أخر الاخبار

رواية ملاذي وقسوتي الفصل السادس عشر16بقلم دهب عطيه


 رواية ملاذي وقسوتي 

❤الفصل  السادس عشر❤

بقلم دهب عطية 

تجلس على حافة الفراش براحةٍ وشرود 

تبتسم تارة وتخجل تارةٍ أخره .......ويدها 

لا تفارق هذهي السلسلة الذهبية الذي أهداها سالم لها مررت أصابعها على الاسم المحفور عليها 

(ملاذالحياة)للتتذكر حديث سالم صباحاً قبل 

ذاهبه للعمل........ 


دخلت بهدوء وفي يدها سنية عليها طعام الإفطار

ابتسمت له ونظرت له بحب..... كان يقف امام المرآة يمشط شعره الغزير...... وعيناه شارده في مكان اخر....... 


وضعت سنية الطعام على طاولة صغيرة في الغرفة... 

واقتربت من سالم ببطء وعلى أطراف أصابع قدميها كانت تسير وكادت ان تقترب منه وجدت من يقيد حركتها ويرفعها من على الأرض بيده. الاثنين.......

هتف سالم مشاكساً ......

"كده ياوحش عايز تخدني ينفع برده....... "


كركرة حياة بضحك وهتفت به كالأطفال 

"وحش إيه بقه هو انا لحقت ....شكلك مكنتش سرحان ولا حاجه وبتشتغلني........ "


نظر لها قال بمكر....... 

"وانتِ كنتِ ناوي تعمل إيه ياوحش....... "


كادت ان علقت وسط ضحكتها على هذا الإسم الغريب والذي اول مره يناديها به....... ولكن 

ردت ببراءة..


"كنت ناويه اخدك بس...... "


"بس........ تخديني انا راحت الهيبه.... "هتف وهو مزال  يرفعها على يداه و رأسها للأعلى يسند على رأسه يحملها وكانها طفله في العاشرة..... قالت بخجل وهي تبتسم على تعليقه.... 

"طب نزلني بقه ياسالم....... "


نظر لها بخبث قال 

"ولمقابل........ "


"هاااا مقابل إيه مش فهمه..... "تطلعت عليه بعدم فهم.... 


"لاء ازعل بجد ركز ياوحش معايا دلوقتي انا هنزلك على الأرض مافيش حاجه بالمقابل وأنتِ متشعلقه 

(متعلقة) فوق كده..... "


حدقت به بستفهام ثم هتفت بجرأة باتت بها معه هو فقط... "بوسه ولا حضن.... "


رفع حاجبه الأيمن بصدمة سرعان ما انفجر ضاحكاً 

ابتسمت هي بحرج وهي تعض على شفتها السفلى 

من جرأة وقاحة لسانها الذي يتجرأ فقط امام سالم شاهين بدون تردد.......... 


رد عليها بعد ان انتهى من ضحكاته الرجولية... 

"انتِ تفضلي إيه ياملاذي..... "


لم ترد عليه ولكن نظرت له بحب... أنزلها على  الأرض..... واقترب منها وضمها إليه..... أحضانه 

كانت دافئة حانية..... كانت تشعر انها في ساحتها 

الخاصة...كم تعشق أحضانه من يوم ان تذوقتها 

في اول شهر جواز لهم .....لم تعلق على شعورها بين احضانه ولأمان الذي تشعر به معه لم تصرح عن هذا حتى لنفسها ولكن أيضاً لم تنسى يوماً دفء ذراعه واشتياقها لتجربة عناقه في كل مرة يقف امامها.....


"ازاي عرفت...... "هتفت وهي تضع يدها حول خصره الرجولي المنحوت..... 


قبل كتفها الأيسر قال بحنان 

"تخميم مش اكتر....... "


"تعرف أني بحب حضنك اوي..... "قالت عبارتها له بتردد..... 

ضمها برجولية وحنان طغى عليها 

"وانا بعشق قربك ياملاذي.... عايز افضل في حضنك لحد اخر نفس فيه....... انا بحبك 

ياحياة.... "


"بعد شر عليك ياحبيبي ربنا يخليك ... وكمان انا بحبك اكتر ..... "


طرق على الباب افاقهم من خلوتهم ببعضهم ابتعد 

عن أحضانها بصعوبة....... ذهبت حياة لتفتح باب الغرفة..... دخلت ورد بتزمر وعبس وجلست على حافة الفراش ..... راقبها سالم بعدم فهم.... 

جلست بجانبها حياة متسائلا ....

"مالك ياحبيبتي زعلانه كده ليه...... "


مطت الصغيرة شفتيها قائلة بعبوس.... 

"ماما انا زهقت من القاعده لوحدي.... انا عايزه اجيب سلمى صاحبتي هنا البيت تقعد معايا انا مش بشوف صحابي غير في الحضانه بس وزهقت من القاعده دي ...."


مررت حياة يدها على شعر ابنتها قائلة بحنان أم 

"خلاص ياقلب ماما....خلي صحابك يجه 

يقعده معاكِ ساعتين كل يوم عشان تلحقُه تلعبو سوى... "


هتفت ورد ببراءة طفل يتحدث بمنتهى الصراحة... 

"مش بيوفقه ياماما .... اصل هم عندهم أخوات وبيلعبو معاهم ....ماما هو انا ليه مش عندي اخوات زي سلمى وميار صحبتي.... "


رفعت حياة عينيها بتوتر على سالم الذي كان يراقب الحديث باهتمام وحين وصل الحديث الى هذه النقطة صب انظاره على حياة باهتمام بانتظار ردها على سؤال ابنتها الصغيرة........ 


تعلقت عينيها في عيناه السوداء.... وعادت بنظرها الى ابنتها قائلة بتوتر...... 

"قريب ياحبيبتي قريب ان شاء الله هيبقى عندك أخوات.......... "


فاقت من شرودها على دمعه حزينة على وجنتيها 

لا تعرف ماسببها ولم انحدرت على وجهها بكل هذا الوهن...... هي ستفعل هذا لأجله لأجل الحب الذي 

تحمله له.....سالم يستحق ان يكون أب يستحق ان 

يحمل إبن هي تكون والدته.... ستفعل هذا عن اقتناع يكفي اكثر من ثلاث شهور تحرمه من كونه أب بهذه الأقراص هي من تمانع وتعلم ان هذا ذنب لها سؤال عند ألله..... تعلم بالخطأ الذي فعلته ولكن مثل اي أنثى تمر بظروفها ستفعل اكثر من ذلك... ولكن انتهى الخوف واتحلت جميع مشاكلهم ستحيا معه بأمان ستحاول ان تحيا بجانبه براحة وحب مهم فعل ستعطي له الأعذار فهو وهذا الحب الذي ينبع داخلها  يستحقون اكثر من ماستفعل.......... 


وضعت يدها تحت الوسادة الكبيرة لتخرج هذا الشريط الذي محتواه أقراص منع الحمل.... تطلعت عليه قليلًا ثم فتحت درج المنضدة لتضعه بها تحت علبةٍ رزرقاء ألون لا تعرف محتواها ولم تفتحها وضعته تحتها بإهمال وأغلقت الدرج.... لم يأتي في بالها ان الأفضل التخلص منها لم تفكر في تخلص منها فقط قذفها في مكان آخر غير المعتاد انهى

الأمر بنسبه لها.......... 


فتحت القلب الفارغ الذي في سلسلة الذهبية....

لياتي في خاطرها ملئ محتواه من الجانبين بصورةٍ ما ...ابتسمت بحب....... وقفذت متوجها للاسفل 

حيثُ وجهتٍ معينا.....

...........................................................


جلست خيرية والدت ريهام على الاريكة بجانب ابنتها وهتفت بتوبيخ..... 

"رجعتي ليه ياريهام من بيت سالم شاهين مش قولنا تفضلي هناك لحد مابنت البندر ديه تغور..... "


عضت ريهام في أصابع يديها بغضب... وهتفت بعصبية مفرطة....

"كنت جاي اخد كام هدما ليه(ملابس)ورجع تاني "


سألتها خيرية بشك..... 

"مالك يابت فيكِ إيه.... هو سالم عملك حاجه..."


لوت شفتيها يمين ويسار وردت بسخرية

"سالم هو فين سالم ده الى عملي هو انا بشوفه 

من لأساس.....دا طول الوقت في حضن 

بنت ال*** "


مسمست خيرية بشفتيها بعدم رضا ساخر 

"خليكِ كده خيبه وميلى... يعني بنت البندر تربية الملاجئ خدتوه منك جتك ستين خيبه.... ده بدل 

مترميها أنتِ في شارع وتبقي ست البيت وام 

عياله...... بكره تملئ البيت ليه عيال وأنتِ  قاعده 

كده معايا زي البيت الواقف...... "


ردت عليها ريهام بسخرية ....

"اجيب لمين عيال  ....ما كل على يدك ياماا انا ارض بور....... "


وضعت خيرية يدها على فم ريهام وقالت بغضب 

"وطي صوتك يافالحه.... انتِ عايزه فوزيه وبنتها يشمتُه فيه.... ما مية مره قُلت لك بلاش السيرة دي محدش يعرف آلموضوع ده.... دا حتى ابوكي واخوكي ميعرفوش راح أنتِ تسيحي لنفسك....... وبعدين ياختي اصبري لم تتجوزي ابن زهيره وساعتها هنتصرف في عيل ترميه ليه...... كل حاجه بتتحل بالفلوس ولعيال على قفى من يشيل.... اتجدعني أنتِ  و واقعي ابن زهيره فيكِ  لحد ميتجوزك... "


غامت عينيها بإحباط وحقد من ناحية حياة التي 

خطفت منها حلم طفولة ولمراهقة وشباب... حلم 

ترآه صعب المنال (قلب سالم شاهين) ترآ هل سهل 

الحصول عليه ؟........ 


"راحتي فين ياريهام ركزي معايا.... انتِ مش بتقولي ان سالم بيرجع من شغل بليل في ساعة

متأخره .... "


نظرت الى امها قائلة بتوجس... 

"مش في كل الأوقات..... "


"خدي ياريهام...... "مدت لها علبة أقراص .... 


"اي ديه ... "نظرت الى الاقراص بعدم فهم 


"الحبوب ديه بياخدوها الرجاله عشان..... "

همست لها ببعض الكلمات في أذنيها..... 


اتسعت اعين ريهام بصدمة لتقول بعدم فهم 

"ولم أحطها ليه في العصير.... والبس ادامه هدوم مكشوفه بشكل ده...... ما هو ممكن يحاول يعمل 

معايا و..... "


مطت خيرية شفتيها بتهكم..... 

"هو ده المطلوب يقرب منك.... تقومي أنتِ مقطعه هدومك وتسبيه يقرب اكتر منك وساعتها تصرخي 

وتلمي البيت عليكِ...... ساعتها بقه راضية  

هتعمل إيه لم تلاقي  حفيدتها معمول فيها كده 

من سالم كبير العيله ... "نظرت الى ابنتها بابتسامة مكر.... 


هتفت ريهام بذهول من هذا المخطط الذهبي... 

"هتغصب على سالم يتجوزني طبعاً ...... "


شهقت بصوت مكتوم من كانت تسمع حديثهم بصدمة..........أبتعدت ريم عن المكان الذي كانت 

تقف به..... وهي متسعت الأعين.... لا تصدق 

حديثهم من المفترض أنها أم ماذا تنصح ابنتها 

ماذا أعطت لها (أقراص ا*** )......


"انا لازم اكلم حياة......"


"ريم..... ياريم الاكل ياريم هيتحرق.... "وضعت الهاتف في جيب بنطالها  الجينز مرة آخرها وهي ترد على امه بزفير حانق....

"جايا ياماما.... جايا...... "نظرت الى ساعة معصمها لتقول بتوتر..... 

"لسه بدري...... ساعتين ساعتين بظبط وهكلمها

يارب ألحق ... "


......................................................

دخلت حياة الصالون بهذهي العباءة الملتصقة قليلاً عليها وألوانها المبهجة.... وهذا الشعر الذي تركتها ينساب بحرية على ظهرها.......


"ماما راضية السكر المحلي ده... بيعمل إيه... "

هتفت حياة وهي تقبل وجنتها بحب.... 


ربتت راضية بحنان على يدها قائلة... 

"أهوه ياحياة قعده بسمع قناة الناس بيقوله احديث حلوه اوي قاعدي ياحياه هتستفيدي 

اوي.... "


"ربنا يزيدك ايمان ياماما..... "جلست على الاريكة بجانبها همست حياة لراضية بعد برهة بتردد  

"ماما راضية هو أنتِ مش معاكِ صور لي.... لسالم 

اصلي مش لاقي ليه صور هنا و دورت 

وملاقتش.. "


نظرت لها راضية بطرف عينيها بخبث وقالت بمكر

"وعايزه صوره لسالم ليه ياحياة مش كفايه عليكِ الأصل...... "


احمرت وجنتيها بشدة ...وقالت بتبرير

"هو يعني كنت عايزه اتفرج على صورته مش اكتر 

و...... "


قطعتها عن الحديث قائلة ببساطة.. 

"البوم صور هتلاقيه في اوضتي في درج التسريحه... حاولي تقصي الصوره حلو ومظبوط عشان تملأ قلب السلسلة...... "

ضحكة راضية بعد ان فغرت 

حياة شفتيها بدهشة....... قالت حياة بصدمة 

"يالهوي ياماما راضية أنتِ دايماً قفشني كده مينفعش اعمل حاجه من وراكِ... "


ردت عليها وهي تبتسم بخبث... 

"اي رايك عجوزه بس اروبه..... "


نهضت حياة واحتضنتها قائلة بصدق وابتسامة تعلو ثغرها الاحمر..... 

"بحبك اوي اوي ياماما راضية...... "


ربتت عليها راضية بحنان قائلة...

"وانا كمان بحبك اوي ياحياة.... أنتِ وسالم وورد حته من قلبي ربنا يسعدكم وشيل عيالكم عن قريب ويعوض عليكم بحبكم لبعض..... "


ترقرقت الدموع في عيون حياة بمشاعر تنولد كل دقيقة في حب سالم وعائلته الذي هم عائلتها من يوم ان دخلت هذا البيت........ 


وضعت الصورة في قلب السلسة صورة لورد ابنتها وصورة لسالم ظلت تطلع عليها بهيام وشرود.. قبُلة

صورته بحب .....صدح هاتفها معلن عن أتصال من سارق قلبها ...... فتحت الخط وهي تبتسم 

بسعادة..... وقالت بعفوية.. 

"كنت بفكر فيك على فكره....... "


"عارف عشان كده اتصلت ...واكل عقلك 

انا صح.. "تحدث بغرور ذكوري... 

فحياة تثير غريزته الرجوليه بهذا الاهتمام الصريح ... فاكثر مايتمناه العاشق معشوقته تظل 

تصب حنانها واهتمامها عليه ليرى نفسه الرجل المرغوب به فعينيها  فقط وكم هذا الشعور 

كاحلاوة الدنيا بنسب لجنس ادم.... 


هتفت حياة بتزمر على غروره...

"انت مغرور اوي.....طب انت رنن ليه... "


"عادي وحشتيني ووحشني صوتك... "تحدث بمتهى الفتور ..الفتور الذي لا يناسب هذا الحديث

العاطفي ......


ولكن حياة بدأ  قلبها يطبل بسعادة واشتياق.....


سألها بصوت اجش ساحر عبر الهاتف.... 

"حياة هو انا وحشتك ..... "


مسكت خصلة من شعرها وعبثت بها بين اطراف أصابها قائلة بمشاكسة..... 

"لاء طبعاً مش بتوحشني..... "


"خالص....... "


ايوه خالص خالص.... لس مش وحشني ......... "


رد سالم بخبث .... 

"ممم طب انا هتاخر شويه في شغل بقه لحد مبقى 

اوحشك............. ياوحش ...... "


نهضت من على الفراش بسرعة وقالت بعفوية مفرطها

"لا.... ياسالم بالله عليك بلاش تأخير انت وحشتني اوي على فكره.. "


"لاء تقيل ياوحش...... "انفجر ضاحكاً من عفويته وجنون سرعتها في الحديث....


عضت على شفتيها السفلى بحرج من جنون

صارحتها معه التي أوقات تتحول الى وقاحة بلاها وهذا في يومين فقط تمتمت داخلها بتوجس على أفعالها الجديده والغريبة....

"ربنا يستر انا عمري ماكنت كده "


تعترف انها كانت دوماً مع حسن الخجولة الهداءه التي لا تصارح عن مايدور في خلدها الى ببعض الكلمات البسيطة ولكن مع سالم...

مجنونة .....مشاكسة .....مشاغبة....قوية ...عنيد وقحة ....جراءة ردة فعلها .....

في ثلاث شهور كانت تكتشف شخصية اخره داخلها غير الذي اعتادت عليها ولا تخرج هذه الشخصية الى امامه ومعه ......


قال سالم عبر الهاتف

"ساكت ليه ياملاذي ....." 


ابتسمت حياة لترمي دومات الافكار وترد عليه بتسأءل....

"دوختني معاك شويه ملاذي وشوي ياوحش الاتنين مش راكبين على فكره ......"


حك في لحيته قال بخشونة جذابه ...

"على فكره أنتِ كدابه ولو ادامي دلوقتي كنت عضيتك عضه جديده ........"


ضحكت وهي لا تفهم معنى حديثه ولكن حين تتذكر قضمة اسنانه على عنقها تموت خجلاً وحباً ولا تعرف ما السبب.......

"انا كدابه طب ليه ......"


"عشان وحش او ملاذي ليقين عليكِ....عارفه ليه..."


ليه ......"


رد عليها بتكبر.....

"عشان من سالم شاهين ...ويبخت الى سالم شاهين يدلعها ......"


انفجرة ضاحكة لتقول وسط ضحكتها...

"في دي بقه عندك حق ....بجد بموت في تواضعك."


"تمام ياملاذي  مافيش حاجه بقه تحت الحساب .."


"لاء طبعاً فيه بس افضل صوت وصورة لم تيجي 

يعني ....."


"ممم وجهت نظر برده .....احكيلي ياحياة 

ورد رجعت من الحضانه وتيته راضيه عامل ايه .....ولحج رافت لس مرجعش من عند عيلة حسان ...."


ردت عليه بحدية قائلة.....

ورد كمان نص ساعة وجايا و ماما راضيه تحت في صالون و...


.................................................................


"ها نويتي تعملي إيه ياخوخة..... "قالتها بسنت وهي تراقب خوخة التي اغلقت الباب على والدتها المريضة... 


هتفت خوخة في بسنت بضيق... 

"هو ده وقت يابسنت امي تسمعك ....."


مسكت بسنت  يدها قائلة بهمس... 

طب تعالي نقعد في البلكونه نتكلم... "


وقفت في شرفة غرفتها تطلع على الحارة الشعبية الباحتة الذي تقطن بها بعد الأوقات مع امها واخوتها  الصغار....... ردت عليها بعد تفكير.... 

"انا هاجل آلموضوع ده شويه لحد مطمن على امي وساعتها هروح اسلم التسجيل لسالم شاهين واخد الفلوس منه زي متفقنا... "


"طب متيجي نروح بكره.... ونستغل فرصة إن وليد ده في لمستشفى ومش داري بحاجه....... "


"لاء لم أمي تخف الأول ...وبعدين مين وليد ده الي هخاف منه كان قدر يعمل دكر على الي فشفش عضمه ونايمه على سرير أسبوعين وشهر ادام كمان......قال وليد قال"


كانت غافلة عن العيون التي تراقبها في الخفئ راقبها من تحت بيت منزلها .....رفع سماعة الهاتف 

"الو .....ايوه ياوليد بيه انا وصلت تحت بيتها 

متقلقش عيني عليها مش هغفل عنها للحظه ....

تمام لو حسيت بي اي حركه غريبه هتصل بيك 

تمام يابيه ......." اغلق الخط ليتطلع على خوخة

وبسنت من شرفة منزلهم البسيط  وهو يجلس في مقهى حارتهم الشعبية.........

.................................................................

صعدت على الدرج بخفة.... وعقلها شارد في تاخير 

سارق قلبها..... لتجد من يسحبها لغرفتها ويغلق الباب سريعاً...... فتحت عينيها بزعر..... لكن سرعانَ  ما ابتسم وهي تهتف باسمه بصعوبة

"سالم .............خدتني ....في حد يعمل كده "


تطلع عليها بحب واشتياق ....

"كنتِ  فين ياملاذي..... "بدأ بفك الوشاح الملفوف حول رأسها..... 


ابتلعت مابريقها بتوتر من جنون لمسته... 

"كنت مع ماما راضية و ورد.... هو انت جيت أمته 

محدش شافك يعني وأنت طالع...... "


"بعد ان حل هذا الوشاح قذفه جانباً

ومرر يداه على شعرها ...رد عليها بسؤال وقح

"بقولك إيه اقلعي العبايه دي عايز اشوفك اكتر.. "


"سالم انت بتقول إيه ركز معايا انت طلعت هنا ازاي وانا مخدتش بالي منك ولا شفتك..... "


"بذمتك ده سؤال يتسال في وسط الأوضاع 

ديه.. "

فك ازرار عبائتها من الإمام وهو يعانى مع 

ملاذه العنيد فهي لم تفهم بعد رغبته بها الان واشتياقة الجامح لها  ...... 


ضحكت بمروغة.....

"بصراحه لا ......بس برده دا مش هيمانع انك طلعت فوق عشان مصالح من نوع اخر...."


حملها بخفة وقال بعبث تشتبك بها غمزةٍ شقية

" عليكِ نور ....مفيش اجمل من المصالح الى من نوع اخر ويسلام بقه لم تبقى مع الوحش الجامد 

ده ........"


وضعها على الفراش وهو فوقها همست بدلال

"سالم هو انا وحشتك بجد ......."


"ممم ......"قبل عنقها بحب وهو يرد عليها

وحشتيني اوي ياملاذي ......وانا بقه وحشتك "


"لا خالص ........اااااااه ....وحشتني وحشتني بطل عض بقه......." انفجرة ضاحكة... برغم من ان قضمة اسنانه تالم قليلاً ولكنها تشعرها بسعادة لا تعرف لماذا ولكن تحليل هذا انها تتقبل منه اي  شيء في محيط عالمهم. الخاص 

الحب .....والمزاح....ويبدو ان هذه الحركة

الخاصه به هو فقط ....تعاد في إطار

الحب ولمزاح  بينهم ........ 


نظر الى عينيها قال بمشاكسا ....

"شكلك بتحبي العض عشان كده بتكدبي كتير ..."


نظرت له بضيق زائف.....

"ممم على فكره انا عندي سنان زيك وخاف على عضلاتك مني ......"


اسند جبهته على جبهتها وهو يقول بنبرةٍ ذات معنى... 

"خافي أنتِ على نفسك مني ياملاذي....."


لمس شفتاه بشفتيها بطريقة حميمية


همست له بضعف ....

"سالم.........."


رد عليها بجملة واحده قبل ان يسبح بها الى عالمهم الخاص........"بحبك ياملاذي وقسوتي ......"


انتِ  خلقتي داخلي قلب جعلكِ ملاذ حياته

وخلقتي شيطان داخلي يريكِ  القسوة بجميع اشكالها ......لتبقي معي باسم صعب تقبله او

كتابته في نص بين الكلمات  (ملاذي وقسوتي )

...........................................................


بعد ثلاث ساعات...... 


صدح هاتف حياة تناولته بين يدها ليضيء الهاتف باسم ريم  .....جلست على حافة الفراش قائلة بابتسامة  صادقة.... 

"ريم الوحشه مش بتسالي عني ليه يارخمه مسمعتش صوتك من آلصبح..... "


هتفت ريم لها بصوتٍ خافض.... 

"حياة اسمعيني كويس ....."


خفق قلب حياة بخوفٍ .....

"في إيه ياريم مالك قلقتيني...... "


"هقولك ركزي بس معايا وبلاش تقطعيني ...."


أخبرت ريم حياة بكل ماسمعت من ريهام وزوجة أبيها شهقت حياة بصدمة.... 

"ايه الارف ده.... ازاي تفكيرهم يوصل لكده... وبعدين حتى لو عملت كده اي لهيخلي سالم يضطر يلمسها يعني ده تفكير متخلف...... "


نزلت دموع ريم بحرج.... 

"انا معاكِ انها خطه مقرفه وممكن تفشل بس كمان ممكن تنجح بالعيب ريهام وشوية افترى من بتوعها وبعدين تيته راضية وعمو رافت هيتعطف معها وقتها .... "


عضت حياة على شفتيها بغضب... 

"بجد مش قادره اصدق...... ريم اقفلي لازم انزل اشوف سالم لحسان بقله ساعتين في مكتبه "


نزلت دموع ريم قائلة بحزن...

"انا اسفه ياحياة..... محدش فين بيختار أهله... وانا مختارتش ريهام ووليد...... "صمتت برهة وهتفت بانكسار... 

"كان نفسي تكوني اختي ياحياة...... "


نزلت دموع حياة بوهن ورتجف جسدها بحزن وشفقة على حالة ريم..... نعم (حياة) فتاة ملجأ 

يتيمة ولن تنكر حرمانها ولكن كانت تهون على 

نفسها جملة واحده.... (يتيمة بلا مقوى) 

ولكن هناك أصعب من اليتم الذي عاشته 

حياة..... هو اليتم الذي تعيشه ريم وهي فتاة تمتلك  اسم أب وام وعائلة وأخوه  ولكن اليتم ليس بالألقاب كم تتوقع اليتم بالحرمان وغير المساواة بين 


الأخوة والكره والحقد باسم انت لست شقيقي من الام وتبدأ العدوة والبعد..... اذا تذوقت الحرمان يوماً فأعلم 

انك في خانة (اليتم )تكتب ولن تنكر ذلك !......


"مين قال ان الاخوات بالاسم او بدم الاخوت بقلوبهم وحبهم لبعض وأنتِ اوختي ياريم وانا اختك الكبيرةوهدعي ربنا كل يوم عشان يجي اليوم الي اشوفك فيه عروسة ولبسك بنفسي فستان فرحك....... "


ربنا يخليكِ  ليه ياحياة انا بحبك اوي..."انفجرة ريم في البكاء.......


نزلت دموع حياة اكثر وقالت بضيق زائف...

"عارفه لو مبطلتيش عياط ياريم هعملي فيكِ ايه

لو شُفتك .....بطلي عياط ياهبله وروحي اغسلي 

وشك وانا هنزل اشوف سالم وام سحلول ديه .."


سالتها ريم بعدم فهم ....

"حياة أنتِ واخده الموضوع ببساطه اوي كده ليه أنتِ مش غيرانه على سالم ......"


"اكيد غيرنه بس انا كمان واثقه في سالم....."

ردت بمنتهى البساطة عليها........


وقفت ريهام تحضر كاس العصير بالبرتقال بالمطبخ كانت ترتدي عباءة سوداء الون ذات ازرار في نصف العباءة من  اول صدرها  لاخر قدميها ازرار تسهل عليها  فك هذه العباءة بعد تنفيذ خططها .....ابتسمت بمكر 

وهي تذوب القرص في كاس العصير......


دخلت مريم عليها....

"ست ريهام ست ريهام تلفونك بيرن فوق ...." 


نظرت لها ريهام بغضب... 

"ومجبتوش معاكِ ليه يازفته انتِ......وسعي من وشي اوعي تدخلي المطبخ لحسان تواقعي العصير.....جتكم الارف خدامين اخر  زمن "

صعدت وهي تسب فيهم وكانها سيدة البيت .........


كانت تختفي حياة تحت الدرج في  ركنٍ ما بعيداً عن عيون ريهام......


ظهرت حياة امام مريم وهي تضع يدها على قلبها ..

"حاولي تعطليها يامريم شويه على التلفون وانا مش هتاخر......"


سالتها مريم بفضول ....

"حاضر ياهانم .....بس ليه ده كله......"


نظرت لها حياة نظرة اخرستها لا تحب الفضول من اشخاص من المفترض ان الامر لا يمسهم


 من اي اتجاهٍ فالم السؤال إذاٍ .......

ابتعدت مريم عن المكان تُنفذ اوامر حياة بدون نطق كلمة اخره......


دلفت حياة  للمطبخ

لتسكب هذا العصير في .....وتغسل 

الكوب جيداً لتبدأ في سكب نفس نوع العصير في 

نفس الكوب بعد غسله جيداً...... ابتسمت حياة 

بسخرية تتشابك معها التشفي على ريهام....


"للاسف تفكيرك المُقرف ده هو الى هيخليكِ

تُقفي ادام سالم وقفه صعب اتخيلها....بس 

لازم يشوفك على حقيقتك ..كده افضل ليه 

وليا ويمكن ليكِ ....


                  الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-