف صحبه بخفه: عشان عارفك كويس ياصحبى
قاسم : لايبقى متعرفنيش لحد دلوقتى ومش هزعل لو جراله حاجة من غير ماشوفه ..أومال لو مكنتش عارف كل اللى حصلى من تحت راسه وأنه حاول يموتنى ورميته ليا فى الشارع ..مفكرش لحظة أنا عايش أزاى ولا باكل وبشرب ازاى ولا حصلى ايه عايش ولا ميت
يوسف : خلاص ياقاسم دلوقتى أحنا فى النهاردة وحاول تنسى الماضى عشان تقدر تعيش
قاسم بغضب: أنسى أيه ولا أيه أنسى الماضى ولا الحاضر اللى بيحاربنى فيه وشركتنا اللى حاول أكتر من مرة يدمرها ( شركة O and I للتجارة الالكترونية .. البيع والشراء عن طريق النت)
يوسف : الشركة مجرلهاش حاجة وكل يوم بتكبر ودلوقتى عايز يتصالح معاك وعايز يبتدى صفحة جديدة معاك
قاسم بسخرية: هههه يتصالح معايا انت مصدق الكلام أنه عايزيتصالح أكيد هو عايز حاجة هو مش بيفكر غير فى نفسه وأزاى يكبر فى السوق ويسكت شوية ويبص ل يوسف وبمرارة يقول
أنا من صغرى ماشوفتش يوم حلو..علطول كان بيعاملنى وبيعامل أمى بقسوة والحزن كان رفيق ليها لحد ما ماتت وأستريحت منه ومن قسوته ..صلح أيه اللى عايزه بعد أكتر من 10سينين غربة وحربه المستمرة معايا من يوم ماطردنى ورغبته فى تدميرى .. بعد السنين ده كلها لسه فاكر أنى أبقى أبنه من لحمه ودمه ودلوقتى عايزنى أرجع وأعيش معاه وأنسى اللى فات وصوته يعلى بغضب .. ده من رابع المستحيلات مش هسامحه أبدا
يوسف : حاول تنسى وخليك فى النهاردة ..هو رافع ليك الرايه البيضا وبيقولك أنسى وتعالى نبتدى مع بعض صفحة جديدة
قاسم : هو لو رفع كل الرايات البيضا مش هسامحه هو عمره ماكان حنين عليا مكنش زى كل الابهات بيخافو على ولادهم .. وبص لصحبه بغضب ..هحكليك موقف حصل لما كنت فى الاعدادى
وأنا قاعد بتغدا مع بابا وماما الله يرحمها
فريد بصوت قاسى : فين الشهادة
قاسم بتوتر قام بإخراج الشهادة من جيب بنطلونه : أتفضل يابابا
فريد بعد رؤيته نتيجة الشهادة ملامح وجهه تغيرت وبنبرة غاضبة : ناقص درجة ونص فى الرياضة ليه؟ أكيد
مكنتش مركز وقام من مكانه وضرب بأيديه الاتنين على السفرة وكل اللى فوق السفرة أتهز من عنف ضربته
أميرة ( أم قاسم) : أهدى ياحاج
فريد بصياح : متقوليش أهدى كل ده بسبب دلعك ..أبنى أنا الحاج فريد ميجبش الدرجة النهائية فى الرياضة ليه ؟
أميرة : بس ياحاج هو جايب الدرجات النهائية فى كل المواد
فريد بنبرة غاضبة: أنتى تسكتى خالص أنتى السبب
قاسم حاول التحكم بأعصابه واخذ يجز على اسنانه : قبل أمتحان الرياضة جالى دور أنفلونزا جامد وسخنت ورحت الامتحان وكنت لسه تعبان
فريد بزعيق : ده مش مبرر ..المرض حجة الناس الضعيفة
قاسم بغضب: المرض مش ضعف
فريد : أنت بترد عليا واقترب من قاسم بغضب ورفع أيده وقام بضربه بالقلم
أميرة انتفضت من مكانها واقتربت من أبنها وأخذته فى حضنها ونظرت لفريد بغضب : أنت أيه اللى عملته ده أزاى تمد أيدك على راجل ..راجل مش عيل .. كان زمان الكلام ده أنما دلوقتى مش هسمحلك فاهم يافريد
فريد بغضب : أنتى أتجننتى يا أميرة بتهددينى أنا
أميرة قبل أن تتكلم نظرت لقاسم ورأت الدموع في عينيه وبنبرة حنونه : أطلع على أوضتك
قاسم هز راسه برفض .. عشان خاطرى ياقاسم أطلع على أوضتك
قاسم : حااضر... وخرج من الغرفة... لكنه ظل واقف خلف الباب خائف على أمه
أميرة بغضب : بقولك تانى متمدش أيدك على قاسم
فريد : أنتى بتهددينى يأميرة
أميرة بثقة : أيوه بهددك يافريد
فريد بسخرية : هتعملى أيه
أميرة : هاخد قاسم وهسيبك
فريد بسخرية : تسيبنى أنا وتروحى فين بقى ده أنتى ملكيش أهل
أميرة : أروح مترح ماروح بقى واخذت نفس عميق بص يافريد الخناق مش هيوصلنا لحاجة ..قاسم كبر ومبقاش صغير مينفعش تمد أيدك عليه .. أنت كده هتخسره وأنت ملكش غيره .. حاول تتحكم فى غضبك
فريد شعر أن أميرة عندها حق فى كلامها... لكنه رفض الاعتراف بغلطه
فريد بضيق : أنا ماشى... ده انت وابنك بقيتو حاجة تخنق
قاسم عندما سمع كلامه أختبئ... وعندما تأكد من رحيل والده... دلف إلى الغرفة بخطى سريعة وارتمى في حضن أمه
أميرة وهى بطبطب عليه : متزعلش منه أبدا هو بيخاف عليك وعايز مصلحتك بس مبيعرفش يعبر عن مشاعره
قاسم برفض : مش بيخاف مش بيخااااف
يوسف زعل ل صاحبه : كل ده بقى من الماضى
قاسم : أيوه ماضى بس لسه معلم جوه قلبى .. ماضى عمرى ماهنساه
وأقفل على الحوار ده وبص يايوسف من الاخر مش هسامحه طول عمرى وكويس أنى سمعت كلامك وجيت مصر عشان أشوفه وهو يتكلم كان يخلل أصابعه بعنف فى شعره
يوسف : خلاص أهدى دول كلهم يومين هنقعدهم هنا وتبقى رضيت ضميرك وهتسافر وأنت مستريح حاول تسامحه
قاسم : تانى أسامحه يايوسف مش هيحصل طول ماأنا عايش
يوسف : ياصحبى خلى قلبك كبير وهو مهما كان أبوك وعمرك ماهتقدر تقطع صلة الدم اللى بينكم حاول تشوفوه وأرضى ضميرك حتى لو كان غصب عنك وهما يومين اللى هنقعدهم هنا
قاسم : كويس أنهم يومين بس
يوسف : أيوه ومتنساش أنك نفسك تزور الحج يحيى اللى فلقتنى بيه وأنك نفسك تزوره لما ترجع مصر أهى أمنيتك أتحققت وهتشوفه
قاسم : الحج يحيى فى مقام أبويا اللى مخلفنيش واقف جنبى فى الوقت اللى أبويا أتخلى عنى فيه
يوسف : صدق من كتر ماكنت بتحكيلى عنه نفسى أشوفه أنا كمان يعنى الزيارة دى جات ليك بفايدة
قاسم يهز راسه : الفايدة الوحيدة من ورا السفرية دى انى هشوف الحج يحيى انا قصرت فى حقه اوى السنين اللى فاتت
يوسف : زيارتك مصر جات بمنفعة
قاسم اخد نفس جامد : عندك حق
يشرد مع أفكاره ويرجع للماضى
قاسم وهو ماسك أيدها وجالسين على الشط ووجه كل منهم باتجاه البحر
سهى : أنا مش عارفة ليه لحد النهاردة مجتش تطلبنى من أهلى... انت مش عايز تيجي تخطبني عشان باباك ممكن يرفض أن ابنه الوحيد هيتجوز بنت مش غنية
قاسم: متقوليش كده بابا مش هيرفض... بابا كبر نفسه بنفسه كان انسان بسيط شغال في ورشة... اشتغل واجتهد لحد ما وصل وبقا ليه اسمه في السوق... بابا معندوش حاجة اسمها غني وفقير.... ومش هيعترض على البنت اللي اختارتها تكون مراتي... وقولتلك اكتر من مرة مينفعش اتكلم مع بابا الا لما أتخرج ألاول وأشتغل...
سهى :بجد باباك هيوافق ومش هيقول لا...
قاسم : بجد
سهى : وايه تشتغل دي كمان أنت بتضحك عليا.. ده والدك صاحب أكبر مصنع لتصنيع الموبليا فى البلد ومبسوط أوى
قاسم بضيق : هو انتى هتتجوزينى أنا ولا بابا أنا مش هتجوزك بفلوس بابا أنا لازم أتعب وأِشتغل وبفلوسى هتجوزك
سهى : هو أنا لسه هستنى ماهو والدك موجود أطلب منه وهو هيساعدك
قاسم : يبقى متعرفيش الحاج كويس مفيش جنيه بيطلعه من جيبه ويديه ليا الا لما أكون أشتغلت بيه أنا بشتغل فى المصنع عنده زى اى عامل عنده وباخد مرتب شهرى زيهم مظبط
سهى : بصراحة باباك ده صعب أوى أنا مشفتش كده
قاسم : ههههه هو أه صعب فى موضوع الفلوس أوى
سهى : للدرجة دى
قاسم : للدرجة دى ونص وتلات أربع أصبرى ياسهى كلها كام شهر أخلص كليتى هكون أشتغلت معاه فى المصنع بصفة دايمة وبعدين هكلمه انى عايز أخطب
سهى : هو أنا لسه هستنى ياقاسم أنا بخرج من ورا أهلى عشان أِشوفك أنا أحساسى بالذنب هيموتنى وتبص له بحزن أنا بخون ثقة اهلى
قاسم : وأنا مرضهاش ليكى خلاص ياسهى دى أخر مرة هنتقابل فيها قبل ما أخطبك رسمى من أهلك
سهى : بس أنا مقدرش أعيش من غير ما أشوفك وأسمع صوتك
قاسم : وأنا كمان وعشان بحبك لازم أصونك وأحافظ عليكى عشان كده بقولك مش هنتقابل تانى
سهى بحزن : طب كلم والدك أنك عايز تخطب يمكن يوافق
قاسم : أنا عارفه كويس ده عشرة عمر أبويا مش هيوافق بعد ماأخلص كليتى
سهى : وأنا هفضل بعيدة عنك ده أنا ممكن أموت فيها
قاسم : بعد الشر عليكى كلها كام شهر وأخطبك ونرجع نشوف بعض
سهى سكتت شوية : أنا عندى فكرة حلوة ممكن أِشوفك فيها من غير ماأكذب على أهلى وأشوفك وتشوفنى من غير مانتقابل من وراهم
قاسم : أزاى بقا ياذكية هنتقابل وهما هيكونو عارفين وهيسكتو كمان
يستيقظ من شروده على صوت يوسف
يوسف : أنت يابنى رحت فين
قاسم : هااا أنت بتقول أيه
يوسف : بقولك رحت فين وسرحت فى ايه أنا عمال أكلمك وأنتى مش معايا خالص
قاسم: ولا حاجة يايوسف كنت بتقول أيه
يوسف : هتروح تشوف باباك أمتى
قاسم : هشوفه بعدين
يوسف : أزاى بعدين أحنا هنا فى مصر عشان نشوفه
قاسم : بعد ما أزور الحج يحيى هروح أشوفه
يوسف : طيب ماتخلى زيارة باباك الاول وبعدين زيارة الحج يحيى
قاسم : متخنقنيش معاك كفايه أوى انى هشوفه يبقى تسكت ومتتكلمش بدل ما ارجع فى كلامى
يوسف : انت هتتلكك على كلامى خلاص هسكت
قاسم : يبقى أحسن بردو
وفى نفس الكافيه وهما قاعدين على الترابيزة الخاصة بيهم
نيفين : هابى بيرث داى شاهى
منه : هابى بيرث داى شاهى
أحمد : هابى بيرث داى شاهى
شاهى : هابى بيرث داى
أحمد : هو فين البت روكا هى مش بردو قالتلك هتيجى
شاهى بضيق : وبتسأل ليه ياحمادة
أحمد : أبدا أصل نيفو قالت انك عزمها وهى مجتش لحد دلوقتى أنتو أتخانقتو تانى ولا أيه
شاهى : متخانقناش ولا حاجة ومن أمتى أحنا بنتخانق
أحمد : هههههه من أمتى بتتخانقو هههههه ده أنتم بتتخانقو مع بعض وانتم من كى جى ياجميل ده انتم عاملين زى القط والفار
شاهى : تعرف تسكت شوية
منه : سيبك من روكا دلوقتى وركزى معايا
شاهى : أركز فى ايه
منه وهى بتشاور ناحية قاسم : شوفتى القمر اللى قاعد هناك أنا أول مرة أشوفه
شاهى تلف وتبص عليه : قمررررر
أحمد : ما تلمو نفسكم شوية أنا لسه موجود معاكم
منه وشاهى فى صوت واحد : ياشيخ أتلهى
نيفين : مززززززز جديد فى الكافيه
أحمد بغضب : أنا همشى لو مسكتوش
شاهى : مع ألف ألف سلامة أخيرا لقيت حاجة هتطرى قعدتنا بدل القعدة الناشفة دى
أحمد قام من الكرسى بغضب : ماشى ياشاهى ومشى وسابهم
منه : القمر دا بتاعى أنا اللى شوفته الاول
شاهى بضيق : هو أيه اللى بتاعك دى
نيفين : خلاص ياجماعة انتو هتمسكو فى بعض عشان حتت راجل
منه : بذمتك ده حتت راجل وتروح مصفرة بشفايفها
ولسه شاهى هتتكلم نيفين أتكلمت أنا عندى أقتراح حلو
شاهى : أيه هو
نيفين : أيه رأيكم نلعب لعبة
شاهى : أنتى عبيطة يابت لعبة أيه دلوقتى
نيفين : أسمعينى الاول
شاهى : قولى أنا سمعاكى وانجزى
نيفين : اللعبة عبارة عن رقصة
منه : مش فاهمة وضحى يانيفو
نيفين : اللى هتقدر ترقص معاه هتكسب وهى تتكلم قامت بفتح حقيبتها و أخرجت منها زجاجة برفان.... هتكسب دى
شاهى ونيفين : شانيل صح
نيفين : أنا جبتها مخصوص من باريس ليكى هدية عيد ميلادك
شاهى : طيب هاتيها يلا
نيفين : لا
شاهى : ليه بس
شاهى : دلوقتى الاوضاع أتغيرت وعلبه البرفان هندخل بيها اللعبة واللى هتكسب فينا الرهان هتبقا ليها موافقين
منه : أنا موافقة
نيفين نظرت لشاهى : موافقة أحنا هنتبسط أوى
شاهى : موافقة بشرط أنا اللى هروح الاول ولو رقصت معاه هيبقا أنا الكسبانة
منه : بس أنا اللى عايزه أروح الاول
شاهى : خلاص يبقا مش موافقة على لعبتكم دى
نيفين : خلاص يامنة هى اصلا علبه البرفان كانت جايه ليها أحنا موافقين
شاهى قامت من على كرسيها : أنا هوريكم أنه مش هيقدر يقاومنى وغمزت بعينيها وذهبت باتجاهه
شاهى اقتربت منهم وقاسم كان يتكلم مع يوسف
شاهى بدلع : مساء الخير
يوسف : مساء النور
شاهى وهى تنظر بدلع باتجاه قاسم : ممكن نتعرف أنا شاهى
يوسف : وأنا يوسف
شاهى : وصحبك
قاسم بضيق : نعم يأنسه عايزه أيه
شاهى بدلع : نتعرف على بعض أنت باين عليك أول مرة تيجى الكافيه أنا بقا علطول بجى المكان هنا هيعجبك أوى
قاسم نظر لها باشمئزاز : نتعرف أزاى
شاهى : نقعد مع بعض شوية
قاسم بلهجة متكبرة: للاسف ياقمر أنتى مش من نوعى روحى شوفيلك حد تانى أترمى عليه يمكن يبسطك ويعرف يرضيكى وبص لصاحبه لو عاجباك خدها
شاهى بغضب وهى مش عارفة تتكلم : أنت أااانت أنسان قليل الذوق
قاسم : طيب غوررى دلوقتى من وشى بالذوق
شاهى مشيت وهى عماله تبرطم وتنفخ : حيوان قليل الذوق
يوسف بضحك : أيه اللى عملته ده أنت أحرجتها كنت ممكن ترفض بالذوق بس خسارة البت قمر
قاسم بضيق : أنا كده وده طبعى ولو عاجباك روحلها
يوسف : بس البت كانت جايه مخصوص ليك وكمان أنت عارف كويس بعد مامادلين ماتت خلاص عزفت عن صنف الستات
شاهى رجعت ليهم ووشها كان أحمر من الغضب
نيفين : مالك يابنتى
شاهى : حيوان جربوع
منه : هو أيه اللى حصل
شاهى : الحيوان بيقولى شوفى حد تانى أترمى عليه يمكن يعرف يرضيكى ويبسطك
نيفين وضعت كف يدها على فمها تحاول كتم ضحتها ومنة لم تتمالك نفسها وتضحك بنبرة عالية
نيفين : يانهار اللى فهمته صح
منه : بس شكله مش زى لسانه خالص
شاهى بغضب : لسان عايز القطع يلا قومى ياهانم مش كنتى بتقولى أنك شوفتيه الاول
منه بتردد : أهاا
شاهى : طيب قومى وورينى شطارتك
منة قامت من على كرسيها واقتربت منهم.... بلجلجلة جود مورنينج
قاسم بغضب : نعممم
منه : أنا منه صاحبة شاهى اللى كانت لسه هنا
قاسم : مادام صاحبة شاهى اللى كانت لسه متهزقه هنا أيه اللى جابك هنا أنتى كمان
منه بلجلجله : شاهى منهارة ومش مبطله عياط بسببك
قاسم: وبعدين
منه : ممكن أقعد معاك شوية ونتفاهم وأحاول أفهمك ان شاهى عفوية ومتقصدش تضايقك خالص
قاسم : أنتى كمان بتقولى نقعد أيه البلاوى اللى بتترمى على الواحد على المسا
لأ مش ممكن تقعدى وانجرى أمشى روحى حصلى صحبتك
منه وشها أحمر وانصرفت بدون أن تنطق
منه بغضب : بيقول عليا بلاوى عندك حق ده طلع حيوان ولسانه عايز القطع
وتنظر منه وشاهى لنيفين
شاهى : دورك يانيفو
نيفين وهى تدعي عدم الفهم : دور مين
منه : دورك تروحيله وتاخدى كلمتين فى جنابك زي ماأحنا أخدنا
نيفين : أنا هرجع فى كلامى
شاهى تقوم بإيقاف نيفين من على الكرسي: هتروحى يعنى هتروحى متنسيش انك السبب
شاهى : خلاص هروح
يوسف لم يبعد نظراته عنهم ورأى أحدهم باتجاهم
يوسف بضحك : ألحق صاحبتهم التانية جايه ناحيتك ده أنتى باين عليك جننتهم
قاسم بغيظ : دى بقت حاجة تخنق الواحد مش هيعرف يريح أعصابه فى أم الزفت المكان ده
يوسف : هههههه مش عارف هو أنت عليك عسل عشان كل النحلات القمرات بيترمو عليك واللى غايظنى أنت ولا فى دماغك
يوسف :الحق البت جايه ناحيتك
قاسم لف ليها ونظر لها بقرف وقبل أن تنطق بأي كلمه
قاسم : أرجعى ماكان ماجيتى
يوسف لم يتمالك نفسه ويضحك
قاسم : يلا بينا نقوم من هنا أنا زهقت
يوسف : طيب نخلص العصير الاول
نيفين من شدة شعورها بالإهانة.. وجهها كاد ينفجر من الغضب وعجز لسانها عن النطق.... تمشي بخطى غاضبة باتجاه صديقاتها
نيفين بغضب : ملحقتش أتكلم ياخسارة الحلاوة فيه
وفي مكان آخر
أوووف أنا أتخنقت كانت تتكلم مع نفسها بصوت عالى هو للدرجه دى الموضوع صعب ..للدرجه دى أختيارى فستان لسهرة النهاردة شىء صعب
فجأة التليفون رن
رقيه( الجميع يناديها بروكا) : أتصالك جهه فى وقته ياهنا..أنا محتاجاكى أوى أنا وقعة فى مصيبة
هنا بقلق: مصيبة ياروكا ومحتاجانى قوليلى بسرعة أيه اللى حصل؟؟
روكا: مصيبة كبيرة ومفيش غيرك هيحلها
هنا: طب قولي أيه هى المصيبة ونفكر مع بعض نحلها أزاى ؟؟
روكا: هقولك أنا معزومه النهاردة على عيد ميلاد شاهندا ومحتارة ألبس أيه؟؟
هنا: روحى منك لله خضتينى عليكى ..صدقى أنتى معندكيش دم أنا أصلا غلطانه اللى أتصلت بيكى
روكا : بليز بليييز ساعدينى أنتى بتعرفى تختارى أكتر حاجة تليق عليا
هنا : أنا هعديها المرة دى ..بصى عارفة الفستان اللى انا أشتريته معاكى من فترة وبعد ما أشترتيه مرضتيش تلبسيه
روكا : أيوه
هنا: الفستان ده هيطلع تحفة عليكى وهتبقى نجمة الحفلة
روكا بتردد: بس الفستان مش ماركة
هنا: بس كان تحفة عليكى أحسن من أى ماركة عالمية وعلى ضمانتى ومن أمتى أنا نصحتك بحاجة تلبسيها وطلعت مش حلوة
روكا : عندك حق أى حاجة بتبقا على ذوقك كل اللى بيشوفنى فيها بيقولو أيه الشياكة والجمال ده
المفروض تسيبك من الحقوق اللى انتى فيها وتدخلى فنون جميلة
هنا: ماانتى عارفة بابا رافض فكرة أنى أبقا مصممة ازياء ..هههههههه ومصمم أبقا زيه
روكا : أيوه عارفة سيادة المستشار أفكاره قديمه ودماغه ناشفة
هنا: بت انتى متتكلميش على بابا كده
روكا : متزعليش مش هكلم واقول عليه رجعى ومتخلف فى افكاره
هنا : أهو مفيش غيرك انتى اللى متخلفة أنا مش عارفة أنا مستحملاكى أزاى
روكا : عشان بتحبينى
هنا : طيب ياستى أنا هقفل السكة عشان أتخنقت من طولة لسانك
روكا : طب استنى هقولك حاجة
هنا : بعدين وقفلت السكة
روكا لنفسها ماشى ياهنا تقفلى السكة... أخرجت الفستان من الدولاب وقامت بارتدائه.... واقتربت من المرآة وقالت: صدقى ياهنا عندك حق الفستان بعد التعديلات اللى قولتى عليها بقا يجنن وخرجت من غرفتها
ليلى : رايحة فين يارقية دلوقتى
روكا بضيق : قولتلك مليون مرة بلاش رقيه دى يامامى أنا أسمى روكا
ليلى : يابنتى اسم رقيه أحلى بكتير
روكا : تانى يامامى هنتكلم أنك بتحبيه ومش بتحبيه المهم أنى بحب أسم روكا
ليلى : خلاص خلاص أنا مش هخلص معاكى مقولتيش رايحة فين
روكا: هسهر شوية مع صحابى
ليلى : سهر تانى مع أصحابك دول أحنا مش قولنا هتقطعى علاقتك بيهم
روكا : أنا هخرج يامامى مينفعش مخرجش النهاردة عيد ميلاد شاهى عشان خاطرى
ليلى : قولتى لباباكى
روكا : لآ مقولتش
ليلى : أنتى كمان مقولتيش ليه
روكا هزت راسها : أيوه أنا كنت ناوية أقوله بس تليفونه بيدى مشغول وأنا كده هتأخر على الحفلة
ليلى : مقولتيش لباباكى وعارفة أنه هيزعل وأنا بقولك لآ
روكا : بابى هيزعل شوية وبعدين هينسى أنا هعرف أصالحه باى يا مامى
واتجهت للخارج وليلي لم تتحرك من مكانها تنظر إلى ابنتها بحزن
ليلى : ربنا يهديكى يابنتى
وصلت روكا الكافيه.. رأت أحمد في الخارج يقوم بالتدخين وملامح وجهه تدل على الضيق
روكا : مالك ياحمادة واقف برا ومش موجود جوه مع الشلة
أحمد : الجو بقى يخنق جوه
روكا بضحك : أكيد شاهى ضايقتك
أحمد : مش لوحدها دول كلهم
روكا : حصل أيه
أحمد : شافو راجل حلو شويتين وكلهم اتجننو عليه
روكا : مانت عارفهم علطول بيحبو يهزرو تعالى معايا ندخل سوا ومتزعلش نفسك
أحمد : عشان خاطرك أنتى ومسك أيدها ودخلو سوا مع بعض من باب الكافيه وأول ما يوسف شافها راح مصفر
قاسم باستغراب : بتصفر ليه
يوسف وهو بيشاور على روكا اللى لسه داخله : شوفت الصاروخ اللى لسه داخل
قاسم بص عليها وبص لصاحبه تانى : هى بصراحة حلوة بس مشدتنيش
يوسف : حلوة بس دى صاروخ نفسى الاقى واحدة بس تأثر فيك
قاسم : أنا حبيت مرة واحدة ومش مستعد أحب تانى
يوسف : ياصحبى أنسى بقى وعيش حياتك
قاسم : مانا عايش حياتى واللى بتعجبنى بصاحبها ولا حب ولا جواز ولا وجع دماغ
يوسف : أنا زهقت من الكلام معاك
باين على الصاروخ تبع الشلة إياها
قاسم : أنهو شلة
يوسف : شلة البنات اللى لسه مهزقهم دلوقتى
روكا اول ماوصلت هى واحمد عندهم الترابيزه
روكا : مالكم ياجماعة أحنا هنا فى عيد ميلاد بس منظركم بيدى على عزا حصل ايه
نيفين حكت كل حاجة
احمد بضحك : معلش يابنات تعيشو وتاخدو غيرها
شاهى : أنت ايه اللى جابك تانى
أحمد : ليا نصيب أشوف كسفتكم ههههههه
روكا وهى بتحاول تدارى ضحكتها : خلاص بقى يأحمد هما مش ناقصين
شاهى بزعيق : أمشى ياأحمد
روكا : خلاص بقى ياشاهى بس فين اللى عليه الكلام
نيفين شاورت عليه : اللى قاعد على الترابيزه اللى هناك
روكا بصت ليه وبضحك : بصراحة يستاهل
شاهى بكره : مادام يستاهل ورينا شطارتك ياروكا وأرقصى معاه
روكا بصدمة : نعمممم
شاهى : اللى سمعتيه وراحت خلعة الانسيال الدهب بتاعها وراحت حطاه على الترابيزة وده كمان جايزة مع علبة البرفان
روكا سكتت ومردتش
شاهى : روكا خايفة تدخل اللعبة
روكا : ولا خايفة ولا حاجة
شاهى : طيب يلا روحى له
روكا : هروح وهكسب الرهان ومشيت روكا ناحيته وهى بتقدم رجل وتأخر رجل
وفى اوضة المكتب والاضاءة خافتة
نفذت اللى قولت عليه ياحسن
حسن : أيوه
فريد: والاوراق سجلتها فى الشهر العقارى
حسن : كله بقى تمام
فريد بقسوة : هيرجع غصب عنه
حسن قاطع كلامه : مش كفايه يافريد اللى عملته فيه قسوتك عمرها ماهترجعه ليك مش كفايه ظلمك ليه وعايزه يسامحك ومتنساش أن دماغه أنشف منك ومش هيسامحك بسهولة
فريد الابتسامة تعلو ملامح وجهه : أبنى طالع ليا مش بينسى الاذية خالص
حسن : هذا الشبل من ذاك الاسد
فريد :أنا حاولت أكلمه كتير وهو رافض يكلمنى
حسن : متزعلش منى بس أنت المسئول عن اللى حصل وانك مرضتش تصدقه وضربته وطردته من الفيلا
فريد : أنا الغضب عمانى وخلانى أعمل كده معاه .. وبندم قال ليه حق مش يسامحنى هو عمره ماشاف يوم حلو معايا انا حسيت بقيمة أبنى متأخر ومحتاج أبنى يبقى معايا يبقى سندى فى اليومين اللى باقيين ليا فى الدنيا
حسن : متقولش على نفسك كده أنت لسه قدامك الحياة طويلة
فريد : من يوم الازمة القلبية اللى مريت بيها وأنا فوقت وعرفت أن العمر ممكن ينتهى فى لحظة ونفسى أشوف أبنى ونبتدى بداية جديدة من غير ذكريات مؤلمة
حسن : عندك حق فى البداية الجديدة
فريد : نفسى أشوفه أوى وأخده فى حضنى
حسن : ان شاء الله تشوفه
فريد : يارب مقولتليش أخبار بنتك أيه ؟؟
ليرد وهو يتنهد : ولا القسوة نافعة ولا الدلع نافع .. انا دلعتها كتير ودلوقتى مش قادر أسيطر على تصرفاتها
أنا تعبت معاها .. البنت فاشلة فى كل حاجة وسهر كل يوم برا ومش عارف أعمل معاها أيه
ماتشوفلى حل لمشكلتى
فريد : لما أشوف حل لنفسى الاول
ونذهب إلى روكا
تمشي باتجاهه وهي خائفة.... قلبها اخذ يدق بعنف... حدثت نفسها بغضب منك لله ياشاهى على المصيبة اللى وقعتينى فيها عايزانى أتهزق زيك طيب اعمل ايه دلوقتى
يوسف : الصاروخ بيقرب منك
قاسم بضيق : دى بقت حاجة تخنق هما واخدنها لعبه ولا ايه مفيش عندهم دم خالص باين عليها عايزه تتهزق زى صحباتها
يوسف : بقولك أيه من اولها براحة عليها دى باين عليها كيوت أوى
قاسم ينظر له بنصف عين ويغمز: باين عليها عجبتك
يوسف :ايوه عجبتنى بس قلبى مفهوش مكان والبنت جايه مخصوص ليك
قاسم : مادام جايه ليا يبقى اعمل اللى يريحنى
يوسف : وانا بقولك خف عليها من غير تهزيق وطولة لسان
تقترب منهم بخطى بطيئة مترددة وبخفة ربتت برقة على كتفه
روكا بصوت خافت : لو سمحت
التفت ليها وبصوت بارد : نعممم
روكا أول ما لف أتسمرت فى مكانها ولسانها انعقد عن الكلام... وقلبها أخذ يدق بعنف
الفصل الثاني
بقلم سلمي محمد
اقتربت منهم بخطى بطيئة مترددة وبخفة ربتت برقة على كتفه
روكا بصوت خافت : لو سمحت
التفت ليها وبصوت بارد : نعممم
روكا أول ما لف أتسمرت فى مكانها ولسانها انعقد عن الكلام... وقلبها أخذ يدق بعنف
قاسم بضيق : هو فى أيه على المسا عايزه أيه يا
وقبل مايشتم... يوسف خبط براحة على رجله: بشويش ياقاسم
قاسم : نعممم يأنسه
وهى مازالت واقفه فى مكانها متسمرة ...ودقات قلبها تكاد تقفز من مكانها .. عينيها عليه لا تقدر على ابعادها
قاسم بصوت عالى : ماتنطقى وقولى عايزه أيه
حاولت روكا الخروج من صدمتها ...حاولت تنطق... صوتها طلع واطى ومبحوح وكلامها متقطع وغير مفهوم
أنااا أناااا
يوسف أتدخل لما رأى نظرات قاسم النارية ...
نعمم يأنسه عايزه حاجة
لم تقدر على أبعاد عينيها عن قاسم.... ولما سمعت صوت شخص آخر بيكلمها ...الصوت الثاني خرجها من حالة الذهول وبصت ليوسف
...وضعت أيدها على قلبها تحاول تهدئة ضرباته المتتالية وبصوت تحاول جعله ثابت
أنا روكا
يوسف : وأنا يوسف... مد أيده يسلم عليها وهى مدت أيدها وسلمت عليه
أتشرفت بمعرفتك يأنسه روكا
روكا : وأنا أتشرفت بمعرفتك أستاذ يوسف
قاسم أخذ يزفر بضيق وغضب
يوسف ببتسامة : هو روكا أسمك الحقيقى
روكا : لا أسم الدلع
قاسم قاطع كلامهم وبصوت ساخر: مقولتيش عايزه أيه ياأنسه
يوسف : أهدى ياقاسم ومسك الكرسى الموجود خلفه وقال لروكا أتفضلى أقعدى معانا مش معقولة هتفضلى واقفه
روكا : شكرا وقبل جلوسها
قاسم بسخرية: أتفضلى أقعدى كمان أنا هبعت ليكم الجرسون باتنين عصير عشان تكمل القعدة وتبقى قعدة رومانسية وبالمرة هحجز لكم أوضة عشان تكملو السهرة فيها
روكا وجههاأحمر من كلامه الجارح
يوسف : عيب عليك يايوسف ونظر لروكا معلش قاسم ميقصدش
قاسم بصوت بارد : لأ أقصد وهى عجباك وعشان عجباك هحجزلك أوضة على حسابى وقام من على كرسيه ومشى
روكا الدموع لمعت فى عينيها ... مصدومة من كلامه الجارح ...
يوسف لما رأى انهيارها قام وقف ومسك أيدها وهى فى حالة صدمة : اقعدي الأول... متزعليش ياروكا ..قاسم ميقصدش بس أنتى جيتى فى وقت هو متضايق ومتعصب أنا بعتذرلك بالنيابة عن صحبى
روكا بصوت تحاول جعله ثابت : متعتذرش أنا اللى غلطانة أنى جيت وحاولت أتكلم معاه... أتكلم مع شخص معرفهوش
يوسف : لآ مش غلطانه بس أنتى جيتى فى وقت غير مناسب
روكا تحاول الكلام كأن شئ لم يحدث ...وبابتسامة باهتة: باين أنى جيت فى وقت غير مناسب وصحبك باين عليه خلقه ضيق أوى
يوسف : هو صعب أوى فى الطبيعى تخيلى بقى وهو متضايق
روكا : أنا شوفت مش محتاجة أتخيل
يوسف : مقولتيش كنتى عايزاه فى أيه
روكا بنبرة حزن : رهان تافه حطيت نفسى فيه
يوسف باستغراب : رهان أيه
روكا: صحابى اترهنو اللى تقدر ترقص معاه هتاخد أزازة برفان وبصت له وضحكت مع أن قلبها بيتقطع وينزف من معاملته القاسية...قامت من مكانها ووجهت ليوسف نظرة أمتنان : همشى بقى .. وشكرا لموقفك معايا
يوسف : علي أيه بس .. صحبى وعارفه كويس عامل زى القطر دبش في كلامه ..بس قلبه طيب أوى ...بس وقت ظهورك مكنش مناسب ... أنا بعتذر ليكي بالنيابة عنه
روكا :خلاص انا نسيت وشكرا ليك مرة تانية وسابته ورجعت عند شلة البنات
شاهي بشماته : باين علي شكلك انك خسرتي واخدتى تهزيق معتبر
روكا بحزن : أنا همشى ... كان نفسى أقعد معاكم أكتر من كده... بس ماما نبهت عليا ارجع بدرى
احمد : هوصلك
روكا : ميرسى ياحمادة خليك مع الشلة ... ميصحش تسيب عيد ميلاد شاهي...أنا زى ماجيت هرجع ...
ذهب قاسم إلي غرفته وجلس علي الفراش وملامح الحزن ترتسم على وجهه... جاء رغم عنه إلي بلد فر منها هاربا ..مازالت نار الغضب بداخله لم تنطفئ...يريد الثأر ممن ظلمه ولكن كيف والظالم من لحمه ودمه... غصب عنه جاءت ذكريات ماضيه..كشريط سينمائي يمر أمام عينيه
سهى سكتت شوية : أنا عندى فكرة حلوة ممكن أِشوفك فيها من غير ماأكذب على أهلى وأشوفك وتشوفنى من غير مانتقابل من وراهم
قاسم : أزاى بقى ياذكية هنتقابل وهما هيكونو عارفين وهيسكتو كمان
سهى بابتسامة: الحكاية سهلة اوى..
قاسم: سهلة ازاي بقى ... ماتتكلمي علطول
سهي: هتكلم اهو ...مش انتو عايزين محاسب في المصنع... انا بقى هكون المحاسب الجديد
قاسم بصدمة : تشتغلي فين ؟ عايزه تشتغلي عند بابا في المصنع
سهى: مالك وشك اتغير لما قولت اشتغل في المصنع
قاسم: عشان مينفعش ياسهى
سهى بضيق: مينفعش ليه بقى
قاسم : عشان حاجات كتير ..أولها انك لسه بتدرسي
سهى قاطعت كلامه : فاضلي سنه واخلص
استمر قاسم في كلامه : وثانيا بابا مش بيشغل بنات عنده في المصنع كل الموجودين من العمال رجالة
سهى بضيق: وليه بقي مش بيشغل بنات
قاسم : عشان المصنع كله عمال رجالة وكل كلامهم بيبقى بلغة السوق... مرة بابا جاب له سكرتيرة مع انها مكنتش حلوة بس كل شوية تلاقي حد من العمال عندها... وفي الاخر بدل مايمشيها ويقطع رزقها شغلها عنده في معرض من معارضنا... لو عايزه تشتغلى... ايه رأيك تشتغلي في المعرض
سهى : ومين قالك اني عايزه اشتغل... انا بقول كده عشان نتقابل كل يوم... انا مقدرش ابعد عنك يوم من غير ماشوفك... لو بتحبني ومتقدرش متشفونيش كل يوم يبقى تحاول تقنع باباك بأي طريقه أني اشتغل في المصنع وانا هشتغل محاسبة وعلى كلامك ان مفيش غير محاسب واحد اللي كان ماسك الشغل وكان ليه مكتب لوحده... وهو ماشي وانا لما امسك مكانه هيكون ليا مكتب لوحدي وهبقى بعيدة عن العمال... وتنظر لها ببراءة.... عشان خاطري حاول
شعر قاسم بالضعف عندما أهدته تلك النظرة : هقوله وأمري لله...قومي يلا عشان اوصلك
سهى : اوعدني الأول انك هتحاول تقنع باباك اشتغل
قاسم بضيق : انا كده هزعل منك... انتي عارفة ان كلمتي واحدة وانا قولت هقول يعني هقول
سهى : وانا مقدرش على زعلك ياحبيبي
قاسم لم يصدق أذنه : أنتى قولتي ايه؟؟
سهى بخجل: مقولتش حاجة
قاسم:قولتي
سهى : بلاش تحرجني
قاسم : يعني بتعترفي انك قولتي حبيبي
تهز رأسها بالإيجاب
قاسم ببتسامة : اخيرا الجبل نطق وقالي حبيبي
سهى بخجل: جبل... هو انتي شايفني جبل
قاسم بابتسامة : احلى جبل عيني شافته... قوليها تاني حبيبي
سهى : بطل بقى بلاش تحرجني... انا مش عارفة قولتها أزاى...
قاسم بنبرة سعيدة : المهم عندي انك قولتيها... ده انا اتحايلت عليكي كتير اسمع منك كلمة بحبك واخيرااا قولتيها... أحمدك يارب وقام برفع يديه وكرر... أحمدك يارب... تعرفي انا عايز ايه دلوقتي
سهى بنبرة خجولة: قول
قاسم :نفسي اخدك في حضني واقول بعلو صوتي بحبك... بحبك وينظر لها بعيون تلمع بنجوم الحب
سهى : ميصحش اللي بتقوله ده... مش عشان قلت ليك مقدرش يعدي يوم من غير ماشوفك... تقولي اخدك بالحضن
قاسم : خلاص هخلي الحضن بعدين
سهى : قاااسم
قاسم : ياعيون قاسم
سهى : عيب كده
قاسم : عيب ليه... بعدين لما نكتب الكتاب هخدك في حضني وكمان هااا اكمل
سهى : هسيبك وهمشي لو فضلت تتكلم كده انا بتكلم بجد
قاسم : هههه انتي علطول فاهماني غلط.. هخدك في حضني وهغنيلك نامي ياقمري وانا ادبحلك جوزين حمام
سهى :بطل رخامة... ويلا عشان عايزه اروح
قاسم : مانا كنت هروحك... بس دلوقتي انا مبسوط اوي ومش عايز اسيبك خالص
سهى : يبقى تحاول تقنع باباك
قاسم : هحاول معاه.. ويركب قاسم سيارته وبجانبه سهى.. وهما في الطريق.. قاسم بين اللحظة والأخرى ينظر ل سهى بحب
سهى : وقف كفايه لحد هنا...
قاسم : طب أنزلك كمان شارعين
سهى : لا مينفعش... مش عايزه حد يشوفنا... هكمل باقى الطريق مشي
قاسم :أمتى تبقى خطيبتي... و اوصلك لحد البيت من غير مااخاف حد يشوفك معايا
سهى : كان زمانا مخطوبين دلوقتى لو كنت سمعت كلامي وطلبت باباك يساعدك
قاسم : لو ينفع كنت اتكلمت
سهى : عارفة... عااارفة ومقدره بس غصب عني... وفتحت باب السيارة ... سلام... وابتعدت بخطى سريعة
قاسم بخفوت : سلام ياروحي.. بعد أن ابتعدت تماما عن مجال رؤيته انطلق بالسيارة مسرعا
وصلت سهى إلى بيتها وقبل أن تخطو لداخل غرفتها..
ام سهى بزعيق: وبعدين معاكي يابنت بطني
سهى : في ايه ياماما بس
عزة : في انك اتاخرتي برا.. ومحاضراتك في الكلية خلصت من بدري..
سهى بلجلجله : اصل ياماااما... اصل كنت
عزة : من غير ماتتكلمي انا عارفة كنتي فين... هو مش احنا اتكلمنا في الموضوع ده بدل المرة مية وقولتلك بلاش
سهى تدعي عدم الفهم: ايه اللي بلاش انا مش فاهمة حاجة.. هدخل اغير هدومي وقبل أن تتحرك من مكانها
عزة بنبرة حادة : بت انتي مبروم على مبروم ميرولش... انتي كنتي مع قاسم ولا لأ مش عايزه كذب
سهى بلجلجله : أيوه
عزة :وأنا قولتلك ايه... هااا فاكرة ولا افكرك
سهى : فاكرة ياماما... فااااكرة... بس انا بحبه ياماما ومقدرش ابعد عنه واسمع الكلام اللي بتقوليلي عليه
عزك بغضب: حبك برص... مفيش حاجة اسمها حب... مانا قصادك اهو اللي مايتسمى الحب عاملي ايه غير البهدلة والمرمطة.... اتحديت اهلي وطفشت منهم مع ابوكي... وبعد كل اللي عملته معاه هااا عمل ايه طفش وسابنا وهج ومنعرفش ليه طريق... و مقدرتش ارجع لأهلي بعد ماجرستهم واعتبروني ميته... مقدرش على المسئولية ... سابك وانتي لسه مكملتيش سنه لسه حتة لحمه حمرا...وربيتك لحد مابقيتي عروسة وفي الاخر متسمعيش كلامي...عزة بحزن مفتعل... ياخسارة تعبي... ياخسااارة شبابي اللي ضيعته عليكي
سهى بضيق : خلاص انا تعبت من الموشح اللي بسمعه منك كل يوم... انا كنت صريحة معاكي وقولت ليكي على قاسم
عزة بغضب : وأنا قلتلك اتقلي عليه وبلاش تشوفيه... انتي كده بدلقتك عليه هتطيريه من أيدك
الراجل مش بيحب البنت السهلة
سهى بسخرية :سهلة ولا نهلة انا بحبه وهو بيحبني ومقدرش مشفهوش...
عزة بسخرية : ومادام كده ياحيلتها مجاش يخطبك ليه لحد دلوقتي
سهى :عشان باباه هيرفض... لازم يخلص كليته ويشتغل... وكمان قاسم عايز يعتمد على نفسه
عزة تلطم :يالهوووي يشتغل ويعتمد على نفسه... ده انا قلت طاقة القدر اتفتحت لينا لما عرفت ان ابوه مليونير
سهى : اهو انتي اللي قولتي ابوه مش هو
عزة : وهو وابوه ايه مش واحد
سهى : لا اتنين مش واحد...
عزه بحزن : يالهوووي على ميلة بختي في بنتي
سهي : متقوليش كده انا مش عبيطة وعارفة مصلحتي... انا حاولت اقنع قاسم أن يطلب المساعدة من ابوه... بس ابوه باين عليه بخيل وقاسم رافض أن يطلب منه حاجة وانا عشان بحب قاسم هصبر... ياماما افهميني كويس فلوس ابو قاسم هتروح لمين في الاخر...هتروح لقاسم... انا هصبر دلوقتي واتعب مع قاسم شوية وبعد ماابوه يموت كل الملايين دي هتبقى بتاعتي انا وقاسم
عزة بغضب : تاني بحبه... طب وحكاية انك مفهماه انك بتخرجي من ورايا... كده هتقلي في نظره
سهى : ماخلاص مش هخرج من وراكي
عزه : اه يانفوخي اومال انا كنت بقول ايه من الصبح
سهى : انا مفهمه قاسم اني بخرج من وراكي... عشان كده اقنعته اشتغل في المصنع بتاع فريد ويبقى كده هنشوف بعض كل يوم وكمان الأهم اني افهم الشغل ماشي ازاي... ماهو المصنع هيكون بتاع جوزي في المستقبل... اطمن على ورث جوزي
عزة بابتسامة: ده انتي طلعتي مش سهلة.... أومال حرقتي دمي ليه
سهى : تربيتك... انا مش هبلة انا بحب قاسم ومش بحب الفقر
قاسم بعد عدة محاولات اقنع والده بمقابلة سهى
وفي يوم اللقاء وبداخل مكتب فريد بيه
سهى : السلام عليكم
فريد : وعليكم السلام... هتفضلي واقفة ويشير لها بالجلوس
بعد جلوس سهى... فريد بنبرة صارمة... قاسم قالي انك لسه بتدرسي
سهى : بدرس في آخر سنه وفاضل كام شهر واتخرج... و بتخرج كل سنه بامتياز
فريد : وعايزه تشتغلي ليه مش تهتمي بدارستك أولى
سهي: عشان اساعد نفسي والشغل عند حضرتك فرصة بالنسبة ليا
فريد يتكلم وعيناه لا تحيد عنها ويقوم بتأمل ملامح وجهها الرقيقة ... وعرفتي ازاي بموضوع الوظيفة
سهى : انا وقاسم زمايل في جامعة القاهرة... و بالصدفة سمعته انك محتاج محاسب شاطر... وطلبت وهو انا مش طلبت بصراحة انا اتحايلت عليه عشان محتاجة الشغل اوي
فريد: بس انا محتاج محاسب... مش طالبة لسه بتدرس
سهى برجاء : انا شاطرة وعندي خبرة.. انا من اول سنه في الكلية وانا بشتغل في مكاتب محاسبة يعني عندي خبرة احسن من أي خريج وقامت باعطائه ملف.... الملف ده حضرتك فيه توصيات من كل مكتب اشتغلت فيه بيثبت خبرتي وكفاءتي وتأكد حضرتك لو اشتغلت هنا اني هكون كفء وعلى قد المسئولية
فريد كان بيتصفح الأوراق واندهش من التوصيات واجتيازها العديد من الدورات بالرغم من صغر سنها
وبعد لحظات من التفكير قرر تعيينها وإعطائها اسبوع لكي تثبت كفاءتها
فريد بنبرة حازمة: عندك اسبوع لو اثبتى كفاءتك هعينك...انا رافض اشغل اي جنس لطيف في المصنع بس هعمل استثناء المرة دي وياريت ظني ميخبش فيكي
سهى بنبرة سعيدة : أن شاء الله هكون عند حسن ظنك
يقوم فريد برن جرس.. ويدخل عم يحيي
عم يحيي : نعم يافريد بيه
فريد: ودي الانسه سهى في مكتب المحاسب.. هتبقى المحاسبة بتاعتنا
عم يحيي بذهول : نعممم
فريد بلهجة صارمة: الانسه المحاسبة الجديدة وريها مكتبها وأقفل بؤك شوية
عم يحيي مازال مصدوم... فريد بنبرة عاليه... يحيي اتحرك
عم يحيي :حاااضر... وخرج ومعاه سهى
بعد خروج سهى مباشرة شرد مع أفكاره والابتسامة زينت ملامح وجهه عندما تذكر ابتسامتها وملامح وجهها الرقيقة وثغرها الممتلئ... هز رأسه بعنف عندما وصلت أفكاره لمنحنى آخر ليس له علاقة بالعمل
