أخر الاخبار

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14بقلم دهب عطيه


 رواية ملازيي وقسوتي 

الفصل الثالث عشر والرابع عشر

بقلم دهب عطية 

💟 الثالث عشر  💟


كادا ان يقترب اكثر منها ....نظرت حياة بجانبها وجدت زهريةٍ صغيرة الحجم على سطح المنضدة بجانبها ... مسكتها سريعاً وبدون تفكير نزلت على وليد بها على راسه...... في هذهِ الاثناء انفتح الباب عليهم .......ولكن قبل ان ترفع حياة عينيها 

بزعر على باب غرفتها وجدت الظلام الدامس يحيط الغرفة .......... 

وضع وليد على فمها قماشةٍ بها مخدر ...اغمضت عينيها على الفور مستسلمة الى البقعة العميق المظلمة التي رمها بها لا ترى ولا تسمع ولا تشعر بشيء حولها  وكانها فقدت الشعور بي (الحياة).... 


اغلقت ريهام الباب خلفها بتوتر قائلة بخوف 

"هنعمل اي دلوقت ياوليد.... "


غرز وليد يده في جيب بنطاله ليخرج منديل ورقي 

مسح به هذا الجرح العميق التي تسببت به حياة ...


تطلعت عليه ريهام قال بضجر ...


"هي الى عورتك كده.... "


مسح الجرح من هذا الدماء الغزير..... ثم هتف بها بضيق...

"ااه هي بنت الحرام عايزه تعمل فيها شريفه "


ابتسمت ريهام بسخرية... 

"أخيراً  لقيت حد معايا على الخط... عرفت بقه انها زباله وبنت حرام.... "


نظر الى حياة وقدميها العاريةٍ امام عيناه الشهونية

ليهمس بمكر ....

"ااه خدت بالي بس ده ميمنعش انها مغري اوي.. وعايز تتاكل..... "


نظرت له ريهام بضجر ثم مسمست بشفتيها قائلة 

"طب بالهنا ولشفاء المهم هتعمل إيه مع سالم لم يعرف انها مش موجوده..... "


"ولا اي حاجه زي متفقنا هكلم من خط مش متسجل  وهبتزه لو عايزها يدفع تمنها وتمنها مش هيبقى اقل من نص املاكه ويمكن كلها لو ملية ايدي منه... "


رفعت ريهام حاجبيها قائلة بغضب 

"نعم..... وانا هكسب ايه لم أنتَ تاخد الفلوس وترجع الزفته دي تاني ليه.... وليد ده مكنش اتفاقنا حنا أتفقنا انك هتخفي البت دي معاك للأبد........ مش ترجعها ليه من تاني... "


نظر لها وهو يعبث في هاتفه بضيق... 

"اعاقلي ياريهام..... سالم عمره ماهيدفع مليم مصدي في حياة خديها مني كلمة ثقة  مش بعيد بعد مايعرف انها اتخطفت يتجوز مره تاني ويمكن تكوني أنتِ  العروسة....."أنها حديثه بغمزةٍ ماكرة


اتسعت ابتسامتها بطريقة بشعة....قالت بحقد 

"ااه ياوليد لو ده حصل هبقى ست البيت ده كله 

هبقى مرات سالم شاهين الى كل البنات في النجع 

نفسهم يخدمُه بس في بيته..... "


ربت على كتف اخته قال بثقه... 

"هيحصل هيحصل ياريهام بس زي متفقنا.... لو حد فينا وقع هيقول إيه..... "


نظرت له قائلة بجمود 

"ملوش شريك طبعاً..... "


"برفو عليكِ تعالي بقه ساعديني اطلع من الباب الوراني.... من غير ماحد ياخد باله.... معاكِ

المفتاح "

تحدث وهو يحمل حياة على ذراعه


ردت عليه بخفوت.... 

"ااه سرقت بتاع حنيي راضيه...وطلعت نسخة عليه ورجعته مكانه متقلقش امان.... "

    

فتح باب الغرفة قائلة بمكر... 

"برافو عليكِ يابت تربيت أخوكِ... المهم وصليني للباب الوراني ورجعي انتِ  قعدي تحت عشان محدش يشك فيكِ....تمام ولا اعيد تاني"


"لا تمام.... ده الى كنت هعمله...."


    

                *********************


             

قبل ذاك الوقت...... كادا ان يصعد سالم على درج المؤدي الى غرفته عاقا صعوده صوت ريم بتردد

"سالم .....ينفع نتكلم شويه مش هاخد من وقتك كتير ربع ساعة بس......" 


تطلع عليها بهدوء بارد  كان يتمنى قرأت حديثها من على وجهها الشاحب المتردد في نطق..... نظر لها قال بخشونةٍ حانية قليلاً ... 

"طب تعالي نتكلم في المكتب..... "


جلس على مقعده باريحية قال وهو يتطلع عليها باهتمام.... 

"اتكلم ياريم انا سامعك ....عايزه تقولي إيه.... "


فرقت في يدها وبدأت تدعو الله في سرها لتبدأ حديثها قائلة بخفوت... 

"انا هقولك الى المفروض تعرفه عشان مكنش ادام ربنا مذنبه مع اخويه..... "


مالى بجسده الى الامام  سائلاً إياها وهو يلتقط الإجابة من على وجهها الشاحب 

"اخوكي وليد ماله..... اتكلمي على طول ياريم بلاش تنقطيني بكلام..... "


انتفضت من جفاءه لتقول بتوتر ...

"وليد سمعته من ساعة بيدبر مع واحد...... يخطف حياة بعد مايخدرها وياخدها معاه.... وبعدها يبتذك بلارض  ووالمصنع  لو كنت عايزها..... "


اتسعت عينا سالم وبرقت بهما نيران اندلعت فجأة

مهددت باحرق المكان من حوله ......

نهض فجأه ليقطع المسافة بينهم ويسحب ذراعها بقوة بين كفه العريض هدر بها بغضب 

"أنتِ اتجننتي ياريم يخطف حياة يخطف مراتي

انتِ بتقولي إيه ... "


هتفت ريم ببكاء ورجاء... 

"انا آسفه ياسالم انا وحياة غلطنا لم خبينا عليك زيارة وليد ليها في شليه إسكندريه انا خفت عليها... وكمان خفت على وليد منك..... انا الى اقنعتها متقولش حاجه عن الموضوع..... و وليد استغل سكوتها لصلحه ويمكن يكون بيضغط عليها دلوقتِ.... ارجوك ياسالم  بلاش تعمل حاجه في حياة هي ملهاش ذنب انا الى اقنعتها متعرفش حاجة عن الموضوع ده .... "


نفض يدها بغضب وصعد الى غرفتها وهو يشعر ان صدره يشتعل بنيران حارقة..... 


                        ************


ركب سيارة وانتلق بها وهو يتطلع على حياة الغايبة عن الوعي.... ابتسم بمكر شيطاني 

"بجد مبروك عليه كل لليله جمبك يامرات سالم... 

ياااااااااه ده انتصار من نوع خاص.... "ثم صمت لبرهة ثم قال بعبث... 

"بس الانتصار هيحلو لم ابعت لسالم فيديو 

+ 18 هتبقى حفله من نوع خاص .....اوعدك.. "


                        ***************

فتح الباب بقوة.... لتشتد عيناه وهي تبحث بقوة 

عليها لم يجدها منظر الغرف كان مريب زهريةٍ محطمة الى شظايا صغيرة ويبدو ان كان هناك فوضى مريبه أيضاً ولكن ما جعل عينيه قطعتين من الجمر الملتهب هذهِ الدماء الذي تحتل ارض غرفتهم..... 


بدات أنفاسه بالاسراع اكثر وبرزة اوتار عنقه بشدة وهو يرى شكل الغرفة وما بها الذي لا يبشر بخير مطلقاً..... صرخ في اركان الغرفة بغضب شيطاني يكاد ان يقتل من يقف أمامه ...

"ولـــــــــيــــــــد  هـــــقـــتــلــــك  هـــــقـــتــلــــك

يـــا ابــن الــكـلــــبــــ......."


دخلت ريم وريهام ولجده راضية على صوته بسرعة 


قالت الجدة راضية متسائلا...

"مالك ياسالم بتزعق كده ليه....... "


نظر الى جدته بعيون حمراء.. ومن ثم نظر الى ريهام وريم قال بزئير كالاسد الجائع غضباً 

"أقره الفتحة على اخوكم لانه هيدفن انهارده

حي"


خبطت راضية على صدرها بفزع .....


وشهقت ريم بزعر حين لمحت هذا الدماء الملطخ

ارض الغرفة....... 


ام ريهام فنظرت لهم بتوتر وهي تدعو ان لا ينكشف امرها امام سالم..... فهو لن يرحمها ازاى علم بمخطط كهذا ولاسوء انها خطط لكل شيء ووليد كان فقط منفذ لها.......... 


خرج سالم سريعاً بعد ان رمى قنبلته في وجههم جميعاً....... دخل رافت وبكر شقيقة.... قائلين بتسأءل 


"في ايه ماله سالم بيزعق ليه..... "


هتفت راضية ببكاء وترجي ..

ُُالحقوه  ولادكم هيموته بعض.... سالم هيموت وليد وشكل وليد عمل حاجه في حياة البنت مش موجوده ولاوضه مليانه دم ولازاز مكسور الحقوه عيالكم.... "


لم تقوي على صمود في ظل هذهِ الأحداث وقعت راضية مغشين عليها بضعف كادا ان يوقف قلوب جميع من الواقفين  في وسط الغرفة..... 


"امي..... حنيّ..... "


                       **********


يقود السيارة بسرعة تفوق الوصف.... أنفاسه تتسارع بغضب يكاد صدره المنتفض غضباً يُمزق ازار جلبابه الرمادي... بينما عيناه حمم بركانية.... وجهه القاتم بشطانية الانتقام ...يُقسم ان يرى اسواء مابه على جسد هذا  الوليد .. 


كان الطريق مظلم يخيمه الظلام الدامس ...ولكن مصباح  السيارة يوفي بالغرض لرؤية الطريق امامه... تسمرت عيناه على سيارةٍ  امامه...... تراقب السيارة الغريب اكثر ليعرف هويتها على الفور .... لتزيد للامعة الإنتقام الاسود اكثر  في عينان سالم ..... 


شد سرعة السيارة اكثر وتخطئ سيارة وليد  بإمتياز وقف امامه في لمح البصر مصدر سريناً

عالٍ على اذن وليد....


انتفض وليد الذي كان يتحدث عبر الهاتف ولم يلاحظ وجود سيارة سالم ورآه.... خرج سالم بغضب من السيارة وفتح باب سيارت وليد واخرجه بغضب منها كان وليد تحت تأثير الصدمة........ فقد انكشفت خططه سريعاً ..... اسرع من  توقيت تفكيره في هذا المخطط بمراحل..... 


لكمه سالم بغضب وشمئزاز وهدر بصوتٍ  يشتعل غضبٍ  .....

"هــمـــوتــــكـــ.........هــمـــوتــــكـــ يابن الــ****.....ااه يابن الكــلـــبــــ......داخل تخطف مراتي من قلب اوضة نومها اااه يازباله يــ*******..............."


مع كل كلمه كان ينهال عليه بلكمةٍ عنيفه ...انسابت الدماء بغزارة من وجه وليد .....ليقع على الارض بعيون لم يقدر على فتحهم بسبب الورم الذي اصابهم بعد ضربات سالم له والذي تعمد ان يكون اكثرها تحت عيناه حتى يضعف عذابه .....اصبح وليد تحت قدميها على الرصيف الصلب البارد  كان يحاول  وليد النهوض لدفاع عن نفسه او قتل سالم في هذا الوقت ولكن غضب سالم واصراره على موت وليد بين يده انتقاماً منه على كيفية تجرأه على اخذ  شيء يخص سالم شاهين وليس اي شيء انها (ملاذ حياته )...كيف يجروا على انتزاع 

حياته منه بكل هذهِ البساطة .....


كان كالمغيب يلكم ويثور على جسد وليد الذي شعر انه كد سكن بين يده....... سمع صوت سيارة تقف امامه..... خرج منها والده وعمه بكر الذي يصيح 

ٍٍبخوفٍ  على ابنه الذي اصبحت تسيل  الدماء منه في كل مكان بجسده ومع ذالك لم يتوقف سالم أيضاً عن ضربه في وجهه الذي اختفت معالمة ولم يصبح وجه رجل مطلقاً بعد هذا الازاء الجسدي..... 


نهض سالم ليرى صخرةٍ متوسطة الحجم حملها... 

وكادا ان ينزل بها على راس وليد...... صرخ بها والده رافت بترجي قائلا...بعد ان ايقن  ان ابنه اصبح كالغيب يستمع الى شيطانه فقط وهذا على الارجح سيفقده الكثير بعد ان يعود الى رشده ....

"سالم كفايه يابني ......بلاش توسخ ايدك بدم ياسالم  انت متربتش على كده .....اوعى تنسى ربنا وقرانه الى مسكت بين ايدك 

(من قتل نفس بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا) 

بلاش يابني بلاش عشان خاطر مراتك وبنت اخوك 

الى ملهمش في دنيا غيرك بلاش تضيع نفسك يابني بلاش ......."


رمى الحجر بعيداً ونظر الى والده بوجه قاتم مثل لون الليل من حولهم .....هز راسه رافت  برجاء ....زفر بغضب وهو يرمي نظرتٍ على وليد المرمي ارضٍ ويبكي بكر بجانبه خوفاً على فقدان سنده في الحياة ..

(واذا كانت نواياك سيئه ..تذكر انك انسان ولكلاً منا نقطة ضعف تعني لك الكثير !!...)


ركع رافت على ركبته بجانب شقيقه بكر ...وضع يده على عنق وليد بهدوء .....ثم نظر الى شقيقه يبث له الطمانينة ....

"متقلقش يابكر ان شاء الله وليد هيبقى كويس لسه في نبض ....."


هدر به بكر بغضب وغل الإذاعة

"اقسم بالله لو ابني جرا ليه حاجه روحك وروح ابنك قصاد روح ابني ....."


نظر له سالم باحتقار نظرة ساخرةٍ مشمئزاةٍ من وجود مثل هذه الأشخاص في حياته بالقب

(العم وابنه)يالله اكتر الكارهين لك هم من المفترض ان يكون عائلتك حقاً للقدر قصةٍ أخرى !!...... 


صمت رافت ولم يرد على شقيقه حتى لايفقد ثوابه فا سكوت افضل الآن من الجدال في عملت ابن اخيه مع زوجة ابنه (حياة)........ 


فتح باب السيارة ونظر لها كانت كالمغيبة عن العالم ومن فيه...... بدأ يضرب على خديها بحنان بالغ قال...

"حياة....... حياة..... ردي عليه ياحـبــبـتـ ....."صمت وهو  ياخذ بعض الماء من انينةٍ كانت في سيارة ...وضع القليل على وجهها حتى تستعيد وعيها ..... 


فتحت عينيها بتعب وبطئ شديد.... كانت الصوره 

مشوشة قليلاً في البداية ولكن قد بدأت الصوره توضح اكثر لتجد سالم يقف امامها يراقبها بقلق 

همس لها بحنان وهو يمرر أصابعه على وجهها الشاحب المبلل من اثار قطرات الماء .....

"أنتِ  كويس ياحياة..... "


بدأت تحدق حولها بتذكر ما حدث معها قبل ان تفقد الوعي..... كانت تجلس في سيارةٍ غريبة عليها لم تكن سيارة سالم.....  اين هي..... اتسعت عيناها بزعر حين تذكرت وليد وهجومه عليها وضربها له بزهرية  وبعدها الباب فتح وفقدت القدرة على رؤية اي شيء  بعدها...... هتفت ببكاء وزعر هستيري 

"سالم..... وليد..... وليد..... كان في اوضتي.... سالم وليد .....و........ "


"هشششش اهدي ياحياة انا جمبك متقلقيش....

تعالي........"حملها على ذراعيه بلطف... 


خرجت من السيارة ارتطمت بالهواء البارد اثار المكان الخالى ولمظلم.... تطلعت حوله بقلب ينتفض وهي مزالت على يد سالم القوية...... وقعت عينيها على عم زوجها بكر يجلس على الارض وينظر لها بكره وغضب ...ام رافت فنظر لها باعتذار وحنان  كانت هذه هي نظرته وحنانه المعروف  دوماً لها منذ اول يوم رأته به.....  وقعت عيناها أيضاً على الواقع بجانبهم وتسيل الدماء من وجهه لم تتعرف عليه بسبب وجهه الغارق بالدماء ولكن علمت بهويته فوراً  شهقت بصدمه وهي تنظر الى سالم بصدمه تسأله بعينيها

(انت من فعلت هذا) 


نظر لها ورد هو بصوتٍ  خشن غاضب ...

"للاسف كان نفسي نهايته تكون على ايدي لكن لس فيه نفس...... بس العيب مش عليه لوحده ومش هو بس الى هينول عقابي..... "صمت قليلاً ثم قال بفحيح كالافعى 

"أنتٍ كمان لسه دورك جاي ياحضريه.... "

رمها بقوة داخل السيارة.... ابتلعت ريقها بصدمة وخوف.... صدمه من انفصام من المفترض ان تعتاد عليه..... ولخوف من عقابها الذي لمح به هل سيمد 

يداه عليها.... لم يفعلها من قبل..... هل سيفعلها الان.. 


قادا سيارة بصمت مريب.... اختنقت انفاسها خوفاً  من القادم على يديه...... 


              ********************

حمد الله على سلامتك ياحياة يابنتي... "قالت راضية حديثها وهي تمسد على شعر حياة ..


جلست بجانبها ريم على حافة الفراش قائلة بحزن 

"حقك عليه ياحياة.... كان لازم ابلغ سالم اول ماسمعت مكلمة وليد وهو بيدبر لخطفك..... "


رفعت عينيها بزهول تريد توضيح اكثر 


ردت راضية بهدوء 

"مش وقت الكلام ده ياريم سيبي حياة ترتاح... "


اتجاهة حياة بعينيها على سالم الذي يقف في نفس الغرفة وينظر لها بعتاب غاضباً..... عيناه تلمع بقسوةٍ مخيفه اصبح وجهه قاتم لا يعرف النور.... من شدة شعوره بالخوف عليها  والغضب منها........ 


هتف سالم بخشونة قبل ان يخرج من الغرفة 

"ياريت نسيب ام ورد ترتاح....... "ثم نظر الى ريم قال ....

"نامي معها انهارده ياريم..... وانا هروح انام في اوضه تانيه....... تصبحو على خير....... "


خرج وتركها تنظر الى فراغه بضيق... نعم كانت تود لو ظل بجانبها اليوم فهي تحتاج الى حنانه واهتمامه الذي يمحي تعب وعناء قسوة الحياة من حولها..... اغمضت  عيناها بيأس فا على الأغلب تركها اليوم حتى يهدأ  من روعه حتى لا ينفعل عليها ويصل الموضوع الى الضرب كما تظن... 


"حيااه مش هتنامي..... "هتفت ريم لها بصوتٍ حاني نظرت حولها وجدت الغرفة فارغة من اي شخصباستثناء ريم الواقفه امامها وابنتها النائمة في أحضانها..... كم استغرق التفكير به كل هذا الوقت وهي لا تشعر بي اي شيء يحدث حولها......... 


نظرت الى ريم ثم همست بحزن ...

"ادخلي أنتِ نامي جمب ورد وانا شوي وجايا... "


نظرت ريم لها باستغراب .....متسائلا 

"راح فين ياحياة دلوقت.... "


نهضت ببطء وهي تفتح باب الغرفة قائلة بنفاذ صبر ...

"مش وقت اسئله ياريم ..... بعدين..... "


خرجت من الغرفة وهي ترتدي منامةً ذات حملات رفيعة..... ومنطال يصل لي بعد ركبة.... كانت منامة وردية ألون..... وكان شعرها ملموم على جانب واحد ينساب على كتفها اليمين....... مزال وجهها شاحب عيناها حزينه ولخوف اخذ من لون عينيها مكانٍ  للسكن به......... كانت ملامحها تشفق عليها العين...... وبرغم كل ماتعنيه مزال (سالم) شغلها الشاغل...... تريد ان ترآه فقط تريد ان تفهم منه لم قال لها ان وليد

( لم يكن هو المذنب الوحيد وهي أيضاً مذنبه معه)

هل يشك فيكِ  ...)سألها عقلها بشك 

من حديث سالم لها ...... ام ان وليد افترى عليكِ في الحديث)......هتف عقلها داخلها بتهكم جعلها تتوتر من ردة فعل سالم اذا سألته عن معنى حديثه.....

وهل صدّق وليد بالفعل....... زوبعات من الأسئلة المتركمة فوق عقلها......وهي امام ازدحام الأفكار تضعف وتخشى اكثر من ردة فعل سالم عليها بعد ان يرها امامه الان في هذا الوقت.... ولكن لن ترتاح ان لم تعرف ماذا قال له وليد....... 


                  ******************

كان يستلقي على الفراش وهو يرتدي منطال قطني مريح عاري الصدر  يعبث في لاب توب امامه بلا أهداف مزال عقله معها بعد كل شيء يشغل تفكيره 

بها..... وكان النوم جفاءه وأصبح صعب ترويضه لياتي إليه ويريح عقله ولو  ساعات قليلاً....... 

أغلق الاب توب بتهيدة محارب أرهقته حرباً  هو محاربها الوحيد في ساحةٍ لا يعلم  بها من عدوه ومن رفيقه !....


سمع طرق على باب غرفته..... ابتسم ساخراً على تدقيق اذنيه في هواية الطارق..... ملاذ الحياة  

مميزة في كل شيء حتى طرقات الباب من على يديها لها للحن خاص على أذنيه فايميزها بسرعة..... 


"ادخل...... "همس بها وهو يستلقي على الفراش ويضع يديه تحت راسه..... وعيناه تراقب دخولها بملامح خالي من اي تعبير....... 


دخلت بخطىً يشوبها الارتباك قليلاً.... اغلقت الباب بهدوء... ورفعت عينيها إليه بحرج.....وجدته مستلقي على الفراش بهدوء  وينظر لها بعدم اهتمام.... همست بتوتر 

"سالم...... انت كنت نايم...... "


رمقها بجفاء ورد ببرود... 

"حاجه زي كده...... كنتِ  عايزه إيه...... "


عضت على شفتيها بحرج ثم ترددت قليلاً في الحديث الذي اتت إليه.... فوجدت ان الهروب اسهل الآن من امامه .....

"خلاص بقه...... مش لازم الصبح نبقى نتكلم... بعد

اذنك...... "


خطت خطوتين في داخل الغرفة حيثُ  خارجها..... نهض سالم من على الفراش وقطع المسافة بينهم... ممسك بيدها قال ببرود وتوبيخ.. 

"انتِ هتفضلي جبانه كده لحد امته..... جاي هنا عشان توجهيني.... يبقى لازم تبقي قد الموجها مش

تهربي من قبل حتى متكلمي...... "


احتدت عينيها وهتفت به بضيق..

"انا مش جبانه ياسالم...... مسمحلكش....."


مسك ذرعها بقوة وقرب راسه منها قال بغضب 

"ومن امته وأنتِ بتسمحيلي اقرب من حاجه تخصني..... من أمته  وأنتِ  مراعيه وجودي في حياتك من امتى ياحياة من امته...... "


ترك يدها بنفور... ومد يده على المنضدة ...إشعل سجارته بغضب خرج منها دخان رمادي قاتم

اولها ظهره وهو يتحدث.. قال بحزن 

"أنتِ  عمرك مرعيتي وجودي في حياتك ياحياة... 

عمرك مقدرتي انك اول ست في حياتي اول واحده 

المسها واول واحده انام جمبها على سرير واحد.... 

عمرك مرعتي فكرة ان كل مابلمسك مابين ايدي ببقى عارف ومتاكد ان حسن عملها قبلي.."

اغمض عينيه بالم وهو يفتحهم ويزفر دخانه الرمادي بقوة....

"ذكريات حسن لسه محتفظه بيها.... كل ماكنت باقرب منك اشوف في عينك حبك لاخويه وندمك الى دايماً شايفُه فعينك مع كل يوم بيمر على جوزنا..... "


نزلت دموعها وقالت بحزن ..

"سالم بلاش تظلمني انت لازم تقدر اني كنت مرات حسن اخوك واحنا مش هنقدر ننسى حاجه زي دي 

ياريت تقدر ده..... "


وضع سجارته فالمنفضة..... ليرد عليها بدون ان يرفع عينيه عليها.... وكانت بينهم مسافةٍ ليست كبيرة....... 

"اقدر....... طب وأنتِ ليه مش قادره تقدري اني راجل..... "


ارتعشت شفتيها واتسعت عينيها من التصريح غريب على لسانه..  " سالم انت بتقول...... "


قطع المسافة التي بينهم في لحظة  ممسك ذرعها بقوةٍ  بين كف يده وهدر بها بغضب.... 

"بقول الحقيقي الى بشوفها في عنيكِ... اني مش راجل في نظرك.... اني مش من حقي اكون جوزك 

مش من حقي  امحي حسن وذكرياته من قلبك وعقلك.. واني مش من حقي اعرف بزيارة وليد ليكِ في شليه اسكندريه...... اني مش من حقي اكون مصدر ثقه زي حسن زمان ......اني مش من حقي 

مش من حقي اي حاجه فيكِ .... دايماً بشوفها

فعينك .... حتى مش من حقي اكون اب لورد بنتك مش دي كمان نظرتك ليه اني مش من حقي اي حاجه "اصبحت انفاسه متشنجة بشدة متسرعةٍ بقوة... قال بوجع منهار امام عينيها المصدومة 

"تعرفي ساعات بحس اني كمان مش من حقي ارتاح في حياتي وبذات معاكِ...... "


نزلت دموعها بلا توقف على وجنتيها الشاحبة من انهيار كلماته امام عيناه المستاءة..... شعرت بنغرة حادة إصابة قلبها المدمر من اجله.... هي سبب الام قلبه...هي من وصلت به وبها الى هنا على ماذا تلوم وهي الملامة هنا..... وصلت له كل شيء يألم ويجرح كرامة اي رجل واذا كان هذا الرجل كاسالم شاهين ...فهي حمقاء في ما تسببت به ..... 

همست بترجي قائلة 

"انا آسفه..... "


ضحك بسخرية لا بل تحولت الضحكة بستهزاء 

ثم نظر لها واختفت ضحكته الزئفة ببطء.. ثم بعد برهة رد عليها قال بألم .... 

" اسفه....... خليكِ واثقه ان مش اي أسف يمحي الوجع ياحياة ...."


عضت على شفتيها بحرج...... ووضعت عينيها على الارض.... فماذا ستقول..... سالم على حق وهي على حافة  الباطل تترنح ...ماهي الكلمة المناسبة له وهل هناك كلمة تصلح موقفها امامه.... تباً لموقف لم اتخيله يوماً.......فاقت على صوت سالم وهو يقول بتعب 

"روحي نامي ياحياة... الوقت اتاخر روحي نامي لاني كمان محتاج انام ورتاح...... "


" سالم...... أنا "


وضع يده على شفتيها قال بتمهل ..

"كل حاجه وليها وقتها..... وانا محتاج وقت اراجع فيه علاقتنا من تاني....... "


نظرت له بصدمة.... ثم حاولت اخرج صوتها الذي أختفى في اعماق الذهول بعد تصريحه الواضح 

(عن الفراق يتحدث) هتف عقلها بصعوبة استيعاب


تحدث سالم بتوضيح اكثر بعد ان راء تشنج تقسمات وجهها الشاحب..... تنهد وهو يقول 

"احنا اتسرعنا في جوزنا.... انتِ مش هتقبلي وجود راجل تاني في حياتك غير حسن وذكرياته ...وانا مش هقبل اكون مش راجل في نظر مراتي... يبقى 

خلاص كل واحد يروح من طريق وكفايه وجع لحد 

كده ياحياة لاني تعبت ........... 


💗البارت الرابع عشر 💗


"حياة يــا حياة..... يلا اصحي كل ده نوم..... "


فتحت حياة عينيها بتعب وارهاق.... نظرت حولها باعين ناعسةٍ  ...... ثم نظرت الى ريم متسائلا 

"ريم...... هو سالم فين خرج ولا في البيت.... "


ابتسمت ريم وهي تهز راسها بستياء ..

"وللهِ هبله وبتموتي فيه ........سالم ياستي خرج من الساعة سابعه الصبح..... وحالياً يايويو الساعة انتشر الضهر (تقصد الثانية عشر ظهراً ) ...."


نظرت لها بعدم فهم قائلة 

"خرج ازاي لشغل .....دا النهارده تاني يوم

العيد... "


رفعت ريم حاجبيها باستغراب لتتذكر شيئًا ما فقالت...

"ااه افتكرت .....انا سمعتُه الصبح لم حنيي راضيه سالته نفس سؤالك كده... قالها ان عنده أجتماع مع واحد كده اسمه..... ااه فهد العطار... ده الى هيتفق معاه على مقولة المصنع الجديد........هو سالم مش حكيلك على موضوع المصنع الى هيتبني في قلب الأرض الى جمب مصنعه القديم "


نظرت لها بحزن..... ثم تنهدة بتعب قائلة بمرارة 

"من امته وسالم بيحكي ليه على  حاجه ياريم... انتِ  ناسيه علاقتنا ببعض عمله ازاي..... لا وخلاص سالم قرار ينهي كل حاجه....... "


نظرت لها ريم بعدم استيعاب .... جلست ريم بجانبها على حافة الفراش وهي  تسألها 

"اي معنى الكلام ده ياحياة ...انا مش فهمه حاجه... "


نزلت دموعها وهي تتذكر حديث سالم مساءٍ ...

بلعت غصة في حلقها بوجع من تذكرها عن الفراق 

هي لا تعلم لما الحزن على فراق سالم 

هذا ماكانت تريده منذ بداية زواجهم.... ولكن شهرين مرُ على زواجهم تغير بهم الكثير هناك بهم ذكريات تحتوي على كل الأحاسيس داخلها 

الحنان ولاهتمام....... الجنون والمشاكسة.... الحزن القسوة.... العناد والكبرياء من كلاهما ....ٍلكلاً  منهم ذكرةَ لا تنسى هل بعد كل تلك المشاعر مزالت مهزوزة للاعتراف ان فراقه سيتسبب بفوضة داخلها....... 


"ردي على ياحياة وكفايه سرحان ....انتِ  قولتي ايه لسالم ولا هو  قالك اي...... "هزت ريم كتف حياة بخفة لتفيق من شرودها....... 


نظرت لها حياة بعيون تزفر الدموع بدون شعور منها ....


مسحت ريم دموع حياة بيدها قائلة بقلق 

"حياة مالك هو الموضوع كبير ولا إيه...... "


رمت نفسها في احضان ريم قائلة بانهيار 

"سالم هيطلقني ياريم ........هيطلقني........"


احتضنتها ريم بقلق قائلة بصدمة 

"إيه الى وصل الموضوع لكده..... اوعي يكون عرف موضوع حبوب منع الحمل ....."


تحدثت وهي في احضانها بنفي... 

"لا مش الموضوع ده...... هو مضيق اني خبيت عليه موضوع زيارة وليد ليه في شليه إسكندريه. "


ابتعدت حياة عنها وهي تمسح وجهها بحزن ...


نظرت لها ريم قائلة بخزي من نفسها... 

"انا آسفه ياحياة..... واضح ان انا كنت سبب المشكله الى هتكبر بسببي دي..... "


رفعت حياة عينيها عليها بصدمة.. ثم هتفت 

بخوف من ان تخسر ريم الآن بعد هذا الحديث 

الغريب عليها..... فا ريم صديقتها منذ اربع سنوات 

من يوم ان دخلت هذا النجع...... ريم الأخت والصديقة ........فهل حان وقت فقدانها بما تنوي قوله لها..... 

نظرت لها حياة بتراقب..... اخبرتها ريم كل ماحدث...... تنهدت حياة بعد انتهاء ريم من الحديث قائلة بامتنان 

"الحمدلله..... "


نظرت لها ريم باستغراب وقالت 

"أنتِ بتقولي الحمدلله على إيه  مش فهمه... "


قالت حياة وهي تضع يدها على صدرها   

"كنت فكره..... انك متفقه مع وليد او ريهام.... مش عارفه الشيطان صورلي اني ممكن اخسرك وتصدم فيكِ...... "


فغرت ريم شفتيها وإتسعت عيناها قائلة بصدمة

"انا ياحياة....... طيب مش هعتب عليكِ دلوقت

لكن احكيلي ايه اللي وصل الموضوع مبينك أنتِ  وسالم  لفكرة الطلاق بسرعة ديه....... "


غامت عيون حياة مرة اخرة بحزنٍ أعمق... ثم قالت بحزن....... "هحكيلك...... "


               *********************


يجلس في مكتبه شارد الذهن..... لا يصدق انه قرار الفراق بينه وبينها..... هل هو قادر.... ام مجرد حديث  في لحظة انفعالية  فقط........ لن يتركها ولن يجرأ ولكن يهددها حتى تغير هذا العناد حتى تعادل علاقتهم بنفسها..... هو على يقين ان المرأة اذا إرادة العيش مع رجلاً حقاً ستفعل المستحيل لتصلح العلاقة وتحارب لدوم استمرارها..... وهذا مايألم رجولتهان (حياة) لا تكابر بتمسك به..... 

(انتظر لترى ردة فعلها بعد هذا تهديد....) هتف عقله بعد تفكير مبرمج هذا الاقتراح داخله حتى يترك لها زمام الامور في هذا الشيء........ 


فاق من شروده على وضع فنجان القهوة امامه ...رفع عيناه على (عم حسين) رجل كبير في سن يعمل في المصنع ساعي خاص بمكتب لادارة باكمله ...


ابتسم له سالم قال بامتنان 

"تعبتك معايا ياعم حسين.... ونزلتك انهارده من بيتك في ايام عيد واجازه..... "


ابتسم الرجل قائلا بصدق وحب واحترام لسالم 

"ولله العظيم يابيه مزعلان... ماانت عارفني مش بحب قاعدة البيت خالص...... وبعدين دا انت جمايلك مغرقَني انا عمري ماهنسى وقفتك جمبي انا وعيالي ومساعدتك لينا و.... "


قطع الحديث سالم قائلاً بعتاب حاني 

"عم حسين احنا قولنا ايه... عيالك اخواتي الصغيرين وبعدين بلاش كلامك ده..... انت راجل طيب وربنا بيحبك وكان شيلك الأحسن وانا كنت مجرد سبب "


ربنا يكرمك يابيه....... ويطول في عمرك... ويكرمك بذرية الصالحة قادر ياكريم يارب...... "


شاردا سالم وهو يبتسم......وعيناه تأكد دعاء الرجل بأمل جديد..... يتمنى طفل يهون عليه فراق شقيقه الصغير (حسن) يتمنى طفل يحسن علاقته بملاذه العنيد...... ولكن ليس كل مايتمنه المرء 

يدركه !......فالكل قصة بداية باختيار القدر 

ونهاية باختيار البشر  !......


صدح الهاتف الارضي الموضوع على سطح المكتب 

رفع السماعة...... ثم استمع الى الطرف الأخر 

تحدث بعضها قال 

"تمام دخله وهاتلي الملف ال**** معاك.... "


اغلق الخط... ثم رفع عيناه على باب مكتبه يفتح 

ويدلف فهد العطار منه....بطلته الخاصة.... مفتول 

العضلات قليلاً... يمتلك قامة طول جذابة... عيناه

من لون العسلية لحيته حليكة بشكل متقن بشرته 

الخمرية تذيد رجولته.... وهذا الشعر المصفف وتزينه بعد الخصلات البيضاء... 


وقف سالم ومد يده له 

صافحه فهد بعملية وجلس وهو يقول باعتذار 

"معلشي بقه ياسالم بيه..... قاطعنا عليك الإجازه 

انا عارف ان مافيش اجتماعة في العيد.... بس 

معلشي انت عارف اشغلنا..... "


هز سالم رأسه بتفهم قائلاً بجدية 

"لا مافيش مشكله.... كده افضل.... تشرب إيه.. "


                *********************

معقول ياحياة... بعد كل الكلام ده وطلعتي من لاوضه وسبتيه كده عادي..... "


اومات لها ببلاها ....ثم قالت بانفعالاً حاد 

"امال اعمل إيه يعني..... ابوس ايده عشان ميطلقنيش....... "


زفرت ريم بضيق ...قائلة بتوبيخ لها 

"حياة أنتِ  بجد هتشليني..... أنتِ الى يسمع كلامك كده يقول مش عايزاه ....ولي يشوف عياطك وانهيارك من نص ساعة يقول بتموت في الي خلفته...اركزي كده وفهميني أنتِ  ...عايزه سالم يطلقك ولا لا ...والأهم انتِ  بتحبيه زي ماواضح ادامي ولا لاء "


حاولت حياة الفرار منها لتغير مجر الحديث 

"اي لازمة الاسئله دي ياريم عندك حل يعني ...ولا فضول كا لعادة ....."


نظرت له ريم بخبث قائلة ...

"الحل الى عندي متوقف على الاجابه الى عند حضرِتك ....."


نظرت حياة لها بحرج .....لعدة دقائق ثم هتفت بنفاذ صبر واعتراف كانت تخشى ان تقوله لنفسها 

يوماً .....

"ايوه مش عايزه يطلقني .....وااه اكتشفت امبارح

لم حسيت ان ممكن نبعد عن بعض واني مش هبقى مراته تاني اكتشفت اني ....اني ...."


نظرت لها ريم بسعادة واتسعت عينيها فرح وقالت 

بهيام .."ها قوليها ونبي ...."


نظرت لها حياة باستغراب 

"ريم مالك ....أنتِ فهمه الموضوع غلط انا بتكلم على سالم ابن عمك على فكره ....."


مسكت ريم يدها وتنهدة بهيام أعمق.... 

"اصل وانتِ بتكلمي عن الحب والفراق.... افتكرت قصة حبي بالفسدق فقولت اعيش شويه احلام اليقظه الخاصه بيا.... "


اطلقت حياة ضحكه عالية بعد حديث ريم....


نظرت لها ريم بتزمر طفولي وزمت شفتيها قائلة 

"بتضحكي على ايه يارخمه..... "


توقفت حياة عن ضحك... ثم وضعت كف يدها على جبهة ريم قائلة بمزاح وتسأل... 

"هم كل السناجل كده حياتهم كلها تهيات ..."


مطت ريم شفتيها وهي تبتعد عنها وتسير بدلع ورقه قائلة بكبرياء ....

"طبعاً ياماما.... اجمل حاجه التخيلات.... احنا سنجله عندنا ليها مميزات  .... "


وضعت حياة فكها على كف يدها وانحنت تراقبها قائلة باستمتاع وهي تراقبها.... 

"اواي هي المميزات..... "


قالت ريم بهيام.... 

"يعني انا عشان سنجل بآس.... بحب اقراء روايات رومنسيه عشان اتجوز البطل وحب فيه على الهادي وزعل لزعله وفرح لفرحه واغير عليه اوي من البطله بنت المبقعه الي قرفته في عيشته وهتكره في ستات قريب ....أنتِ  عارفه ياحياه لازم يكره الستات كلهم الا انا طبعاً..... ولا اي.... "


فغرت حياة شفتيها لتضم كف يدها وتحركه بجانب اذنيها قائلة بسخرية ...

"ااه طبعاً  ربنا يشفيكِ  ياحبيبتي.... ويبعتلك الفسدق الى وتتغني بيه عن ابطال الرويات 

كلهم... "


قالت ريم بهيام ....

"اااه ياحياة لو يبقى شبهم واهم حاجه في حلوتهم ويسلام لو نتخانق كتير سوى.....يااااه "


نهضت حياة وهي تزفر بضيق... 

"واضح ان احنا هنسيب المهم ونتكلم عن ابطال الرويات..... ركزي معايا ياريم ازاي هصالح 

سالم... "


ابتسمت ريم بخبث وهي تنظر لها.... ثم قالت بمكر

"كل حاجه في ايدك..... بقولك اي احنا بعد ايام العيد هننزل نشتري شوية هدوم من المول الى لسه فاتح جديد.... في قمصان نار هتعجبك.... "غمزة لها ريم بعبث.... 


نظرت لها حياة وقالت بحرج.... 

"اي الإنحراف ده ياريم......مالها قمصان النوم بسالم"


"يهبله ماهو ده الى هيخلي سالم ينسى فكرة الطلاق خالص.... شوية تغير في شكلك ولبسك الجديد.... ابن عمي مش بس هينسى فكرة الطلاق لا دا احتمال يحبسك في لاوضه للأبد .... "ذهبت ريم من امامها بعد هذا الاقتراح الوقح.... 


صاحت حياة بخجل ....

"اااه يامنحرفه..... وانا الى فكراكِ بتكسفي من خيالك ... "


                 ****************


"كده تمام اوي ياسالم بيه.... ان شاء الله هبعتلك مهندس شاطر من عندنا يتابع معاك بناء

المصنع... "


اوما سالم ببطء له قائلاً.... 

"سعيد جداً اني قابلتك يادكتور فهد..... "


صافحه فهد بحرارة وود ....

"انا اسعد...... ان شاء الله هتصل بيك تاني.... وان شاء الله مش هيكون اخر تعامل مابينا..... "


صدح هاتف فهد في هذا الوقت..... اخرج الهاتف من جيب سترته..... واستاذن من سالم قال 

"بعد اذنك ياسالم بيه..... "


اوما له سالم وهو يعود لمراجعة بعد الملاحظات الذي وضعها فهد في مقولة المصنع الجديد...... 


وقف فهد امام نافذة المكتب المطل على صحراء الخالي...... قال بهدوء حاني 

"الو ايو ياجنتي..... "


"لاء مش جنتك  خالص.... انا ايسل يافهود قلبي......"هتفت ايسل بمشاكسة كاعادتها 


هتف فهد بستياء ....

"ايسل وبعدين.... معاكِ أنتِ مش معاكِ تلفون واخد تليفون امك ليه يارغايه..... "


"ًاولاً  تلفوني فاصل شحن... ثانياً لازم تعترف ان الرغي بتاعي مفيد.... وبعدين حاول يابابا تعاملني افضل من كده انا في اول جامعه على فكره..... "


"اااه واخد بالي اني عجزت.... "تنهد بحزن زائف 


قالت ايسل بنفي شديد ....

"اوعى تقول كده يافهود على نفسك... دا انا حتى مش بناديك غير بــ فهود ....."


ضحك بحب ابوي قال

"تصدقي نفسي اسمعك مره تناديني بي بابا.... "


"لاء لاء طبعاً فهود احلى... المهم انا كنت عايزه اوصلك اخر الاخبار عن ابنك الكبير العاقل... 

تحب تعرف عمل اي مع خطيبته.... "


وضع يداه على وجهه بضيق قال 

"اوعي تقولي ان عمار شايط حالياً.... "


ضحكت ايسل من الناحية الاخرة قائلة ...

"شايط اي ده عمى عمار ولع من عمايل ابنك 

تصور عشق غيرانه عليه من السكرتيره.... وياريتها 

بتشوف كويس السكرتيرة دي تبقى رباب الى كل سنه بتولد غيرانه من واحده على وش ولاده.... ابنك بقه مش يلم الموضوع عشان( عشق) متقلعش الدبله تاني للمره المليون ....غظها اكتر وقالها و...."


قاطعها فهد بضيق.... 

"ايسل نكمل كلمنا لم ارجع عشان انا في شغل دلوقتي ......"


مطت ايسل شفتيها قائلة بضيق ...

"بس  كنت عايزه احكيلك ....."


"بعدين بعدين ياحبيبت بابا .....سلام دلوقتي .."

اغلق الخط ونظر الى سالم الذي ينظر له بابتسامة 

تخفيها ضحكه رنانه .....قال فهد بضحك 

"تعرف اجمل حاجه في دنيا انك تكون أب ...وعيالك يطلعُ عينك وطلع عنيهم .....بس خلينا متفقين ان العيله اجمل هديه خلقها ربنا للبشر ....."


اوما له سالم بتنهيدة قال 


"عندك حق ......"


                ********************

دلف سالم من باب المنزل الكبير ليجد الجميع يجلس في صالون البيت ....الجدة راضية.... وحياة وابنتها وريم وريهام أيضاً...... 

تنحنح بخشونةٍ قال ....

"سلام عليكم...... "


ردد الجميع السلام...... إلا حياة كانت تتطلع عليه باهتمام تحاصر عيناه السوداء بجرأة لم تعهدها من قبل...... ام سالم فرفع عيناه عليها ثواني وابعدهم 

ٍبصعوبةٍ عنها..... ملاذه مهلكة وساحرة.... وهو لايريد الضعف الان امامها..... يجب التعامل معها بطريقة جديدة ليرى ردة فعلها على هذا.... وهل الفراق هو هدفها ام ستحاول إصلاح مافسدته.....


ابتسمت راضية قائلة بحنان.... 

"حمدل على السلامه ياسالم ياولدي..... دقايق والغدا البنات يجهزوه..... "


نظر الى حياة التي مزالت عيناها عليه..... 

قال بنبرة ذات معنى لها ....

"لاء انا مليش نفس..... اتغدم أنتم....... "ثم صمت برهة وقال سائلاً 

"امال فين الحج رافت..... "


ردت راضية بحرج عليه ....

"عند وليد في المستشفى....... "


اشتعلت عينا سالم بغضب مع تذكر هذا الشيطان ابن عمه ليصعد سريعاً حيثُ غرفته....... 


لكزة ريم حياة قائلة بضيق 

"حياة اطلعي لسالم..... "


نظرت لها حياة بعدم فهم ثم قالت ببلاها 

"ليه يعني...... "


زفرت ريم بقلة صبر ثم قالت بهمس.... 

"بدأت اتشل يابنتي.... الراجل لسه جاي من الشغل قرفان وتعبان.... وعشان حضرتِك مزعلاه مش 

عايز ياكل  يبقى لازم تصرفي وتقنعيه ينزل ياكل..... "غمزة لها بمكر 


مطت حياة شفتيها قائلة بتبرم ...

"ربنا يستر من نصايحك المهببه..... خدي بالك من ورد لحد منزل ......"


اكتفت ريم بايماءة بسيطة لها..... لتصعد حياة الدرج وهي تمسك قلبها بين يدها...... 


أطرقت على باب الغرفة التي استلقى بها سالم البارحة بعيداً عنها...... فتح باب غرفته وهو عاري 

الصدر يرتدي بنطال قطني ويضع حول رقبته 

منشفة......وتتساقط قطرات الماء من شعره الأسود الغزير....... نظر لها ببرود قال... 

"في حاجه ياحياة..... عايزه حاجه...... "


عضت على شفتيها ...ثم صمتت قليلاً تجمع افكارها المشتت اثار معاملته الباردة معها... 

قالت بعدها بحرج 

"انت مش هتاكل ياسالم..... "


دلف الى الغرفة مره اخره وتركها تقف على عتبت الباب ورد بفظاظة 

"واضح انك مخدتيش بالك اني قولت تحت اني مش عايز اكل....... "


دلفت الى الغرفة واغلقت ألباب.... ثم سألته بصوتٍ ناعم.... "طب ليه مش عايز تاكل... انت خرجت النهارده الصبح من غير اكل و"


"اي سر اهتمامك ده ....."هتف لها ببرود وهو يمشط شعره امام المرآة ومزال يقف امامها عاري الصدر... 


اقتربت منه وزمجرة بصوتٍ متذمر ....

"هو لازم يكون في سر وار أهتمامي بجوزي.... "


ابتسم ساخراً وهو يميل براسه ناحيتها قال.. 

"جوزك اي ده هي لسه وصله عندك اني جوزك... "


اقتربت منه اكثر لتقف امامه قائلة بضيق من سخريته..

"سالم انت بتعمل كده ليه معايا..... "


نظر لها ببرود او بالأصح القناع الذي يحاول التخفي به من رغبته التي تحرقه الان من قربها ونظرت عينيها ...ونعومة صوتها...... تنهد بضيق يخفي نيران رجولته الراغبة بها.... 

"إنتِ عايزه  ايه بظبط ...... "


اقتربت منه اكثر ثم وضعت يدها حول رقبته و مالت عليه قليلاً قائلة برقه..... 


   "وحشتني ياسالم..... "


فغر شفتاه باندهاش وتطلع عليها بصدمة ...ثم سرعان ما ابتسم بخبث ورد عليها بــــ

"شكراً........ "


نظرت له بصدمة وضيق قائلة 

"نعم........ هو المفروض ان ده الرد المناسب مش كده"


ابتسم بمكر وهو يميل عليها بهمس دغدغ انوثتها... 

"بنسبه ليكِ ياملاذي هو ده الرد المناسب ..."


اغمضت عينيها بضعف من قربه و أنفاسه الساخنة 

التي تداعب عنقها بعبث حركته تلعب على اوتار آلأنثى داخلها.. قبل عنقها المرمري ببطء وتروي.... لتبدأ هي بالانهيار بين يديه.... ولكن لحظة لحظتين اخره... ابتعد عنها ببرود وكانها كانت في حلم واستيقظت سريعاً منه....


وقف عند الفراش وارتدى تيشرت الخاص به بهدواء مميت لروحها المنكسرة من فعلته......


وضعت عينيها على الارض بحرجٍ من  برودة معاملته .....(وكانه مصمم على الفراق)هتف 

عقلها داخلها بهذا الحديث ....


رفع عيناه لها وقال ببرود وكانه لم يفعل شيء منذ قليل ...."ياريت تقولي ليهم يحضرُ الغدى  لحسان جعان......."


خرج من غرفته وتركها تنظر له بزهول حزين .....


مرر يده في شعره بقوة ثم تمتم بضيق 

"هنرجع ياحياة والله العظيم ماهطلقك وهنرجع ...بس قبل مانرجع لازم اكون في نظرك الراجل الوحيد الى موجود على وش الارض ......"


                    ******************

بعد مرور خمسة ايام...... 


اوقف السيارة امام مبنى راقي الشكل عبارة عن عدت اقسام  (مول) به كل شيء واي شيء تريده مكان مزدحم قليلاً وراقي أيضاً يحتوي على معظم الأشياء كثيرة الاستخدام.... ملابس.... اكسسورات بجميع انوعها.... مستحضرات تجميل.... عطور..... كل الاشياء توجد به ..... 


نظر سالم في المرآة سيارة لهم قائلاً 

"مش يلا بينا ولا اي ....."


ابتسمت ريم بسعادة وحماس ...

"ايوه يلا بينا نبدأ البذخ ياجدعان... "


ضحك سالم وهو يهز راسه بستياء من ثرثرت ابنة عمه....... ثم نظر الى حياة في المرآة قال مشاكسًا  

لها ....."وأنت هتبدأ البذخ امته ياعم الصمت.... "


رفعت عيناها له وردة بعدم اكترث بارد...

"متقلقش مش هصرف كتير.... انا قنوعه اوي.... "


"هبله......"قالها داخله فهو يعلم إنها تتعامل معه بتحفز اكثر ...من اليوم الذي أبتعد عنها بجفاء وسط اشتياقها له ورده البارد عليها حين تماسكت بشجاعة وقالت له (وحشتني) كم كان يريد ان يرد عليها بالاكثر ولكن تماسك بثبات قليلاً فعلاقتهم في نظره تحتاج لأشياء اكثر من كلمات غزل وحب......... 


فاق من شروده على صوت ورد الصغيرة وهي تهمس الى ريم ببراءة..

"خالتو ريم هو انا هنا هلاقي فساتين على

قدي.... "


قبلتها ريم بحماس قائلة... 

"ايو ياقلب خالتو دا انا هبهرك بكمية الفساتين الى جوه المول وكلها على قدك "


دلف الجميع الى المول..... 


وقفت ريم ومسكت كف ورد بين يدها ومالت على حياة قائلة بمهس ...

"حياه الدور الي فوق ده على ايدك اليمين هتلاقيه

فيه الهدوم المشخلعه كلها.... "


احتدت عين حياة قائلة بشك... 

"أنتِ  بتوصفيلي المكان لي ياريم  أنتِ  ناويه على ايه...... "


ولكن لم ترد عليه بل هتفت بصوت عالٍ قليلاً  وأداء متقن ...

"طب ياحياة استنيني أنتِ في الدور الى فوق لحد 

مااشوف محل الأطفال ده عنده فساتين على قد ورد ولا لاء.... "


حياة مسكت يدها بقوة وقالت من تحت أسنانها 

"هاجي معاكِ...... عشان اشوف الفساتين على 

ورد "


ردت ريم بصوت عالٍ....

"لاء طبعاً ياحياة اطلعي أنتِ   اشتري طلباتك الى محتجاها وسالم معاكِ .....وبلاش تشغلي بالك

  بورد دي في عنيا دي بنت اختي برده..... "


اشتعلت عيون حياة وجزت على أسنانها قائلة 

"ريم....... "


قاطعها سالم قال بعدم اهتمام... 

"خلاص ياحياة متقلقيش ريم معها التلفون وانا مسجل رقمها وبعدين هي هتشوف محل واحد 

ولمول مليان محلات اكيد هتشتريلها تاني يعني 

دا لو ريم جابت حاجه من المحل الى عايزه تدخله 

يلا أنتِ عشان تشوفي أنتِ عايز ايه..... "ثم نظر 

الى ريم قال بامر.... 

"بلاش تتاخري ياريم المول زحمه ....واول متطلعي من المحل رني عليه ......."


اومات ريم له بابتسامة بسيطة.... 


مسك كف حياة بين يده الرجولية الكبيرة 

وقال بخشونة    "يلا ياحياة.... "


رفعت عينيها له بتردد واشتعلت وجنتيها فجأه من لمست يده المطبقة على كف يدها..... 


مالت ريم عليها في هذا الوقت وقالت بخبث ..

"اي خدمه يايويو عَدي آلجمايل... وبلاش تنسي الانجري كتري فيهم وبذات الالون هاتيها كده... "


"أمشي  من وشي ياريم  الساعه ديه  "هتفت بها حياة من تحت اسنانها بقهر من هذا الموقف الذي لا تحسد  عليه .......اختفت ريم في دورق ما بعيد عن مرمى ابصارهم ......


نظر لها سالم وهو يتكا على كف يدها اكثر بامتلاك 

قال  ...."مش يلا بينا.... "

نظرت له بحرج لتمرر يدها الآخره بتوتر حول حجابها لتشغل عينيها بشيء وهمي ثم قالت بابتسامة يملأها الحرج...

"اااه طبعاً يلا بينا....... ربنا يستر"


نظر لها باستغراب..... اتسعت هي ابتسامتها ببلاها قائلة....

"انا من راي كفايه تسبيل...... "


هز راسه وابتسم بيأس من تغير تقلباتها التي باتت 

واضحة لديه........ 


"ها ياحياة هتشتري إيه..... "قال سالم حديثه وهو يتطلع عليها بتراقب...... ليجد عينيها الخجولة 

تختلس النظر  الى مكاناً ما .....رفع عيناه على ماتنظر له ليجد محل خاص بملابس النساء ...


نظرت له حياة بحرج وقالت بتردد....

"شكل الحاجه الى انا عايزاها مش موجوده هنا.. "


ابتسم لها بعبث وهو يسحبها من يدها قائلاً بخبث

"لاء موجود بس شكلك مش شايفه كويس.... "


"سالم أنت واخدني على فين..... "قالتها وهي تحاول سباق خطواته السريعة ولو قليلاً..... 


دلف بها الى المحل....... 

ووقف معها امام بعد الملابس المكشوفة للمبيعات كاعرض..... قال بعبث ناظراً على شيءٍ معين..

"حلو اوي الاحمر دي ياحياة هيبقى عليكِ إيه... "


شهقت بصدمة وهي تنظر له قائلة بضيق 

"سالم....... انت بتقول إيه "


نظر لها وتصنع البراءة قائلاً...

"دا اقتراح بريء على فكره...... "


قالت بحرج وتلعثم وهي تمرر يدها على حجابها بحرج.... 

"سالم هو ينفع تستنى بره لحد ماخلص... "


ابتسم على حرجها كان يود لو يظل اكثر معها يلعب على اوتار هذا الخجل الذيذ..... ولكن فضل الان

الذهاب وترك لها بعد الحرية فامزالت علاقتهم تحتاج بعد الوقت وهو سيعمل على هذا....... 


وضع الفيزا كارت في كف يدها..... 

ومال عليها قليلاً قبل ذهابه قال بهمس وقح 

"أختارِ الاحمر ده عشان عايز اشوفه عليكِ... "


قبلى وجنتها وخرج سريعاً...... اختفى عن مرمى ابصارها.... ابتسمت بعدها بخجل قائلة 

"الانفصام وعميله..... بس  شكلي حبيتك ياسالم...."


مسكت القميص الاحمر بين يديها وقالت بخجلا لنفسها..... 

"حلو اوي ......... هشتريه....... "


بعد مدة خرجت من المكان لتجده يقف ناظر لها بتمعن وتراقب...... اقتربت منه وقالت بحرج.. 

"مش يلا بينا اتاخرنا على ريم و ورد..... "


اوما له قال بخشونة جذابة... 

"هم مستنين في الكفتريا تحت.... "


اومات له وهي تسير بجانبه ...


قال بمزاح خفي...

"اشتريتي كل طلباتك..... "


اكتفت بايماءة بسيطة له..... 


نظر لها بمكر قال بعبث.... 

"اي رايك في ذوقي..... حلو "


ابتسمت بخجل ولم ترد عليه وابعدت  راسها الناحية الاخرة..... ولكن ماثار الدهشة داخلها قليلاً انه ايقن انها اخذت ما اختاره لها.....


                    ******************

بعد مرور اسبوعين في المشفى 


حمدال على سلامه ياوليد اللهي تنقطع ايده المفتري ده........ "هتفت خوخه بضيق وحزن زائف..


تاوه وليد بتعب وحقد 

"بقالي اسبوعين ياخوخه اسبوعين مش بعرف انزل من على السرير.... ابن ال...... فشفش عضمي بس اقسم بالله ماسيبه لازم اقتله بايدي وشرب

من دمه ...."


طبطبت عليه خوخه قائلة بحنان...

"ان شاء الله ياوليد المهم انت تقوملي بسلامه انا محتجاك جمبي اوي ياوليد..... "


نظر لها وليد بشك قال.... 

"مالك ياخوخه في حاجه حصلت في النجع ابويه في حاجه...... "


نظرت له خوخة وقالت سريعاً ... 

"لاء ابوك بخير ولنجع زي ماهو كل واحد في حاله 

انا بتكلم عليه انا ياوليد انا وانتَ  و..... " وضعت 

يدها على بطنها بتردد ثم رفعت عينيها  عليه لتجد عيناه اشتدة بغضب واشتعالة بعد ان فهم مقصدها بدون ان تكمل جملتها .....صاح بها بانفعال 

"امته حصل ده ....."


ردت عليه بخوفٍ من ملامحه الذي لا تبشر بخير

"انا لسه عارفه انهارده ....اني حامل بقلي شهر "


صمت بضيق ثم قال ببرود عكس ملامحه الرجولية 

المشتعلة ......"ولمطلوب ....."


فغرت شفتيها من تصريح كلماته.... تعلم هذا لن يعترف بطفل ابداً .....

"انتَ بتسالني انا انت عارف ان الى في بطني ده منك ....."


ابتسم من زاويةٍ واحدة ساخراً قال...

"كفايه دراما ياخوخه وسمعيني كويس ....الى في بطنك ينزل وتنسي خالص الدراما المصريه دي عشان اتحرقت في كام  فيلم هابط قبل كده ....انا مش هعترف ان ده ابني لان زي مسلمتي ليه نفسك اكيد سلمتي لغيري ......فا اعاقلي كده ورجعي خوخه الى اعرفه لانك لو اتحديتي وليد بكر شاهين يبقى بتفتحي على نفسك ابوب جهنم وشياطين أبليس ...."


نظرت له بغضب قائلة بعناد شيطاني ...

"ابني مش هيموت ياوليد ....ولو في حد المفروض يموت يبقى انتَ ....."


اخرجت السكينة التي كانت تخفيها في حقيبتها 

من كثرة تعرضها لتحرش في مكان عملها كارقصة 

في الموالد المزدحمة بالبشر ومنهم ووجوه الإجرام 

تتعامل معهم وتراهم كل يوم ....رفعت السلاح 

امام وجه وليد الذي ابتسم ببرود قال 

"نزلي سلاحك ياشاطره لحسان تتعوري ...."


بدأت ترتجف يدها الممسك بسلاح وهتفت بشجاعة عكس ملامحه المتعرقة خوفٍ ... 

"هقتلك ياوليد ....."


نظر لها بتحدياً  قال 

"للاسف انتِ ضعف من انك تعمليها ياخوخه ...."


ولي مقدرش اعملها.....وانت عاجز ادامي وجسمك كله مليان كسور ......"


رد عليها بمنتهى السماجة ...

"يمكن عشان عارف ان اهلك محتاجين للقرشين الى بتاخديهم مني ......"


غرز هو سكينةٍ حادةٍ داخلها سلاح وهمي  وضعَ

بقلبها  ولكن  مؤلم وقاسي ان تيقن انك اضعف من 

ان تترك من هم يتعلقون  برقبتك وينتظرون منك 

الاكثر من العطاء .....هتفت بضياع 

"عرفت طريق اهلي منين ....انا عمري ماجبت سيرتهم ادامك  ......"


رد بسماجةٍ وغرور ....

"مفيش حاجه بعيد عليه .....ياريت تعاقلي كده 

وتسمعي الكلام من سكات ....وبعدين أنتِ 

خسرانه  اي انا انبسط معاكِ وأنتِ تاكلي اهلك ....المصالح مابينا مشتركه ياخوخه ........


                 الفصل الخامس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-