أخر الاخبار

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الحادي والعشرون21بقلم دهب عطيه


 رواية ملاذي وقسوتي 

❤الواحد والعشرون ❤

بقلم دهب عطية

تجلس في سيارة وتكاد تموت رعباً عليه لم تفكر 

في مدا تهورها في وجودها خارج البيت في سيارة مع رجل من رجال سالم... لم تفكر ولم تبالي تعلم 

ان الأمر لن يمر مرور الكرام .... ولكن قلبها كان أقوى واصدق خفقات من اي شيء اخر..... 


"هو أحنا لسه ادمنا كتير ياجابر.... "هتفت بعبارتها وهي تطلع على ساعة يدها......


نظر لها جابر عبر المرآة ورد عليها بتهذيب... 

"ربع ساعه ياست حياه ونوصل ان شاء ألله... "


اتجهت بعينيها الى نافذة السيارة..

ليذهب ذهنها في مكان اخر..... 


كانت تجلس في أحضانه مثل طفلة الصغيرة تضع راسها على صدره العاري وهي تهتف بدلع

"سالم..... "


"ممم... "اكتفى بهمهمتٍ بسيطة وهو يغرز أنفه في شعرها الأسود الغزير...... 


أغمضت عينيها وهي على وضعها هذا في أحضانه تتشبث..... 

"انت بتحبني قد إيه...... "


أبتسم بمكر وهو يقول بفظاظة.. 

"يعني شويه صغيرين.....مش كتير... "


كادت ان تخرج من أحضانه بحنق ولكن أحكم هو على خصرها بتملك......

"خلاص ياوحش متزعلش... بس انتِ اللي سؤالك غريب اوي..... "


"غريب ازاي يعني.... مش لازم اعرف انت بتحبني قد  إيه......"قالت جملتها وهي تريح راسها على صدره بتزمر طفولي.... 


تنهد وهو يقول بصدق حاني.... 

"عايزه الحقيقه انا مش بحب جملة بتحبني قد ايه 

.......... عارفه ليه..... "


ليه...... "


"لان الحب الى في قلبي ليكِ ملوش حدود يوفي حق مشاعري اتجاهك ولا ليه وقت محدد ينتهي فيه يقدر يستمر مدى الحياة ويقدر كمان يقف في

لحظه مش حسبنها.....فهمتي ليه بقولك سؤالك غريب... "


ابتسمت وهي في أحضانه قائلة بحب 

"فهمت بس انا بحبك اوي يمكن اكتر من مساحة العالم ده كله...... "وكانها طفله تتحدث شعر بذالك 

من تشبثها به بتلك القوة.. ابتسم وهو يرد بحب 

"ربنا يخليكِ  ياملاذ الحياة..... "


كم ان شخصيته هادئه ثابته في بعد الأوقات وفي بعد الأوقات مشاكس مازح وقح.... هو متقلب المزاج دوماً...وهي تعشق تقلب شخصيته سوى سلبية ام اجابية فهو استحوذ على قلبها وامتلكها واهلكها بعذاب حبه ونار شخصيته الفريدة من نوعها عليها....


"وصلنا ياست حياه..... "فاقت على صوت جابر وهو يُقف السيارة في مكاناً شبه مقطوع صحراء الأرض مزالت ولكن المكان لا يوحي الى الحياة قط... 

كان المكان عبارة عن مبنى كبير ذات باب حديد 

قديم يشوبه الصدى من أثار العمر وحوله بعد

الأشياء القديمة من ماكينات وغيرها من المقاعد 

الخشبية المتهالكة...... 


ابتلعت مابحلقها وهي تسأل جابر بتوتر 

"هو ده المكان الى موجود فيه سالم... "


رد عليها وهو يفتح الباب ويهم بالخروج قائلاً 

"ايوه ياست حياه... تحبي اعطي للكبير خبر يطلعلك تعطي ليه الاورق ولا هتدخلي ليه بنفسك تعطيها ليه الاورق...... "


كانت شاردة وهي تطلع على هذا المبنى عبر نافذة السيارة ومزالت جالسة مكانها... لترد على جابر قائلة بشرود.... 

"اورق إيه الى بتكلم عنها.... "


ارتفع حاجب جابر وهو يسألها بشك.... 

"الاورق الى أنتِ ياست حياة قُلتِ  عليها مهمه وسالم بيه أتصل بيكِ عشان تجبيها ليه

مخصوص....."


ابتسمت حياة ابتسامة مهزوزه بتوتر ثم ردت عليه بقنوط.... 

"ااه الاورق..... معلشي ياجابر أصلي نسيت.. 

يلا بينا انا داخله معاك.... "


ثم همست بصوت خافض مرتبك... 

"يعالم هخرج من هنا سليمه ولا على نقله.... "


"ها شيكتُ عليه ياصافي "هتف سالم بتلك العبارة


ابتسم صافي رجل من رجال سالم وهو يرد عليه بفخر... 

"تمام ياباشا كل تمام.... هيطلع دلوقتي ادامك.. "


أبتسم سالم ابتسامة شيطانية مريضة بالانتقام


خرج وليد على هذا الكرسي المتحرك بجسد دمر تمام من الم الضرب المبرح اليه من رجال سالم ووجهُ اختفت معالمة ليحل محلها الالون القاتمة الزرقاء صرخ وليد بجنون حين لمح سالم يقف ويضع يداه في جيب العباءة وينظر له بسخرية..... 

"هقتلك ياسالم هقتلك يابن ال***...."


ابتسم سالم بشمئزاز وهو يرد عليه.... 

"احلى حاجه في الموضوع ده ياوليد انك كل ما ولولت وعيط.... اكدت ليه  نظرتي ليك انك مش بتفرق حاجه عن الحُرمه .."


ظل يبكي وليد وهو يقول بغل ...

"اقسم بالله لعملك عاها مستديمه... عشان تفتكرني دايماً مش هرحمك ياسالم مش هرحمك بعد اللي عملته فيه مش هرحمك...... "


أقترب منه سالم وهو يهتف بزئير كالاسد وعيناه ملتهبة احمرارٍ..... 

"وانت رحمة اخويه..... رحمتني لم اعتديت على حرمة بيتي .....رحمتني لم قتلت اخويه عشان تكسرني ياريتك كنت قتلتني انا ولا انك تحرم حسن من حياته ومن بنته ...........ومراته ......"

خرجت اخر كلمة بقلبٍ انفجر داخله لشظايا صغيرة... 


ابتسم وليد بوجع وهو يتألم جسده..

قال بحقد وكره..

"مش هسيبك تتهنا ياسالم.... اوعدك اني هحرمك المره الجايا منها هقتلها ادام عينك ا..... "


لكمه سالم بقوة ليقطع باقي هذا الحديث القذر من

لسانه الدنس...... 


"اياك تجيب سيرت مراتي على لسانك يابن ال***"


ابتسم وليد بغل وهو ناظر له بتشفي  قال

"مراتك ديه كانت في حضن اخوك قبلك ...

انا مش مصدق انك حبيت واحده... لمؤاخده يعني 

استعمال..... "


لكمه سالم في وجهه عدت مرات وفي معدته

بقوة... كان كالمغيب وهو يلكمه ويركله ولاخر يتالم ضاحكاً عليه بجنون وكان وليد كد فقد عقله بسبب الحقد الذي افترس عقله وقلبه  ليجعل كثرة الالام تخدير لجسده ......


ابتعد عنه سالم وهو يلهث بقوة.... وكان جسده وكل عضله به تنتفض بغضب شيطاني اعمى......

مسك سلاح في لحظة متهورة ليرفعه على راس وليد بشمئزاز وتقزز هاتف بصياح ساخر... 

"تعرف كان نفسي اوي اطول معاك وشرب من دمك بس اكتشفت ان الإنتقام منك تضيِع وقت لازم اقل حاجه فيك هي الموت عشان نرتاح منك ومن شرّك ومن دمك الوسخ وقلبك الأسود سواد إبلسه..."


كادا ان يتكا باصبعه على زناد السلاح الذي بين يديه..... 


لتقف حياة أمامه بمسافة ليست قريب ولا بعيده 

تحجب رؤيته لوليد وهي تهتف به بخوف.... 

"بلاش ياسالم عشان خاطري... "


وكان دلو ماء بارد مفاجئ نزل عليه في تلك اللحظة نظر لها بغضب وسؤال.... 


ليهتف وليد من وراء حياة بسخرية

"مش قُلت لك انه اقتال قتله بس انتِ مش مصدقه اهوه ادامك اهوه قاضي نجع العرب رئيس عصابه 

لاء وعامل كمان  مكان في حته مقطوعه عشان البوليس ميقدرش يوصله..... "


احتدت عينا سالم وهو يقترب منه بغضب لتقف أمامه حياة تمنعه بترجي قائلة.... 

"بلاش ياسالم عشان خاطري.. ده إنسان مريض وبيستفزك صدقني ميستهلش انك توسخ ايدك 

بدمه...... "


التفتت حياة الى وليد ولم ترد عليه بل اكتفت بنظرة كره وقذف ما بفمها على وجهه باحتقار وسخط... 


مسك سالم يدها وهو يسحبها لخارج المخزن وهو يقول بأمر لرجاله.... 

"عينكم على الكلب ده....."


هتف وهو يكاد يخرج بها بثبات خارج المخزن ...

"مين الي جابك هنا ومين عارفك طريقي.... "


ردت وهي تسير بجانبه بسرعة وتكاد ان تتعثر في سيرها ولكن حاولت السير بسرعه لتلاحق خطواته 

قدر المستطاع........ 

                     

               "سالم انا جيت عشان..... "


سألها بخشونة صارمة..

"ردي على قد سؤال ياهانم.. "مين الي جابك هنا ومين وعارفك طريقي...."


"جابر وصلني لحد هنا..... "


ترك يدها وهو يقف على اول أعتاب المخزن وهدر بصوت جهوري قاسي..... 

        

                "جـــــابـــــر ....."


رفع جابر عيناه على سالم بإحترام وقبل ان يرد على نداءه.....


هدر سالم به بصرامه حاده ...

"ليه كلام معاك بس عمره ماهيبقى بالسان..."


ابتلع جابر مابحلقه بخوف من تهديد سالم 

الصريح ......


خرج بها من المخزن ليسير باتجاه المبنى من على الجانب اليمين ....لتجد حياة باب حديد صغير 

ترك سالم يدها بغضب ونفور ليفتح الباب بحنق 

وهو يزفر بغضب من افعالها......


ابتلعت مابحلقها وخفقات قلبها تزيد زعر وهلع

  مع كل حركه بسيطه يفعلها سالم امام عينيها الان تدل على مدا عقابها على فعلتها معهُ......


...........................................................

دخلت ريم البيت بعيون مليئة بدموع والخوف من القادم الخوف من فقدان حياة صديقتها واختها الكبرى مثلما تعتبرها دوماً بسبب فعلت شقيقها  المشينة......


كانت تجلس امها في انتظارها وكذالك زوجة ابيها 

خيرية وريهام تجلس بجانب والدها بكر  ....وعيناها ترسل لريم نظرات حقد وكره لها.....


"كنت فين ياريم ...."قال ولدها سؤاله بضعف وحزن 


ردت ريم بفتور يشوبه الحزن الطاغي....

"كنت عند حياة....."


تسائلا بكر بنفس نبرة الصوت المهزومة حزناً

"عرفتي حاجه عن اخوكي....."


ردت ريم بحزم على والدها ....

"اخويه ......لاء معرفش حاجه عنه ...انسى وليد

يااباااا واعتبره مات زي ماانا اعتبرته مات من ساعة ماعرفت انه قاتل....."


اقتربت منها خيرية بشر وهي تهدر بها بغضب

"مات ان شالله انتِ وامك واهلك كلهم

يابنت ال**...."


اتسعت عيون ريم وهي ترد عليها بصدمة

"انتِ اتجننتي يامرات ابويه ازاي تشتميني كده واي الطريق المقرفه الى بتكلميني بيها ديه... 

انت مفكراني  واحده من الخدمين الى عندك...... "


احتدت عيون خيرية لتبدأ بتجريح بها.....

"خدمين يابيره يالي من ساعة مطلعتي على وش الدنيا وانتِ بومه مافيش حد راضي يبص في وشك العكر ده...... يابت دا انا بنتي اتجوزت في سن 16سنه وانتِ قفلتي الاتنين والعشرين ولسه محدش خبط على بابك.... "


نزلت دموع ريم في للحظة وبدون سابق إنذار 

لتاتي امها المراة الضعيفة الشخصية والقلب 

لتحتضن ابنتها وتبكي معها وهي تحسبن

على خيرية وابنتها...... 

"بلاش تعيطي ياريم.... منها للي الله ربنا قادر ياخد حقك منها ياضنايا ربنا كبير.... "


----------------------------------------------------------

(ملحوظة بسيطه..... ريم في سن ال22سنه لم يسبق لها الزواج او الارتباط قبل.... وفي نجع العرب او  اي منطقة يستحوذ عليها البدو يتزوج الفتيات في سن صغير في عمر يبدأ من 14عام ويتذايد لذالك فريم في هذا السن وهذا المكان من الذين يطلقون عليهم "قد فاتهم قطر الزواج واصبحون عوانس لا يصلحون...... تفكير رجعي.... ويجب ان يتغير !!فنصيب كتبى بيد الله لا بيدنا نحن بعتذر عن الاطالة...ولكن مهم اتوضيح لهذا الشيء)

----------------------------------------------------------

نزلت دموع ريم في لحظة وبدون سابق إنذار 

لتاتي امها المراة ضعيفة الشخصية ولقلب 

لتحتضن ابنتها وتبكي معها وهي تحسبن

على خيرية وابنتها...... 

"بلاش تعيطي ياريم.... منها للي لله ربنا قادر ياخد حقك منها ياضنايا ربنا كبير.... "


ابتعدت ريم عن أحضان والدتها وهي تمسح دموعها بظهر يدها وتتمسك بقوة أمام زوجة ابيها منزوعة القلب والرحمة.... 

"اولاً يامرات أبويه انا مش من الخدمين الى بيخدمه تحت رجلك...... وااه انا بنسبه ليكم كلكم واحده عانس وفيتها قطر الجواز.... وبنتك الى اتجوزت تلات مرات فعلاً كانت اول جوازه ليها في سن صغير ...بس انتِ نسيتي تقولي انها مكملتش شهرين في بيت جوزها الى كان متجوز تلاته غيرها جوزها الى كان عنده خمسين سنه جوزتُها ليه عشان دفع فيها مهر اكتر مش برده مهرها اشتريتي بيه دهب وارض وبيت كبير وكل ده كتبتيه باسمك يامرات ابويه  ....."


نظرت لها خيرية بارتباك .....


نظرت ريم لولدها بحزن ...فهو يقف مكانه يشاهد

حديث ابنته واهانتها منذ دقائق ولم يتحدث 

وكان خيرية محقة في اهانتها ....ولكن لن تصبها

الدهشة الممذوجة بصدمة فوالدها للأسف يفعل 

هذا دوماً معها وكانها لم تكن أبنته مثل ريهام ووليد ريم اصغرهم سنٍ  ولكن والدت ريم اول زوجة لبكر شاهين ولكن لم تكرم بأطفال غير في سن الثلاثين وطفلة الوحيدة التي انجبتها هي (ريم) .....


مسكت يد والدتها لتصعد للأعلى وهي ترمي لزوجة

أبيها اخر جمله في هذا الحديث.... 

"يمكن اكون عانس في نظرك يامرات أبويه... لكن 

الحمدلله امي مش بتاجر فيه زي مابتعملي في

بنتك ...... "


...........................................................

مسك ذراعها بقوة وعيناه أصابها احمرارٍ مخيف 

وكانها بركتين من الجمر.... هدر فيها بغضب

وهو يهز ذراعها بين يداه.... 

"اي الجابك وزاي تخرجي من البيت من ورايا... 

إيه اتجننتي ..... "


نزلت دموعها لعلها تستهدف قلبه تعاطف قائلة

"جيت عشانك عشان خايفه عليك.... "


"ليه ياهانم  عيل صغير انا .... اظبطي كلامك ياحياة  وجوبيني ...... "


"سالم اهدا عشان خاطري واسمعني انا عارفه اني غلط لم خرجت من وراك بس انت كان ممكن تقتل وليد و..... "


رد عليها بتصميم شيطاني.... 

"وليد ميت ميت ياحياة وروحه مش هتخرج غير على ايدي...... ده طار .......طار أخويه.... "


نزلت دموعها وهي تترجى به بخوف.... 

"بلاش ياسالم عشان خاطري بلاش عشاني عشان ورد انا مقدرش اخسرك ياسالم مقدرش.... "


ترك يدها بضيق وهو يبتعد عنها ويوليها ظهره في تلك الغرفة الصغيرة الوقفان  بها..... 

رد عليها بخشونة وثبات... 

"امسحي عنيكِ وكفايه عياط.... ويلا عشان اروحك بس خليكِ فكره ان تصرفات العيال

بتاعتك ديه مش هتعدي بسهوله..... يلا "


خطى خطوتين ليفتح الباب الحديد آلصغير.... لكن توقف حين هتفت حياة  به بعناد..... 

           

                    "انا مش هروح ياسالم...... "


استدتر لها  بقوة وهو ينظر لها نظرة جعلت جسدها يرتجف خوفاً ولكن حاولت الإمساك قليلًا بحبل الشجاعة وثبات أمام عيناه المشتعلة شر لن ينتهي.... 


اقترب منها خطوتين ليقف أمامها يسألها بشك وتحذير من تكرر جملتها مرة آخره..... 

"بتقولي إيه سمعيني..... "


ردت عليه بشجاعة وعناد وهي داخلها ترتجف رعباً من ان يتهور ويمد يداه عليها لاول مره.... 

"مش هروح البيت غير لم ينتهي موضوع وليد وتسلمه للبوليس وهما يتصرفه معاه..... "


ابتسم من زواية واحدة ساخراً من حديثها ليرد عليها  بتحدي..... 

"مفيش حد يقدر يمنعني من قتل وليد ياحياة وحتى لو الحد ده انتِ...... بلاش العشم الى في عينك ده لاني مش بمشي ورأ كلام الحريم..... "


فغرت شفتيها بصدمة.... لن تنكر انها كانت تراهن قلبها ان سالم سينصت لها ويفعل ما تقترحه عليه 

ولكن وقع عليها دلو من الماء البارد .....

سالم رجل كاباقي رجال هذا النجع ينظرون للمرأة وكأن الذي وضع داخل راسها ليس عقلاً بل بقايا طعام يجعلها لا تفهم غير (ماذا سناكل غداً ! )


احتدت عينيها والتوت عضلات جسدها غضباً 

وهي تعنفه بقسوة.... 

"انا فعلاً حُرمه لكن انا مراتك وخايفه عليك... بلاش تكون رجعي ياسالم... انت لو قتلته مش هتفرق حاجه عنه ...."


أولها ظهره بعناد وهو يقول بقسوة

"كل كلامك مش فارق عندي.... وانا مش هغير رايي عشان خاطر عيونك... ده طار وجه وقته... "


اقتربت منه وهي تضع يدها على كتفه وهي تترجى به بكل نبرة صوت تستهدف قلبه وعقله لينصت لها 


"طارك خده بالقانون ياسالم خده من غير متوسخ 

ايدك بدم واحد زي ده من غير متقتل... غير رايك 

المره دي بس عشان تفضل معانا انا و ورد ملناش 

غيرك ياسالم عشان خاطري ارجع عن الــ... "


قاطعها قائلاً بغضب وإصرار ....

"من قتل يقتل..... يلا عشان اوصلك ومسحي دموعك ووفريهم للجاي..... "


نظرت حياة بجانبها بضياع لتجد انينة من الازاز مرمية باهمال على الأرض ....مسكتها بدون تفكير وضربتها في الحائط خلفها انكسر نصف الانينة في لارض متناثراً ونصف الاخر بين يدها واطرف آلنصف المنكسر من الانينة ذات اطرافٍ حادة قاسية...... 


اتسعت عينا سالم وهو يحاول الاقتراب منها وهو 

يهدر بها بغضب..... 

"بتعملي إيه يامجنون نزلي الزفت ديه..... "


هبطت الدموع من عينيها بكثرة وهي تهتف بتحدي 

"بلاش تقرب مني ياسالم..... ابعد عني... "كانت تقرب اطراف انينة الزجاج الحادة من عنقها وهي تتحدث إليه...... 


حرك يداه ليهداها وقلبه ينبض بهلع عليها.... 

"طب خلاص مش هقرب نزلي بس الازازه دي عشان متاذيش نفسك..... "


قربتها اكثر وهي تتألم بوجع حقيقي من آثار اطرف الزجاج الحاد  مجرد انها الاصقتها في عنقها بطريقة عشوائية فتألمت ولكن لن تبالي وهي ترد عليه بحزن .... 

"بجد خايف عليه...... ولا خايف لا متعرفش تخفي جثتي زي ماهتعمل مع وليد..... "


اتسعت عينا سالم وهو يهدر بها بغضب

"حياه...... انتِ اتجننتي..... "


صرخت به ومزالت على وضعها....

"لا.. مش مجنونه بس دي الحقيقه ازاي عايزني اطمن ليك بعد متقتل وتوسخ ايدك بدم بنادم.... 

مهم ان كانت الأسباب اسمك قتلت ....وانا مستحيل اعيش مع واحد قاتل ولاني لا هعرف اعيش بعضك ولا بعد مابعد عنك...... يبقى هموت نفسي ورتاح من كل ده....."ا


صاح عليها  بجنون ...

"اقسم بالله ماهرحمك ياحياه لو فكرتي بس تبعدي عني وحتى لو بالموت هتلاقيني مدفون جمبكم 

في نفس التربه..... نزلي الزفته ديه وعاقلي ياحياة

وكفايه هبل لحد كده...... "


قربت اكثر الزجاج الحادة على عنقها لتصنع لها جراح  متفرقة وتسيل الدماء منها ببطء.... لم تبالي ولم تشعر بشيء وهي تهدر بها هي أيضاً بتحدي


"مش قبل متوعدني انك هتسلم وليد للبوليس 

مش قبل متوعدني انك مش هتحاول توسخ ايدك 

بدم واحد زي ده..... مش قبل متوعدني انك هتحافظ.على نفسك وعلى حياتك عشان خاطري وعشان خاطر بنت اخوك الى مش بتقولك غير يابابا ليه عايز تحرمني منك بعض ماحبيتك...

وليه عايز تحرم ورد منك بعد ماقلت لك يابابا ليه ليه ياسالم... عشان مينفعش تمشي ورأ كلام الحريم..... ولا عشان مش عايز تسمع كلام اكتر واحده بتحبك وخايفه عليك...... ليه بتعمل كده

فيه لــيــه..... "


حرك كلتا يديه في الهواء وهي يرى عنقها يسيل منه الدماء ببطء. 

"نزلي الازازه ياحياه.... رقبتك اتعورت كفايه 

جنان وشغل العيال ده و عاقلي...... "


ارتفعت عينيها عليه بعناد قاتل صارم الى ابعد حد وهي تقول...... 

"واضح كده انك عايز تدفني انهارده.... انا مش 

هنزلها من على رقبتي غير لم توعدني ياسالم 

اوعدني انك مش هتقتل اوعدني انك هتسلمه 

للحكومه وهمه يتصرفه معاه.... اوعدني وانا 

هصدقك لانك كلمتك و وعدك سيف على رقبتك 

اوعدني...... "


عض على شفتيه بغضب وهو ينظر الى عنقها الذي تسيل الدماء منه..... اغمض عيناه وتنهد بقوة

وهو يقول.... 

"اوعدك ياحياة.... "


ابتسمت بين دموعها وهي تنزل الانينة من على 

عنقها ببطء لتقذفها  بعيداً عنها..... 

رفعت عينيها عليه لتجد عيناه حمراء وينظر لها بعتاب جامح... دققت النظر في عيناه لتجد دمعة الم وخوف عليها تنزل على وجنته.....اقترب منها خطوتين ليقف امامها ومزال يرسل  لها نظرت عتابه وحزنه وألم قلبه بسبب تهديدها له بحياتها منذ قليل... 


ارتجفت شفتيها بخوف وهي تقول 

"سالم انا..... "


سحقا جسدها بين أحضانه بخوف بعتاب بحزن 

بخذلان من فعلتها ومن ضعف قلبه العاشق لها 

وهي للأسف لم تقدر ذلك وغرزت سكينتها الحادة في قلبه لتهدده بفقدانها ان لم ينفذ اوامرها !... 


ظل في أحضانها بعد الوقت...... دقائق ..... وقائق 

تمر وهم على هذا الوضغ.... همس لها بعتاب جامح 

في نبرة صوته..... 

"بتبتزيني بحياتك....... بتستغلي حبي ليكِ.... "


نزلت دموعها بين أحضانه وهي ترد عليه بصدق 

"انا عملت كده عشان خايفه عليك .......عشان بحبك... "


رد عليها ساخراً ....

"بالعكس انتِ انانيه ياحياه أنانيه اوي ..... "


ردت عليه بوجع من اتهامه لها...

"انا فعلاً أنانيه.... عشان عايزاك جمبي انا انانيه عشان بحبك..... لكن انت بقه عمرك ماحبتني ولا أثبت  انانيتك فحبك ليه وأقرب حاجه عايز تقتل وتدخل السجن وتنعدم بسبب ان نجع العرب ميعبش فيك لو سبت القانون هو اللي يحكم على ابن عمك مش انت ......"


تحدث وهو في احضانها..... نعم العتاب حاد بينهم ولكن القلوب تتشبث ببعضها بخوف من طوفان الفراق بينهم !....... 

"انا عملت ده كله عشانك عشان وجعك على حسن 

وورد الى اتحرمت من ابوها وهي عندها كام شهر "


نزلت دموعها وهي ترد عليه ....

"حسن مات وانتقامك مش هيغير حاجه..... بالعكس ده ممكن يحرمني منك ويحرم ورد من وجودك في حياتها..... سالم انا بحبك.... حسن كان جوزي قبلك  مش هنكر وموته كسرني وحطم قلبي ويمكن حسيت ان الحياه وقفت بعد موته ....لكن من ساعة جوزنا وانا بقيت أحس بحاجة طعمها مختلف معاك وكاني اول مره احب واول مره اخاف واول مره اشتاق....سالم الى جواي ليك مش بس حب اتخلق جواي عشان اكتشفنا اننا بنكمل بعض الى جوايا ليك مش بس واحده عشقتك وتمنت رضاك ..الى جوايه ليك طفله... طفله يتيمه لقت ابوها  فحضنك لقت اخوه في اهتمامك وخوفك.... لقت الصديق في كلمتين قولتهم ليك وانت كنت افضل صديق بينصحها وبيوجها للصح .... لقت الحبيب وزوج في كلمه حلوه ولمسه حنينه...... انت مش بس حب و زوج يسالم انت عوضتني عن اهلي الى عمري ماشوفتهم انت بقيت عيلتي ودنيتي ليه عايزني ارجع يتيمه  تاني ياسالم ....لـيـه...... "


مع كل حرف قلبها ينزف وجع وحسرة ودموع تنزل بغزارة...

قصة سالم وحياة ليست قصة حب ومرت بل هي 

قصة اجتياح..... اجتياح افترس قلوبهم بشراسة 

ليهلك حصون قلوبهم ويجعلهم للعشق مسالمين !..


ابتعد عنها قليلاً وعيناه لا تحيد عن عينيها وهو يحاول قدر الامكان ان يصلح مافسد بينهم ...

"واضح ان انا الى طلعت اناني...."


انزلت دموعها بحزن لتخفي دموع عينيها التي تنزل بدون توقف ......رفع وجهها بطرف اصابعه....ليجبرها على النظر اليه وهو يتحدث بحنان....

"ينفع تبطلي عياط وتهدي شويه......."


هزت راسها وهي تمسح عينيها بكف يدها كالاطفال..... 

ابتسم بحزن وهو يتطلع عليها بتراقب....هبطت 

عينا سالم على الجروح الطفيفة التي في عنقها 

كان ينزل من كل جرح منهما  قطرات من الدم.... 


سحب الوشاح الرجالي الذي كان حول عنقه وبدون تفكير بدء يمسح الجروح من دماء  ببطء وخوف... 


أغمضت حياة عينيها بوجع ونزلت دموعها من عشق افترس قلبها بقوة مدمر كل حصون تمنع دخوله الى قلبها.......

"ومستغرب اني أنانيه ليه في حبك "

هتفت داخلها وهي تغمض عينيها بقوة تألم

اشتياق لقلباً عاشقًا له...... 


"بتوجعك لدرجه ديه.... "همس بحنان ناظراً الى عينيها المغمضة بقوة..... 


اكتفت بهز راسها بي (نعم) ولكن هي لم تشعر بألم 

جروح عنقها قط ....بعد أقتراب أنفاسه وحنانه و اهتمامه الطاغي الآن عليها وكانها تخدرت جسداً وعقلاً.........


شعرت به يزفر بحنان على عنقها بتمهل وخوف 

ويداه تطبطب بهذا الوشاح على جروح عنقها 

الطفيطة....ويدهُ الآخرة تسير على عمودها الفقري 

ببطء وحنان وكأنه يمحي اوجعها بهذا الحركة... 


نزلت دموعها وهي تفتح عينيها الحمراء قائلة بصوت عاشقة..... 

          "تفتكر هحبك اكتر من كده إيه..... "


نظر لها ولم يفهم سر جملتها ولكنه كان كل قلقه مصوب على تلكَ الجروح..... أبتعد عنها قليلاً 

وأمسك الوشاح ووضعه على عنقها بطريقه 

عشوائية وهو يقول بهدوء..... 

"لازم نروح المستشفى عشان ويطهرو الجرح ده كويس ..... "

اومات له بدون كلمة واحده...... لتجده يحملها على يداه باتجاه سيارته....... 


قالت حياة بنبرة اعتراض.... 

"سالم بتعمل إيه الموضوع مش مستاهل انك تشلني انا كويسه..... "


رد عليها بإصرار متيقن وهو يفتح باب السيارة

"بس انا حاسس انك مش كويسه ياحياة... "


نظرت له وفغرت شفتيها بدهشة فهي حقاً ليست 

بخير تعاني من دوار حاد منذ اكثر من اسبوعين 

وهي لم تفكر يوماً في استشارت سالم بهذا التعب بما انه تخصص طبيب نسا وتوليد  وانه لم يعمل بمهانته ابداً ولكن  لديه خبره ولو بسيطة في طب ويتذكر جيداً مادرس..... ولكنها كاعادتها ستضيع مع ما تواجهُ الان ، فهذا الأهم ! .......


بعد ثلاث ساعات وصل سالم امام بيت رافت شاهين وقد حل اليل عليهم..... نظر لها وجدها غفيت على مقعدها بجانبه.....دقق النظر لها بحزن ليجد الارهاق اخذ من ملامحها مكان ليسكن به وكذلك الحزن ..


مسد على حجابها وهو يقول بحزن..... 

"كان ممكن يجرأ ليه حاجه انهارده بسبب 

جنانك... "


مسد على حجابها وهو يفتح باب سيارة ونهض  للخارج ..... وفتح الباب من ناحية حياة

ليحملها على ذراعه بخفة.....


دخل البيت بعد ان فتحت له مريم الخادمة.... 

شهقت مريم وهي تقول بعفوية... 

"بسم الله الرحمن الرحيم.... مالها ست حياة ياسالم  بيه...... "


"ملهاش كويسه ....ورد فين والحاجه راضية 

ووالدي .. "


ردت عليه مريم بتوتر... 

كل واحد في اوضته يابيه ..ورد اكلتها ونامت من شويه..... "


صعد على سلالم البيت باتجاه غرفة نومهم ومزالت حياة غافية على ذراعه.....سألها بشك... 

"هو محدش يعرف ان حياه خرجت من البيت.... "


كان يعطي مريم ظهره ويقف ببرود ينتظر اجابتها

ردت مريم بتلعثم..... 

"لاء محدش يعرف..... لان ست ريم قالت ليه اقول للحاجه راضيه والحاج رافت لو سألوه عليها انها 

في اوضتها نايمه...... وانا بصراحه عملت كده.. "


كانت تفرق في يدها بتوتر..... لم يرد عليها سمع الحديث وهو يصعد للأعلى وهو يتمتم بحنق 

من تصرفات كليهما (ريم)و(حياة)...


وضعها على الفراش وخلع لها هذا الحجاب وتلك العباءة حتى ترتاح في نومها كانت نائمة وهو يبدل 

ملابسها وكانها في غيبوبة لن تفيق منها الآن.... 


"مش معقول لدرجة دي تعبانه..... "تمتم وهو يشغل التكييف وغطاها بشرشفة خفيفة قليلاً حتى لا تتعب من هذا المكيف...... 


وقف في شرفة غرفته وهو ممسك سجارته بين 

إصبعيه .....ومسك الهاتف فاليد الاخرة وهو 

يزفر الدخان الرمادي بحنق....... اتى له صوت 

جابر عبر الهاتف...... 


هتف سالم بخشونة وضيق من فعلت هذا الغبي ...

"جابر..... اسمعني ومش عايز كتر كلام لسه حسابي معاك مجاش وقته ..... انا عايزك تسمعني بكره  الصبح تاخد وليد و....... 


             الفصل الثانى والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-