أخر الاخبار

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الخامس والعشرون25بقلم دهب عطيه


 رواية ملاذي وقسوتي


❤الفصل الخامس والعشرون❤


بعد عودته من بيت ريم وإصرار راضية على الجلوس مع ريم لعدة أيام لحين ان تتحسن حالة ريم النفسية هي وولدتها فوزية....


دلفت حياة الى غرفة نومهم لتجده يستلقي على 

الفراش عاري الصدر يلعب في هاتفه بالامبالاة 


رفعت حاجباها وهي تطلع عليه بضيق فمن وقت 

خروجهم من البيت الى ان وصلو إليه لم يتحدثون 

مع بعضهم وهي التزمت الصمت بسبب صمته

الفظ ذلك...... 


رفع سالم عيناه عليها ونظر لها ببرود قائلاً 

"مالك وقفه كده ليه مش ناويه تنامي.... "


نظرت له بخبث لترد عليه بضيق زائف...

"ناويه انام طبعاً.... بس ازاي هنام وانت نايم ادامي بشكل ده...... "


رفع حاجباه وهو ينظر لها بعدم فهم 

"نعم...... هو انتِ اول مره تشُفيني كده.... "


اولته ظهرها وهي ترد عليه بمكر... 

"مش اول مره بس احنا زعلانين وطول ماحنا زعلانين مع بعض نلزم حدودنا.... "


سألها سالم بعدم فهم... 

"حدود إيه مش فاهم.... "


نظرت له وابتسمت بمكر.... 

"يعني أنتَ تنام على الارض وانا انام على سرير 

وقبل ده كله تستر نفسك بفنِله بكم.... عشان 

انا بتكسف..... "


فغر شفتاه بصدمة من حديثها قال...

"بتكسفي... واستر نفسي طب متحجب احسن "


كبحت ضحكتها وهي تستفزه قائلة... 

"الموضوع ده حسب قوة ايمانك..... "


"اخررررررسي..... وتعالي اتخمدي جمبي ومن غير 

صوت تنامي...... "هدر بها بقلة صبر وهو يمرر يده على وجهه بقهر من غباءها المستمر بكثرة هذهِ

الأيام أهذا بسبب الحمل..... 

"ربنا يكون في عونك يابني...."تحدث داخله بخزي وهو ينظر الى بطنها البارزة قليلاً ......


مسك الهاتف مره آخره ليعبث به..... 


دخلت الى المرحاض اخذت حمام بارد وارتدت بعدها منامة وردية ألون عبارة عن هوت شورت قصير جداً وعليه من فوق قطعة حريرة ذات حمالات رفيعة...


نظرت الى هيئتها في المرآة وهي تجفف شعرها 

بالمنشفة.... لتنصدم من إبراز قوامها من خلال 

هذا الرداء  ......

"تفتكري هيتاثر يابت ياحياة.... "

تحدثت الى نفسها عبر المرآة ببلاها..... 

"لازم يتأثر مفيش بعد كده إغراء بقه.... "


ابتسمت بمكر وهي تهتف بمزاح.... 

"لاء بجد بعد متجوزته بقيت..... قليلة الأدب

اوي.. "ضاحكة وهي تخرج إليه..... 


تمتمت بحسرة وهي تنظر الى الفراش الفارغ 

"ياخارجه من باب الحمام وكل خد عليه خيبه 

خيبه.... خيبه .....خيبه..... "


لوت شفتيها وهي تهتف بإحباط... 

"دا مشي .......إيه الحظ ده..... "


"اي ده أنتِ نسيتي تلبسي البنطلون ولا إيه.... "


شهقت بصدمة وهي تلتفت حولها لتجده وراها مباشرةً وحين اتت عينيها في عينه غمز لها بشقوة

ذكورية..... وهتفت بتوتر محرج من سماعه 

حديثها منذ قليل....

"انتَ كنت فين .......وازي تُخدني كده.... "


هكون فين يعني موجود سلامة النظر ياحضرية.. "


عضت على شفتيها وهي تقف مكانها بتلك الهيئة 

المُغرية ....... 


"مش ناويه تكملي لبسك..... "


اتسعت عينيها بعدم فهم.... 

"نعم ازاي يعني مش فهمه.... "


نظر على نصفها السفلي قائلاً بمكر... 

"يعني البنطلون........ فين البنطلون...."


حركت عينيها يمين ويسار وهي تجاوبه بفتور.. 

"مافيش بنطلون.....الموضه كده"


رفع حاجبه وهو يقول بنبرة ذات معنى ...

"ممم الموضه....حلوه الموضه دي البسيها دايماً..."


اشتعلت عينا سالم برغبة بها ولكن حاول السيطرة 

على نيران أشواقه الآن فمزال العقاب في بدايته... 


عضت على شفتيها وهي تبتعد عنه وتنوي النوم الان فقد رأت الصراع في عينا سالم ولكن المحزن في لأمر إنهُ يكابر أشواقه وعشقه لها بالابتعاد عنها..... 


"انا هنام..... تصبح على خير..... "


اوما لها وهو يبتعد عنها ليدلف الى شرفة الغرفة 

ليجلس بها ويشعل سجارته ويحرق بها حتى تنفذ 

مثلما يفعل بمشاعره ومشاعرها دوماً.... 


نزلت دموعها بحزن تعلم أنها تيأس احياناً من إصراره على الابتعاد عنها.... ولكن داخلها قلبٍ يريد استعادة عائلته الوحيدة وبقوة ...فى حياة بدون سالم مثل الوردة بدون مزارع ! ...


بعد ان غرقت في النوم .....

دلف سالم الى الغرفة وأشعل مصباح الابجورة الخافضة.... 


ظل يتأملها باعين تحارب عشقه لها.... 

تنهد بتعب وهو يمرر يده على شعرها الأسود 

قائلاً بصدق.... 

"بحبك اوي ياحياة..... وتعبان من غيرك.... 

وعارف انك تعبتي مني ومن قسوتي.... حياة انا نفسي نرجع لبعض زي الأول بس نفسي انتِ اللي تبدأي بكده مش حابب نرجع عن طريق شهوه او 

علاقه جسديه.... انا عايزك ترجعيني بافعالك بأفعالك الى تثبت حبك ليه...نفسي تبعديني عن الماضي وذكرياته ياحياه عايزك تبعديني عني شيطاني ....وكبرياء سالم شاهين ...ابعدي عني كل ده بأفعالك ياحياه  بحبك ليه رجعيني تاني لمكاني .............ياملاذ حياتي... "


وضع رأسه على صدرها..... اي باحضانها استلقى 

كانت نائمة ولسوء الحظ إنها لم تسمع آهات 

قلبه المطالب بقربها..... الصبر.... الصبر.... 

كل شيء يحتاج الصبر... 

..،.......................................................

بعد مرور اسبوعين....... في الساعة الثانية صباحاً 


نظرت له وهو مستلقي على الفراش ونائماً لا يشعر 

بشيءٍ من حوله..... عضت على شفتيها وهي تقترب منه وتخبط ببطء على ذراعه قائلة... 

"سالم...... سالم..... قوم....ياسالم قوم.... "


فتح عيناه ببطء ناظراً لها بتكاسل وعدم فهم 

"في إيه ياحياة...... بتولدي ولا إيه.... "


ففرت حياة شفتيها بزهول وهي تجاوبه

"بولد إيه بس انا لسه في اول شهور الحمل... "


زفر بضيق قال.... 

"طب بتصحيني ليه..... "


ابتسمت بمكر وبصياح انثوي مجنون قالت

"سالم....... انا بتوحم ....."


" ممم برافو..... نامي بقه.... "وضع الوسادة على رأسه عاد إلى النوم.... 


سحبت الوسادة بإصرار وهي تزمجر به 

"هو إيه الى برافو.... مش لازم تعرف انا بتوحم 

على إيه..... "


رد عليها وهو مغمض العينان... 

الصبح ياحياة انا تعبان وهصحى لشغل بدري زي كل يوم...... "


أيقظته بإصرار مرة آخره قائلة... 

"ماهو عشان أنت بتروح الشغل بدري يبقى لازم 

تعرف انا بتوحم على إيه وتجيبه ليه لحسان ابنك 

يطلع ملون.... مش انت بتخاف على ابنك برده 

وهو أهم حد عندك.... "قالت اخر جملتها بنبرة 

ذات معنى......


نهض بضيق وهو يزفر بحدة.... 

"اتفضلي قولي ابن الكلب اللي جواه ده بيتوحم 

على إيه ....."


ابتسمت وهي تصفق بسعادة خبيثة...

"شاورما وشبسي وبيبسي دايت...."


فغر شفتيه بصدمة سائلاً.... 

"انتِ متاكده أن ابني هو الى عايز الأكل ده.... وسؤال هو ابني طالب بيبسي ..... "


"اااه ودايت كمان حتى اسأله.... "


سند وجهه على كف يده وهو يتطلع عليها قائلاً بشك.... 

"أسأله..... اسألو ازاي ...."


سحبت كف يده و وضعتها على معدتها وهي تبتسم بسعادة من قربه و هدوءه نظرت 

الى عينا سالم بحب وقالت .... 

"قوله يااستاذ حمزه انك انت الي طلبت الطلبات دي....... يمكن باباي يصدق....."


ابتسم وهو يمرر يده على بروز بطنها بحنان 

ابتسم وهو يرد عليها بعد تنهيدة...

"طب انا هروح ادور على مطعم بس بره النجع لان النجع مفهوش مطاعم ....بس بلاش بيبسي 

عشان غلط في فترة الحمل والشبسي هجيبو 

ليكِ بس هشتريه خالي من المواد الحافظة عشان مياثرش عليكم....."مرر يده مره اخرة على بروز بطنها ليميل عليها ويقبلها مكان موضع يديه ...


سارت الرجفة داخلها ولكن تمسكت حتى ابتعد عنها ودلف للحمام...... زفرت بعذاب حقيقي من بعده عنها ومن المسافة الفجة بينهم........ 


جلس في سيارته وهو يمسح عيناه بالمنديل الورقي مزال يشعر أنه على الفراش نائماً.... ولكن حاول التركيز قدر الإمكان ليقود السيارة حيثُ وجهة معينة......... 


دخل البيت بعد ساعة ونصف ...... دلف لغرفتهم وجدها تنتظره في شرفة الغرفة تغطي إطار الشرفة بستار..... وترتدي منامتها القصيرة التي اعتادت ان ترتديها في كل يوم تدلف به الى النوم وترتديها اكثر واكثر امامه في كل يوم يكون به معها وبمفردهم.....ولكن مزال سالم يكابر ومتمسك 

بفكرته ان رجوعه لها لن يكون بسبب شهوة 

وعلاقه جسدية..... بل سيكون بأفعالها عن الحب 

الاهتمام......الغيرة..... الخوف عليه.... ان يكون 

في عينيها الأول والأخير.. وهذا ماينتظرُه 

منها فقط بعض المشاعر الذي تبث لها الطمأنينة 

لحبهم ولعلاقتهم سواين بعض المشاعر التي تمحي داخله الشك عن صدق حبها له......


"الأكل ياحياة...... "وضع الطعام على منضدة صغيرة في شرفة الجالس بها..... 


مسكت يده وهي تقف أمامه قائلة بصوت انثوي ناعم....

"سالم..... تعالى كُل معايا..... "


نظر لها والى قربها الذي يشعل نيران أشواقه

رد عليها بهدوء.... 

"مليش نفس ياحياة كلي أنتِ.... ااه جبتلك 

عصير برتقال فرش بدل البيبسي... "


عقدة يديها حول عنقه وهي تهتف بنفس الصوت 

الرقيق.... 

"شكراً..... بس انا مش هعرف أكل لوحدي تعالى 

كُل معايا.... "


امتنع قائلا.....

"بس انا مليش نفس.... "


ابتسمت برقة وهي تقول.... 

"انا هافتح نفسك..... "


جلس على مقعد مقابل له على تلك المنضدة الصغيرة وجلست حياة بجانبه لتفتح علبة الطعام وتبدأ بوضع الطعام على المنضدة وهو يتطلع عليها بتراقب.. 


بعد حوالي نصف ساعة كد انتهى الاثنين من تناول 

الطعام وكلاً منهم يلتزم الصمت طوال النصف ساعة.....


جلس على مقعده واشعل سجارته بشرود 


دخلت حياة و وضعت كوبين من الشاي أمام سالم.... 


نظر لها ورفع حاجبيه سائلاً... 

"اي ده ياحياه انا طلبت قهوة.... "


جلست بجانبه وقالت بفتور.... 

"بلاش قهوة الشاي ارحم شويه منها.... وهات دي بلاش كمان سجاير.... "وضعت السجارة في المنفضة ناظرة له لتجده يبتسم بسخرية قائلاً... 


"ويترا ده خوف ولا سيطره عليه.... "


ردت عليه بحزن غامض... 

"وتفتكر أنت في حد يقدر يسيطر عليك... "


نظر لها بشك وتراقب يشعر أنها تريد قول شيئاً ما

"عايز إيه ياحياة.... اتكلمي انا سامعِك.... "


نظرت الى عمق عيناه وهي تقول بحزن

"عايزه حياتنا ترجع زي الأول.... عايزاك ترجع زي الأول معايا .....وبلاش النظره دي الى بتخليني 

اصدق انك شاكك في حبي ليك... "


"انتِ الى عملتي كده ياحياة مش أنا.... انتِ اللي

مقدرتيش تحبيني...... "


نزلت دموعها من تصريحه الجارح لها...سُرعان 

ما اخبرته بحزن..... 

"انت اهلي ياسالم اهلي ودنيتي ازاي شايف....

اني مش بحبك..... "


رد عليها وهي يبعد عيناه عن عينيها الباكية وهو يقول بقسوة.... 

"أفعالك هي الى قالت كده هروبك مني وبعدك عني افعالك وانتِ وقفه ادامي وبتقولي انك هتنزلي 

الى فبطنك عشان ميكونش في بينا حاجه.... مع انك واثقه ومتاكده ان الى بينا اكبر من اسم على الوراق او  طفل بنتشارك فيه.... "


قالت حياة بتمهل وصدق... 

"انا عارفه اني مُتسرعه في تصرفاتي وفي كلامي 

لكن لازم تعرف ياسالم انك كنت في بداية جوزنى طول الوقت بتضغط عليه بمعاملتك الجافه وكلامك القاسي وبنظراتك الباردة الى دايماً كانت بتقلل مني... عشان يعني من الملجأ وكده..... "


قاطعه عن الحديث بضيق ....

"ممكن تكلمي بدون متجيبي سيرة الملجأ وحياتك 

قبلي كانت عمله ازاي...... "


"دي الحقيقه ياسالم..... "نزلت دموعها فور انتهى جملتها.... 


سحبها من يدها بقوة جالسة بين أحضانه ووبخ إياها برفق قائلاً... 

"الحقيقيه دي مش مهمه عندي..... انتِ لسه قايله

اني عيلتك ودنيتك.... يعني انتِ مش يتيمه انتِ بنتي ياحياة بنتي ومراتي وحبيبتي.... الى المهزء 

مهما عملت فيه بيحبها وميقدرش يستغنى عنها... "


ابتسمت بدموع وهي بين أحضانه واكملت حديثها 

بحزن... 

"سامحني ياسالم انا لم خدت حبوب منع الحمل في بداية جوزنا كنت خايفه من علاقتنا ببعض وكنت لسه مش عرفاك كويس.... بس صدقني لم عرفتك وحبيتك..... بطلتها وللهِ ما كدبت عليك لم قُلت لك اني بطلتها .....وعمري ماكدبت عليك من ناحية حبي ليك أقسم لك ياسالم حبيتك بجد.... وحتى لم فكرت أهرب كنت عايزه اهرب عشان اريحك مني وترتاح من العذاب الى سببته ليك .."


ضمها الى أحضانه وهو يرد عليها بصوت حزين

"وانتِ شايفه انك لم تبعديني عن روحي

هرتاح.. "


ظنت أنهُ يتحدث عن طفلهم القادم ردت عليه 

بصدق.....

"عارفه اني أنانيه لم فكرت ابعد عنك ابنك بس... "


"روحي هو انتِ ياحياة... "


توقف العالم من حولهم توقفت نسمات الهواء العابرة بل توقف كل شيء واي شيء هي شعرت ان حتى انفاسهم توقفت..... نظرت له بشفتيها الفغرتان 


"سالم...... "


لمعة عيناه بدموع وهو يُظهر اشد مشاعر قلبه لها ولأول مره ترى سالم شاهين هكذا.... معجزة الحب صُنعَ  رجلاً عاشق بصدق عجز القلم عن وصفه... فقط الأغبياء هم الذينَ يرون دمعة آلرجل ضعف لم تعرف يصاحب الأحكام ان دمعة الرجل ثمينة ولا تنزل الى من اجل اغلى وانقى الاشياء لديه.....


"انا بحبك.... وعايزك جامبي.... انا عارف اني قاسي وصعب وانتِ استحملتي كتير مني أذا كان زمان او دلوقت..... عارف اني تعبتك معايا ياحياة... بس انا حبيتك اوي .... بحارب نفسي عشان ابعد عَنك بس مش قادر.... حاسس اني ادمنتك ادمنت حبك وحضنك وقربك وكلامك... مينفعش تكون الحياة من غيرك حياة.... انا عايزك دايماً جمبي..... "


كلام متقطع ولكن صادق... نعم رجل لا يعرف ان يتحدث عن المشاعر وما يدور داخله لها ولكن 

حاول الخروج من قوقعة الثبات تلك حاول 

التحدث بقدر الإمكان حتى تشعر هي به وتفهم 

انها سُمية بهذا اللقب لأنها....

(أرضه ودنيته التي لن يتنازل عنها مهم مر بهم) 


مسحت حياة دمعه منفردة انحدرت على لحيته... 

نظرت لها وهي تنزل دموعها بل توقف... تحدثت 

مثل الطفلة المشتت حزنٍ ...

"سالم انت هتسامحني صح.... احنا هنرجع صح 

مش هتزعل تاني مني.... انا مش هقدر اعيش بشكل ده بعيد عنك"


مسح دموعها هو ايضاً و تحدث بلطف وحنان...

"كفايه عياط ياحبيبتي...... خلاص انا مش زعلان 

منك وانتِ كمان مش زعلانه مني مش كده.. "


همهمت وهي تنزل دموعها وللمره الأول دموع سعادة على أنتهاء كابوس الخصام بينهم !.... 


رفع راسها عن أحضانه لينظر لها بحب..وحاول تغير الجو المشحون بالحزن ولعتاب قائلاً... 

"وحشتيني اوي.. وبقالك اسبوعين شغاله فقرات

إغراء مش بترحم... "


خبطت على كتفه برفق وزمت شفتاها بعبوس 

قائلة....

"وياريتك اتاثرت......"


ابتسم على عبوس ملامحها قال...

"بصراحه كنت بتأثر بس كنت بقاوم بالعافيه... بس 

مش مهم ملحوقه.... "


شهقت بصدمة وهو يحملها على ذراعيه في لحظة 


"سالم بتعمل إيه... "


رد عليها بوقاحه وهو يدلف بها الى الغرفة 

"هعوض اللي فاتني في خصمنا.... ولا أنتِ مش شاطره غير في فقرات الإغراء بس.... "


وضعها على الفراش برفق ....وخلع تيشرت الذي كان يرتديه لتظهر عضلات ذراعيه وعرض صدره وتلك الخطوط الجذابة التي تحتل معدته المسطحة... وخصره المنحوت وبنية طوله كل شيء به يجعلها تقف مكانها تدقق النظر به باعجاب , مخجل ان نظرت لملامحها الان في المرآة ! .....


اقترب منها بمكر قال.... 

"النظره دي تطمن اوي.... بس انا عايزك برده تسيبي نفسك خالص ....و ورقه وقلم كده وسجلي اللحظة التاريخيه دي.... "


فاقت حياة من شرودها به وعضت على شفتيها 

وقالت بحرج زائف... 

"على فكره انت قليل الادب.... "


"على فكره مش محتاج شهادتك.... "


اقترب منها وبدء في قطف رحيق الحياة من شفتيها لتذوب بين يديه رويداً رويداً ....فقدت القدر على إحساس مايحدث لها بين يده ولكن تركت له الإمساك بزمام اجمل اللحظات في هذا العالم المنفرد به وبها......بعد عدت دقائق ترك شفتيها ونظر الى جسدها وهو يسالها بمكر .....

"حياة ......هي قلة الأدب معايا حاجه وحشه 

ولا حلوه... "


عضت على شفتيها وهي تقول بخجل.. 


"لاء طبعاً حاجه حلوه .. "


استلقت على الفراش وهو فوقها قال بشتياق... 


"بعشق صراحتك ياحضريه....."


تقابل الحب والمشاعر الحلال في مكانهم المعتاد 

لينسى كلاً منهم مايدور حولهم فقط يداعب خلوتهم ببعضهم شروق الشمس وعزف العصافير من حول شرفة غرفتهم....... ولكن لن يتوقف عالمهم عن عزف اوتاره الصاخبة بل سيزيد صَخب المشاعر داخلهم أشواق حارة !......... 


فتحت عيناها ببطء لتجد نفسها تستلقي بين

أحضانه.....أبتسمت بسعادة وهي تقول ببطء

"معقول مكنش حلم..... "


اقتربت منه لتطلع قليلاً على ملامحه الرجولية الجذابة وتتذكر صخب ليلة امس من مشاعر وأشواق جامحة......تحدثت بحرج وخفوت... 


"أم كانت ليله.. "


ابتعدت عنه لتدخل وتاخذ حمام بارد..... 


استيقظ سالم بعد عدة دقائق ليجد حياة تخرج 

من الحمام وتلف حول جسدها منشفة قصيرة 

ومنشفة آخرة تجفف شعرها...... 


نظرت له وابتسمت بأشراق قائلة برقة 

"صباح الخير ياحبيبي.... "


أبتسم لها بجذبية رجولية... ورد عليها

"صباح النور..... الساعه كام دلوقت.... "


نظرت في هاتفها وردت عليه وهي تجفف شعرها 

أمام المرآة..... 

"حداشر الضهر.....(١١ظهراً)"


نهض من مكانه بتكاسل وتطلع عليها وجدها 

منشغلة امام المرآة ...... 


نداها بخشونة حادة...

"حياه تعالي هنا ادامي.... "


نظرت حياة له بعدم فهم... وسائلة بتردد

"سالم مالك في إيه.... "


رفع حاجباه ورد عليها بصرامة

"لم تيجي ادامي هتعرفي.... "


وقفت أمامه بخوف وعقلها يعتصر ماذا فعلت له 


في إيه ياسالم مالك.... اااه.. "


قذفها على الفراش بخفة وهو فوقها وابتسم بعدها بمكر قال....

"انا مخدتش اصتبَحتي ياوحش.... "


ضاحكة بزهول من تصرفه....

"تصدق أنا كان هاين عليه اطلع مخي اعصره عشان أعرف انت بتكلم كده ليه على الصبح ..... بس على العموم خد "قبلته في وجنته برقة.... 


فغر شفتاه بعدم رضا قال...

"اي ده انتِ بتبوسي بنتك.... الاصتباحا مش كده الاصتباحا كده.... "


اقترب منها وكادا ان يقبلها في فمها اعترضت حياة قائلة....

"سالم احنا اتاخرنا وانت كمان عندك شغلك و.... "


قاطعها بوقاحة قال ....

"كل يتاجل إلا اصتباحت الصبح..... "


هتفت حياة بضيق من جملته.. 

"اي اصتباحا ديه هو احنا بنحشش...."


"انتِ حشيشت قلبي.... "

رد عليها قبل ان يكتم باقي حديثها بقبلته.....


(حب سالم شاهين شعلة مشاعر لا تنطفئ !!) 

-------------------------------------------------------

بعد مرور شهر..... في بيت بكر شاهين 


كانت تبكي خيرية وتتحدث بعويل وقهر....

"اخوكي اتحكم عليه بالإعدام ياريهام اخوكي هيموت ياريهام خلاص راح ابني راح بسبب سالم شاهين حسبي الله ونعم وكيل فيك ياابن زهيره

منك لله.... ااه يابني ااه ينضري..... منهم لله ربنا ينتقم منهم ابني هيتعدم وهما عايشين حياتهم ومرتحين..... حسبي ألله ونعم الوكيل..... "


مع كل كلمة تخرج من خيرية تشتعل نيران الإنتقام 

داخل ريهام لتعتصر الورقة التي كانت تمسك بها  بين يديها .....الورقة التي بها حكم المحاكمة على 

شقيقها...


احتدت عينيها بشرارة مجنونة شرارة حقد وغضب 

وانتقام...... لم تنتظر اكثر يكفي أنتظار فقد حان 

وقت حرق قلبك ياسالم...... 


"بلاش تعيطي ياماااا عيطي لم ناخد حق وليد 

منهم..... "


نزلت دموع خيرية وهي تقول بعويل

"احنا مش قدهم ياريهام ابعدي عن سالم تعالي 

نسافر تعالي نخرج من النجع ده وكفايه كده 

كفايه موت ابوكي..... واخوكي.... اخوكي اللي هيتعدم قريب اوي..... ياحبيبي يابني روحت مني وانت لسه في عز شبابك ياحبيبي يابني..... "


نظرت ريهام الى خيرية بضيق وعيون حمراء 

مخيفة وقالت بغموض.... 

"مش هسافر قبل ماخد بتار أخويه...... "


صعدت الى غرفتها سريعاً..... اغلقت الباب عليها 

لتنحني تحت فراشها لتاخذ هذهِ الانينة البلاستيكية متوسطة الحجم .....

تبتسم بشر وهي تستنشق رائحة البنزين منها... 

والفكرة تلعب على اوتار انتقامها بإصرار !!..... 


---------------------------------------------------------

وقفت أمام سيارته وكانت ترتدي عباءة محتشمة 

وحجاب انيق عليها ولا تضع شيء على وجهها فقط كحل أسود يزيد جمال عينيها ذات ألون البني الداكن.... 


دلفت الى سيارته جالسة بجانبه ناظرة له بابتسامة 

مشرقة....... 

"كآن ممكن أروح مع ريم انهارده لدكتوره زي كل مره.....وكنت أنت روحت المصنع..... "


حرك وقود السيارة وهو يرد عليها بخفوت.. 

"أنتِ قولتي بنفسك  ريم بتروح معاكِ كل مره....يعني المره دي هروح انا معاكِ.."


سائلة حياة بمزاح... 

"انت بتغير ولا إيه.... "


رد عليها سالم بمزاح جميل... 

"اغير من مين من ريم.... لاء طبعاً بلاش افوره... 

انا بغير عليكِ من هدومك اصلن... "


ضاحكة وهي تسأله بفتور ...

"بتغير من هدومي طب ليه.... "


نظر لها وهو يقترب منها بعبث ليهمس في أذنيها 

قائلاً بخبث..... 

"بتغطي حاجات كده اا.......يلا متعوضه بليل.... "


أطلقت ضحكتها الرنانة ليقود هو سيارته وهو يبتسم باستمتاع لملامحها السعيدة فرحاً وحب...... 


بعد ان اختفت السيارة خرج غريب من وراء الشجرة وهو يبتسم بشر فقد أقترب معاد الثأر الآن !!....


"مشاء الله كله تمام....... اطلعي كده على الميزان 

خلينا نعرف وزنك بقه كام..... "تحدثت الطبيبة 

بجملتها وهي تجلس على المقعد وتستند على 

سطح مكتبها لتكتب بعد الأدوية لحياة..... 


كان سالم يقف بجانبها ليرى وزنها .....


هز رأسه بمزاح وهو ينظر الى الرقم ويهمس لها 

بخفوت... 

"وزنك 52 ياوحش ......"


همست له بنفس الخفوت.... 

"سالم اكدب وقول اني 60كيلو عشان مسمعش محاضرت كل كشف..... كُلي اشربي خُدي الدوا اشربي للبن نقصك حديد ولحاجات دي كلها..... "


رفع حاجبيه وهو يرد عليها بجدية.... 

"لاء ماهو انتِ هتاكلي كويس وهتظبطي مواعيد 

اكلك والدوا كمان... ومن اول النهارده انا اللي هباشر الموضوع ده....عشان شكلك بتستهبلي"


زمت شفتيها بعدم رضا وهي تنزل من على ميزان الوزن قائلة بتبرم..... 

"صحيح نسيت انك دكتور ..... "


ذهبت لتجلس على المقعد امام الطبيبة ....


سائلة الطبيبة حياة بابتسامة حانية..


اكيد وزنك لسه زي ماهوا...وحتى التحليل ادامي بتقول إن الانميا عندك مش مظبوطه.. حاولي

تهتمي اكتر باكلك وتاكلي كل الخضروات الى كتبتها ليكِ قبل كده عشان الحديد نسبته تُظبط في جسمك.....والحمدلله النونه بخير وبينمو طبيعي 

وشكله كده ولد ومشاكس اوي... بس طبعاً هنتاكد اكتر الشهر الجاي"


أبتسمت حياة وهي تنظر الى سالم بعد ان علمت 

إن ممكن ان تنجب ذكر وتسميه(حمزه) كما توقع 

سالم..... 


بدلها النظرة بحب ممسك يدها وشكر الطبيبة بتهذيب.... متوجه لخارج العيادة وحبيبته الصغيرة بين يديه ...... 


كآن يقود سيارته بهدوء ويشغل الراديو لتدوي 

موسيقة هادئة في  السيارة بأكملها... 


سألته حياة بسعادة ....

"سالم تفتكر حمزه هيطلع حلو زيك كده.... "


أبتسم وهو يرد عليها بغرور زائف 


"تفتكري في حد في حلوتي.... "


وضعت يديها على يده وهي تقول بحب 

"لاء طبعاً مافيش حد شبهك انت مميز في كل حاجه بس انا نفسي يطلع حمزه شبهك اوي ..... "


أبتسم لها بحنان وهو يمسك كف يديها ويقربه من 

شفتيه وقبلها قال بحب... 

"هتصدقيني لو قُلت لك اني نفسي يطلع شبهك أنتِ...... "


ابتسمت بحب لتشتبك آلعيون ناظرة بعمق داخل 

اطارها ...... ليدوي صوت إطلاق الرصاص 

من حولهم توقف سالم في لحظة بسيارته 


اشتعلت عينا سالم وهو يرى غريب الصعيدي 

أمامه مبتسم بشر ومصوب سلاحه على 

الإطار الأمامي من السيارة.....


سائلة حياة سالم برعب وهي ترى هذا المشهد 

بزهول......


"سالم في إيه ومين ده...... 


        الفصل السادس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close